فإذا ادعى أحد أنه يحبه وهو يفعل الكبائر فهو من أهل الخلود في النار للآيات المتقدمة، ولقوله تعالى: ?والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات?[العصر:1-3]، فلم يستثن إلا المؤمن العامل.
والمؤمنون حقا هم كما وصفهم الله في كتابه بقوله تعالى: ?والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله?[التوبة:71]، فدل على أن من لم تكن فيه هذه الصفات فليس بمؤمن حقا الذين وعدهم الله بما وعد في الآية التي بعدها وغيرها.
وكذا قوله تعالى: ?إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ...?[الأنفال:2].
والخروج من النار مذهب اليهود لعنهم الله، وقد عابه الله عليهم وخطأهم ورد عليهم في قوله تعالى: ?وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون? [البقرة:80-81]، وقال: ?ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون?[آل عمران:24]، فكيف يعيب عليهم هذا الدين ويجعله غرورا ويرد عليهم ثم يجعله دينا لنا.
وأما من يذهب إلى أن الشفاعة لأهل الكبائر، ويحتج بما روي: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)؛ فالجواب عليهم من وجوه:
صفحه ۴۴