ليس له في ملكه وزير........... ولا له في أمره مشير وأنه رب السموات العلى........... بالملك والقهر على العرش علا
شيء فما تشبهه الأشياء ........... لأنها من حقها الفناء
وواصف الرحمن بالزوال........... فهو أخو كفر وذو ضلال
ومثله من قال ذو الآلاء........... يشبه واحدا من الأشياء
من ثم لا يوصف بالسرور........... والفرح الظاهر بالأمور
كذاك الغم والحزن هما ........... ضد لما في الوصف قد تقدما
وإن وجدت مقتضاه ذكرا ........... في خبر فهو مجاز شهرا
إذ المراد لازم السرور........... من الثواب ومن الأجور
وإن أتى في وصفه التعجب........... فحمله على المجاز يجب
كقوله: ما أصبر الكفار........... اسمع بهم ابصر بهم جهارا
فذاك وصف منه قد جرى على.........وفق الخطاب في مقامات الاولى
ولم يرد حقيقة التعجب........... إذ علمه بذاك لم يستغرب
لكن لمثل حالهم نستغرب........... نحن لهذا حسن التعجب
والله لا يوصف بالفساد........... من كل شيء كان من العباد
فلا يقال إنه قد أفسدا ........... لما رأينا من فساد قد بدا
بل كله لحكمه وإن خفي........... ظهورها على الورى فلتعرف
وإنما يقال: مفسد لمن........... أفسد شيئا كان فيه مرتهن
وذلك المأمور والمنهي........... وربنا عن كل ذا علي
ولا يجوز في الصفات الأصل........... تعجب وجائز في الفعل
تقول في أفعاله: ما أحكمه ........... ولا تقل في علمه: ما أعلمه
لأنه يكون في التعجب........... إشارة إلى لطيف السبب
ولم يكن لوصفه أسباب........... حتى يقال: إنه عجاب
ولا أقول: إنه ممنوع........... لأنه جاء بلا مسموع
في آية من سورة الكهف أسمع........... في قوله أسمع به وأبصر
فإنه تعجب في البصر ........... والسمع وهو من صفات الكبر
ومشرك بالله ذي الجلال ........... واصفه حاشاه بالزوال
باب في ألفاظ الصفات
لم يزل الله قديرا عالما........... ونحو هذا جائز كن فاهما
صفحه ۶