أرى الموتَ لا يرعى على ذي قرابةٍ ... وإنْ كان في الدّنيا عزيزًا بمقعد
لعمرك ما الأيام إلاّ معارةٌ ... فما اسطعتَ من معروفها فتزوَّد
ورابعًا: الطبعية بأن يخلو الكلام من التكلف والتصنع كما قال في رثاء ابنه أو العتاهية المتوفي سنة ٢١١هـ؟.
بكيتك يا بني بدمع عيني ... فلم يغن البكاءُ عليك شيّا
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ... وأنت اليوم أوعظُ منك حيّا
وذلك لأن من تطبع طبعه نزعته العادة حتى ترده إلى طبعه كما أن الماء إذا أسخنته وتركته عاد إلى طبعه من البرودة. وحينئذ الطبع أملك.
وخامسًا: السهولة بأن يخلص الكلام من التعسف في السبك وأن يختار ما لان منها كما قال في الأشواق بهاء الدين زهير المتوفي سنة ٦٥٦هـ؟.
شوقي إليكَ شديدٌ ... كما علمتَ وأزيدْ
فكيفَ تنكرُ حبَّا ... بهِ ضميرك يشهدْ
وأن تهذب الجمل وأن يأتلف اللفظ مع اللفظ مع مراعاة النظير كما قال الشاعر في الوداع.
في كنفِ الله ظاعنٌ ظعنا ... أودع قلبي وداعه حزنا
لا أبصرتْ مقلتي محاسنه=إنْ كنتُ أبصرتُ بعده حسنا قال بعض البلغاء أحذركم من التقعير والتعمق في القول وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفة المستملحة فإن المعنى المليح إذا كسي لفظًا حسنًا وأعاره البليغ مخرجًا سهلًا كان في فلب السامع أحلى ولصدره أملأ قال البستي:
إذا انقادَ الكلامُ فقدهُ عفوًا ... إلى ما تشتهيه من المعاني
ولا تكرهْ بيانكَ أنْ تأبى ... فلا إكراهَ في دين البيان
وسادسًا: الاتساق بأن تتناسب المعاني كقول المتنبي المتوفي سنة ٣٤٦هـ؟.
1 / 19