الصنف الثالث: بقاء الأمة طيلة هذه المدة بدون إمام ظاهر إهمال وفساد.
فهذه الأصناف من القبائح - تعالى الله عنها - لزمت من القول بالغيبة، ومذهبنا ومذهبهم أن الله لا يفعل القبيح، وليت شعري من أين أوتي العلم هذا الإمام الغائب المختفي هل يوحى إليه؟ كما قاله الكليني قال: إنه يأتيه ملك يحدثه إلا أنه لا يراه!! فيلزم أن يكون نبيا، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ?وخاتم النبيين?[الأحزاب:40]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وهذا مما علم من الدين ضرورة أنه خاتم النبيين، أم لم يوح إليه فلا سبيل له إذا إلى معرفة الشرائع، فكيف يعرفنا وهو لا يعرف، وليت شعري، ما الفائدة وما الحكمة في غيبة هذا الإمام وإخافئه أكثر من ألف عام، هل خاف الله عليه من أعدائه ولم يستطع أن يحرسه ويحفظه كما حفظ موسى في حجر فرعون، وكما حفظ إبراهيم ووقاه من نار النمرود، أم لئلا يستطيع أحد أن يستفيد منه، فلا تكمل حجة الله على العالمين، أم لإهمال الشرائع وتعطيل الأحكام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، وتعطيل الحدود، لأنه لا يصح قيام إمام وقت غيبته، وما الفائدة والحكمة في خلقه وإعداده قبل الحاجة إليه بهذه المدة الطويلة، هل اغتنام فرصة القوة والاستطاعة خوفا من الضعف والعجز بعد، أم عبثا ولعبا، وهذا محال على الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإنما يفعل مثل هذا الضعيف العاجز، الذي يغتنم الفرص خوفا من فواتها، هذه سنة الله في الأولين تبصروا إخواننا واستبصروا، ولا تقبلوها مسلمات دعاوى بدون أدلة ولا براهين، ولا تقبلوا ما صادم العقل وأدلة التوحيد والعدل.
صفحه ۱۱