78

جامع الاصول

معجم جامع الأصول في أحاديث الرسول

پژوهشگر

دار الكتب العلمية في مواضعها من هذه الطبعة]

ناشر

مكتبة الحلواني-مطبعة الملاح

شماره نسخه

الأولى

محل انتشار

مكتبة دار البيان

من حيث اللغة. وأما «أنبأنا» فإن أصحاب الحديث يطلقونها على الإجازة والمناولة، دون القراءة والسماع اصطلاحًا، وإلا فلا فرق بين الإنباء والإخبار، لأنهما بمعنى واحد. وقال الحاكم: «أنبأنا» إنما يكون فيما يجيزه المحدث للراوي شفاهًا دون المكاتبة. الطريق الثانية: أن يقرأ على الشيخ وهو ساكت، فهو كقوله: هذا صحيح، فتجوز الرواية، خلافًا لبعض الظاهرية، لأنه لو لم يكن صحيحًا، لكان سكوته عليه وهو يقرأ، وتقريره له، فسقًا قادحًا في عدالته. وإن كان ثم مخيلة إكراه أو غفلة، فلا يكفي السكوت. وهذا تسليط من الشيخ للرّاوي على أن يقول: حدثنا، وأخبرنا، قراءةً عليه. وقال قوم: لا يجوز أن يقول فيه: حدثنا، ويقول فيه: أخبرنا. ولا فرق إذا قيَّده بقوله: «قراءةً عليه» . أما قوله: «حدثنا وأخبرنا مطلقًا، أو «سمعت فلانًا»، ففيه خلاف. والصحيح: أنه لا يجوز، لأنه يشعر بالنطق وذلك منه كذب، إلا إذا عُلم بتصريح أو قرينة حالٍ أنه يريد القراءة على الشيخ، دون سماع نطقه. قال الحاكم: والقراءة على الشيخ إخبارٌ، وإليه ذهب الفقهاء والعلماء كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، والثوري، والأوزاعي، وأحمد، وغيرهم.

1 / 79