الحمد لله الذي فقه من أراد به خيرا في دينه ، ووفقه لاستقامة أمره واستدامة يقينه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالحق وأمينه ، وعلى آله وأصحابه الذين بينوا شرعه المستقيم غاية تبيينه ، أما بعد فيقول الراجي للقبول ، عبد الغني بن النابلسي الحنفي عامله الله تعالى بلطفه الخفي ، هذا شرح لطيف المباني ، كثير المعاني ، وضعته على المقدمة المشهورة بالكيدانية ، المسمات بعمدة المصلي ، المنسوبة للإمام لطف الله النسفي ، المشهور بالكيداني رحمه الله طلب مني ذلك بعض الطلاب ، والله الهادي إلى سبيل الصواب ، وقد سميته الجوهر الكلي شرح عمدة المصلي ، وأسأل الله تعالى أن ينفع بذلك ، فإنه القدير المالك ، قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم إضافة الاسم إلى لفظة الجلالة ، إشارة إلى قصد الابتداء بكل اسم لله تعالى إجمالا فالرحمن الرحيم تفضيل له إذ ظهور الأسماء إنما هو بصفة الرحمة في الدنيا والآخرة ، الحمد أي الوصف بالكمال الحقيقي التوفيقي لله أي الواجب الوجود بالذات المنزه عن إمكان مشابهة الكائنات رب أي مالك أو مربي ، والتربية إيصال كل شيء إلى كماله بالتدريج العالمين جمع عالم ، وهو جنس مما سوى الله تعالى مجعول علامة على صانعه يظهر عندها ظهورا خاصا ، والصلاة أي الرحمة الشاملة والنعمة الكاملة والسلام أي الأمان في الدارين من لحوق نقص وشين على رسوله أي المرسل من الله تعالى إلينا بهذا الشرع القويم والدين المستقيم محمد اسمه - صلى الله عليه وسلم - وآله أي من آل إليه يعني رجع بنسب وهو أهل بيته المؤمنون به - صلى الله عليه وسلم - أو باتباع وهم كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة وصحبه اسم جمع كركب والمقول في موضع المفرد صحابي وهو كل من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الثقلين يقظة مؤمنا به ومات على ذلك أجمعين تأكيد للآل والصحب
صفحه ۲