السؤال الثاني: عن تعريف العصمة، ومن هم المعصومون ؟
الجواب:
أما العصمة فقد بيناها في بحث الإمامة، وأما المعصومون فالملائكة - صلوات الله عليهم - من العمد والخطأ لقوله تعالى: ?لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون?[التحريم:6]، وقوله تعالى: ?لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون?[الأنبياء:27].
وكذا الأنبياء - صلوات الله عليهم - من الكبائر كلها، ومن الخطأ فيما جاءوا به؛ لأن المعجزات شاهدة لهم بالصدق، وإذا أخطأوا وجب أن ينبهوا وإلا كان تلبيسا وتغريرا وهو قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، ولقول الله تعالى: ?قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا? إلى قوله: ?وما أوتي النبيون من ربهم?[البقرة:136]، فعلمنا أن كلما جاءوا به فهو حق.
ولقوله تعالى في نبيئنا - صلى الله عليه وآله وسلم -: ?وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى?[النجم3-4].
وكذا علي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - لقوله تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا?[الأحزاب:33]، ?وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا?[الإنسان:12]، ((علي مع الحق والحق مع علي))، ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، ((فاطمة سيدة نساء العالمي))؛ لأنه قد أخبر بإرادة إذهاب الرجس والتطهير، وما أراده الله كان: ?فعال لما يريد?[البروج:16].
وبينهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين لف عليهم الكساء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)).
ولأنه لا يصح أن يخبر عن أحد أنه يدخل الجنة وهو يعلم أنه يقارف الكبائر، ولو كانت خاتمته التوبة والصلاح؛ لأنه يكون إغراء له بالمعصية، وهو لا يجوز لأنه قبيح، والله لا يفعل القبيح.
صفحه ۳۲