جوائز ادب جهانی: مانند جایزه نوبل
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
ژانرها
وسبب غير هذا من دواعي التفاوت في أحكام اللجنة، وهو أنها - في الواقع - لجان عدة، وليست بلجنة واحدة في تكوين أعضائها، فإن الذين يحكمون اليوم في الجوائز غير الذين كانوا يحكمون فيها قبل خمسين سنة ... ومن هنا يأتي الاختلاف لا محالة في الأذواق والأفكار.
ومن أهم أسباب التفاوت في الأحكام أن اللجنة مرتبطة بالحكومة في دولتها؛ لأن جوائزها تصدر من هيئات رسمية، وتوزع في محافل يشهدها رؤساء الدول؛ فمن العسير على اللجنة أن تتجاهل مواطن الحرج السياسي في علاقة الدولة بسائر الدول الكبرى والصغرى، وبخاصة في مسألة السلام، أو مسألة التمييز بين من يخدمه ومن يجني عليه.
وشبيه بذلك موقف اللجنة في توزيع الجوائز بين الأمم، فربما تعمدت أن تتخطى أديبا كبيرا في أمة كثر فيها المستحقون للجائزة، وتعمدت أن توجهها إلى من هو دونه في أمة أخرى، حذرا من مظنة المحاباة.
وبعض هذه الأسباب صالح لتسويغ كثير من المفارقات في تقدير اللجنة، ولكنه لا يصلح لتسويغها جميعا؛ لأن التفاوت يحصل أحيانا بين أديبين متساويين في جميع مزايا الترشيح والترجيح، ويحصل كذلك أن تتغاضى اللجنة عن نزعة التشاؤم في بعض الكتاب ولا تتغاضى عنها في غيره، وأن تنظر إلى السلوك «الشخصي» مرة، ولا تنظر إليه مرة أخرى، وقد يكون الاعتماد على الواقع في بيان هذه المفارقات أولى من الاعتماد على الرأي والنظر ... وفي تجارب اللجنة خلال السنين غناء عن مناقشة الآراء والنظرات، مما سنبينه في الصفحات التالية إن شاء الله.
أكبر من الجائزة
تقدم أن جوائز الأدب العالمية تتعرض للتفاوت في أحكامها لأسباب شتى غير المحاباة وغير الخطأ في التقدير.
تتعرض للتفاوت في الأحكام أحيانا؛ لأنها مقيدة بشروط تلاحظ إلى جانب الإجادة الفنية والمقدرة الأدبية؛ أو لأنها تمتد بأعمالها زمنا طويلا تختلف فيه الأذواق والمقاييس من سنة إلى سنة، ومن حقبة إلى حقبة ... فضلا عن تغير الأعضاء المحكمين جيلا بعد جيل.
ولكن بعض الحالات التي يظهر فيها التفاوت ظهورا بينا لا تكفي لتفسيرها - أو لتفسيرها كلها على الأقل - ولا بد من الرجوع إلى الواقع مرة أخرى لتفسير تلك الحالات التي يعوزها التفسير، بل التفسير الكثير.
وأصلح الأسماء للاختيار في هذا الصدد، تلك الأسماء التي برزت على الأفق بروزا لا يخفى على أحد، وصح فيهم قول القائلين: إنهم أكبر من الجائزة بالقياس إلى الحد الوسط بين مستحقيها، وليس قصارى القول فيهم اليوم أنهم يستحقونها أو لا يستحقونها.
ونكتفي بأربعة منهم في هذا الحديث، نختارهم من أمم متعددة، تجنبا للأمور العارضة التي قد تنحصر في أمة واحدة.
صفحه نامشخص