جواهر حسان در تفسیر قرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
ژانرها
انتهى.
قال: * ع *: وقال سيبويه: ورؤساء اللسان: هي على بابها، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، أي: إذا تأملتم حالكم مع عبادة ربكم، رجوتم لأنفسكم التقوى، و «لعل»: متعلقة بقوله: «اعبدوا»، ويتجه تعلقها ب «خلقكم» أي: لما ولد كل مولود على الفطرة، فهو إن تأمله متأمل، توقع له ورجا أن يكون متقيا، و «تتقون»: مأخوذ من الوقاية، وجعل بمعنى «صير» في هذه الآية؛ لتعديها إلى مفعولين، و «فراشا» معناه: تفترشونها، و «السماء» قيل: هو اسم مفرد، جمعه سماوات، وقيل: هو جمع، واحده سماوة، وكل ما ارتفع عليك في الهواء، فهو سماء، { وأنزل من السماء } يريد السحاب، سمي بذلك تجوزا؛ لما كان يلي السماء، وقد سموا المطر سماء للمجاورة؛ ومنه قول الشاعر: [الوافر]
إذا نزل السماء بأرض قوم
رعيناه وإن كانوا غضابا
فتجوز أيضا في «رعيناه».
وواحد الأنداد ند، وهو المقاوم والمضاهي، واختلف المتأولون من المخاطب بهذه الآية، فقالت جماعة من المفسرين: المخاطب جميع المشركين، فقوله سبحانه على هذا: { وأنتم تعلمون } يريد العلم الخاص في أنه تعالى خلق، وأنزل الماء، وأخرج الرزق، وقيل: المراد كفار بني إسرائيل، فالمعنى: وأنتم تعلمون من الكتب التي عندكم أن الله لا ند له، وقال ابن فورك: يحتمل أن تتناول الآية المؤمنين.
قوله تعالى: { وإن كنتم في ريب } ، أي: في شك، { فأتوا بسورة من مثله }: الضمير في «مثله» عند الجمهور: عائد على القرآن، { وادعوا شهداءكم } ، أي: من شهدكم وحضركم من عون ونصير؛ قاله ابن عباس: { إن كنتم صدقين } ، أي: فيما قلتم من أنكم تقدرون على معارضته.
ويؤيد هذا القول ما حكي عنهم في آية أخرى:
لو نشاء لقلنا مثل هذا
[الأنفال:31]، وفي قوله جل وعلا: { ولن تفعلوا } إثارة لهممهم، وتحريك لنفوسهم؛ ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهو أيضا من الغيوب التي أخبر بها القرآن.
صفحه نامشخص