365

جواهر حسان در تفسیر قرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

ژانرها

والله ربنا ما كنا مشركين

[الأنعام: 23] والرسول في هذه الآية الجنس، شرف بالذكر، وهو مفرد دل على الجمع.

[4.43]

وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلوة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون... } الآية: نزلت قبل تحريم الخمر، وجمهور المفسرين على أن المراد سكر الخمر إلا الضحاك، فإنه قال: المراد سكر النوم، وهذا قول ضعيف، والمراد ب «الصلاة» هنا الصلاة المعروفة.

وقالت طائفة: الصلاة هنا المراد بها موضع الصلاة، والصلاة معا.

قال ابن العربي في «الأحكام»: وروي في سبب نزول هذه الآية عن علي (رضي الله عنه)؛ أنه قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما، فدعانا، وسقانا من الخمر يعني: وذلك قبل تحريمها قال: فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة، فقدموني، فقرأت: قل يأيها الكفرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون, قال فأنزل الله تعالى { يأيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلوة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون... } الآية: خرجه الترمذي وصححه. انتهى.

وقوله: { ولا جنبا إلا عابري سبيل } ، قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وغيره: عابر السبيل: المسافر.

وقال ابن مسعود وغيره: عابر السبيل هنا: الخاطر في المسجد، وعابر سبيل هو من العبور، أي: الخطور والجواز، والمريض المذكور في الآية هو الحضري، وأصل الغائط ما انخفض من الأرض، ثم كثر استعماله في قضاء الحاجة.

واللمس في اللغة لفظ يقع للمس الذي هو الجماع، وللمس الذي هو جس اليد والقبلة ونحوه، واختلف في موقعها هنا، فمالك (رحمه الله) يقول: اللفظة هنا تقتضي الوجهين، فالملامس بالجماع يتيمم، والملامس باليد يتيمم، ومعنى قوله سبحانه: { فتيمموا }: اقصدوا، والصعيد؛ في اللغة: وجه الأرض؛ قاله الخليل وغيره، واختلف الفقهاء فيه من أجل تقييد الآية إياه بالطيب.

فقالت طائفة: يتيمم بوجه الأرض، ترابا كان أو رملا أو حجارة أو معدنا أو سبخة، وجعلت الطيب بمعنى الطاهر، وهذا هو مذهب مالك، وقالت طائفة منهم: الطيب بمعنى المنبت؛ كما قال تعالى:

صفحه نامشخص