ژانگو میخهای زمین
الجنقو مسامير الأرض
ژانرها
ناولني بشكيرا جديدا، فرشة أسنان، وصابون لوكس، ومضى أمامي يرقص ردفين كبيرين. كان الحمام عبارة عن بناية صغيرة من القش، القنا وأعمدة أشجار السنط، لا سقف له، بأرضيته حوض كبير من الأسمنت، وبنبر من البلاستيك، وجردل به ماء ساخن، بابه من الزنك يتم ربطه عند الدخول بحبل قصير على عمود من حطب السنط، يوجد فانوس يعمل بالجاز يقبع في ركن بعيد عن مرمى الماء، بوعاء بلاستيكي صغير يسبح على سطح ماء الجردل، أخذت أستحم، أنا في العادة أطيل البقاء في الحمام، أغسل جسدي جيدا، مرات عديدة، وألعب بما تبقى من ماء، أحب الماء، وعندما يكون دافئا أحبه أكثر، اليوم كان دافئا، ومعطرا، وساحرا، أحسست بفرح عظيم يغمرني تجاه ود أمونة، ألم قشي، بيت الأم، المكان، المكان كله، بعد أن غسلت جسدي جيدا، تجففت بالبشكير الأبيض الكبير الذي تفوح منه رائحة الصندل، ومضيت نحو القطية، وجدت القطية غارقة في دخان الكبريت، تقف في منتصفها ألم قشي التي لم أستطع تمييزها في بادئ الأمر، حيث كانت مغطاة تماما بثوب القرمصيص، ولولا أنني شاهدت ود أمونة يقف أمامها مباشرة، لظننت أن الذي يلتف بالقرمصيص هو ود أمونة نفسه، وبمجرد دخولي ضغط ود أمونة على المسجل الكبير؛ ليغرد فنان بناتي على إيقاع سريع راقص:
اللول اللول لول ليا.
بسحروك يا لولة الحبشية.
لولية إنت ما صعبة.
في الخرطوم أنا مغتربة.
أنا بحب كسلا وأديس أبابا.
وأخذت ألم قشي تهتز مع النغمات والإيقاع، وكفاها في وجهها، قال ود أمونة وهو يأخذ بيدي، يقودني نحو ألم قشي: تعال أقطع الرحط، وافتح وش عروستك.
دون أن أقول شيئا مشيت مثل المنوم مغناطيسيا نحو ألم قشي، وأدخلت يدي بين ملابسها، وفي وسطها وجدت حبلا رقيقا من السعف، قمت بقطعه، وألقيت به في الأرض، التقطه ود أمونة، وأخذ يلوح به في الهواء، ويزغرد مسرورا، وهو يجتهد ليجعل صوته منخفضا بقدر الإمكان: أيوي، أيوي.
وانطلقت ألم قشي ترقص وهي تهز ردفيها، وصدرها، ويديها، ورأسها، قدميها، وساقيها، وكل ذرة في جسدها، ما جعل القرمصيص الناعم يسقط من جسمها على الأرض، وتبدو واضحة أمامي؛ كانت ترتدي فستانا قصيرا جدا بحمالتين عبارة عن قطعتين رقيقتين من القماش، تمران على كتفها وظهرها، فستانها الأسود، المشغول بخيط ذهبي يشع ضوءا وعيدا، رائحتها تملأ المكان عبقا جميلا، كانت تبدو مثل عروس في خمسينيات القرن الماضي، تلبس في عري ساحر، كنت أقف مندهشا أنظر إليها وهي ترقص، ود أمونة يساعدها على الأداء بالتصفيق، والزغاريد، قال لي ود أمونة بعد أن أكملت ألم قشي رقصتها: مبروك يا عريس، الليلة يوم دخلتك.
أوقف زر تشغيل المسجل، بدا لي غير راض تماما عن أدائي، لاحظت ذلك من حركة شفتيه، وما قامت به عيناه من مسح كامل شامل لهيئتي، وخرج، كل شيء مر كالحلم تماما، لاحظت ألم قشي أنني لا أبدو في كامل وعيي؛ لأنها أخذت تلاحقني بسؤال عن حالي بإلحاح كبير، بقلق أجلستني على السرير الكبير الذي أعده ود أمونة، بإتقانه المعهود، وسألتني ما إن كنت أرغب في شرب القهوة، وقبل أن أجيب: لا، طوقت نصفي الأعلى بساعديها، غمرني عطر نسائي بلدي قوي منعش، مما جعلني أفيق فجأة، كانت تجربتي مع النساء قليلة، وكل ما عرفته عنهن في الواقع كان عن طريق ألم قشي نفسها، في المرة السابقة، لكنني أحسست الآن أن علي أن أبدأ من جديد، وعاودني الخوف القديم من العجز، الحق يقال، خفت من ألم قشي، وتمنيت أن يبقى ود أمونة، إنه شخص مرح، ولو أنه عملي أكثر مما هو إنساني، إلا أنني كنت دائما أحس معه بالطمأنينة، على الأقل؛ لأنني لا أتوقع منه أن يختبر مقدرتي الجنسية، إنه غريب وغامض، ولكنه مؤنس وأشعر بأمان بقربه.
صفحه نامشخص