قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إنه لجميل حقا، ولا سيما حين ينشر في هذه الأيام.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: في هذه الأيام! كيف تقول؟!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: ألست قد تعلمت في المدارس والجامعة أن الأشياء تتمايز بأضدادها، وأن شاعرا قديما قد أنشد:
والضد يظهر حسنه الضد؟!
ثعالب
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما هذه النواطير التي قصد إليها المتنبي في بيته الوقح:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وما تفنى العناقيد
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: ما زال الحق عندكم وقحا، وقائله مسرفا في الجراءة، ولكن هذا لا يغير من الحق شيئا؛ فقد نامت نواطير مصر عن ثعالبها، وما زالت هذه الثعالب تأكل وتشرب حتى يدركها البشم، فلا يزيدها إلا نهما، كأن بطونها تلك الآنية التي أشارت إليها الأساطير اليونانية والتي ليس إلى ملئها سبيل. فأما النواطير فسل المتنبي عما أراد بها، أما أنا فأفهم منها الشعب، وأظنك لا تنكر أن الشعب ما زال نائما.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: لو نام الشعب لما أكلت الثعالب ما يقيم أودها فضلا عن أن يضطرها إلى البشم. ما زال الشعب يكد ويكدح، وما أعرف أن النائم يحسن كدا أو كدحا.
صفحه نامشخص