جوابات فی امامه
رسائل الجاحظ
پژوهشگر
عبد السلام محمد هارون
ناشر
مكتبة الخانجي، القاهرة
سال انتشار
1384 ه - 1964 م
ژانرها
بلاغت
جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
جوابات فی امامه
جاحظ d. 255 AHرسائل الجاحظ
پژوهشگر
عبد السلام محمد هارون
ناشر
مكتبة الخانجي، القاهرة
سال انتشار
1384 ه - 1964 م
ژانرها
وقد نجده يجهل على خصمه، ويستطيل على منازعه، ويهم بتناوله والغدر به، فإذا عرف له حماة تكفيه، وجهالا تحميه، وجاها يمنعه، ومالا يصول به، طامن له من شخصه، وألان له من جانبه، وسكن من حركته، وأطفأ نار غضبه.
أو ما علمت أن الخوف يطرد السكر، ويميت الشهوة، ويطفىء الغضب، ويحط الكبر، ويذكر بالعاقبة، ويساعد العقل، ويعاون الرأي، وينبت الحيلة ويبعث على الروية؛ حتى يعتدل به تركيب من كان مغلوبا على عقله، ممنوعا من رأيه، بسكر الشباب وسكر الغناء وإهمال الأمر، وثقة العز، وبأو القدرة.
وإنما أطنبت لك في تفسير هذه الأحوال التي عليها الوجود والعبرة، لتعلم أن الناس لو تركوا وشهواتهم، وخلوا وأهواءهم وليس معهم من عقولهم إلا حصة الغريزة ونصيب التركيب، ثم أخلوا من المرشدين والمؤدبين، والمعترضين بين النفوس وأهوائها، وبين الطبائع وغلبتها، من الأنبياء وخلفائها، لم يكن في قوى عقولهم ما يداوون به أدواءهم، ويجبرون به من أهوائهم، ويقوون به لمحاربة طبائعهم، ويعرفون به جميع مصالحهم.
صفحه ۳۰۲