[سورة البقرة]
[آية 1]
من المحدثين هي سر الله في القرآن وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا يجب أن يتكلم فيها ولكن يؤمن بها وتمر كما جاءت وقال الجمهور من العلماء بل يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها واختلفوا في ذلك على اثني عشر قولا فقال علي وابن عباس رضي الله عنهما الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها وقال ابن عباس أيضا هي أسماء الله أقسم بها وقال أيضا هي حروف تدل على أنا الله أعلم أنا الله أرى وقال قوم هي حساب أبى جاد لتدل على مدة ملة محمد صلى الله عليه ولم كما ورد في حديث حيي بن اخطب وهو قول أبي العالية وغيره ت وإليه مال السهيلي في الروض الأنف فانظره قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الاسم من ذلك الذال والألف واللام لبعد المشار إليه والكاف للخطاب واختلف في ذلك هنا فقيل هو بمعنى هذا وتكون الإشارة إلى هذه الحروف من القرآن وذلك أنه قد يشار بذلك إلى حاضر تعلق به بعض غيبة وقيل هو على بابه إشارة إلى غائب واختلفوا في ذلك الغائب فقيل ما قد كان نزل من القرآن وقيل غير ذلك انظره ولا ريب فيه معناه لا شك فيه وهدى معناه إرشاد وبيان وقوله للمتقين اللفظ مأخوذ من وقى والمعنى الذين يتقون الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب معاصيه كان ذلك وقاية بينهم وبين عذابه قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقانهم ينفقون يؤمنون معناه يصدقون وقوله بالغيب قالت طائفة معناه يصدقون إذا غابوا وخلوا لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا وقال آخرون معناه يصدقون بما غاب عنهم مما أخبرت به الشرائع وقوله يقيمون الصلاة معناه يظهرونها ويثبتونها كما يقال أقيمت السوق ت وقال
صفحه ۳۰