وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري " ٩: ٣٠٧، - بعد عبارته السابقة
التي نقلها الألباني - مؤيدا حديث أبي سعيد: أن العزل لا يمنع من الحمل قال
رحمه الله تعالى: "وقد أخرج أحمد والبزار، وصححه ابن حبان، من حديث أنس:
أن رجلا سال عن العزل؟ فقال النبي ﷺ: لوأن الماء الذي يكون
منه الولد، أهرقته على صخرة، لأخرج الله منها ولدا. وله شاهدان في "الكبير"
للطبراني عن ابن عباس، وفي "الأوسط " عن ابن مسعود". انتهى كلام الحافظ
ابن حجر رحمه الله تعالى.
فبعد هذه الأحاديث الصريحة الصحيحة، الناطقة الصادقة، هل يسع إنسانا
يشتغل بالحديث الشريف أن يقول في مواجهة هذه الأحاديث بكل ارتياح وانشراح:
ما قاله الألباني؟ وهوقوله معلقا على قول الرسول ﷺ بما يلي:
"قلت: وهذه الإشارة -أي التي في حديث النبي ﷺ
إنما هي بالنظر إلى العزل المعروف يومئذ، وأما في هذا العصر، فقد وجدت وسائل
يستطيع الرجل بها أن يمنع الماء عن زوجته منعا باتا، مثل كيس الكاوتشوك الذي
يوضع على العضو عند الجماع، ونحوه، فلا يرد عليه حينئذ هذا الحديث وما في
معناه ". انتهى كلام الألباني.
ولو صدر هذا الكلام من إنسان عادي، أو طبيب ملحد، أو إنسان لا يؤمن
بالسنة المطهرة، أو لا صلة له بالسنة النبوية الشريفة: لهان الخطب! ولكنه صدر
ممن يدعي تمسكه بالسنة، والغيرة عليها، ويرى نفسه معيار الحق فيما يقوله
ويذهب إليه فيها وفي فهمها، فإنا الله وإنا إليه راجعون، فهذه بعض النماذج من
مبلغ علم الألباني مما يتعلق بالعقيدة وتنزيه الله تعالى، والله المستعان.
وفي الختام: أرجو من الله تعالى أن تقع رسالة "الكلمات " موقعها من نفوس
القراء، فتؤذي الحق على وجهه، ويعلموا منها ما لم يكونوا يعلمون، والله يقول
الحق، وهو يهدي السبيل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
والحمدلله رب العالمين. وكتبه
في الرياض. ١٠/٩/١٤٠٩ وكتبه عبد الفتاح ابو غدة
1 / 19