جوائز ادب جهانی: مانند جایزه نوبل
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
ژانرها
وهذه هي أسباب منح الجائزة في عشر سنوات متواليات، لم تذكر فيها اللجنة كتابا خاصا من كتب هؤلاء الأدباء، ولم تخالف هذه السنة بعد ذلك إلى السنة الأخيرة، ولا نظنها تخالفها بعد اليوم ما دامت تقيم جوائزها على أساسها الذي استقرت عليه، وهو تقدير الرسالة الإنسانية التي ينهض بها الكاتب المختار، وليس من الاستثناء تنويهها بعمل المؤرخ الفيلسوف مومش في تاريخ رومة؛ لأن التواريخ الرومانية - على اختلاف أبوابها - كانت هي رسالة العمر كله في حياة هذا المؤرخ الفيلسوف، وقد عرفته بهذه الرسالة أمم الشمال قبل منحه الجائزة، كما عرفته بها أمته الألمانية؛ فتبرعت له الدنمرك، وهو دون الثلاثين، بهبة مالية تعينه على زيارة رومة لجمع رسومها الأثرية، وعينته دولة بروسيا، وهو دون الأربعين، مديرا لمتحف الآثار الرومانية، وامتدت بحوثه إلى كل جانب من جوانب التاريخ الروماني، كإحصاء أنواع العملة النقدية في أرجاء الإمبراطورية، وتقسيم مبادئ التشريع الإدارية في دواوينها، ومراجعة بقاياها المهجورة في أنحاء سويسرة، وغيرها من أقطار أوروبة التي بسطت نفوذها عليها.
فكتاب تاريخ رومة لم يكن منفردا بالتنويه في تقدير اللجنة؛ لأنه عمل مستقل بموضوع مادته بين أعمال المؤرخ الفيلسوف، وإنما كان محل التنويه؛ لأنه جزء من رسالته، وعنوان لسائر مباحثه وموضوعاته، وكلها موضوع واحد داخل في مدلول ذلك العنوان. •••
ويعود الأمر في ذلك كله - أو معظمه - إلى طبيعة الجائزة العالمية، وطبيعة اختصاصها.
أو يعود الأمر إلى الوظيفة التي تؤديها الجائزة، والقاعدة التي بنيت عليها.
فإن نظام التخصيص والتوزيع قد سرى إلى الجوائز، كما يسري إلى كل شيء في هذا العصر: عصر توزيع العمل وتقسيم الملكات والكفايات.
لقد بدأت شائعة متشابهة، ثم تخصصت بعد طول العهد بتطبيقها، فتطرقت إلى أنواع شتى، لا يغني نوع منها عن سواه، ولا تصلح جائزة منها بديلا عن جائزة أخرى.
وأشهر هذه الأنواع العصرية نوعان: جائزة التقدير، وجائزة التشجيع.
فالجائزة التقديرية يدل اسمها على وظيفتها وغايتها، فإن الكاتب إنما يستحق التقدير لأعمال كثيرة، وعهد طويل بالإنتاج الأدبي الناضج، والخبرة الفنية التي يستقل فيها بقدرته وبحقه في التقدير، ويسمى التقدير أحيانا بالتتويج؛ لأنه يأتي بعد أمد طويل تاجا على رأس أعماله جميعا، وتنويها برسالته الفكرية التي تبين فيها قدرته، وقد تتبعها مؤلفات أخرى له، ولكنها لا تزيد في قيمة العمل، وإن زادت في العمل والمقدار.
أما الجائزة التشجيعية كما يدل عليها اسمها، فهي دليل على الأمل في إنتاج الكاتب لما هو خير من عمله الذي كوفئ عليه، واستنهاض له لبلوغ المنزلة التي يستحق عليها التقدير والثناء على جملة أعماله، وأكثر من ينالون هذه الجائزة من الناشئين الموهوبين الذين يستحقون النجاح، ولا يدركونه بغير تنبيه من ذي شهادة يوثق بها في هذا المقام.
وهناك حالة ثالثة تتوسط بين التقدير والتشجيع، وهي الحالة التي يجب فيها التنويه بعمل فني ممتاز، يأتي به كاتب جاوز سني التشجيع، ولم ينته من أداء رسالته الكاملة في عالم التأليف ... وهذه هي حالة «الكتاب الواحد» الذي يدل على التفوق والامتياز، ولكنه لا يحتوي في موضوعه، ولا في غايته رسالة حياة.
صفحه نامشخص