جريمة اللورد سافيل
جريمة اللورد سافيل
ژانرها
وهناك صرفه، ومشى في شارع «جريك» وبلغ مكانا يدعى «بيلزكورت» فدخل فألفى نفسه في زقاق مسدود، فيه على ما يظهر مغسل فرنسي للثياب؛ فقد كانت هناك شبكة من حبال الغسيل تمتد من بيت إلى بيت، وعليها ثياب بيض تخفق في نسيم الصباح.
فمضى إلى آخر الزقاق وطرق باب بيت أخضر، ومضت لحظة انتظار امتلأت فيها النوافذ بالوجوه المطلة، ثم فتح الباب رجل أجنبي جافي المنظر وسأله بلغة إنجليزية رديئة عما يبغي، فناوله اللورد أرثر الرقعة التي كتبها الكونت روفالوف، فلما اطلع عليها الرجل انحنى احتراما وتقدم اللورد إلى غرفة رثة في الطبقة الأرضية.
وبعد هنيهة أقبل الهرونكلكوف - كما كان يسمى في إنجلترا - وحول عنقه وعلى صدره فوطة عليها آثار نبيذ، وفي يسراه شوكة.
فانحنى اللورد أرثر وقال: لقد قدمني الكونت روفالوف إليك، وأريد أن أتحدث إليك قليلا في أمر، واسمي سميث - المستر روبرت سميث - وأود أن تعطيني ساعة تنفجر.
فقال الألماني الفكه وهو يضحك: إني سعيد بلقائك يا لورد أرثر ... لا تفزع؛ فإن من واجبي أن أعرف كل إنسان، وأنا أذكر أني رأيتك عند الليدي وندرمير، وأرجو أن تكون السيدة بخير، هل لك أن تجلس معي ريثما أفطر؟ إن أصدقائي يزعمون - لطفا منهم - أن نبيذ الرين الذي عندي خير من أي نبيذ يقدمونه في السفارة الألمانية.
وقبل أن يفيق اللورد أرثر من دهشته حين عرفه الرجل ، ألفى نفسه جالسا في غرفة خلفية يحتسي أطيب نبيذ معتق من كأس صفراء باهتة عليها الشعار الإمبراطوري، ويتحدث مع هذا السفاح المشهور حديثا وديا.
وقال الهرونكلكوف: إن الساعات التي تنفجر لا تصلح للاستيراد من الخارج؛ لأنها - حتى إذا اجتازت منطقة الجمرك - لقلة انتظام السكة الحديدية في مواعيدها، خليقة أن تنفجر قبل أن تصل إلى المكان المروم، ولكن إذا كنت تبغي واحدة لاستعمالها منزليا فإن في وسعي أن أعطيك واحدة بديعة، وأنا أضمن لك أن ترضى عن النتيجة، واسمح لي أن أسألك من الذي عليه العين؟ لأنه إذا كان أحد الشرط هو المقصود أو أي رجل متصل بسكوتلنديارد، فإني لا أستطيع أن أساعدك؛ إذ كان رجال البوليس السري الإنجليزي خير أصدقائنا، وقد وجدت أننا نستطيع دائما أن نعتمد على غباوتهم ونصنع ما نشاء، فليس يسعني أن أضحي بواحد منهم.
فقال اللورد أرثر: أؤكد لك أن لا شأن لي على الإطلاق بالشرط، والحقيقة أن المقصود هو مطران شيشستر. - مدهش! ما كنت أظن أن يكون هذا شعورك حيال الدين يا لورد أرثر؛ فما أقل من يعنى بذلك من الشبان في أيامنا هذه.
فقال اللورد أرثر وقد اصطبغ وجهه حياء: إنك تنزلني فوق منزلتي يا هر ونكلكوف، والحقيقة أني لا أعرف شيئا عن اللاهوت. - إذن هو شأن خاص؟ - خاص بحت.
فهز الهرونكلكوف كتفيه وخرج من الغرفة، ثم عاد ومعه قطعة مستديرة من الديناميت في حجم القرش، وساعة فرنسية صغيرة جميلة يعلوها تمثال الحرية، وهو يدوس بقدمه تنين الاستبداد والظلم.
صفحه نامشخص