انتابت زوجة جيمي نوبة بكاء هيستيري، واعترضت المرأة السمينة. لقد جاءت لمشاهدة العرض ولم تكن تعرف أي شيء عن الرجل. كان الأشخاص الأربعة الذين يقفون وراء الزوجين من الضواحي لا يرغبون بالقدر نفسه في التورط في شيء لا يعرفون شيئا عنه، مع نتائج لا يمكن لأحد توقعها. هم أيضا احتجوا على جهلهم.
قال الشرطي: «ربما، لكن عليكم شرح كل ذلك في المركز.» وأضاف لإراحتهم، على نحو غير مقنع على الإطلاق في ظل هذه الظروف: «لا يوجد ما يدعو للخوف.»
وهكذا تقدم الصف. وأحضر الحارس ستارة خضراء من مكان ما وغطى الجثة. وبدأت القعقعة التلقائية للعملات النقدية مرة أخرى واستمرت، غير مبالية مثل المطر. عرض الحارس، الذي انتقل من شرود ذهنه المعتاد بسبب محنة المنبوذين السبعة أو على أمل المكافأة، أن يحتفظ بمقاعدهم من أجلهم. بعد وقت قصير جاءت سيارة الإسعاف والشرطة من مركز شرطة جاوبريدج. أجرى أحد المفتشين مقابلة قصيرة مع كل من المعتقلين السبعة، وأخذ أسماءهم وعناوينهم، وأذن لهم بالانصراف مشددا عليهم أن يكونوا جاهزين للحضور حال استدعائهم. أخذ جيمي زوجته التي كانت تبكي بعيدا إلى سيارة أجرة، بينما اتجه الخمسة الآخرون بهدوء إلى المقاعد التي كان يحافظ الحارس عليها، تماما في الوقت الذي رفع فيه الستار إيذانا ببدء العرض المسائي «ديدنت يو نو؟»
الفصل الثاني
المفتش جرانت
ضغط مفوض الشرطة باركر بسبابته المشذبة بعناية على زر الجرس العاجي أسفل طاولته، وظل ضاغطا حتى ظهر أحد تابعيه.
قال للرجل: «أخبر المفتش جرانت أنني أود رؤيته»، وكان ذلك الرجل يبذل قصارى جهده ليبدو مذعنا في حضور الرجل العظيم الشأن، لكن المرحلة المبكرة من بدانته أحبطت نواياه الطيبة وأجبرته على الانحناء للخلف قليلا من أجل الاحتفاظ بتوازنه، وكذلك زاوية أنفه التي كانت رمزا للوقاحة. انسحب الرجل لإيصال الرسالة مدركا فشله بمرارة ودفن ذكرى ارتباكه بين الكمال غير المتعاطف للملفات والأوراق التي استدعي بعيدا عنها، وعلى الفور دخل المفتش جرانت إلى الغرفة وألقى التحية على رئيسه بسرور. وأشرق وجه رئيسه لاشعوريا في حضوره.
إذا كان لدى جرانت ما يفوق المميزات المعتادة للتفاني في العمل، وقدر جيد من الذكاء والشجاعة، فإن آخر وظيفة يمكن أن تتوقعها له هي ضابط شرطة. فقد كان متوسط الطول هزيل البنية، وكان ... الآن ، إذا قلت أنيقا، فستفكر بالطبع على الفور في شيء مثل دمية عرض الملابس (مانيكان)، شيء مثالي بعيدا عن كل الصفات الشخصية، ومن المؤكد أن جرانت لم يكن كذلك، ولكن إذا كان بإمكانك تخيل نوع من الأناقة ليس مثل دمى عرض الملابس، فهذا هو جرانت. سعى باركر سنوات دون جدوى لمحاكاة أناقة مرءوسه؛ ولم ينجح إلا في أن ينتقي ملابسه بعناية فائقة. كان يفتقر إلى الذوق في الأمور المتعلقة بالملابس كما كان يفتقر إليه في معظم الأمور. فقد كان كادحا. ولكن كان هذا أسوأ ما يمكن أن يقال عنه. فعندما كان يبدأ في الكدح وراء شخص ما، كان هذا الشخص يتمنى عادة أنه لم يولد قط.
نظر إلى مرءوسه الآن بإعجاب لا يشوبه أي استياء، مقدرا الأجواء الصعبة - فقد كان مستيقظا طوال الليل بسبب عرق النسا ومع ذلك جاء إلى العمل.
وقال: «جاوبريدج تعاني بشدة. في الواقع، تمادى الوضع في جاو ستريت حتى بلغ حد التلميح إلى حدوث مؤامرة.» «أوه؟ هل هناك من يراوغهم؟» «لا، لكن مسألة الليلة الماضية هي خامس أمر كبير يحدث في منطقتهم في الأيام الثلاثة الماضية، وقد ضاقوا ذرعا من ذلك. يريدون منا تولي هذه القضية الأخيرة.» «ما هي؟ مسألة صف المسرح، أليس كذلك؟» «نعم، وأنت الضابط المسئول عن التحقيقات. لذا اشرع في العمل. يمكنك أخذ ويليامز معك. أريد أن يذهب باربر إلى بيركشاير من أجل عملية السطو التي وقعت في نيوبري. سيحتاج السكان المحليون هناك إلى الكثير من التملق؛ لأننا استدعينا، وباربر أفضل في ذلك الأمر من ويليامز. أعتقد أن هذا كل شيء. من الأفضل الذهاب إلى جاو ستريت على الفور. حظا طيبا.»
صفحه نامشخص