ولاشك أن ما أفعله وأفعل به سواء، وجاء في صفة الله أبصر به وأسمع، ويجوز أعظم به وأسمع به وأقدر به ونحو ذلك، ولا يخفى أن الكلام إذا أريد به نفي الخرس فهو صفة ذات، وإذا أريد به الوحي كالقرآن والتوراة والإنجيل وغير ذلك فصفة فعل مخلوقة محدثة.
وهو المراد في قولهم يجوز مكلم وكلم ويكلم لا متكلم وتكلم ويتكلم، ويجوز متكلم وتكلم ويتكلم إذا أريد الكلام الذي هو صفة ذاته، فالواضح جواز ذلك أيضا إذا أريد الكلام الذي هو صفة فعل، وما قيل من أنه جاز مكلم ويكلم وكلم كأنه تدل على الكلام صفة فعل لأنها أفعال متعدية بخلاف متكلم وتكلم ويتكلم، فإنها تدل على أنه صفة ذات لأنها غير مسلم إذ لا مانع من استعمال المنفعل وتفعل ويتفعل فيها هو فعل حادث، ذلك كقولهم تكرم الله على عباده ويتكرم ومتكرم.
وقولهم اللهم ترحم وتحنن بصورة الأمر وهو دعاء جل الله وعز الله، وكذلك يكون المتعدي صفة فعل كعلم تنبيه والمشهود أن الضدين لا يجتمعان وقد يرتفعان، والنقيضين لا ولا وعكس بعضهم وبه قال البرادي، وعلى الأول فالكلام الخرس ضلان وعلى الثاني نقيضان.
قال البرادي : يكون المتكلم ساكنا لا أخرس ولا متكلما وهو قادر على الكلام ومتكلماتها ساكتا ولا أخرس، فكل خرس سكوت وليس كل سكوت خرسا انتهى...
والظاهر أنه يوصف بالسكوت من يقدر على الكلام، وإن وصف به من ليس شأنه الكلام كالحجر أو من كان من شأنه ومنع بالخرس أو البكامة فمجازه.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 9
الكاتب: الشيخ محمد بن يوسف إطفيش
التاريخ: 20-12-2004 10:56 : الفصل الرابع
ينتفع بالتوحيد الموحد الموفى في الدنيا والآخرة وغير الموفى، ودين الله هو الإسلام، والإسلام قول وعمل وهو كل لهما وهما جزآن له.
صفحه ۲۳