وما روى مسلم في صحيحه، في حديث أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله، تعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم، تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء، وليصدن عني طائفة فلا يصلون، فأقول: يا رب، هؤلاء من أصحابي، فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك))، وفي رواية: ((ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا، فأقول: سحقا سحقا)).
وفيه عن أبي هريرة أيضا: ((لأذودن عن حوضي رجالا، كما تذاد الغريبة من الإبل)).
وفي حديث أنس: ((ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم، ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب، أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).
وفي حديث لأحمد -أي ابن حنبل-: ((رجال ممن صحبني ورآني)).
ولأحمد من حديث أم سلمة من ثلاث أو أربع طرق: ((إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني)) فبلغ ذلك عمر فأتاها، فقال لها: أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا، ولن أبرئ أحدا بعدك.
وفيه أيضا حديث عمار، قال: أخبرني حذيفة عن النبي أنه قال: ((في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة، حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة))، وفي رواية: ((كان أصحاب العقبة أربعة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد)).
صفحه ۳۹