جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرها
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم(213) {كان الناس أمة واحدة} متفقين على دين الإسلام فاختلفوا {فبعث الله النبيين} روي عن ابن عباس أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون على شريعة من الحق فاختلفوا وقيل: الناس نوح ومن كان معه في السفينة فبعث الله النبيين لأجل اختلافهم {مبشرين} المطيع المحق بالجنة {ومنذرين} العاصي المبطل من النار{وأنزل معهم الكتاب بالحق} يريد الجنس أو مع كل واحد منهم كتابه {ليحكم الله} أو الكتاب أو النبي المنزل عليه بين الناس {فيما اختلفوا فيه} أي: في الحق ودين الإسلام الذي اختلفوا فيه بعد الاتفاق، {وما اختلف فيه} أي: في الحق {إلا الذين أتوا الكتاب} أي: إلا الذين أتوا الكتاب المنزل لإزالة الاختلاف، أي جعلوا نزول الكتاب لإزالة الاختلاف سببا في زيادته واستحكامه {من بعد ما جاءتهم البينات} أي: من بعد ما تمكنوا من معرفة الآيات الموجبة لزوال الاختلاف، {من بعد ما عرفوها} وفيه تشنيع عليهم لارتكابهم القبيح مع علمهم بقبحه {بغيا بينهم} أي: حسدا بينهم وظلما لحرصهم على الدنيا وقلة إنصاف منهم {فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه بإذنه} أي: فهدى الله الذين أمنوا للحق الذي اختلف فيه من اختلف بإذنه أي بعلمه وإيرادته {والله يهدي} أي يلطف ويوفق {من يشاء} هدايته وفطنة حكمته {إلى صراط مستقيم} ثابت والمراد طريق الحق ودين الإسلام.
صفحه ۱۷۴