من ذلك قوله: (( إن الله يبغض الحبر السمين )) فتوهم من لا فهم له أن معناه: البدن الشحم؛ فذموا بذلك كل عالم سمين، وكان صلى الله عليه وآله قد بلغ من الشحم والسمن غاية، حتى كان قد جعل في محرابه بالمدينة عودا هو اليوم في المحراب، وكان إذا نهض بعد السجود أخذ به؛ حتى ينهض من ثقل بدنه(1)، وكان صلى الله عليه يتنفل بعض نوافله قاعدا لثقل بدنه، وهو صلى الله عليه حبر الأحبار(2) وأفضلها.
وإنما أراد بقوله: (( إن الله يبغض الحبر السمين ))؛ يعني الذي قد سمن من أكل الرشا والحرام.
[معنى حديث: إن الله يبغض البيت اللحم]
وكذلك روي عنه عليه السلام أنه قال: (( إن الله يبغض البيت اللحم ))؛ فتأول ذلك من لا فهم له أنه: البيت الذي يؤكل فيه اللحم كل يوم دائما. وهذا باطل من التأويل، كيف يقول ذلك في اللحم؛ وهو يفضله ويقول: (( خير(3) إدامكم اللحم ))، وكان يشتهيه ويأكله إذا وجده؟!
صفحه ۷۸۲