أما من عدا المؤمنين بالله الأحد، من مشركين ومعطلين، فتوبتهم لا تصح إلا إذا آمنوا بالله جل شأنه، وتركوا المعاصى التى كان يؤزهم عليها جحدهم للألوهية، أو اعتقادهم فى شركاء مع الله. روى أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " والذى نفس محمد بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة، يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " . قال العلماء: إنما خص اليهود والنصارى بالذكر مع أن الدعوة عامة للملل كلها لأن هؤلاء أحسن من غيرهم حالا فهم أصحاب كتب سماوية، وإذا ثبت هذا الحكم فيهم، فهو فى من دونهم أوجب. ولا شك أن الشيوعيين والوجوديين وأحزابهم أنزل رتبة من أهل الكتاب على ما فى عقائدهم من دخل. ونحن نصم بالكفر من عرض عليه الإيمان، واستمكن من الدخول فيه، ثم أبى، أما الذين ضلوا لعدم وجود المعلم الهادى، فوصفهم بالكفر مجاز وإلا فهم جهال. وعلى كلتا الحالتين فصحة التوبة من هؤلاء أن يدعوا ما هم فيه، وأن يعتنقوا ما أنزل الله فى الرسالة الخاتمة. وفى حض المثلثين على التوبة يقول الله جل وعلا: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم). وكذلك توبة سائر الملل الأخرى، ما تصح إلا بعد الإيمان بالله الواحد، 149
صفحه ۱۳۶