جواهر حسان در تفسیر قرآن

Abu Zayd al-Tha'alibi d. 873 AH
94

جواهر حسان در تفسیر قرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرها

وقوله تعالى: { قال لا ينال عهدي الظلمين } ، أي: قال الله، والعهد فيما قال مجاهد: الإمامة.

[2.125-126]

وقوله تعالى: { وإذ جعلنا البيت } ، أي: الكعبة { مثابة } ، يحتمل من ثاب إذا رجع، ويحتمل أن تكون من الثواب، أي: يثابون هناك، «وأمنا» للناس والطير والوحوش؛ إذ جعل الله لها حرمة في النفوس؛ بحيث يلقى الرجل بها قاتل أبيه، فلا يهيجه، وقرأ جمهور الناس: «واتخذوا»، بكسر الخاء؛ على جهة الأمر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ نافع، وابن عامر، «واتخذوا» بفتح الخاء؛ على جهة الخبر عن من اتخذه من متبعي إبراهيم - عليه السلام - ومقام إبراهيم في قول ابن عباس، وقتادة، وغيرهما، وخرجه البخاري هو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناوله إياها في بناء البيت، وغرقت قدماه فيه، و { مصلى }: موضع صلاة.

* ص *: { من مقام }: من تبعيضية على الأظهر، أو بمعنى: «في» أو زائدة؛ على مذهب الأخفش، والمقام: مفعل من القيام، والمراد به هنا المكان، انتهى، يعني: المكان الذي فيه الحجر المسمى بالمقام.

وقوله تعالى: { وعهدنا }: العهد؛ في اللغة: على أقسام، هذا منها، الوصية بمعنى الأمر، و { طهرا }: قيل: معناه: ابنياه وأسساه على طهارة ونية طهارة، وقال مجاهد: هو أمر بالتطهير من عبادة الأوثان، و { للطائفين } ظاهره: أهل الطواف، وقاله عطاء وغيره، وقال ابن جبير: معناه: للغرباء الطارئين على مكة، { والعكفين }: قال ابن جبير: هم أهل البلد المقيمون، وقال عطاء: هم المجاورون بمكة، وقال ابن عباس: المصلون، وقال غيره؛ المعتكفون، والعكوف؛ في اللغة: الملازمة.

وقوله تعالى: { وإذ قال إبرهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا } ، أي: من الجبابرة والعدو المستأصل، وروي أن الله تعالى، لما دعاه إبراهيم، أمر جبريل، فاقتلع فلسطين، وقيل: بقعة من الأردن، فطاف بها حول البيت سبعا، وأنزلها بوج، فسميت الطائف؛ بسبب الطواف.

وقوله تعالى: { قال ومن كفر فأمتعه قليلا... } الآية: قال أبي بن كعب، وابن إسحاق، وغيرهما: هذا القول من الله عز وجل لإبراهيم، وقال ابن عباس، وغيره: هذا القول من إبراهيم.

قال: * ع *: فكأن إبراهيم دعا للمؤمنين، وعلى الكافرين، وفي «مختصر الطبري»: وقرأ بعضهم، «فأمتعه»؛ بالجزم، والقطع على الدعاء، ورآه دعاء من إبراهيم، وروي ذلك عن أبي العالية، كان ابن عباس يقول: ذلك قول إبراهيم، سأل ربه أن من كفر به، فأمتعه قليلا يقول: فارزقه قليلا، ثم اضطره إلى عذاب النار، أي: ألجئه. انتهى، وعلى هذه القراءة يجيء قول ابن عباس، لا على قراءة الجمهور، و { قليلا }: معناه: مدة العمر؛ لأن متاع الدنيا قليل.

[2.127-129]

وقوله تعالى: { وإذ يرفع إبرهيم القواعد من البيت... } الآية: القواعد: جمع قاعدة، وهي الأساس.

صفحه نامشخص