ارتش مصری در جنگ روسیه، شناخته شده به نام جنگ کریمه
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
ژانرها
إن سلستره حصن في الدرجة الرابعة من الأهمية، ويحيط به فقط سور وخندق صغير الحجم جدا؛ ومع ذلك فإنها رهيبة القوة يخشاها العدو بسبب تلك الحلقة من الطوابي التي تكتنفها من كل جانب، وجميع الآكام محصنة كذلك باستحكامات حفرت في قمتها ولا بد من الاستيلاء عليها قبل الاستيلاء على الحصن بالذات، ونهر الدانوب عند سلستره ليس متسعا، وفي الواقع إن الروس من البطاريات الموضوعة على جانب النهر في ولاشين
Wallachain ، استمروا يطلقون النيران بدون انقطاع من ثمانية مدافع تقذف قنابل طول الواحدة 21 بوصة، ومن مدافع أخرى ثقيلة مشهورة باسم (هويتزر)، وفي سلستره مدفع يدل على مدخل المدينة من ناحية بوابة إستانبول؛ غير أن البطاريات التي على الساحل الآخر أحدثت ثقوبا في جسر سلستره؛ فكان الدخول إليها خطرا في جميع الأوقات، وقد عاينا ونحن نجتاز البوابة البقعة التي قتل فيها موسى باشا بانفجار قنبلة، وهو خارج من المكان المعد للوقاية من فتك القنابل، وهنا كذلك فاجأت قذيفة شبيهة بالقنبلة المنفجرة فرقة من الباشبوزق في اللحظة التي كان اليوزباشي (سيموند
Simond ) يزور فيها طابية العرب، وهنا تقابلنا مع عمر باشا، وقد حضر من فوره من شملا فأطلقت جميع بطاريات المدينة والحصن ثلاث طلقات؛ إيذانا بوصوله وتحية لقدومه، وما كاد سعادته ينتهي من زيارة المواقع الروسية حتى تفضل كرما منه وأمر أن تبقى وضعية الأشياء في طابية العرب كما هي دون إحداث أي تغيير ريثما أفرغ من رسم المواقع (وهو الرسم المنشور بعد هذه الصفحة).
أما الشارع الذي اجتازته صفوفنا في سيرها إلى المساكن التي أعدها لنا إبراهيم باشا ففيه حفائر واسعة، عمق الواحدة منها خمس أقدام وعرضها ثلاث، والبعد بين كل حفرة وأخرى عدة ياردات، وفي هذه الحفائر شظايا من قنابل الروس، وسقوف المنازل جميعها مثقوبة كثيرا أو قليلا بفعل هذه القنابل الشديدة الفتك، والحيطان المشتركة كثيرة الثقوب كذلك، أما المآذن فقد اخترقت القنابل عددا كبيرا منها، ومع أن كثيرا من هذه المآذن قد أصيب بالعطب الشديد فلم تسقط واحدة منها، كما أن المنازل ظلت ثابتة في أماكنها تقاوم ضربات النيران بكل رسوخ وثبات، فكأن أبنية سلستره شاركت حماتها في روحهم، وعقدت العزم مثلهم على ألا تسلم بالسقوط بأي ثمن.
حصن طابية العرب من الداخل نقلا عن الجريدة الإنكليزية المصورة «ذي اللستريتد لندن نيوز
THE Illustrated London News » بالعدد 25 الصادر بتاريخ 29 يوليو سنة 1854 ص 96 ويرى فيه بعض الجنود المصرية بعد انكسار الروس وانسحابهم من أمام سلستره.
ويكاد يكون من اللغو أن نقول: إنه لم يبق في سلستره ساكن واحد فقد طلب جميعهم السلامة من الخطر بالالتجاء إلى المغارات التي حفرت في بطون الربى من جوانبها، وأقاموا فيها آمنين، على أنهم عانوا بلا ريب ما عانوا لحرمانهم من الحركة، وأحيانا لحاجتهم إلى الطعام، ولكنهم على كل حال كانوا في مأمن، أما العساكر وحدهم فقد ظلوا في هذه المدينة في نقطهم بالقرب من التحصينات حتى يمكن حشدهم في أسرع وقت، وكانت في الترسانة خيمة الملازم (ناسميث
Nasmyth ) واليوزباشي (بتلر
Butler ) هذان الشهمان اللذان دافعا عن سلستره دفاعا قدره الأتراك أحسن تقدير.
وقد أبى القدر أن يمهل اليوزباشي (بتلر) بعد رفع الحصار عن سلستره فمات بعد ثمانية أيام من جرحه الذي أصيب به في طابية أيلاني، وقد قام الأتراك بما يجب نحوه فأحاطوا جثمانه بمظاهر التشريف والتكريم، وقد شيعه حتى مثواه الأخير في مدفن الأرمن يوزباشي من كل بلوك في الحامية، وأطلق السلام الحربي فوق قبره، وأمر عمر باشا أن يقام تذكار لائق تخليدا لاسمه الذي سيظل مذكورا بين الأتراك مثالا للضابط الشجاع الذي برهنت أفعاله أكثر من مرة على شهامته وجسارته الفائقة.
صفحه نامشخص