لقد أنشأ الإمام أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي[ت:440ه] نظام هيئة العزابة ذا أبعاد علمية واجتماعية متكاملة فكانت تضم من ضمن طاقمها شيخ الحلقة وعرفاء الختمات والنوم وأوقات الدراسة وعريف العرفاء للقيام بمسؤوليات تعليم التلاميذ والسهر على تنظيمهم بين أوقات الراحة والعمل. وتتحدث كتب السير عن الرحلات الجماعية التي كان يقوم بها هذا الجهاز بكل طاقمه، وعن الأجواء العلمية المكثفة لنظام الحلقات التعليمية في الطرق والأسفار بما يثير في النفس مشاعر الإعجاب، إلى أن جاء الشيخ عمي سعيد ووجد اهتمامات الحلقة مصروفة بشكل أغلب إلى النواحي الاجتماعية على حساب الجانب العلمي، فأنشأ نظام: إيروان إحياء لأصل نشأة الحلقة ووضع له شروطا لمريدي الالتحاق، وتنظيمات تحكم سير نشاطات المنظمة، كما خصص لها مكانا بجوار مسجد القرية يعرف ب : تدارت نروان وهكذا سار العمل في كل قرى الوادي إلى يومنا هذا.
عمله الاجتماعي:
لقد حارب شيخنا الكثير من البدع في المجتمع وصحح الكثير من المفاهيم، وقام بمجهودات عظيمة للرقي بالمجتمع ومن ذلك:
1) - دعم نظام حلقة العزابة وبعث هيبتها في النفوس، وتوحيد اللباس الرسمي لأعضائها بارتداء الحائك الصوفي المعروف.
2) - التقريب ببن العشائر والقبائل والقوميات باستحداث مجلس يضم ممثلين لعشائر الإباضية والمالكية واليهود لفض النزاعات وإنهاء الخصومات وإصلاح ذات البين.
3) - تسوية الأوضاع بما أمكن بين القبائل والقرى وإخماد الفتن.
صفحه ۸