جامع الصحيحين لابن الحداد
جامع الصحيحين لابن الحداد
ژانرها
[6] ومن ذلك: ترتيب الخلافة للخلفاء الأول
وتصويبهم، وحبهم، ونشر محاسنهم، والسكوت عما جرى بينهم رضي الله عنهم.
159 - (خ، م) - حدثنا عمر بن أحمد بن عمر، قال: أنا أبو سعيد، قال: أنا أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرني عبد الله بن ناجية، قال: ثنا #132# محمد بن مسكين، قال: ثنا يحيى بن حسان، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، قال:
حدثني أبو موسى الأشعري: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد، فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خرج ووجه هاهنا، فخرجت على إثره أسأل عنه، حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب -وبابها من جريد- حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط فيها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثم انصرفت، فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ((ائذن له، وبشره بالجنة))، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر، فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان، فحرك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر يستأذن، فقال: ((ائذن له، وبشره بالجنة))، فجئت فقلت: ادخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم #133# عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله به خيرا -يعني أخاه- يأت به، فجاء إنسان، فحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال عثمان، فقلت: على رسلك، وجئت إلى النبي فأخبرته به، فقال: ((ائذن له، وبشره بالجنة؛ على بلوى تصيبه))، فدخل، فوجد القف قد ملئ، قال: فجلس وجاههم من شق البئر الآخر.
قال سعيد: فأولتها قبورهم.
وفي رواية: فبشرته، فقال: الله المستعان.
وما جاء في خلافة أبي بكر وحب الصحابة، سيأتي ذكره في كتاب الفضائل إن شاء الله.
صفحه ۱۳۱