79

إليك رسولا والموكل مرسل

بأن تجعلي بيني وبينك موعدا

وأن تأمريني ما الذي فيه أفعل

وآخر عهدي منك يوم لقيتني

بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل

فضربت بثينة جانب خدرها وقالت: اخسأ، اخسأ. فقال أبوها: مهيم يا بثينة! قالت: كلب يأتينا إذا نوم الناس من وراء الرابية. ثم صاحت بالجارية ابغينا من الدومات حطبا لنذبح لكثير شاة ونشويها له!

فقلت: أنا أعجل من ذلك، ورحت إلى جميل فأخبرته، فعلم أن الموعد الدومات، وخرجنا حتى أتيناها، ثم جاءت بثينة مع بنات خالتها الثلاث، فما برحنا حتى برق الصبح، فما رأيت مجلسا قط أحسن من ذلك، ولا رأيت مثل علم أحدهما بضمير الآخر. (6) خداع سهل

سعت أمة لبثينة بها إلى أبيها وأخيها، وقالت لهما: إن جميلا عندها الليلة! فأتياها مشتملين على سيفين، فرأياه جالسا حجرة منها يحدثها ويشكو إليها بثه، ثم قال لها: يا بثينة! أرأيت ودي إياك وشغفي بك، ألا تجزينيه؟

قالت: بماذا؟

قال: بما يكون بين المحبين.

صفحه نامشخص