411

جواهر حسان در تفسیر قرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرها

وقوله تعالى: { وهو خادعهم }: عبارة عن عقوبتهم، سماها باسم الذنب، وقال ابن جريج، والحسن، والسدي، وغيرهم من المفسرين: إن هذا الخدع هو أن الله تعالى يعطي لهذه الأمة يوم القيامة نورا لكل إنسان مؤمن، أو منافق، فيفرح المنافقون، ويظنون؛ أنهم قد نجوا، فإذا جاءوا إلى الصراط، طفىء نور كل منافق، ونهض المؤمنون، فذلك قول المنافقين:

انظرونا نقتبس من نوركم

[الحديد:13]، فذلك هو الخدع الذي يجري على المنافقين، ثم ذكر سبحانه كسلهم في الصلاة، وتلك حال كل من يعمل كارها غير معتقد فيه الصواب، بل تقية أو مصانعة.

قال ابن العربي في «أحكامه»: قوله تعالى: { ولا يذكرون الله إلا قليلا } ، روى الأئمة مالك وغيره، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس، وكانت بين قرني الشيطان، قام ينقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا "

قال ابن العربي: وقد بين تعالى صلاة المؤمنين بقوله:

قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خشعون

[المؤمنون:1، 2] ومن خشع خضع، واستمر، ولم ينقر صلاته، ولم يستعجل. انتهى.

و { مذبذبين }: معناه: مضطربين لا يثبتون على حال، والتذبذب: الاضطراب، فهؤلاء المنافقون مترددون بين الكفار والمؤمنين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:

" مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين "

صفحه نامشخص