... حكي أن بعض الأمراء سمع عن رجل من أهل الله تعالى أنه قال: من رآني ضمنت له على الله الجنة، فقال الأمير: كيف ساغ لهذا الرجل أن يقول مثل هذا الكلام، مع أن رؤية أبي جهل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم تفده، فقال له بعض من سمعه: إنما أراد الشيخ بقوله: من رآني رؤية ولاية، وأبو جهل لو رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رؤية نبوة لم تفته السعادة، على أنه قيل: تخفيف العذاب عمن شرف برؤيته.
يا أرمد العين قم قبالته ... فداو باللحظ نحوه رمدك
... فائدة: رأيت في بعض التذاكر أن من أصابه الرمد يقف تجاه الحضرة الشريفة، وينشد هذين البيتين مرات، فإنه يزول رمده. قال: وقد أصابني الرمد مرة ففعلت كذلك، فزال ما اشتكيه، والبيتان هما هذان:
أنت الملاذ وأنت الغوث ... للبشر من معجزاتك رد العين للنظر
فانظر إلي لعلي إن رأى فرجا ... فبحر جودك يبري شدة الضرر
... وفي ((الفوائد الشرجية)) ما يقرأ أو يكتب للرمد قوله:
إذا ما مقلتي رمدت فكحلي ... ترب مس نعل أبي تراب
هو الباكي في المحراب ليلا ... هو الضاحك في يوم الضراب
... ومما يكتب للرمد، وهو مروي عن ابن عجيل اليماني:
يا نظري بيعقوب أعيذكما ... بما استعاذ به إذ مسه الكمد
قميص يوسف إذ جاء البشير به ... بحق يوسف أذهب إليها الرمد
... قال في ((المواهب اللدنية)): أنبئت أن العلامة أبا عبد الله بن رمثد قال: لما قدمنا المدينة الشريفة سنة أربع وثمانين وستمائة، كان معي رفيقي الوزير أبو عبد الله بن أبي القاسم بن الحكيم، وكان أرمد العين، فلما وصلنا ذا الحليفة، نزلنا عن الأكوار، وقد قوي الشوق لقرب المراد، ونزل وبادر إلى المشي على قدميه احتسابا لتلك الآثار، وإعظاما لمن حل هاتيك الديار، فأحس بالشفاء، فأنشد لنفسه في وصف الحال، فقال:
صفحه ۲۲