ژانگو میخهای زمین
الجنقو مسامير الأرض
ژانرها
وسمعها ود أمونة: أنت أميرة.
كان يرتجف في نشوة مسحورة، وهو يستنشق كلمات الرجل وقبلاته بكل ذرة من جسده، والحق أنني سمعت هذه القصة من قبل برواية قريبة من ذلك، ويبدو أن ود أمونة بحكايتها لي يريد أن ينفي القصة الأخرى، التي بلا شك يكون قد سمع بها مرارا وتكرارا، هذا إذا لم تكن هي الحكاية الحقيقية، وما قصه لي كان ليس سوى محاولة لتضليلي، يقال بصراحة وبوضوح إن الرجل عندما رأى ود أمونة نهض كالملسوع، احتضنه في رقة بالغة، قبله كما يقبل الرجال النساء في شفتيه وقيل - ويكفينا الله شر القولات - إنه قبله في وضع آخر حساس، وذلك أمام النساء من بينهن ألم قشي ذاتها، والحمد لله وحده أن أدي ليست بالبيت في ذلك الوقت، إلا لكان لها شأن آخر معه، وقيل إنه وسوس له بكلام كثير لم يسمعه أحد غير ود أمونة، وكل الذين خمنوه لم يذهبوا بعيدا عن أنه كلام غواية، وقلة أدب، لكن سوف يلاحظ في مذكرات ود أمونة - قد وصفها البعض بأنها غير لائقة - التي نشرت بعد سنوات كثيرة من تركه للوزارة، والعمل العام، وتفرغه للحياة كما يقول، إن ذلك الرجل سلمه مفاتيح المستقبل في إشارة كريمة من سيادته عن تلك الحادثة.
وسافر الرجل الغريب في اليوم التالي، ولم يره منذ ذلك الحين، إلا أنه أصبح يهتم بجسده، ومظهره الخارجي، بمشيته، حركة يديه وردفيه بصورة مدهشة، وكان يرى في النساء النموذج الأسمى للاهتمام بالجسد، بل قال لي بصورة واضحة إنه يتمنى أن يكون امرأة، وأنه يكره تلك المذاكير التي تتدلى بين ساقيه، ويتشهى نهدين بارزين، وخصرا رهيفا، ووجها أنثويا جميلا، وقال فيما معناه إنه يرغب بشدة في أن يرى دم الحيض يسيل من تحته، وقد لاحظت أمه أمونة فيه تلك الميول الأنثوية منذ فترة مبكرة، ولكنها دائما ما تقول له: خليك راجل يا ود أمونة، خلي حركات البنات للبنات.
وكان يغتاظ من تعليقها؛ لأنه في ذلك الحين ما كان يحس بأنه يتشبه بالبنات، إنما يتصرف بسجيته، وقد يتشاجر معها كثيرا في هذا الشأن، قال لي فجأة، وهو يدفع بكلتا يديه في الهواء: أنا جواي بت! «في أعماقي بنت.»
عندما نطق تلك الجملة أحسست به وكأنه قد تخلص من حمل ثقيل، كان يقبع على ظهره، ثم تحدث كيف أنه يحس الآن بتأنيب الضمير لما فعله بطباخ السجن، وأنه لو يعود الزمن القهقرى لما تردد لحظة واحدة في أن يمكن الرجل من نفسه، قال في حزن: المسألة ما كانت تستاهل العنف دا كله.
قلت له عندما هدأ قليلا كلاما لا أدري مدى صحته: كل راجل جواه بت، وكل بت جواها ولد.
قال وفي فمه ابتسامة قلقة: لا، أنا جواي بت حيقية، بت مجنونة، وعايزة تطلع بأي شكل كان.
كنت أحس بصدق كل كلمة ينطق بها ود أمونة، وهو يكبر في نظري بصورة أسطورية، أجد نفسي صغيرا جدا أمامه؛ لأنني لا أستطيع أن أقدم له أي مساعدة، ولو نصيحة هزيلة، وبالرغم من أن ود أمونة بدا قويا ومتماسكا، فإنه كان يريدني أن أجاوب على سؤاله المركزي: ما هو الخطأ فيه؟ ثم سألني ما إذا كان صحيحا ما يقال إن في أمريكا بإمكانه أن يتخلص من مذاكيره بدون آلام، وقد يتزوج ويعيش ويعمل؟ أجبته أن ذلك صحيح، سألني: المشي لأمريكا سهل؟
أجبته، لقد كان هذا أكثر الأسئلة سهولة لدي: عن طريق اللوتري.
قال لي ببراءة: اللوتري دا شنو؟
صفحه نامشخص