وقال عليه السلام في باب اختلاف آل محمد من كتاب (الأحكام) ما لفظه: (فأما من كان منهم مقتبسا من آبائه أبا فأبا حتى ينتهي إلى الأصل، غير ناظر في قول غيرهم، ولا ملتفت إلى رأي سواهم، وكان مع ذلك مميزا فهما، حاملا لما يأتيه على الكتاب، والسنة المجمع عليها، والعقل الذي ركبه الله حجة فيه، وكان راجعا في جميع أموره إلى الكتاب، ورد المتشابه منه إلى المحكم، فذلك لا يضل أبدا، ولا يخالف الحق أصلا).
قال المحسن بن محمد بن المختار عليهم السلام: (لم يضع الهادي شيئا في كتابه من نفسه، إنما صنف ما أجمع عليه علماء أهل البيت " وغيرهم من علماء الإسلام؛ لأنه يسند إلى جميعهم، ويروي عن كلهم ما أخذوه عن نبيهم).
وقال الهادي عليه السلام في كتاب (الجملة) ما لفظه: (وأن من دينهم -يعني المسلمين- التثبت فيما غاب عنهم، حتى يجيئهم اليقين من تواتر الأخبار وتظاهرها)، ثم ساق كلاما إلى أن قال ما لفظه: (وأنهم يعملون بالأخبار المجمع عليها، ويشكون في القول الشاذ، وإن روي عنه صلى الله عليه وآله) وجميع ذلك يدلك على أنهم " لم يعتمدوا إلا على المتواتر، والمجمع عليه من السنة، أو ما وافق كتاب الله دون ما عدا ذلك.
صفحه ۵۱