الفصل السابع والاربعون
إعلم أيها الأخ أيدك الله وايانا بروح منه ، أنه قال قائل ما الهيولى ؟ فيقال : جوهر بسيط قابل للصورة ، فان قال قائل : فلم قيل له الهيولى ؟ فيقال : لأنه مهيأ لقبول ما يتحد كقبول النقش والتصوير إذا لصق به ، فان قال: ما حقيقة الجوهر وما هو؟ فيقال: هو القائم بنفسه القابل للصفات، والصفة عرض حال في الجوهر،
فيه من الصفات فهي أعراض ، و كل عرض بالجوهر من حيث هومنه ثابت ، سواد الاسود وبياض الأبيض ، وهي منبعثة من العلو إلى اسفل ورأجعة بنقطة في آخرها ، وهي الوجه الثاني ، وكذلك قيل : إن الثاني ذو طرفین طرف يستمد ، و طرف محمد ، وكذلك الوجه الثاني متد حتی ممتليء ، ويلقي ما فيه نحو عالم الكون والفساد ، للاتحاد بالاجساد ، والارتقاء بالاعمال التركية المتصلة بها بقوة الكلمة ، وهي منزلة الرؤساء الواردين في القرانات بالأمر والنهي ، المتصلين بالوجه الأول بواسطة الوجه الثاني ، وهما وجه العالم
صفحه ۲۱۰