385

جواهر حسان در تفسیر قرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرها

وقوله سبحانه ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن الآية هذه الآية نزلت في ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال الحسن وفي معتب بن قشير معه واختصار ما ذكره الطبري وغيره من أمره أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعل لي مالا فإني لو كنت ذا مال لقضيت حقوقه وفعلت فيه الخير فراده النبي صلى الله عليه وسلم وقال قليل تودي شكره خي رمن كثير لا تطيقه فعاود فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا تريد أن تكون مثل رسول الله ولو دعوت الله أن يسير الجبال معي ذهبا لسارت فأعاد عليه حتى دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت به المدينة فتنحى عنها وكثرت غنمه حتى كان لا يصلي إلا الجمعة ثم كثرت حتى تنحى بعيدا فترك الصلاة ونجم نفاقه ونزل خلال ذلك فرض الزكاه فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مصدقين بكتابه في أخذ زكاة الغنم فلما بلغوا ثعلبة وقرأ الكتاب قال هذه أخت الجزية ثم قال لهم دعوني حتى أرى رأي فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه قال ويح ثعلبة ثلاثا ونزلت الآية فيه فحضر القصة قريب لثعلبة فخرج إليه فقال أدرك أمرك فقد نزل فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغب أن يؤدي زكاته فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الله أمرني أن لا آخذ زكاتك فبقي كذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ورد ثعلبة على أبي بكر ثم على عمر ثم على عثمان يرغب إلى كل واحد منهم أن يأخذ منه الزكاة فكلهم رد ذلك وأباه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فبفي ثعلبة كذلك حتى هلك في مدة عثمان وفي قوله تعالى فاعقبهم نص في العقوبة على الذنب بما هو أشد منه

قوله إلى يوم يلقونه يقتضي موافاتهم على النفاق قال ابن العربي في ضمير يلقونه قولان أحدهما أنه عائد على الله تعالى والثاني أنه عائد على النفاق مجازا على تقدير الجزاء كأنه قال فاعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه جزاءه انتهى من الأحكام ويلمزون معناه ينالون بالسنتهم واكثر الروايات في سبب نزول الآية أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بأربعة آلاف وامسك مثلها وقيل هو عمر بن الخطاب تصدق بنصف ماله وقيل عاصم بن عدي تصدق بمائة وسق فقال المنافقون ما هذا إلا رياء فنزلت الآية في هذا كله وأما المتصدق بقليل فهو أبو عقيل تصدق بصاع من تمر فقال بعضهم إن الله غني عن صاع أبي عقيل وخرجه البخاري وقيل أن الذي لمز في القليل هو أبو خيثمة قاله كعب بن مالك

صفحه ۱۴۴