جوهر انسانیت

زینب کاتیف d. 1450 AH
168

جوهر انسانیت

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

ژانرها

1

وإذا كنت تعتقد أن عمر أحد معارفك أكبر أو أصغر من عمرك بعشر سنوات، فإن احتمال أن يكون عيد ميلاده في نفس يوم عيد ميلادك وفي نفس الشهر ونفس السنة يبلغ 1 إلى 12 × 30 × 10، أي 1 إلى 3600. وإذا كنت تعرف أنك ولدت في الساعة الخامسة صباحا، فإن احتمال أن يكون صديقك ولد في الساعة نفسها واليوم نفسه والشهر نفسه والسنة نفسها التي ولدت أنت فيها هو 1 إلى 12 × 30 × 10 × 24، أي 1 إلى 86400. بعبارة أخرى: كلما زاد تحديدك لتفاصيل عيد ميلادك، قلت فرص لقائك بشخص في مثل عمرك تماما. لا تعني الأرقام التي حسبناها للتو أنك لا بد أن تقابل 86400 شخص قبل أن تعثر على شخص ولد في الوقت نفسه في اليوم نفسه من الشهر نفسه والسنة نفسها التي ولدت فيها. فربما تنطبق هذه المواصفات على أول شخص تلتقي به. إلا أن احتمالات عدم حدوث هذا تقدر بنحو 86400 إلى 1. كما أن احتمالات عدم فوزك باليانصيب في المملكة المتحدة (ستة أرقام كل منها بين 1 و50، مع رقم «إضافي»)، تقدر بنحو 14 مليونا إلى 1. إن الاحتمال هو نقيض اليقين، وما ينطبق عليه ينطبق على المخاطر. فإن حساب مخاطر حدوث شيء ما لا يعني أن هذا الشيء سيحدث فعلا؛ وإنما يعبر هذا فقط عن احتمال أنه ربما يقع.

2

يكون احتمال وفاة أي شخص 1، لكن يعتمد احتمال وفاته في سن معينة بوضوح على هذه السن؛ ففي سن 16 يكون 1 من ألفين، وفي سن المائة يكون 1 من 2. يتفاوت كذلك خطر الوفاة إثر مرض معين إلى حد كبير . ففي أي نوع من أنواع السرطان يكون خطر الوفاة 1 من 4 (في الذكور) أو 1 من 5 (في الإناث). ويشكل سرطان الرئة نحو 1 من 4 من كافة أنواع السرطان التي تصيب الذكور، ونحو 1 من 6 من جميع أنواع السرطان لدى الإناث؛ ومن ثم يمثل خطر الوفاة إثر سرطان الرئة 1 من 4 × 4، أي 1 من 16 (فعليا 1 من 14) في الذكور، و1 من 5 × 6، أي 1 من 30 (فعليا 1 من 25) في الإناث. يعبر هذا عن المتوسط، فتكون النسبة أعلى لدى المدخنين؛ نحو 1 من 8 بناء على مقدار استهلاك الفرد من الدخان وجنسه. أرجو أن ينتبه المدخنون إلى أن خطر وفاتهم بسبب أزمة قلبية يكون أعلى بكثير من خطر الوفاة إثر الإصابة بسرطان الرئة. يلعب السن أيضا دورا في الإصابة بمرض السرطان؛ فيمثل خطر إصابة سيدة بسرطان الثدي - الذي يموت أقل من نصف السيدات بسببه حاليا - 1 من 11 عندما تكون المرأة في سن الخامسة والثمانين، ويكون في سن الأربعين تقريبا 1 من 220، وبين سن العشرين والثلاثين يكون 1 من 2165. لنفكر في التطعيم ضد الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري؛

3

فيكون خطر إصابة طفل لم يحصل على التطعيم بمرض السحايا البكتيري نحو 1 من الألف. أما إذا حصل على التطعيم فتكون النسبة 1 من المائة ألف. كما تكون نسبة تسبب المصل في الإصابة بالمرض أقل من 1 في العشرة ملايين؛ فلم ترد أي حالات إصابة ناتجة عن التطعيم ضد التهاب السحايا من النوع «ج»، رغم حقيقة أن 14 مليون طفل يطعمون به في المملكة المتحدة. ونتيجة لبرنامج التطعيم يتلاشي تدريجيا الميكروب المسبب للمرض، كما أن عدد الحالات الجديدة في انخفاض. صحيح أن من بين هؤلاء الأطفال الذين يقدر عددهم بأربعة عشر مليون أصيب 16 ألفا

4

بأعراض جانبية؛ مثل نوبات دوار وصداع، لكنها تعتبر أمرا طبيعيا في أي علاج؛ كذلك حدثت 11 حالة وفاة،

5

لكن لم يكن أي منها بسبب الإصابة بالتهاب السحايا من النوع «ج» نتيجة للقاح.

صفحه نامشخص