1 ( المقدمة ) 1
صفحه ۳
بسم الله الرحمن الرحيم | الحمد لله الذي خلق بلطيف حكمته بنية الإنسان ، واختصه بما علمه من بديع البيان ، وسخر له ما في الأرض من جماد ونبات وحيوان ، وجعلها له أسبابا لحفظ الصحة وإماطة الداء ، يستعملها بتصريفه في حالتي عافيته ومرضه بين الدواء والغذاء ، نحمده حمد الشاكرين ، ونصلي على أنبيائه أجمعين . | وبعد : فإنه لما رسم بالأوامر المطاعة العالية المولوية ، السلطانية الأعظمية الملكية الصالحية النجمية ، لا زالت نافذة في المغارب والمشارق ، وأرزاقها شاملة لكافة الخلائق ، وبواترها ماضية في قمم الأعداء والمفارق ، بوضع كتاب في الأدوية المفردة تذكر فيه ماهياتها وقواها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها ، والمقدار المستعمل من جرمها أو عصارتها ، أو طبيخها والبدل منها عند عدمها ، قابل عبد عتباتها ، وغذي نعمتها هذه الأوامر العالية بالامتثال ، وسارع إلى الانتهاء إليها في الحال ، ووضع هذا الكتاب مشتملا على ما رسم به وعرف بسببه ، وأودع فيه مع ذلك أغراضا يتميز بها عما سواه ، ويفضل على غيره بما اشتمل عليه وحواه . | الغرض الأول : بهذا الكتاب استيعاب القول في الأدوية المفرعة والأغذية المستعملة على الدوام والاستمرار عند الاحتياج إليها في ليل كان أو نهار ، مضافا إلى ذلك ذكر ما ينتفع به الناس من شعار ودثار ، واستوعبت فيه جميع ما في الخمس مقالات من كتاب الأفضل ديسقوريدوس بنصه وكذا فعلت أيضا بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست مقالات من مفرداته بفصه ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكراه ، ووصفت فيها عن ثقات المحدثين ، وعلماء النباتيين ما لم يصفاه ، وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها ، وعرفت طرق النقل فيها بذكر ناقلها ، واختصصت بما تم لي به الاستبداد وصح لي القول فيه ووضح عندي عليه الاعتماد . | الغرض الثاني : صحة النقل فيما أذكره عن الأقدمين ، وأحرره عن المتأخرين ، فما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر لا الخبر ادخرته كنزا سريا وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سوى الله غنيا ، وما كان مخالفا في القوى والكيفية ، والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيق أو أن ناقله أو قائله عدلا فيه عن سواء الطريق ، نبذته ظهريا وهجرته مليا ، وقلت لناقله أو قائله لقد جئت شيئا فريا ، ولم أحاب في ذلك قديما لسبقه ، ولا محدثا أعتمد غيري على صدقه . | الغرض الثالث : ترك التكرار حسب الإمكان ، إلا فيما تمس الحاجة إليه لزيادة معنى وتبيان . | الغرض الرابع : تقريب مأخذه بحسب ترتيبه على حروف المعجم مقفى ليسهل على طالب ما طلب من غير مشقة ولا غناء ولا تعب . | الغرض الخامس : التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط المتقدم أو متأخر لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل ، واعتمادي على التجربة والمشاهدة حسب ما ذكرت قبل . | الغرض السادس : في أسماء الأدوية بسائر اللغات المتباينة في السمات ، مع أني لم أذكر فيه ترجمة دواء إلا وفيه منفعة مذكورة ، أو تجربة مشهورة . | وذكرت كثيرا منها بما يعرف به في الأماكن التي تنبت فيها الأدوية المسطورة ، كالألفاظ البربرية واللاطينية وهي أعجمية الأندلس إذ كانت مشهورة عندنا ، وجارية في معظم كتبنا ، وقيدت ما يجب تقييده منها بالضبط وبالشكل والنقط تقييدا يؤمن معه من التصحيف ، ويسلم قارئه من التبديل والتحريف إذ كان أكثر الوهم والغلط الداخل على الناظرين في الصحف إنما هو من تصحيفهم لما يقرؤونه أو سهوا لوراقين فيما يكتبونه . | وسميته : بالجامع لكونه جمع بين الدواء والغذاء ، واحتوى على الغرض المقصود مع الإيجاز والاستقصاء ، وهذا حين أبتدي ، وبالله أستعين وأهتدي فأقول :
صفحه ۴
1 ( حرف الألف ) 1
صفحه ۵
آالسن : اسم يوناني أوله ألفان ، الأولى منهما مهموزة ممدودة ، والثانية هوائية ولام مضمومة ثم سين مهملة مفتوحة بعدها نون ، وبعضهم يكتبها بواو ساكنة بعد اللام ، وبعضهم يحذفها وهو الدواء المعروف اليوم بالشام بحشيشة اللجاة وحشيشة السلحفاة أيضا . ديسقوريدوس في الثالثة : هو دواء يستعمل في وقود النار وهو في المجس إلى الخشونة ما هو ذو ساق واحدة وله ورق مستدير وله في أصول الورق ثمر في شكل الترس ذو طبقتين فيه بذر صغير إلى العرض ما هو ذو ساق واحدة ، وينبت في مواضع جبلية وأماكن وعرة ، وإذا شرب طبيخه سكن البرد إذا كان بلا حمى ، وإذا أمسك باليد أو نظر إليه فعل ذلك أيضا ، وإذا سحق وخلط بالعسل ولطخ على البثور اللبنية والكلف نقاه ، وقد يظن به أنه إذا دق وصير في طعام وأكل منه المعضوض من كلب كلب أبرأه ، وقد يقال أنه إذا علق في بيت حفظ صحة أناس كانوا فيه أو بهائم وإذا شد في خرقة حمراء وعلق على بعض المواشي سكن أوجاعها . جالينوس في السادسة : إنما سمي هذا الدواء بهذا الاسم أعني آالوس لأنه ينفع من نهشة الكلب الكلب نفعا عجيبا وقد يسقى منه أيضا مرارا كثيرة من قد تمكن منه الكلب واستحكم فيه إذا شربه وحده إلا أن فعله لما يفعله من هذا إنما هو بسبب خاصية جملة جوهره ، وقد قلت قبل أن ما هذا سبيله من القوي إنما يدرك بالتجارب فقط من غير أن يكون في استدراكه شيء من الطرق الصناعية جارية على القياس ، وأما معرفة قوة هذا الدواء الذي يمكننا استعماله في أشياء كثيرة فهي أن قوته تجفف باعتدال وتحلل ، وتجلو أيضا جلاءا يسيرا ولذلك صار ينقي الكليتين ويذهب الكلف من الوجه ، وقال في الأدوية المقابلة للإدواء عن ديمقراطيس : هذا النبت يشبه الفراسيون إلا أنه أخشن منه وأكثر شوكا كما يدور ويخرج وردة يضرب لونها إلى الحمرة الكمدة وينبغي أن يلتقط هذا الدواء في وقت طلوع الشعرى العبور ويجفف ويدق وينخل ويخزن فإذا كان في وقت الحاجة إليه سقيت منه من عضة الكلب الكلب مقدار ملعقة بماء العسل أربع أواق ونصفا . لي : زعم بعض الأندلسيين أن هذا الدواء وهو المسمى باليونانية آالوسن هو الدواء المعروف عندهم بالقارة بالقاف وذلك لمنفعته من عضة الكلب الكلب أيضا وليس كما زعم بل هو الدواء الذي ذكرته وترجمت عنه فأعلمه والقارة هو الدواء المسمى باليونانية سطاخنوس وسيأتي ذكره في حرف السين . وذكر الغافقي : دواء آخر وسماه عشبة السباع وهو ينفع من عضة الكلب الكلب وقد ذكرته في حرف العين المهملة ، وذكر أيضا عشبة السباع هي الكراث بغير تشديد وليس هو المشدد الذي يؤكل ولا يشاكله وسنذكره في حرف الكاف . وذكر أيضا دواء آخر قال : هو نبات يشبه الشبت شبها كثيرا في ساقه وورقه ورائحته ومنابته في أرض دقيقة رقيقة ذات حجارة ، وله أصل طويل كالشلجم الطويل أو الجزر وطعمه حلو وفيه حرارة كثيرة ، وإذا أخذ من لحاء أصله شيء ودق واستخرج ماؤه وسقي منه المعضوض من كلب كلب قدر درهمين في لبن حليب قيأه وينتفع به جدا . وزعم قوم أنه يسقي المعضوض الذي فزع من الماء وأشرف على الهلاك وينبغي أن يعصر الماء من ثلاثة أصول طرية ، فإن لم تجد الأصل طريا أخذ من أصله يابسا ويسحق ويسقى منه من زنة درهم إلى درهمين . بحسب القوة والعلة . | اآطريلال : اسم بربري وتأويله رجل الطائر أوله ألفان الأولى منهما مهموزة ممدودة وطاء مهملة مكسورة وراء مهملة مكسورة أيضا ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة بعدها لام ألف ثم لام ، وهذا النبت يعرف بالديار المصرية برجل الغراب ، وبعضهم يعرفه بجزر الشيطان أيضا ، وهو نبات يشبه الشبت في ساقه وحمته وأصله ، غير أن حمة الشبت زهرها أصفر ، وهذا النبات زهره أبيض ويعقد حبا على هيئة ما صغر من حب المقدونس أو كبزر النبات الذي يعرف أيضا بمصر بالخلة ، غير أنه أطول منه بقليل وأصغر جرما وفيه حرارة وحراقة ويسير مرارة وهو عند ذوقه يحذي اللسان . وهو حار يابس في آخر الثانية وبزره هو المستعمل منه خاصة في المداواة ، ينفع من البهق والوضح نفعا بينا شربا وأول ما ظهرت منفعة هذا الدواء واشتهرت بالمغرب الأوسط من قبيلة من البربر تعرف ببني أبي شعيب من بني وجهان ، من أعمال بجاية وكان الناس يقصدونهم لمداواة هذا المرض ، وكانوا يضنون بها ويخفونها عن الناس ولا يعلمون إلا خلفا عن سلف إلى أن أظهر الله عليها بعض الناس فعرفها وعرفها لغيره فانتشر ذكرها ، وعرف بين الناس عظم نفعها ، ويستعمل على أنحاء شتى فمنهم من يسقى منه بمفرده ، ومنهم من يخلط بوزن درهم منه وزن ربع درهم من العاقر قرحا يسحق الجميع ويلعق بعسل النحل ، ويقعد الشارب له في شمس حارة مكشوف المواضع البرصة للشمس ساعة أو ساعتين حتى يعرق ، فإن الطبيعة تدفع الدواء بإذن خالقها جل وعز إلى سطح البدن من المواضع البرصه فينفطها ويقرحها ولا يصيب ذلك شيئا من المواضع السليمة من البرص أصلا ، فإذا تفقأت تلك النفاطات وسال منها ماء أبيض إلى الصفرة قليلا فلينزل سريعا حينئذ إلى أن تندمل تلك القروح ، ويبدو لك تغير لون الموضع الأبيض إلى لون الجلد الطبيعي وخاصة ما كان من هذا المرض في المواضع اللحمية فإنه أقرب إلى المداواة وأسهل انفعالا مما يكون منه في مواضع عرية عن اللحم ، وقد جربته غير مرة فصح فحمدت أثره وهو سر عجيب في هذا المرض ، وقد رأيت تأثيره مختلفا ففي بعض يسرع انفعاله فيه في أول دفعة من شربه أو دفعتين أيضا ، وفي بعض أكثر من ذلك ولا يزال يسقى العليل منه كما قد بينا آنفا وتقعده في الشمس مرة وثانية وثالثة إلى أن ينفعل بدنه ويتبين لك صلاحه ، وخير أوقات شربه بعدما يجب تقديمه من استفراغ الخلط الموجب لهذا المرض في أيام الصيف أو في وقت تكون الشمس فيه حارة . الشريف : بزر الحشيشة المسماة آاطريلال إذا أخذ منه جزء ونصف جزء ويؤخذ من سلخ الحمية وورق السذاب جزء وسحق الجميع ويسف خمسة أيام في كل يوم ثلاثة دراهم بشراب عنب شفاه من البرص مجرب ، لا سيما إذا وقف شاربه في الشمس حتى يعرق ، وإذا سحق بزر هذه الحشيشة ونخل وعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل لعوقا ، وشرب منه كل يوم مثقالان بماء حار خمسة عشر يوما متوالية أذهب البرص لا محالة ، وإن سحق البزر ونفخ في الأنف أسقط الجنين . الزهراوي : بزر هذه الحشيشة ينفع المغص شربا . لي : زعم الشريف أن هذا الدواء هو بزر أحد النبات المسمى باليونانية دوفس وليس هو كذلك فاعلمه . وقالت جماعة من أهل صناعتنا أيضا أنه بزر النبات المسمى رعي الإبل وعندي فيه نظر لأن ديسقوريدوس يقول في رعي الإبل أن ساقه مزوى بالحشيشة المسماة آاطريلال ساقها مدور لينظر ذلك . | آاكثار : 4 اسم بربري أيضا الكاف فيه مضمومة بعدها ثاء منقوطة بثلاث نقط من فوقها وهي مفتوحة ثم ألف وراء مهملة . أبو العباس النباتي : هذا الدواء معروف بشرق بلاد العدوة وهو المسمى بالبلغوطة عند عرب برقة وببلاد القيروان أيضا معروف به عند الجميع يأكلون أصله بالبوادي مطبوخا وهو نبات جزري الشكل في رقة وهو دقيق له ساق مستديرة معروفة طولها ذراع وأكثر وأقل في أعلاها إكليل مستدير يشبه إكليل الشبت إلا أن زهره أبيض يخلفه بزر دقيق يشبه الصغير من بزر النبات المعروف بالأندلس بالبستناج ، وهي الخلة بالديار المصرية ، وطعمه إلى الحرافة ما هو وله تحت الأرض أصل مستدير على قدر جوزة وأكبر قليلا وأصغر لونه أبيض وهو مصمت إلا أنه هش إذا جف عليه قشر أسود وطعمه حلو فيه بعض مشابهة من طعم الشاهبلوط ، فيه حرافة يسيرة وينبت كثيرا في المزارع وفي الجبال وقد يكون عندنا بالأندلس بجبال رندة وما والاها وبشعراء قرمونة من أعمال أشبيلية منه شيء يسير . لي : شاهدت نباته بأرض الشام بموضع يعرف بعلمين العلما بين نبات الذرة ، ورأيته أيضا بموضع آخر من أرض الشام يعرف بقصر عفراء بقرية بالقرب من نوى . للشريف الإدريسي : البربر يجمعونه في سني المجاعة ويعملون من أصوله رغفا تؤكل حارة بالزبد مثل ما يؤكل في خبز النوع من اللوف المسمى بالبربرية آابري ونباته في الفحوص وأصله مجدر كثير الجدري ، وهو حار يابس في الثانية إذا أدمن أكله أو شرب منه مثقالان على الريق بماء الحسك المطبوخ فتت الحصاة وأخرج الديدان من البطن ، وإذا أكل خبزه نوم نوما معتدلا ، وإن أكل غضا بغير حجاب دسم بثر اللسان وخشن الحلق وإذا ضمدت به الأورام البلغمية التي تكون في الساقين ليلة حلل ورمها ونفع منها نفعا بليغا . | آارغيس : بربري أيضا الراء منه مهملة ساكنة بعدها غين معجمة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة بعدها سين مهملة ، وهو قشر أصل شجرة البرباريس وأهل مصر يسمونه عود ريح مغربي وهو حار في الأولى يابس في الثانية . كتاب التجربيين : إذا استخرجت عصارته بالطبخ نفعت مما ينفع منه الخولان الهندي وإذا طبخت وتمضمض بطبيخها نفعت من القلاع في كل سن وكل نوع منه منفعة بالغة ، وإذا أنقع في ماء الورد وقطر في العين جفف رطوبتها ونفع من بقية الرمد المزمن ، وإذا استعمل قبل الرمد حفظ العين وإذا احتقن بطبيخه نفع من قروح الأمعاء الوسخة . الغافقي : أصل شجرة البرباريس إذا طبخ بشراب أو خل وسقي نفع من أوجاع الكبد منفعة عظيمة ويلين ورمها . لي : أطباء مصر يستعملونه في مداواة أمراض العين بدلا من الماميران الصيني والماميران الصيني أو المكي أيضا بدلا منه إذا عدم . | آامليلس : الميم واللامان منه مكسورة والسين مهملة . أبو العباس النباتي : اسم بربري لشجر معروف ببلاد المغرب الأقصى إلى أفريقية المستعمل منه لحاؤه للصغار في الوجه والاستسقاء ، مجرب في ذلك معروف عندهم ثمره وهي عناقيد لونه أحمر ثم يسود على قدر المتوسط من ثمرة الكاكنج . الغافقي : هو شجر يعلو فوق القامة ويتدرج وله ورق نحو من ورق الآس الأخضر ناعم وله ثمر في قدر حب الضرو وإذا نضج اسود لين الملمس وله خشب صلب داخله أصفر إلى البياض ملمع بحمرة يسيرة وأكثر ما يستعمل منه لحاء أصله إذا شرب نقيعه أسهل البطن وهو يقوي الكبد والطحال ويفتح سددهما ويذهب اليرقان إذا طبخ مع اللحم وشرب المرق له . | آافشوا : كتاب الرحلة اسم بربري معروف بالمغرب بملينة سبتة يستعملونه في النضج والتحليل مشروبا وضمادا ، وهو المعروف عند بعض من مضى من الشجارين بالأندلس بالقنطوريون الأصفر وليس كذلك وليس هو من القنطوريون بشيء لا في الصفة ولا في القوة وهو مما ينبت حوالي المياه وسروب العيون والجبال ، وورقه على قدر ظفر الإبهام وأغصانه قائمة ولونه كلون الورق إلى البياض مجتمع النبات ، زهره في أطراف القضبان أصفر مليح الصفرة منفرش الشكل . | ابهل : زعمت جماعة من الأطباء أنه العرعر وهو خطأ . إسحاق بن عمران : الأبهل هو صنف من العرعر كبير الحب وهو شجر كبير له ورق شبيهة بورق الطرفاء وثمرته حمراء دسمة تشبه النبق في قدرها ولونها وما داخله مصوف له نوى ولونه أحمر إذا نضج كان حلوا في المذاق وفيه بعض طعم القطران ويجمع في وقت قطاف العنب . ديسقوريدوس في المقالة الأولى : براي وهو الأبهل وهو صنفان ، وذلك أن منه ما ورقه شبيه بورق السرو وهو أكبر شوكا من غيره من الأبهل وهو كريه الرائحة ، وهذه الشجرة مستديرة شديدة الإستدارة وهي تذهب في العرض أكثر منها في الطول ، ومن الناس من يستعمل ورقها بدلا من البخور ، ومنه ما ورقه شبيه بورق الطرفاء . جالينوس في المقالة السادسة : هذا نبات قوي التجفيف في كيفيته الموجودة في طعمه على مثال ما هي عليه في الشربين ، إلا أنه أحد من الشربين وكأنه في المثل أطيب رائحة منه ، وله أيضا مرارة وقبض أقل مما في الشربين وهذا مما يدل على أنه أحد من الشربين ، فهو لذلك يحلل أكثر منه ومن أجل ذلك صار لا يقدر أن يحمل الجراحات لشدة حرارته ويبوسته وذلك أن فيه من الحرارة واليبوسة جميعا مقدارا ما يخرج به إلى أن يكون يهيج ويلهب ، وأما القروح التي تحدث فيها العفونة فهو نافع فيها كالشربين وخاصة العفونة الرديئة الخبيثة التي قد استحكمت وتمكنت منه زمانا طويلا ، فإن العفونة إذا كانت بمثل هذا الحال احتملت قوة هذا الدواء من غير أذى وهو أيضا ينقي القروح المسوفة الوسخة إذا وضع عليها مع العسل ، ويقلع الحمرة وبسبب لطافته ، يدر الطمث أكثر من كل دواء يدره ويبول الدم ويفسد الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى ، وليوضع هذا الدواء من اليبوسة والحرارة في الدرجة الثالثة على أنه أيضا من الأدوية التي هي لطيفة جدا ولذلك صار يخلط بالأدهان الطيبة وخاصة في أخلاط الدهن المسمى غلوفس أي دهن عقيد العنب . ويقع أيضا في كثير من المعجونات وغيرها من الأدوية التي تشرب ، ومن الناس قوم يلقون منه مكان الدارصيني ضعفي وزن الدارصيني لأنه إذا شرب كانت قوته تلطف وتحلل . ديسقوريدوس : ورق كلا الصنفين يمنع سعي القروح الخبيثة ويسكن الأورام الحارة وإذا تضمد به نقى سواد الجلد وأوساخه التي تعرض من فضول البدن إذا استعمل مع العسل ويقشر خشكريشة الجمرة ، وإذا شرب أبال الدم وأسقط الجنين وإذا تدخن به أو احتمل فعل ذلك وقد يقع في أخلاط الأدهان المسخنة وخاصة في أخلاط ثمن عصير العنب . الرازي : إذا سحق الأبهل وخلط بعسل وطلي به على اللثة المتقرحة العفنة أبرأها ابن سينا : ثمرة الأبهل تشبه الزعرور إلا أنها أشد سوادا حادة الرائحة طيبتها إذا أغليت في دهن الجل في مغرفة حديد حتى يسود ويقطر في الأذن نفعت من الصمم جدا . إسحاق بن عمران : إذا أخذ من ثمرة الأبهل وزن عشرة دراهم فجعل في قدر وصب عليه ما يغمره من سمن البقر ووضع على النار حتى ينشف السمن ثم سحق وجعل معه عشرة دراهم من الفانيذ وشرب منه كل يوم وزن درهمين على الريق بماء فاتر فإنه نافع لوجع أسفل البطن العارض من البواسير . مسيح : يسهل البطن ويقتل الدود وحب القرع . التجربيين : الأبهل إذا درس مع التين اليابس وضمحت به الأطراف الجامدة نفعها نفعا بينا وشربته لإدرار الطمث بالتمادي عليه من درهمين إلى ثلاثة دراهم مسحوقا معجونا بالعسل ، ولا يسقاه المحرورات من النساء ولا الضيقات الأسافل . الشريف : وإذا أخذ من ثمرة الأبهل أوقية فسحق وأضيف إليه نصف أوقية سمن ومثلها عسل ولعق نفع من الربو . مجهول : إذا سحق الأبهل بخل وطلي به على داء الثعلب أبرأه . | إبريسم : ابن سينا في الأدوية القلبية : هو من المفرحات القوية وأفضله الخام منه وقد يستعمل المطبوخ منه خصوصا إذا لم يكن صبغ وهو حار يابس ، في الأولى فيه تقطيع وتنشيف وفيه بريق وشفيف ، وله خاصية في تفريح القلب وتقويته ويعين على ذلك تلطيفه فيبسط الروح ويشفه وينميه فينوره وليس يختص بروح دون روح في حالة دون حالة بل هو ملائم لجوهر الروح كله حتى أنه ينفع الروح الذي في الدماغ لما شهد به من تقوية البصر إذا اكتحل به ، ومنفعته في الحفظ والروح الذي في الكبد أيضا لما شهد به من تسمينه ، ومعلوم أن تسمينه ليس من جهة اغتذاء البدن منه فبقي أن يكون لتقويته الروح الطبيعية على التصريف ، وهو مما يستعمل بلا تعديل . وذكر في الثاني من القانون : زعموا أن يبسه يمنع تولد الدم . المنهاج : أجوده أنعمه وأنقاه واستعماله يكون محرقا وصفة حرقه بأن يجعل في قدر جديد ويطبق رأسها بطبق مثقب ثم يجعل على النار ولو كان أمكن استعماله مقصصا لكان أبقى لقوته وإذا غسل بعد حرقه نفع من قروح العين وملأ حفورها وجفف بغير لذع ، ولباسه لا يسخن كالقطن بل هو معتدل . ابن سمحون : وأول من أشار باستعماله محرقا في دواء المسك المسيح بن الحكم وتبعه على ذلك جماعة ممن أتى بعده ورأى فيه رأيه ، فأما محمد بن زكريا الرازي فإنه لم يأمر بحرقه ولا في واحد من كتبه التي قد قرأناها له ، وأمر في كتابه إلى من لم يحضره طبيب أن يستخرج قوة الكثير منه في الماء بالطبخ الرفيق ويصفى ذلك الماء ويسقى به الأدوية وهي مسحوقة في هاون أو صلاية في شمس حارة حتى تتشربه وتكتسب منه قوة ثم يجفف ويستعمل عند الحاجة ، وقال : وأكثر الأطباء يقرضونه دقاقا أدق ما يقدر عليه ويسحق مع اللؤلؤ والكهرباء والبسذ وهو إذا فعل به ذلك ينسحق إلى الحد الذي يراد منه . | أبنوس : ديسقوريدوس في الأولى : أقوى ما يكون منه الحبشي وهو أسود وليس فيه طبقات يشبه في ملاسته قرنا محكوكا وإذا كسر كسرا كان كثيفا يلذع اللسان ويقبضه وإذا وضع على جمر بخر بخارا طيب الرائحة ، ولم يقتر فأما ما كان منه حديثا فلما فيه من الدسم يلتهب إذا قرب منه النار وإذا حك على مسن صار لونه إلى لون الياقوت ما هو وقد يكون أيضا منه ببلد الهند ، صنف فيه عروق لونها أبيض وعروق لونها ياقوتي ، وهو كثيف أيضا إلا أن الجنس الأول أجود ، ومن الناس من يأخذ أغصان خشب بعض أصناف الشوك أو الخشب الذي يقال له سيساما وهو الساسم فيبيعه بدل الأبنوس لأنه شبيه به ، والسبيل إلى معرفته من أنه رخو متشظ وفي لون شظاياه شيء من لون الفرفير لا يلدع اللسان ألبتة وإذا وضع على النار لم يفح له رائحة طيبة . جالينوس في السادسة : هذه الخشبة من الأشياء التي إذا حكت بالماء انحلت كما ينحل بالحك بعض الحجارات وصار عصارة وقوتها قوة مسخنة لطيفة تجلو ولذلك قد اتفق الناس فيه أنه يجلو منه ما كان قدام الحدقة فيحجبها عن النظر ويخلط أيضا مع أدوية أخر من الأدوية التي تنفع القروح العتيقة من قروح العين والمواد المتحلبة إذا عتقت والبثور التي تحدث في العين من جنس النفاخات . ديسقوريدوس : وقوته جالية لظلمة البصر جلاء قويا ويصلح لسيلان الرطوبات إلى العين سيلانا مزمنا ولقرحة العين التي يقال لها قلوقطس وإن عمل منه مسن وحكت عليه الشيافات كان فعلها أقوى وأجود ، وإذا أردنا أن نعالج به أخذنا برادته ونشارته إذا خرط بالنشر وأنقعناها في شراب من شراب البلد الذي يقال له حنوس يوما وليلة ، ثم سحقناها أولا سحقا ناعما ثم عملنا منها شيافات ، ومن الناس من يسحقها أولا ثم ينخلها ثم يفعل فيها مثل ما وصفنا ، ومن الناس من يستعمل الماء بدل الخمر ، وقد يحرق في قدر من طين حتى يصير فحما ثم يغسل كما يغسل الرصاص المحرق فيوافق الرمد اليابس وحكة العين . ابن ماسة : جيد للدمعة والتنفط حول الحمالق . مسيح : وقوته الحرارة في الدرجة الثالثة ينفع من البلة المتقادمة والنفخة العارضة في المعدة ونشارته تنبت شعر الأشفار . ابن سينا : زعم قوم أنه مع حرارته يطفىء حرارة الدم وقالت الحور أنه يفتت الحصاة في الكلي شربا والمغسول من محرقه ينفع من جرب العين . المنهاج : ينفع حرق النار ذرورا . سفيان الأندلسي : فيه تقوية للعين والنظر ونشارته إذا سحقت ناعما ونثرت على القروح الخبيثة جففتها وأدملتها . | أبو قابس : هو الغاسول الرومي شاهدت نباته ونبات الدواء الذي يذكر من بعده ببلاد أنطاليا ورأيت أهل تلك البلاد يغسلون بأصولهما الثياب كما يفعل أهل الشام بأصول العرطنينا . | ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه أبو قابوس وهو شيء يقصر به الثياب ، وهو نبات ينبت في سواحل البحر ومواضع رملية وهو تمنس يستعمل في وقود النار وهو نبات مخصب وله ورق صغار شبيهة بورق الزيتون إلا أنها أدق من ورق الزيتون وألين وفيما بين الورق شوك يابس لونه إلى البياض مزوى متفرق بعضه من بعض وزهره شبيه برؤوس النبات الذي يقال له قسوس كأنه عناقيد متراكم بعضه على بعض إلا أنه أصفر وفي لونه شيء من الحمرة مع البياض وأصل غليظ لين مملوء دمعه مر الطعم ، وتستخرج دمعته مثل ما تستخرج دمعة ثافسيا وقد تخزن الدمعة وحدها وتخزن أيضا مخلوطة بع دقيق الكرسنة وتجفف والدمعة وحدها إذا أخذ منها مقدار أوثولوس أسهلت البطن مرارا وبلغما ورطوبة مائية ، وأما المخلوطة بالكرسنة فإنه يؤخذ منها مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى ماء القراطن ، وقد يؤخذ أيضا هذا النبات كما هو بأصله فيجفف ويدق ويعطى منه مدقوقا ناعما مع نصف قوطولي من الشراب المسمى ماء القراطن ، وقد يستخرج أيضا عصارة من أصل هذا النبات مثل ما يستخرج من ثافسيا ويعطى منها للإسهال مقدار درهمين ، وأما أنوفسطس وهو نبات ينبت في الأماكن التي ينبت فيها أبو قابس ، وهو صنف أيضا من الشوك الذي تقصر به الثياب وهو نبات لاطىء مع الأرض له رؤوس رخوة وورق صغار فقط وليس له زهر ولا ساق وله أصل غليظ لين ، فخذ ورق هذا النبات وأصله ورؤوسه واستخرج عصارتها ثم جففها وأعط منها مقدار لمثة أوثولوسات مع الشراب المسمى ماء القراطن من أردت أن تسهله رطوبة مائية أو بلغمية والإسهال بها يوافق خاصة من كان به عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع وأوجاع الأعصاب . | ابن عرس : ديسقوريدوس في الثانية : هو بعض الحيوان إذا سلخ وأخرج بطنه وطرح فيه ملح وجفف في الظل وشرب منه مثقالان بشراب كان أقوى علاجا يكون للهوام كلها وإذا استعمل كان بادزهرا للدواء القتال الذي يقال له طفسيقون وجوفه إذا حشي بكزبرة وجفف في ظل وشرب نفع من نهش الهوام والصرع ، وإذا أحرق كما هو في قدر وخلط برماده خل ولطخ به نفع من النقرس ودمه إذا لطخ على الخنازير نفع منها وقد ينفع المصروعين جالينوس في العاشرة أنا لم أجربه قط وقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أن رماده إذا عجن بخل وطلي به النقرس ووجع المفاصل نفع ونوم . من طريق : أنه يحلل تحليلا شديدا وإن جفف عين ابن عرس وشرب نفع أصحاب الصرع بهذه القوة المحللة ، وقوم آخرون يقولون فيه وخاصة في العضو الذي يقوم له مقام المعدة أنه دواء نافع ويقاوم وينفع ويدفع كل سم من الهوام أيها كان غيره ولحمه يستعمل ضمادا على أوجاع الظهر ومن الرياح الغليظة ولذلك زعموا أن كعبه إذا أخرج وهو حي وعلق على المرأة لم تحبل . الرازي في الحاوي : ابن عرس إذا رأى طعاما مشموما يقشعر ويقوم شعره . | أبار : هو الرصاص الأسود وزعم بعضهم أنه إذا أحرق سمي كذلك ومنه قيل أشياف الأبار لأنه يقع فيه الرصاص محرقا وسأذكر الرصاص في حرف الراء إن شاء الله . | ابزاز القطة : هو حي العالم الصغير بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية وسنذكره في حرف الحاء إن شاء الله . | إبرة الراعي : الغافقي وإبرة الراهب أيضا يسمى بهذا الاسم نبات يقال له الحجلق وهو نوع من التمك وأيضا التمك والنبات المسمى باليونانية لوقانيوس وصنف من النبات المسمى باليونانية غارانيون وهو الصنف الثاني منه ، وكل واحد من هذه يعقف بعد . نورها شبيه بالإبر ومن الناس من زعم أن إبرة الراهب هي الشكاعا ، ولذلك غلط قوم فظنوا إن الشكاعا واحدة من هذه الحشائش المذكورة قبل وليس منها . | أترج أبو حنيفة : هو كثير بأرض العرب وهو مما يغرس غرسا ولا يكون بريا وأخبرني بعض الأعراب بأن شجرته تبقى عشرين سنة تحمل وحملها مرة واحدة في السنة وورقها مثل ورق الجوز وهو طيب الرائحة وفقاحه شبيه بنور النرجس إلا أنه ألطف منه وهو ذكي ولشجره شوك حديد . ديسقوريدوس في الأولى : هو نبات تبقى ثمرته عليه جميع السنة ، وهو معروف عند جميع الناس والثمر بنفسه طويل لونه شبيه بلون الذهب طيب الرائحة مع شيء من كراهة وله بزر شبيه ببزر الكمثري . جالينوس في السابعة : جوف الأترج هو الذي فيه البزر حامض الطعم وقوته قوة تجفف تجفيفا كثيرا حتى كأنه في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد وتجفف . إسحاق بن سليمان : لب الأترج يكون على قسمين ، لأن منه ما هو تفه مائل إلى العذوبة اليسيرة قليلا ، ومنه الحامض القطاع فما كان منه تفها كان باردا رطبا في الدرجة الثانية إلا أن برودته أكثر من رطوبته وما كان منه حامضا كان باردا يابسا في الدرجة الثالثة وكانت له قوة تلطف وتقطع وتبرد وتطفىء حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكن العطش وتقطع الإسهال والقيء المريين وتنفع من القوباء والكلف إذا طلي عليهما وإن كان بالنفع من القوباء أخص ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع على الثياب فإنه إذا طلي عليه قلعه وذهب به ابن سينا في الأدوية القلبية : حماض الأترج من المقويات للقلب الحار المزاج النافعة من الخفقان الحار وفيه ترياقية تنفع لذلك من لسعة الجرارة وقملة النشر والحية أيضا وقال في الثاني من القانون هو نافع من اليرقان يكتحل به فيزيل يرقان العين وهو رديء للعصب والصدر ، وإذا طبخ بالخل وسقي منه نصف سكرجة قتل العلق المبلوعة وأخرجها وعصارته تسكن غلمة النساء . ابن رضوان قال : وجدت في كتاب الأطعمة أن من خواص حماضه مقاومة لحرارة المعدة وما يتولد فيها من المرة . والأطبخة التي تتخذ منه تشهي الطعام وتنفع الخفقان الحار والخمار والإسهال العارض من قبل الكبد وفي المرة الصفراء وتحبس ما يتحلب من الكبد إلى المعدة والأمعاء . إسحاق بن عمران : طبيخه نافع من الحمى مطفىء لحرارة الكبد التجربتين : حماضه يشهي الطعام للمحرورين وينفع من الماليخوليا المتولدة من احتراق الصفراء . جالينوس : وشحم الأترج الذي بين قشره وحماضه يولد أخلاطا غليظة باردة . ابن ماسوية : بارد رطب في الأولى وبرودته أكثر من رطوبته وهو عسر الإنهضام يطفىء حرارة المعدة . مسيح : نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة . إسحاق بن عمران : عسر الخروج رديء الغذاء ابن سينا لحمه رديء للمعدة منفخ بطيء الهضم يورث القولنج ويجب أن يؤكل مفردا ولا يخلط بطعام قبله ولا بعده ، والمربى منه بالعسل أسلم وأقبل للهضم وقد ينفع أكله من البواسير . جالينوس : وأما قشر الأترج فيجفف بما في قوته ومزاجه تجفيفا معه من الحدة أمر ليس باليسير ولذلك صار يجفف في الدرجة الثانية وليس هو بارد لكنه إما معتدل ، وإما دون الاعتدال بشيء يسير ، وقال في كتاب الأغذية : قشر الأترج عسر الانهضام عطر الرائحة ينفع في الاستمراء ما تنفع أشياء أخر مما لها كيفية حارة حريفة ، ولذلك صار اليسير منه يقوي المعدة وصار ماؤه يخلط مع ما يشرب من الأدوية المسهلة . إسحاق بن عمران : قشر الأترج مشه للأكل معطش . ابن سينا في الأدوية القلبية : قشره من المفرحات الترياقية التي حرارتها تعين خاصيتها وهو حار يابس في الثالثة ويقرب منه ورقه وفقاحه وهما ألطف منه ، وقال في الثاني من القانون حراقة قشره طلاء جيد للبرص وقشره يطيب النكهة إمساكا في الفم ، وإذا جعل في الأطعمة مثل الأبازير أعان على الهضم ونفس قشرة لا ينهضم لصلابته وله قوة محللة وطبيخه يسكن القيء وعصارة قشره تنفع عن نهش الأفاعي وقشره ضمادا أيضا ورائحة الأترج تصلح فساد الهواء والوباء . الإسرائيلي : ينفع من الأدوية المسمومة شربا . سفيان الأندلسي : يقطع العطش البلغمي والشراب المتخذ منه يفعل ذلك إذا مزج بماء كثير . مجهول : إذا ألقي قشر الأترج في الخمير صار حامضا سريعا . جالينوس : وبزر الأترج مر الطعم وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يحلل ويجفف في الدرجة الثانية . | ديسقوريدوس : إذا شرب بشراب كانت له قوة يضاد بها الأدوية القتالة ويسهل البطن وقد يتمضمض بطبيخه وعصارته لتطييب النكهة وقد يشتهيه النساء الحوامل الشهوة الخارجة عن الطبيعة العارضة لهن في الحبل وقد قيل أنه إذا جعل مع الثياب حفظها من التآكل فيها . | الطبري : خاصة حب الأترج : النفع من لدغ العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين مقشرا بماء فاتر وطلي به مطبوخا وإن دق ووضع على موضع اللدغة كان نافعا لها . إسحاق بن سليمان : بزر الأترج يحلل الأورام ويقوي اللثة بفضل مرارته . جالينوس : وورق هذه الشجرة قوته أيضا مجففة محللة . إسحاق بن عمران : ورق الأترج هاضم للطعام مسخن للمعدة موسع للنفس إذا ضاق من البلغم لأن من شأنه فتح السدد البلغمية . ابن سينا : ورقه مسكن للنفخ مقو للمعدة والأحشاء وبعده فقاحه وهو ألطف منه . إسحاق بن شان : أما ورق الأترج ففيه عطرية وذكاء رائحة مع حرافة بينة ولذلك صار مقويا مجففا ملطفا ينفع مما ينفع منه قشر الثمرة . | أثل : إسحاق بن عمران : هو شجر عظيم متدوح وله حب وقضبان خضر ملمع بحمرة وله ورق أخضر شبيه بورق الطرفاء في طعمه غضوضة وليس له زهر ويثمر على عقد على أغصانه حبا كالحمص أغبر إلى الصفرة وفي داخله حب صغير ملتصق بعضه إلى بعض ويسمى حب الأثل العذبة ، ويجمع في حزيران . ديسقوريدوس في الأولى : اقاقليس وهو الأثل وهو ثمر شجرة تكون بمصرفيها مشابهة من ثمر الطرفاء ويستعمل ماء نقيعه في أخلاط أشيافات العين الموافقة لضعف البصر والمحدة للبصر . مسيح : الأثل بارد في الدرجة الأولى وفيه قبوضة يسيرة . ابن الجزار : وإذا طبخت أصول هذه الشجرة بشراب أو بخل وسقي ماء طبيخه نفع من أوجاع الكبد منفعة عظيمة ويلين أورامها ، وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب أطراف الشجرة نفسها ويبرىء أوجاع الأسنان وقوة رمادها قوة غسالة زائدة وقوة الورق قباضة يسيرة . غيره : وثمرة شجرة الأثل هو الكزمازك والجزمازق أيضا والعذبة . بولس : وللعذبة قوة ومداقة قباضة تصلح لنفث الدم وللعلل السيالة إذا شربت ، وإذا وضعت من خارج أيضا . ماسرحويه : شبيه القوة بالعفص ولكن العفص أشد قبضا منه وأبرد وقد ينقي بعض التنقية . مسيح : وقوة الكزمازك من البرودة في الدرجة الثانية وفي اليبوسة من الثالثة ويأكل اللحم الزائد وينفع من تأكل الإنسان ويرح البلة المتحلبة للأرحام . الرازي : يحبس البطن وسيلان الدم جيد لتحرك الأسنان . إسحاق بن سليمان : ومن منافع حب الأثل إذا طبخ أو نقع في الماء الحار من أول الليل إلى الصبح وشرب ماؤه نفع من الصفرة واليرقان ولسع الرتيلا ، وإن سقي منه الصبيان قواهم وقيأهم ونقى معدهم من الرطوبات الغليظة المتعفنة وينفع من الجرب الرطب المتعفن ويحسن ألوانهم ويصير سببا للزيادة في لحومهم ، ورأيت كثيرا من المتطببين إذا أرادوا أن يزيدوا في لحوم الجواري القضاف النحيفات الأبدان يسقونهن بدبا نقيع حب الأثل ثلاثة أيام أو سبعة متوالية ثم يتبعون ذلك بالأقراص المبردة المرطبة المستعملة في زيادة لحوم المسلولين سبعة أيام ثم يلزمونهن بشرب مخيض البقر ويعطونهن إياه بالكثيراء المسحوق أياما ثم بالكعك المعمول من دقيق السميد المحكم الصنعة فيزيد ذلك في لحومهن زيادة بينة صالحة وتحسن ألوانهن ويطويها ويفيدها نضارة ورونقا ومن دليل منافعه أنه إذا شربه من كانت في معدته رطوبات فاسدة نقاها وقوى المعدة ، وإذا شربه من كانت معدته نقية قواها ونفع من الإسهال المزمن العارض من الرطوبة وقطع الدم ودرور الطمث ، وقد يتخذ منه شراب بالسكر الطبرزدي فيفعل في تحليل جساء الطحال وتسكين الأمعاء فعلا بينا . بعض أطباء المغرب : حب الأثل اليوم في زماننا هو تاكوت الدباغين لأنه يستعمل في دباغة الجلود وهو حب يشبه الحمص وبعضه أجل من الحمص ويجلب إلينا من جهتي سجلماسة ودرعة ويجمع على شجر يشبه الطرفاء يشد اللثة المسترخية سنونا به ، وإذا ضمدت به الأعضاء التي تنصب إليها المواد قواها ومنع الانصباب إليها والشربة منه مسحوقا من ثلاثة دراهم إلى نحوها سفوفا بالماء ولعقا بشراب الورد حيث يراد الإمساك وهو في ذلك غاية . بنادوق : وبدل حب الأثل إذا عدم وزنه من العفص وإن شئت وزنه من شحم رمان . الشريف : دخان الأثل ينفع الجدري والموم ورماد خشبه يرد المقعدة البارزة إذا سحق وكبست به . | أثمد : أرسطوطاليس : هو حجر يخالطه الرصاص في جسمه ولذلك إن جعل مع الفضة عند السبك كسرها لما فيه منه وله معادن بأكناف المشرق . إسحاق بن عمران : هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان ومن جهة المغرب وهو حجر أسود صلب ملمع براق كحلي اللون . ديسقوريدوس في الخامسة : أجود ما يكون منه ما إذا فتت كان لفتاته بريق ولمع ، وكان ذا صفائح وكان ما داخله أملس ولم يكن فيه شيء من الأوساخ وكان سريع التفتت ، جالينوس في التاسعة : لهذا الدواء مع القوة العامية التي تجفف أنه يقبض ولذلك صار يخلط في ( الشيافات وفي الأدوية الأخر اليابسة التي تنفع العين وهي البرودات . ديسقوريدوس : وقوة الأثمد مغرية قابضة مبردة وتذهب باللحم الزائد في القروح وتدملها وتنقي أوساخها وأوساخ القروح العارضة في العين وتقطع الرعاف العارض من الحجب التي فوق الدماغ وبالجملة فقوته شبيهة بقوة الرصاص المحرق إلا أن الأثمد خاصة إذا خلط ببعض الشحوم الطرية ولطخ على حرق النار لم تعرض فيه الخشكريشة ، وإذا خلط بالموم وشيء يسير من الأسفيداج الرصاصي أدمل ما عرضت فيه خشكريشة من القروح العارضة من حرق النار . أرسطاطاليس : هو نافع للعيون ونافع في كثير من الإكحال ويقوي أعصاب العيون وينفعها ويدفع الآفات عن العيون والأوجاع منها وإذا لم تعتد العيون الاكتحال به ثم كحلت به رمدت وقذيت على المكان وينفع العجائز والمشايخ والذين ضعفت أبصارهم من الكبر إذا جعل فيه شيء من المسك . | ماسرحويه : ينفع من الحرارة والرطوبة العارضة للعين كحلا . الرازي : يقوي العين ويحفظ صحتها ويقطع سيلان دم الطمث إذا احتمل . محمد بن الحسن : هو بارد يابس في الدرجة الرابعة وإن استعمل من خارج قتل القمل . التجربتين : ينفع الدمعة كحلا وإذا نثر مسحوقا على الجراحات الطرية أدملها إلا أنه يبقي فيها أثرا أسود ، وكذلك يجفف القروح في مثل الذكر والأعضاء اليابسة المزاج فيها . ديسقوريدوس : وقد يشوى الأثمد بأن يعجن بشحم ويصير في جمر ويترك فيه إلى أن يلتهب ثم يؤخذ من الجمر ويطفأ بلبن امرأة ولدت ذكرا أو ببول الصبيان أو بخمر عتيق وقد يحرق الأثمد أيضا على نحو آخر بأن يؤخذ ويوضع على الجمر وينفخ عليه حتى يلتهب ثم يؤخذ من على الجمر إلا أنه متى احترق أكثر من هذا القدر صار في حد الرصاص ، وقد يغسل مثل ما يغسل القليميا أو مثل النحاس المحرق ، ومن الناس من يغسله كما يغسل خبث الرصاص . | أثوا : ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من الطير إذا ملح كبده وجفف وشرب منه فلجيارين بالشراب المسمى أدرومالي أخرج المشيمة . ابن حلحل : هذا الطائر هو معروف عندنا بالأندلس بالبعير . | أثرار : هو الأمبرباريس عن أبي حنيفة وسنذكره فيما بعد . | إجاص : أهل الأندلس يسمون الإجاص عيون البقر . إسحاق بن سليمان : هو صنفان أسود وأبيض فالأسود هو إجاص على الحقيقة والأبيض هو المعروف بالشاهلوج . جالينوس في أغذيته : وأجود الإجاص الكبير الرخو القليل القبوضة ، وأردؤه الصغير الصلب الشديد العفوصة . البصري : أجوده ما جلب من قومس . إسحاق بن سليمان : اختر منه ما كان لحميا رقيق البشرة في طعمه مرارة مع يسير قبوضة وقوة الإجاص الأسود الكامل النضج الصادق الحلاوة البرودة في أول الدرجة الأولى والرطوبة في آخرها وقوة المزمنة البرودة في وسط الدرجة الثانية ومن الرطوبة في آخرها . ديسقوريدوس في الأولى : هي شجرة معروفة وثمرها يؤكل وهو رديء للمعدة ملين للبطن وأما ثمرة الإجاص الشامي وخاصة ما كان منه بدمشق فإنه إذا جف كان جيدا للمعدة ممسكا للبطن . جالينوس في السابعة : ثمرة هذه الشجرة تطلق البطن وخاصة إذا كانت طرية فأما إذا يبست فإطلاقها للبطن أقل . وأما ديسقوريدوس فلا أدري من أين قال أن الأجاص الدمشقي إذا أكل حبس البطن إذ كنا قد نجده يطلق البطن إطلاقا ظاهرا ولكنه أقل من الإجاص المجلوب من كسريا وهي أرمينية الداخلة وذلك أن الأجاص الذي يجلب منها أشد حلاوة والشجر في كل واحد من هذين البلدين على حسب الثمرة ، فشجرة الإجاص التي تكون بأرمينية الداخلة أقل قبضا والتي تكون بدمشق أكثر قبضا ، وبالجملة جميع الأشجار والأصول التي يوجد القبض في ورقها وقضبانها ظاهرا فهي إذا طبخت صارت نافعة لمن يتغرغر بها من ورم اللهاة والنغانغ . ديسقوريدوس : وورق الإجاص إذا طبخ بشراب ورد وتغرغر بطبيخه قطع سيلان المواد إلى اللهاة وعضلتي اللوزتين واللثة وثمرة الإجاص البري إذا نضج وجفف فعل مثل ذلك ، وإذا طبخ بطلاء كان طعمه أطيب وكان إمساكه للبطن أشد . ابن ماسويه : الأجاص بارد رطب يغذو غذاء يسيرا ويرطب المعدة بلزوجته ويبردها ويلين البطن بما فيه من اللزوجة ، ويسهل المره الصفراء وفعل الأسود منه فيما ذكرناه أكثر من فعل الآخر لشدة حموضته وما صفر منه أردأ وليس بمسهل إسهالا كثيرا وينبغي لآكله أن يتقدم به الطعام لا سيما إن كان محرورا لأنه يطفىء الحرارة ويسهل المرة الصفراء وينبغي لأصحاب البلغم أن يشربوا بعد أكله ماء العسل ليجلو رطوبته المتولدة في المعدة منه ، ومنه الأبيض المدعو بالشاهلوج وهو بطيء الهضم وليس بمسهل كغيره من الإجاص ، ومن أجل ذلك كان أكله للشهوة لا للعلاج وخاصته ترطيب المعدة وتبريدها . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الأجاص يبرد ويطلق البطن ويسكن العطش وأقواه بردا وأقله إسهالا أحمضه وأغلظه جرما وأشده قبضا وحموضة ، وهو أردأ للمبرودين وليس يحتاج المحرورون إلى إصلاحه ، اللهم إلا لضعف المعدة منهم جدا ، فإن هؤلاء يحتاجون أن يأخذوا عليه جلنجبينا عتيقا ، وأما المبرودون وأصحاب المعد الضعيفة فليكثروا عليه الشراب المقوي وليأخذوا عليه الجوارشنات التي وصفنا . وقال في موضع آخر : والأجاص اليابس مذهب لشهوة الطعام يصلح للمحرورين دون المشايخ فإن أكلوا منه في حال فليأخذوا بعده شيئا من المصطكا أو اللبان ليذهب عن المعدة لطخه . إسحاق بن عمران : الحامض منه بارد يابس ملائم لأصحاب الحرارة . ابن ماسويه : في إصلاح الأدوية المسهلة خاصته إسهال المرة الصفراء وكسر حدتها وقطع القيء وتسكينه وذهاب الحكة فإن أراد مريد أخذه فليختر منه ما كان صادق الحموضة ويجعل قدر الشربة منه بعد طبخه نصف رطل . إسحاق بن سليمان : الأبيض منه رديء قليل الإسهال لغلطه وقلة رطوبته وأجوده ما كان في غاية النضج وإذا طبخ الأجاص وصفي ماؤه وشرب بالسكر أو بالعسل كان أقوى لإسهال البطن ولا سيما إذا لبث الإنسان بعد شربه وقتا طويلا لم يتناول غذاء . التجربيين : ينفع نقيعه أنواع السعال حيث يضر الخل ، وإذا شرب طبيخ مجففه مفردا بيسير سكر نفع الصفراوية ، الخورما : الإجاص يدر الطمث الفلاحة النبطية : الأجاص الجبلي شجيرة ورقها مدور أصغر من ورق الأجاص وثمرها كالأجاص حامضة صادقة الحموضة ولا تفلح في البساتين ألبتة . وقال جالينوس : ثمر الأجاص الصغار البري يقبض قبضا بينا ويحبس البطن إحداق المرضى هو البهار وبالسريانية عين أغلى وسيأتي ذكره في حرف الباء . | احريض : هو العصفر عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف العين . | أخيون : هو رأس الأفعى وسمي بذلك لشبه ثمره برأس الأفعى . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات خشن ورقه مستطيل إلى الرقة ما هو شبيه بورق النبات الذي يقال له أنجشا إلا أنه أصغر منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعلى الورق شوك صغار شبيه بالزغب وله قضبان صغيرة دقاق كثيرة ، ومن كل جانبي واحد من القضبان تنبت أوراق صغار دقاق مستقيمة الأطراف إلا أن الورق النابت في أطراف القضبان هو أصغر بشيء يسير من سائر الورق وعند الورق زهر لونه لون الفرفيرية له ثمر شبيه في خلقته برأس الأفعى ، وله أصل أدق من أصبع لونه أسود ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش ذوات السموم ، وإذا تقدم في شربه نفع من ضرر نهشها وكذا أيضا يفعل الورق والثمر ، وإذا شرب الأصل بالشراب أو طرح في بعض الإحساء وتحسى سكن وجع الظهر وأدر اللبن . | أخينوس : ديسوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت بقرب الأنهار وبقاع الماء المجتمعة من العيون وله ورق شبيه بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه ، وأعلاه مشقق وله عيدان خمسة أو ستة طولها نحو من شبر ، وزهر أبيض وثمر أسود صغير قابض وعيدان هذا النبات وورقه مملوءة رطوبة . جالينوس في السادسة : ثمر هذا النبات قابض فهو لذلك يمنع المواد المتحلبة ويجفف ، والأطباء يستعملونه في مداواة العين والأذن إذا كانت تنصب إليهما مادة . | ديسقوريدوس : وإذا أخذ من ثمر هذا النبات مقدار درهمين وخلط بمقدار أربع دراخميات من عسل واكتحل به قطع سيلان الرطوبات إلى العين ، وعصارته إذا خلطت بالكبريت والنطرون وقطرت في الأذن سكن وجعها . | اخرساج : الفلاحة النبطية : هي شجيرة تنبت في البلدان الحارة والمواضع القشفة اليابسة وهي ترتفع كقامة الرجل الطويل وخشبها كخشب التين رخو أجوف وورقها كورق التين وأكبر بقليل ، وله طعم عذب تفه أملس ، وليس له نوى إلا شيء يمضغ إذا مضغ ، وإذا أكلت جشت وطيبت فم المعدة ، ويتولد عن أغصان هذه الشجرة وأصولها عناكب صغار قصار مغشاة بغشاء أبيض إذا أزيل عنها الغشاء دبت فتنفر لأجل هذه العناكب نفوس كثير من الناس عن أكل ثمرها وطبيخ الثمر والورق إذا صب على النقرس سكن الضربان ورمادها إذا بل بالخل وطلي على الجراحات والجرب والدماميل والبثور وكرر عليها أزالها . | أداد : إسم بربري للنبات المسمى بالعربية الاسخيص ، وسيأتي ذكره فيما بعد والألف فيه أصلية في لسان البربر ، والدالان مهملتان أيضا . | ادرييس : هو اسم بربري أيضا للنبات المسمى باليونانية ثافسيا ، وسنذكره في حرف الثاء وعرب المغرب يقولون الدرياس . | اذخر : أبو حنيفة : له أصل مندفن وقضبان دقاق ذفر الريح وهو مثل الأسل أسل الكولان ، إلا أنه أعرض منه وأصغر كعوبا ، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أدق وأصغر تطحن فتدخل في الطيب ، وقلما تنبت الأذخرة مفردة فإنك متى نظرت واحدة فحدقت رأيت غيرها ، وربما استحلست الأرض منه وهو ينبت في السهول والحزون ، وإذا جف ابيض . إسحاق بن عمران : ما ينبت منه بالحجاز وهو الحرمي وهو أعلاه بعد الانطالي ، وما ينبت منه بقفصة وساحل أفريقية فهو أدناه . ديسقوريدوس في الأولى : منه ما يكون بالبلاد التي يقال لها لينوى ، ويسمى باليونانية سحيبوميس وبالسريانية سحيلس ، ومنه ما يكون في بلاد العرب ، ومنه ما يكون في البلاد التي يقال لها انطاليا وهو أجودها وبعده ما يكون من بلاد الغرب ، ويسميه بعض الناس البابلي وبعضهم يسميه طوسطس ، وأما الذي يكون من لينوى فليس ينتفع به فاختر منه ما كان حديثا فيه حمرة كثيرة الزهرة وإذا تشقق كان في لونه فرفيرية دقيقا في طيب رائحته شيء شيبه برائحة الورد وإذا دلك بالأيدي يلذع الإنسان لسانه ويحذوه حذوا يسيرا ، والمنفعة هي في الزهرة وقصب الأصول . جالينوس في الثامنة : زهرة هذا النبات تسخن إسخانا يسيرا وتقبض قبضا يسيرا أيسر منه وليست ببعيدة عن الجوهر اللطيف ، ولذلك هو دواء يدر البول ويحدر الطمث إذا استعمل على جهة التكميد ، وإذا شرب وإذا تمضمض به وهو نافع أيضا للأورام الحادثة في الكبد والمعدة وفم المعدة ، وأصل هذا النبات أشد قبضا من زهرته وزهرته أكثر إسخانا من أصله والقبض موجود في جميع أجزائه لمن ذاقه إلا أن ذلك في بعضها أكثر وفي بعضها أقل ، وبسبب هذا القبض صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من ينفث الدم . ديسقوريدوس : وقوته قابضة مسخنة إسخانا يسيرا مفتتة للحصاة منضجة ملينة مفتحة لأفواه العروق مدرة للبول والطمث محللة للنفخ تورث الرأس ثقلا يسيرا قابضة قبضا يسيرا ، وفقاحه نافع لمن ينفث الدم وأوجاع المعدة والرئة والكبد والكلى ، وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة وأصله أشد قبضا ، ولذلك يسقى منه وزن مثقال مع مثله فلفلا أياما لمن كانت معدته متغثية ومن به حبن ومن به شدخ في عضلته ، وطبيخه موافق للأورام الحارة الحادثة في الرحم إذا جلس النساء فيه . مسيح الدمشقي : الأذخر حار يابس في الثانية . الرازي : جيد للورم الصلب في الكبد والمعدة ضمادا . ابن سينا : يسكن الأوجاع الباطنة خصوصا في الأرحام ويقوي العمور وينشف رطوبتها ، وفقاحه ينقي الرأس . مجهول : إذا أدمن شربه ثقل الرأس وأنام . | التجربتين : الأذخر إذا طبخ بالخمر أدر البول مشروبا ويسخن المثانة الباردة تكميدا ، ولذلك يدر الطمث تكميدا ويمسكه إذا أفرط مشروبا ، ويسكن الأوجاع الحادثة عند إقبالها ، ويحلل الرياح من جميع الجسم تكميدا وشربا لا سيما رياح المعدة وفعله فيها مسحوقا أقوى من فعله مشروبا ، وطبيخ أصله بالتمادي عليه وعلى شربه ينفع من أوجاع المفاصل الباردة ، وينفع من الحميات البلغمية في آخرها مع شراب السكنجيين ويمسك الطبيعة بقبضه وإدراره البول . لي : اعلم أن الرازي قال في الحاوي : إن من الأذخر نوع أجامي وعزاه إلى الفاضل جالينوس ، وتقول عليه ما لم يقله قط جالينوس وتابعه في ذلك جماعة من الأطباء كالشيخ الرئيس وصاحب المنهاج وصاحب الإقناع وغيرهم من المصنفين ، وغلطوا فيه بغلطة بينة ، والسبب الموجب للوقوع في هذا الإشكال أن الفاضل جالينوس ذكر الأذخر في المقالة الثامنة وسماه باليونانية سحريس المري وأورد ما أوردته عنه نصا وفصا فيما تقدم ، وعند انقضاء كلامه ذكر دواء آخر سماه سحونس الأجامي وهو ذو أنواع وليس هو بأذخر ولا من أنواعه أيضا ، وإنما هو النبات المعروف بالأسل بالعربية وهو السمار عند أهل مصر وعند عامة المغرب هو الديس وهو الذي تصنع منه الحصر منه الغليظ ومنه الدقيق ومنه ما يثمر ومنه ما لا يثمر وهو مشهور معروف ، وسيأتي ذكره في هذا الحرف حيث ألف بعدها سين فتأمله هناك فتوهم من لم يمعن النظر والتوهم موضع الغلط ومحض الخطأ إن هذا القدر من الاشتراك في الإسمية يوجب الاتحاد في الماهية والقوة وليس الأمر كذلك ، وقد تكلمت على هذا الموضع وأشباهه من الأغاليط في الأدوية المفردة في كتاب وضعته وسميته بالإبانة والأعلام بما في كتاب المنهاج من الخلل والأوهام . | آذريون : إسحاق بن عمران : هو صنف من الأقحوان منه ما نواره أصفر ومنه ما نواره أحمر . ابن جناح : نواره ذهبي في وسطه رأس صغير أسود . ابن حلحل : هو نبات يعلو ذراعا وله ورق إلى الطول ما هو في قدر الأصبع إلى البياض عليه زغب ، وله أفرع كثيرة وزهره كالبابونج . الغافقي : قال صاحب الفلاحة : ورده ! أحمر لا رائحة له وإن سطعت منه رائحة كانت شبيهة بالمنتنة ، وهو نبات يدور مع الشمس وينضمر ورده بالليل ، وزعم قوم أن المرأة الحامل إذا أمسكته بيديها مطبقة واحدة على الأخرى نال الجنين ضرر عظيم شديد ، . وإن أدامت إمساكه واشتمامه أسقطت ، ويقال : إن دخانه يهرب منه الفار والوزغ ، وهو نبات حار رديء الكيفية إذا شرب من مائه أربعة دراهم قيأ بقوة وإن جعل زهره في موضع هرب منه الذباب ، وإن دق وضمد به أسفل الظهر أنعظ إنعاظا متوسطا غيره إذا استعط بعصارة أصل الأذريون منع من وجع الأسنان بما يحلل من الدماغ من البلغم ، ويقال : إن أصله إذا علق نفع من الخنازير ، ويقال : إن المرأة العاقر إذا احتملته حبلت . ابن سينا في الأدوية القلبية : الآذريون حار في الثالثة يابس فيها وفيه ترياقية ويقوي القلب إلا أنه يميل بمزاج الروح إلى جنبه الغضب دون الفرح . | آذان الفار البستاني : ديسقوريدوس في الرابعة : البسيني ومن الناس من سماه مروش أوطا ومعنى موش أوطا في اليونانية آذان الفار ، وإنما سمي بهذا الاسم لأن ورق هذا النبات يشبه آذان الفار ، ومعنى القسيني البستانية ، وإنما سمي بهذا الاسم لأنه ينبت في المواضع الظليلة وفي البساتين ، وهو نبات يشبه العسيني إلا أنه أقصر من العسيني وأصغر ورقا وليس عليه زغب ، وإذا دلك فاحت منه رائحة كرائحة القثاء . جالينوس في السادسة : قوتها شبيهة بقوة الحشيشة التي يجلى بها الزجاج لأنها تبرد وترطب ، وذلك أن جوهرها جوهر مائي بارد ولذلك صار يبرد تبريدا لا قبض معه ، وبهذا السبب هي نافعة من الأورام الحارة المعروفة بالحمرة إذا كانت يسيرة . ديسقوريدوس : وله قوة قابضة مبردة وإذا تضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة العارضة للعين ، وإذا قطرت عصارته في الآذان الآلمة وافقها أيضا ، وبالجملة فإن هذا النبات يفعل ما يفعل العسيني . | آذان الفار البري : يعرف بإفريقية بعين الهدهد . ديسقوريدوس في آخر الثانية : له قضبان كثيرة من أصل واحد ولون ما يلي أسفلها إلى الحمرة وهي مجوفة وله ورق دقاق طوال صغار أوساط ظهورها ناتئة لونها إلى السواد وأطرافها حادة وهي أزواج أزواج بينها فرج ، ويتشعب من الأغصان قضبان صغار عليها زهر صغار لازوردي مثل زهر أحد صنفي أناغالس ، وله أصل غليظ مثل غلظ أصبع له شعب كثيرة ، وبالجملة هذا النبات يشبه النبات الذي يقال له سقولوقندريون إلا أنه أقل خشونة منه وأصغر ، وأصل هذا النبات إذا تضمد به نفع من نواصير العين . جالينوس في السابعة : هذا النبات يجفف في الدرجة الثانية وليس له حرارة بينة أصلا . | آذان الفار آخر بري : الغافقي : حكى عن غيره أنه شجرة تنبت في الرمل مفترشة الأغصان على الأرض ، لها ورق صغار شبيهة بآذان الفار البستاني لا يغادر منه شيئا ، وهذا النبات إذا دق بأسره واستخرجت عصارته ومرخ بها الذكر والمراق نفع من لا ينعظ ولا يجامع فأنغظه وزاد جماعه ، وإذا أخذت هذه الشجرة يابسة وأنقعت في الماء وتعولج بعصارتها فعلت ذلك ، وقد بلغ من قوة هذا النبات فيما قيل أنه يعالج به الخيل إذا امتنعت من النزو بأن يمرخ بعصارته من أعرافها إلى أعجازها وأن يأخذه الشيوخ والذين لا يقدرون على الجماع فيجامعون ، وقد تنبت هذه الشجرة بمصر واسكندرية كثيرا وأكثر منبتها في الرمل أو في أرض فيها رمل . | آذان الفار آخر : الرازي : في كتابه إلى من لم يحضره طبيب آذان الفار أحد اليتوعات وهو نبات له ورق كآذان الفار عليه زغب أبيض وله شوك دقاق عليها أيضا زغب أبيض اللون إذا قطف يسيل منه اللبن ويسهل بقوة ويقيىء بقوة قيئا كثيرا . حبيش : قوته أضعف من قوة الماهودانة وما ينبت منه في البرد وبعد عن الماء أحد وألطف من سائره ، ولذلك صار يحمر الجلد الناعم إذا وضع عليه من ورقه فأما ما ينبت منه قرب الماء والمواضع الرطبة فليس يفعل ذلك . غيره : آذان الفار إذا سلق بماء وصفي ذلك الماء وخلط مع نعنع وشرب وأكل بعد ذلك سمك مالح فإن الدود الذي في البطن ينزل كله . | آذان الأرنب : الغافقي : وتسميه البربر آذان الشاة ويسمى أيضا آذان الغزال ويسمى اللصيفي وهو نبات له ورق في صورة ورق لسان الحمل إلا أنه أدق وأخشن ولونه إلى السواد وعليها زئير كالغبار أبيض فيها أيضا شبه من ورق لسان الثور ، وله ساق في غلظ أصبع تعلو أكثر من ذراع وزهر أزرق فيه بياض مثل زهر الكتان مقمع يخلفه في أقماعه أربع حبات حرش تلتزق بالثياب وله أصل ذو شعب كالخزبق ظاهره أسود وداخله أبيض لزج إذا قلع وحك به الوجه طريا حمره . وحسن لونه وطبيخه يشرب للسعال وخشونة الصدر ، وورق هذا النبات إذا دق وتضمد به مع دهن الورد نفع من أورام المقعدة وسكن ضربانها وأوجاعها ، ومنه صنف ثان أصغر من الأول وأصغر ورقا وزهرته حمراء فرفيرية . | آذان الفيل : قيل : إنه القلقاس وقيل هو اللوف الكبير وهذا أصح ، وسنذكر كل واحد - منهما . | آذان الجدي : هو لسان الحمل الكبير بدمشق وما والاها من أرض الشام وعامة الأندلس تسمي النوع الصغير منه آذان الشاة أيضا ، وسنذكر نوير لسان الحمل في حرف اللام . | آذان العنز : هو مزمار الراعي من مفردات الشريف ، وسنذكره في حرف الميم . | آذان القيس : عامة الأندلس يسمون بهذا الاسم النبات المسمى باليونانية قوطريدون وسيأتي ذكره في حرف القاف . | آذان الدب : هو أحد أنواع النبات المسمى باليونانية قلومس وهو البوصيرا أيضا ، وسمي بهذا الاسم لأنه عريض الورق إلى التدوير ما هو أزغب وفيه متانة . | آذان الحيوانات : الرازي في الحاوي عن جالينوس في كتاب الكيموس : أن غضاريفها لا تغذو ولا تنهضم وما على غضاريفها من الجلد قليل الغذاء عسر الهضم لأنه رقيق يابس . | أرز : ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من الحبوب التي يعمل منها الخبز ينبت في آجام ومواضع رطبة وهو قليل الغذاء يعقل البطن . جالينوس في الثامنة : في الأرز شيء من القبض ، فهو لذلك يحبس البطن حبسا معتدلا . وقال في كتاب أغذيته : الأرز يستعمله جميع الناس في موضع الحاجة إلى حبس البطن بأن يطبخوه كما يطبخ الحندروس وهو أشد عسرا في الانهضام من الحندروس وأقل غذاء منه كما أنه في اللذاذة أيضا دونه . ابن ماسويه : الأرز حار يابس في الدرجة الثانية في آخرها ومن أدلة حرارته عذوبة طعمه وأنه يغذو غذاء حسنا ويلهب المحرور إذا أكله ، وهو أكثر غذاء من الجاورس والذرة والشعير وأقله إبطاء في المعدة فإن طبخ في اللبن الحليب ودهن اللوز الحلو والسكر قل عقله للطبيعة وغذى غذاء معتدلا حسنا ، وإذا أكل بالسكر كان انحداره عن المعدة سريعا ، فإن أراد مريد أن يقل يبسه أنقعه في ماء نخالة السميد ليلة أو ليلتين أو في اللبن الحليب ثم طبخه بالماء ودهن اللوز الحلو فإن كره اللبن صير مكانه لباب القرطم وماء النخالة نخالة السميذ ، وخاصة ماء الأرز أعني طبيخه أن يدبغ المعدة ويعقل الطبيعة ويجلو جلاء حسنا . ماسرحويه من الحاوي : أن صواب الرأي فيه أن يجعل معتدلا في الحر والبرد لكنه بالغ في اليبس وطبيخه يحبس البطن وهو جيد لقروح الأمعاء والمغص شرب أو احتقن به والأحمر أعقل للبطن لأنه أيبس . سندهشار من الحاوي : الأرز يزيد في المني ويقل على آكله البول والنجو والريح . ابن ماسه : زعمت الهند أنه أحد الأغذية وأنفعها إذا أخذ بلبن البقر الحليب ، وزعموا أن من اقتصر على الاغتذاء به دون سائر الأغذية طال عمره ولم يشبه في بدنه تغير ولا صفره . مسيح : الأرز ليس خلطه بحسن ، وإذا طبخ بلبن الماعز اعتدل وحسن غذاؤه ، وإذا طبخ بحليب الضأن أو بحليب البقر غلظ وطال في المعدة بقاؤه . الرزاي في دفع مضار الأغذية : والأرز يسخن قليلا ويجفف كثيرا وإن طبخ مع السماق عقل البطن ومع الراتب يطفىء الحرارة ويسكن العطش ، وذلك بعد جودة طبيخ الأرز نفسه ، وإذا طبخ باللبن وأخذ مع السكر أخصب البدن وغذى غذاء كثيرا وزاد في المني ونضارة اللون . | حنين بن إسحاق : قال جالينوس : إن حبس الأرز للبطن ليس بشديد لأن ما فيه من القبض يسير ، وإنما هو منه في قشره الأحمر وهو أقل غذاء من الحنطة ومتى طبخ حتى يتهرى أو صار مثل ماء الشعير وشرب كان جيد اللذع في البطن عن أخلاط مرارية . إسحاق بن سليمان : الأرز موافق للجراحات الرطبة وينقي الجلد من الأوساخ إذا اغتسل به . التجربيين : إذا صنع من دقيقه حسو رقيق وبولغ في طبخه مع شحم كلى ماعز نفع جدا من إفراط الدواء المسهل ومن السحج العارض منه وهو من الأغذية المسمنة . | أرقوا : جالينوس : في أغذيته أنه بزر صغير صلب مدور ينبت بين العدس . الفلاحة : وينبت بين الدحس حشيشة تشبهه وحملها في أوعية شبيهة بالغلف بزر أسود إذا جف مدور وبزرها إذا طحن وخلط بخل وماء ممزوجين وترك في الشمس ست ساعات ثم أعيد إلى يسير من ماء قراح وعجن جيدا وضممت به الأورام الحارة الصلبة الشديدة الصلابة لينها وأزال أوجاعها . | أرفطيون : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه أرفطون هو نبات ورقه أيضا شبيه بورق قلومس إلا أنه أكثر زغبا منه وأشد استدارة وله أصل حلو أبيض لين وساق رخوة طويلة وثمر شبيه بالكمون الصغير الحب . جالينوس في السادسة : قوة هذا النوع قوة لطيفة غاية اللطافة فهو لذلك يجفف أيضا وفيه من الجلاء شيء يسير ومن أجل ذلك متى طبخ أصله وثمرته بالشراب سكن أوجاع الأسنان وأبرأ حرق النار والقروح التي تحدث في أصول الأظفار من اليدين والرجلين ، والماء الذي يطبخ فيه هذان ينفع إذا صب على الموضع وكذا أغصان هذا النبات . ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات وثمره إذا طبخا بالشراب وأمسك طبيخهما في الفم سكن وجع الأسنان ، وإذا صب على حرق النار وعلى الشقاق العارض من البرد نفع منهما وقد يشرب مع الشراب لعسر البول وعرق النسا . | أرفطيون آخر : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه قروسونس ومنهم من يسميه قروسوقوسون ، وهو نبات له ورق شبيه بورق القرع إلا أنه أكبر منه وأصلب وأقرب إلى السواد وعليه زغب وليس له ساق وله أصل كبير أبيض . جالينوس في السادسة : وهو مجفف محلل وفيه شيء من القبض وبهذا السبب صار ورقه يشفي القروح العتيقة . ديسقوريدوس : وإذا شرب من أصله درهمي مع حب الصنوبر نفع من القيح الكائن في الصدر ، وإذا دق ناعما وتضمد به سكن وجع المفاصل العارض من الحكة المقلقة ، وقد يتضمد بورق هذا النبات للقروح المزمنة فينتفع به . | أرماك يوحنا بن ماسويه : هو دواء هندي يشبه قرفة القرنفل . البصري : خشب يشبه القرفة طيب الرائحة يجلب من اليمن . الطبري : هو نبات له عيدان شبيهة بعيدان الشبت . الرازي : سمعت أنه خشب خفيف سبج يتخذ منه الحقوق ، وقال مرة أخرى : قد أجمع الأطباء في هذا الدواء على أنه جيد لأوجاع الفم . ابن سينا : هو حار في الثانية يابس في الأولى يطيب النكهة وينفع من البثور والأورام الحارة ضمادا ويمنع من انتشار القروح ويدملها يابسة لتجفيف فيه بلا لذع ويمنع من تعفن الأعضاء ويقوي الدماغ ويشد العمور ويوافق أمراض الفم ، والأكل منها ينفع الرمد ويقوي القلب والأحشاء كلها ويعقل الطبيعة ، وبالجملة يعين في أفعال القوى كلها . | ارتدبريد : الرازي : دواء فارسي يجلب من سجستان كثيرا وهو يشبه البصل المشقوق نافع من البواسير إذا طلي عليها . البالسي : وإن شرب شيء منه أحدر دم الطمث المحتبس إحدارا قويا . | الغافقي : غلب على ظني أنه الدليوث . | أرمنيس : ديسقوريدوس في الثالثة : هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ، وورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له برانثي وله ساق مربع طوله نحو من نصف ذراع وعليه غلف شبيهة بغلف اللوبياء مائلة إلى ناحية الأصل فيها برز فما كان منه غير بستاني فبزره مستدير ولونه أغبر وما كان منه بستانيا فبزره مستطيل ولونه أسود ، وهو الذي يستعمل وقد يظن أنه إذا شرب بالشراب يحرك شهوة الجماع ، وإذا خلط بالعسل أذهب القرحة التي تكون في العين التي يقال لها أرغامن والبياض العارض في العين ، وإذا تضمد به بالماء غسل الأورام البلغمية وجذب من عمق البدن واللحم ما داخله من السلي ، وإذا تضمد بالنبات نفسه فعل ذلك أيضا وما كان منه غير بستاني فهو أقوى ، ولذلك يخلط ببعض الأدهان وخاصة دهن عصيرة العنب . | لي : زعم ابن جلجل أن هذا النبات هو القلق والقلقلان أيضا وصفته أيضا ليست صفة القلقلان الذي هو بالعراق مشهور في زماننا هذا فتأمله ، وسيأتي ذكر القلقل في حرف القاف أيضا . | أرجنقنة : أبو العباس النباتي : الأرجنقنة هو المعروف عند الصباغين بالأرجيقن يجب إليهم بالمغرب من أجواز بجاية وأطيبه عندهم ما كان من سطيف ، وهو معروف بإفريقية أيضا ، وجرب منه النفع من الاستسقاء ويذهب اليرقان مطبوخا بالزبيب ومعجونا بالعسل ، وهو دواء مألوف في طعمه يسير حرارة يشبه طعم أصل الحرشف بعض شبه ، وكذا يشبه أيضا بعض شبه النبات المعروف عند الشجارين بالأرز في هيئته وأصله وورقه وزهره وطعمه ، إلا أن ورق الأرجيقن يميل إلى البياض وهو أزغب ، ومنه ما هو صغير غير مقطع الورق ومنه ما هو مقطع الورق مثل الأرز إلا أنه أعرض منه بقليل ، وأصله من نحو الشبر وأطول قليلا ويخرج من بين تضاعيف ورقه ساق قصيرة في أعلاها رؤوس مستديرة عليها زهر أصفر فيشاكل في هيئتها وقدرها رؤوس العصفر البري والزهر ولها شوك قليل لين ما هو . | الشريف : قيل هو بارد يابس إذا شرب من ماء طبيخه كانت له قوة تجلو وتنقي أوساخ البدن ، فإن شرب منه ثلاثة أيام متوالية في كل يوم نصف رطل نفع من اليرقان مجرب ، وإذا عجن بماء طبخه دقيق شعير وضمد به الأورام الحارة نفعها منفعة بليغة . | أراك : أبو حنيفة : هو أفضل ما استيك به بأصله وفروعه من الشجر وأطيب ما رعته الماشية رائحته لين وهو ذو فروع شائكة ، وثمره في عناقيد منه البرير وهو أعظم حبا وأصغر عنقودا وله عجمة صغيرة مدورة صلبة وهو أعني الثمر أكبر من الحمص بقليل وعنقوده يملأ الكف أكبره ، والكباب فوق حب الكزبرة وليس له عجم وعنقوده يملأ الكفين وكلاهما يبدو أخضر ثم يحمر ويحلو وفيه حروقة ثم يسود فيزيد حلاوة وفيه بعض حراقة ويباع كما يباع العنب ونباته ببطون الأودية ، وربما ينبت في الجبل وذلك قليل وشوكه قليل متفرق . ابن رضوان : حبه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة . ابن جلجل : إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة . | أرتكان : ويقال أرتكن واسمه باليونانية أجرا ابن الجزار : الأرتكن هو حجارة صغار صفر وخمة إذا أحرقت احمرت . ديسقوريدوس في الخامسة : ينبغي أن يختار منه أخفه وما كان لونه أصفر والصفرة شاملة لأجزائه كلها وكان مشبع اللون ، ولم يكن فيه حجارة وكان هين التفتت وليكن من البلاد التي يقال لها اطنفى ، وقد يحرق ويغسل كالقليميا وله قوة قابضة وقوة يعفن بها ويبدد الأورام الحارة والخراجات ، ويقلع اللحم الزائد في القروح ، وإذا خلط بقيروطي ملأها لحما وقد يفتت الحجارة التي يقال لها بوزن . | أرغاموني : ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات شبيه في شكله بنبات الخشخاش البري ، وله ورق وزهر مشرف شبيه بورق النعمان وهو أحمر ورؤوس شبيهة بالصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس ، إلا أنها أطول منها ومن النعمان وما علا منها عريض ، وله أصل مستدير ودمغة لونها لون الزعفران حارة تنقي قروح العين التي يقال لها أرغامن والتي قال لها نافالما ، وورقه إذا تضمد به سكن الأورام . جالينوس : هذه الحشيشة قوتها قوة تجلو وتحلل . | أرجوان : قال التيفاشي في كتابه المسمى فصل الخطاب : أرجوان معرب وأصله بالفارسية أرغوان وهو شجر ببلاد الفرس له زهر أحمر شديد الحمرة فسمت العرب باسمه كل لون يشبهه في الحمرة وشجره كثير بأصفهان ويورد وردا شديد الحمرة القانية كما قلنا حسن المنظر لا رائحة له يؤكل زهره وفي طعمه حلاوة ويتنقل به على الشراب وخشبه رخو سخيف وتحرقه النساء فيكون رمادا أسود يتخذونه خطاطا للحواجب يسودها ويحسن شعرها ولحاء أصله من أدوية القيء يطبخ ويشرب ماؤه ويتقيأ به مجرب في ذلك . وأخبرني من أثق به أن من هذا الشجر كثيرا بميافارقين أيضا . وأخبرني أيضا غيره : إن منها أيضا كثيرا بكروم جبل قرطبة من بلاد الأندلس أعاده الله إلى الإسلام ووصف لي من صفتها ما ذكرته في الأرجوان . | أرنب بري : ديسقوريدوس في الثانية : لاعثروس عرساوس إذا شوي وأكل دماغه نفع من الارتعاش العارض من مرض ، وإذا دلكت به لثة الأطفال نفع من الوجع العارض لهم من نبات الأسنان ولطعم الأطفال ، وإذا أحرق رأسه وخلط بشحم دب أو خل أبرأ داء الثعلب ، ويقال أنه إذا شربت أنفحته ثلاثة أيام بعد طهور المرأة منع الحبل ، وإذا حملته المرأة العاقر بعد الطهر حبلت ويمسك سيلان الرطوبات من الرحم والبطن ، وإذا شربت بخل نفعت من الصرع وكانت بادزهرا للهوام والأشياء القتالة وخاصة اللبن المتجبن ونهش الأفاعي ، وإذا تلطخ بدمه وهو حار نقى الكلف والبهق والبثور اللبنية . الغافقي : وقال بعض الأطباء : الأرنب ينفع بجملته من الخدر إن شوي وأكل لحمه وإذا طحن أو غم في قدر نفع من قروح الأمعاء ، وقد يحرق الأرنب كما هو صحيحا ويستعمل للحصاة المتولدة في الكليتين وإذا أخذ بطن الأرنب كما هو بأحشائه وأحرق قليا على مقلاة كان دواء منبتا للشعر على الرأس إذا سحق بدهن ورد . غيره : ومرق الأرنب يقعد فيه صاحب النقرس وصاحب أوجاع المفاصل فيقارب فعله فعل مرقة الثعلب ، ولحمه إذا أطعم لمن يبول في الفراش أذهب ذلك عنه وينبغي أن يدمن عليه . جالينوس في أغذيته : فأما لحوم الأرانب فالدم المتولد منها غليظ إلا أنه أجود من الدم المتولد من لحوم البقر والكباش والنعاج . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم الأرانب فمولدة للدم الأسود العكر الحار المنتن فتصلح إن اضطر إلى أكلها بأن تدسم بدسم كثير بالأدهان التي ذكرنا وتطبخ بالماء والزيت المغسول طبخا طويلا حتى تتهرى ، وإن شويت فلتشو على بخار الماء ويتعاهد جميع من أدمن لحوم الصيد إخراج السوداء وترطيب بدنه إذا لم يكن مرطوبا وتبريده إذا كان محرورا . غيره : وجلود الأرانب معتدلة الأسخان موافقة لأكثر المزاجات دون السمور وهو أقل حرارة من الثعالب وأقرب شبها بالسمور ، والأفضل منها ما كان أسود وأبيض فإنه طيب الرائحة وهو من لباس الأكابر . الشريف الإدريسي : بعر الأرنب إذا شرب بشراب نفع من البول في الفراش . | أرنب بحري : ابن سينا : هو حيوان صغير بحري صدفي إلى الحمرة ما هو فيما بين أجزائه أشياء كأنها ورق الأشنان . غيره : هو حيوان بحري صغير في رأسه حجر . ديسقوريدوس في الثانية : لاعثروس بلاسنوس : هو حيوان بحري يسمى الأرنب وهو شبيه بالصغير من الحيوان الذي يقال له كوليس إذا تضمد به وحده أو مع قريص حلق الشعر . ابن سينا : رماد رأسه جيد لداء الثعلب وهو يجلو البصر وهذا الحيوان من السموم إذا شرب منه شيء قتل بتقريح الرئة . | جالينوس في الحادية عشرة : الماء الذي يطبخ فيه يستعمل في حلق الشعر . ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم من سقي الأرنب البحري يجد في فمه طعما سهكا مثل ما يكون من طعم السمك ، ثم يعتريه من بعد قليل وجع في البطن ويأخذه عسر البول ، فإن بال بال بولا شبيها بالأرجوان منتنا كنحوها يكون في أنواع السمك ويكره ريح عرق جسده ويقيىء المرة مرارا وفيها خلط وينبغي أن يسقى هؤلاء ألبان الأتن ويدمنوا شرب السلافة والماء الذي يطبخ فيه الخبازي بورقه ، وأصل بخور مريم يدق ويشرب منه رطل وخريق أسود ولبن السقمونيا بماء العسل أو بالقطران وطلاء ، وهؤلاء إذا صاروا إلى أن ينغضوا جميع أنواع السمك فإنهم يميلون إلى كل السرطانات النهرية فإنهم يستمرون ما يأكلون منها وينتفعون بها . ومن العلامات الجيدة لهم الدالة على سلامتهم من ضرر هذا السم ابتداء قبولهم على أكل السمك ، وفي ابتداء هذا الوجع لا يؤمرون بأكل السمك . | أرجان : اسم بربري لشجر يكون بالمغرب الأقصى من أعمال مراكش له شوك حديد ويثمر ثمرا على هيئة ما صغر من اللوز ، وتسميه العامة بالبربرية لوز البربر ، وسنذكره في حرف اللام . | أرطاماسيا : هو البرنجاسف وسيأتي ذكره في حرف الباء . | أرسطولوخيا : هو الزراوند الطويل باليونانية واشتق له هذا الاسم من أرسطو وهو الفاضل ومن لوخيا وهو المرأة النفساء ، فالمراد الفاضل بالمنفعة للنفساء ، وسنذكر الزراوند الطويل في حرف الزاي . | أربيان : قال البكري : إن الأربيان هو من لغة أهل الشام ضرب من البابونج يؤكل نيئا أو مطبوخا ويسمى باليونانية فكتلمن وهو البهار ، وسيأتي ذكر البهار في حرف الباء . وقال غيره : إن الأربيان هو الجراد البحري ويقال أيضا روبيان ، وسنذكره إن شاء الله في حرف الراء . | ازاذدرخت : معناه بالفارسية حر السحر . ابن سمحون : هو أحد السموم الوحية غير أنه قد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض كما يستعمل سائر السموم . أحمد بن أبي خالد : هو شجر عظيم الخشب كثير الفروع وثمره يشبه ثمر الزعرور في لونه وخلقته ويكون في عناقيد مخلخلة ونواه أيضا يشبه نوى الزعرور في لونه وخلقته . ماسرحويه : أما حبه الذي يشبه النبق فإنه إذا أكل قتل . الرازي : ثمرته رديئة للمعدة مكربة وربما قتلت . أحمد بن أبي خالد : إذا أكل أحد من ثمرته عرض له غشي وقيء وصغر في النفس وغشاوة على البصر ودوار في الرأس ، وعلاجه كعلاج من سقي الفربيون والبلاذر . ماسرحويه : أما ورقه فقد يستعمله النساء ليطول به شعورهن وأطراف أغصانه إذا عصرت رطبة وشرب ماؤها بالعسل وبالطلاء المطبوخ نفع من السم القاتل وعرق النسا واسترخاء الأنثيين ويدر البول والطمث ويحل الدم الجامد في المثانة . ابن ماسة : فقاحه حار في الثالثة يابس في الأولى صالح للمشايخ والمبرودين فتاح للسدد المتولدة في الدماغ شمسا ، وقشره إذا طبخ مع الأهليلج الأسود والشاهترج نفع من الحمى البلغمية والمرة السوداوية ويؤخذ في أيام الخريف والربيع فقط . | مجهول : ينقي الرطوبات التي في الرأس من القروح الرطبة المنفتحة وينبت فيها الشعر إذا استخرجت عصارة أطراف ورقه وثمره وسحق بها شيء من مرداسنج وصير معها شيء من دهن الورد حتى يصير له قوام ، ويلطخ به الرأس أياما يجدد في كل يوم ويترك بعضه على بعض ولا يقلع ويدخل بين كل ثلاثة أيام الحمام ، فإذا خرج منه صير على الرأس الدواء أيضا ودثره بشيء خفيف حتى يبرأ وهو من المقوية للشعر والمطول له والمانع له من الآفات غسلا بماء أطرافه الغضة ، وورقه يدق أيضا وحده ويحشى به شعر الرأس وبدله إذا عم ورق الشهدانج . | ازرود : هو اسم الحندقوقا عند البربر بإفريقية وسيأتي ذكره في حرف الحاء . | اسارون : ديسقوريدوس قال في الأولى : بعض الناس يسميه نازدينا بريا له ورق شبيه بورق قسوس غير أنه أصغر منه بكثير وأشد استدارة وله زهر فيما بين الورق عند أصوله ، لونه فرفيري شبيه بزهر البنج فيها بزر كثير شبيه بالقرطم ، وله أصول كثيرة دقاق ذوات عقد دقيقة معوجة مثل أصول الثيل غير أنه أدق منه بكثير طيبة الرائحة تسخن وتلذع اللسان جدا ، وينبت في جبال كثيرة الشجر وهو كثير في البلاد التي يقال لها فروغيا وفروجيا وهي بلاد أفريقية والبلاد التي يقال لها الورثين والمدينة التي يقال لها أبوسطسا التي من أنطاليا . قال حنين : أنطاليا هي بلاد إفرنجية . جالينوس في السابعة : الذي ينفع من هذه الحشيشة إنما هو أصلها وقوة هذه الأصول شبيهة بقوة الوج إلا أنها أقوى منه . ديسقوريدوس : قوتها مدرة للبول مسخنة صالحة لمن به حبن ولمن به عرق النسا ويدر الطمث ، وإذا شرب منه وزن سبعة مثاقيل بماء العسل أسهل مثل الخربق الأبيض وقد يقع في أخلاط الطيب . ابن سينا : يفتح ويسكن أوجاع الأعضاء الباطنة كلها ويلطف ويحلل ويسخن الأعضاء الباردة ويجلو ، وإذا اكتحل به ينفع من غلظ القرنية وينفع من صلابة الطحال جدا ويقوي المثانة والكلية . الشريف : إذا شرب بالعسل زاد في المني وسخن الأعضاء الباردة . مجهول : إن بخر به بيت قتل العقارب الخضر التي تكون فيه ، وإذا دق وعجن بلبن حليب وضمد به بين الوركين هيج الباه وأنعظ إنعاظا شديدا . التجربيين : الأسارون يسخن المعدة والكبد ويخرج رطوبتهما الفضلية بإدرار البول وتليين الطبيعة وتفتيت حصا الكلية وينفع من أوجاعها وينقي مجاري البول من الأخلاط اللزجة المولدة للحصا فيها . ابن سمحون : منه مجلوب ومنه أندلسي وأجوده ما كان يؤتى به من الجزيرة الخضراء ، وهو مقو للكبد والمعدة نافع من أوجاعها المتقادمة . الغافقي : الذي يستعمل بالأندلس ليس أسارونا بالحقيقة وإن كان يشبهه في منظره ويظن أن قوته كقوته وخاصة الجريري منه ، والأسارون الصحيح منه يجلب إلينا من بلاد الروم ، وأما هذا الجريري فهو نبات له سوق خوار مقدورة تعلو نحوا من ذراع متباعدة العقد ، وورق كورق القنطوريون الصغير أخضر يضرب إلى السواد في أعلاه جملة من شعب بعضها فوق بعض في أطرافها رؤوس صغار في قدر حب الحنطة داخلها زغب أبيض ، وله أصل أرق من الخنصر يتشعب منه شعب رقاق في طول أنملة طيبة الريح والطعم ، فهذا هو الذي يجلب من الجزيرة الخضراء ، وهو أشبه بالأسارون الصحيح من غيره من الأندلسي ، فإن نباته غير شبيه بما وصف ، وأما غيره من الأسارون الأندلسي فهو مر الطعم في رائحته كراهية وقوم يجعلونه في أصناف الزراوند الطويل وهو نبات له ورق أصغر من ورق قسوس وأصلب يضرب إلى السواد والغبرة ، وله أغصان دقاق صلبة مزواة تتعلق بما قرب منها وتترقى في الشجر وله زهر فرفيري كثير مثل زهر الزراوند الطويل يخلف ثمرا مثل الكبر فيه بزر كبذر الخطمي وله أصول كثيرة معقدة تدب تحت الأرض في لونها غبرة وصفرة إلى السواد قوية الرائحة مرة الطعم تلذع اللسان قليلا . وخاصة هذا النبات النفع من السموم ونهش جميع الحيات وورقه وبزره وأصوله . ونوع آخر له ورق دقيق أصغر من ورق الزراوندلينة وأغصان صغار تمتد على الأرض وزهره وثمره مثل الذي ذكرنا قبله إلا أنه أصغر وأصوله لينة غير معقدة لونها أصفر تخرج من أصل واحد مثل الخربق الأسود ، مرة الطعم عطرة الرائحة مثل رائحة الأسارون ، وأكثر نباته في التربة البيضاء من الجبال ، وقد يظن أن قوته كقوة الأسارون ويستعمل بدل الأسارون ، وقوم يظنون أنه نوع من الماميران . ديسقوريدوس في الخامسة : ويتخذ بالأسارون شراب على هذه الصفة فيؤخذ من الأسارون ثلاثة مثاقيل ويلقى في اثني عشر قوطولي من عصير ويروق بعد شهرين ، وهذا الشراب يدر البول وينفع المستسقين . ابن سينا : ومن به يرقان ومن به علة في الكبد ولوجع الورك . الرازي في كتاب الأبدال : وبدل الأسارون إذا عدم وزنه قردمانا وثلث وزنه وج وثلث وزنه حماما . غيره : وبدله وزنه وضعف وزنه وج . وقال بديقورس : بدله وزنه ونصف وزنه وج وسدس وزنه حماما . ابن سينا : ينفع النوع اللحمي من الإستسقاء . | أسطوخوذوس : ابن الجزار : معناه موقف الأرواح . ديسقوريدوس في الثالثة : سنجادس ينبت في الجزائر التي ببلاد غلاطيا والبلاد التي يقال لها مصاليا ، واسم تلك الجزائر سنجادس وسمي هذا العقار باسم الواحدة من هذه الجزائر وهو نبات دقيق الثمرة له حمة كحمة الصعتر إلا أن هذا أطول ورقا من ورق الصعتر وهو حريف الطعم مع مرارة يسيرة وطبيخه صالح لأوجاع الصدر مثل الزوفا ، وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة . جالينوس في الثامنة : طعم هذا النبات طعم مرو كله يقبض قليلا ومزاجه مركب من جوهر أرضي بسببه يقبض ، ومن جوهر أرضي آخر لطيف كثير المقدار بسببه صار مرا وبسبب تركيب هذين الجوهرين صار يمكن أن يفتح وينطف ويجلو ويقوي جميع الأعضاء الباطنة والبدن كله . ابن ماسويه : حار يابس في الدرجة الثانية . ابن الجزار : حرارته ويبسه في الدرجة الأولى . الرازي : يسهل السوداء والبلغم ويبرىء من الصرع والماليخوليا إذا أديم الإسهال به وقال في إصلاح الأدوية المسهلة : الشربة منه من درهمين إلى ثلاثة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح وإن شرب بالسكنجبين كان أصلح . | وقال ابن ماسويه في الكامل : إن خاصته تنقية الدماغ والنفع من المرة السوداء ويصلح بالكثيرا . والشربة منه من خمسة دراهم وقد يسعط منه بوزن درهم معجونا بالعسل فينقي الدماغ تنقية تامة . أرماسوس : إذا سقي منه بماء العسل نفع من تزعزع الدماغ من سقطة أو ضربة . ابن سينا في الأدوية القلبية : خاصته إسهال الخلط الأسود وخصوصا من الرأس والقلب فهو يقرح ويقوي القلب بتصفية جوهر الروح في القلب والدماغ معا عن السوداء ، وفيه قبض يسير فهو لذلك يمتن جوهر الروح والقلب ويشبه أن يكون له خاصية خارجة عن هذا الوجه في تقوية القلب وتذكية الفكر . وقال في مفرداته أيضا يمنع من العفونة ويقوي آلات البول ويشرب للإسهال مع شراب صاف أو في سكنجبين أو في شيء من ملح وهو يكرب أصحاب المرة الصفراء ويقيئهم ويعطشهم . غيره : أجوده ما كان أغبر اللون حديثا وهو حار في الأولى يابس في الثانية ملطف مفتح فيه جلاء وإنضاج يقوي البدن والأحشاء ويمنع من العفونة ويبطىء بالشيب ومنفعته شديدة فيه تقوية القلب وتذكيته والنفع من السموم المشروبة ولدغ الهوام ويشرب للإسهال مع شراب صاف وسكنجبين وفي شيء من ملح وهو يكرب أصحاب المرة الصفراء ويقيئهم ويعطشهم . الشريف : وإذا سحق وسقي أياما أبرأ ارتعاش الرأس وإذا تضمد بطبيخه سكن أوجاع المفصل وإذا اتخذ من زهره مربى بالعسل أو بسكر كما يصنع من الورد والبنفسج في زمان الربيع فرح النفس وأخرج خلطا سوداويا . غيره : شديد النفع من السموم المشروبة ولدغ الهوام شربا . التجربيين الأسطوخودوس إذ أخذ منه جزءان ومن قشر أصل الكبر جزء وعجنا بالعسل نفعا من برد المعدة ومن كل خلط بارد يلذعها وإذا طبخ مع الصعتر وبزر الكرفس وشرب مع الدواء المسهل منع من إمغاصه لمن يصيبه ذلك . | ديسقوريدس في الخامسة : وأما شراب الأسطوخودوس فصنعته مثل صنعة شراب الأفسنتين وشراب الزوفا ، وينبغي أن يلقى على كل ستة حواريس من العصير من واحد من الأسطوخودوس ، وهذا الشراب يحل الغلظ والنفخ وأوجاع الأضلاع وأوجاع العصب والبرودة المفرطة وقد يسقى منه المصروع مع عاقر قرحا وسكبينج فينتفع به وقد يتخذ من الأسطوخودوس خل أيضا لهذه العلل التي وصفنا وصنعته مثل صنعة الشراب الذي يتخذ له ولا فرق بينهما إلا في أن الحشيش ينقع في الخل . | أسفاناج : الفلاحة : هي بقلة معروفة تعلو شبرا ولها ورق ذو شعب وليس لها أنفاخ كما لسائر البقول ولا تولد بلغما وهي أقل البقول غائلة ومن الأسفاناخ بري وهو شبيه بالبستاني غير أنه ألطف منه وأدق وأكثر تشريفا ودخولا في ورقه وأقل ارتفاعا من الأرض . الرازي : الأسفاناخ معتدل لين جيد للخشونة في الصدر ملين للبطن ملائم لاعتداله للمبرودين والمحرورين وليس له ما لأكثر البقول من الأنفاخ وكثرة البلغمية في الدم . ابن سينا : بارد رطب في آخر الأولى وغذاؤه أجود من غذاء الشرمق وفيه قوة جالية غسالة تقمع الصفراء ، وربما نقرت المعدة عن مرقه فليروق مرقه وليؤكل فينفع من أوجاع الظهر الدموية . التجربتين : ينفع غذاء من جميع علل الصدر الحارة كالأورام والسعال والخشونة ، ولا سيما إذا كان معه دسم وينفع بهذه الصفة من حرقة البول وهو غذاء جيد للمحمومين . الشريف : إذا تقدم بهذه البقلة من به احتراق في لهواته وحلقه سكنت ذلك عنه لأنها نافعة من أوجاع الحلق والنزلات الدائمة بها وإن طبخت مع الباقلا كانت أبلغ في ذلك وأهل نينوى من أرض بابل يزرعونها صيفا وشتاء ويأكلونها لأنه كثيرا ما يعتريهم وجع الحلق وللصدر من النزلات الحادة ، وهم يستنفون بها وهي عندهم أجل دواء في ذلك ونافعة من وجع الصدر والرئة العارضة من الدم والأوجاع العارضة من الصفراء والدم إذا اتخذ منه مزورة نفع من الحمى الحادة التي معها سعال لا سيما إذا طبخت بدهن لوز حلو . | اسطراطيقوس : زعم ابن واقد أنه القرصعنه وهو غلط . ديسقوريدس في الرابعة : ومن الناس من يسميه تونيون وهو نبات له ساق صلبة خشنة على طرفها زهر أصفر شبيه بزهر البابونج وبعضه ما يضرب لونه إلى الفرفيرية وله رؤوس مشققة وورق شبيه في شكله بالكواكب وأما الورق الذي على الساق فإنه إلى الطول ما هو عليه زغب . جالينوس في السادسة : وهذا النبات يسمى باليونانية يوسون وهو اسم مشتق من اسم الحالب لأنه دواء قد وثق الناس منه أنه يشفي الورم الحادث في الحالب إذا وضع عليه كالضماد ، وإذا علق عليه تعليقا وقوته قوة تحلل قليلا لأن حرارته أيضا يسيرة وتجفيفه ليس بالشديد ولا بالعنيف المهيج ، ولا سيما إذا كان طريا غضا لينا وفيه أيضا قوة مبردة دافعة فهو لذلك مركب من قوى مختلفة كمثل الورد إلا أنه ليس بقابض . ديسقوريدس : ورق هذا النبات ينفع من التهاب المعدة والأورام العارضة في العين وسائر الأورام الحارة ونتوء الحدقة ، وزعم قوم أن زهره الذي يضرب لونه إلى الفرفيرية إذا شرب بالماء نفع من الخناق والصرع العارض للصبيان . وهو إذا تضمد به رطبا يوافق الأورام الحارة العارضة للأربية ، وزعموا أن من عرض له في أربيته ورم إن تناول هذا الزهر وهو يابس بيده اليسرى ويشده على الورم سكن الضربان العارض فيه . | أسل : أبو حنيفة : الأسل هو السمار الذي يتخذ منه الحصر وأخطأ من جعله من أنواع الأذخر كما قدمنا ذكره . أبو حنيفة : هو الكولان ويخرج قضبانا دقاقا ليس لها ورق إلا أن أطرافها محددة وليس لها شعب ولا خشب ويتخذ منه الحصر ويدق بالمياجين فيتخذ منه حبال ويتخذ منه بالعراق غرابيل ولا يكاد ينبت إلا في موضع ماء أو قريب من ماء . ديسقويدوس في الرابعة : سجونس الأجامي هو نبات ذو صنفين منه صنف يقال له اكسجونس حاد الأطراف ، وهذا الصنف ينقسم أيضا إلى صنفين وذلك لأن منه صنفا ليس له ثمر ومنه صنف له ثمر أسود مستدير وقصب هذا الصنف أغلظ وأكثر لحما من قصب الصنف الآخر ، ومنه صنف ثالث أغلظ وأكثر قضبانا وأكثر لحما من الصنفين اللذين ذكرناهما ، ويقال له أوكسجونوس ، ولهذا النبات ثمر على أطرافه شبيه بثمر أحد الصنفين الأولين ، وثمر هذا الصنف وثمر أحد الصنفين الأولين إذا شربا بشراب ممزوج عقلا البطن وقطعا نزف الدم من الرحم وأثرا البول وقد يعرض منهما الصداع وما يلي أصل هذا النبات من الورق الطري إذا تضمد به وافق نهش الهوام والرتيلا والصنف الثالث إذا شرب نوم شاربه ، فينبغي أن يحترز فيه من الإكثار منه فإنه مسبت . جالينوس في السابعة : سجونس هذا النبات نوعان أحدهما يقال له باليونانية لوكسوس سجويوس والآخر يقال له أولوسجويوس والنوع الأول أرق وأصلب والثاني أغلظ وأشد رخاوة ، وثمرة هذا النوع الثاني تجلب النوم ، والنوع الأول هو أيضا نوعان أحدهما لا يثمر ولا ينتفع به في الطب والآخر يثمر ثمرة هي أيضا مما تجلب النوم إلا أنها أقل جلبا للنوم من ثمرة ذلك النوع الثاني ، وهذا النوع يهيج الصداع والنوعان كلاهما إذا قليا بالنار وشربا بالشراب حبسا البطن وقطعا النزف الأحمر العارض للنساء ، وهذه خصال كلها تدل على أن مزاج هذين النوعين مزاج مركب من جوهر أرضي بارد بردا يسيرا ومن جوهر مائي حار حرارة يسيرة وإنهما يقدران أن يجففا ما ينحدر من المواد إلى أسفل وأن يتصاعد منهما إلى الرأس بخارات رديئة يسيرة البرودة وهي التي تجلب النوم . | أسقليناس : سماه حنين في مفردات جالينوس القنابري وغلط في ذلك القول هو ومن قال بقوله أيضا لأن القنابري أيضا مشهور بالشام عند كافة الناس وليست ماهيته ماهية هذا ولا منفعته منفعته أيضا ، والقنابري لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس في بسائطهما فاعلم ذلك . | ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له أغصان طوال وعلى الأغصان ورق مستدير شبيه في شكله بورق قسوس ، وله عروق كثيرة دقاق طيبة الرائحة وزهر ثقيل الرائحة وبزر شبيه ببزر فالاقيس ويثبت في الجبال وعروقه إذا شربت بخمر نفعت من المغص ونهش الهوام وإذا تضمد بالورق وافق القروح الخبيثة العارضة في الثدي والرحم . جالينوس في السابعة : لم نجرب هذه الحشيشة ولم نختبرها بعد . | أسليخ : أبو حنيفة : هو عشب طوال القصب في لونه صفرة منابته الرمل وهو يشبه الجرجير . | الغافقي : هو الليرون الذي يستعمله الصباغون وهو نبات معروف إذا طبخ ورقه في الرصف وضمد به قشر الأورام البلغمية بددها ، وإذا طبخ في الماء ولت في دقيق شعير وضمد به نفع من الحمرة وهو محلل منضج ومنه بري ورقه أصغر من ورق الأول بكثير وساق ذات شعب كثيرة وتمتد على الأرض ولونها إلى الغبرة وفي أطراف الأغصان غلف كثيرة بعضها فوق بعض تشبه غلف البنج إلا أنها أقصر وألين ، داخلها بزر دقيق جدا أسود وله عروق في غلظ أصبع ، لونها بين الحمرة والصفرة حريف الطعم جدا وينبت في الأرض الرملة ، وفي البياضات من الجبال ويسمى باللطينية الريبال إذا دق وشرب أبرأ من وجع الجوف ويفش الرياح وينفع من القولنج الريحي ومن لدغة العقرب والسموم القاتلة . | أسطراغالس : معناه الجريري باليونانية وهو النبات المعروف بمخلب العقرب الأبيض عند شجاري الأندلس . ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنس صغير على وجه الأرض وله ورق وأغصان تشبه ورق وأغصان الحمص وزهر صغار لونها فرفيري ، وأصل مستدير صالح العظم شبيه في شكله بالفجلة الشامية يتشعب منه شعب سود صلبة شديدة الصلابة في صلابة القرون مشتبكة بعضها ببعض قابضة المذاق وينبت في أماكن ظليلة يسقط فيها الثلج ، وهو كثير في المواضع التي يقال لها فاناؤس ، وفي الأماكن التي يقال لها أرفادنا . جالينوس في السادسة : هذا ينبت فيما بين الشجر والحشيش صغير وله أصول قابضة فهو لذلك من الأدوية التي تجفف تجفيفا ليس باليسير ولذلك يدمل القروح العتيقة ويحبس البطن المستطلق بسبب مواد تتحلب إليه متى طبخ الإنسان الأصول بشراب وشرب هذا الشرب . وهذا النبات كثير في موضع أرفارديا ويقال أرفارياوس . ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا شرب بشراب قطع إسهال البطن ويدر البول ، وإذا جفف ودق وسحق وذر على القروح العتيقة كان صالحا لها وقد يقطع نزف الدم وقد يعسر دقه لصلابته . | آس : أبو حنيفة : هو كثير بأرض العرب بالسهل والجبل وخضرته دائمة ويسمو حتى يكون شجرا عظيما وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرة سوداء إذا أينعت تحلو وفيها مع ذلك علقمة وتسمى القنطس . جالينوس في السابعة : هذا النبات أيضا مركب من قوى متضادة والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد وفيه مع هذا شيء حار لطيف ، فهو لذلك يجفف تجفيفا قويا وورقه وقضبانه وثمرته وعصارته ليس بينها في القبض كثير خلاف . ديسقوريدوس في الأولى : بامرسيس إيماروس وهو الآس البستاني الذي اشتدت خضرته حتى مال إلى السواد وهو أنفع في العلاج مما مال إلى البياض وخاصة ما كان منه جبليا وثمر الأسود أضعف من ثمر الأبيض وقوته وقوة ثمرته قابضتان وقد يؤكل ثمره رطبا ويابسا لنفث الدم ولحرقة المثانة وعصارة الثمر وهو رطب تفعل فعل الثمرة وهي جيدة للمعدة مدرة للبول موافقة إذا خلطت بشراب لمن عضه الرتيلا ولمن لسعته العقرب ، وطبيخ الثمر يصبغ الشعر ، وإذا طبخ بشراب وتضمد به أبرأ القروح التي في الكفين والقدمين ، وإذا تضمد به بالسويق سكن الأورام الحارة العارضة للعين وقد يتضمد به للغرب والأفشرج الذي يعمل من حب الآس بأن يعصر حب الآس ويطبخ عصيره طبخا يسيرا فإن لم يفعل به ذلك حمض ومتى تقدم في شربه قبل شرب النبيذ منع الخمار ، وهذا الأفشرج يصلح لكل ما يصلح له الثمر ، وإذا صير في المياه التي يجلس فيها وافق خروج الرحم والمقعدة والنساء التي يسيل من أرحامهن الرطوبات المزمنة ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة وبثوره ويمسك الشعر المتساقط ، وقد يقع في أخلاط المراهم اللينة مثل ما يقع في الدهن الذي يعمل من ورق الأس وطبيخ الورق يصلح ليجلس فيه ويوافق المفاصل المسترخية ، وإذا صب على كسر العظام التي لم تلتحم بعد نفعها ويجلو البهق ويقطر في الأذن التي يسيل منها قيح ويسود الشعر وعصارة الورق أيضا تفعل ذلك . | جالينوس : والورق اليابس من ورق الآس هو أكثر تجفيفا من ورق الآس الرطب لأن الرطب يخالطه شيء من الرطوبة ، وأما رب الآس فليس يعصر من ورقه فقط لكن من حبه أيضا وجميع هذه قوتها قوة حابسة مانعة إذا وضعت من خارج على البدن ، وإذا وردته من داخل لأنه ليس يخالطها شيء من القوة المسهلة ولا من القوة الغسالة . ديسقوريدوس : والورق إذا دق وسحق وصب عليه ماء وخلط به شيء يسير من زيت أنفاق أو دهن ورد وخمر وتضمد به وافق القروح الرطبة والمواضع التي تسيل إليها الفضل والإسهال المزمن والنملة والحمرة والأورام الحارة العارضة للأنثيين والشري والبواسير ، وإذا دق يابسا وفر على الداحس نفع منه ، وقد يجعل في الأباط والأربية المتغيرة الرائحة ويقطع عرق من كان به خفقان ويقويه إن أحرق أو لم يحرق واستعمل بدوم أو زيت عذب أبرأ حرق النار والداحس ، وقد يخرج عصارة الورق بأن يدق ويصب عليه في الدق شراب عتيق أو ماء المطر ثم يعصر ، وإنما تستعمل عصارته وهي حديثة لأنها إذا جفت تتكرج وتضعف قوتها وأما الميطيذانون فإنه شيء ينبت في ساق شجر الآس مضرس كان فيه بنكا لونه شبيه بلون ساق الآس وفي شكله مشابهة بالكف وقبضه أشد من قبض الآس ، وقد يحرق بعد أن يتقدم في دقه ويخلط به شراب عفص ويعمل منه أقراص ويجفف في الظل ، وهذه الأقراص أقوى فعلا من ورق الآس وثمره وإذا احتيج إلى أن يكون في القيروطي أو فيما يتحمل به من الفرزجات عند الحاجة إلى استعمال قبض خلط به شيء من هذه الأقراص ، وكذا إذا احتيج إلى أن يكون فيما يستعمل فيه من المروخات والضمادات والمياه التي يجلس فيها خلط بها شيء من هذه الأقراص . جالينوس : خشب هذا أيبس جدا من ورق الآس وثمرته وعصارته كذا يقبض قبضا ويجفف تجفيفا أكثر منها جدا . ابن ماسه الآس بارد في الأولى يابس في الثانية . ابن ماسويه : نافع من الحرارة والرطوبة قاطع للإسهال المتولد من المرة الصفراء نافع للبخار الحار الرطب إذا شم وأكل حبه وحبه صالح للسعال بما فيه من الحلاوة الطبيعية واستطلاق البطن الحادث من المرة الصفراء وليس بضار للصدر ولا للرئة . إسحاق بن عمران : إذا سحق ورقه يابسا وذر على القروح ذوات الرطوبة والبل نفعها ونفع من انسلاخ الأعضاء ، وكذا إذا ذر على القروح وهو غض ، وإذا ضرب بالخل ووضع على الرأس قطع الرعاف وحبه قاطع للعطش ذاهب بالقيء . | إسحاق بن سليمان : إذا تدخنت المرأة بدخان حب الآس كان نافعا من نزف الأرحام وكذا يفعل بخاره الحار إذا طبخ بالماء وإذا طبخ بماء السلق نقى الأبرية التي في الرأس ، وإذا دق وعجن بماء الباقلا نقى الكلف من الوجه وحبه دابغ للثة والفم قليل الغذاء رديئة وهو مقو للمعدة والأمعاء والمثانة أكلا . ابن سينا : في الأدوية القلبية : مزاجه كما يظهر غير مستحكم الامتزاج حتى يعود بطباعه إلى قوة واحدة وهي الغالبة بل يشبه أن يكون فيه جوهران أحدهما الغالب فيه الحر والآخر الغالب فيه البرد ، ولم يشبه أن يكون فيه الحر لم يستحكم فيما بينهما الامتزاج والفعل والإنفعال حتى يستقر المزاج على الغالب منهما ، وللآس في هذا الحكم نظائر كثيرة ويشبه أن يكون ما فيه من الجوهر اللطيف الذي الغالب فيه الحر أقل والكثيف الذي الغالب فيه البرد أكثر ولم يبلغ من تأكد امتزاجهما أن لا يفرق بينهما الحار الغريزي الذي في أبداننا بل يفرق بينهما فيبدأ أولا الجوهر الحار الذي فيه فيسخن ، ثم يأتي بعده البارد يقوي ويشد العضو ولهذا تعظم منفعته في إثبات الشعر فإن الجوهر الحار يجذب المادة ويوسع المسام أولا ، ثم الجوهر البارد منه يشد العضو ويقبض ، وقد انجذبت إليه المادة التي يكون منها الشعر فينعقد شعر أو العطرية التي فيه مركبها الجوهر الحار فيه ، والعفوصة مركبها الجوهر البارد فإذا اعتبر الآس بمزاجه الأغلب الأقوى كان باردا في الأولى يابسا في الثانية وله مع ذلك تلطيف فهو بعطريته ملائم للروح وبما فيه من القبض مع التلطيف ممتن له في جوهر مباسط له ولاجتماع هذه المعاني هو من الأدوية النافعة من الخفقان وضعف القلب . وقال في الثاني من القانون وليس في الأشربة ما يعقل وينفع من أوجاع الرئة والسعال غير شرابه ، وورقه يصلح لسحج الخف ذرورا وضمادا وورقه المطبوخ بالشراب إذا ضمد به سكن الصداع الشديد ، وربما كان ربه يمنع سيلان الفضول إلى المعدة وينفع حرقة البول وهو جيد في منع ذرور الحيض وماء ورقه يعقل الطبيعة ويحبس الإسهال المراري طلاء ، وإذا شرب ذلك مع دهن الخل عصر البلغم وأسهله وهو يسكن الجحوظ ورماده يدخل في أدوية الظفرة . الرازي في كتاب خواصه : إن اتخذ حلقة مثل الخاتم من قضيب الآس الطري وأدخل فيها خنصر الرجل الذي في أربيته ورم سكن الوجع . التجربتين : سائر أجزائه ينفع التضميد بها من الوثي الحديث ويمنع انصباب المواد والحب النضيج في الوثي أشد تسكينا وأقوى ما فيه لإمساك الشعر المتساقط حبه الفج . ديسقوريدوس في الخامسة : صنعة شراب الآس يؤخذ أطراف الأس الأسود وورقه مع حبه فيدق منه عشرة أمناء ويلقى عليه ثلاثة قواديس من عصير العنب ويطبخ إلى أن يذهب الثلث ويبقى الثلثان ويرفع بعد التصفية وقد ينفع هذا الشراب من القروح الرطبة العارضة في الرأس والنخالة والبثور ومن استرخاء اللثة ومن ورم النغانغ ، والآذان التي يخرج منها قيح ويقطع العرق ، وأما شراب حب الآس فيعمل بأن يؤخذ من حب الآس ما كان أسود نضيجا فيدق ويخرج عصارته يلولب وتؤخذ العصارة وتصير في إناء وترفع ، ومن الناس من يأخذ العصارة فيطبخها حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ، ومن الناس من يأخذ حب الآس فيشمسه ويجففه ويدقه ويخلط بالكيل منه الذي يقال له سونفس ثلاث قوط ، ونبات من شراب عتيق ثم يعصره ويأخذ عصارته فيرفعها ، وشراب حب الآس شديد القبض جيد للمعدة يقطع سيلان الرطوبات المنصبة إلى المعدة والأمعاء وهو طلاء جيد للقروح العارضة في باطن البدن وسيلان الرطوبة من الرحم سيلانا دائما وقد يصبغ شعر الرأس . | آس بري : يعرف هذا النبات بدمشق وما والاها من أرض الشام نفف وانطسر ، وأما عامة الأندلس فيعرفونه بالخيزران البلدي . ديسقوريدوس في الرابعة : مرسيناء أغرباء ومعناه الآس البري وهو نبات له ورق شبيه بورق الآس البستاني إلا أنه أعرض منه ، وفي طرفه حد شبيه بطرف سنان الرمح وله ثمر مستدير فيما بين الورق وإذا أنضج كان ورقه أحمر وفي جوفه حب صلب ، وله قضبان تشبه قضبان النبات . الذي يقال له لوقس كثيرة مخرجها من أصل واحد عسرة الرض طولها نحو من ذراع مملوءة ورقا وأصله شبيه بأصل النبات الذي يقال له اعرسطس إذا ذيق كان عفصا مائلا إلى المرارة ، وورق هذا النبات وثمره إذا شربا بالشراب أدرا البول وفتتا الحصاة وأدرا الطمث ونفعا من الحصى الذي في المثانة ، وقد يبرىء اليرقان وتقطير البول والصداع وينبت في مواضع خشنة وأجراف قائمة ، وإذا طبخ أصل هذا النبات وشرب طبيخه بالشراب فعل ما يفعله الورق والثمر ، وقد تؤكل قضبان هذا النبات إذا كانت غضة وفي طعمها مرارة ويدر البول . | أسحقان : أبو حنيفة : هو نبات ممتد حبالا على وجه الأرض له ورق كورق الحنظل إلا أنه أرق وله قرون أقصر من ورق اللوبيا فيها حب مدور أحمر يتداوى به من عرق النسا . | أسيوس : وهو ثلج الصين عند القدماء من أطباء مصر ويعرفه عامة المغرب وأطباؤها بالبارود . ديسقوريدوس في الثانية هو بعض الحجارة ، وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيها بلون القيشور ، وكان رخوا خفيفا سريع التفتت وفيه عروق غائرة صفر ، وأما زهر هذا الحجر فهو ملح يتكون عليه دقيق ومنه ما لونه أبيض ومنه ما لونه شبيه بلون القيشور مائل إلى الصفرة ، وإذا قرب من اللسان لدغه لدغا يسيرا . جالينوس في التاسعة : سمى هذا الحجر أسيوس وليس هو صلبا كالصخر لأنه شبيه في لونه وقوامه بالحجارة المتولدة في قدور الحمامات وهو رخو يتفتت بسهولة ويتكون عليه شيء شبيه بغبار الرحا الذي يرتفع ويلتصق بالحيطان إذا نخل الدقيق ، وهذا الدواء يسمى زهر الحجر المجلوب من أسيوس ، وهذه الصخرة التي منها تتولد هذه الزهرة شبيهة بقوة الزهرة إلا أن فعل الصخرة أقل من فعل الزهرة لأن فعل الزهرة يفوق فعل الصخرة لا في هذه الحالة فقط لأنها أكثر إذابة وتحليلا وتجفيفا منها ، لكن في أنها تفعل هذه الأشياء أيضا من غير لدغ شديد وفيها مع هذا شيء مالح الطعم أعني في الزهرة وفي ذلك ما يدل بالحدس على أن تولد هذه الزهرة إنما هو من الطل الذي يقع على تلك الصخرة من البحر ثم تجففه الشمس . ديسقوريدوس : وقوة هذا الحجر وزهرته معفنة تعفينا يسيرا محلل للخراجات إذا خلط كل واحد منهما بصمغ البطم أو بالزفت ، وينبغي أن يعلم أن الزهرة أقوى من الحجر وتفضل عليه بأن الزهر إذا كان يابسا أبرأ القروح العتيقة العسرة الإندمال وقلع اللحم الزائد في القروح الشبيهة في شكلها بالفطر والقروح الخبيثة ، وقد يملأ القروح العتيقة العميقة لحما وينقيها إذا خلط بالعسل وإذا خلط بالقيروطي منع القروح الخبيثة من الانتشار في البدن ، وإذا خلط بدقيق الباقلا وضمد به النقرس نفع منه وقد ينفع من ورم الطحال إذا خلط بالكلس والخل ، وإذا لعق بالعسل نفع من القرحة العارضة في الرئة ، وقد يتخذ من هذا الحجر أجران فيضع فيه المنقرسون أرجلهم فينتفعون به وقد يتخذ منه أيضا أنثرة تأكل اللحم ، وبذا ذر الزهر في الحمام على الأبدان الكثيرة اللحم السمينة مكان النطرون أضمرها ، وإذا أراد أحد أن يغسل هذا الحجر وزهره فليغسلهما كما يغسل القليميا . لي : الزهرة تقطع الدم المنبعث من اللثة دائما مجرب . ابن رضوان : الزهرة تقوي البصر وتجلوه وتقلع البياض من العين قلعا حسنا كحلا به . | أسفيداج : ديسقوريدوس في الخامسة : يعمل على هذه الصفة يؤخذ خل ثقيف فيصب في إجانة واسعة الفم في إناء خزف ويوضع على فم الإناء قطعة من بارية وعليها لبنة من رصاص وتغطى اللبنة ويستوثق من تغطيتها لئلا يتنفس بخار الخل ، فإذا ذابت اللبنة وتناثرت في الخل أخذ ما كان من الخل صافيا وعزل في ناحية وما كان ثخينا صير في إناء وجفف في الشمس ثم طحن ودققت أجزاؤه على جهة ثم نخل وأخذت النخالة ثانية ودقت أجزاؤها على جهة أخرى ، ثم نخلت ثانية وفعل بها ذلك ثالثة ورابعة وأجوده ما نخل في أول وهلة وهو المستعمل في أدوية العين وبعدها ما نخل في الثانية والثالثة وهكذا الصفة في المقدم والثاني من الباقي . | ومن الناس من يأخذ البارية فيصيرها في وسط الإناء ولا تكون مماسة للخل ويغطى فم الإناء بالرصاص ويغطى الرصاص بغطاء آخر ويطبق عليه ويدعه أياما ثم يكشف الغطاء الأول وينظر إلى الرصاص فإذا رآه قد تحلل فعل مثل ما فعل فيما وصفنا آنفا وإن أحب أحد أن يعمل منه أقراصا فيعجنه بخل ويعمله أقراصا ويجففه في الشمس ، وليفعل هذه الأشياء وهو في الصيف فإن الأسفيداج حينئذ قوته وفعله فعل قوي وبياضه أحسن وقد يعمل أيضا في الشتاء وهو أن تأخذ الأواني وتصبرها على سطح حمام أو سطح أتون فإن فعل حرارة الحمام فيها ، والأتون شبيهة بفعل الشمس في الصيف وأجود ما يكون منه ما يعمل بالجزيرة التي يقال لها رودس وبعده في العمل ما يعمل بالبلاد التي يقال لها فورسوس والبلاد التي يقال لها أداس وبعده ما يعمل بالبلاد التي يقال لها دنقارحا ، وقد يشوى الاسفيداج وهو على هذه الصفة يؤخذ خزف جديد وخاصة إن كان من البلاد التي يقال لها أطنقا فيصير على جمر ويذر عليه الأسفيداج وهو مسحوق ويحرك حركة دائمة ، فإذا تلون بلون الرماد أخذ عن النار وبرد واستعمل ، وقد يغسل أسفيداج الرصاص كما يغسل القليمياء وقوته مبردة مغرية مليئة تملأ القروح لحما مطلقا وتقلع اللحم الزائد في القروح قلعا دقيقا وتدملها إذا وقعت في القيروطي والمراهم التي يقال لها لسارا وفي بعض الأقراص وهو أيضا من الأدوية القتالة . جالينوس في التاسعة . هذا أيضا يشهد على قوة الأسرب إذا حل بخل ثقيف جدا ولكنه ليس بحاد ولا لذاع ولا هو أيضا محلل بل هو مغر مبرد بخلاف قوة الزنجار على أن الزنجار إنما يكون إذا حل النحاس بالخل . مسيح : الأسفيداج بارد في الدرجة الثانية . رسطاطاليس : الأسفيداج يصلح لبياض عيون الحيوان الحادث عن الأوجاع وينفع القروح التي تكون فيها إذا خلط بنظيره من الأدوية وينفع الجراح إذا صنعت منه المراهم ويأكل اللحم المتغير وينبت اللحم الجيد وينفع من حرق النار إذا طلي ببعض الأدهان ولا يكاد موضع الحرق يستحيل إلى البياض . التجربتين : يفعل في قروح المعا وفي الجراحات ما يفعله الأسرنج وإذا حل بالخل وطليت به الجبهة نفع من الصدع إذا خلط بهما دهن ورد كان أنجع وينفع من رمد العين ضمادا من خارج أو مستعملا مع سائر الأدوية المقطرة ، وإذا غسل غسلا بليغا بالماء العذب ثم سقي مرارا بماء الورد أياما متوالية في شمس حارة نفع وحده من الرمد الحار إذا اكتحل به أو أنه حل في لبن أو في رقيق البيض وقطر في العين وإذا حل في ماء عنب الثعلب أو ما أشبهه نفع من الحمرة ومن حرق النار والماء ومن الأورام الحارة كلها . ديسقوريدوس : من شرب الأسفيداج يعرف من لونه لأنه يبيض الحنك واللسان واللثات ويعتري منه الفواق والسعال ويبس اللسان ويبرد الدماغ ويعرق ويسبت ويكسل ويرخي وينفع من شربه ماء العسل بالماء المطبوخ بالتين والخبازى ولبن حار أو سمسم مقشور مع طلاء أو رماد الكرم أو زهر الأقحوان أو زهر السوسن الذي يسمى إيرسا وينفعهم أيضا شرب حب الخوخ بطبيخ دهن السوسن أو شرب الكندر أو شرب صمغ الإجاص أو الرطوبة التي تكون في شجرة النبق كل واحدة من هذه بماء فاتر ويتقيأ بعد شرب كل واحد مما ذكرنا أيها كان وينتفعون أيضا بشرب عصارة القافسيا ولبن السقمونيا إذا شرب بماء العسل . أحمد بن أبي خالد : وبدل الأسفيداج إذا عدم خبث الرصاص . | أسرنج : هو السيلقون والزرقون أيضا عند عامة الغرب ويسمى باليونانية سيدوفس . الرازي : هو أسرب يحرق وتسد عليه النار حتى يحمر ويجعل عليه شيء من الملح وقد يكون من الأسفيداج إذا أحرق . ديسقوريدوس في الخامسة : وقد يحرق الأسفيداج على هذه الصفة يؤخذ ويوضع في طنجير عميق وهو مسحوق ويوضع الطنجير على الجمر ويحرك بعود حتى يتلون بلون الزرنيخ الأحمر ثم يؤخذ عن النار ويستعمل وما عمل منه هكذا تسميه بعض الناس هندوهس . جالينوس في التاسعة : وإذا أحرق ! لاسفيداج واستحال صار منه الأسرنج وهو دواء ألطف منه ولكنه ليس هو مما يسخن . ابن سمحون : قال ارسطاطاليس : هو نافع من الجراح إذا خلط بالمراهم وإذا غلي بالزيت أو ببعض الأدهان الطيبة ثم صير منه مرهم وهو مجفف لازوقي ينقي القروح ويذهب اللحم المتغير . التجربتين : إذا احتقن به مع شحم أو ماء لسان الحمل نفع من القروح في الأمعاء وإذا طبخ في الزيت حتى يصير مرهما أنبت اللحم في الجراحات ونقاها من الوضر . غيره : قوة الأسرنج باردة يابسة في الثانية . | إسفنج البحر : أبو العباس النباتي : قد تحققنا فيه أنه ينبت على الحجارة بخلاف زعم من زعم أنه حيوان أو كالحيوان وفيه قوة حيوانية وليس من ذلك كله في شيء وإنما هو أصله شيء يشبه الليف الرقيق الذي يتكون على الحجارة أو كليف أكر البحر وقد ذكرنا أنها ينتأ عليها من جانبي كل شعرة جليدة صغيرة ثم يتصل بعضها ببعض شيئا بعد شيء حتى يصير على الهيئة المعروفة فسبحان الخلاق العظيم وكذا أيضا سائر أنواعها التي تنفسخ سريعا ومن أنواعها نوع محجر إذا انتهى ويرمي به البحر صلبا كما يتكون المرجان ونحوه . ديسقوريدوس في الخامسة : منه ما يسميه اليونانيون الذكر وهو صنف دقيق الثقب كثيف أصل ما كان من هذا الصنف اللبس ومنه ما يسمونه الأنثى وهو صنف حاله على خلاف حال الذكر وقد يحرق الاسنفجة مثل ما يحرق القونبيون وهو زبد البحر . قال جالينوس في العاشرة : أما الإسفنج المحرق فقوته قوة حارة محللة وقد كان رجل من معلمينا استعمله في مداواة انفجار الدم العارض عند القطع والبط وكان يعده ليكون مهيأ له في وقت الحاجة وهو يابس لا نداوة فيه البتة ويغمسه أكثر ذلك في القفر فإن لم يتهيأ له القفر غمسه في الزفت الرطب وكان يضعه على الموضع الذي يسيل منه الدم والنار فيه مشتعلة ليقوم مقام الكي ويصير شبيها بالغطاء والسداد للجراح أعني جرم الإسفنجة الحديثة التي تحرق يجمع الأمرين جميعا فأما الاسفنجة الحديثة إذا أخذت وحدها على الانفراد فليست هي بمنزلة الصوف أو الخرقه المنشفة تقوم مقام الآلة المقابلة للرطوبة التي يغمس فيها بل هي تجفف أيضا تجفيفا بينا ، وأنت تعرف ذلك بأن تستعملها وحدها في مداواة الجراحات بعد أن تبلها بالماء أو بالخل الممزوج أو بالشراب على حسب اختلاف الأبدان فإنك تدمل الجراحات بهذا ألاسنفج كما تدملها بالمراهم المعروفة بدمالة الجراحات الطرية بدمها فإن لم تكن الإسفنجة طرية لكن اسفنجة قد استعملت علمت علما يقينا كم نقصانها عن الاسفنجة الجديدة إذا وضعت على الجراحة كانت مبلولة إما بالشراب أو بالخل الممزوج وليس بعجب أن تكون الاسفنجة التي تكون فيها القوة التي اكتسبتها من البحر قائمة محفوظة تجفف باعتدال وإنما يمكن فيها أن تفعل ما دامت برائحة ماء البحر ولو لم يكن يستعملها أحد وحينئذ ليس يمكن أن تجفف على ما كانت تفعل . ديسقوريدوس : وما كان من الاسفنج جديدا ليس بدسم فإنه يصلح للجراحات في أول ما تعرض إذا استعمل بالماء والخل وإنه يلحم القروح العتيقة إذا استعمل بعسل مطبوخ وقد يستعمل بالماء فقط وأما ما كان من الاسفنج خلقا فإنه ليس ينتفع به وإذا استعمل الجديد غير مبلول إما مع كتان غير مبلول وإما وحده وشكل في شكل فتيلة فتح أفواه العروق المضمومة الأفواه والجاسية ، وإذا وضع وهو جاف في القروح الرطبة التي لها غور في الأعضاء جففها ونفض الرطوبة منها وإذا استعمل بالخل قطع النزف ، وأما الإسفنج المحرق فإنه ينفع للرمد اليابس وللجلاء والقبض وإذا غسل بعد إحراقه كان أصلح جدا للأدوية في العين وإذا أحرق مع الزفت قطع نزف الدم وقد يبيض منه ما كان لينا جدا بأن يبل مع الوسى احتى ويوضع في الشمس في الصيف ويقلب الجانب العتيق منه إلى فوق والجانب الآخر إلى أسفل وإن كانت الليلة صاحية فإنه يبل الوسى احتى بماء البحرويوضع أيضا في القمر فيشتد بياضه . | إسرار : أبو العباس النباتي : الإسرار بكسر الهمزة والسين المهملة الساكنة وبعدها راء غير معجمة ثم ألف وراء أخرى مهملة وهو شجر ينبت في أقاصي البحر وفي السواحل من بحر الحجاز رأيته بمقربة من كفافة من طريق أيلة لمن يريد الخوزا وهو على قدر ما صغر من شجر الرند وورقه ورقه وزهره زهره ويثمر ثمرا على قدر البندق كأنه ما صغر من ثمر الخوخ أزغب إلى الطول ما هو فيه يسير بشاعة وثمره يؤكل فيورث شبيه سدر في الرأس سماه لي بعض أعراب الساحل بما سميته به واقتضت صفته صفة القرم الذي ذكره أبو حنيفة ولهذه الشجرة صمغة لدنة فيها بعض شبه بالكندر ويسمى عندهم بالشورة جرب منه النفع من وجع الأسنان وينبت هذا الشجر في الحمأة من السواحل بما ذكرت أول ما ينبت تحت الماء قضيبا واحدا على خلقة قضيب حي العالم الكبير من نحو الذراع وأكثر وأقل وأصله دقيق غائر في الحمأة ولا ورق له ولا زهر ولا ثمر حتى يرفع على وجه الماء وحينئذ يخرج الورق وتتشعب منه الأغصان ويزهر ويثمر وطعم هذا القضيب الموصوف في أول خروجه كما وصفنا الغوط اكدم حافيته صافية وقد يظن قوم ممن لا يتحقق ما وصفنا وتحققنا من صفته أن هذا القضيب شيء آخر غير الإسرار وليس كذلك وسنذكر الشورة في حرف الشين المعجمة . | أسرب : هو الرصاص الأسود وسيأتي ذكره في حرف الراء . | اسفت : هي الفصفصة والرطبة أيضا وسنذكرها في حرف الفاء . | أسد : ثابت بن قرة : شحمه بليغ في تقوية الجماع بلوغا عجيبا مروخا به ومسوحا للخواصر والقطن والحالبين والوركين ، والأنثيين والقضيب والمعدة . الرازي في الحاوي : إذا ديف بدهن الأبخرة ومسح به الأحليل فإنه يقوي على الجماع جدا . غيره : يطلى به على الكلف فيذهبه ومرارته تحد البصر . خواص ابن زهر : الأسد لا يفترس الحائض ولو أضربه الجهد ، وزعموا أن صوته يقتل التماسيح إذا سمعته وأنه هو إذا سمع صوت الديك الأبيض أخذته رعدة وفزع منه ، ومن لطخ بشحمه جميع بدنه هربت منه جميع السباع ولم ينله مكروه وكذا إن طلي بمرارته لم يقربه سبع أيضا ومن طلى وجهه بشحمه الذي يكون بين عينيه على الجلد كان مهابا معظما عند كل من يراه ويقضي سائر حوائجه إذا سأله ، ومرارة الذكر منه تحل المعقود عن النساء إذا سقي منها في بيضة نميرشت في مستهل الشهر ، وزعموا أن من علق عليه قطعة من جلده بشعرها في عنقه أبرأه من الصرع قبل بلوغ المصروع ، وإن أصابه الصرع بعد البلوغ لم ينفعه . وزعموا أن من تبخر به أزال عنه حمى يوم والجلوس عليه يذهب بالبواسير مجرب والنقرس أيضا ، ومن حمل معه قطعة من جلد جبهتة كان محبوبا عند الناس مهابا معظما ، وإذا بخر بجلده مكان لم يبق فيه شيء من السباع إلا ويهرب منه ولم يقم فيه ، وإن جعلت منه قطعة في صندوق مع ثياب لم يصبها السوس ولا الأرضة أيضا ، وإن كان في الصندوق شيء من هذه هلك أيضا جميعه مجرب ، ومن سقي شيئا من طرح الأسد بغض الشراب من ساعته ولا يعود يشربه أبدا . | أسد العدس : هو الجعفيل وباليونانية أوزونقجي ، وسنذكره فيما بعد وسمي بذلك لأنه إذا ثبت بين العدس أهلكه كله . | أسد الأرض : زعم جماعة من التراجمة المفسرين أنه المازريون وغلطوا في ذلك ، وإنما أسد الأرض ، على الحقيقة هو الحربا ويسمى باليونانية خامالاون ، واسم المازريون باليونانية خاماليون فدخل عليهم الغلط من هذا الاشتراك الواقع بينهما في صور حروف الأسماء ، ولم يفرقوا من جهلهم بين خاماليون وبين خامالاون . وقال بعض المتأخرين أسد الأرض هو النبات المسمى باليونانية خامالاون مالس ، ومعناه الأسود من أجل أنه إذا ثبت بأرض لم ينبت فيها معه غيره البتة وتسميه عامة المغرب الدار الوحيد وهو الأشخيص بالعربية ، وسيأتي ذكره فيما بعد . | أشجاره : هو النبات المسمى باليونانية أووسيمون وترجمه حنين بالتودري ، وسنذكره في حرف التاء . التميمي : وهذه البقلة ورقها يؤكل بالشأم مسلوقا بزيت الإنفاق والملح كما تؤكل البقول البرية وحرافتها يسيرة ليست بشديدة وقد يتخذ الأداميون بالشام منه أخلاطا باللبن الدوغ الحامض ، وقد يؤكل بالزيت وخاصتها إسخان المعدة وطرد الرياح وتحليل البلغم الغليظ وإحدار الطمث وتفتيح السدد . | أشق : ويقال : أشج ووشق ولزاق الذهب وغلط من جعله صمغ الطرثوث . ديسقوريدوس في الثالثة : هذا الدواء أيضا هو صمغ نبات يشبه القنافي شكله ينبت في البلاد التي يقال لها لينوى فيما يلي الموضع الذي يقال له دوري ، ويقال شجرته إنما سوليس فاختر منه ما كان حسن اللون ليس فيه حجارة ولا خشب ، وقطعه تشبه حصى الكندر نقيا متكاثفا ليس فيه وسخ البتة ورائحته تشبه رائحة الجندبادستر ، وطعمه مر ويقال لما كان منه على هذه الصفة بروسما ، وأما ما كان منه فيه تراب أو حجارة فإنه يقال له قراما وقد يؤتى به مما يلي الموضع الذي يقال له أمانياقن وهو عصارة شجرة تشبه القنا أيضا في شكلها تنبت هناك . جالينوس في السادسة : هذه صمغة من صموغ الشجر تخرج من عود يرتفع على استقامة وقوته هي ملينة جدا ، ولذلك صارت تحلل الصلابات الثؤلولية الحادثة في المفاصل ويشفي الطحال الصلب ويحلل ويقشر الخنازير . ديسقوريدوس : وقوته ملينة جاذبة مسخنة محللة للجسا والخراجات ، وإذا شرب أسهل البطن وقد يجذب الجنين ، وإذا شرب منه مقدار درخمتين بخل حلل ورم الطحال وقد يبرىء من وجع المفاصل وعرق النساء إذا خلط بالعسل ولعق منه أو خلط بماء الشعير وتحسى نفع من الربو وعسر البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع والرطوبة التي في الصدر ويدر البول وينقي قروح العين التي تسمى لوقوما ، ويلين خشونة الجفون ، وإذا أذيب بالخل ورضع على الطحال والكبد لين خشونتهما وحلل جساهما ، وإذا تضمد به مع العسل والزفت حلل الفضول المتحجرة في المفاصل ، وإذا خلط بالخل والنطرون ودهن الحناء وتمسح به كان صالحا للإعياء وعرق النسا . حبيش بن الحسن : الوشق صمغة حادة تأكل اللحم العفن وتنبت الطري ، وإن ضمدت به الأورام الصلبة أنضجتها ، وإن خلطت مع الأدوية المسهلة أصلحتها ومنع من أن تحمل على الطبيعة حملا شديدا ، وهو يسهل البلغم اللزج الغليظ وينفع من الماء الأصفر إذا شرب منه أو تضمد به ، وإذا أصابه ماء خرج منه بياض ينحل كبياض اللبن وبذلك ينشف بلة العيون وينفع الجرب الذي يكون فيها . | ماسرحويه : يقتل حب القرع في البطن وينزل الحيضة ويجذب البلة ويخرجها شربا . ابن ماسويه : خاصته النفع من وجع الخاصرة والوركين المتولد من البلغم اللزج ، والشربة منه ما بين نصف مثقال إلى مثقال بعد إنقاعه في المطبوخ ويشرب منه مفردا أو مركبا . مسيح : الأشق هو ضار للمعدة فليقلل منه في الأدوية . ابن سينا : حار في آخر الثانية يابس في الأولى تحليله وتجفيفه قوي وليس تلذيعه بقوي ، ويبلغ من تفتحه إلى أن يسيل الدم من أفواه العروق وفيه تليين وجذب وهو نافع للخراجات الرديئة ويجلو بياض العين وينقي قروح الحجاب وينفع من الخوانيق التي من البلغم والمرة السوداء ويخرج الجنين حيا كان أو ميتا ويلطخ بالخل على صلابة الانثيير ، فلينهما . التجربتين : إذا حل بالخل وطليت به الشعيرة نفعها وكذا إذا طلي بهذه الصفة على الأورام البلغمية الصلبة والجسا والسلع وما أشبهها أيها كانت حللها ، وإذا حل بالماء وتغرغر به حلل بلغما كثيرا من الحنك ونقى الدماغ وحلل ورم النغانغ ، وشربه يطرد الرياح وينفع من وجع الظهر والمايدة ، وينفع من الفالج ومن الخدر ، وإذا حل في أحد المياه النافعة من الحسا العارض في الأسفل والشقاق نفع منها وبدله إذا عدم وسخ كواير النحل . | اشترغاز : تأويله بالفارسية شوك الجمال . ديسقوريدوس في الثالثة : وقد يكون أصل نبات بالبلاد التي يقال لها لينوى شبيه بأصل شجرة الأنجدان إلا أنه أدق منه وهو حريف رخو وليس له صمغ ويفعل ما يفعله سليقون وهو الأنجدان . ابن عبدون : هو أصل نبات ينبت بخراسان يطبخ مع اللحم بحسب التابل وقوته قوة الأنجدان . مسيح : وقوته الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة ومنافعه منافع الأنجدان . ابن ماسويه : الأشترغاز هو أحر وأيبس من الأنجدان وأبطأ في المعدة وأقل هضما للطعام من أصل الأنجدان ، وأصل الأنجدان أحد منه وخاصته أن يغثي ويقيء بتلذيعه المعدة إذا أكثر منه ، وينبغي أن يستعمل منه خله ولا يتعرض لجسمه . البصري : خاصته النفع من حمى الربع الكائنة من عفونة البلغم والقول في قوته وفعله مثل القول في الأنجدان . الرازي : الاشترغاز المخلل لا يخلو من أسخان وإن عتق فيه وهو يجشي ويهيج شهوة الطعام ويفتق الشهوة . غيره : والكامخ المخلل المتخذ منه يهضم الطعام ويفتق الشهوة . وقال الرازي أيضا في موضع آخر : والاشترغاز المخلل يسخن ويعين على الهضم . ابن رضوان في حانوت الطبيب : الأشترغاز هو يسخن المعدة ويجلو الرطوبات منها فيجود بذلك الاستمراء للأطعمة ويدفع مضار السموم وإذا جعل في الخل صيره قريبا من خل العنصل . ابن سينا : خل الاشترغاز جيد للمعدة ينقيها ويقويها . | أشنة : هو المعروف بشيبة العجوز . ديسقوريدوس في الأولى : الجيد منها ما كان على الشربين وكانت جبلة وبعدها ما يوجد على الجوز وأجود من هذه ما كانت أطيب رائحة وكانت بيضاء ، وما كان منها لونه إلى السواد ما هو فإنه أردؤه . جالينوس في السابعة : قوته قوة قابضة باعتدال ، ولذلك ليس هو ببارد برودة قوية بل هو قريب من الفتورة ، وفيه مع هذا قوة محللة ملينة وخاصة فيما يوجد منها على شجر الصنوبر . ديسقوريدوس : وقوتها قابضة تصلح لأوجاع الرحم إذا طبخت وجلس في مائها وقد تقع في أخلاط سائر الأدهان من أجل القبض الذي فيها وهي نافعة إذا وقعت في أخلاط الدخن والأدهان التي تحلل الأعياء . ابن سمحون : الأشنة قويه تختلف بحسب قوة الشجر على تكون فيه ويتخلق منه . الدمشقي : إذا سحقت مع الماء ووضعت على المواضع الضعيفة مثل الأربيتين والحالبين ووجع الكتفين وأصول الأذنين ينفعهما . الرازي : تحبس القيء وتقوي المعدة . إسحاق بن عمران : تطيب المعدة وتجفف البلة وتنفع من حرارة العين وحمرتها وتطبخ بالماء ويشرب طبيخها فيشد القلب وتسحق بالماء وتوضع على المواضع الحارة فتبردها وتدخل في الغوالي واللخالخ وأدوية المسك والإكحال . | عبد الله بن صالح : الأشنة في طبعها قبول الرائحة من كل ما جاورها ، ولذلك تجعل جسد العذائر والذرائر إذا جعلت جسدا فيها لم تطبع في الثوب . أحمد بن إبراهيم : إذا انقعت في شراب قابض وشرب ذلك الشراب قوى المعدة وأذهب نفخ البطن وأنام الصبيان نوما مستغرقا . ابن سينا : هو لجوهر الروح ويقويه ويقبضه وينميه وللطافته تنفذ إليه وهو لهذا نافع من الخفقان ومقو للقلب ويفتح سدد الرحم ويطلي على الأورام الحارة فيسكنها ويحلل صلابة المفاصل وينفع من وجع الكبد الضعيف وإذا جلس في طبيخها أدر الطمث ونفع من أوجاع الرحم مجهول : تفتت الحصاة وإن سحقت بخل وكمد بها الطحال تنفعه وتنفع من الصنان . | الشريف : تنبت اللحم المسترخي في الجراحات وإذا سحقت واكتحل بها أحدت البصر ، وإذا طبخت في شراب وشرب طبيخها نفع من نهش الهوام والجلوس في طبيخها يذهب المرض الإعيائي . الرازي : وبدل الأشنة إذا عدم وزنه قردمانا . | اشخيص : هو شوكة العلك عند أهل الأندلس ويعرفونه بالبشكاني أيضا وبالبربرية أداد . | ديسقوريدوس في الثالثة : خامالاون لوقس وتفسير لوقس الأبيض ، ومن الناس من يسميه أقسيا لأنه نبات يوجد عند أصله في بعض المواضع أفسوس وهو الدبق فاشتق له من أقسوس أقسيا ومعناه الدبقي وهو الدبق الذي يوجد عند أصول هذا النبات ، وتستعمله النساء مكان المصطكي ، وورق هذا النبات يشبه ورق الشوكة التي تسميها أهل الشام العكوب والصنف من الشوك الذي يقال له سقولومس ، وورقه أخشن وأحد أطرافا وأصلب ورقا من ورق الخامالاون الأسود وليس له ساق ، وينبت في وسطه شوك شبه بشوك القنفذ البحري أو بشوك النبات الذي يقال له القبار وله زهر لونه كلون الفرفير وهو مثل الشعر وثمره شبيه بالقرطم ، وأصله في الأرض التربة الجيدة غليظ وفي الأرض الجبلية دقيق ولون داخله أبيض وفي رائحته شيء من طيب وكراهة وهو حلو ، وإذا شرب أصله أخرج حب القرع ومقدار الشربة منه اكسويافن واحد بشراب قابض مع طبيخ الفودنج الجبلي وقد يسقى منه المجنونون مقدارا لقيء وهو وزن درخمي بشراب لأنه يضرهم كثرته ويشرب طبيخه لعسر البول ، وإذا شرب نفع من نهش الهوام ، وإذا خلط بسويق وعجن بالماء والزيت وشرب قتل الكلاب والخنازير والفار . جالينوس في الثامنة : أصولها يسقاها من به حمى ومن به حب القرع ومقدار الشربة منها كسويافن واحد ، وإذا أخذ بشراب وسقي منها أصحاب الاستسقاء نفعهم ، ومزاج هذه الأصول مثل مزاج النوع الآخر يعني الأسود إلا أنه أشد مرارة منها . ديسقوريدوس في الثالثة : وأما خامالاون ما ليس وتفسيره الأسود فهو نبات ورقه أيضا شبيه بورق الشوك الذي يقال له سقومولومس إلا أنه أصغر منه وألحق وفيه حمرة تضرب إلى حمرة الدم وله ساق في غلظ أصبع طولها شبر لونها إلى الدم عليها إكليل وزهر مشوك دقاق ، لونه شبيه بزهر النبات الذي يقال له بسم بواقسوس وفيه نقط وأصله غليظ أسود كثيف ، وربما كان متآكلا لون جوفه إلى الحمرة ما هو إذا مضغ لذع اللسان وينبت في الصحارى الناتئة والتلال والسواحل . جالينوس في الثامنة : أصله فيه شيء قتال ، ولذلك صار إنما يستعمل وينتفع به من خارج وهو يقلع الجرب والقوابي والبهق ، وبالجملة يذهب جميع العلل التي تحتاج إلى شيء يجلو ، وقد يخلط أيضا مع الأدوية الملينة والأدوية القابضة والأدوية المحللة ، لهذا اتخذ منه ضماد شفى القروح المتآكلة وذلك لأنه يجفف في الدرجة الثالثة ويسخن في الثانية عند منتهاها . ديسقوريدوس : إذا سحق الأصل وخلط بشيء عن القلقنت وصفو القطران وشحم عتيق قلع الجرب ، وإذا خلط بكبريت وقفر وطبخ معها بخل ولطخت به القوابي قلعها ، وإذا طبخ وتمضمض بطبيخه سكن أوجاع الأسنان وإذا خلط به من الفلفل جزء مساو له ومن الموم مثله وألصق على الأسنان سكن وجعها وقد يطبخ بالخل ويضمد به الأسنان والمنخران ، وإذا سحق وصير في طرف مسمار وصير على السن الآلمة فتتها ، وإذا خلط بالكبريت نقى الكلف والبهق ، وقد يقع في أخلاط المراهم التي تأكل ويضمد به القروح المتآكلة والقروح الخبيثة فينفعها ويبريها ، وقد يسمى هذا النبات خامالاون لاختلاف لون الورق وأنها قد توجد خضراء جدا وإلى البياض ما هي وإلى لون السماء وإلى لون الدم على اختلاف الأماكن التي تنبت فيها . | اشنان : أبو حنيفة : هو أجناس كثيرة وكلها من الحمض ، والأشنان هو الحرض وهو الذي يغسل به الثياب . وقال غيره : أسنان القصارين هو الغاسول الذي يغسل به الثياب ويحل به حتى تمكن به الكتابة . البكري : الأشنان هو نبات لا ورق له وله أغصان دقاق فيها شبيه بالعقد وهي رخصة كثيرة المياه ويعظم حتى يكون له خشب غليظ يستوقد به ، وناره حاره جدا ورائحة دخانه كريهة وطعمه إلى الملوحة وهو من الحمض . ماسرحويه : هو حار في الدرجة الثالثة محرق . الرازي : حديد ينقي ويفتح السدد ويأكل اللحم الزائد . ابن سينا : هو أنواع وألطفها الأبيض ويسمى خرء العصافير وأجوده الأخضر وهو جلاء وزن نصف درهم منه يحل عسر البول ووزن خمسه دراهم تسقط الولد حيا كان أو ميتا ونصف درهم من الأشنان الفارسي إلى درهم يدر الطمث ، ووزن ثلاثة دراهم منه يسهل مائية الاستسقاء ، وعشرة دراهم منه سم قاتل ودخان الأخضر منه ينفر الهوام . | اشنان داود : هو الزوفا اليابس وسيأتي ذكره في حرف الزاي . | اشراس : ليس هو من أصول الخنثى كما زعم جماعة من المفسرين ، وإنما هو من نبات آخر غيره يشبهه بعض الشبه . أبو العباس النباتي : هو معروف في المشرق كله يحمل من نواحي حران إلى سائر البلدان ويجلب إليها من جوارها ويطحن بالطواحين ويؤتى به أصول كأصول الخنثى إلا أنها أطول لونها أصفر ومع الصفرة تميل إلى حمرة وفيها صلابة ترض وتطحن وهو عند السافكة وغيرهم ويدبق بها الكتب وغيرها وتحل وتصلب في الحين وما هو إلا أن يؤخذ منه اليسير فيوضع فيما يغمره من الماء ويضرب باليد أو بمسواط من خشب ويلصق به في الحين ، وليس في جنس الأغرية النباتية أفضل منه ، وقد يسمي بعض أهل الأندلس البرواق المشهور بها أشراسا وليس ذلك بشيء ، ومنهم من ظن أن الأشراس أصل المغاث المعروف بالمشرق لما في ذلك أيضا من قوة الإلصاق والضبط وليس كما ظنوا ، والبرواق معروف بالمشرق وغيره بنوعيه ، ومنه نوع ثالث يسمى بجهة البيت المقدس بالصوى وكأنه البرواق العربي إلا أنه أكثر منه وأمر وثمره أعظم وأصلب وزهره كذلك ، وأصله خربقي الشكل أصفر ، وأما الأشراس فأعظم من هذا ورقه على شكل ورق الروق المسمى بالخنثى إلا أنه أعرض وأقصر ، وله ساق مثل ساقه إلا أنها في غلظ الأصبع الوسطى طولها ذراعان وأكثر مستديرة على أطرافها من نحو ثلث الساق ، زهر أبيض ضخم يشبه زهر البرواق زهره أبيض ضخم فيه يسير حمرة إلا أنها مليحة المنظر وثمره مستدير ، وأصله كأنه أصل العنصل كما وصفنا قبل . غيره : يستعمل في أضمدة الجبر والقيل والفتوق وهو غاية في ذلك جدا . | أصفون : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه قاسيلون لأنه نبات يشبه القاسيلس ، والقاسيلس فيما زعم قوم هو اللوبيا الأبيض ، وإنما تشبه به بأنه يخرج منه عند موضع الورق شيء أبيض شبيه بالخيوط ملتف مثل ما يخرج لنبات اللوبيا الأبيض ، وعلى طرف الساق رؤوس دقاق شبهه مملوءة من بزر طعمه كطعم الأنيسون سواء . جالينوس في السادسة : وهذا النبات له بزر فيه عفوصة يسيرة فلذلك يجلو ويقطع الأخلاط الغليظة مع أنه يشد الأعضاء ويلززها ، وبهذا صار ينفع النفث من الصدر وينقي الكبد ولا يضر من به نفث الدم ، بل قد وثق الناس منه بأنه نافع لمن به نفث الدم ، وذلك أنه بسبب أن قوته مركبة قد يظن الناس أنه موافق لعلل متضادة . ديسقوريدوس : وبزره نافع إذا شرب بالشراب المسمى ماء القراطن وافق أوجاع الصدور والسعال وأوجاع الكبد ونفث الصدر . | أصابع صفر : الغافقي : هو النبات الذي يعرفه السحارون بكف عائشة وبكف مريم أيضا وورقه أيضا نحو من ورق النبات الذي يقال له خصي الذئب ، وله ساق مرتفع رقيق عليه زهر فرفيري من أسفله إلى أعلاه ، وله أصل في قدر كف طفل رضيع وفي شكله ذو خمس أصابع مملوءة رطوبة ومنابته الرمل وقريب البحر . ابن رضوان : منه ما يشبه الكف فيه خمس أصابع أو ستة ومنه ما يشبه مخالب الأسد ، ولونه أصفر وقوته حارة لطيفة قوية التحليل . ابن سينا : شكله كالكف أبلق من صفرة وبياض صلب فيه قليل حلاوة ، ومنه أصفر مع غيره بلا بياض ، وهو حار يابس في الثانية محلل للفضول الغليظة جدا وينقي القروح والأعضاء العصبية من آفاتها وهو نافع من الجنون . المجوسي : ينفع من سموم الهوام وإسقاط الأجنة . | بديقورس : وبدله وزنه مرة ونصف وزنه هرار حستان وثلث وزنه سعد . | أصابع فرعون : هي شبيه المراويد في طول أصبع السبابة حجرية تجلب من بحر الحجاز فيها رخاوة ما ، وجرب منها إلحام الجراحات سريعا إذا كانت بدمها إمرارا باليد وتسمى أميال الجراح أيضا . | أصابع هرمس : هو فقاح السورنجان وهو الشنبلند ، وسيأتي ذكره في حرف الشين المعجمة إن شاء الله . | أصابع العذارى : هو صنف من العنب الطوال كالبلوط ويسمى ببعض السواحل من بلاد الأندلس العنب البقري . | أصابع القينات : قال أبو حنيفة : هي الريحانة المسماة بالفارسية فرنجمشك وهو بأقاصي أرض العرب كثيرا لا يرعاه شيء ، وسيأتي ذكر الفرنجمشك في حرف الفاء . | أصف : هو لغة في اللصف وهو الكبر ، وسنذكره في حرف الكاف . | اصطفلين : هو الجزر بلغة أهل الشام ، وسيأتي ذكره في حرف الجيم . | اصطرك : قيل إنها الميعة اليابسة وسنذكرها في الميم . | أضراس الكلب : قيل إنه البسفايج ، وسنذكره في الباء . | اطرماله : الغافقي : هو نبات له ساق يعلو نحو ذراع ليس عليها شعب ولها ورق في أربعة صفوف متوازية ، والورق يشبه ورق الشهدانج إلا أنه أصغر منه بكثير له سنبلة نحو شبر منظومة مرصفة بغلف ملتصقة بعضها فوق بعض مرتفعة ، والغلف مدورة مفتوحة الأفواه في شكل غلف البندق التي يكون فيها البندق إلا أنها أصغر بكثير في داخلها ثمر كالبندق أيضا في شكله وهو في قدر الحمص ، وفي داخله بزر دقيق جدا أحمر إلى السواد ، وعلى هذا النبات لزوجة تدبق باليد كالعسل وله زهر دقيق ، وربما كان أصفر ونباته في الأرض الجيدة والقفر وبزر هذا النبات يكتحل به فينفع الجرب والسلاق ومن ابتداء الرمد البارد . | اطريه : ابن سينا : هي كالسيور تتخذ من الفطير وتطبخ في الماء بلحم وبغير لحم ، وتسمى في بلاد نارشتة وهي حارة ورطوبتها مفرطة بطيئة الهضم مفرطة في البطء والثقل على المعدة لأنها فطير غير خمير ، والمطبوخ منها بغير لحم أخف عند بعضهم فضلة ولعله ليس الأمر على ما يقولون ، وإذا خلط معها فلفل ودهن اللوز الحلو صلح حالها قليلا ، وإذا انهضمت كثر غذاؤها جدا وتنقي الرئة من السعال ونفث الدم خاصة إذا طبخت بالبقلة الحمقاء وهي ملينة للبطن . | أطباء الكلبة : هو السبستان ، وسيأتي ذكره في حرف السين . | آط : هو شجر الغرب باليونانية ، وسنذكرها في الغين المعجمة . | اطماط : وأطموط وأطيوط وهو البندق الهندي المعروف بالزنة ، ومنهم من زعم أنه الفوفل وليس بصحيح وإنما هو جوز الزنة كما قلنا ، وسيأتي ذكر البندق الهندي في حرف الباء . | أظفار الطيب : الخليل بن أحمد : هو شيء من الطيب أسود شبيه بالظفر يجعل في الدخن ولا يفرد منه الواحدة . ابن رضوان : وجدت في كتاب الطيب أن أنواع الأظفار كثيرة : منها ما يكون في بحر اليمن ، ومنها ما يكون ببحر البصرة ، ومنها ما يكون بالبحرين وهو أجودها وببحر القلزم يجلب من جدة . ديسقوريدوس في الثانية : هو غطاء صنف من ذوات الصدف ، وهو شبيه بصدف الفرفير يوجد بالهند في البلاد القائمة المياه المنبتة للناردين ، ورائحته عطرية لأن هذا الحيوان يرتعي الناردين ويجمع إذا جفت المياه في الصيف ، وقد يؤتى بشيء منه يوجد على ساحل القلزم ، ولونه إلى البياض ما هو دسم ، وأما الذي يؤتى به مما يوجد على ناحية بابل فإن لونه أسود وهو أصغر منه وكلاهما طيب الرائحة إذا بخر بهما كان في رائحتهما شيء يسير من رائحة جندبادستر ، وهذان أيضا إذا بخر بهما النساء اللواتي عرضى لهن اختناق من وجع الأرحام نفعهن ، وينفع الذين يصرعون ، وإذا شربا لينا البطن ، وهذا الحيوان إن أحرق كما هو فعل مثل ما يفعله قرقورا والقروقس . مسيح : حارة يابسة في الثانية لكن يبوستها أكثر من حرارتها وفيها قبض يسير لطيفة ملطفة للمكيوسات الغليظة نافعة من الخفقان ووجع المعدة والكبد والأرحام . الرازي : يثقل الرأس ويصدع . إسحاق بن عمران : أجودها القرشية البحرية وهي حمراء مقعرة وبعدها الأطفار الفارسية وهي كبار إلى السواد وبعدها الأظفار الذكران وهي التي يقال لها الثعلبية والأظفار القرشية تدخل في الندود والأعواد والبرمكية والمثلثة والأظفار الفارسية والذكران تدخل في بخور القسط البحري ونحوه ، وإذا شرب من الأظفار درهمان بالماء الحار أخرج الدم المتعقد في الكلي والمثانة ، وإذا تدخنت المرأة بها أنزلت حيضها . التجربتين : تقطع الروائح الرديئة وتنفع النزلات متى تبخر بها ، وإذا قرب دخانها من صاحب السكتة والغشي والصرع نبهتهم ، وإذا تدخن بها الرحم أحسنت رائحته وجففته ، وإذا تمودي بدخنها أثرت الطمث المحتبس من أخلاط لزجة في مجاريه . | أعين السراطين : هي السجنبويه وسيأتي ذكره في حرف السين . | أغراطين : ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنس يستعمل في وقود النار طوله نحو شبرين فمن ساذج أي لا أغصان له وهو قريب الشبه جدا من النبات الذي يقال له أوريغانس وعليه إكليل من زهر شبيه بنفاخات الماء ، لونه شبيه بلون الذهب وهو أصغر من رؤوس أماريطن ، وإنما سمي أغراطين لبقاء زهره عليه زمانا طويلا على حال واحدة لا يتشنج . جالينوس في السادسة : قوته تحلل وتمنع تكون الأورام . ديسقوريدوس : وهذا النبات إذا طبخ وتكمد به وتدخن بالنبات أدر البول ولين جساء الرحم . | أغيس : تأويله في اليونانية الظاهر وهو البنجينكشت ، وسيأتي ذكره في حرف الباء . | أغيرس : هو الجوز الرومي باليونانية ، وسيأتي ذكره في الحاء المهملة . | أغرسطس : هو باليونانية النجم بالعربية وهو أيضا الثيل وسيأتي ذكره في الثاء . | أغالوجي : هو عود البخور وسنذكره في العين . | أغليقي : معناه الحلو باليونانية وهو الميبختج . | افتيمون : هذا الاسم اسم يوناني ، وقيل سرياني ، والأكثرون على أنه يوناني فاعرف ذلك . | ديسقوريدوس في الرابعة : هو زهر الصنف من النبات الصلب الشبيه بالصعتر وله رؤوس دقاق خفاف لها أذناب شبيهة بالشعر . جالينوس في السابعة : قوته شبيهة بقوة الحاشا إلا أنه أقوى منه في كل شيء وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة . ديسقوريدوس : وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات بعسل وملح ويسير خل أسهل بلغما ومرة سوداء ووافق خاصة أصحاب المرة السوداء والنفح ، وقد ينبت كثيرا بالبلاد التي يقال لها فسادومصا والتي تسمى لقدوقيا . أبو حديج الراهب : أجوده ما احمر لونه واحتدت رائحته وجلب من أقريطش . حبيش بن الحسن : قوته شديدة في قلع المرة السوداء من البدن ، وإذا سقي منه أصحاب المرة الصفراء أغلظ على طباعهم وأصابهم غثي من شربه وكرب ، وربما قيأهم وهو صالح للمشايخ والمتكهلين وقد أبرأ خلقا كثيرأ من الماليخوليا إذا خلط بالأفنسنتين أو شرب مفردا . ابن الجزار : إن أخذ من حبه مسحوقا منخولا عشرة دراهم فصير في خرقه خفيفة وأنقع ليلة في مقدار ثلثي رطل من الشراب الحار وترك إلى الصباح منجما تحت السماء ثم عصرت الصرة في الشراب ورمي منها وألقي في الشراب أوقية من شراب الجلاب والبنفسج وقطرات دهن لوز حلو وشرب مفترا بالغداة نفع أصحاب الماليخوليا وأسهل المرة السوداء بكثرة من غير أن يضعفوا . ابن ماسويه : يورث غما وعطشا وجفافا في الفم لشدة يبسه ، فإن أراد مريدا أخذه فليصلحه قبل ذلك بدهن اللوز الحلو ولا يستقصى دقه ليخلص له لبابه ، ثم يأخذه والشربة منه يابسا من درهم إلى درهمين ومن نقيعه ما بين درهمين إلى أربعة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح . الرازي : والشربة منه من أربعة دراهم إلى ستة دراهم ولا يحتاج إلى إصلاح . عوقس : الشربة التامة عشرة دراهم مسحوقة مع ميبختج . بولس : هو من الأشياء المقوية المخرجة للمرة السوداء ويعطى منه ستة دراهم مسحوقة مع تسع أواقي من لبن . الشريف : ينفع من التشنج والنفخ . | مسيح : ينفع من التشنج الامتلائي وإذا شرب بماء الجبن كان أبلغ في إخراج الصرة السوداء وخاصة في أصحاب السرطان المتقرح . التجربتين : إذا شرب مطبوخا كما يجب طبخه من غير أن تطول مدته على النار وقد طبخ مع الزبيب نفع من الماليخوليا ، ولا سيما الحادثة عن إدمان الخمر ، وكذا إذا شرب بماء الجبن فعل ذلك ونفع من الجرب المتقرح وخاصة إذا طبخ مع دهر البنفسج ، ولا بد أن يخالطه ما فيه ترطيب ما كعود السوس وزهر البنفسج والزبيب الأشقر اللحم وما أشبهها . ابن سينا : ينفع من الصرع ويجب أن لا يستقصى طبخه . الغافقي : يخرج الدود الطوال وإذا ألقي في المطبوخ فليلق فيه حين يفتر ويمرس ويصفى فإنه إذا طبخ بطلت قوته وشربته في المطبوخ من خمسة دراهم إلى عشرة . بولس : وأما الأفتيمون فهو شيء يتكون على الصعتر ويسهل قريبا مما يسهل الأفتيمون إلا أنه أضعف منه . لي : هذا هو الأشموز المعروف في زماننا هذا وقبله أيضا عند أئمة هذا الفن وهو المجلوب من أقريطس ، ومن البيت المقلص أيضا بلا شك ولا مرية فيه فليعلم ذلك لا يعرف سواه . الرازي : وبدله في إسهال المرة السوداوية وزنه تربد وربعه حاشا وقال غيره بدله حاشا بوزنه ونصف وزنه . | افسنتين : الشريف : هو نبات مملس ، ويلحق بالشجر الصغير في قدر نباته يقوم على ساق ويتفرع منه أغصان كثيرة وعلى الأغصان أوراق كثيرة متكاثفة بيض الألوان تشبه الأشنة في تخييطها ، وله زهر أقحواني صغير أبيض في وسطه صفر تخطفه رؤوس صغار فيها بزر دقيق وفي طعمه قبض ومرارة . أبو عبيد البكري : في ورق الأفسنتين هيئته أشهب يشبه في هيئته ورق الجزر ، وهو لاحق بالأشجار التي لا تعتل وزهرته صفراء لماعة وهي المستعملة . | لي : هذا النوع الذي ذكره البكري يعرف اليوم بمصر بالدمشيشة وهو كثير بها جدا وسمعت من أهل الصعيد أنه مجرب عندهم في لسعة العقرب شربا . ديسقوريدس في الثالثة : هذا النبات معروف وقد يكون منه بالبلاد التي يقال لها قبادوقنا بالجبل الذي يقال له طورس . أبو جريج الراهب : أنواعه كثيرة يؤتى بها من بلد فارس ومن نحو المشرق ومن جبل اللكام وغيرها وأجوده الصوري والطرسوسي الذي إذا رأيته خلته زغبا ، وفيه عقد كأنها بزر الصعتر الفارسي وما كان منه شديد المرارة فيطير منه عند السحق مثل ما يطير من الصعتر الفارسي وكانت صفرته كأنها زغب فراخ الحمام . جالينوس : هو في حلية البرود أنواع الأفسنتين كلها لا تخلو من كيفيتين قويتين إلا أن الأفسنتين المجلوب من نيطس الكيفية القابضة فيه أكثر ، وأما سائر أنواع الأفسنتين فقوة المرارة فيها قوي بكثير ، وإذا أنت ذقت الواحد منها فأما أن تحس فيه بقبض ضعيف خفي جدا ، وأما أن لا تحس بقبض أصلا ، ولهذا قد ينبغي أن يختار لأورام المعدة والكبد والأفسنتين المجلوب من نيطس يؤثر على غيره ومن علامات هذا الأفسنتين أن ورقه وزهرته أصغر من ورق سائر الأنواع من الأفسنتين وزهرتها بكثير جدا وأن رائحته مع أنه ليس فيها شيء يكره قد يوجد فيها شيء من العطرية ورائحة سائر الأنواع الباقية منتنة . وقال في السادسة من الأدوية : طعم الأفسنتين فيه قبض ومرارة معا وحرافة وهو يسخن ويجلو ويقوي ويجفف ، ولذلك صار يحدر الإسهال ويدر البول وينقي خاصة ما يجتمع في العروق من الخلط المراري ويخرجه من المعدة بالبول ومن أجل ذلك صار متى أخد لمن في معدته بلغم محتقن لم ينتفع به ، وكذا أيضا إن كان البلغم في الصدر أو في الرئة لأن ما فيه من القبض أقوى مما فيه من المرارة ومن قبل أن فيه حدة وحرافة أيضا صار يسخن أكثر مما يبرد ، وإن كان ينبغي لنا أن نقول بالجملة كيف الحال في مزاجه في القوى الأول ، فإن كانت أجزاؤه متفاوتة جدا لا يشبه بعضها بعضا قلنا إنه حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية ، وعصارته أشد حرارة بكثير من حشيشه . ديسقوريدوس : قوته قابضة مسخنة منقية للفضول المرية الحالة في المعدة والبطن ، وإذا تقدم في شربه أدر البول ومنع الخمار ، وإذا شرب مع ساسالاوس أو ناردين أقليطي وافق النفخ ووجع المعدة والبطن ، إذا شرب من مائه أو من طبيخه عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث أقوانوسات شفى عدم شهوة الطعام واليرقان ، وإذا عجن بماء العسل واحتمل أدر الطمث ، وإذا شرب بالخل وافق الاختناق العارض من الفطر ، وإذا شرب بالشراب وافق السم الذي يقال له أكسينا والسم الذي يقال له قونيون وهو الشوكران ، ونهشة الحيوان الذي يقال له موغالي والتنين البحري ، وإذا عجن بالعسل والنطرون وتحنك به نفع من سوتحى وإذا عجن بالماء نفع من الشرى ، وإذا ديف بالعسل وافق الآثار البنفسجية التي تحدث تحت العين والغشاوة والآذان التي يسيل منها رطوبة وبخار ، طبيخه يوافق وجع الأذان إذا بخرت به ، وإذا طبخ بالميبختج فهي ضماد للعين التي يعرض لها ضربان فيسكن الضربان ، وقد تضمد به الخاصرة والكبد والمعدة إذا كان بها أوجاع مزمنة بأن يسحق ويعجن بموم مذاب بدهن الحناء ، وإذا ضمدت به الخاصرة وعجن بموم مذاب يدهن الورد المسحوق معه نفعها ، وإذا عجن بالتين والنطرون ودقيق الشيلم وافق المطحولين ومن به حبن ، وقد يعمل منه شراب يسمى الأفسنتين خاصة في البلاد التي يقال لها زيدقطس والبلاد التي يقال لها براقي ، ويستعمله أهل هذه البلاد في الأمراض المذكورة إذا لم تكن حمى ويشربوه أيضا على وجه آخر بأن يتقدموا في شربه في الصيف لأنهم يظنون أنه يورثهم صحة ، وقد يظن أنه إذا نثر في الصناديق حفظ الثياب من السوس ، وإذا ديف بزيت وتمسح به البدن منع البق أن يقربه ، وإذا بل بمائه المداد منع الكتب التي تكتب به من أن يقرضها الفار ، وقيل : عصارة الأفسنتين فيما يظهر كأنها فعلة إلا أنا لسنا نستعملها في الشراب لأنها رديئة للمعدة مصدعة ، وقد تغش عصارة الأفسنتين بعكر الزيت بأن يخلط بها ويطبخ . روفس : يسخن ويفتح ويحلل ويجفف الرأس ويجلو البصر ويحسن اللون ويغزر البول لكنه مر ، فلذلك يكرهه كل ضعيف الرأي . أبو جريج الراهب : ينفع من تهيج الوجه وورم الأطراف وبدو فساد المزاج وداء الثعلب والحية والغافت في ذلك كله أقوى فعلا وأصرع تأثيرا والشكاعي يقرب فعله من هذا . حبيش : نقيعه أو طبيخه يبرئ أصحاب المرة السوداء وخاصة مع الأفتيمون . | الرازي : جيد جدا للذع العقارب عجيب في ذلك يقوي المعدة والكبد وينفع من الحميات الطويلة . وقال في الحاوي أيضا : إن من أخذ حشيش الأفسنتين وسحقه وشده في خرقة كتان وغمسها في ماء حار يغلي وكمد به العين التي قد أصابتها طرفة وطالت مدتها فإن الدم يخرج ويصير في تلك الصرة حتى لو عصرت يخرج منها الدم . ابن ماسويه : الشربة منه من مثقال إلى درهمين ومنقوعا ومطبوخا من خمسة دراهم إلى سبعة دراهم ، فإن أخذ مفردا فمن مثقال إلى مثقال ونصف . مجهول : ينفع البواسير وشقاق المقعدة وينفع من غلظ الجفون والصلابات الباطنة ضمادا ومشروبا ، وطبيخه يقتل البراغيث ودخانه يطرد الهوام . أحمد بن أبي خالد قال جالينوس في رسالته إلى اغلوقن : في الأفسنتين قوتان : إحداهما قابضة والأخرى مسهلة ، ولذلك صار متى استعمل والمرض لم ينضج زاد المادة انقباضا وعسر تحليله ، وذلك أن القوة المسهلة التي فيه تحرك المادة وتزعجها للخروج بالإسهال والقوة القابضة تزيد المادة امتناعا واستعصاء ، فيحدث من ذلك بينهما شبيه بالقتال وفي ذلك على الطبيعة مؤنة وأذية بما ينالها من التعب منهما جميعا ، ومتى استعمل بعد نضج العلة وتلطيف المادة انقادت مسارعة إلى الانحلال وفعلت قوتا الأفسنتين كلتاهما بالإسهال فعلا واحدا ، وأما القوة المسهلة فبطبيعتها ، وأما القوة القابضة فبجمعها للقوة الدافعة وتقويتها لها بما تشده من جوهر الأعضاء وفي ذلك عون للقوة المسهلة على فعلها . ابن سمحون : لم يقل جالينوس شيئا مما حكاه أحمد بن أبي خالد في هذا الموضع عنه ، ولا في رسالته إلى اغلوقن ولا شيئا منه البتة ، لكن هذا القول نفسه قد وقع في كتاب جوامع هذه الرسالة من قول من جمعها لا من جالينوس فاشتبه الأمر فيه عليه ولم يتنبه له . التجربتين : الأفسنتين يقوي المعدة الحارة وينقيها من الأخلاط الحادة ، ويشهيها الطعام ، وينفع منفعة بالغة من أوجاع المفاصل إذا كان من خلط حار ، وإذا طبخ بالخل وضمد به نفع من وجع الطحال ، وإذا طبخ بالزيت مع إكليل الملك نفع ضماده من ورم الكبد في آخره وينفع المفلوجين إذا انصب إلى معدتهم خلط مراري إما لإفراط في سقيهم الأدوية الحارة وإما لتسخين مفرط في الهواء ، ويفعل ذلك لتسخينه الأعضاء الأصلية بالذات وتبريده أيضا إياها بالعرض بإحداره للخلط المسخن . الشريف : إذا طبخ في دهن اللوز حتى تخرج فيه قوته ثم أضيف إليه قليل مرارة ماعز ثم قطر في الأذن ظل رياحها ونقى خراجها ونفع من الصمم وحبه وزهره إذا اتخذ منه دهن وتمسح به أذهب الإعياء وبدله في تقوية المعدة مثله أسارون مع مثل نصفه أهليلج أصفر . دسقوريدوس في الخامسة : وأما شراب الأفسنتين فإنه يتخذ على ضروب مختلفة وذلك أن من الناس من يلقى في ثمانية وأربعين قسطا من العصير رطلا من الأفسنتين ويطبخونه حتى يبقى منه الثلث ، وقوم يلقون عليه من العصير سبعين قسطا ومن الأفسنتين نصف رطل يخلطونه ثم ينقلونه إلى الأواني فإذا صفا روقوه ثم خزنوه ومن الناس من يلقى على ذلك المقدار من العصير منا من الأفسنتين يدعه فيه ثلاثة أشهر ، ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين منا فيدقه ويشده في خرقة سحيقة ، ثم يلقيه في ذلك المقدار بعينه من العصير ويدعه شهرين . ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين ثلاث أواقي أو أربعا ومن السنبل والدارصيني والسليخة وقصب الفريرة وفقاح الأذخر والكفري وهو قشر الطلع من كل واحد أوقيتين فيدقون هذه كلها دقا جريشا ثم يلقونه في ماطريطس وهو اثنان وسبعون قسطا ، وهذا القسط هو قسط الشراب وهو عشرون أوقية من العصير ، ويستوثقون من رأس الإناء ويدعونه شهرين ثم يروقونه ثم ينقلونه إلى الأواني ويخرجونه ، ومن الناس من يأخذ من العصير ماطريطس ومن المنتجوشة وهو السنبل الرومي أربعة عشر مثقالا ومن الأفسنتين أربعين مثقالا فيشده ويلقيه في خرقة فيه ويروقه بعد أربعين يوما ويوعيه في الأواني . وقوم آخرون يأخذون من العصير عشرين قسطا ويلقون عليه من الأفسنتين رطلا ومن صمغ الصنوبر اليابس أوقيتين ثم يروقونه بعد عشرة أيام ويخزنونه . وشراب الأفسنتين مقو للمعدة مدر للبول ينفع من به علة في الكبد والطحال والكلى وأصحاب اليرقان أو من يبطىء في معدته انهضام الطعام ومن ضعفت شهوته ومن به وجع المعدة ومن به تمدد من تحت السراشيف والنفخ والحبات التي في البطن واحتباس الطمث وينفع من شرب السم الذي يقال له اكبسا ذا شرب منه مقدارا كثيرا لم يقتله أبدا . | افنيقطش : ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنس صغير وله ورق صغار ويشرب للأدوية القتالة ولوجع الكبد . الغافقي : قال قسط بن لوقا في إصلاحه : هو تمنس صغير له ورق صغار كورق السذاب فيه تشريف خفي وساق رقيقة عليها زغب أبيض مثل زغب الساق الكبير من الهندبا ، طوله نحو من ثلاثة أصابع أو أربع ، وقضبان دقاق ومبلغ طولها أصبح مفرعة من نحو نصف الساق إلى أعلاه وبزر كبرز السرمق ، وربما كان أسود وقلما يوجد أبيض وهو في غلف في هيئة غلف بزر الفجل إلى الطول ما هو ، وزهر هذا النبات يكون على لون ثمره أي الألوان كان ، وقد يشرب هذا النبات بأسره مدقوقا للأدوية القتالة وأوجاع الكبد والورم العارض له ، وقد يفتح سدد الكبد والطحال جميعا ولذهب بالأورام الحارة ويحللها ويذهب بالنفخ والرياح الغليظة من سائر الأعضاء ، ويشرب بشراب بارد كما وصفنا مقدار نصف مثقال ثلاثة أيام متوالية . وهذا النبات ينبت في مواضع يصل إليها الماء وينحسر عنها وفي مواضع قريبة من البحر ، وقد ينبت كثيرا أيضا مع كثير من القطاني وفيما بينها وقريبا منها وبين الشعير والحنطة والأقراط معروف عند كثير من الناس يتعالجون به لما وصفنا ، وقد يزعم قوم أنه ينبت في رمال وأرضين فيها حجارة ويوجد كثيرا بالسواحل وخاصة سواحل الشام والإسكندرية ومصر ونواحيها ، ورائحة هذا النبات أقرب الأشياء من رائحة الأترج وله أصل عطر في شكل الكمأة أملس لا عروق فيه ، وعصارة الأصل في النفع لما وصفنا أبلغ ولكنه ليس يكاد يوجد فيه رطوبة إلا في أيام الربيع . | افيقوون : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت بين زروع الحنطة وفي الأرضين المحروثة وله ورق شبيه بورق السذاب وأغصان صغار وقوته شبيهة بقوة الأفيون الذي هو صمغ الخشخاش . جالينوس في السابعة : قوة هذا تبرد تبريدا شديدا كأنها في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد ، وبعده عن الخشخاش بعد يسير . الشريف : هو دواء مخدر مسكن إذا دق ورقه ووضع ضمادا على الأصرام الحارة نفعها ، وإذا وضع على موضع الوجع من البدن سكنه جدا . | أفيون : وهو لبن الخشخاش الأسود . التميمي : ليس يعرف على الحقيقة في بلدان المشرق ولا في بلدان المغرب أيضا إلا بديار مصر وخاصة بالصعيد بموضع يعرف بأسيوط فإنه منها يستخرج ومنها يحمل إلى سائر البلدان . ديسقوريدوس في الرابعة : وصمغة الخشخاش الأسود وعصارته إذا استعملت تبرد أشد من تبريد البزر وتغلظ وتجفف ، فإنه إذا أخذ منه شيء يسير بمقدار الكرسنة سكن الأوجاع وأرقد وأنضج وينفع من السعال المزمن ، وإذا أخذ منه شيئا كثيرا نام نوما شديد الاستغراق جدا مثل ما يعرض للذين بهم المرض الذي يقال له ابن عش ثم يقتل ، وإذا خلط بدهن الورد وتدهن به الرأس كان صالحا للصداع ، وإذا خلط بدهن اللوز والزعفران والمر وقطر في الأذن كان صالحا لأوجاعها ، وإذا خلط بصفرة بيض مشوي وزعفران كان صالحا للجمرة والخراجات ، وإذا خلط بلبن المرأة وزعفران كان صالحا للنقرس ، وإذا احتمل في المقعدة فتيلة أرقد ، وأجود ما يكون من صمغته ما كان كثيفا رزينا وكانت رائحته تسبت وكان مر الطعم هين الذوب بالماء أملس أبيض ليس بخشن ولا محبب ولا يجمد إذا ديف بالماء مرة كما يجمد الموم ، وإذا وضع في الشمس ذاب ، وإذا قرب من السراج استوقد ولم يكن لهب النار فيه لهيبا مظلما ، وإذا أطوء كانت رائحته قوية وقد يغش بأن يخلط به أشياف ماميثا أو عصارة ورق الخس البري أو بصمغ ، والذي يغش بأشياف ماميثا إذا ديف بالماء كان في رائحته شيء شبيه برائحة الزعفران ، والذي يغش بعصارة الخس البري إذا ديف كانت رائحته ضعيفة وكان خشنا في اللمس ، والذي يغش بالصمغ ضعيف القوة صافي اللون ومن الناس من يبلغ به الخبث إلى أن يغشه بالشحم ، وقد يقلى على خرقة إلى أن يلين ويميل لونه إلى الحمرة الياقوتية ويستعمل في الإكحال . ودياغورس يحكي أن سطراطيس ما كان يستعمله في علاج الرمد ولا في علاج الآذان لأنه كان عنده يضعف البصر ويسبت ، واندراوس زعم أنه لولا أن يغش لكان يعمي الذين يكتحلون به . ومنسديمس يزعم أنه ينتفع برائحته فقط لينوم ، وأما سائر الأشياء فإنه ضار وقد لعمري غلطوا وخالفوا ما نعرفه بالتجارب الذي يدل على حقيقة ما أخبرنا عن فعله ، والأفيون هكذا يستخرج ومن الناس من يأخذ رؤوس الخشخاش وورقه ويدقهما ويستخرج عصارتهما بلولب وخشبات ويصير العصارة في صلاية ويسحقها ثم يعمل منها أقراصا ويسمى هذا الصنف من الأفيون منفونيون ، وهذا أضعف قوة من الأفيون والأفيون الذي هو صمغة الخشخاش هكذا يستخرج إذا حضر الوقت الذي يجف فيه الندى الذي على النبات عن النهار ، فينبغي أن يشق بسكين حول رأس الخشخاش المتشعب شقا رقيقا بقدر ما لا ينثقب ويشرط جوانب الخشخاشة شرطا ابتداؤه من هذا الشق مادا على استقامة ولا يعمق الشرط فينفذ وتؤخذ الصمغة بالأصبع وتجمع في صدفة ، فإذا جمعت فينبغي أن تترك وقتا لم يعاد إليها ويجمع ما ظهر أيضا في ذلك اليوم ، وقد يظهر أيضا في اليوم الثاني ، وينبغي أن تؤخذ هذه الصمغة وتسحق على صلاية ويعمل منها أقراص وتخزن . ابن سينا : الأفيون فيه تجفيف القروح وشربه يبطل الفهم والذهن ، وإذا شرب وحده غير جندبادستر أبطل الهضم ونقصه جدا . خواص مهراريس : الأفيون إذا حل بخل وطلي به أنف الحمار دمعت عيناه وأخذه النهيق . الرازي : يقتل منه وزن درهمين فصاعدا ومن سقيه عرض له الكزاز والسبات وربما عرضت له حكة شديدة في بدنه ويشم من نكهته رائحة الأفيون ، وربما ضم ذلك من رائحة بدنه كله إذا حكه ، وربما غارت عينه وانعقد لسانه وتكمدت أطرافه وأظفاره وينصب منه العرق البارد ، ويتشنج بأخرة عند قرب الموت ، وأخص العلامات به السبات واشتمام رائحة الأفيون من بدنه . ديسقوريدوس : وينفعهم بعد التقيىء شرب الدهن والحقن الحارة وشرب السكنجبين مع الملح وشرب العسل مع دهن الورد مغلى وطلاء صرفا مع كثير من الأفسنتين والدارصيني مع خل مغلي وبورق مع ماء نوتنج مع رماد وبزر الفيجن البري وهو السذاب مع فلفل أو طلاء حناء وفلفل مع جندباستر وسكنجبين وصعتر وفوتنج مطبوخ مع طلاء ، وينبغي أن يوقظه بأدوية يدنيها من منخريه ويحميه بماء سخن ويكمد به جسده لكثرة الحكة التي يجدها ومن بعد الاستحمام ينبغي أن يستعملوا الأمراق الدسمة بالشراب أو بالطلاء . غيره : وبدله ثلاثة أمثاله بزر بنج وضعفه من بزر اللقاح أو قشر عروقه أو عصارته . | أفتميديون : ديسقوريدوس في الرابعة : هذا النبات ليس بكبير الساق ، وله ورق شبيهة بورق النبات الذي يقال له قسوس عدده نحو من عشرة أو أكثر قليلا وليس له ثمر ولا زهر ، وله عروق دقاق سود ثقيلة الرائحة لا طعم له بين وينبت في مواضع فيها ماء . جالينوس في السادسة : قوة هذا النبات تبرد تبريدا يسيرا مع رطوبة مائية فهو بهذا السبب مسخ الطعم ليس له مذاقة معلومة ، ويمكن فيه إذا وضع على الثديين أن يحفظهما ناهدين ، ويقال فيه أنه إذا شرب جعل الشارب له عقيما جدا . ديسقوريدوس : وقد يهيأ من ورقه مدقوقا مخلوطا بالزيت ضماد للثدي لئلا يعظم ، وإذا استعملت عروق هذا النبات قطعت الحبل ، وورقه إذا دق دقا ناعما وشرب منه مقدار خمس درخميات بالشراب إن تطهرت المرأة وشربته قطع أيضا الحبل . | افنوس : ديسقوريدوس في آخر الرابعة : ومن الناس من يسميه آسجاص ، ومنهم من يسميه رايابس اغربا ، ومعناه فجل بري وهو نبات يخرج من الأرض عودين أو ثلاثة شبيهة بعيدان الاذخر دقاقا مرتفعة على الأرض ارتفاعا يسيرا ، وله ورق شبيه بورق السذاب أخضر وثمره صغير ، وله أصل شبيه بأصل النبات المسمى خنثى إلا أنه أشد استدارة مائل إلى شكل الكمثري ملآن من دمعه ، وله قشر أسود وداخله أبيض ، وهذا النبات إذا أخذ منه الجزء الأعلى قيأ مرة وبلغما ، وإذا أخذ الجزء الأسفل منه أسهل البطن ، وإذا أخذ كله قيأ وأسهل ، وإذا أردت أن تستخرج دمعة الأصل فخذه ودقه وصيره في أجانة وصب عليه ماء وحركه فما طفا من الدمعة فاجمعه بريشة وجففه ، وإذا أخذ من هذه الدمعة ثلاثة أوثولوسات أسهل وقيأ . | أفشرح : معناه بالفارسية رب حيثما وقع . والنيه أفشرح معناه رب السفرجل . ومورد أفشرح معناه رب الآس . وافاز أفشرح معناه رب الرمان ، وعود أفشرح معناه رب الحصرم ، وقد ذكرت الربوب مع الفواكه التي تستخرج منها . | أفعى : جالينوس : لحوم الأفاعي قد نجدها عيانا تسخن وتجفف البدن إذا هي طيبت كما يطيب لحم المارماهي بالزيت والملح والشبت والكراث والماء بمقدار قصد وأنت تقدر أن تعلم أنها تنقى وتحلل من جميع البدن شيئا تخرجه من الجلد من أشياء جربتها أنا في وقت شبابي فيما حدث في بلادنا في أشياء وإنا نخبرك بها واحدا فواحدا أما ههنا عندنا فكان رجل مجذوم ، فلم يزل إلى وقت ما يمضي تدبيره مع قوم كان قد ألفهم واعتاد معاشرتهم ، فلما أعدت علته غيره ممن كان يعاشره وسمج منظره فعمل له كوخا يستظل به بالقرب من القرية على تل ليس بالمرتفع عند عين من عيون الماء وأجلسوه فيه ، وكانوا يأتونه من الطعام في كل يوم بمقدار ما يقوته ، فلما كان وقت طلوع الشعرى العبور حمل إلى قوم من الحصادين الذين كانوا يحصدون بالقرب من ذلك المريض شراب في جرة طيب الرائحة جدا ، فوضع الرجل الذي أتاهم بها تلك الجرة عندهم ومضى ، فلما حضر الوقت الذي أرادوا أن يشربوا فيه ذلك الشراب وأرادوا أن يصبوه كما لم تزل عادتهم في أجانة كبيرة ليمزجوه ويشربوه ، فلما ضرب شاب منهم يده إلى الجرة وجعل يصب الشراب منها في الأجانة فسقطت مع الشراب حية وهي أفعى ميتة ففزع الحصادون من ذلك وتخوفوا أن يعرض لهم من ذلك الشراب إن شربوه آفة فتركوه وشربوا بدله ماء ثم أنهم بالرأفة منهم على المجذوم والرحمة له كأنهم يرثون له مما هو فيه من عذاب المرض أرادوا أن يصطنعوا إليه معروفا فدفعوا إليه ذلك الشراب كله لأنهم رأوا وحكموا بأن الموت خير له مما هو فيه ، فلما شربه برىء بضرب عجيب من البرء وذلك بأن غلظ جسده كله وسقط كما يسقط عن دواب الجثث الخزفية من الحيوان جلودها فصار الذي بقي من لحمه تراه من اللين كمثل لحم الحلزون والأصداف والسرطان إذا سقطت جثتها الشبيهة بالأخزاف عنها . | وقد عرض مثل هذا العارض أيضا في مرسيا الذي في آسيا وليست بكثيرة البعد عن مدينتنا ، وذلك أن رجلا كان به جذام وانطلق يستحم بماء الحمة وهو يرجو أن ينتفع بذلك ، وكانت له جارية قد تخطاها وجعلها سريته وكانت صبية لها جمال وكان لها أصدقاء كثيرون ، فوثق الرجل بها وهو لا يعلم ووكلها بأشياء كثيرة مما في منزله وخزانته أيضا ، فلما مضى وأخذ يستعمل الاستحمام في ذلك الماء والجارية معه نزلوا في منزل قريب من موضع يابس مملوء أفاعي فوقعت واحدة من تلك الأفاعي في جرة شراب كانت لهم موضوعة هناك لم يستوثق من رأسها وماتت فيها فظنت تلك الجارية أن هذا سبب جيد لما تريده من قتل مولاها وسقته منه فبرىء كما برىء صاحب الكوخ ، فهذان أمران جريا على التجارب بالاتفاق . | وههنا أمر ثالث وقع بسببنا نحن وكان قصته على ما أحدثك كان رجل فيلسوف مقدما على كثير من الفلاسفة قد أصابته هذه العلة ، وكان ذلك يشق عليه ويصعب غاية الصعوبة ويرى أن الموت خير له من الحياة ولم يزل يتعذب وحاله هذه الحال حتى حدثته أنا بما كان من أمر ذينك الرجلين بالاتفاق ، وكان رجلا بصيرا بالتكهن نافذا فيه نفاذا كبيرا ، وكان له مع هذا صديق ماهر في هذا العلم على أفضل ما يكون فاتفق هو وذلك الصديق على أن يتكهنا في هذا الأمر على طائر ذبحاه وعلما بذلك أنه أرشد إلى الصواب لشبهه لها بما قد ظهر بالعيان والتجارب فشوب شرابا مسموما مثل الذي شربه ذانك الرجلان فأعقبه ذلك في بدنه العلة التي يتقشر معها الجلد ، وداوينا نحن ذلك المرض بالأدوية التي جرت العادة باستعمالها . | وأما رجل آخر رابع كان قد اختار لنفسه صيد الأفاعي وجعله صناعته فوقع في ابتداء هذه العلة وكنا قد عزمنا نحن على أنا نداويه بالعجلة ففصدنا له عرقا ونقصنا بدنه بدواء مسهل للخلط الأسود وأمرناه أن يستعمل في طعامه الأفاعي التي يصيدها بأن يطبخها ويطيبها كما يطيب الجري والمارماهي ففعل ذلك وبرىء من علته كما برىء ذانك الرجلان وتحلل ما كان به ، وأما رجل آخر من الأغنياء لم يكن من أهل بلدنا لكن من براقي الوسطى أصابته هذه العلة فرأى في منامه أن الله أمره أن يصير إلى أبرعامس ويشرب من الدواء المتخذ من لحوم الأفاعي في كل يوم وهو الترياق الأكبر ، وأن يمسح به من خارج جميع بدنه ففعل ذلك وتغيرت علته بعد أيام يسيرة إلى العلة التي يتقشره معها الجلد ثم برىء أيضا من هذه العلة بالأدوية التي أرشده الله إليها في المنام حتى برىء ، فلحوم الأفاعي لها من قوة التجفيف ما يفعل هذا الذي وصفته لك ، قال : وتتخذ منها أقراص تلقى منها في الترياق وتسحق وتنعم وتنخل ناعما ثم تلقى في الملح الذي يتأدم به هؤلاء ، ثم قال من بعد ذلك ولحوم الأفاعي تجفف وتحلل تجفيفا وتحليلا قويا مع أنه لا يسخن قليلا ويشبه أن تكون قوة هذا اللحم قوة تبادر إلى الصعود إلى الجلد فتنفض وتدفع منه جميع ما في البدن من الفضل ، ولذلك صار يتولد منه في البدن قمل كثير متى كان الآكل إنسانا قد اجتمع في بدنه أخلاط رديئة ، ويخرج أيضا من الجلد ويسقط أيضا شيئا شبيها بالقشيرة التي في ظاهره وهي التي فيها خاصية تحبيس وتلحج من الأخلاط التي يصير إلى الجلد ما هو منها غليظ أرضى ، ومنها ما يكون الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والجذام ، وقد يعمل ملح من لحوم الأفاعي يفعل فعل الأفاعي غير أنه أنقص فعلا منه بأن تؤخذ أفعى حية وتصير في قدر جديدة ومعها من الملح والشبت والتين من كل واحد مدقوقا مسحوقا رطل ونصف مع تسع أواق عسلا ويطبق فم القدر ، وتشوى في أتون حتى يلتهب الملح ويصير كالجمر ومن بعد ذلك يسحق وينخل ويخزن ، وربما خلط به سنبل الطيب وشيء يسير من ساذج بطيب طعمه . ديسقوريدوس في الثانية : ولحم الأفاعي إذا طبخ وأكل يحد البصر ويوافق أوجاع العصب ويمنع الخنازير في وقت زيادتها من الزيادة ، وينبغي أن تسلخ وتقطع رؤوسها وأذنابها لأنهما خلوان من اللحم فأما ما يقال من أنه ينبغي أن تقطع رؤوسها وأطرافها على التقدير فباطل ، وينبغي أن يؤخذ الباقي منه ويغسل ويطبخ بزيت وشراب وملح يسير وشبت ، وقد يقال أن من أكل منه يقمل وذلك باطل ، وقوم يقولون إن الذين يأكلون منه تطول أعمارهم . ابن سينا : يقوي القوة ويحفظ الحواس والشباب وإن دقت كما هي نيئة ووضعت على نهشها سكت الوجع وإن وضعت على داء الثعلب نفعت منه منفعة بليغة . | الطبري : إذا حرقت حيات البيوت وسحق رمادها مع الزيت وطلي به على الخنازير حللها وأذهبها مجرب صحيح . مجهول : من أكثر من أكل لحوم الأفاعي قرح بدنه وفسد مزاجه . | أقحوان : هو عند العرب البابونج المعروف بمصر وهو الكركاش وهو أنواع فبعض شجاري الأندلس جعل الأقحوان نوعا صغيرا من أنواع الكركاش ، وزعم قوم أن المراد به ما تحت هذه الترجمة وليس الأمر كما زعم لأن الدواء المذكور تحت هذه الترجمة وهو المسمى باليونانية قربانيون ليس من أنواع الكركاش ، وإنما هو على الحقيقة النبتة المعروفة بالأندلس اليوم وما قبله لشجرة مريم وتعرف بأفريقية وأعمالها بالكافورية . ومنها بمدينة الموصل شيء كثير مزعرع وتعرف بالموصل بشجر الكافور وهي نوعان جبلية تنبت في الجبال الباردة جدا ومزدرعة في البساتين وفي البيوت وفي المراكز فاعلمه . ديسقوريدوس في الثانية : قربانيون له ورقة شبيهة بورق الكزبرة وزهر أبيض والذي في أوسطه أصفر ، وله رائحة فيها ثقل وفي طعمه مرارة . جالينوس في السادسة : إسخان هذا الدواء ليس باليسير إلا أنه ليس يجفف تجفيفا شديدا ، بل هو من الحرارة في الدرجة الثالثة ومن اليبوسة في الثانية . ديسقوريدوس : وإذا شرب يابسا بالسكنجبين أو الملح مثل ما يشرب الأفتيمون أسهل بلغما ومرة سوداء ، وينفع من كان به ربو وأصحاب المرة السوداء وإذا شرب هذا النبات بلا أن يشرب زهره معه نفع من الحصا والربو وطبيخه يجلس فيه النساء لصلابة الرحم والورم الحار العارض فيها ، وقد يتضمد به مع زهره للحمرة والأورام الحارة . الرازي : يثقل الرأس وينبت سما . البصري : إذا شرب أدر البول وإذا اتخذت منه فرزجة للنساء اللواتي أمسكن عن الطمث أطمثهن . مسيح الدمشقي : يلطف الغلظ ويفتح السدد ويطيب المعدة ويفتق شهوة الطعام . الشريف : وماؤه المعتصر منه إذا طلي به على الأعضاء المجاورة للأنثيين وعلى الوركين قوى على الجماع . | ابن سينا : ينفع من التواء العصب إذا بل بطبيخه صوفة ووضع عليها وإذا شم رطبه نوم وهو يدر العرق . | أقسون : شوكة يعرف في بعض بوادينا بالأندلس برأس الشيخ وأصله فيه حرارة وقبض بخلاف أصول جميع الأشواك المأكولة . ديسقوريدوس في الثالثة : هو صنف من الشوك شبيه بورق الشوكة التي يقال لها باليونانية أقبالوي وهو الباذاورد ، وله رؤوس مشوكة ويقال : إن زهر هذا النبات إذا جمع منه شيء يشبه ما نسج من القطن وأصله وورقه إذا شربا نفعا من الفالج الذي يعرض فيه مثل الرقبة إلى خلف . جالينوس في السادسة : أصل هذا النبات وورقه قوتهما حارة لطيفة حتى أنه ينفع من به تشنج . | أقسيا : تصحيحه من الأولى لسقوريدس . أفغيس : تأويله باليونانية الشوكة إلى الحادة وهو زعرور الأدوية ويعرف عند شجاري الأندلس بالحيربول وليس شجر البرباريس كما زعم ابن جلجل ولا هو الفيلزهرج كما زعم غيره فاعلمه . ديسقوريدوس في الأولى : هي شجرة شبيهة بشجرة الكمثري البري الذي يقال له ، أجراس غير أنها أشد صفرة وهي كثيرة الشوك جدا ولها ثمر شبيه بحب الآس كبار حمر سهلة الانفراك في جوفها حب ، ولها أصل أحمر كثير الشعب غائر في الأرض . جالينوس في الثامنة : قوة هذه الشجرة شبيهة بقوة شجرة الكمثري إلا أن شجرة الكمثري تقبض وثمرها إذا أكل وإذا شرب قبض قبضا ملطفا فأما ثمرة هذه ففيها مع قوة القبض شيء قطاع لطيف قليل وثمرها يمنع ويحبس جميع العلل السيالة وليس يفعل ذلك إذا أكل فقط ، بل وإذا شرب أيضا يفعله . ديسقوريدوس : وثمره إذا أكل وإذا شرب قطع الإسهال المزمن والرطوبات السائلة من الرحم سيلانا مزمنا وأصلها إذا تضمد به وهو مسحوق جذب الأرجة الغائرة في اللحم والشظايا التي من الخشب والقصب وما أشبه ذلك ، وقد يقال إن المرأة الحبلى إذا ضرب بطنها رفيقا بأصل هذه الشجرة ثلاث مرات وإذا لطخ بها أسقطت الجنين . | أقطي : هو الخمان ، وسنذكره في حرف الخاء المعجمة وهو شجر معروف منه كثير يسمى بعجمية الأندلس برقه ومنه صغير ويسمى بعجمية الأندلس أيضا بذقه وذاله معجمة ابن سمحون : قال الرازي في الكتاب الكافي : الحشيشة التي تسمى أقطي دواء هندي وهو نوعان : أحدهما يقال له شل ، والآخر يقال له بل ، ويقال : أن في قوتهما تحليلا عجيبا ولست أعلم هذا الذي حكاه الرازي في هذا الكتاب خاصة إلا عنه ولا أعلمه أيضا إلا في هذا الكتاب خاصة وقد قال في الكتاب الحاوي : إن الشل دواء هندي على خلقة الزنجبيل ، وكذا هو عند سائر الأطباء . وقال جالينوس وديسقوريدوس : إن أحد نوعي الأقطي داخل في عداد الشجر والآخر داخل في عداد الحشيش ، وقال : هو في الكتاب المنصوري وغيره من الأطباء إن قوة الشل حارة قوية الحرارة . وقال ديسقوريدوس : إن قوة النوع الصغير منها وهو حاما أقطي مبردة مسهلة ، وما قاله الرازي في كتاب الحاوي في هذا الدواء مخالف لما قاله في الكتاب الكافي ، ولما قال ديسقوريدوس وجالينوس في شكله وطبيعته . | اقتنااري ينقى : تأويله في اليونانية الشوكة الغريبة وهي الشكاعي ونذكرها في حرف الشين المعجمة إن شاء الله . | اقتالوقي : ومعناه باليونانية الشوكة البيضاء وهي الباذاورد ، وسيأتي ذكره في الباء التي بواحدة من تحتها . | اقطن : بكسر الطاء هو الماش بلغة أهل اليمن ، وسيأتي ذكره في حرف الميم . | إكليل الملك : إسحاق بن عمران : هي حشيشة ذات ورق مدرهم أخضر غض وأغصان دقاق جدا مخلخلة الورق ولها زهر أصفر صغير يخلفه مزاود دقاق جدا مدورة تشبه أسورة الصبيان الصغار فيها حب صغير مدور أصغر من حب الخردل والمستعمل منها تلك الأكاليل بما فيها . الغافقي : هذا النبات فيه اختلاف كثير حتى لم يثبت له حقيقة إلا أن هذا الصنف الذي ذكره إسحاق بن عمران هو عنده أفضل وأحسن من سائر الألوان المستعملة عندنا وهو نبات طعمه إلى المرارة وله رائحة فيها عطرية ، وأكثر ما يستعمل عندنا نبات آخر يعرف بالقرنوليه وهو عريض الورق قريب من ورق لسان الحمل ، وله أكاليل ملتوية منظومة ضخمة مجزعة ببياض وخضرة وفرفيرية وفيها بزر أصغر من الحلبة ، وفي هذا النبات لزوجة وليس لها طعم ولا رائحة ، ومن الناس من يستعمل نباتا آخر له قضبان دقاق تمتد على الأرض عليها ورق كورق الحسك وثمرته قرون مدورة تكون كأنها أشبه شيء بقرون البقر تكون مجتمعة ستا أو سبعا في داخلها حب صغير يشبه الحلبة ، وزعم قوم أن إكليل الملك المستعمل بالإسكندرية نبات طيب الرائحة جليل المقدار له ورق كورق القرظ رائحته مثل رائحة التين مع شيء من عطرية وله زهر أصفر يشبه الدود الأصفر الذي يكون تحت الأرض . لي : لا يعرف هذا النوع الذي ذكروه في عصرنا هذا بالإسكندرية البتة ، وإنما المستعمل اليوم بالديار المصرية كافة وبالشام أيضا مكان إكليل الملك هو النوع الذي ثمرته تشبه قرون البقر وهي المستعملة منه خاصة وما أحسن ما نعته ابن سينا في قوله هو تبني اللون هلالي الشكل فيه مع تخلخله صلابة . ديسقوريدوس في الثالثة : ماليلوطس : هو إكليل الملك وقد يكون منه بالبلاد التي يقال لها خلقندوس شيء جيد جدا ، لونه إلى لون الزعفران طيب الرائحة ، وهو قد ينبت أيضا بالبلاد التي يقال لها قمقانيا عند بولس منه شبيها بالحلبة قليل طيب الرائحة . جالينوس في السابعة : قوة هذا الدواء مركبة وذلك أن في شيئا قابضا وهو مع هذا يحلل وينضج ، وذلك لأن الجوهر الحار فيه أكثر من البارد . ديسقوريدوس : هو قابض ملين للأورام الحارة العارضة للعين والرحم والمقعدة والأنثيين إذا طبخ بالميبختج وتضمد به ، وربما خلط أيضا معه صفرة البيض ودقيق الحلبة أو دقيق بزر الكتان أو غبار الرحى أو خشخاش أو سراس أو هندبا ، وإذا استعمل باللماء وحده شفى لقروح الخبيثة التي يقال لها الشهدية ، وإذا خلط به الطين الرومي الذي يؤتى به من الجزيرة التي يقال لها حيوس أو خلط به عفص وديف بالشراب ولطخ به القروح الرطبة التي في الرأس شفى منها ، وإن استعمل مطبوخا أو نيئا بالشراب أو مع واحد مما ذكرنا سكن وجع المعدة ، وإذا أخرجت عصارته نيئا وخلطت بميبختج وقطرت في الآذان سكن وجعها ، فإذا صب على الرأس مع الخل ودهن الورد سكن الصداع ووجع الأحشاء . | الرازي : حار ملين لأورام البدن الصلبة في المفاصل والأحشاء ، بديغورس : خاصته إذابة الفضول وبدله إذا عدم وزنه من البابونج . سفيان الأندلسي : ينفع لأورام الكبد والأحشاء والطحال ضمادا مع الأفسنتين . | إكليل الجبل : نبات مشهور ببلاد الأندلس يوقد عندنا بالأفران وأكثر نباته إنما يكون في الجبال والأرضين المجصصة والقليلة التراب وهو بالإسكندرية في غيطانهم كثير مزدرع ويعدونه في جملة الرياحين وهو على صفة الذي عندنا بالأندلس سواء وباعة العطر بها وبمصر أيضا يعرفون ورقها على أنها القردمانا وهذا خطأ كبير لأن القردمانا بزر وهذا ورق . وأما الشريف في مفرداته : فإنه لما ذكر هذا الدواء أضاف إليه منافع دواء آخر مذكور في الثالثة من ديسقوريدوس ، وليس بإكليل الجبل بل هو شيء يعرف باليونانية شابوطس وهذا خطأ لأن ديسقوريدوس وجالينوس لم يذكرا إكليل الجبل البتة فاعلم ذلك . الغافقي : هو نبات معروف عند الناس وهو نبات الجبل يعلو أكثر من ذراع ، ورقه طويل رقيق كالهدب متكاثف ولونه إلى السواد وعوده خشبي صلب ، وله بين أضعاف الورق زهر دقيق لونه بين الزرقة والبياض وله ثمر صلب إذا جف تفتح وتناثر منه بزر دقيق أدق من الخردل أسود ورقه في طعمه حراقة ومرارة وقبض وهو طيب الرائحة حار يابس في الثالثة يدر البول والطمث ويحلل الرياح ويفتح سدد الكبد والطحال وينقي الرئة وينفع من الخفقان والربو والسعال والاستسقاء الزقي ، والصيادون عندنا بالأندلس يجعلونه في جوف الصيد بعد إخراج ما في أحشائه فيمنعه من أن يسرع إليه النتن والدود . | اكتمكت : في كتاب المنهاج في هذا الدواء تخبيط فلا يعول على نقله في حقيقته البتة وهذا حجر يعرف بحجر الولادة ويسمى حجر العقال وحجر النسر . أرسطاطاليس : هذا حجر هندي إذا حركته سمعت بحجر آخر في جوفه يتحرك ويسمى باليونانية أناطيطس ، وتفسيره حجر تسهيل الولادة وإنما وقفوا على هذه الخصوصية منه من قبل النسور وذلك أن الأنثى منها إذا أرادت أن تبيض واشتد ذلك عليها أتى الذكر بهذا الحجر وجعله تحتها فيسهل خروج البيض منها ويذهب الوجع عنها ، وكذا يفعل بالنساء وبسائر إناث الحيوان إذا وضع تحتهن سهل الولادة عليهن . الرازي : في كتاب إبدال الأدوية : هو دواء هندي يشبه البندق إلا أن فيه تفرطحا قليلا إلى الغبرة ما هو وإذا حركته تحرك في وسطه لبه ، وإذا كسرته انفلق عن لب شبيه بلب البندق إلا أنه يميل إلى البياض قليلا ووجدت في بعض الكتب الهندية أنه إن جعل في صرة وشد وعلق على فخذ المرأة الحامل أسرعت الولادة ، وقد جربته فوجدته صحيحا ، وقال في كتاب خواصه ، اكتمكت هو شيء يشبه بيضة عصفورة ويشبه حجرا في جوفه يتحرك ، وقد أجمع الناس على أنه نافع لعسر الولادة إذا علق على فخذ المرأة . قال : وأصبت في جامع ابن ماسويه أنه يصلح بدلا من الفاوانيا إذا سحق بماء وطلي على الموضع الذي يرتفع منه بخار المرة السوداء . الغافقي : قال كسوفراطيس : إن الحجر المسمى أناطيطس أربعة أنواع : أحدها اليماني ، والثاني القبرسي وهو الذكر منها ، والثالث من لوينة ، والرابع من أنطاكية ، فأما اليماني فإنه شبيه في عظمه بالعفصة أسود خفيف يحمل في داخله حجرا حاسيا ، والقبرسي شبيه باليماني إلا أنه أعرض وإلى الطول ما هو وربما وجد كهيئة البلوط وهو أيضا يحمل حجرا في داخله وربما حمل رملا أو حصا وهو لين جدا ينفرك بالأصابع ، وأما المجلوب من لوينة فإنه صغير لين لونه كلون الرمل يحمل في داخله حجرا أبيض لطيفا يتفتت سريعا ، وأما الذي بأنطاكية الموجود عند الساحل فإنه يشبه الرمل وهو أبيض مدور والنسور تحمله إلى أوكارها توقية لفراخها ، ولذلك سمي أناطيطس وتفسيره النسري ، وخاصته أنه نافع لتسهيل الولادة يعلق في جلد أديم ويشد على الساق اليسرى ويسحق أيضا ويطرح في لبن النساء وتغمس فيه صوفة وتحملها المرأة التي لا تحبل فتحبل بإذن الله تعالى ، ويربط أيضا بخيط أحمر ويعلق على الحوامل فينفعهن ويمنع مع ذلك الإسقاط وخروج الأجنة قبل كمالها ، ويجعل في جلد خروف رائحته ذكية ويلزم العانة به والحقوين إلى وقت الولادة فإذا كان حين التمخض والطلق يحاد عن المرأة فإنه إن ترك بحاله انصدعت المرأة في الولادة وكذا يصلح لسائر الحيوان . | الشريف : من خواص هذا الحجر أنه إذا أمسكه مخاصم في يمينه لم يغلبه خصم وإن علق في شجرة يسقط حملها لم يسقط . | أكر البحر : أبو العباس النباتي : إسم لليف البحر وهو نبات ينبت في قعر البحر المالح ورقه على شكل ورق البروق لطاف طوال يخرج من أصل يشبه أصل السعد الطويل النابت في المروج إلا أنه أغلظ ولونه ظاهرا وباطنا . وفي أسفله مما يلي الحجارة شعب دقاق ملتفة سود في موضع عند الأصل ليفة مستديرة كأنها جمعت من وبر الإبل إلا أن في شعرها خشونة تكون صغيرة ثم تكبر ، فمنها ما يصير بقدر النارنج وأكبر وأصغر ، ومنها المستدير ، ومنها ما يميل إلى الطول وهي هشة يقذف بها البحر إذا هاج رأيتها كثيرة ببحر المهدية وما هناك والأصل فيها قابض جدا ، وجرب من هذه الأكرجلاء الأسنان إذا أحرقت واستعملت وحدها أو مع أخلاط السنويات المخصوصة بالجلاء وشد اللثاث . | اكموبزان : هو رعي الحمام من كتاب ماسرحويه وسنذكره في الراء . | إكرار : أبو العباس النباتي : يقال بكسر الهمزة والكاف الساكنة والراء المفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم راء ، هو اسم عند عرب نجد للنوع الكثير من الطرنشولي الذي لا يثمر والمثمر اللازوردي اللون وهو التنوم عندهم . لي : هو النبات المعروف بصامريوما بالسريانية وسيأتي ذكره بنوعيه في حرف الصاد . | آكل نفسه : هو الفربيون ، وسنذكره في الفاء إن شاء الله . | البنج : حنين : هو آلوج الصيني . ابن رضوان : هي عروق يؤتى بها من الهند ولونها أبيض ، وفها نكت سود رأيته بالتجربة ينفع من الشري نفعا بليغا وذلك أنني كنت أسقي منه في أول يوم نصف درهم بشراب السكنجبين الساذج مقدار أوقيتين ، وثاني يوم نصف مثقال ، وثالث يوم درهما واحدا فيذهب بالشري ويبطله بالواحدة من غير إسهال وترى منه فعلا عجيبا بمنزلة السحر ، وإذا سحق وخلط بدهن ورد ومرخ به ظاهر البدن أذهب الشري من أي خلط كان بخصوصية جوهره وطعمه مر وقوته حادة . | الليني : الألف واللام فيه أصليتان . قال الشريف : معنى هذا الاسم باليونانية الأهلي وهو عندي من أنواع الجزر البري بعينه ولا أعرف له إسما يعرف به . ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ورق شبيه بورق الجزر وزهر أبيض وساق غليظ طولها نحو من شبر وثمر شبيه بثمر السرمق وأصل عظيم له رؤوس كثيرة مستديرة وينبت بين الصخور ، وقد يسقى ثمره وورقه وساقه بالشراب الذي يقال له أونومالي لإخراج المشيمة ، وقد يسقى من أصله بالشراب لتقطير البول . | الومالي : ومعناه باليونانية الدهن العسلي ويقال له عسل داود . ديسقوريدوس في الأولى : هو دهن أثخن من العسل حلو يسيل من ساق شجرة تكون بتدمر إذا شرب منه ثلاث أواق بتسع أواق من ماء أسهل فضولا غير منهضمة ومرة صفراء ويعرض لمن شربه كسل واسترخاء ، ولا ينبغي أن يهو لك ذلك ولا يتركون أن يسبتوا وقد يهيأ دهن من أدسم أغصان هذه الشجرة وأجوده ما كان منه عتيقا ثخينا دسما صافيا وهو مسخن ، وإذا اكتحل به كان صالحا لظلمة البصر ، وإذا تمسح به نفع من الجرب المتقرح ومن أوجاع الأعصاب . | الأطيني : هو اللباب . المجوسي : واللباب الأحرش أيضا ويعرفه عامتنا بالأندلس بالشحيمة ويعرفونه أيضا بسراويل الطلول . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق اللبلاب إلا أنه أصغر منه وأشد استدارة وعليه زغب وله قضبان طولها نحو من شبر خمسة أو ستة مخرجها من أصل واحد مملوءة من الورق عفص ، وينبت بين زرع الحنطة ومواضع عامرة . جالينوس في السادسة : هذا الدواء يجلو جلاء معتدلا ويقبض . ديسقوريدوس : وورق هذا النبات إذا تضمد به مع السويق ووضع على العين نفع من الورم الحار العارض لها ومنع عنها سيلان الرطوبات ، وإذا طبخ وتجشى طبيخه قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء . | التجربتين : واللبلاب الأسود الورق والأحرش المتكرج عند عركه بالأصابع ويعرفه بعض المشائين بالشحيمة يدمل الجراحات الطرية ويحلل نفخ الجراحات وحده وبالشحم كفعل الفراسيون بها ويحلل الأورام الحارة والدماميل مطبوخا بالماء مدروسا مضمدا وينفع من شقاق الشفة نيئا كما هو ، ومن جميع الإحتراقات المتقرحة ويدمل الخراجات العسرة الإندمال وتحقن به الذبيلات ويتمادى عليها فيبريها وينفع من النواصير التي يسيل منها قيح أبيض وإذا درس مع لسان الحمل وعصر ماؤهما وشرب وحده نيئا أو مع المغرة المنحلة بالماء قطع الدم المنبعث من الجوف كيف كان ، ومقدار المشروب منه ثلاث أواق من المغرة درهمان فإذا درس بالشحم وحمل على ختان الصبيان نفع منه وأسرع إندماله . | الوين : ديسقوريدوس في الرابعة : هي حشيشة تستعمل في وقود النار لونها إلى الحمرة دقيق العيدان دقيقة الورق لها زهر لين خفيف وأصل شبيه بأصل السلق ملآن من دمعة حريفة يشبه بزرها الأفتيمون ، وينبت كثيرا في بعض السواحل وخاصة في أماكن نينوى ، وينبت أيضا في مواضع أخر ، وبزره إذا أخذ منه مع الخل والملح المقدار المساوي لما يؤخذ من الأفتيمون أسهل كيموسا أسود وسحج الأمعاء سحجا خفيفا . الغافقي : قال البطريق في ترجمته لكتاب جالينوس : الونياس ينبت في الرمال والسواحل طبيعته حارة تسهل وتغسل الجوف ، والمختار منه الذي إذا أقلعت أصوله قشرت ورمى قلوبها وأخذ القشر ، والجيد منها الأنابيب المصمغ الأبيض الذي إذا كسرته تكسر ولا تأخذ ما يشبه الليف ، وزعم أنه التربد وهذه الصفة توهم ذلك وهو خطأ ، وقد ذكر هذا الدواء بولس ولم يذكر أصله ، وإنما ذكر بزره كما ذكر ديسقوريدوس ، وأما ابن واقد فظن أن هذا هو طريفيلون ، وأضاف هذا القول إلى قول ديسقوريدوس في طرفيليون وقد يسمى أيضا أرطريفيون هذا هو التربد . | الأسفافس : الألف واللام فيه أصلية تعد من نفس الكلمة وعماد حروفها ومعناه باليونانية لسان الإبل قاله نقولا الراهب ، ولقد غلط من ظن أنه رعي الإبل وشجار ينا بالأندلس تسميه بالشالبية والناعمة أيضا . ديسقوريدوس في الثالثة : هو تمنش طويل كثير الأغصان وله عصا ذات أربع زوايا لونها إلى البياض ما هي ، وله ورق شبيه بورق السفرجل إلا أنه أطول وأقل عرضا وهو خشن خشونة يسيرة مثل الثياب التي لم تفرك بعد الغسل وعليه زغب ، ولونه إلى البياض ما هو طيب الرائحة وفيه ثقل وعلى أطراف أغصانه ثمر شبيه بثمر النبات الذي ليس ببستاني من النبات الذي يقال له أوميون ، وينبت في مواضع خشنة . جالينوس في السادسة . | مزاج هذا الدواء مزاج حار حرارة بينة قابض قليلا . ديسقوريدوس : ولطبيخ الورق وطبيخ الأغصان إذا شربا قوة تدر الطمث والبول ويخرج الجنين ، وبنفع من لسعة طريقلون البحري وهو يسود الشعر ، وينفع الخراجات ويقطع اللحم والدم وينقي القروح الخبيثة . وطبيخ الورق وطبيخ الأغصان إذا استنجى به سكن الحكة العارضة في الفروج من الذكران والإناث ، ابن جلجل : ينفع من خدر اللسان وتوقف الكلام شربا . ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الشراب المتخد بالأسفافس ، فهذه صفته يؤخذ من الأسفافس سبعون درخميا وتلقى في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من وجع الكلي والمثانة والجنين ونفث الدم والسعال ووهن العضل ومن احتباس الطمث . | الية : ابن سينا : حارة رطبة أردأ من اللحم السمين رديئة الهضم والغذاء وهي أحر وأغلظ من الشحم وهي ضماد جيد للعصب الجاسي . ابن ماسويه : تفسد المعدة وتحلل الورم الصلب . | المنهاج : ويصلحها الأبازير الحارة كالزنجبيل والفلفل والدارصيني والمري ويستعمل بعدها بعض الجوارشيات . | الاينون : من كتاب ديسقوريدوس وهو الراسن وسيأتي ذكره في حرف الراء المهملة . وقال الغافقي في رسالة الترياق المنسوبة إلى جالينوس : هو دواء يكون في بلاد أمه يدعى بها طريا ويأخذه أهل تلك البلاد فيقلعونه وبطلونه على أزجة النشاب وإذا أصاب ذلك النشاب إنسانا وأدمي به مات من ساعته وإذا أكل نجى الإنسان عن الموت ولا يضر آكله شيء ، وربما رموا الإبل بسهم من هذه السهام فيموت فإن أكل منه لم يخف عليه ضرر من ذلك ، وهذه صفة البقلة المعروفة عندنا بالأندلس ببقلة الرماة وهي التي تستعملها أطباؤنا على أنه الكندس وليس بكندس في الحقيقة . قال المؤلف : وهذا الكلام بعينه يذكره الغافقي أيضا في حرف الباء في رسم بقلة فتأمله هناك . | الأطي : شجر له صمغ مثل صمغ الصنوبر ، وفي الفلاحة الرومية أنه جنس من الصنوبر وله ثمر كالجوز أو اللوز . | ألب : أبو حنيفة : هو شجرة شائكة كأنها شجرة الأترج له ثمر ، ومنابتها ذرى الجبال وهي قليلة جدا لا يقوم مقامها شيء من الصجاج والصجاج كل شجرة تعشب بها السباع . ابن نسيم : وأحسبها الألب يدق أطرافها الرطبة ويعشب بها اللحم ويطرح للسباع فلا تلبث أن أكلته فإن شمته ولم تأكله عميت وصمت ، وأخبث الألب ألب خفرضيض وهو جبل من الشراة في شق تهامة . | أملج : إسحاق بن عمران : هي ثمرة سوداء تشبه عيون البقر لها نوى مدور حاد الطرفين ، وإذا نزعت عنه قشرته تشقق النوى على ثلاث قطع ، والمستعمل منه ثمرته التي على نواه وطعمه مر عفص يؤتى به من الهند . حبيش بن الحسن : يقرب فعله من فعل الهليلج الكابلي ، وقد ينقع في البلدة التي يجلب منها في اللبن الحليب فيسمى شيراملج ، وإنما ينقع في اللبن فيخرج منه بعض قبضه . ابن ماسه : أجوده المعروف منه شيراملج . مسيح : بارد في الأولى يابس في الثانية . ماسرحويه : قابض يشد أصول الشعر ويقوي المعدة والمقعدة ويدبغها ويقبضها . شرك الهندي : هو سيد الأدوية . بديغورس : خاصته النفع من السوداء والمنع من الفساد . ابن ماسه : يقطع العطش ويزيد الفؤاد حدة وذكاء . اليهودي : يهيج الباه ويقطع البصاق والقيء . ابن ماسويه : يطفىء حرارة الدم ويعقل البطن ويسود الشعر والمربى منه يلين الطبع وينفع البواسير ويشهي الطعام . ابن سينا : هو أفضل من البليلج يمسك الشيب ويقطع النزف وشرابه ينفع البواسير المزمنة ويقوي الأعضاء الباطنة وخاصة المعدة والأمعاء وهو مقو للعين ، وقال في الأدوية القلبية : وهو من الأدوية القباضة وله خاصة عجيبة في تقوية القلب وتشجيعه ويعينها بتقويته وقبضه ويعدل برده في الأمزجة الباردة بأدنى شيء فيكون دواء ممتنا للروح ، ومنفعة الأملج في تقوية القلب أكثر من منفعته في التوحش إذا كان بسبب رقة الدم وقلته وسرعة تحليله ، ولما كان من الأدوية النافعة للقلب بخاصيته وتنقيته مع ذلك فهو من الأدوية الشديدة المنفعة للذهن والحفظ ، وبالجملة هو من الأدوية المقوية للأعضاء كلها وإصلاحه بالعسل . التجربتين : قد يقطع العطش إذا وضع القليل منه في الماء المشروب وتمود عليه ويجفف رطوبات المعدة وبلتها ، وإذا كانت المعدة باردة خلط معه سنبل وينفع من زلق الأمعاء وبواسير الأسفل مشروبا بمنعه انصباب المواد إليها ويكسر الأبخرة الصاعدة إلى الدماغ وبذلك يحسن الذهن . الشريف : مقو للعصب والقلب جدا ، وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم مفردة ويسود الشعر إذا اختضب بماء طبيخه مع الحناء ويقوي أصول الشعر ، وإذا سحق وخلط بمثله سكرا ولت بقليل دهن لوز واستف على الريق منه خمسة دراهم بماء فاتر نفع من ضعف البصر وجلاه ، ونفع من السحج في الأمعاء والبواسير ، وإذا شرب منه وزن درهمين بثلاثة دراهم دقيق النبق وشرب بماء السفرجل نفع من الإسهال ، وخاصيته أيضا إسهال السوداء والبلغم ، وإذا أخذ منه درهمان ورض وأنقع في ماء ساعتين ثم عصر وصفي ثلاث مرات وقطرت منه في العين نفع من بياضها مجرب . | أمير باريس : هو البرباريس والزرشك بالفارسية ومنه أندلسي ورومي وشامي يجلب من جبل بيروت وجبل بعلبك وهو أجود من الرومي عند باعة الغطر بمصر والشام . الفلاحة : هي شجرة خشنة النبات خضراء تضرب إلى السواد تحمل حبا صغارا بنفسجيا . ابن ماسه : بارد يابس في الثانية يقوي الكبد والمعدة وفيه قوة قابضة مانعة . ماسرحويه : يمنع من الأورام الحارة إذا وضع عليها . الرازي : عاقل للبطن قاطع للعطش جيد للمعدة والكبد الملتهبتين ويقمع الصفراء جيدا . التجربتين : حبه يجفف قروح الأمعاء ويقطع نزف دم الأسفل إذا تمودي عليه ويقوي الكبد الحارة الرطبة إذا خلط بالأدوية الحارة كالسنبل وما يجري مجراه نفع من الاستطلاق الذي يكون عن برد الكبد والمعدة ينفعها إذا ضعفت عن الحمى البلغمية أيضا . | أمروسيا : ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من سماه بطرس ومنهم من يسميه أرطاما وهو تمنش كثير الأغصان صغير طوله نحو من ثلاثة أشبار ، وله ورق صغار مثل ورق السذاب منبتها من مخرج الساق ومن أصله وأغصانه مملوءة من بزر شبيه بالعناقيد قبل أن تزهر ، ورائحته شبيهة برائحة السذاب ، وله أصل دقيق طوله نحو من شبرين وأهل قيادوقيا يتخذون منه أكاليل ، وله قوة قابضة وإذا تضمد به منع المواد أن تنصب إلى العضو . جالينوس في السادسة : إذا وضع من خارج كالضماد كانت قوته تقبض ويمنع المواد من التحلب . | أمذريان : ينبت كثيرا بظاهر البيت المقدس وفي بيت المقدس نفسه داخل الحرم ، ورأيته أيضا بالمقابر التي بباب شرقي بمدينة دمشق كثيرا وينبت منه شيء في ثغر الإسكندرية أيضا . إذا نظر إليه الإنسان يتوهم أنه شجر الكبر لشبهه به حتى يمعن نظر فيه . حبيش بن الحسن : هي شجرة يشبه ورقها ورق الكبر حادة الرائحة ثقيلتها تنفع من أورام الجوف وتفتح السدد وتقوي الكبد المعتلة ، وتنفع الأورام الظاهرة في البدن وهي أقوى في تحليل الأورام الظاهرة من عنب الثعلب والكاكنج ، وله حب يخرج في غلف له مثل النبقة وهي تقرب من البرد واليبس إذا سقي عصيرها للورم الباطن مغلى بالنار ، وإذا طلي على الورم الظاهر طلي به غير مغلي ، وكذا يفعل بهذه الشجرة كعنب الثعلب والكاكنج والهنبا وغيرها ، وإذا طلي بهذه الشجرة معصورة أو ضمد بها ينفع من لسع الزنابير وبرد الورم ويدفع السم ، وقدر ما يسقى من مائها مغلى مصفى أوقيتان وهو عجيب للورم الحار . أبو العباس النباتي : ينفع من لدغ العقارب والحيات وهي خاصيته ، ويسقى لعضة الكلب الكلب وينفع الجرب الخشن ، وعصارته تنفع من بياض العين وورقه يابسا مسحوقا يذرونه على الخراجات فيدملها . | أمسوج : ومعناه الأنابيب بالعربية ويسمى بعجمية الأندلس النبشالة . الغافقي : هو صنفان كبير وصغير والصغير له قضبان صلبة دقاق معقدة مثل ورق الزيتون متصلة إذا جذبت انفصلت من موضع العقد بعضها من بعض وهي كثيرة مجتمعة ، وله ساق صغير خشبي في غلظ الخنصر وأوراق تعلو نحوا من شبر وليس له زهر وله ثمر أحمر قان ، وفي مذاق هذا النبات قبض مع مرارة يسيرة ، وله أصل خشبي صلب وينبت في مواضع صخرية هو مجتمع النبات ، وإذا شرب هذا النبات بشراب قابض قطع الإسهال ، وطبيخه يشرب للفتوق والقيل ، وينفع من علل الكلى والمثانة ويقوي الأعضاء الباطنة ، وينفع من شدخ العضل ، وإذا شرب طبيخه مع التين نفع من السعال وعسر النفس ، وإذا دق هذا النبات وذر على الجراحات ألحمها ، وإذا ضمدت به القبلة أضمرها ، والصنف الثاني وهو أغلظ ساقا وأكبر أغصانا وأقصر وثمره أحمر ، وإذا نضج اسود ، ويستعمل فيما يستعمل فيه الأول وقد يعدهما قوم من أصناف ذنب الخيل . الشريف : إذا جفف هذا النبات وطبخ في ماء إلى أن ينقص منه النصف وصفي وشرب من ذلك الماء المصفى من مقدار كأس إلى نحوه طرادا نفع من ضعف الأعضاء الباطنة ويقوي الكبد الضعيفة ونساء المغرب كثيرا ما يطبخونه وهو غض بعصير العنب ويصفونه ويشربن من ذلك الصفو مقدار كأس طرادا ، وإذا أدمن على شربه أسهلهن قليلا وسمن أبدانهن وحسن ألوانهن ونقى أرحامهن . | أمارطين : قد عده جماعة من التراجمة في أنواع الأقحوان ، ومن أجل ذلك نجد في كثير من الكنانيس الموضوعة في هذا الفن منافع أماريطن هذا مذكورة مع الأقحوان وفي الحقيقة ليس هو من أنواعه ، وعندي أنه من أنواع القيصوم أعرفه بعينه . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يستعمل في الأكاليل التي توضع على رؤوس الأصنام قائم أبيض ، وله ورق دقاق شبيهة بورق القيصوم متفرقة بعضها من بعض وجمة مستديرة وشيء من أطراف الجمة مستديرة ، لونه شبيه بلون الذهب كأنه رؤوس الصعتر إذا يبست ، وأصل دقيق وينبت في أماكن وعرة في حزون الأرض . جالينوس في السادسة : قوة هذه الحشيشة قوة تلطف وتقطع الأخلاط الغليظة ، ولذلك صارت تدر الطمث إذا شربت أطرافها بشراب ، وقد وثق الناس منها أيضا أنها تحلل الدم الجامد وأنها ليست تفعل ذلك بما يجمد منه في المعدة فقط بل تفعله أيضا بما يجمد منه في المثانة ، وينبغي أن يشرب في هذا الموضع شراب العسل ، ومن شأنها أيضا أن تجفف ما يتحلل ويتحلب إلى المعدة جملة إذا شرب وهي رديئة لفم المعدة . ديسقوريدوس : إذا شربت جمة هذا النبات بالشراب نفعت من عسر البول ونهش الهوام وعرق النسا وشدخ أوساط العضل وتدر الطمث ، وإذا شربت بالشراب الذي يقال له أولومالي أذابت الدم الجامد المنعقد في المثانة والبطن ، وإذا سقي منه على الريق مقدار ثلاث أوتولوسات بشراب أبيض ممزوج من كانت به نزلة قلعها وقطعها وقد يصر هذا النبات مع الثياب فيمنعها من التآكل . | أمر وجع الكبد : أحمد بن داود : هي بقلة من دق البقل تحبها الضأن لها زهرة غبراء في برعمة مدورة ولها ورق صغير جدا أغبر وسميت بذلك لأنها تشفي من وجع الكبد والصفراء ، وإذا غص بالسرسوف يسقى عصيرها . | أم غيلان : أبو العباس النباتي : إسم للسمر عند أهل الصحراء ، وذكر أبو حنيفة أن العامة تسمي الطلح أم غيلان ، وقلت : وإلى هذه الغاية أهل البلاد يسمون بالطلح ما عظم من شجر السمر وأكثر ما يعظم بأودية الحجاز . ابن سينا : أم غيلان هي شجرة من عضاه البادية معروفة باردة يابسة تمنع بقبضها سيلان الرطوبات جيدة لنفث الدم . | أم كلب : أبو العباس الحافظ : شجرة ربيعية من نحو الذراع تميل إلى الصفرة ورقها نحو من ورق الحناء إلا أنها أعرض وأطرافها مستديرة ، وفيها انكماش وخشونة يسيرة عليها زهر أصفر مثل زهر النبات النبوعي المعروف بالكموة رائحتها سهكة تنبت بالمزارع وتسمى بالنبوع وببادية الأعراب الآن المنتنة ولم ألقهم يسمونها بالإسم الأول ، وقد ذكرها أبو حنيفة أيضا . لي : وهي أيضا من نبات الديار المصرية ، وقد جلبت إلينا بالقاهرة ورأيتها على ما ذكر من ماهيتها في الصفة والرائحة وجلبت من موضع يعرف بمراكع موسى وهي مجربة عندهم لنهش الحيات ولسع العقارب شربا لمائها إذا كانت طرية وورقها إذا كانت يابسة ، والشربة من ورقها مجففا وزن درهمين ومن عصارتها إذا كانت رطبة مثقالان بزيت فإنه مجرب يقي السم ويسكن الألم بإذن الله . | أمعاء : الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : فأما الأمعاء فلا تصلح لطبخ الأسفيذاجات بل للنقانق فإذا اتخذت نقانق فليكثر فيه من الأبازير والتوابل ، ولا يدمن أكله ولا يتفرد به لأنه كثير الغذاء جدا عسر الهضم والخروج من البطن لحشوته باللحم الأحمر وينبغي أن يتجرع بعده ويأخذ بعد النوم عليه الكموني والفلافلي ونحوهما . | الجبار : الغافقي : هو نبات أكثر ما ينبت على شطوط الأنهار بين العليق وله ورق يشبه ورق الرطبة عليه زغب كالغبار ، وله أغصان دقاق أغلظ من أغصان الرطبة مائلة في لونها إلى الحمرة حوارة تعلو قدر قامة أو أكثر وتتدوح وتشتبك بالعليق وتنسج أغصانه عليه ، وله زهر أحمر يخلفه بخراريب صغار فيها بزر ، وله أصل خشبي غائر في الأرض لونه أحمر إلى السواد وجميع أجزاء هذه الشجرة تقبض قبضا شديدا ، ولها لزوجة وإذا قشرت أصولها ودق لحاؤها واعتصرت كانت عصارتها حمراء مثل ماء التوت ، وأكثر ما يستعمل من هذا النبات هذه العصارة وتستعمل رطبة ويابسة وقد يستعمل لحاء الأصل مجففا ، والشربة من كل واحد منها قدر مثقال ، وقد تطبخ العصارة مع السكر والميبختج ويعمل منها شراب ويكون ألطف لتناوله ، وخاصة هذا الدواء النفع من نزف الدم من حيث كان في البدن أعني ما ينفث من قصبة الرئة وحجب الصدر وسحج الأمعاء والبواسير وانفتاح أفواه العروق ، ويقطع الاختلاف المزمن ويقوي الأمعاء ويمسك البطن إمساكا قويا دون اعتقال يؤدي إلى أذى ويبرئ قروح الرئة ويقطع القيء وينفع من الوثي والرض وفسخ العضل والهتك ويجبر الكسر والقطع في اللحم ويلحم الجراحات ، وقد حدث عنها من يوثق به أنها أبرأت رجلا من قرحة الرئة بعد ثلاثة أعوام من العلة ، وقد وقع في الذبول وقذف قطع دم مع صديد منتن كثير ، وأبرأت آخر من بول الدم والمدة بعد عشرة أعوام . | أناغورس : هي الشجرة المعروفة بخروب الخنزير وثمرها يعرف بالديار المصرية عند عامتها بحب الكلي وهي مجلوبة إليهم من الشام ومن بلاد إيطاليا . ديسقوريدوس في الثالثة : هو تمنيش شبيه في ورقه وقضبانه بالنبات الذي يقال له أغبش وهو البنجنكشت قريب في عظمه من عظم الشجر ثقيل الرائحة وله زهر شبيه بزهر الكرنب وثمر في غلف مستطيله ، وشكل الثمر شبيه بشكل الكلي وفي ثمره اختلاف في لونه وهو صلب وإنما يصلب عند نضج العنب . | جالينوس في السادسة : هو نبات من جنس الشجر منتن الرائحة حادها قوته حارة محللة إلا أن ورقه ما دام طريا فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة قليل الحدة ويضم الأورام الرخوة فإذا جف صارت قوته تقطع وتجفف تجفيفا بليغا ، وهذه القوة بعينها موجودة في لحاء أصوله وأما بزره فهو ملطف ويصلح أيضا للقيء . ديسقوريدوس : ورق هذا النبات إذا كان طريا ودق وتضمد به حلل الأورام البلغمية وقد يسقى منه درخمي بالشراب الذي يقال له علومس للربو وإخراج المشيمة والجنين وإدرار الطمث ويسقى بالشراب للصداع ، وقد يعلق على النساء اللواتي تعسر ولادتهن فإذا ولدن فينبغي أن يؤخذ منهن على المكان ، وعصارة أصل هذا النبات تحلل وتنضج وإذا أكل ثمره قيأ قيئا شديدا . | انثليس : ديسقوريدوس في الثالثة : هذا النبات صنفان منه ما ورقه يشبه ورق العدس وله قضبان طولها نحو من شبر قائمة وورق لين وأصل دقيق صغير وينبت في أماكن سبخة شامسة وهو صالح العظم ، ومنه صنف آخر له ورق وقضبان شبيهان بورق وقضبان النبات الذي يسمى كمافيطوس إلا أنها أكثر زغبا وأقصر زهرا ، فرفيري اللون ثقيل الرائحة جدا ، وأصل شبيه بأصل بقل دشتي إذا شرب منه مقدار أربع درخميات نفع من عسر البول ووجع الكلي . جالينوس في السادسة : كلاهما يجفف قليلا حتى أنهما يدملان القروح وأما أحد النوعين وهو الشبيه بالكمافيطوس فهو ألطف من النوع الآخر حتى أنه ينفع أصحاب الصرع والنوع الآخر أكثر جلاء من هذا . ديسقوريدوس : والصنفان جميعا إذا سحقا وخلطا بدهن الورد واللبن واحتملا ادرا اللبن ولينا البطن والأورام الحارة العارضة في الرحم وقد يبرئان الجراحات ، وأما النوع الذي يشبه كمافيطوس فكأنه مع سائر منافعه إذا شرب بالسكنجبين كان دواء للصرع . | انجدان : قال بعض الأطباء : هو ورق شجرة الحلتيت والحلتيت صمغة والمحروث أصله . | إسحاق بن عمران : هو صنفان : أحدهما الأبيض الطيب المأكول الذي يسمى السرخسي وتسمى عروق أصله المحروث ويستعمل في الأغذية والأدوية ، والآخر الأسود المنتن الذي خلط ببعض الأدوية وصمغ الأنجدان هو الحلتيت والطيب منه يكون من الأنجدان الطيب والمتتن من الأنجدان المنتن . أبو حنيفة : المحروث أصل الأنجدان ومنابته في الرمل التي بين بست وبلاد القيقان ، والحلتيت صمغ يخرج في أصول ورقه وأهل تلك البلاد يطبخون بقلة الحلتيت ويأكلونها وليست مما تبقى في الشتاء . محمد بن عبدون : هو نبات كالكاشم ينبت ببابل يبيعه البقال مع التوابل . أبو عبيد البكري : الأنجدان الأسود المنتن الذي هو صمغه الحلتيت المنتن هو أصل غليظ يطلع ورقا منبسطا على الأرض جعدا كالكف في السعة متركب من ورق صغير كهدب الجزر . أشبه شيء بالصفائح المخرمة التي تكون تحت حلق الأبواب يطلع من بين ذلك الورق عسلوج في رأسه جمارة كمجمارة الشبت إلا أنها أعظم ثمرا يعقد حبا في غلف دقاق مفرطحة إلى الطول مما هي كريهة الريح . ديسقوريدوس في الثالثة : سليقون وهو شجرة الأنجدان ينبت في البلاد التي يقال لها بورقا وأرمينية وميدنا ، وهي ماوه وله ساق يسمى يسقطس شبيه في شكله بالقنا وهو الكلخ ، وورق شبيه بورق الكرفس ، وبزر منبسط شبيه ببزر يسمى ماعنطارس وأصله منق نافع مجشىء مجفف عسر الإنهضام مضر بالمثانة ، وإذا خلط بالقيروطي وتمرخ به أبرأ الخنازير والجراحات ، وإذا تضمد به مع الزيت أبرأ كمنة الدم العارضة تحت العين وإذا خلط بقيروطي معمول بدهن الأرسا ودهن الحناء وتضمد به وافق عرق النسا ، وإذا طبخ بخل في قشر رمان وتضمد به أذهب البواسير النابتة في المقعدة ، وإذا شرب كان باد زهرا للأدوية القتالة وطعمه طيب إذا وقع في أخلاط الصباغات أو خلط بالملح . جالينوس في الثامنة : لين هذا النبات حار جدا وكذا ورقه وقضبانه وأصوله تسخن إسخانا شديدا وجوهرها كلها جوهر نفاخ هوائي ، ولذلك صارت كلها عسرة الإنهضام ، وإذا وضعت على البدن من خارج كان أكثرها وأبلغها فعلا نفس الصمغة . مسيح : وقوته حارة يابسة في الدرجة الثالثة ينفع من عسر البول وبرد المقعدة ويدر الطمث . ابن ماسويه : مجفف لرطوبة المعدة بطيء فيها يغير رائحة الثفل والبدن . محمد بن الحسن : يستخرج الأجنة ويسهل الطبيعة وينفع الأكلة إذا سحق وذر عليها . الرازي : المحروث مقو للكبد والمعدة معين على الهضم . وقال في دفع مضار الأغذية : هو حار غليظ الجرم مع حدة ولطافة وحرافة بها يلطف الأغذية الغليظة ويجشىء جشاء كثيرا ويدوم طعمه في الجشاء مدة طويلة فيتوهم من ليس له علم ولا تجربة أنه ليس معه معونة على هضم الطعام ، وليس الأمر كذلك وذلك لمبالغته ومداخلته لجرم المعدة ولأن هذا المطعم منه في جرم له بعض الغلظ فيطول لذلك بقاؤه والأنجدان أيضا شيء عجيب وهو أنه يحل نفخ الأغذية النافخة ويولد هو من دأبه نفخا يسيرا ، وفي الدارصيني أيضا شيء عجيب من هذا الفعل ، وكذا في الزنجبيل والاسترغاز ، ومن أجل ذلك يغلظ فيها كثير من الأطباء فيظنون أنها لا تعين على حل النفخ وليس الأمر كذلك بل لها على حال النفخ المتولد من الأطعمة الغليظة معونة عظيمة ويتولد عنها نفسها ريح بخارية حارة لا تبلغ أن تقرقر وتؤذي بل تبلغ أن تنعظ وتسخن الأمعاء والكلي ونواحيها ، وينفع الأنجدان أيضا مع الخل الثقيف فيلطف الأغذية ويكسبها لذاذة وسرعة هضم ويكسر من حره في نفسه . وقال : وكامخ الأنجدان حار لطيف جدا ملهب يعطش أيضا . وقال مرة أخرى : وكامخه شديد الحرارة مصدع جيد للمعدة الكثيرة الرطوبة ولمن في هضمه تخلف شديد . | أنيسون : ديسقوريدوس في الثالثة : أجود ما يكون منه ما كان حديثا كبير الجثة لأنه يقشر قشرا شبيها بالنخالة قوي الرائحة ، والذي بالجزيرة التي يقال لها قريطي وهو أجود وبعده المصري . | جالينوس في السادسة : أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بزر حريف مر حتى أنه في حرارته قريب من الأدوية المحرقة وهو من التجفيف في الدرجة الثالثة ، وكذلك هو أيضا في الإسخان فهو بهذا السبب مدر للبول محلل مذهب للنفخ الحادثة في البطن . ديسقوريدوس : وقوته بالجملة مسخنة ميبسة وهي تفش الرياح عن البدن وتسكن الوجع محللة مدرة للبول والعرق مذهبة للفضول تقطع العطش إذا شربت ، وقد توافق ذوات السموم من الهوام والنفخ وتعقل البطن وتقطع سيلان الرطوبات التي لونها أبيض من الرحم ، وتدر اللبن وتنهض شهوة الجماع ، وإذا استنشق بخوره سكن الصداع البارد ، وإذا سحق وخلط بدهن الورد وقطر في الآذان أبرأ ما يعرض في باطنها من الانصداع للسقطة والضربة . الرازي : في جامعه الكبير : أنه ينفع من الإستسقاء ويذهب بالقراقر والنفخ . حكيم بن حنين : إذا اكتحل به نفع من السيل المزمن في العين . ابن ماسويه : ينفع من السدد العارضة في الكبد والطحال المتولدة من الرطوبات ، عاقل للبطن المنطلقة ولا سيما إذا قلي قليلا . البصري : أنه يعدل مخرج النفس . ابن سينا : ينفع تهيج الوجه وورم الأطراف ويفتح سدد الكبد والمثانة والكلي والرحم وينفع من الحميات العتيقة . | التجربتين : يقطع العطش البلغمي ولا سيما إذا عقد منه شراب بالسكر وينفع طبيخه من عود السوس للصدر وينفع البهر ، وإذا استن به مسحوقا وولي ذلك نفع من البخر الكائن عن عفونة اللثالت الباردة وأصول الأضراس ، وإذا تبخر بدخانه نفع من النزلات الباردة ومن صداع الرأس البارد . | انجره : هو القريص والحريق أيضا وهو معروف . سليمان بن حسان : له ورق خشن وزهر أصفر وشوك دقيق ينبو عنه البصر فإن ماسه عضو من البدن أحرقه وآلمه وحمره وهو نوعان : كبير وصغير ، والكبير كثير الورق أصفر اللون له بزر كالعمس وهو المستعمل في صناعة الطب . الغافقي : الأنجرة على الحقيقة ثلاثة أصناف : فمنها هذا المذكور قبل وأكبرها بزرا وهو بزر كالعدس في قدره وشكله أخضر اللون بزاق صب يكون في رؤوس مدورة خشنة لها معاليق رقاق طوال ، والثاني هو الكبير من الصنفين اللذين ذكرهما ديسقوريدوس وساق أحمر إلى السواد ولون ورقه إلى السواد وورقه كورق السنستبر إلا أنه أكبر وأخشن وهو أكثر الثلاثة ورقا وأشدها خشونة وبزره في قدر الخردل إلا أنه مفرطح أبيض وأرق ، والنبات الثالث وهو الصغير هو أضعفها قوة وأدقها بزرا . ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان أحدهما أخشن وأشد سوادا وأعرض ورقا وله بزر شبيه ببزر الشاهدانج إلا أنه أصغر منه ، والآخر دقيق البزر وورقه ليس بخشونة ورق الصنف الآخر . جالينوس في السادسة : وثمر هذا النبات وورقه وهما اللذان يستعملان فيما يحتاج إليه من المداواة قوتهما قوة تحلل تحليلا كثيرا حتى أنهما يذهبان الخراجات والأورام التي تحدث عند الأذنين ، وفيهما مع هذا قوة نافخة بسببها صارا يهيجان شهوة الجماع وخاصة متى شرب بزر هذا النبات مع عقيد العنب ، ومما يدل على أنه لا يسخن غاية الإسخان وأنه في غاية اللطف إصعاده ما يصعد من الأخلاط الغليظة اللزجة التي تخرج من الصدر والرئة إذا شرب وتلذيعه لما يلقاه من أعضاء البدن ، فأما النفخة التي قلنا أنه يولدها فإنما تتولد منه عندما ينهضم في المعدة ولذلك ليس هو نافخا بالفعل بل نافخ بالقوة وهو يطلق البطن إطلاقا معتدلا من طريق أنه يجلو ويحرك فقط لا من طريق أنه مسهل كسائر الأدوية المسهلة ، والذي يفعله أيضا من شفاء القروح المتآكلة في العلة المعروفة بالأكلة وفي السرطانات وفي جميع ما يحتاج إلى التجفيف جملة من غير تلذيغ ولا حدة ولا خليق به إذ كان في مزاجه لطيفا يابسا ليس فيه من الحرارة ما يحدث اللذع . وقال في أعذيته : ورق الأنجرة رقيق لطيف الأجزاء وحقيق أن لا يستعمل في طريق الغذاء وإن استعمل في الطعام نفع من إطلاق البطن . ديسقوريدوس : ورق كلا الصنفين إذا تضمد به مع الملح أبرأ القروح العارضة من عض الكلاب والقروح الخبيثة والقروح السرطانية والقروح الوسخة والتواء العصب والخراجات والأورام المسماة بوحثلاء والدبيلات ، وقد يعمل مع القيروطي ويضمد به الطحال الجاسي ، وإذا دق الورق وصير في المنخرين قطع الرعاف ، وإذا خلط مدقوقا بالمر واحتمل أدر الطمث ، وإذا أخذ الورق وهو طري ووضع على الرحم الناتئة ردها إلى داخل وبزر هذا النبات إذا شرب مع الطلاء حرك شهوة الجماع وفتح فم الرحم ، وإذا دق وخلط بالعسل ولعق نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن الشوصة ومن الورم العارض في الرئة ، وقد يخرج الفضول التي في الصدر وقد يقع في أخلاط المراهم التي تأكل ، وإذا طبخ الورق مع بعض ذوات الأصداف لين البطن وحلل النفخ وأثر البول ، وإذا طبخ بالشعير أخرج ما في الصدر ، وطبيخ الورق إذا شرب مع يسير من المر أدر الطمث وعصارته إذا تمضمض بها أضمرت ورم اللهاة . مجهول : إذا شرب من بزر الأنجرة درهمان مقشرا في شراب أسهل بلغما باعتدال وينقي الصدر والرئة من الأخلاط الغليظة ويحتاج شاربه أن يشرب بعده شيئا من دهن ورد لئلا يحرق حلقه وقد يتخذ منه شياف مع عسل ، ويحتمل فيسهل وقد ينفع إذا شرب من البلغم اللزج في المعدة ويشرب بالكسنجبين للطحال ووجع الكليتين . الشريف : إذا دق بزر الأنجرة وخلط بعسل وطلي به الذكر زاد في غلظه زيادة كثيرة ، وينفع من وجع الجنبين . التجربتين : بزر الأنجرة يفتت حصاة الكلية والمثانة ولا سيما الرخصة من حصا الكلية والمثانة اللطيفة فإنه ينقيها تنقية بالغة وينفع من علق الدم حيثما كان بتحليله إياها ، وإذا طبخ مع عرق السوس نفع من وجع المثانة وحرقتها إذا كانت من أخلاط صديدية انصبت إليها ، وورقها إذا طبخ ودرس وعرك بسمن أو ما هو في قوته وضمد به أورام خلف الأذنين أضمرها ونفع منها جدا . | انفرا : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه أنوتيزا ، ومن الناس من يسميه أتوزن هو تمنش شبيه بالشجر صالح في العظم ، وله ورق شبيه بورق اللوز إلا أنه أعرض منه ، وفيه أيضا ورق شبيه بورق السوسن وزهر شبيه بالجلنار عظيم وأصله صغير أبيض إذا جفف فاحت منه رائحة شبيهة برائحة الشراب وينبت في مواضع جبلية . جالينوس في السابعة : أصل هذا النبات إذا جفف صارت له رائحة كرائحة الخمر وقوته أيضا شبيهة بقوة الخمر . | ديسقوريدوس : وطبيخ الأصل إذا شربه الحيوان الوحشي أنسه وإذا تضمد بهذا النبات سكن انبساط القروح الخبيثة في البدن . روفس في الثالثة في الماليخوليا هو النبات الذي يقال له إن الأرض أنبتته لديوسعس ليؤنس به السباع ، وذلك أن فيه قوة تطيب النفس إلا أنها باردة ضعيفة لأن الذي فيها مما يشبه الشراب يسيرا . | أنف العجل : ديسقوريدوس في الرابعة : أنطرس ومن الناس من يسميه أبارسن ، ومنهم من يسميه لخنيس أعرنا ، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ويشبه النبات الذي يقال له أناغالس في ورقه وقضبانه ، وله زهر شبيه بالخيري إلا أنه أصغر منه ولونه فرفيري وله ثمر شبيه بمنخري عجل . جالينوس في السادسة : ثمر هذا النبات ليس ينفع في الطب ، وأما الحشيشة نفسها فقوتها قريبة من قوة الحشيشة المسماة بونيون ، ولكنها دونها كثيرا في القوة . | ديسقوريدوس ، وزعم بعض الناس أن هذا النبات إذا غلي نفع من شرب بعض السموم ، وكان بادزهرا له وإذا صير في دهن السوسن ودهن به صير على وجه المدهنين به القبول . | اندروصارون : ديسقوريدوس : وهو الذي يسميه العطارون فالاهنش وهو تمنش له ورق صغار شبيهة بورق الحمص وغلف شبيهة بالخرنوب السامي فيها بزر أحمر ، وفي شكله شبيه بالعدس الذي يقال له راسان مر الطعم جيد للمعدة إذا شرب . جالينوس في السادسة : كان فيه مع مرارته عفوصة فهو لذلك ينفع المعدة إذا شرب ويفتح سدد الأحشاء وكذا تفعل أطراف هذه الشجرة . ديسقوريدوس : وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة يظن به أنه إذا خلط بالعسل واحتملته المرأة قبل أن يدنو منها الرجل منع الحبل وينبت بين الحنطة والشعير . | انداهيمان : الرازي في الحاوي : هو دواء كرماني معروف . بديغورس : ينفع من استطلاق البطن بخاصية فيه وبدله وزنه طين أرمني ووزنه قشور رمان ونصف وزنه صندل أبيض سواء . | أندروطافس : نوع من الحمص يعرف عند بعض أهل المغرب بالملاح وبالكملج وبالكسما أيضا . ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينبت بالبلاد التي يقال لها سوريا في السواحل منها ، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ، أبيض اللون دقيق العيدان مر الطعم حريق لا ورق له وفي طرفه غلاف فيه البزر ، وإذا شرب من هذا النبات مقدار درخمين بشراب بول بولا كثيرا من به استسقاء ، وطبيخ هذا النبات إذا شرب أو بزره يفعل ذلك وقد يتضمد بالنبات للنقرس وينتفع به . جالينوس في السادسة : هذه حشيشة مرة المذاق حريفة وإذا هي جففت وشربت هذه الحشيشة نفسها أو ثمرتها كانت قوتها تدر البول إدرارا كثيرا والأمر فيها بين أنها مع هذا القدر تحلل وتجف . | انيطرون : جالينوس في السادسة : وقد يسمى أيضا الشبيه بالكراث ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت في مواضع جبلية وفي صخور وفي سواحل البحر مالح الطعم وما كان منه أبعد من البحر وأوغل في البركان أشد مرارة ، وإذا أعطي منه شيء في مرق أو في الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغما ومرة ورطوبة مائية . جالينوس : هذا دواء إنما يصلح للإسهال به فقط ويخرج البلغم والمرار ، وطعمه مالح ومن أجل ذلك قد يمكن الإنسان استعماله في أشياء أخر من الأشياء التي يحتاج فيها إلى القوة المحللة . | اناغالس : ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ذو صنفين مختلفين في زهرهما الأول زهره لازوردي ويقال له الأنثى والآخر أحمر قان ويقال له الذكر وهما شجيرتان منبسطتان على الأرض ولهما ورق صغير إلى الاستدارة شبيه بورق النبات الذي يقال له الفسنتي على قضبان مربعة وثمر مستدير ، وكلا الصنفين من هذا النبات يصلحان للخراجات ويمنعان منها الحمرة ويجذبان السلاء ، وما أشبهه من باطن اللحم ويمسكان انتشار القروح الخبيثة في البدن وإذا دقا وأخرج ماؤهما وتغرغر به نقى الرأس من البلغم وقد يسعط به لذلك أيضا ويسكن وجع الأسنان إذا استعط به في المنخر المخالف للسن الآلمة سكن ألمها ، وإذا خلط بالعسل الذي من البلاد التي يقال لها طعاطري نفع من ضعف البصر وشفى القروح الوسخة والقروح في العين التي يقال لها أرغاما ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الأفاعي ووجع الكلي والكبد والحالبين وزعم قوم أن الصنف من أناغالس الذي لون زهره لون اللازورد إذا ضممت به المقعدة الناتئة ردها ، والصنف الذي لون زهره أحمر إذا ضممت به زادها نتوءا . جالينوس في السادسة : نوعا هذا النبات كلاهما قوتهما تجلو وتسخن قليلا وتجذب ، ولذلك صار كل واحد منهما يخرج السلاء من البدن وعصارتهما تنقص ما بالدماغ وتخرجه إلى المنخرين بهذا السبب ، وبالجملة فقوتهما قوة تجفف من غير أن تلذع ، ولذلك صارا يدملان الجراحات وينفعان الأعضاء التي تتعفن . اريباسيس : إذا سقي من عصارته مع الحاشا المسحوق والخردل الحريف أخرج العلق المعلق بالحلق . وقال بعض علمائنا : إذا تغرغر بعصارة النوع الأنثى من هذا النبات قتل العلق . الزهراوي : إن طبخت هذه الحشيشة وهي يابسة وتغرغر بطبيخها قتلت العلق فإن هبط العلق إلى المعدة وشربت عصارتها قتلته . الشريف : إن النوع الأنثى من أناغالس إذا أحرقت في إناء محنتم أو مزحج الداخل وصيرت رمادا وخلط رمادها بخل ثقيف وقطر منه في الأنف أسقط العلق . التجربتين : إذا غمست العلقة وهي حية في عصارة هذا النبات حتى تنغمس فيها خنقتها وأفنت رطوبتها حتى تعود كالمحترقة تنكسر إذ أمست باليد ، وإذا درست هذه الحشيشة مع أصل قثاء الحمار وضعت من خارج على الحلق المعلوق وتمادت على الموضع أسقطتها من الحلق . | أنس النفس : الشريف : هذا النبات ذكره ابن وحشية في كتابه وسماه إسكاطامن هو نبات ينبت في كل عام ورقه يشبه ورق نبات الجرجير يثبت في أماكن خصبة ، وله زهر أصفر وهو حار يابس إذا رعته الغنم أدر لبنها وإذا شرب لبنها حليبا أو مطبوخا وجد شاربه من فرح النفس والطرب ما يجده شارب الخمر من الفرح وطرد الهم من غير أن يدركه خمار ولا سكر ، وإذا دق الغض من هذا النبات وصنع من ماء طبيخه شراب كان مفرحا للنفس نافعا من الوسواس السوداوي . | أنقون : الرازي في الحاوي : وهو الورد المنتن وسيأتي ذكره في حرف الواو . | انقوانقون : ابن سينا : دواء فارسي يقال له المريحة والخرم . الرازي في الحاوي : دواء فارسي قالت الخوز كل من يستعمله يكون حسن الحفظ جيد العقل . | أنزروت : ديسقوريدوس في الثالثة : هو صمغ شجرة تنبت في بلاد الفرس شبيهة بالكندر صغيرة الحصا في طعمه مرارة لونه إلى الجرمة . ابن سينا : هو صمغ شجرة شائكة . جالينوس في الثامنة : قوته مركبة من قوتين : إحداهما مسددة لا حجة ، والأخرى فيها بعض المرارة ولذلك صار يجفف تجفيفا لا لذع معه ، وبهذا السبب يقدر أن يلحم ويحمل الجراحة الحادثة عن الضربة . ديسقوريدوس : وله قوة ملزقة للجراحات تقطع الرطوبة السائلة إلى العين ويقع في أخلاط المراهم وقد يغش بصمغ يخلط به . الطبري : إنه يجبر الوثي ويلحم القروح وينقيها مع العسل ، وإذا سحق ببياض البيض أو باللبن وجفف ثم سحق ذرورا نفع من الرمد . ابن ماسويه : خاصته إسهال البلغم اللزج والشربة منه إن خلط بغيره بعد إيقاعه بالمطبوخ ما بين نصف درهم إلى درهم وليس يشرب مفردا لإتلافه وإضراره . حبيش بن الحسن : هو حديد جدا ثقاب يأكل اللحم الغث من الجراحات ، وله في إبراء الرمد الذي يصيب العيون خاصية وقوته بليغة ، ويخرج القذى من العيون ما لا يخرجه شيء من الأدوية ، ولا سيما إذا خلط بالنشار والسكر الأبيض ، فأما شربه ليسهل به الطبيعة فإن فيه خاصية نفع العيون وخاصيته في إسهال البلغم الغليظ اللزج الذي يجتمع في مفاصل البدن ومن الوركين والركبتين ويخرجه إخراجا بقوة قوية مع شيء من المرة الصفراء ، ويسهل الأدوية لإخراج الأدواء عن البدن ، وربما ثقب العيون والأمعاء وجردها وسحجها بحدته فإنها صمغه لزاقة إذا سحقت وأصابها بلل بما أصابت من يد أو رجل أو آنية فبهاتين الخلتين اللتين فيها بحدتها وشدة إلزاقها بكل شيء تفعل ما وصفت في المعي ، فإن سقيتها إنسانا مفردة أو مؤلفة مع الأدوية إن كان رجلا أورثته صلعا حتى يذهب شعره عن رأسه ، وإن كان شابا كان ذلك أبطأ وإن كان شيخا كان ذلك إليه أسرع ، وأحسن ما يصلح به أن يسحق من أبيضه ما كثر حبه مع دهن الجوز ، فإنه يكسر بردها ويمنعها من أن تفعل شيئا مما ذكرناه من ثقب الأمعاء وسحجها لأن الدهن يمنعه من أن يلزق ، فإن أنت أصلحته بدهن اللوز فاحمل عليه وزنه ثلاث مرات أو مرتين إن كنت تريد أن تخلطه بشيء من الحبوب وإن سقيته مفردا فاعمل عليه وزنه عشر مرات ، وإن أصلحته بدهن الخروع فليكن ذلك للمشايخ والمتكهلين دون الشبان ، فإن الشبان لا تحتمل حرارة طباعهم دهن الخروع ، ويكون حملك عليه بمقدار ما يذيبه فقط ، ثم يخلط بالأدوية ومقدار الشربة منه مفردا بعد أن يصلح على النحو الذي وصفت لك من مثقال إلى درهمين وربع ويخلط به وزن نصف درهم إلى أربعة دوانيق وأصلح ما يخلط به الكنكنج والهليلج والتربد والصبر والأشق ومقل اليهود وبزر الكرفس البستاني وما أشبهه . غيره : ينضج الأورام ويحللها وإذا سحق مع شيء من نطرون بماء وطليت به الأورام الكائنة في القربة الشبيهة بالخنازير حللها وإن اتخذت فتيلة بعسل ولوثت في أنزروت مسحوق وأدخلت الأذن التي يخرج منها المدة والقيح أبرأها في أيام . لي : أكثر الأطباء قد حذر أن لا يستعمل من الأنزروت أكثر من هذا المقدار الذي ذكرناه قبل ، ونرى النسوان بالديار المصرية يشربن في المرة الواحدة منه أكثر من هذا ولا يضر أحدا منهن ، وذلك أن المرأة منهن تشرب منه أوقية وأوقيتين ويستعملنه في جوف البطيخ الأصفر المعروف عندهن بالعبدلاوي بعد خروجهن من الحمام ويذكرن أنهن يسمن به جدا . | أنفحة : جالينوس في العاشرة : الأنافح كلها حارة لطيفة محللة يابسة في قوتها وهي لذلك نافعة من هذه الأشياء التي نذكرها اضطرارا فقد ذكر بعض الأطباء أنه إن سقي من أنفحة الأرنب مدافة بخل بعض من به صرع فينفعه ، ويزعم أنه ينفع من نزف النساء ويحلل الدم واللبن إذا جمد في المعدة ، وقد جربنا ذلك نحن فوجدناه نافعا ، وليس أنفحة الأرنب فقط ولكن أنافح سائر الحيوان غير أن أنفحة الأرنب أقوى في ذلك من غيرها وأفضل ، وقد ذكر بعض الأطباء أن أنفحة الأرنب فقط تنفع من نفث الدم الكائن من الصدر ، وأما أنا فلم أجربه ولا رأيت أحدا فعله ورأيت ترك العلاج به لذلك العارض أصوب إذ كان النافع له من الأدوية ما كان فيه قبض ، وهذا دواء قوي الجذب والتحليل وذلك ضد ما يحتاج إليه لعلاج نفث الدم من الصدر . | ديسقوريدوس في الثانية : ثطيالاثورعا أنفحة الأرنب إذا شرب منها مقدار ثلاث أيولوسات بشراب وافقت نهش الهوام والإسهال المزمن ووجع البطن وقرحة الأمعاء والنساء اللاتي تسيل من أرحامهن الرطوبات سيلانا مزمنا ولجمود الدم في الأوصال ونفث الدم إذا كان في الصدر ، وإذا احتملتها المرأة بالزبد بعد طهورها أعانت على الحبل وإذا شربت بعد الطهر منعت الحبل . قال حنين : ذكر الأرنب يقال أنه إذا شربت أنفحته ثلاثة أيام بعد طهر المرأة منعت الحبل ويمسك سيلان الرطوبات إلى الرحم ويعقل البطن ، وإذا شربت بخل نفعت من الصرع وكانت بادذهرا للأشياء القتالة وخاصة اللبن المتجبن في المعدة ونهش الأفاعي . | أظهورسيفس : أنفحة الأرنب إن طلي بها على السرطان رأيت العجب . الطبري : إن شربت المرأة من أنفحة الأرنب الذكر أو من خصيته مع الشراب الممزوج ولدت ذكرا إذا حبلت ، وإن شربت من أنفحة أرنب أنثى ولدت أنثى ، وإن شربت من أنفحتها قدر باقلاة مع شراب صلب نفعت من حمى الربع ، وإن خلطت أنفحتها بالخطمي والزيت ووضعت على البدن أخرجت النصول والقصب والسلاء ، وإن شرب الصبيان منها أمنوا من الصرع ، والأنافح كلها ولا سيما أنفحة الأرنب إن علقت في أبهام المحموم أذهبت الحمى وإن عجنت بالماء ووضعت على المنخرين قطعت الرعاف . ماسرحوية : أنفحة الأرنب إذا شرب منها قيراط بالطلاء المطبوخ نفعت من لدغ الحيات والعقارب وسائر الهوام . التجربتين : ينفع من القيء المتولد عن تجبن اللبن في معد الصبيان . جالينوس : ذكر بعضهم أن أنفحة الفرس إذا شربت حبست للبطن ومنعت من اجتلاب الرطوبة والخراطة الودكية . ديسقوريدوس : وأنفحة الخيل توافق خاصة الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء ووجع الأمعاء . الإسرائيلي : وأنفحة الحمر والظباء والجداء إذا شربت بالخل نفعت من الحبن . ديسقوريدوس : وأنفحة الجدي والخروف والخشف وهو ولد الأيل والحيوان الذي يقال له فلاطيقا والحيوان الذي يقال له عرفس ، والعجل ولد الجاموس متشابهة في القوة وتوافق إذا شربت بشراب للسم الذي يقال له أمونيطن ، وإذا شربت بالخل وافقت جمود الدم في المعدة وأنفحة ولد الأيل خاصة إذا احتملتها امرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل . جالينوس : ورأيتهم أيضا يمدحون أنفحة الدابة البحرية التي تسمى باليونانية قوفي وقوتها قوة الجندبادستر . ديسقوريدوس : وأنفحة الحيوان الذي يقال له قوفي قوتها شبيهة بقوة الجندبادستر وتوافق إذا شربت من به صرع وأوجاع النساء التي يعرض منها اختناق الرحم والمحنة التي تعلم بها إن كانت الأنفحة لهذا الحيوان صحيحة خالصة أم لا أن تأخذ أنفحة حيوان ما وخاصة أنفحة خروف وتصب على أنفحة قوفي فإنها إن كانت بالحقيقة أنفحة هذا الحيوان ذابت وصارت ماء سريعا ، وإن لم تكن بقيت كما هي وإنما تؤخذ أنفحة القوفي إذا كانت أجزاؤها لا تقوى على السباحة بعد ، وبالجملة كل أنفحة فهي تجمد ما كان ذائبا وتذيب ما كان جامدا . ابن سينا : حارة في الثالثة يابسة وفيها ترياقية إلا أنها لا تدخل في التقريح لإفراط التسخين فيها . | انبج : الأنبجات هي المربيات ، وفي كتاب العين الأنبج حمل شجرة بالهند تربب بالعسل من الأنبج وغيره . أبو حنيفة : الأنبج كثير بأرض العرب من نواحي عمان . وهو يغرس غرسا وهو لونان أحدهما ثمرة في هيئة اللوز لا يزال حلوا من أول نباته ، والآخر في هيئة الإجاص يبدأ حامضا ثم يحلو إذا أينع ، ولهما جميعا عجمة وريح طيبة وتكبس الحامض منهما في الحباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز في رائحته وطعمه ويعظم شجره حتى يكون كشجر الجوز ، وورقه نحو من ورق الجوز فإذا أدرك فالحلو منه أصفر والمر منه أحمر ، وإذا كان غضا طبخت به القدور . | انتلة سوداء : وهي الجدوار الأندلسي أول الإسم ألف مفتوحة بعدها نون ساكنة ثم تاء منقوطة باثنتين من فوقها مضمومة ثم لام مفتوحة ثم هاء ، وهذا الإسم هو بعجمية الأندلس نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي تعرفه عامة المغرب خير من ألف دينار ، وهو كزبرة الثعلب منابته في الجبال وله أصول كثيرة مخرجها من أصل واحد كالتي للخنثى إلا أنها أصغر بكثير على شكل أصول النبات الذي ينبت عند أصول السمار ، وسماه إسحاق بن عمران بلوط الأرض لأنها أشبه بالبلوط سواء إلا أنها صلبة ولونها إلى السواد ما هو يشبه عروق السنطافلن سواء ، فإذا كسرت كان داخلها إلى الحمرة ما هو وطعمها يشبه طعم نوى الخوخ مرارة مع عفوصة يسيرة . ابن الكتاني : أخبرني من أثق به أن في ثغر سرقسطة حشيشتين يخيل لمن رآهما أن منبتهما من أصل واحد لشدة تقاربهما ولا تكاد أن تنبتان إلا من دوحة إحداهما تسمى الطواره وهي سم قاتل لا تلبث ، والأخرى تسمى الأنتله وهي ترياق عجيب يقوم مقام الترياق الفاروق ولا سيما في أوجاع البطن وأوجاع الأرحام ، وقد جربناها في ذلك . | قال : وربما رعت بعض الأغنام الحشيشة السمية لأنها حلوة والأخرى مرة ، فإذا أحست بسمها أسرعت إلى الحشيشة الثانية ، وهي الأنتلة فرعت منها فتخلصت من ذلك السم . | انتلة بيضاء : هو نبات تسميه عامة الأندلس بالقيهق وهي تمنش ورقه شبيه بورق لسنا لونه إلى الصفرة ما هو ، وفي رائحته حدة مع عطرية يسيرة والمستعمل منه ورقه خاصة وهو حار يابس يحلل النفخ ويطرد الرياح ويسكن أوجاع الجوف الباردة ، وينفع من لسع الهوام . | أندراسيون : هو النبات الذي يسمى باللطينية وهي عجمية الأندلس بريطوره ، وسيأتي ذكره في حرف الياء . | أنب : هو الباذنجان عن أبي حنيفة ، وسنذكره في الباء . | انجرك : هو المرزنجوش في بعض الأقوال ، وسنذكره في الميم . | انفرديا : بالرومية هو البلاذر بالهندية وسنذكره في الباء ومعناه بالرومية الشبيه بالقلب . | انجدان رومي : هو الساليوس فيما زعموا وسنذكره في السين . | انطونيا : قال ابن ماسة : هو الهندبا الشامي العريض الورق ، وسنذكره في حرف الهاء . | أنبوب الراعي : قيل أنه عصى الراعي ، وقيل مزمار الراعي ، وقال مسيح هو صنف من حي العالم وهذا هو الأصح . | أناكبرا : هو أناغالس بالنبطية عن حنين ، وقد تقدم ذكره . | انقاق : هو الزيت المعتصر من الزيتون الفج الذي لم يكمل نضجه وسيأتي ذكره في حرف الزاي . | انجشا : وهو الشنجار ، وسنذكره في حرف الشين المعجمة . | انبالس : هو الكرم باليونانية . | انبالس أنوقورس : تأويله كرم الشراب باليونانية . | انبالوس اغريا : تأويله الكرم البري وسنذكره في الكاف . | انبالوس لوفي : تأويله الكرم الأبيض وهو الفاشرا وسيأتي ذكره في الفاء . | انبالس باليا : ومعناه الكرم الأسود ، وسيأتي ذكره في الفاء وهو الفاشرشين . | اهلال قسطا : الغافقي هو صنف من الرياحين حاد الرائحة مسخن يزرع في المساكن لونه إلى الخضرة والبياض إذا استعمل فيما تستعمل فيه الباذرنجبويه كان أقوى نعلا وأكثر منفعة بكثير . | اوافينوس : وتأويله الحدقي فيما زعم بعض التراجمة . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق البلبوس وساق طولها نحو من شبر ملساء أرق من الخنصر خضراء وخمة منحنية مملوءة زهرا ولونه فرفيري وأصله شبيه بأصل البلبوس . جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات هو الشبيه بالزير يجفف في الدرجة الأولى ويبرد في الدرجة الثانية عند تمامها وفي الثالثة عند مبدئها ، ولذلك قد وثق الناس به أنه يحفظ الغلمان مدة طويلة لا يثبت لهم شعر العانة إذا وضع الضماد منه على موضع الشعر بشراب ، وأما ثمرته فإنها تجلو جلاء يسيرا وتقبض ولذلك صارت تشفي اليرقان بشراب وهو مجفف في الثالثة ، وأما في الحرارة والبرودة فمتوسط معتدل المزاج . ديسقوريدوس : وقد استفاض بين الناس أنه إذا ضمد بأصل هذا النبات مع خمر أبيض للصبيان أبطأ بهم عن الاحتلام ، وإذا شرب الأصل عقل البطن وأدر البول ونفع من نهشة الرتيلا ، وثمر هذا النبات أشد قبضا من الأصل وإذا شرب بشراب قطع الإسهال المزمن ونفع اليرقان . | اونوبروخيش : ديسقوريدوس في آخر الثالثة : هو نبات له ورق شبيه بورق العدس الصغير إلا أنه أطول منه وله ساق طولها نحو شبر وزهر أحمر حمرة قانية وأصل صغير ينبت في أماكن رطبة متعطلة من العمارة . جالينوس في الثامنة : قوة هذا النبات توسع مسام البدن وتحلل ولذلك صار ورقه ما دام طريا إذا وضع على البدن من خارج حلل الخراجات ، وإذا جفف هذا الورق ثم سحق وشرب بالشراب شفي عسر البول ، وإذا خلط بالزيت ودهن به البدن أدر العرق . ديسقوريدوس : وهذا النبات إذا دق وتضمد به حلل الخراجات وإذا شرب بالشراب أبرأ تقطير البول وإذا تمسح به أدر العرق . | أونوما : ومعناه المسقط للأجنة وهو من أنواع الشنجار . ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له أنجشا مستطيل لين طوله أربعة أصابع وعرضه نحو أصبع منفرش على وجه الأرض شبيه جدا بورق أنجشا وليس له ساق ولا ثمر ولا زهر وله أصل دقيق ضعيف طويل فيه حمرة يسيرة دموية ، وينبت في أماكن خشنة . جالينوس في الثامنة : وهذا الدواء مركب من جوهر حاد حريف مر ، ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يقتل الأجنة ويخرجها من الأرحام إذا شرب ورقه بالشراب . ديسقوريدوس : وإذا شرب ورق هذا النبات بشراب أحدر الجنين في وقت الولادة ، وزعم قوم أن المرأة الحامل إذا تخطت هذا النبات أسقطت . | أويغلصن : ابن جلجل : معناه لسان الفرس . ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش صغير يشبه ورق الآس البري الدقيق وله جمة مشوكة ، وفي طرفه عند الورق شيء نابت شبيه بالألسن صغير . جالينوس في الثامنة : أصله وعصارته قوتهما من القوة الملينة . ديسقوريدوس : وقد يظن بجمة هذا النبات أنها إذا علقت على رأس من به صداع نفعت منه وقد نفع في أخلاط المراهم الملينة . | اوز : التميمي : فيه رطوبة فضلية كثيرة وحرارة قوية وهو بطيء الانهضام إلا أنه أيسر زهومة من لحم بط الماء وأصلح غذاء وغذاؤه متوسط بين المحمود والمذموم ، وكذا كيموسه المتولد منه قال وأقول : إن غذاءه جيد وكيموسه أيضا صالح ليس برديء . | أوبوطيلون : ابن سينا : نبات يشبه القرع ، يقول الخوزانه معروف بهذا الإسم وأنه ينفع الخراجات الطرية ويضمها ويلحمها في الحال . | أولسطيون : هو الحبرة عند شجاري الأندلس وسمي باللطينية أو به باحه ومعناه جامع البضع فيما زعم ابن حسان . ديسقوريدوس في الرابعة : هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة طوله مقدار ثلاث أصابع أو أربع وله قضبان شبيهة بورق وقضبان النبات الذي يقال له فورنوس والنبات الذي يقال له الثيل قابض وأصله دقيق جدا مثل الشعر أبيض ، رائحته شبيهة برائحة الشراب طوله نحو من أربع أصابع ، وينبت هذا النبات في التلال . جالينوس في السابعة : قوة هذا النبات تجفف مع أنها تقبض ولذلك يسقى منها من أصابه تشنج في العضل . | ديسقوريدوس : وإذا طبخ الأصل من هذا النبات مع اللحم ألزق بعضه ببعض ، وقد يسقى بالشراب لشدخ أوساط العضل . | أوسبيد : الرازي : هو ضرب من اللينوفر الهندي حار يابس . البالسي : يحل الرياح الغليظة ويذهب الرطوبات والذي يؤخذ منه درهم . | أوقيموبداس : ومعناه الشبيه بالبافروج وهو النبات المعروف عند الشجارين بإفريقية وخاصة بمدينة تونس باللسعة كثيرا ما ينبت عندهم بجبل ماكوص ، ومن هناك جمعته أيام كنت بها . | ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه أيضا أخيون ، وقد يسمونه أيضا قيلا طاريون وهو نبات له ورق شبيه بورق الباذروج وأغصان طولها نحو شبر عليها زغب وغلف شبيهة بغلف البنج مملوءة بزرا أسود شبيها بالشونيز . جالينوس في آخر الثامنة : ما أصل هذا النبات فلا منفعة فيه ، وأما بزره فقوته لطيفة مجففة لا لذع معه . ديسقوريدوس : وبزر هذا النبات إذا شرب بالشراب أبرأ نهشة الأفعى ونهشة سائر ذوات السموم وقد يسقى منه بالمر والفلفل لمن به عرق النسا وله أصل دقيق لا ينتفع به . | أوشيرس : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يستعمل في وقود النار لونه إلى السواد وله قضبان دقاق عسرة الرض وورق شبيه بورق نبات الكتان لونه في ابتداء كونه إلى السواد ، ثم من بعد يميل إلى الحمر . جالينوس في الثامنة : أوكسيرس طعم هذا مر وقوته فتاحة فهو لذلك ينفع جدا من السدد الحادثة في الكبد . ديسقوريدوس : وإذا طبخ هذا النبات وشرب من طبيخه نفع من اليرقان وقد يتخذ منه المكانس . | أورولقجي : ومعناه خانق الكرسنة وهو يشبه العدس أيضا ويعرف بمصر بالهالوك من أجل أنه إذا نبت بأرض أهلك جميع ما يقاربه من الحبوب وهو نوع من الطراثيت . ديسقوريدوس في الثانية : ومن الناس من يسميه لاون وأهل قبرس يسمونه فرسيقي وهو قضيب صغير إلى الحمرة طوله نحو من شبرين ، وربما كان أطول من هذا القدر له ورق فيه لزوجة وعليها زغب غض وزهر لونه إلى البياض ما هو وإلى الصفرة ، وله أصل غليظ في غلظ أصبع يتثقب في أوان يبس الصيف ، وإذا نبت بين بعض الحبوب أفسد ما قرب منه وفيه مما يلي أصله قريبا من الأرض زهر ، وقد يسلق ويؤكل كالهليون ويؤكل أيضا نيئا وقد يظن أنه إذا ألقي مع الحبوب في الطبخ أسرع نضجها . جالينوس في الثامنة : أوزاحجي قوة هذا قوة تجفف وتبرد في الدرجة الثالثة . الشريف : إذا طبخ مع اللحم الذي لا ينضج أنضجه سريعا وإدمان أكله يهزل الأبدان الضخمة من غير ضرر لاحق بآكله ويؤكل نيئا ومطبوخا . | أوقاديا : هو عصارة قثاء الحمار وسأذكرها مع قثاء الحمار في حرف القاف . | أوراسالينون : تأويله كرفس الجل لأن أورا باليونانية جبل وسالينون كرفس ، وسنذكره في الكاف مع أنواعه إن شاء الله . | أوليدا : هو نوع من الحبوب المأكولة يعرف بالكبيب وهي لغة يمانية ، وسيأتي ذكره في حرف الكاف . | اوقيمن : هو الباذروج باليونانية ، وسيأتي ذكره في حرف الباء . | أوذر : هو الماء باليونانية ، وسنذكره في الميم . | أونومالي : معناه شراب وعسل لأن أونو باليونانية شراب ومالي عسل . ديسقوريدوس في الخامسة : هو بعض الأشربة أجود ما يكون منه الذي يعمل من شراب عتيق قابض وعسل جيد ، لأن الذي يعمل هكذا هو أقل نفخة ويدرك سريعا والعتيق منه يغذو البدن وأما المتوسط بين العتيق والحديث فإنه بين البطن ويدر البول ، وإذا شرب على الطعام كان ضارا ، وإذا شرب قطع شهوة الطعام في أول الأمر ثم إنه بعد يهيجها وأكثر ذلك ما يعمل على هذه الجهة يؤخذ من الشراب جرتين ويخلط بها جرة من العسل ، ومن الناس من يطبخ العسل بالشراب ويوعيه ليدرك سريعا ، ومنهم من يريد منه تليين الطبيعة ويأخذ من عصيره فيغلي منه ستة أقساط ويخلط بها قسطا من عسل ، ثم يدعه حتى يبرد ثم يوعيه فيبقى حلوا . | اونيا : ديسقوريدوس في الثانية : من الناس من قال إنه عصارة الماميثا ، ومنهم من قال إنه عصارة جاليدوس الأسود ، ومنهم من قال إنه عصارة الخشخاش الذي يقال له فاراطيطس ، ومنهم من قال إنه خلط من عصير الصنف من النبات الني يقال له إنقاعا الذي لون زهره لون اللازورد وعصير نبات البنج وعصير نبات الخشخاش ، ومنهم من قال : إنه عصارة نبات يكون بالبلاد التي يقال لها طروعلود وطبقي يقال له أونيا ، وقد يقال أنه يكون هذا النبات أيضا ببلاد الغرب التي تلي مصر ، وهذا النبات شبيه الورق بورق الجرجير وورقه كثير الثقب كان السوس أكلته قليل الماء هش وله زهر شبيه بلون الزعفران وأوراق الزهر كبار ، ولذلك ظن قوم أنه صنف من أصناف شقائق النعمان وقد يكون منه عصارة لذاعة يقع في أخلاط أدوية العين ، وفي الأدوية المنقية التي تصلح للعين وتجلو ظلمة البصر ، ومن الناس من زعم أنه رطوبة تسقط من هذا النبات ويأخذها الناس فيغسلون منها ما يلتزق بها من التراب أو الحجارة ويجمعون هذه الرطوبة فيعملون منها أقراصا نافعة مما تنفع منه العصارة ، ومن الناس من زعم أنه حجر يكون بالصعيد لونه لون النحاس صغير يلذع اللسان ويحذوه ويقبضه . | ايمارواي قالس : هو سوسن أصفر أوقفني عليه شرف الدين ابن القاضي الفاضل ، وذكر أنه جلبه من دمشق إلى القاهرة . ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من سماه إيماروقاطيقطس له ورق وساق شبيهتان بورق السوسن وساقه إلا أن ورقه أخضر وساقه في لون الكراث وله زهر ثلاث أو أربع ، وحال زهره في تشقه كحال السوسن في أول انفتاحه ولونه أصفر شديد الصفرة وله أصل شبيه بالبصلة التي يقال لها بلبوس إلا أنه أعظم منها إذا شرب مسحوقا أو احتمل بالعسل في صوفة أحمر من الرحم الرطوبة المائية والدم وإذا تضمد بورقه مسحوقا سكن الأورام الحارة العارضة للثدي بعد الولادة وأورام العين الحارة وأصله وورقه يتضمد بهما لإحراق النار فينتفع بهما . جالينوس في السادسة : أصل هذا النبات شبيه بأصل السوسن في منظره وقوته وينفع مثل منفعة ذلك من حرق النار لأن فيه قوة تحلل قليلا مع أن فيه شيئا من القوة المانعة للتحلب . | ايمونيطس : ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من سماه أسقليتي له ورق شبيه بورق الصنف المسمى درافيطون من النبات الذي يقال له اللوف وهو في شكل الهلال وله عروق كثيرة دقاق وليس له ساق ولا ثمر ولا زهر ، وينبت في مواضع صخرية ، وفي مذاق هذا النبات قبض إذا شرب بالخل حلل ورم الطحال الجاسي . | ايارانوطاني : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه بارسطاريون وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع أو أكثر يقابل مزواة وعليها ورق متفرق بعضه من بعض ويشبه ورق شجر البلوط إلا أنه أدق وأصغر وأطرافه مشرفة وطعمه إلى الحلاوة ما هو وله أصل إلى الطول ما هو دقيق وأصل هذا النبات إذا سقي بالشراب وعمل منهما ضماد كانا صالحين لضرر الهوام ، وإذا شرب من الورق مقدار درخمي على الريق مع ثلاث أوثولوسات كندروقوطولي من شراب عتيق سخن وفعل ذلك أربعة أيام متوالية كان صالحا لليرقان ، وإذا تضمد بالورق سكن الأورام البلغمية المزمنة والأورام الحارة وينقي القروح الوسخة ، وإذا طبخ هذا النبات بالشراب وتغرغر به قلع خبث القروح العتيقة التي تكون على جانبي أصل اللسان ومنع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم ، وزعم بعض الناس أن نقيع هذا النبات إذا رش في موضع فيه قوم مجتمعون على نبذ طيب عشرتهم وحسن أخلاقهم ، وقد يسقى من كان به حمى غب العقدة الثالثة من قضبان هذا النبات من جهة الأرض مع ما حواليها من الورق ، وقد يسقى من كان به حمى ربع العقدة الرابعة مع ما حواليها من الورق وسمي بهذا الاسم لأنه ينتفع به في التطهير إذا علق على البدن ومعنى اسمه العشبة المقدسة المكرمة . | ايثوليس : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق قلومس وعليه زغب كثير وهو متراصف حوالي الأصل وله ساق مربع خشن غليظ شبيه بساق النبات الذي يقال له ماليطانا أو ساق النبات الذي يقال له أرفطيون ، وينبت معه شعب كثيرة وله ثمر في عرض الكرسنة في غلف في كل غلاف حبتان وعروق كثيرة مخرجها من أصل واحد طوال غلاظ ، وإذا جفت اسودت وصارت في صلابة القرون ، وقد تكون كثيرة بالبلاد التي يقال لها أملينسيا وبالجبل الذي يقال له أندي ، وعروق هذا النبات إذا طبخت وشرب طبيخها نفع من عرق النسا والشوصة ونفث الدم من الصدر وخشونة الحلق وقد يهيأ منه أيضا إذا خلط بالعسل لعوق لهذه الأوجاع . | ايداارندا : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الآس البري وعند الورق شيء طويل نابت شبيه بخيوط الكرم التي تلتف على ما كان بالقرب منه ، وفي هذه الخيوط زهر هذا النبات . جالينوس في السادسة : هذا النبات في طعمه قبض شديد جدا ومن جربه يتبين منه أيضا أن قوته مثل هذه القوة وذلك أنه يشفي انفجار الدم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء والنزف العارض للنساء وغير ذلك من أمثال هذه الأشياء إذا شرب ، وإذا وضع من خارج فعل مثل ذلك . ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات قابض شديد القبض يصلح المواضع التي يحتاج إلى القبض فيها وقد يشرب لإسهال البطن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ، وقد يقطع نزف المم من أي عضو كان . | ايذيقون : وتأويله الهندي بلسان اليونانية هو الفرفير أيضا فافهمه . ديسقوريدوس في الخامسة : منه ما يشابه القصب الهندي ومنه ما يستعمل في الصبغ وهو شيء يظهر على صدف الفرفير ويجمعه الصباغون ويجففونه ، وأجوده ما كان كحلي اللون ينماع بالماء لينا وهو من الأدوية التي تبرد تبريدا يسيرا ويحلل الأورام البلغمية والأورام الحارة وقد ينقي القروح ويقلعها . | ايزيغارن : ويعرفه شجارو الأندلس بالثريا . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ساق طولها نحو من ذراع ولونها يميل إلى الحمرة ميلا قليلا وورقه مشرف شبيه بورق الجرجير إلا أنه أصغر منه بكثير ورائحة زهره شبيه برائحة التفاح سريعة النفخ ويظهر في وسطه شيء قاتم شبيه في دقته بالشعر إذا كان زمن الربيع أبيض ومعنى اسمه الشيخ في الربيع وله أصل لا ينتفع به في الطب وينبت أكثر ذلك في السباخات وفي المدن . جالينوس في السادسة : قوة هذا النبات مركبة وزهره يبرد ويحلل يسيرا . ديسقوريدوس : لورق هذا النبات وزهره قوة تبرد ولذلك إذا تضمد بهما وحدهما أو بشيء يسير من ميبختج أبرأ الأورام العارضة في الخصي والمقعدة وإذا خلطا بدقيق الكندرأبرآ الجراحات العارضة في الأعصاب وغيرها من الأعضاء والشيء الذي في الزهر الشبيه بالشعر إذا تضمد به مع الخل فعل ذلك ، وإذا شرب هذا الشيء الشبيه بالشعر وهو طري عرض منه اختناق . | ايرسا : هو السوسن الأسمانجوني ، ولم يذكره الفاضل جالينوس في بسائطه البتة . وافتتح به ديسقوريدوس في أول المقالة الأولى وقال : هو السوسن المعروف بالإيرسا وهو نوع من السوسن ورقه يشبه ورق كسيفين غير أنه أعظم منه وأعرض وألزج ، وله ساق عليه زهر منحن فيه ألوان يوازي بعضها بعضا وهي مختلفة فيها بياض وصفرة وفرفيرية ولون السماء ، ومن أجل اختلاف الألوان فيه شبه بالإيرس وهو قوس قزح وله أصول صلبة ذات عقد طيبة الرائحة ، وينبغي إذا قلعت أن تحفظ في ظل وتنظم في خيط كتان وتخزن ، وأجود هذا النوع من السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها اللوريفن والذي من البلاد التي يقال لها ماقدونيا ، والجيد من هذا ما كان أصله كثيفا فكان صغيرا عسر الرض ولونه مائل إلى الحمرة طيب الرائحة جدا تفيها لا تشوبه رائحة الندى ويحذو اللسان ويحرك العطاس إذا دق وأما ما كان من هذا النوع من نينوى فإنه أبيض وقوته دون قوة السوسن الذي ذكرنا ، وإذا عتق السوسن المعروف بالإيرس تسوس وتثقب غير أنه يكون حينئذ أطيب رائحة منه قبل ذلك وقوته مسخنة ملطفة ، ويصلح للسعال ويلطف ما عسر نفثه من الرطوبات التي في الصدر وإذا سقي منه وزن سبع درخميات بماء العسل أسهل كيموسا غليظا بلغميا ومرة صفراء ويجلب النوم ويجلب الدموع ويبرىء من المغص ، وإذا شرب بالخل نفع من نهش الهوام والمطحولين والذين بهم تشنج في العصب ، وينفع من البرد والنافض والذين يمذون بلا جماع وإذا شرب بالشراب أدر الطمث ، وأما إذا سلق وتكمد به النساء كان نافعا من أوجاع الرحم لتليينه الصلابة التي تكون فيه وفتحه فمه إذا انضم ويهيأ منه حقنة نافعة من عرق النسا ونتن اللحم في النواصير وفي القروح العميقة ، وإذا هيىء منه ومن العسل فرزجات واحتمل جذب الجنين وأخرجه ، وإذا سلق وضمدت به الخنازير والأورام الصلبة المزمنة لينها ويملأ القروح إذا سحق وذر عليها ، وإذا خلط بالعسل وطلي عليها نقاها ويكسو العظام العارية لحما وإذا ضمد به الرأس مع الخل ودهن الورد نفع من الصداع ، وإذا خلط به خربق أبيض ضعفه ولطخ به الكلف والرطوبة اللبنية نقاها ، وقد يقع في أدوية الفرزجات والمراهم وفي الأدهان التي تحلل الأعياء ، وبالجملة فهو كثير المنافع . ابن سينا : حار يابس في آخر الثانية ، وإذا شرب بشراب نفع من الهتك وفسخ العضل وسكن وجع الكبد والطحال الباردين والتمضمض بطبيخه يسكن وجع الأسنان ويضمر اللهاة ويجلس في طبيخه لصلابة الرحم وأوجاعه الباردة ودهنه يذهب الإعياء وإذا قطر مع الخل سكن دوي الآذان ومنع النزلات ودهن الإيرسا يفتح أفواه البواسير . الرازي : في إبدال الأدوية وبدل الإيرسا في إسهال الماء ثلث وزنه مازريون مع ثلاث أواقي لبن اللقاح . | ايهقان : قيل أنه الجرجير البري . أبو العباس النباتي : هو معروف عند العرب رأيته بوادي العروس يشبه السرمق وورقه فيما بين ورق السرمق وورق الكرنب المتوسط يخرج من بين تضاعيفها سوق طويلة نحو قعدة الإنسان وأكبر وأقل شكلها شكل ساق السرمق أيضا ولونها يتشعب منه شعب كثيرة يكون في أطرافها زهر مثل زهر الكرنب وعلى شكله أنه أصغر منه ، وله ثمر سرمقي الشكل إلا أنه أضخم منه وأعرض يخرج من أعلاه شفة حادة واحدة وفي طرف كل ثمرة في داخل الثمر بزر على قدر بزر الكرنب إلا أنه أصغر منه قليلا ، وطعم هذا النبات كله كطعم الجرجير والخردل الأبيض معا ورائحته كذلك ، وقد ذكر الأيهقان أبو حنيفة وغيره ولم يتمم حليته . | ايدع : هو عند الرواة دم الأخوين . قال أبو حنيفة الدينوري : أخبرني أعرابي أن الأيدع صمغ أحمر يؤتى به من سقطرى تداوى به الجراحات ، وسأذكر دم الأخوين في حرف الدال . | أيل : جالينوس في أغذيته : لحوم الأيايل الدم المتولد عنها غليظ وهي عسرة الانهضام . ابن سينا : لحوم الأيايل مع غلظها سريعة الانحدار وهي مدرة للبن وهي مدرة للبول أيضا . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم الأيايل فالأجود أن تجتنب وخاصة ما كان حديث عهد بالصيد وكان قد صيد في زمان حار ولم يأت عليه منذ صيده أيام كثيرة ولم يشرب ماء كثيرا فإن لحومها ربما قتلت في هذه الأحوال وهو لحم غليظ رديء الخلط ، فينبغي أن يصلح بشدة التهري والتدسيم بالإدسام على ما ذكرنا وشرب الأدوية المطلقة للبطن عليه نحو شراب التين والفانيذ وماء العسل ويقرب من هذه اللحوم لحم الكباش الجبلية وينبغي أن يصلح بما يصلح به لحم الأيل فاعرفه . ديسقوريدوس في الثانية : قرن الأيل إذا أحرق وشرب منه وزن فلنجارين وهو مثقالان مع كثيرا وافق من به نفث الدم وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن واليرقان ووجع المثانة ويوافق النساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات سيلانا مزمنا إذا شرب مع بعض الرطوبات في الأدوية النافعة من هذا المرض ، وقد يقطع ويصير في قدر من طين ويطين رأسها ويحرق في أتون حتى يبيض ويغسل كما يغسل الأقاقيا يوافق العين التي تسيل إليها الفضول والمواد وينقي القروح العارضة لها ، وإذا استن به جلا وسخ الأسنان ، وإذا بخر به وهو نيء طرد الهوام ، وإذا طبخ نجسل وتمضمض به سكن وجع الأضراس . ابن زهر في خواصه : وإن سحق المحرق المبيض من قرنه بالخل وطلي به على البهق والبرص في الشمس أذهبه ، وإن سقي منه من به طحال أبرأه سريعا ، وإذا عجن بسمن البقر وطلي به شقاق اليدين والرجلين أبرأه ، وإن طلي به أفواه الصبيان الذين بهم القلاع نفعهم ، وإن طلي به الثدي والعانة أدر الطمث ، وقيل : إن علق قرنه على حبلى وضعت من غير وجع البتة . | ديسقوريدوس : وأنفحة ولد الأيل إذا احتملت بها المرأة ثلاثة أيام بعد الطهر منعت الحبل . | غيره : شحم الأيل ينفع من التشنج مسوحا . ابن زهر : وإن علقت قطعة من جلده على إنسان لم يقربه شيء من الحيات ألبتة مجرب . ديسقوريدوس : ودمه إذا استعمل مقلوا نفع من قرحه الأمعاء وقطع الإسهال المزمن وإذا شرب كان صالحا للسم الذي يقال له طقسيقون أي سم السهام الأرمنية وقضيب الأيل إذا جفف وسحق وشرب نفع من لسعة الأفعى . غيره : ودمه إذا شرب فتت الحصاة التي في المثانة فيما زعموا وإن جفف قضيبه ونحت وشرب بشراب هيج الباه وأنعظ وإن شد في عضد إنسان لم يخف سائر الحيات والأفاعي أيضا لم تقربه . خواص ابن زهر : لا مرارة للأيل والأيل إذا ضرب بسهم ورعى المشكطرامشير خرج عنه ما رمي به ، وإن أحرق ذنبه وسحق بخمر وطلي به الذكر والفحل من كل حيوان هيجه للجماع لوقته ، ويقال : إن الباد زهر الحيواني حجر يوجد في قلبه وهو من أفضل الأدوية لسائر السموم ، وقد ذكرته في حرف الباء مع الباد زهر ، وزعموا أن ظلف الأيل إذا بخرت العلق بها تموت وحيا مجرب . |
صفحه ۱۰۰
1 ( حرف الباء ) 1
صفحه ۱۰۱
بابونج : ديسقوريدوس في الثالثة : هو ثلاثة أصناف والمرو بينها إنما هو في لون الزهر فقط وله أغصان طولها نحو من شبر شبيه بأغصان التمنش وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه أبيض وأصفر وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع . لي : هذا البابونج الذي ذكره ديسقوريدوس هنا أعني النوع الأبيض الزهر منه هو النبت المعروف اليوم بمصر بالكركاس ، وأهل الأندلس يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني ، وأهل أفريقية يسمونه أيضا رجل الدجاجة وهو الأقحوان عند العرب ، وليس يستعمل اليوم بين الأطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بإفريقية بالبابونق . أبو العباس النباتي : البابونق بالقاف إسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس ، وهو برقادة من أرض القيروان كثير بها مزدرع بالقمم وهو ينخلق بأرضها من غير أن يزرع الآن ، وهو أيضا بتوزر وهو يوجد في صحارى برقة وأرض مصر والمشرق ، ومن هناك في القدم جلب إلى الأندلس وازدرع بوادي أتين وبشرق الأندلس كله وبطليطلة وتخلق بها وبقي على أصل منبته إلى الآن . جالينوس في المقالة الثالثة : من الأدوية المفردة البابونج قريب من الورد ولطافته ، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة ، ولذلك صار البابونج ينفع من الأعياء أكثر من كل دواء ويسكن الوجع ويرخي الأعضاء المتمددة ويلين الأشياء الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء وخاصة ما كان من هذه الحميات يحدث عن الأخلاط المرارية عن تكاثف الجلد ، ومن أجل ذلك جعله حكماء أهل مصر واحدا من الأشياء التي يتقرب بتقديسها الشمس ، ورأوا أنه دواء نافع من جميع الحميات إلا أنهم لم يصدقوا في هذا لأن البابونج إنما هو شفاء من هذه الحميات إذا استعمل وقد استحكم فيها النضج ، ولكنه مع هذا ينفع من سائر تلك الحميات الأخر كلها منفعة صالحة أعني الحميات الحادثة عن عفونة المرة السوداء أو الحادثة عن عفونة البلغم والمتولدة عن الأورام الحادثة في الأحشاء ، فإن البابونج في هذه الحميات أيضا إذا استعمل بعد استحكام النضج نفع منفعة قوية جدا ، ولذلك صار من أشد الأشياء تسكينا وألينها في مداواة الأحشاء التي من وراء مراق البطن . وقال في المقالة السادسة أيضا : البابونج يسخن في الدرجة الأولى وجوهره لطيف ، وبهذه الأسباب صارت قوته قوة تحلل وترخى وتوسع مسام البدن . ديسقوريدوس : وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخنة ملطفة إذا شرب أو طبخت وجلست النساء في مائها أدرت الطمث وأحدرت الجنين عند الولادة وأدرت البول وأبادت الحصاة ، وقد يسقى طبيخها أيضا للنفخ والفولنج الذي يقال له إيلاوس ، ويذهب باليرقان ويبرىء وجع الكبد ، وقد يستعمل طبيخها أيضا في تكميد المثانة والصنف الذي زهره فرفيري من البابونج أشد فعلا في الحصاة من الصنفين الآخرين وهو أكبر منهما ، ويسمى خاصة أوتيثمن ، وأما الصنف الذي زهره أبيض والصنف الذي زهره أصفر فهما أشد إدرارا للبول وجميع هذه الأصناف إذا تضمد بها أبرأت الجرب المتقرح ، وإذا مضغت أبرأت القلاع وقد تسحق بالدهن ويتمرخ بها للحميات الدائرة ، وينبغي أن تخزن الورق والزهر بعد أن تدق كل واحد منهما على حدته وتعمل منه أقراصا ، وأما الأصل فينبغي أن يجفف ويخزن إلى وقت الحاجة وينبغي أن يشرب بالشراب الذي يقال له أونومالي . قال الشيخ الرئيس : البابونج مفتح ملطف ملين لليبس محلل في غير جدب ، وهذه خاصته من بين سائر الأدوية ويقوي الأعضاء العصبية كلها وهو مقو للدماغ أيضا نافع من الصداع البارد ، ويستفرغ مواد الرأس ويبرئ الغرب المتفجر ضمادا ويسهل النفث ويشرب في الحميات العتيقة في آخرها . وقال في مقالته في الهندبا : فيه قوة رداعة وفيه قوة محللة ، وإذا سقي في الحميات المادية الباردة فرقت الطبيعة بإذن خالقها عز وجل بين القوتين فاستعانت بالباردة على تطفئة الحرارة الغالبة على الأعضاء وبالحارة على تحليل المادة الغليظة إما في الحمى ، وأما في الأورام فإنها توجه القوة الباردة إلى المسالك والمنافذ فتقبضها وتمنع المواد منها وإلى المادة المتوجهة إلى العضو ولم يحصل فيه بعد فتخثرها وتجمدها وتمنع سيلان المواد عنها الذي كان فيها وإلى جوهر العضو فتلزز . وتقويه ولا ينفعل عن المادة الخبيثة ، أما القوة الحارة فتوجهها إلى المادة المستقرة في العضو حتى تحلل تلك المادة وتفنيها كلها . الطبري : البابونج يقوي البدن تنقية جيدة شربا . | التجربتين : البابونج العطر منه الرقيق الزهرة الشبيه الرائحة برائحة التفاح إذا استعمل ضمادا في الأوجاع الحارة بدقيق الشعير ورب العنب ، وفي الباردة بدقيق الترمس والزيت سكن جميع الأوجاع ما كانت في العضل أو في الأحشاء ، وكذلك إذا حل اللاذن في دهنه العطر يقوي فعله في تسكين الأوجاع حيث كانت ويسكن النافض والتعرق بمائه حارا ، وينفع منه عند النضج ويحرك إذا احتيج إليه كما يفعل ذلك اللوز المر والعسل إذا تدلك بهما ، وينفع بخاره من النزلات في أواخرها منفعة قوية ، وإذا طبخ بخل وماء وأكب على بخاره في أواخر الرمد حلل بقاياه وسكن وجعه إن تمادى عليه وغسل العينين بماء البابونج وحده يسكن أوجاعها كل وقت ووضع الأذان على بخاره ينفع من ابتداء الطرش . وقال بعض علمائنا : وبدله في تقوية الدماغ والمنفعة من الصداع برنجاسف . | باذرنجبويه : هو اسم فارسي معناه الأترجي الرائحة ويسمى أيضا البقلة الأترجية وهو الترجان عند عامة الناس . وجالينوس لم يذكر في بسائطه البتة وهو يفرح قلب المحزون . ديسقوريدوس في الثالثة : مالسونان ومن الناس من سماه ماليطانا وهو عشبة ، وإنما سميت لهذين الإسمين لاستطابة النحل الحلول فيها وورقها وقضبانها يشبهان ورق البلوطي وقضبانه إلا أن ورقها أكبر من ذلك الورق وليس عليه زغب مثل ما عليه ورائحته مثل رائحة الأترج ، وإذا شرب ورقها بالشراب أو تضمد به وافق لسعة العقرب ونهشة الرتيلا وعضة الكلب الكلب ، وطبيخه إذا صب على هذه المواضع فعل ذلك ، وإذا جلس فيه النساء كان صالحا لإدرار الطمث ، وإذا تمضمض به كان صالحا للأسنان ، وإذا شرب ورقه بالنظرون نفع من قرحة المعي والاختناق العارض من الفطر ، وينفع من المغص ويهيأ منه لعوق لعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب ، وإذا تضمد به مع الملح حلل الأورام والخنازير ونقى القروح وإذا تضمد به أيضا سكن وجع الأسنان والمفاصل . ابن سينا في الأدوية القلبية : الباذرنجبويه حار يابس في الثانية وله خاصة عجيبة في تفريح القلب وتقويته معا وعطريته وتلطيفه وتفتيحه مع قبض فيه يعين خاصيته ، وهو مع ذلك ينفع الأحشاء كلها وفيه طبيعة إسهالية خفية تقي عن الروح البخار السوداوي وعن الدم الذي في القلب ولا تقي مثله عن الأعضاء والبدن كله . وقال في الثاني من القانون : ينفع من جميع العلل البلغمية والسوداوية ويطيب النكهة ويذهب البخر ، وينفع من الجرب السوداوي ، وينفع من سدد الدماغ ويعين على الهضم ، وينفع من الفواق والغشي . غيره : وقد يشرب من ماء ورقه عشرون درهما لما ذكر وقد يؤكل نيئا ومطبوخا فيفعل ذلك ، ومن خواصه الجليلة أنه إذا أخد شيء من أصله وورقه وبزره وجفف الجميع وصير في خرقة وشد بخيط أبريسم وجعل في الجيب فإنه يكون لا مقبولا عند كل من يراه منجمعا في حوائجه مسرورا نشيطا ما دام عليه . ابن ماسة : خاصته النفع من وجع القلب وضعفه المانع لصاحبه من النوم ، وإذا أكل على الريق نفع المعدة الباردة الرطبة وهضم الطعام الغليظ ويجشي جشاء طيبا . التجربتين : يطرد الرياح من المعدة والأمعاء وينفع من الوسواس السوداوي البارد السبب ويطيب رائحة العسل وطعمه إذا طبخ به . الإسرائيلي : نافع من الخفقان السوداوي والخفقان العارض من احتراق البلغم ، ولذلك سماه الأوائل مفرح القلب . | الرازي : نافع من الهم والوحشة . الغافقي : وإذا طلي بمائه النملة والنار والفارسي أزالهما وإن سف من بزره نصف مثقال أو طلي بماء ورقه في البيت الأوسط من الحمام أزال الاقشعرار الشديد والحمى النافض ، وأكله يقوي الدماغ وفم المعدة والكبد وينفع من الكابوس . وقال الرازي : وبدله في التفريح وزنه أبريسم وثلثا وزنه قشور الأترج الأخضر . | باذاورد : ديسقوريدوس في الثالثة : ينبت في جبال أو غياض وله ورق شبيه بورق الخامالاون الأبيض ، غير أنه أدق وأشد بياضا وعليه شيء شبيه بالزغب وهو مشوك وله ساق طولها أكثر من ذراعين في غلظ أصبع الأبهام ، وأكثر لونها إلى البياض ما هي جوفاء مربعة وعلى طرفها رأس مستدير مشوك شبيه برأس القنفذ البحري ، إلا أنه أصغر منه مستطيل له زهر لونه مثل لون الفرفيرية فيه بزر شبيه بحب القرطم إلا أنه أشد استدارة منه . جالينوس في السادسة يجفف ويقبض قبضا معتدلا ولذلك صار ينفع من استطلاق البطن ومن ضعف المعدة ويقطع نفث الدم ، وإن وضع من خارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة ، وينفع أيضا من وجع الأسنان متى تمضمض الإنسان بالماء الذي يطبخ فيه ، وبزره أيضا فيه قوة لطيفة حارة ومن أجل ذلك صار نافعا لأصحاب التشنج إذا شربوه . ديسقوريدوس : أصله إذا شرب مطبوخا كان صالحا لنفث الدم ووجع المعدة والإسهال المزمن ويدر البول وتضمد به الأورام البلغمية ، وإذا طبخ وتمضمض به كان صالحا لوجع الأسنان ، وإذا شرب بزره نفع الصبيان الذين يعرض لهم الكزاز والمنهوشين من الهوام ، وقد يقال أنه إذا علق طرد الهوام من المواضع التي يعلق بها . المجوسي : أصله أقوى من ورقه وهو نافع من الحميات العتيقة ، وإذا وضع ممضوغا على نهش العقارب نفعه . مجهول : وإذا احتمل على داء الثعلب بأصله نفعه مجرب . ابن سينا : ينفع من الإسهال المزمن لا سيما المعدي خصوصا أصله ، وينفع من الحميات البلغمية الطويلة وما سببه ضعف المعدة وبدله في هذا النفع من الحميات العتيقة شاهترج . | باذروج : وهو الحوك وهو ريحان معروف . جالينوس في الثامنة : هذا حار في الدرجة الثانية وفيه رطوبة فضلية وليس هو بنافع إذا ورد البدن ، وأما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل والإنضاج . ديسقوريدوس في الثانية : إذا أكثر من أكله أحدث في العينين ظلمة ولين البطن ويهيج الباه ويولد الرياح ويدر البول واللبن وهو عسر الانهضام ، وإذا تضمد به مع السويق ودهن الورد والخل نفع من الأورام الحارة ، وإذا تضمد به وحده نفع من لسعة العقرب والتنين البحري ، وإذا تضمد به مع الشراب الذي من الحريرة التي يقال لها حنوس سكن ضربان العين وماؤه يجلو البصر ويجفف الرطوبات السائلة إلى العين ، وبزره إذا شرب وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء والصرع ومن به عسر البول والنفخ وإذا استنشق أحدث عطاسا كثيرا . والباذروج أيضا يفعل ذلك وينبغي أن تغمض العين تغميضا شديدا في الوقت الذي يعرض فيه العطاس ، وقد يحذر قوم أكله لأنه إذا مضغ ووضع في الشمس تولد منه دود ، وأهل البلاد التي يقال لها لينوى يزعمون إن أكله أحد ثم لسعته عقرب لم تؤلمه لسعتها . | الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الباذروج يولد الصفراء والاكثار منه يظلم البصر وخاصة إذا أكل مع الكوامخ المالحة ويصلحه الخل والخيار وهو جيد لفم المعدة والقلب والخفقان وهو نافع من الغشي . ابن سينا في كتابه في الأدوية القلبية : فيه عطرية مع قبض شديد وتسخين وفيه رطوبة فضلية ويفرح لخاصة تعينها العطريه التي يصحبها قبض مع تلطيف على نحو ما حمدناه إلا أن عاقبته أيضا في التفريح غير محمودة ، وذلك لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضاد للجوهر الدوائي الذي فيه لأن الجوهر الدوائي الذي فيه يفعل ما ذكرناه ، والجوهر الغذائي الذي فيه يتولد منه دم عكر سوداوي والرطوبة الفضلية التي فيه تحدث مضرة النفخة في العروق وقد عرفت هذين المعنيين بالروح والفرح . وقال في مفردات القانون أيضا : فيه قوى متضادة ويسرع إلى التعفن ويولد خلطا رديئا سوداويا وعصارته قطورا نافعة للرعاف ولا سيما بخل خمر وكافور فتيلة ويذهب بالضرس وهو مما يسكن العطاس في مزاج ويحركه في مزاج ويجفف الرئة والصدر ، وأسكرجة من مائه تنفع من سوء النفس وماؤه جيد لنفث الدم ويضر بالمقعدة ويعقل البطن هنا ، فإن صادف خلطا مستعدا أسهل ويوضع على لسع الزنابير فينفعها . غيره : مولد للدود في الجوف رديء للمعي وهو مما ينقص الذهن أيضا ويظلم البصر ظلمة يعسر زوالها . وقال ابن سينا : والعلة في ذلك تخليط رطوبته وتبخيرها وهو رديء للمعدة . الشريف : إذا مضغه الإنسان مضغا متتابعا في وقت نزول الشمس برج الحمل سلمت أسنانه ولم توجعه أبدا في تلك السنة البتة ، وإن مضغ غصنه ودس في الآذن الوجعة سكن وجعها غيره : وبدله مثله سيسنبر . | باقلا : جالينوس في السابعة : هو في كيفياته جميعا قريب جدا من مزاج الوسط أعني في أنه يجفف وفي أنه يجلو وجرم الباقلا فيه من قوة الجلاء شيء ، وأما قشره فقوته قوة تقبض لا قوة تجلو وبهذا السبب صار قوم من الأطباء يطبخون الباقلا ويطعمون من به قرحة في الأمعاء ومن به استطلاق البطن أو قيء ، والباقلاء على سبيل الطعام أشد نفخة من كل طعام وأعسر انهضاما إلا أنه يعين في نفث الرطوبة من الصدر والرئة ، وأما إذا استعمل على سبيل الدواء فوضع من خارج فإنه يجفف تجفيفا لا أذى معه وقد استعملته مرارا كثيرة في أصحاب النقرس بعد أن طبخته بالماء وخلطت معه شحم الخنزير واستعملته في مداواة الفسوخ والقروح الحادثة في العصب بعد أن طبخت دقيقه بالخل والعسل ووضعته عليها ووضعت أيضا دقيقه على الأعصاب التي ورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير ، وهو ضماد نافع بليغ لمن به ورم حار في الأنثيين أوفي الثديين ، وذلك أن هذه الأعضاء تستريح إلى الأشياء المبردة باعتدال إذا هي تورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير ، ولا سيما إن كان ورم الثديين حدث من قبل لبن تجبن فيه فإن هذا الضماد يقلع اللبن ، وكذا أيضا إذا ضمدت العانة من الصبيان بدقيق الباقلا أقاموا مدة طويلة لا ينبت لهم فيها شعر . وقال في أغذيته : الباقلا نافخ ولا تنفك عنه النفخة بالطبخ كما تنفك عن الشعير ويحدث في البدن تمددا من ريح نافخة وجوهره سخيف وفيه بعض الجلاء وكذلك لا يبطىء في الانحدار والرطب منه مولد للفضول في الأعضاء كلها يسير الغذاء وكذا ما هذا سبيله من الثمار التي لم تنضج أبدا . ديسقوريدوس في الثانية : يولد الرياح والنفخ وهو عسر الانهضام وتعرض منه أحلام رديئة وهو صالح للسعال ويزيد في لحم البدن ، وإذا طبخ بالخل والماء وأكل بقشره قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن الذي ليس معه قروح والقيء ، وإذا غلي أول غلية واهريق ذلك الماء عنه وصب عليه ماء آخر وطبخ كان أقل لنفخه ، والباقلا الحديث أردأ للمعدة من العتيق وأكثر نفخا ودقيق الباقلا إذا طبخ وتضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم الحار العارض من ضربة ، ونفع من أورام الثدي الذي ينعقد فيها اللبن وقطع إدرار البول ، وإذا خلط بدقيق الحلبة وعسل حلل الدماميل والأورام العارضة في أصول الآذان وما يعرض تحت العين من كمودة لون الموضع ويسمى باليونانية أريوقيا ، وإذا خلط بالورد والكندر وبياض البيض نفع من نتوء الحدقة خاصة ومن نتوء العين جملة ، وإذا عجن بشراب وافق من اتساع ثقب الحدقة أعني الذي يقال له سيحس وأورام العين الحارة ، وقد يقشر ويمضغ ويوضع على الجبين لقطع سيلان الفضول الحارة إلى العين وإذا طبخ بالشراب أبرأ من ورم الخصاء ، وإذا ضمدت به عانات الصبيان أبطأ بهم عن الاحتلام ويجلو من على الوجه البهق ، وإذا ضمد بقشره المواضع التي ينتف منها الشعر كان الشعر النابت فيها دقيقا ضعيفا وإذا خلط بدقيق الباقلا السويق وشب يمان وزيت عتيق وتضمد به حلل الخنازير وماء طبيخ الباقلا يصبغ الصوف وإن كسر وشق بنصفين وتوضع أنصافه على المواضع التي ينتف منها الشعر والمواضع التي علق منها العلق قطع منها نزف الدم بعد العلق . الرازي : يسدر ويثقل الرأس ويولد تكسرا في البدن ويلين الحلق إذا شرب ماؤه وأكل بغير ملح ، وإن كان مع الخل مكان الملح عقل البطن رديء لمن يتأذى بريح القولنج والفتق والرطب منه يولد أخلاطا رديئة ويكثر البلغم في المعدة والأمعاء ويهيج فيها الرياح ، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : الباقلا بالجملة تبرد البدن والرطب واليابس منه يخصب ، وماء الباقلا ينقي الصدر ويلينه ويمنع تولد الحصا في الكلي والمثانة وجرم الباقلا يفتح السدد ويخرج الفضل من الصدر ويمنع النوازل الرقيقة التي تنزل من الرأس ، فيكون عنها السعال المقلق بالليل من النزلات ، وفي قشور الباقلا مرارة وقبض يثيران الفم ويخشنان الحلق ، وربما هيجا الخوانيق وفي اللب منه ما دام رطبا شيء من ذلك وتدفع هذه المضرة منه بأن يغسل الآكل له فاه بماء حار ويتمضمض به ويتغرغر به مرات كثيرة حتى يفقد الخشونة المتولدة في فيه ولسانه ، ثم يمسك في فيه شيئا من دهن اللوز أو الزبد أو دهن الخل فإن ذلك يدفع هذه المضرة . ابن ماسويه : الكيموس المتولد منه محمود ليس يورث السدد وهو يجلو جلاء حسنا . | ابن سينا : لحم الباقلا ينفع من النزلات التي تكون في الصدر والرئة . ابن سينا : أجوده السمين الأبيض الذي لم يتسوس وأردأه الطري وإصلاحه إطالة نقعه وإجادة طبخه وأكله بالفلفل والملح والحلتيت والصعتر ونحوه مع الإدهان وهو قريب من الاعتدال وميله إلى البرد واليبس أكثر وفيه رطوبة فضلية خصوصا في الرطب ، بل الرطب من حقه أن يقضي ببرده ورطوبته والقوم الذين يجعلون برد الباقلا في الدرجة الثالثة مفرطون ، وإذا قشر وطبخ وطحن في القدر بلا تحريك قل نفخه والمقلو منه قليل النفخ لكنه أبطأ إنهضاما ، والمصري منه أقوى الجميع وفيه جلاء يتولد منه لحم رخو ويولد أخلاطا غليظة ، وقد قضى أبقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة به والرطب منه يحدث الحكة والجرب وهو مصدع ضمار بجميع من يعتريه الصداع جيد للصدر ونفث الدم بولس : لحم الباقلا ينفع من البزاق الذي يكون من الصدر ومن الرئة . | بيونيوس في الفلاحة الفارسية : الباقلا يوهن الفكر ويمنع من رؤية الأحلام الصادقة لأنه يولد رياحا كثيرة فإن أطعم منه الدجاج قطع بينها فلم تبض . قسطس في الفلاحة : من أكله أصابته هموم وأحزان . غيره : وقد يصنع من دقيقه حساء بدهن اللوز نافع للسعال وذات الجنب . | التجربتين : إذا سحق لبه سحقا ناعما بليغا واكتحل به منع من انصباب المواد إلى العين ، وإذا خلط به شيء من ردس البقر وهو الحجر الموجود في مرارة البقر نفع من جساء الأجفان وحمرتها جزء منه وربع جزء من الردس المذكور ينضج الأورام الحارة حيث كانت تضميدا به مع رب العنب ، وإذا طبخ مع ورق النعنع حلل الورم المتولد في الثدي عن تجبن اللبن والأخضر منه إذا أكل بالزنجبيل قوي الإنعاظ ، وورقه وقشره الأخضر ينفعان من حرق النار حين وقوعه . | باقلا قبطي : وأهل مصر تعرفه بالجامسة بالجيم والسين المهملة وغلط من قال هو الترمس . | ديسقوريدوس في الثانية : فاشر القبطي هو ينبت كثيرا بمصر ، وقد ينبت أيضا بالبلاد التي يقال لها أثينا والبلاد التي يقال لها أقيلقيا ويوجد في المياه القائمة ، وله ورق كبار مثل ورق قاطاقوس ، ولها ساق طولها ذراع في غلظ أصبع ، وله زهرة شبيهة بلون الورد الأحمر وهو في عظمه ضعف زهر الخشخاش ، وإذا ورد عقد شيئا شبيها بالخراريب وفيه باقلا صغار ويعلو موضعه على الموضع الذي ليس فيه حب كأنه نقاخة الماء ، ويقال له قينوريون وقينوليون وهو الموضوع في قدر الطين لأن الذين يريدون زراعته إنما يزرعونه بأن يصيرونه في كتل من طين ويلقوه في الماء ، وله أصل أغلظ من أصل القصب يؤكل مطبوخا ونيئا وقد يؤكل هذا الباقلا طريا وإذا جف اسود ، وهذا أصغر من الباقلا المعروف وقوته قابضة جيدة للمعدة ودقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء وقشره أقوى فعلا إذا طبخ بالشراب المسمى أنومالي وسقي منه مقدار ثلاث قوانوسات والشيء الأخضر الذي في وسطه الذي طعمه مر إذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر في الآذان كان صالحا لوجعها . | بان : أبو حنيفة : هو شجر يسمو ويطول في استواء مثل نبات الأثل وورقه هدب كهدب الأثل وخشبه خوار رخو خفيف وقضبانه سمجة خضر وهدبه ينبت في القصب وهو طويل أخضر شديد الخضرة وثمرته تشبه قرون اللوبيا إلا أن خضرتها شديدة وفيها حبه ، وإذا انتهى انفتق وانتثر حبه أبيض أغبر مثل الفستق ، ومنه يستخرج دهن البان ويقال لثمره الشوع وهو مربع ويكثر على الجدب ، وإذا أرادوا طبخه رض على الصلاية وغربل حتى ينعزل قشره ثم يطحن ويعتصر وهو كثير الدهن جدا . ديسقوريدوس في الرابعة : حب البان وهو ثمر شجره شبيه بالطرفاء وهذه الثمرة تشبه البندق وقد يعتصر ما في داخلها مثل ما يعتصر اللوز فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن ، وقد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش ومصر وبلاد المغرب ، وبالموضع من فلسطين المسمى بطيرا ، وأجود هذا الثمر ما كان حديثا ممتلئا أبيض سهل التقشير . جالينوس في السادسة : هذا دواء يجلب إلينا من بلاد الغرب والعطارون يستعملون عصارة لبنه وجوفه وجوهره جوهر حار فأمما سجيره الذي يبقى بعد استخراج العصارة منه وهو الصلب الأرضي ، فالمرارة فيه أكثر ويخالط مرارته قبض أيضا ، ولذلك صار فعله فعلا قطاعا كاثرا ، وبهذا السبب صار ينفع من الكلف والبرش والنمش الكائن في الوجه ومن الجرب والحكة والعلة التي يتقشر معها الجلد ويلطف صلابة الكبد والطحال وإن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل والماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيرا ويسهل من أسفل أيضا إسهالا كثيرا ليس بدون ، ومن أجل ذلك متى استعملناه ونحن نريد تنقية بعض الأحشاء وخاصة الكبد والطحال سقيناه مع خل وماء ، وإذا استعملناه أيضا في الأشياء التي يستعمل فيها من خارج خلطناه بخل ، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد ويجلو أيضا أكثر من جلائه لهذا الكلف والبهق والسعفة والبرش والنمش والبثور المتقرحة وجميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ويقلع آثار القروح ، فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جدا ، ولذلك قد يمكن الإنسان استعمال ذلك في المواضع التي يحتاج فيها إلى القبض الكثير . ديسقوريدوس : إذا شرب من ثمره مسحوقا مقدار درخمي بخل ممزوج بالماء أذبل الطحال ، وقد يضمد به الطحال أيضا مع دقيق الشيلم والشراب المسمى ماء القراطن ، وقد يضمد به النقرس ، وإذا استعمل بخل أذهب الجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح والبهق والآثار السود العارضة من اندمال القروح ، وإذا استعمل بالبول قلع البثور اللبنية والثآليل التي يقال لها أنثبو والكلف والبثور العارضة في الوجه ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي هيج القيء وأسهل البطن وهو رديء للمعدة جدا ودهنه إذا شرب أسهل البطن أيضا وقشره أشد قبضا ، والسجير الذي يكون منها إذا اعتصر يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للخشونة والحكة . غيره : حب البان يشد اللثة ويقطع الرعاف . الرازي في كتاب أبدال الأدوية : قال بديغورس : بدل حب البان إذا عدم وزنه مرة ونصف في قشور السليخه ومثل عشر وزنه من البسباسة . ابن سينا : بدله ووزنه قوة ونصف وزنه قشور السليخه وعشر وزنه بسباسة . | باذنجان : اسم فارسي معرب يسمى بالعربية الأنب والمغد والوغد . الرازي في دفع مضار الأغذية : الباذنجان جيد للمعدة التي تقيء الطعام رديء للرأس والعين يولد دما أسود يسير المقدار حار ، ويتولد عنه كثير القوابي والبواسير والرمد والأمراض السوداوية ويفتح سدد الكبد والطحال ، وإذا سلق أيضا ثم قلي بالدهن الخل واللوز ذهب عنه أكثر حدته وحرافته وإنما تبقى الحدة والحرافة في المشوي بلا دهن وفيما لم يسلق من البوراني إلا أنه في البوراني أقل وفي المشوي منه أصلح للمعدة التي تقيء الطعام والمطبوخ بالخل أوفق للمحرورين وأصحاب الأكباد الحارة والأطحلة الغليظة حتى أنه ينفعهم نفعا مبينا ، والمسلوق المقلو بعد بالدهن العذب كدهن اللوز والخل أجودهما حتى يكون لا حرافة في دهنه ، وأولى لأن لا يتولد منه الأمراض السوداوية التي ذكرناها . ابن ماسويه . والأحمد في اتخاذه أن يقشر ويشق ويحشى ملحا ويترك وقتا طويلا في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود ويجدد مرارا كذلك ثم يسلق ويطبخ مع لحم الحملان والجداء والدجاج ، وإن أكله مقلوا بدهن لوز وشيرج وخل ومري وأكل لبه وما صغر من جرمه وكان حديثا ويمتص بعد أكله ماء الرمان المز ويشرب من ماء الرمان . غيره : إذا أكل يعد إصلاحه ونقعه في الماء والملح حتى تذهب حرارته لم يتبين له ضرر البتة فإن أكل على هذه الصفة بالخل أطفأ الصفراء ونفع من الغثيان ولم يضر بالعين ولا بالرأس البتة . ابن سينا : العتيق منه رديء والحديث أسلم ، وعند ماسرحويه أنه بارد لكن الصحيح أن قوته الغالبة عليه الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية لمرارته وحرافته ، ويولد السدد والسوداء ويفسد اللون ويسود البشرة ويصفر اللون وما كان من الباذنجان صغيرا فكله قشر يؤكل ويورث الكلف ويولد السرطانات والصلابات والجذام والصداع والسحر ويبثر الفم ويولد سدد الكبد والطحال ، إلا المطبوخ منه بالخل فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ويولد البواسير ، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير وليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق ، ولكنه إذا طبخ بالدهن أطلق في الخل عقل . غيره : مقو للمعدة يقطع عرق الدم بخاصية فيه أكلا ، وإذا أخذ من جوف الباذنجان المسلوق أوقية ومرس بالشراب مرسا بليغا وسقي أدر البول ، وإذا أحرق وعجن رماده بخل قلع الثآليل . | الشريف : وإذا فرغت باذنجانة صفراء وهي التي تمكث في شجرتها إلى آخر وقتها فتصفر وتملأ بدهن حب القرع وتوضع في فرن فاتر ثم تخرج ويصفى ذلك الدهن ويقطر منه في الأذن الوجعة فإنه يذهب الوجع وحيا ، وإذا طبخ صغيره في ماء وقليل ملح على نار متوسطة حتى ينضج ثم يصف عنه الماء ويجعل على الماء مثله زيتا وطبخ حتى ينضب الماء ويبقى الدهن وحده فيدهن به من النهار ، ويدق الباذنجان المطبوخ ويمنع منه طلاء للثآليل البارزة بالليل ويزال من الدهن . ويعاد الدهن ويواظب على ذلك فإنها تبرأ بحول الله تعالى ، وإذا طبخ الباذنجان الأصفر منه بدهن البزر حتى ينضج ويصفى ويلقى على الدهن شمع أصفر فيكون بليغا منه . قيروطي : وإذا طلى منه على الشقاق العارض في الكعبين وبين الأصابع نفع منه نفعا عجيبا وأقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثلها من لب اللوز المر ودقا وعجنا بدهن بنفسخ وطليت بها البواسير أبرأت منها مجرب ، وأقماعه المجففة في الظل إذا سحقت وطلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعا بينا ، فإن أراد مريد أن يتخذه لطبيخه لطول السنة فليأخذ منه صغيره ويثقب في كل واحدة ثقبين بالعرض ويسلق الكل في الماء والملح ويترك في الماء الذي قد طبخ فيه فإنه يبقى كذلك السنة كلها . | باجروجي : الفلاحة : وهي شجيرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأراضي اليابسة الصلبة ورقها كورق الكاكنج وتورد وردا أحمر خفيف الحمرة ، وإذا سقط عقد حبا في قدر الحمص وأصغر أسود لينا وثمرها إذا دق وبل بالزيت وسحق قليلا على النار وضمد به السلع والثآليل مرات وأديم عليها كلها قلعها ، وإذا نتف ورقها باليد وشرب قطع نفث الدم من الصدر ، ولا ينبغي أن يشرب إلا مرة واحدة فقط لا زيادة على ذلك ، وفي هذه الشجرة قبض يسير وتليين للصدر وثمرها يغني ويقيء ويضر بقبضه الرئة ، ولا ينبغي أن يؤكل وليس من أدوية القيء فيستعمل لذلك . | بامية : أبو العباس النباتي : هي بمصر ثمرة سوداء صلبة على قدر الكرسنة طعمها حلو وفيها يسير لزوجة تحويها أوعية مخمسة الشكل كأنها متوسطة من أوعية النوع من السوسن المسمى عندنا بالأندلس الأشبطانة إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب لسان الثور ، وكذا شجرتها كلها وهي على هيئة شجرة الخطمي في طولها وتشعب أغصانها وهيئتها في اللحاء التي على الأغصان ، إلا أن في هذه الشجرة حمرة تعلوها ورقها مثل ورق الدلاع في أول نباته ثلاثة ثلاثة في كل عنق ، ولها زهرة مثل زهرة شجرة أبي مالك الكبير في الشكل والقدر ، وفي لون زهر شيكران الحوت من خارجها وداخلها وأهل مصر يأكلونها مع اللحم . أعني هذه الثمرة بغلفها إذا كانت ناعمة فإذا عست فرطت وطبخت . غيره : مزاجها بارد رطب وهي أرطب من سائر البقول والدم المتولد عنها رديء وغذاؤها يسير جدا ، وقيل : إنها موافقة لأصحاب الأمزجة الحارة ودفع مضارها أن تؤكل بالمري وتكثر توابلها الحارة . | بادزهر : بعض أطبائنا البادزهر يقال على معنيين يقال : على كل شيء ينفع من شيء آخر ويقاوم قوته ويدفع ضرره لخاصية فيه ، ويقال على خجر معلوم ذي عين قائمة ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة والباردة إذا شرب وإذا علق . أرسطوطاليس : ألوان حجر البازدهر كثيرة فمنه الأصفر والأغبر والمنكت والمشرب بخضرة والمشرب ببياض وأجوده الأصفر ثم الأغبر ، وما أوتي به من خراسان وهناك يسمى بالبازهر ، وتفسيره حجر السم ومعادنه ببلاد الصين وببلاد الهند وبالمشرق وله في شبهه أحجار كثيرة ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله من ذلك البنوري والمرمري وحجر لا يخطىء منه شيئا وقد يغالط به كثيرا ، وهو نفيس شريف لين المجسة لينا غير مفرط وحرارته غير مفرطة ، دقيق المذاهب خاصته النفع من السموم الحيوانية والنباتية ومن عض الهوام ولدغها ونهشها إذا شرب منه مسحوقا ومنخولا وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت وأخرج السم بالعرق والوسخ ، وإن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شارب السم ومصه نفعه ، وإن وضع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقارب والهوام والطيارات ذوات السموم مثل الفراريح والزنابير نفع منها نفعا بليغا بينا ، وإن سحق ونثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش اجتذب السم بالرشح ، وإن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر وهو مسحوق أبرأه ، وإن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها ، وإن سحق منه وزن شعيرتين وديف بالماء وصب على أفواه الأفاعي والحيات خنقها وماتت . الرازي : البادزهر حجر أصفر رخو لا طعم له ينفع من السموم ، وقد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر اليبس ، وكان هذا الحجر الذي رأيته إلى الصفرة والبياض وكان مع ذلك رخوا متشظيا كتشظي الشب اليماني ، وإني رأيت من هذا الحجر في قوته ومقاومته لليبس ما لم أر مثله من الأدوية المفردة ولا الترياقات المركبة أصلا . أحمد بن يوسف : حجر البادزهر نافع من سم العقرب إذا لبس في خاتم من ذهب ونقشت فيه صورة عقرب والقمر في العقرب في وتد من أوتاد الطالع ثم طبع به في كندر ممضوغ والقمر في العقرب . عطارد بن محمد الحاسب : حجر البادزهر إذا وضع قبالة الشمس عرق وسال منه الماء ، وهو نافع من تلهب الحمى الشديدة والرمد إذا امتص عرقه . غيره : البادزهر حار قوي الحرارة إذا سقي منه ضعيف القلب من شدة الهم مقدار سدس مثقال نفعه وقوي قلبه . ابن جميع : والحيواني منه وهو الموجود في قلوب الأيايل أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مسن وسقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح على سبيل الاستعداد والتقدم بالحوطة يقاوم السموم القتالة وحصن من مضارها ولم يخش منها غائلة ولا إثارة وخلط خام كما يخشى من المثرود يطرش ، ولا يضر المحرورين ولا المنحفين لأنه إنما يفعل ذلك لخاصية جوهره . | باطاطيس : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له قضيب طوله نحو من ذراع أو أكثر في غلظ الأبهام وعليه ورقة كبيرة شبيهة بباطالس موضوعة في أعلى القضيب كأنها قطرة إذا دقت دقا ناعما وتضمد بها كانت صالحة للقروح الخبيثة والقروح المتأكلة . جالينوس في الثامنة : هذا الدواء في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المجففة ، ولذلك صار يستعملونه في مداواة الجراح والقروح الخبيثة والآكلة . | باريلوملين : أبو العباس النباتي : سماه قوم بصريمة الجدي وليس ذلك بصحيح ، ويعرف ببعض جبال الأندلس بالعينية وبذات الأعين . ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه سقليون ، ومنهم من يسمي هذا النبات قلوماين وهو تمنش صغير لا أغصان له وعليه ورق صغير متفرق بعضه من بعض محيط به من كل جانب لونه إلى البياض ما هو شبيه في شكله بورق النبات الذي يقال له قسوس وعند الورق شعب فيها ثمرة شبيه بثمر القسوس وكأنه موضوع على الورق صلب عسر الانقلاع ، ولهذا النبات أصل غليظ وينبت في أرضين غامرة وسياجات ، وقد يلتف على ما كان بالقرب منه من النبات ، وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل . جالينوس في الثامنة : بزر هذا النبات وورقه نافعان وقوتهما قوه تقطع وتسخن حتى أنهما يبولان بولا يخالطه الدم إذا أكثر من شربهما ، وأما في ابتداء شربه لهما فيخرجان البول وحده ومتى دلك بهما البدن من خارج مع الزيت أسخناه وهما نافعان للمطحولين ولأصحاب ضيق النفس والمقدار المعتدل للشربة منهما وزن مثقال واحد بشراب وهما يجففان المني أيضا ، وقد زعم قوم أن من أدمن شربه زمانا طويلا صيره عقيما لا بزر له أصلا وقوم أخر يحدون في شرب ذلك أياما معلومة بمنزله . ديسقوريدوس : فإنه زعم أن الحد في شربه تسعة وثلاثون يوما ، وزعم أنه قد جرب ذلك منه وامتحنه ، وزعم أيضا مع هذا أنه إذا شربه الإنسان صار بوله منذ أول يوم شربه بولا دمويا . ديسقوريدوس : وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل ويشرب مقدار درخمي بشراب في كل يوم ويفعل ذلك أربعين يوما فيحلل ورم الطحال وقد يذهب بالأعياء وينفع من عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب ويسكن الفواق ، وفي اليوم السادس من شربه يبدأ ببول الدم وقد يسهل الولادة وقوة ورق هذا النبات شبيهة بقوة ثمره ، وقد يقال أن هذا الورق إذا شرب سبعة وثلاثين يوما قطع عن شاربه قوة النسل ، وإذا تمسح به بالدهن ، منع ابتداء دور الحمى وسكن الاقشعرار جدا . | باطانيخي : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات منه صنف له ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له فورونولس وأصل دقيق مثل أصل الأذخر وستة أو سبعة أرؤس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة ، وإذا جف هذا النبات انحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيها بشكل مخاليب الحدأة الميتة ، ومنه صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حبة زيتون وأصل شبيه في شكله ولونه بورق الزيتون ، إلا أنه ألين وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنه حمص أخضر ، وقد يزعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان التحبيب ، ويقال : إن نساء البلاد التي يقال لها أنطاليا يستعملنها . | بابلص : هو من أنواع الخشخاش . ديسقوريدوس في الرابعة : من الناس من يسميه شوقا ، ومنهم من يسميه مبقن . أفرودوس : وهو تمنش صغير ملآن من لبن وله ورق صغار شبيهة بورق السذاب إلا أنه أعرض منه ، وحمة هذا النبات مستديرة منبسطة على الأرض وقطر الحمة يكون نحو شبر وتحت الورق ثمر صغار مستديرة أصغر من ثمر الخشخاش الأبيض ، وهذا النبات كثير الثمر وله أصل واحد لا ينتفع به في الطب ، ومخرج هذا النبات كله منه وينبت في البساتين وبين الكروم ويجمع في أيام الحصاد ويجفف في الظل ويقلب دائما ، وأما ثمره فإنه يدق ويسف ثم يرفع وإذا شرب منه مقدار كسوثافن بقوانوس من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل بلغما ومرة ، وقد يخلط بالطبيخ ، وإذا أكل أسهل وقد يعمل بالماء والملح . | جالينوس في الثامنة : وهذا أيضا من أنواع النبات الذي له لبن وهو شبيه باليتوع في أنه يسهل مثل إسهاله وسائر خصاله كلها . | باطس : هو العليق باليونانية وباطس آذاء هو باليونانية عليق آذاء وآذاء جبل بالشام ينسب هذا الدواء إليه ، وسيأتي ذكر العليق بأنواعه في حرف العين . | بارود : هو زهر حجر أسيوس وقد مضى ذكره في حرف الألف . | باذامك : قيل أنه الشجر المعروف عندنا بالأندلس بالبنين وهو صنف من الصفصاف وقضبانه يتخذ منها السلال والأطباق أيضا . | بارزذ : بالفارسية هي القنة وباليونانية جلياني ، وسنذكر القنة في حرف القاف . | باباري : هو الفلفل الأسود باليونانية ، وسيأتي ذكره في الفاء . | بارنج : هو النارجيل في بعض الأقوال ، وسيأتي ذكره في حرف النون . | بارسطاريون : هو رعي الحمام ومعناه باليونانية الحماما وسنذكره في حرف الراء . | باروق : هو اسم لاسفيذاج الرصاص بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية . | ببرالة : إسم بعجمية مشرق بلاد الأندلس للزراوند الطويل معناه قريعة صغيرة أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مضمومة بعدها باء أخرى ساكنة ثم راء مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم لام مفتوحة مشددة ثم هاء ، وسيأتي ذكر الزراوند الطويل والمدحرج في حرف الزاي . | بتع : هو شراب مسكر يتخذ باليمن يصنع من الثمر الرطب ، وسنذكر جميع الأنبذة في حرف النون . | بجم : هو ثمر الأثل بالديار المصرية معروف بها بهذا الإسم وقد ذكرته مع الأثل في حرف الألف . | بج : هو إسم للحناء الأحمر المعرف بعجمية الأندلس بالمطرونية أوله باء بواحدة من تحتها بعدها جيم مشددة يسمى بذلك بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية وهو القطلب عند أهل الشام ، وسيأتي ذكر القطلب في حرف القاف . | بخور مريم : يعرف بأفريقية بخبز المشايخ وأهل الشام يعرفونه بالركف . ديسقوريدوس في الثانية : له ورق شبيه بورق قسوس وفي الورق آثار لونها إلى البياض وساق طولها أربع أصابع عليها زهر شبيه بالورد الأحمر وفي لونه فرفيرية ، وله أصل أسود شبيه في شكله بالشلجم إلى العرض مائل ، وقد يقطع أصل هذا النبات وبخزن مثل بصل الغار وينبت في مواضع ظليلة وأفياء وخاصة في ظلال الشجر . جالينوس في السابعة : قوة هذا الدواء منقية وذلك أنه يجلو ويفتح ويجدب ويحلل ، والدليل على ذلك أفعاله الجزئية التي يفعلها أولا فأولا فإن عصارته تفتح أفواه العروق التي في المقعدة وتحث على الغائط حثا عنيفا متى غمست فيه صوفة وأدخلت في المقعدة ، وقد يخلط أيضا في الأدوية التي تحلل الخراجات والخنازير وسائر الصلابات ، وإذا اكتحل به مع العسل نفع من الماء النازل في العين وهو مع هذا ينفي الدماغ إذا استعط به وله من شدة القوة ما يبلغ بها إلى أنه إذا طلي به على مراق البطن أطلقها وأفسد الجنين ، وذلك أنه من غير هذا الوجه إن احتمل من أسفل كان أقوى الأدوية في إفساد الأجنة ، وجملة أصله أضعف عن عصارته إلا أنه أيضا قوي فهو لذلك يدر الطمث إذا شرب وإذا احتمل ، وينفع لأصحاب اليرقان لأنه ليس ينقي الكبد ويفتح سددها فقط بل قد ينقص أيضا المرار المنتشر في جميع البدن ويخرجه أيضا بالعرق ، ولذلك صار من بعد ما يشربه الشارب له قد ينبغي لنا نحن أن نحار له كل حيلة في اجتلاب العرق ، وينبغي أن يكون مقدار ما يشرب منه لا يجاوز ثلاثة مثاقيل ويشرب بشراب حلو وبماء العسل ، وبزره أيضا يجلو ولذلك صار يشفي داء الثعلب والكلف وجميع النمش وسائر ما هذا سبيله من العلل ، وهذا الدواء نافع للطحال الصلب إذا ضمد به طريا كان أو يابسا ، وفي الناس قوم يأخذون من أصله إذا يبس فيسقونه أصحاب الربو . ديسقوريدوس : إذا شرب الأصل مع الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغما كثيرا وكيموسا يابسا ، وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث ، وقد زعم بعض الناس أنه إذا تخطته امرأة حامل أسقطت ، وإذا شد في الرقبة أو في العضد منع الحبل وقد يشرب بالشراب للأدوية القتالة والسموم ، وخاصة لسم الأرنب البحري ، وإذا تضمد به كان بادزهرا لسموم الهوام ، وإذا خلط بالشراب أسكر ، وإذا شرب منه وزن ثلاثة مثاقيل بطلاء أو بماء القراطن ممزوجا بالماء القراح رقيقا أبرأ من اليرقان ، وينبغي أن يسقى من به اليرقان ويضجع في بيت حار ويغطي بثياب كثيرة ليعرق ولون ذلك العرق يشبه المرة الصفراء وقد يخلط ماؤه بالعسل ويستعط به لتنقية الرأس ويصير على صوفة ويحتمل في المقعدة لإسهال البطن ، وإذا لطخت السرة به والمراق والخاصرة لين البطن وطرح الجنين ، وإذا خلط ماؤه بعسل واكتحل به وافق الماء العارض في العين وضعف البصرة وقد يقع في أخلاط الأدوية القتالة للجنين ، وإذا خالط ماؤه بالخل ولطخ على المقعدة الناتئة ردها إلى داخل ، وقد يقشر ويدق ويعصر ويؤخذ ماؤه ويطبخ إلى أن يصير مثل العسل ويخزن ، والأصل أيضا ينقي البشرة ويذهب بالبثر وإذا خلط بالخل والعسل أو كان وحده أبرأ الخراجات ، وإذا تضمد به حلل الورم العارض في الطحال وينقى الكلف وداء الثعلب ويوافق التواء العصب والنقرس وطبيخه إذا صب على الرأس وافق القروح العارضة والشقاق العارض من البرد ، وإذا سخن مع الزيت العتيق وادهن به فعل ذلك وإسخانه على هذه الجهة يكون بأن يقور أصله ويملأ زيتا ويوضع على رماد حار وربما صير مع هذا الدواء شيء يسير من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طولى . | بخور مريم آخر : ابن الهيثم : هو نبات له ورق دقيق في صفة ورق النيل وعسلوج في ارتفاع الذراع رقيق في أصل كل ورقة عسلج صغير وفي طرفه رؤوس صفر كأنها شعبة من إكليل الشبث وبزره كبرزه ، وأصل هذا النبات إذا علق على المرأة منع الحبل . | بخور الأكراد : قيل إنه الحماما ، وقيل إنه النبات المسمى بالسريانية أندراسبون وبعجمية الأندلس بربطوره وهو الأصح لأن الأكراد في بلاد الشرق كثيرا ما يستعملونه في البخور وخاصة بديار بكر يعرف بها بالسباه بوه ، وسيأتي ذكر البربطورة في حرف الباء . | بخور البربر : هو بخور مورشكه أيضا وهو اليقطوم وبالبربرية أوسرعند ، ويقال سرعنت أيضا وسنذكره في حرف السين . | بختج : معناه بالفارسية مطبوخ والجمع بخاتج . | بدسكان : وبداسقان وبداسكان . ابن سرانيون : قيل أنه دواء مدر يجلب من أذربيجان . الرازي : هي الحشيشة التي يتخذ منها القبط الأسورة . ابن سينا : حشيشة يتخذ منها الزنج اسورة وهو بدل كشت بركشت . المجوسي : حار يابس ملطف محلل ينفع أصحاب البلغم والرطوبة . | الرازي : وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه ذرونج وكون كرماني بالسويه . | بذذ : الغافقي : هي عشبة لها ورق مشقق كورق الكزبرة وأغصان رقاق كثيرة خارجة من أصل واحد مائلة إلى الحمرة قليلا وأصل ذو شعب كثيرة رقاق لونها إلى البياض منتنة الرائحة تنبت في الزرع وهي تقلع الثآليل إذا ضمدت بها . | بذليون : معناه باليونانية راحة الأسد فيما زعم بعض المفسرين وهو المقل ، وسيأتي ذكره في حرف الميم . | برنجاسف : هو الأرطاماسيا باليونانية والشويلاء بالعربية . ديسقوريدوس : في الثالثة : أكثر نباته السواحل وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وهو لاحق بتمنش شبيه بالأفسنتين وفيه رطوبة تدبق باليد ومنه صنف أتم وأنضر أغصانا وأعظم ورقا من باقيه وباقيه أدق ورقا وله زهر صغار دقاق بيضاء ثقيلة الرائحة وزهرها يظهر في الصيف ، ومن الناس من يسمي بعض النبات المستأنف الكون في كل سنة النابت في حروف الأقرحة أقطاماسيا وهو نبات دقيق العيدان ساذج الساق صغير جدا ملآن من زهر شمعي اللون وهو أطيب رائحة من الصنفين اللذين ذكرناهما قبله . جالينوس في السادسة : اليونانيون يسمون البرنجاسف وهو الأرطاماسيا حشيشتين وكلتاهما يسخنان إسخانا يسيرا ويجففان تجفيفا أيسر منه فليوضعا على هذا القياس من الأسخان في الدرجة الثانية ومن التجفيف في الدرجة الأولى ممتدة وفي الثانية مسترخية ، ولهما أيضا لطافة يسيرة ولذلك صارا موافقين قليلا للحصاة المتولدة في الكليتين ولقروح الأرحام . ديسقوريدوس : وكل هذه الأصناف تسخن وتلطف وإذا طبخت بالماء وجلس النساء فيها وافقتهن لإدرار الطمث وإخراج المشيمة والجنين وانضمام فم الرحم وورم الرحم وتفتت الحصاة وقد تنفع من احتباس البول ، وإذا أخذ من هذا النبات شيء كثير فتضمد به أسفل البطن أدر الطمث وعصارتها إذا دقت وسحقت مع المر واحتملته المرأة أحدر من الرحم وأخرج ما يحدره ويخرجه بطبيخه إذا جلس فيه النساء ، وقد يسقى من جمة هذا النبات وزن ثلاثة درخميات لإحدار ما ذكرناه وإخراجه . ابن سينا : ينفع ضماده من الصداع البارد ضمادا ونطولا بماء مسلوقة وينفع من سدد الأنف والزكام . الغافقي : الأصفر الزهر أقوى فعلا من الأبيض الزهر نافع من السحر والدوار نطولا بماء طبيخه ، وإذا أحرق ونثر رماده على قروح الفرج جففها وإذا شرب منه مع العسل قتل الدود وحب القرع . | برشاوشان : وهو شعر الجبار وشعر الأرض وشعر الجن ولحية الحمار وشعر الخنازير والساق الأسود وساق الوصيف وهو كزبرة البئر . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق كورق الكزبرة مشقق الأطراف وأغصان سود صلبة دقاق طولها نحو من شبر وليس له ساق ولا زهر ولا ثمر ، وله أصل لا ينتفع به وينبت في أماكن ظليلة وحيطان المقابر الندية وعند المياه القائمة المجتمعة من سيلان العيون . جالينوس في السادسة : هذا دواء يجفف ويحلل ويلطف فهو لذلك ينبت الشعر في داء الثعلب ويحلل الخنازير والدبيلات ويفتت الحصاة إذا شرب ويعين على نفث الأخلاط اللزجة التي تخرج من الصدر والرئة ويحبس البطن وليس يتبين له حرارة معلومة ولا برودة معلومة بل هو في المزاج الحادث عن هاتين الكيفيتن المتضادتين في الدرجة الوسطى بينهما . ديسقوريدس : وطبيخ هذا النبات إذا شرب نفع من الربو ومن اليرقان ووجع الطحال وعسر البول وقد تفتت الحجارة ويعقل البطن ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الحيات والهوام ومن سيلان الفضول إلى المعدة ، وقد يدر الطمث ويقطع سيلان الدم ، وقد يضمد بهذا النبات للقروح الخبيثة المفرطة الرداءة ، وقد ينبت الشعر في داء الثعلب ويبدد الأورام التي يقال لها الخنازير ، وإذا خلط باللاذن ودهن الآس أو دهن السوسن والزوفا والشراب أمسك الشعر المتساقط ، وطبيخه أيضا إذا خلط بالشراب وماء الرماد وغسل به الشعر فعل ذلك ، وإذا خلط بعلف الديوك والسمانات واعتلفته قواها على الهراش ، وقد ينبت في حظائر الغنم لمنفعتها به في رد السقم عنها . ابن ماسويه : خاصيته إسهال المرة السوداء التي تعرض في المعدة والإمعاء والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم . الرازي : أن قوته تذهب سريعا وينبت الشعر إذا أحرق وغلف به . البصري : ينفع من القرع في الرأس . الزهراوي : قيل أنه إذا دق وهو أخضر وحمل على الجهة المخالفة من سهم وقع في البدن دفعه إلى الجهة المخالفة حتى يخرج . ابن سينا : نافع من النواصير والقروح الرطبة وينفع من غرب العين ورماده بالخل والزيت لداء الثعلب وداء الحية أو ماء رماده ينفع من الحزاز غسلا ومن جرب العين والبرشاوشان يخرج المشيمة وينقي النفساء وينفع شربا بالشراب لنهش الكلاب الكلبة . الرازي : في كتاب أبدال الأدوية : وبدله في النفع من الربو وزنه من زهر البنفسج ونصف وزنه من أصل السوسن . | بردى : سليمان بن حسان : هو الخوص وتعرفه أهل مصر بالعافر وهو نبات ينبت في الماء وله ورق كخوص النخل وله ساق طويلة خضراء إلى البياض عليه قيقلة كثيرة ويتخذ هذا النبات كاغد أبيض بمصر يقال له القرطيس فمتى قيل في الطب قرطاس محرق فإنما يراد به القرطاس الذي يكون من البرس . أبو العباس النباتي : هو معروف في كل البلاد ومنه النوع المسمى بالغافر ذكره ديسقوريدوس ، وهذا بصقلية موجود معروف بها وأهل البلاد يسمونه يبير بياءين معجمتين في النطق بنقطة واصلة من أسفلها بعدها ياء باثنتين من أسفل ثم راء ، ومن هذا النوع من البرس كانت تتخذ القراطيس المستعملة في الطب بالديار المصرية وقد جهلت الآن وهو عندهم في أماكن وبصقلية في بركة أمام قصر السلطان وفيه شبه من البردى إلا أن ورقه وسوقه طوال مستديرة خضر في غلظ عصا الرمح الصغير نحو القامة وأكثر ، وهي خوارة متفرقة تتشظى إذا رضت إلى شظايا دقيقة وربما صلحت أن تصلح منها الأرشية وفيها قوة وعلى أطرافها رؤوس مستديرة ضخمة كأنها رؤوس الثوم الكراثي إلا أنها أضخم ، عليها هدب ذهبي اللون مليح المنظر ، وصفة عمل القرطاس عند المصريين في الزمان الأول كانوا يعمدون إلى سوق النوع فيشقونها بنصفين من أولها إلى آخرها ويقطعونها قطعا ويوضع كل قطعة منها إلى لصق صاحبتها على لوح من خشب أملس ويأخذون ثمر البشنين ويلزجونه بالماء ويضعون تلك اللزوجة على القطع ويتركونها حتى تجف جدا ويضربونها ضربا لطيفا بقطعة خشب شبه الأرزية صغيرة حتى تستوي من الخشن فتصير في قوام الكاغد الصرف الممتلئ ويستعملونه في العلاج ديسقوريدوس في الأولى : بانورس وهو البردى ومنه تعمل القراطيس . جالينوس في السادسة : هذا نبات ليس يستعمل في الطب وحده لكنه متى نقع وأحرق صار نافعا وذلك أنه إذا نقع في الخل والماء والشراب أدمل الجراحات الطرية إذا لف عليها كما تدور إلا أنه في هذا الموضع إنما يقوم مقام مادة من المواد القابلة للأدوية الشافية ، وأما إذا أحرق فإنه يصير دواء مجففا على مثال الرماد والقرطاس المحرق وإنما الفرق بينه وبين القرطاس المحرق أن البردى والدبس المحرق أضعف من القرطاس المحرق . | ديسقوريدوس : وقد تستعمله الأطباء إذا أرادوا فتح أفواه النواصير فإذا أرادوا استعماله بلوه أولا بالماء ثم لفوا عليه وهو رطب كتانا وتركوه حتى يجف ثم أدخلوه في النواصير ، فإذا أدخل فيها وانتفخ يفتحها ، وأصله يغذو غذاء يسيرا وقد تمتصه أهل مصر ويطرحون ثفله وقد يستعملونه بدل القصب ، والبردى إذا أحرق إلى أن يصير رمادا واستعمل منع القروح الخبيثة التي في الفم وفي سائر الأعضاء من أن تسعى في البدن والقرطاس المحرق أقوى فعلا من البردى المحرق . سليمان بن حسان : والقرطاس إذا أحرق وأدخل في السنونات قبض اللثة قبضا جيدا ومنع سيلان الدم منها ، وإذا ذر على القروح والسحج المتولد عن الخف في العقب نفع من ذلك . المنهاج : رماد القرطاس يمنع نزف الدم وينفع من السعفة والرعاف وينقي القروح من المعدة إذا شرب منه درهم وشفع من قروح الرئة مع ماء السرطانات النهرية المطبوخة . ابن سينا : رماد القرطاس يمنع نزف الدم من الصدر . الغافقي : رماد القرطاس قد يقع في الحقن النافعة لقروح الأمعاء فينتفع به وإذا استنشق دخانه نفع من الزكام . ماسرحويه : والبردى إذا مضغه آكل الثوم والبصل أو شارب النبيذ قطع عنه رائحته . مسيح : والبردى مبرد في الدرجة الثانية ميبس مقبض باعتدال . أحمد بن أبي خالد : وقد يدق ورقه الأخضر ويسقى عصيره للطحال فينفعه منفعة عجيبة ، وإذا أحرق وسقي مع الخل للطحال نفعه أيضا ويطعم عرقه الغض لصاحب الطحال فينتفع به أيضا . | برطانيقي : ديسقوريدس في أول الرابعة : هو من النبات المستأتف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق الحماض البري إلا أنه أشد سوادا منه وعليه زغب ويقبض اللسان وله ساق وليس بعظيم ، وأصل دقيق قصير ، وقد تخرج عصارة هذا النبات وتجفف إما في الشمس وإما في النار . جالينوس في السادسة : ورق هذا النبات قابض يدمل الجراحات والعصارة أيضا التي تكون منه تقبض مثل قبض الورق ومن أجل ذلك قد يطبخ ويؤخذ ماؤه ويخلط من طريق أنه دواء نافع جيد لقروح الفم وهو مع هذا يشفي القروح التي قد تعفنت . ديسقوريدس : وله قوة قابضة تصلح خاصة للأوجاع العارضة في الفم والورم العارض في اللوزتين والقروح الخبيثة العارضة للفم وسائر ما يحتاج فيه إلى القوة القابضة التي تمنع العفونة . | برنج : وبرنق وبرنك وأبرنج أيضا . إسحاق بن عمران : هو بالفارسية حب صغير منقط بسواد وبياض مدور أملس في قدر حب الماش لا رائحة له وفي طعمه شيء من المرارة يؤتى به من الصين وهو المستعمل في ذاته . الشيخ الرئيس : حب هندي أو سندي وهو نوعان صغار عير مرقشة وكبار مرقشة وأفضلها الصغار . مسيح : وقوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة . حبيش : هو أقوى الأدوية كلها في إخراج حب القرع وأسرعها نفعا حتى أنه يلقى غشاء كاملا ، ثم لا يعود ويبول شاربه مثل لون البقم والشربة منه وزن عشرة دراهم مدقوقا منخولا مدوفا باللبن الحليب قال : ولذلك يخلط بالأدوية الكبار وله خاصية في تنشيف الرطوبات وقلع البلغم من المفاصل . ابن ماسويه : يخرج حب القرع والديدان والحيات المتولدة في البطن . | ماسرحويه : ينقص فضول البلغم من الإمعاء وقال بعض الأطباء : إن بدله وزنه ترمس ووزنه قنبيل أيضا . | بربينة : الغافقي : ويقال بربانة ويسمى بالبربرية أبو يموت وهو نبات له ورق طويل مشرف صغير فيه خشونة شديد الخضرة يضرب إلى السواد والخضرة والغبرة وله قضبان مربعة دقاق تعلو نحوا من ذراع وفي أطرافها زهر شبيه بزهرة الكزبرة على طول القضبان ومنه صنف آخر شبيه بهذا إلا أنه أكبر ورقا وأغصانا يفترش على الأرض في نباته وزهره يميل إلى الفرفيرية وكلا الصنفين إذا شرب ورق أحدهما قيأ بلغما لزجا ، وكان من أجود الأدوية المستعملة لذلك وهو ينوم ويحلل النفخ وينفع من الغشي ، وقد يشرب طبيخه لتسكين حرارة الدم وعصارته تطلى على الخنازير لتحللها . | برقا مصر : الغافقي ، قال صاحب الفلاحة النبطية : هي بقلة جلبت من مصر وتنشأ في مدخل الصيف وتزرع في آخر آذار وورقها متفرق متشعب شبيه بورق الخردل يطلع من أصلها كما يطلع الكرفس وفي طعمها حرافة طيبة تشبه طعم الرازيانج وهي هشة بغير لزوجة ويبرز في رأسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وبزرها ينفع الكبد إن أدمن أكله إذا كان فساده من برد ويزيل الخمار بقوة إذا مضغ منها مقدار درهم واحد وجرع عليه خل ممزوج ويقوي المعدة ويصلح مزاج البدن والأحشاء ، ويزيل إدمان أكلها الصفرة من الوجه وسائر البدن ، ولها خاصية في تفتيح السدد من الكبد والطحال واختصاص بمنفعة الطحال وتفتيح سدده وتصلحه وتدر البول وتكسو الكلى شحما وتسخنها وتنقي المثانة ومجاري البول ، وإن ضمدت بها المقعدة مع ورق الورد والسعد أصلحتها ، وإن أدمن شمها نقت من الدماغ الرياح الغيظة والباردة وقد توافق البواسير وتنفع من تغورها وتسكنها بالتضميد وإدمان أكلها . | برقاكطرا : هو الكوبهان بالفارسية ، وسيأتي ذكره في حرف الكاف . | برسيانا : الغافقي قال صاحب الفلاحة : هي بقلة فيها حرافة يسيرة طيبة تبزر بزرا في رأسها بلا ورد يتقدمه في أول تموز مطيبة للنفس مسخنة للمعدة باعتدال مقوية لها وللكبد طاردة للرياح بمهل وتفش لطيف وهي كثيرة بأرض بابل واتخذها الناس في البساتين وهي تحد البصر وتقوي الدماغ والروح النفساني ، وإذا طلي شيء من مائها مع ورق ورد مطحون مرتين أو ثلاثة في الحمام قلع الآثار السود الباقية من الجرب وغيره من الآثار ، وإن استفطرت هذه البقلة حدث فيها قرنفلية وصارت مثل الباذرنبويه وفعلت من تقوية القلب وتطيب النفس أفعالها كلها . | برنوف : هو من نبات أرض مصر وبها تسمى هكذا . التميمي في المرشد : ويقال له الشابانك والشابالج أيضا وهو كثير الوجود بمصر ، وقد يكبر شجره حتى يقارب شجر الرمان في العظم وكثرة الأغصان والورق ، وورقه أشبه شيء بورق وعيدان البيلسان ، وقد يشبه أيضا ورق الزعرور غير أن ورقه أغبر مزغب وله رائحة حادة بشعة فيها ثقل على الطباع تقرب من روائح فروع الشجر المسماة بخور مريم ، ويزهر زهرا كثيرا في عناقيد شبيهة بنبات الغاسول وفي وسط زهره زغب يضرب في لونه إلى الصفرة يشاكل زهر القيصوم في المنظر وهو حار في الدرجة الثانية يابس فيها ، وقد تنفع عصارة ورقه من أوجاع الصبيان ومن الصرع الذي يعرض للأطفال منفعة بالغة عظيمة إذا حل النيلج بماء هذه الشجرة ومسح على مفاصلهم وآنافهم وأصداغهم ورقابهم وبطون أكفهم وأسافل أقدامهم ، وهو طراد للرياح الغليظة الباردة إن سقوا من عصير ورقه وزن درهم بلبن أمهاتهم وأظآرهم وشم ورقه نافع من الزكام مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ ولما يعرض في المنخرين من السدد والرياح ، وإذا سقي الأطفال منه عند الوجع العارض في أجوابهم والأمغاص العارضة لهم من الرياح الباردة ينفعهم ويطرد الرياح الكائنة في بطونهم ويقوي معدهم ويقطع عنهم سيلان اللعاب ، وقد ينفع من الأوجاع الحادثة من احتراق البلغم وانقلابه إلى المرة السوداء ، وإن شرب الرجال والنساء من عصارته أعني ماء ورقه الرطب عند الإمغاص ووجع القولنج مع يسير من الجاوشير نفعهم وحال الإمغاص عنهم وأطلق الطبيعة ، وقد يسعط بعصارة ورقه مع الدهن المعتصر من ثمر الكهنايا أو مع الجندبادستر مع عصارة السذاب الرطب ودهن اللوز المر أصحاب الأيليميسا ثلاثة أيام فينتفعون به نفعا بينا . | برد وسلام : هو لسان الحمل ، وسيأتي ذكره في حرف اللام . | برهليا : هو بزر الرازيانج بالسريانية ، وسنذكره في حرف الراء إن شاء الله تعالى . | برشيان دارو : وهو عصا الراعي ، وسنذكره في حرف العين . | بروانيا : هي الكرمة البيضاء وهي الفاشرا بالسريانية وسنذكره في حرف الفاء . | برنجمشك : البر نجمشك بالباء هو الحبق القرنفلي عن ابن ماسوية وغيره من الأطباء ، وعند الرواة من أهل اللغة بالفاء المروسة ، وسنذكره في حرف الفاء . | برغشت : هو بالفارسية الثملول والغملول أيضا وهو القنابري بالنبطية وسنذكره في حرف القاف . | بربر : هو ثمر الأراك بالعربية وقد ذكرته في حرف الألف . | برنيس : هو البزر قطونا . | بر : هو الحنطة وسيأتي ذكرها في حرف الحاء . | برنيس : هو صنف من البلوط يقال له بعجمية الأندلس الشونير وهو النهش أيضا وسيأتي ذكر البلوط في هذا الحرف فيما بعد . | برقوق : يقال على المشمش ببلاد المغرب والأندلس أيضا ويقال بالشام على نوع من الإجاص صغير إذا نضج جلاء وهو كثير بغزة من أرض الشام . | برهفانج : قيل أنه المرو وفي المجوسي البرهفانج صنفان أحدهما طيب الرائحة وهو المرماخور ، وسيأتي ذكره في حرف الميم . | برم : هو إسم لزهر نوع من شجر السبط يكون ببغداد طيب الرائحة في غاية يتخذ في بساتينهم . | برواق : هو الخنثى عند أهل المغرب وسنذكر الخنثى في حرف الخاء ، وأما البروق بغير ألف بين الواو والقاف فهو غيره ولكنه فيه بعض مشابهة منه . | بزر قطونا : هو الأسفيوس بالفارسية وقسليون باليونانية وتأويله البرغوثي . ديسقوريدوس في الرابعة : نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قوريوس وعليه زغب وقضبان طولها نحو من شبز وابتداء حمته من وسط الساق وفي أعلاه رأسان أو ثلاثة مستديرة فيها بزر شبيه بالبراغيث أسود صلب وهو المستعمل وينبت في الأرضين المحروثة . جالينوس في الثامنة : أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بارد في الدرجة الثانية وسط ما بين الرطوبة واليبس معتدل . | ديسقوريدوس : له قوة مبردة إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل والأورام الظاهرة في أصول الآذان والخراجات والأورام البلغمية والتواء العصب ، وإذا ضمدت به قيل الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها وإذا احتيج أن يتخذ منه هذا الضماد أعني الذي لقيل الصبيان وسررهم ، فينبغي أن يؤخذ مقدارا كسويافن ويسحق وينخل وينقع في قوطولين من ماء وإذا جمد الماء ضمدت به وهو يبرد تبريدا قويا . ابن ماسويه : أجوده الكثير الخصب الذي يرسب في الماء . إسحاق بن عمران : يبرد الحرارة ويلين الخشونة ويطفىء العطش إذا ضرب في الماء حتى يرخي لعابه وشرب أطلق الطبيعة ورطب الأمعاء وذهب باليبس الحادث فيها من أسباب الصفراء ولخاصته إذا مزج مع دهن البنفسج برد حرارة الدماغ ولين الشعر ورطبه ومنع من تشققه وذهب بتقصيفه وطوله ويفعل ذلك أياما تباعا . | حبيش : إن سقي منه قليلا نفع من لهيب المرة الصفراء وفوران الدم الحاد والحميات الحادة الحريفة وإن سقي لعابه المبرسمين نفعهم وسكن عطشهم وهو يسهل الطبيعة إذا سقي نيئا غير مقلو فيشرب منه وزن درهمين منقعا بالماء الحار حتى تخرج لزوجته ويشرب كذلك مع السكر الأبيض والجلاب أو السكنجبين . الشيخ الرئيس : يسكن الصداع ضمادا ويقطع العطش الشديد لعابه مع دهن اللوز ويقطع العطش الصفراوي والمقلو منه ملتوتا بدهن الورد قابض ويشرب منه وزن درهمين فيعقل البطن وينفع من السحج وخصوصا للصبيان . أهرزالقس : يسكن الغم والمغص والزحير والصداع ويلين الخشونة التي تكون في الفرج والأمعاء . غيره : يفتح ما من شأنه أن ينفتح ويلين خشونة الفم والصدر ويسكن لذع المعدة وليتحفظ من سحقه والإكثار من شربه فإنه ربما أضر جدا . ديسقوريدوس : في مداواة السموم وإذا شرب البزر قطونا عرض منه البرد في جميع البدن مع خدر واسترخاء وغثيان النفس وينتفع شاربه بما ينتفع به من شرب الكزبرة الرطبة . الرازي : ربما حدث عن شربها إذا دقت وأكثر منها غم وكرب وضيق نفس وسقوط القوى والنبض والغشي وربما قتل شاربه . حبيش بن الحسن : من أضر به البزرقطونا المدقوقة فاسقه العسل بالماء الحار وماء الشبت وقيئه . غيره : ويدفع مضرته أيضا الاسفيدباجات والمثلث والفلفل . بعض الأطباء : وبدله في تليين الطبيعة حب السفرجل وفي التبريد والترطيب بزر البقلة الحمقاء . | بزر الكتان : أبو حنيفة : البزر حب جميع النبات والجمع بزور وقد خص به حب الكتان فصار إسما له علما وقد يكسرونه فيقولون بيزر . جالينوس في السابعة : إن أكل بزر الكتان وحده ولد نفخة ولو كان مقلوا ، وإذا كان كذلك فهو ممتلىء من الرطوبة الزائدة الداخلة وحبس الفضول بحسب ذلك وهو مع هذا حار في نحو الدرجة الأولى وسط في الرطوبة واليبس . وقال في كتاب الأغذية : هو رديء للمعدة عسر الانهضام والذي يناله البدن منه من الغذاء مقدار يسير وليس يجوز لك أن تمدحه ولا أن تذمه في إطلاق البطن ويخالطه أيضا شيء يسير من القوى المدرة للبول وأبين ما يظهر ذلك فيه على الاستقصاء إذا أكله إنسان من بعد أن يقلي ، وإذا فعل به ذلك كان حابسا للبطن وأهل القرى كثيرا ما يستعملونه بأن يخلطوا معه بعدما يقلونه ويطبخونه عسلا . ديسقوريدوس في الثانية : بزر الكتان قوته شبيهة بقوة الحلبة ، وإذا خلط نيئا بالعسل والزيت والماء حلل الأورام البلغمية ولينها ظاهرة كانت أو باطنة ، وإذا تضمد به مع التين والنطرون قلع الكلف والبئر اللبني ، وإذا خلط بالماء حلل الأورام العارضة في أصول الآذان والأورام الصلبة ، وإذا طبخ بالشراب قلع النملة والصنف من القروح الي يقال لها الشهدية ، وإذا خلط به جزء مساو له من الحرف مع العسل نفع من تشقق الأظفار وتقشيرها ، وإذا خلط بالعسل ولعق أخرج الفضول التي في الصدر وسكن السعال ، وإذا خلط بالعسل والفلفل واستعمل بدل الناطف ، وأكثر منه حرك شهوة الجماع ، وقد يحقن بطبيخه للذغ الأمعاء والرحم وإخراج الفضول وإذا جالس النساء في طبيخه نفع من الأورام العارضة في الأرحام كما ينفع طبيخ الحلبة . أبو جريج : إنه نافع لقروح الكلي والمثانة وينضج الجراحات إذا ضمدت به وإذا شرب محمصا أنضج السعال البارد الرطب ، وإن شرب نيئا أسهل الطبيعة ، الطبري : إن وضع على الظفر أصلح ما فيه من الفساد والتشنج . ابن ماسويه : خاصته أنه إذا ضمدت به الأظفار المبيضة مع الموم والعسل أصلحها ، وهذا الفعل خاصته وهو زائد في المني نافع من وجع الأمعاء والصدر . ماسرجويه : طبيخه يضرب مع الدهن ويحتقن به لقروح الأمعاء فيعظم نفعه . الرازي في الحاوي : هذا جيد في تسكين الوجع واللذع . الإسرائيلي : وإذا خلط بزر الكتان بالبورق والرماد وعمل منه ضماد قلع الثآليل . الشريف : وإن سحق وعجن بالماء النار وخضب به الرأس ثلاث ليال نفع من الصداع الحار والأورام وبدله مثل حلبة . الغافقي : بزر الكتان يجلو وينضج وينفع من وجع الرئة إذا شرب منه وزن ثلاثة دراهم ويسكن الأوجاع قريبا من تسكين البابونج وهو رديء للبصر وضماده ينضج الأورام ويحللها وينفع من القوباء والقروح . لي : بزر الكتان ذكره ابن واقد في مفرداته في الدرجة الأولى الحار اليابس فيها ، وأورد فيه الذي قالته الأطباء ثم قال ماسرجويه يطرح الولد بسرعة ويسهل الماء بقوة . وقالت الخوز : لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء . | قال المؤلف عبد الله بن أحمد العشاب : ليس في بزر الكتان شيء من هذه القوى التي حكاها ابن وافد عن ماسرجويه وعن الخوز معا ، بل وهم في ذلك بسبب أنه نقل ما نقله من كتاب الرازي الملقب بالحاوي ، وفيه في حرف الكاف كتان أورد فيه كلامه وكلام الأطباء إلى أن استوفى الباب ، ثم ترجم على دواء آخر وهو كما يشير وقال فيه قال ماسرجويه : وأورد الكلام المتقدم الذي أورده ابن واقد بنصه حتى أنهاه ، ثم أورد فيه أيضا عن الخوز الكلام الذي أورده ابن واقد في بزر الكتان بنصه ، فأحسب أنه نقل من نسخة من نسخ الكتاب المذكور قد سقط منها ترجمة كماشير فاختلط عليه الكلام فأدخل قوته في قوة بزر الكتان ، وأيضا فإن الشريف الأدريسي قال في مفرداته بهذا القول ، وتابع ابن واقد فيه فغلط بغلطه كما بيناه . | بسفايج : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت بين الصخور التي عليها خضرة وفي سوق شجر البلوط العتيقة على الأشنة طولها نحو من شبر ويشبه النبات المسمى بطارس عليه شيء من زغب وهو مشرف وليس تشريفه بدقيق مثل بطارس ، وله أصل غليظ عليه شيء من زغب أيضا ، وله شعب وهو شبيه بالحيوان المسمى أربعة وأربعين وغلظه مثل غلظ الخنصر ، وإذا حل ظهر ماء لون داخله أخضر وطعمه عفص مائل إلى الحلاوة . جالينوس في الثامنة : الأكثر في مذاقه الحلاوة والقبض معا فقوته على هذا القياس قوة تجفف تجفيفا بليغا من غير أن تلذع . ديسقوريدوس : وقوة هذا الأصل مسهلة وقد يعطى منه مطبوخا مع بعض الطيور أو السمك أو السلق أو الملوخيا ، وإذا جفف وسحق وذر على الشراب المسمى مالقراطن أسهل بلغما ومرة ، وإذا تضمد به كان صالحا لالتواء العصب والشقاق العارض فيما بين الأصابع . | إسحاق بن عمران : قوته الحرارة في الدرجة الثالثة واليبوسة في الدرجة الثانية . حبيش بن الحسن : خاصته إسهال المرة السوداء في رفق إذا شرب مفردا مع السكر وخلط مع بعض المطبوخات أو مع بعض المعجونات ، وكان بعض المتطببين يحتال به لمن يكون شديد الكره لشرب الدواء بأن يلقيه مدقوقا في بعض الأطعمة فيسهله به المرة السوداء في رفق ، ومقدار الشربة منه مفردا مع السكر درهمان ومطبوخا مع غيره أربعة دراهم . أبو جريج : اختر منه ما غلظ عوده وقرب من الحمرة لونه وكان حديثا قد اجتني من عامه وفيه إذا ذقته طعم مرارة خفية تشبه طعم القرنفل . ابن ماسويه : خاصيته إسهال المرة السوداء والبلغم من غير مغص ولا أذى ، ومن خلطه بالأدوية المطبوخة مثل النحتج لم يحتج إلى إصلاحه بشيء أكثر من دقه وخلطه بها والشربة منه مطبوخا أو منقوعا ما بين درهمين إلى خمسة دراهم وإن كان غير مطبوخ ولا منقوع ما بين درهم إلى درهمين . ابن سرانيون : يسهل الخلط البلغمي اللزج المخاطي من المعدة والمفاصل ويحدث الغثيان ويجب أن يسحق من أصله مقدار مثقالين ويشرب مع ماء العسل وماء الشعير . للرازي : يحل القولنج ويقع في المطبوخ مع الأفتيمون . | ابن سينا : محلل للنفخ والرطوبات مفرح لا بالذات بل بالعرص لأنه يستفرغ الجوهر السوداوي من القلب والدماغ والبدن كله . التجربتين : المستعمل منه هو الغليظ الفستقي الكسر إذا كان أخضر وإذا جف وما كان على غير هذه الصفة فليس بشيء وإسهاله بالجملة لجميع الأخلاط التي تصادف في المعدة والأمعاء ، ولذلك يسهل لبعض الناس الأخلاط البلغمية والصفراوية بحسب ما يجدها في المعدة والأمعاء ولا يسهل لهم السوداء ، لكنه في الأجسام التي غلبت عليها السوداء يسهلها إسهالا ظاهرا ، وينفع من جميع علل السوداء ويسهلها برفق مفردا مطبوخا ومنقوعا من أوقية فما دونها ويطبخ مع الإحساء وفي ماء الشعير وفي مرق الديوك الهرمة وتطيب مرقتها بالزنجبيل والشمار الأخضر فيخفى أمره على من يصعب عليه أخذ الدواء المسهل . أحمد بن أبي خالد : إذا سقي منه كل يوم درهمان ونصف في مقدار سكرجة من ماء لب الخيار شنبر ووالى عليه سبعة أيام نفع أصحاب داء الماليخوليا والجذام . وقال بعض الأطباء : وبدله في إسهال المرة السوداء نصف وزنه من الأفتيمون وربع وزنه من الملح الهندي . | بسباسة : ديسقوريدوس في الأولى : ماقر وتسميه أهل الشام الداركيسة ، وزعم قوم أنها البسباسة وهو قشر يؤتى به من بلاد ليست من بلاد اليونانيين لونه إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جدا . | ابن سمحون ، قال الإسكندراني : البسباسة مركبة من جواهر مختلفة لما فيها من الأرضية الكثيرة الباردة واللطافة والحرارة اليسيرة متيبس لذلك يبسا قويا وتخلط في الأدوية التي تنفع من استطلاق البطن وهي في اليبوسة في الدرجة الثانية ، وأما في الحرارة والبرودة فمتوسطة لا يغلب أحدهما الآخر . ديسقوريدوس : وقد تشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء واستطلاق البطن وسيلان الفضول إليها . إسحاق بن عمران : البسباسة قشور جوزبوا الذي يكون فوق القشرة الغليظة وهي لباسه وقشره الغليظ لا يصلح لشيء وثمره يصلح للطيب وأجود البسباسة الحمراء وأدناها السوداء وهي نافعة للطحال تقوي المعدة الضعيفة وتزيل الرطوبة التي فيها . | ابن سينا : هي تشبه أوراقا متراكمة يابسة متغضنة إلى الحمرة والصفرة كقشور وخشب وورق تحذي اللسان كالكبابة حارة يابسة في الثانية ، ولا شك في حره ويبسه ويحلل النفخ وفيه قبض ويطيب النكهة ويحلل الصلابات الغليظة إذا وقع في القيروطي وينفع من السحج وهي جيدة للرحم . مسيح : شبيهة القوة بجوزبوا ولكنها ألطف من جوزبوا ، وتنفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحتها ، وإذا استعط منها بالماء ودهن البنفسج نفعت من وجع الرأس الذي يكون من البلة والشقيقة . التجربتين : قد تنفع من الاستطلاق المزمن وقرحة الأمعاء المزمنة في آخرها وتقع في أدوية نفث الدم وتنفع من سلس البول البارد السبب إذا أدمن عليها مفردة ومع غيرها ، وهي في الأضمدة أقوى فعلا لسلس البول خاصة ، وكذا أدوية سلس البول كلها فالأضمدة أقوى من المشروب ووضعها على السرة والفقار . ساذوق : وبدلها إذا عدمت ثلثا وزنها من جوزبوا . | وقال غيره : بدلها وزنها جوزبوا . | بسذ : هو العزول وهو المرجان أيضا . ديسقوريدوس في الخامسة : فرواليون وهو فيما زعم بعض الناس البسذ يقال : إنه نبات بحري ينبت في جوف البحر ، وإنه إذا أخرج من البحر لقيه الهواء فاشتد وصلب وقد يوجد كثيرا في الجبل الذي يقال له ماخونس الذي عند المدينة التي يقال لها سوراقوما ، وأجود ما يكون منه الأحمر الشبيه بالجوهر الذي يقال له سريقن وهو فيما زعم بعض الناس الأسرنج أو بالمشبع اللون من الجوهر الذي يقال له صندفس وهو فيما زعم بعض الناس الزنجفر سريع الانعزال في جميع أجزائه متساوي الأجزاء ، رائحته شبيهة برائحة الطحلب البحري كثير الأغصان شبيه في شكله بشجر السليخة ، وأما ما كان منه متحجرا موشى متخرما رخوا فإنه رديء وقوة هذا الدواء قابضة مبردة باعتدال وقد يقلع اللحم الزائد في القروح ويجلو آثار القروح العارضة في العين ، وقد يملأ القروح العميقة لحما وينفع نفعا بينا من نفث الدم ويوافق من به عسر البول ، وإذا شرب بالماء حلل ورم الطحال ، ومنه صنف آخر وهو أسود اللون شبيه في شكله بالشجرة وهو أكثر أغصانا من الأول ورائحته مثل رائحته وقوله مثل قوته . أرسطوطاليس : البسذ والمرجان حجر واحد غير أن المرجان أصل والبسذ فرع ينبت والمرجان متخلخل مثقب ، والبسذ ينبسط كما تنبسط أغصان الشجرة ويتفرع مثل الغصون ، والبسذ والمرجان يدخلان في الإكحال وينفعان من وجع العيون ويذهبان الرطوبة منها إذا اكتحل بهما أو يجعلان في الأدوية التي تحل دم القلب الجامد فينفعان من ذلك منفعة بينة . ابن سينا : بارد في الأولى يابس في الثانية يقوي العين بالجلاء والتنشيف للرطوبات المستكنة فيها خصوصا محرقا مغسولا ويصلح للدمعة ويعين على النفث ، وكذا الأسود لا سيما محرقه المغسول وهم من الأدوية المقوية للقلب النافعة من الخفقان وفيه تفريح لخاصية فيه تعينه بالسوس تنشيفه وتمتينه بقبضه . مسيح الدمشقي : حابس للدم منشف للرطوبات . بولس : يجفف تجفيفا قويا ويقبض بعض القبض ويصلح لمن به دوسنطاريا . ابن ماسه : فيه لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين وبياضها وكثرة وسخها كحلابه ، وهو يجلو الأسنان جلاء صالحا . | الرازي كتاب خواصه قال الاسكندر : إن علق البسذ في عنق المصروع أو في رجل المنقرس معهما . إسحاق بن عمران : إن سحق واستيك به قطع الحفر من الأسنان وقوى اللثة . أحمد بن أبي خالد : زعم جالينوس أن البسذ المحرق إذا أخذ منه وزن ثلاثة دوانيق وخلط به دانق ونصف من الصمغ العربي وعجنا ببياض البيض وشربا بالماء البارد كان نافعا من نفث الدم ، وبالجملة أن البسذ المحرق إذا أدخل في الأدوية التي تحبس الدم من أي عضو ينبعث قواها وأعان على حبسه . قال : وإحراق البسذ يكون على هذه الصفة يؤخذ منه قدر أوقية فتصير في كوز فخار جديد ويطين على رأسه ويوضع في التنور وقد سجر من أول الليل ويخرج بعد ما يحرق ويستعمل بعد ذلك ، وهكذا يكون إحراق الكهربا أيضا . ابن الصائغ : يقع في أدوية العين مسحوقا للبثور ويجلو في مثل الظفرة وما أشبهها . مجهول : يقال إنه إذا سحق وقطر في الأذن مدافا بدهن البلسان نفع من الطرش . كتاب الأبدال : وبدله في حبس الدم وزنه دم الأخوين . | بستان أبروز : سليم بن حسان : وهو نبات يعلو في قدره أكثر من ذراع له قضبان طوال عليها ورق كورق القثاء ، رفي أطراف أذرعه وشائع لونها فرفيري مليح المنظر وليس له رائحة عطرية ، وأول من عرف هذا الدواء بالأندلس يونس الحراني ، وماؤه إذا شرب معصورا نفع من الدواء القتال الذي يقال له أمونيطن وهو خانق النمر وهو البتال عند شجاري الأندلس . | المجوسي : نواره بارد يابس يسكن الحرارة التي تكون في المعدة والكبد إذا شرب من مائه المطبوخ فيه بالجلاب والسكنجبين . | بسر : جالينوس في أغذيته : وأما في البلدان التي ليست حرارتها بقوية جدا فإن البسر لا ينضج ولا يصير رطبا مستحكما ولا يمكن بسبب ذلك أن يشمس ويخزن فيضطر لذلك أهل هذه البلدان إلى أن يأكلوا البسر حتى يفنى فيمتلىء بدن من يأكله خلطا نيئا خاما ويصيبهم اقشعرار ونافض غير ما يسخن ويحدث في أكبادهم سددا . ديسقوريدوس : والبسر أشد قبضا من العشب غير أنه يصدع وإذا أكثر من أكله أسكر ، وأما بسر الصعيد فإن طبيخه بالماء إذا مزج مع عتيق الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب سكن الالتهاب وقوى الحرارة الغريزية ، وإذا أكل أيضا فعل ذلك ، وقد ينبذ منه نبيذ يفعل فعله ، وطبيخه إذا شرب وحده قبض قبضا شديدا وشد . ابن ماسويه : هو حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية ، ودليل حرارته الحلاوة التي فيه ، ودليل يبسه عفوصته ودبغه ، ولذلك كان نافعا للثة والمعدة وعقل الطبيعة ويولد قراقر ورياحا ونفخا ، ولا سيما إذا شرب على أثره الماء ، والمختار منه ما كان هشا حلوا لأنه إذا كان كذلك لم يبطىء في المعدة كنحو بسر الجيسوار وبسر السكر وما أشبههما من البسر المنتهي في النضج الشديد الهشاشة ومص ماؤه وألقي ثفله وهو أحد من أكله بثفله . | بسباس : هو الرازيانج عند أهل المغرب والأندلس أيضا . | بشعيرا : هو السرخس من الحاوي وسيأتي ذكره في حرف السين . | بسبيلة : هو نوع من الجلبان كبير الجثة أخضر اللون وهو عند أهل مصر أفضل من الجلبان . | بستيناج : هي الحسكة والاخلة بالديار المصرية جميعها وهي من أنواع كثيرة ، وبزرها إذا أغلي بخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان . | بشام : أبو حنيفة : هو شجر ذو ساق وأفنان شكعة كبيرة غير بسيطة وورق صغار أكبر من ورق الصعتر ولا ثمر له ولا لبن أبيض ، وهو شجر طيب الرائحة والطعم يستاك بقضيبه ومنابته الحزون والجبال وورقه يسود الشعر . أبو العباس النباتي : رأيته بمقربة من قديد وهو بجبال مكة كثير جدا وأغصانه وورقه يشبهان أغصان البلسان إلا أن البشام يميل إلى الاستدارة ، وبذلك يبعد عن الشبه بورق السذاب ، وشجره أكبر بكثير جدا منه ، وزهره دقيق ما بين الصفرة والبياض ، وثمره عناقيد كثمر المحلب وعرب البوادي يأكلونه ، وكلما قطعت من ورقه ورقة أو شدخت غصنا من أغصانه ظهرت منه في ذلك الموضع دمعة رطبة بيضاء ، ثم تصير مائلة إلى الحمرة لزجة عطرية الرائحة والشجر كله عطر ذكي الرائحة وطعم ورقه حلو فيه يسير لزوجة ، وثمره هو المعروف عند الجميع من الصيادلة ببلادنا بالأندلس وبغيرها من أقطار الأرض في زماننا هذا بحب البلسان يؤتى به إلى مكة ويباع ويحمل منها إلى البلاد ، وقد تحققت شجرته وثمره على الصفة الموجودة بأيدي الناس ، ومن الناس من يزعم أن البشام لا يثمر والأمر بخلاف زعمه إلا أن ذلك في بعض الجهات دون بعض كالذي يكون منه الغبيرا أو الحناء أو غيره من الشجر ، ومن البشام أيضا نوع آخر يسمى البكاء لم أقف عليه ، واستخبرت عنه الأعراب فوصفوه لي ، وقد كتبت صفته في موضع آخر ، والفرق بينهما يعلمه من يطيل الاختبار . | بشنه : الغافقي : هو نبات دقيق له أغصان كثيرة دقاق يخرج من أصل واحد مفترش على الصخور وهي منابته طولها طول أصبع معقدة مثل نبات الشريرة وخضرتها تميل إلى الصفرة والبياض ، وله ورق دقيق مدور كأن عليه زغبا دقيقا وعليه دبقية كثيرة كأنه غمس في العسل ، وله زهر دقيق جدا أبيض يخلفه زهر يشبه حب الكزبرة دقيق في غلاف صغار فيه مرارة وقبض يسير ، وإذا طبخ وشرب طبيخه نفع النفخ والرياح ويفتح السدد وينفع من عسر النفس وينفع من حساء الطحال . | بشمه : أبو العباس النباتي : هو بباء بعدها شين معجمة ساكنة بعدها ميم مفتوحة بعدها هاء إسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتى بها من اليمن وهي أيضا باطرابلس من المغرب كثيرا حجازية ومما يؤتى بها إلينا من بلاد السودان من كوار وغيرها من بلدانهم وهي أكبر قليلا من الحجازية ، ويزعمون أنها أكبر من تلك وكثيرا ما يستعملونها في أمراض العين ضمادا وذرورا وغير ذلك من أمراضها فيستعملونها للجلاء وإخراج القذى من العين والنفع من الغشاوة وغير ذلك من أمراضها . أما أهل البلاد المصرية فيستعملونها أيضا كثيرا مع شراب الجلاب والزعفران والماميران بماء الورد لأكثر علل العين . البصري : غيره حارة يابسة وفيها قبض ، وتنفع من رمد العين وأوجاعها . | بشنين : ديسقوريدوس في الرابعة : لوطوس الذي يكون بمصر ينبت في الماء إذا أطبق النيل على أرض مصر ، وهو نبات له ساق شبيه بساق الباقلا ، وزهر أبيض شبيه بالشعر ، ويقال : إنه ينبسط إذا طلعت الشمس وينقبض إذا غربت ، وأن رأسه إذا غربت الشمس غاص في الماء ، وإذا طلعت ظهر على وجه الماء ، ورأسه يشبه العظيم من رؤوس الخشخاش ، وفي الرأس بزر شبيه بالجاورس وتجففه أهل مصر ويطبخونه ويعملون منه خبزا ، وله أصل شبيه بالسفرجلة ويؤكل نيئا ومطبوخا وطعمه مطبوخا يشبه طعم صفرة البيض . لي : هو كثير الوجود بالديار المصرية معروف بها جدا إذا أطلق عليها ماء النيل نباته نبات النيلوفر وهو عندهم صنفان : منه ما يسمى بالجزيري ، والآخر يسمى الأعرابي ، وهو أفضل عندهم وأجود ويصنع من زهره دهن كما يتخذ دهن السوسن والنيلوفر ، وهو عندهم محمود في البرسام سعوطا به مجرب ، وأما أصله فيعرف بالبيارون ، وأصل الأعرابي أفضل من أصل النوع الآخر وفيه أدنى عطرية فيها شبه من روائح السعد ، ويطبخ مع اللحم فيأتي في لونه شبيه بصفرة البيض التي تميل إلى يسير بياض ، وفي بعضه مشابهة بطعم الكمأة إلا أنه يميل إلى الحرارة يسيرا ، وقيل : إنه يزيد في الباه ويسخن المعدة ويقطع الزحير . وقال ابن رضوان في مفرداته : إنه مقو للمعدة ، وقد اعتبرته فوجدته غذاء ليس بالرديء . | بشبش : بضم الباءين والشينان معجمتان وهو ورق الحنظل ، وسيأتي ذكره في حرف الحاء . | بشكراني : بعجمية الأندلس هو الأشخيص بالعربية وقد مضى ذكره في حرف الألف . | بشلشكة : إسحاق بن عمران : هي بالأندلسية الجنطيانا بالرومية ، وسيأتي ذكره في الجيم . | بصل : جالينوس في السابعة : هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وجوهره غليظ فهو لهذا السبب إذا دخل في المقعدة فتح أفواه العروق وأثر الدم منها ، وإذا طلي بالخل منه في الشمس على موضع البهق أذهبه ، وإذا دلك به داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع ما ينبته زبد البحر ، وإن عصر البصل وعزلت عصارته كان الثخين الذي يبقى منه بعد العصارة جوهره جوهر أرضي حار شديد الحرارة ، وأما العصارة فتكون مائية حافة ، ومن أجل ذلك صارت نافعة من الماء النازل في العين ومن الظلمة في البصر إذا كانت من أخلاط غليظة إذا اكتحل بها من قبل مزاج هذا الجرم ، وبهذه العصارة صار البصل الذي مزاجه إلى اليبس أكثر في توليد الرياح والنفخ أقل . ديسقوريدوس في الثانية : المدور الأحمر منه أشد حرافة من الأبيض ، واليابس أشد حرافة من الرطب والطري النيء منه أشد حرافة من المشوي ومن المعمول بالخل والملح ، وكل البصل لذاع مولد للرياح فاتق لشهوة الطعام ملطف معطش مغث مقيىء وينفع البصر وملين للبطن مفتح لأفواه العروق والبواسير ، وإذا احتيج إليه في فتحها قشر وغمس في زيت واحتمل في المقعدة ، وماء البصل إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر ومن القرحة العارضة في العين التي يقال لها ارعاما وهي قرحة تعرض في العين فإن كانت في بياض العين رؤيت حمراء ، ومن القرح العارض في العين التي يقال له ماغاليون وابتداء الماء ، وإذا تحنك به نفع من الخناق وقد يدر الطمث ، وإذا استعط به نقى الرأس ، وقد يعمل من مائه ضماد لعضة الكلب إذا خلط بملح وسذاب وعسل ، وإذا خلط بالخل وتلطخ به في الشمس أبرأ البهق ، وإذا خلط بمثله من التوتيا سكن حكة العين ، وإذا خلط بالملح ووضع على الثآليل التي يقال لها لينوا ذهب بها ، وإذا خلط بشحم الدجاج نفع من السحج العارض في الرجلين من الخف ، وإذا قطر وحده في الأذن نفع من ثقل السمع وطنينها وسيلان القيح منها ومن الماء إذا وقع فيها ، وإذا دلك على داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع من القونيون وهو زبد البحر وقد يصدع ، وإذا أكثر من أكله في الأمراض عرض منه المرض الذي يقال له لينغرس ، وإذا طبخ كان أشد إدرارا للبول . ابن ماسويه : يزيد في الباه ويهيج شهوة الجماع إن أكل مسلوقا بالماء ، وإن دق وهو نيء وشم شهى الطعام وفتح مسام البدن وحلل البخار والإكثار منه يولد في المعدة خلطا رديئا ، وينبغي لآكله نيئا أن يغسله بالملح وخل الخمر مرارا ثم يأكله والجوز المشوي والجبن المقلي بالزيت أو بالسمن إذا مضغ بعمه ثقله فهو قاطع لرائحته من الفم ، وإن أكل في الأسفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلافها . الإسرائيلي : إذا أخذ منه بقدر على سبيل الدواء في أوقاته كان دواء مفتحا مسخنا ملطفا للفضول الغليظة مقطعا للأخلاط اللزجة مسكنا للجشاء الحامض ، والبصل العسقلاني أكثر رطوبة وأقل حراقة ولذلك صار يولد الدود في المعا . التجربتين : ينقي الصدر والرئة من الأخلاط اللزجة لا سيما إذا طبخ بأشياء دسمة ، وإذا شوي البصل الأبيض ودرس بشحم أو بسمن أو مع بيض نفع من أوجاع المقعدة ويحلل أورامها ضمادا وينقي قروح الرأس الشهدية إذا درس نيئا مع الملح وطلي عليها . ابن سينا : فيه جذب لدم إلى خارج فهو محمر للجلد ولا يتولد من غير المطبوخ منه غذاء يعتد به ، وغذاء الذي طبخ أيضا يولد خلطا غليظا ، والمطبوخ منه كثير الغذاء والإكثار منه يسبت وهو يكثر اللعاب ويدفع ضرر ريح السموم . | وقال بعضهم : لأنه يولد في المعدة خلطا رطبا كثيرا ويكسر عادية السموم وينفع اليرقان . | البصري : إذا خلل البصل قلت حرافته ورطوبته وقوى المعدة ونفع الغثي الكائن من الصفراء والبلغم وسكنه ، وإذا شم البصل من شراب الدواء المسهل بعد بلعه إياه نفع الغثيان وأذهب رائحة الدواء الغالبة عليه ، وربما صدع المحرورين في هذا الوقت . الرازي : البصل المخلل فاتق للشهوة جدا ، وإن عتق في الخل لم يكن له صعود إلى الرأس ولا إعطاش . وقال في دفع مضار الأغذية : البصل مسخن ملهب لا يصلح للمحرورين إلا المتحذ بالخل ويطيب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللا وإن سلق أو شوي أصلح حدته كلها وولد البلغم ، وكان صالحا للسعال وخشونة الصدر ، وأما إذا كان نيئآ مع الكوامخ فإنه حينئذ أردأ ما يكون للرأس والعين ولا يصلح في هذه الحال إلا لمن ذهبت شهوته لبلغم كثير في معدته فإنه يجلوها ويرد الشهوة عليها . غيره : ماؤه إذا اكتحل به جفف الدمعة القوية جدا . | بصل القيء : ديسقوريدوس في الرابعة : ورقه أطول من ورق البلبوس ، وله أصل شبيه بالبلبوس عليه قشر أسود ، وهذا الأصل إذا أكل وحده وطبخ وشرب طبيخه هيج القيء . | جالينوس في السادسة : مزاج هذا أسخن من مزاج الدواء الذي ذكرته قبل بصل الفار وهو بصل العنصل ، وسيأتي ذكره في حرف العين . | بصل الذئب : قيل : إنه بصل البلبوس المأكول ، وسيأتي ذكره فيما بعد . | بصاق : جالينوس في العاشرة ة بصاق الممتلىء من الطعام ضعيف وبصاق الجائع قوي جدا وهو يبرىء قوباء الأطفال بأن تدلك به كل يوم ، وإذا مضغت الحنطة على الصوم ووضعت على الأورام أنضجتها وحللتها وخاصة في الأبدان الرخصة ، وقد يستعمل فيها وحده أو مع الخبز فيكون أسرع لنضجها وتحليلها وهو نافع من الدم الذي ينصب إلى العين ويحلل الآثار الكمدة من الوجه وسائر البدن والبصاق كله عامة ضد الحيوانات القاتلة للإنسان بلسعها ونهشها وهو يقتل العقرب . | بصاق القمر : ويسمى رغوة القمر وزبد القمر وهو الحجر القمري ، وسيأتي ذكره في حرف الحاء . | بطم : هي شجرة الحبة الخضراء . الفلاحة : تنبت بالجبال وعلى الحجارة والشجرة عيدانها خضر إلى السواد وحبها أخضر . ديسقوريدوس : هي شجرة معروف . جالينوس في السابعة : لحاء هذه الشجرة وثمرها وورقها في جميعها شيء قابض ، وهي مع ذلك تسخن في الدرجة الثانية وهذا مما يدل على أنها تجفف أيضا إلا أنها تسخن ما دامت طرية رطبة بعد فتجفيفها أقل حتى أنها إذا هي يبست صارت نحو الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تجفف ، ويبلغ من حرارتها أن من يمضغها يعلم بحرارتها من ساعته ، ولذلك صارت تدر البول وتنفع الطحال . ديسقوريدوس : قوتها قابضة وهي لذلك توافق ما توافقه شجرة المصطكي وصمغتها مثل صمغتها واستعمالنا لها مثل استعمالنا لها ، وأما ثمرتها فإنها تؤكل وهي رديئة للمعدة مسخنة مدرة للبول تحرك شهوة الجماع ، وإذا شربت بالخل وافقت نهشة الرتيلا . غيره : أجود ما يكون منها الحديث الرزين . ابن ماسويه : ثمرة البطم بطيئة الانهضام رديئة الغذاء ضارة للمحرورين نافعة من وجع الطحال العارض من البرودة ولأصحاب البلغم اللزج وخاصتها إذهاب شهوة الطعام . مسيح : ثمرة البطم مسخنة للصدر نافعة من السعال . الطبري : تسخن الكليتين وتنفع من اللقوة والفالج أكلا . الرازي : في دفع مضار الأغذية مصدعة للرأس مبثرة للفم ويذهب ذلك عنها السكنجبين وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها ، وهي تدر الطمث ودم البواسير وتنقي وتسمن الكلي وتزيد في الباه وتحل النفخ وتكسر الرياح . الغافقي : رماد شجرة الحبة الخضراء ينبت الشعر في داء الثعلب وورق شجره إذا جفف وسحق ونخل وغلف به الرأس طول الشعر وأنبته وحسنه . | بطيخ : جالينوس في الثامنة : أما النضيج وهو البطيخ فجوهره لطيف ، وأما غير النضيج فجوهره غليظ وفيهما جميعا قوة تقطع وتجلو ، ولذلك هما يدران البول ويصفيان ظاهر البدن وخاصة إذا عمد الإنسان إلى بزرهما فجففه ودقه ونخله واستعمله كما يستعمل الأشياء التي يغسل بها البدن ، والغالب عليه المزاج الرطب إلا أنه ليس بالقوي لكنه بمقدار ما يضعهما معه الإنسان في الدرجة الثانية من الرطوبة والبرودة ، فإن جفف إنسان بزرهما وأصلهما لم يكن جوهره عند هذه الحال رطبا بل جوهرا مجففا في الدرجة الأولى ، وفي مبدأ الثانية وفي البزر والأصل من الجلي أكثر مما في لحم القثاء والبطيخ الذي يؤكل . ديسقوريدوس في الثانية : فافس البطيخ لحمه منضج إذا أكل أدر البول ، وإذا تضمد به سكن أورام العين وقشره إذا وضع على يوافيخ الصبيان نفعهم من الورم العارض في أدمغتهم ويوضع على الجبهة للعين التي تسيل إليها الفضول ، وجوف البطيخ مع بزره إذا خلط بدقيق الحنطة وعجن وجفف في الشمس كان منقيا للوسخ إذا تدلك به وصاقلا للوجه ، وأصل البطيخ إذا جفف وشرب منه مقدار درخمي بالشراب المسمى أدرومالي حرك القيء ، فإن أحب أن يتقيأ بعد الطعام قيئا بلا اضطراب فإنه يكتفي منه بوزن أوثولوس ، وإذا تضمد به مع العسل أبرأ من القروح التي يقال لها الشهدية . جالينوس : في أعذيته جملة طبيعة البطيخ باردة مع رطوبة كثيرة وفيه بعض الجلاء ، ولذلك صار يدر البول وينحدر عن المعدة أسرع من القرع ومن المليون ، ومما يدل على أن البطيخ يجلو أنه إذا دلكت به بدنا وسخا أنقاه ونظفه وبسبب ما فيه من الجلاء صار إذا دلكت به الوجه أذهب الكلف والبهق الرقيق الذي ليس له غور وقلعه وبزر البطيخ أحلى من لحمه حتى أن أكله ينفع الكلي التي تتولد فيها الحصاة والخلط المتولد من البطيخ في البدن رديء لا سيما إذا لم يستمر على ما ينبغي فإنه عند ذلك كثيرا ما يعرض منه الهيضة مع أنه أيضا قبل أن يفسد يعين على القيء ، ولذلك صار متى أكثر الأكل منه ولم يأكل بعد طعاما يولد غطاء محمودا هيج القيء لا محالة ، وأما المليون وهو البطيخ الصيفي المستحيل من القثاء فإنه أقل رطوبة من البطيخ والخلط المتولد عنه أقل رداءة من الخلط المتولد من البطيخ وهو أقل إدرارا منه للبول وأبطأ انحدارا عن المعدة إلا أنه ليس من شأنه أن يهيج القيء كما يفعل البطيخ ولا يفسد أيضا في المعدة سريعا مثل البطيخ إذا صادف في المعدة خلطا رديئا أو عرض له سبب آخر من أسباب الفساد ، ومع أنه ناقص عما عليه الفواكه الجيدة للمعدة نقصانا كثيرا ليس هو أيضا بضار للمعدة كمضرة البطيخ لها ، وذلك أنه لا يهيج القيء كما يهيجه البطيخ ، وليس عادة الناس أن يأكلوا جوف البطيخ وهو لبه الذي فيه البزر فهم يأكلون لب المليون وفي ذلك معونة له على سرعة الخروج ، وإذا أكل جرمه وحده ولم يؤكل اللب فإن خروجه بالثفل يكون أبطأ من خروج جرم البطيخ . ابن ماسوية : وأما البطيخ الكائن بمرو المعروف بالمأموني الذي له حلاوة غالبة واحمرار اللون فهو يبثر الفم لكثرة حلاوته ، فإن قلت : إنه حار كنت غير مخطىء . ابن سينا : إذا أفسد في المعدة استحال إلى طبيعة سمية فيجب إذا ثفل أن يخرج بسرعة وهو يستحيل إلى أي خلط وافق في المعدة . التجربتين : بزر البطيخ إذا دق ومرس في ماء وشرب نفع من السعال الحار ومن أوجاع الصدر المتولدة عن أورام حارة ، ويسهل النفث ويلين خشونة الفم والحنجرة والحلق ، وإذا دق ومرس في ماء قطع العطش ونفع من الحميات الحارة المحرقة الصفراوية ، وينفع من أورام الكبد الحارة ويفتح سددها ويدر البول وينقي مجاري الكلي والمثانة ، وينفع من حرقتها ويوضع في الأدوية المركبة النافعة من علل الكبد الباقية عن أورام حارة مثل المصطكي والسنبل وما أشبههما فيكسر من حدتها ويعينها على تحليل بقايا الورم الحار وفيه تليين يسير للطبيعة ، ويقع في أدوية الحصى ليكسر من حدتها وليوصلها ويسكن ما تولده خشونة الحجر من الحرقة . | الإسرائيلي : في قشر البطيخ يبس به صار صالحا لجلاء الآنية ، وإذا استعمل عوضا من الأشنان نقى الزهومة وأذهب رائحة الفم ، فأما قشره الطري فإنه إذا دلك به في الحمام نقى البشرة ونفع من الحصف ، وإذا طبخ مع السكباجات ورددت قرصت المرقة بسرعة . غيره : وشم رائحة البطيخ يبرد الدماغ وقشره إذا طبخ مع اللحم البقري أعان على انحداره من المعدة . وقال آخر : وإذا جفف قشر البطيخ وسحق وألقي في القندر مع اللحم الغليظ الجاسي أسرع نضجه وهراه . الرازي : في دفع مضار الأغذية البطيخ منه مستعد لأن يصير مرارا ولا سيما الحلو منه والشديد النضج إذا أكل منه المهري بل تجويفه ولم يؤكل منه إلى ناحية القشر فإنه إذا أكل كذلك كان أسرع استحالة إلى المرار ، وهو مع ذلك ينفذ في العروق سريعا فيتولد عنه حميات غب ومحرقة ، وقد أخطأ يحيى بن ماسويه في هذا الموضع خطأ عظيما بمشورته على من يأكل البطيخ بشرب الشراب ، وأخذ الكندر والجوارشنات فإن هذا أردأ ما يكون لأن البطيخ مستعد في نفسه لأن يصير مرارا ولأن ينفذ في العروق بسرعة حتى أنه يدر البول ، وربما فتت الحصاة وهو جلاء جدا جراد وهو كاف في نفسه في أن يستحيل مرارا وينفذ إلى العروق فضلا عن أن يحتاج أن يزاد سخونة وحدة وسرعة نفاذ ، والجوارشنات والشراب يفعل ذلك فيكون المرار المتولد عنه أحد ونفوذه أسرع ، ومن أجل ذلك أقول أنه ينبغي أن يكون قصد آكل مثل هذا البطيخ أن يتبع سرعة استحالته وأن يحدره سريعا قبل أن ينفذ شيء منه في العروق ، وذلك يكون بأن يشرب عليه سكنجبينا مجردا حامضا ويتمشى مشيا رفيعا خفيفا طويلا ولا ينام على الجنب الأيمن البتة حتى تنزل الطبيعة ، فإن أبطأ نزولها كل عليه السكباج والحصرمية ونحوها وامتص الرمان الحامض ونحوه ، فإن ذلك يمنع استحالته إلى المرار وشر ما يكون إذا أخذ منه على جوع شديد ثم يؤكل بعده بسرعة ولم يؤخذ عليه شيء مما وصفنا بل ينام عليه ، فإنه عند ذلك يكاد أن يهيج حمى عرقوب اللهم إلا أن يكون الإنسان مبرودا جدا ، وليس يحتمل أن تنسب شيئا مما قال يحيى بن ماسويه إلى شيء من مزاج أنواع البطيخ إلا الحامض منه والفقوس ، لكن ليس ينبغي أن يترك هذا الموضع بلا تمييز ولا تفصيل فإنه كما قيل : إن البطيخ الهندي مستعد لأن يصير بلغما حلوا من وقته ، ولذلك لا شيء أنفع لأصحاب الحميات المحترقة والملتهبين منه ، وكذلك البطيخ الحلو النضج متهيىء لأن يصير مرارا أصفر من قرب ثم له مع ذلك سرعة النفوذ إلى العروق ، والبطيخ ينقي الكلي والمثانة وينفع من يعتاده تولد الحصى في كلاه وينبغي لهؤلاء أن يتجنبوا أن يأكلوا معه جبنا أو لبنا أو خبز فطير لأنه يسرع بتذرقة هذه إلى الكلى وليشربوا عليه الجلاب إن كانوا محرورين ، وأما من كان ملتهب المزاج جدا فإني أشير عليه أن يتجرع الخل . والبطيخ المستطيل الحامض وإن كان لا يستحيل مرارا ليس يحتاج أن يشرب عليه الشراب ولا يؤخذ عليه الجوارشنات ولا الكندر ، وذلك أن هذا البطيخ لا يؤكل للاستلذاذ بل يتداوى به المحمومون والملتهبون ، وهم ينتفعون بتبريده وهو مع حموضته لا يخلو من جلاء وجرد فإن أخذ عليه بعض هذه كان هذا ضارا فضلا عن أن ينفع . | بطيخ هندي : هو البطيخ السندي وهو الدلاع أيضا . الرازي في دفع مضار الأغذية : أما البطيخ الهندي فإنه قوي الترطيب والتطفية مستعد لأن يصير بلغما حلوا ، ولذلك صار نافعا لأصحاب حميات الغب والمحرقة ، ومن يحتاج أن يتولد فيه بلغم رطب ليقاوم مرارا حارا في كبده ومعدته وعروقه رديء الكيفية قليل الكمية لا يسهل إخراجه بدواء مسهل لقلته ولحوجه ولضعف البدن ونقصان لحمه ودمه ، فإنه في هذه الحال يحتاج أن يبدل مزاجه بالأشياء الحامضة ، فإن التفهة في هذا الوقت أوفق إذ كانت الحوامض لا تخلو من تقطيع وتلطيف ومثل هذا البدن لا يحتمل مثل ذلك فإن أدمت عليه السكنجبين زاده هزالا وأضعف قوته وأوهن معدته وربما أسحج أمعاءه ، فإن أثمن عليه الحوامض التي معها قبض لم يخل من إنفاخه والزيادة في سدد إن كانت في كبده ومسامه ولم يرطب أيضا لأن القابض الحامض يجفف ولا يرطب ، وأما التفه لا سيما ما له غلظ جرم مع أدنى حلاوة كما عليه البطيخ الهندي فإنه يرطب ويبدل المزاج الحار ويولد في الكبد لحما مائيا يصلح به رداءة الدم المراري الذي في العروق إذا امتزج به ، وقد يفعل الخيار قريبا من هذا الفعل إلا أنه يدر البول إدرارا كثيرا ، فلذلك تكون منفعته أقل في هذا الموضع . التميمي في كتابه المرشد : ومن البطيخ نوع صغير مستدير مخطط بحمرة وصفرة على شكل الثياب العتابية وهو المسمى الدستبويه فإن العامة بمصر يسمونه اللقاح ويظنون أنه نوع من اللقاح وليس هو منه في شيء ، وقد يسمى هذا النوع من البطيخ بالعراق الخراساني ويسمونه الشمام أيضا وهو في طبيعته ومزاجه متوسط بين البطيخ المعروف عند العامة بالبطيخ على الحقيقة وبين طبيعة البطيخ الدلاع الذي هو البطيخ الهندي إلا أنه أغلظ من البطيخ وأقل رطوبة وأرق من الدلاع وأزيد في الرطوبة ، ومن أجل ذلك صار كيموسه المتولد عنه ، ليس بالمذموم ، وخاصيته أن رائحته باردة طيبة مسكنة للحرارة جالبة للنوم ، ومن أجل ذلك ظنت العامة أنه نوع من اللفاح الذي هو ثمر اليبروح . مسيح : والبطيخ الصغار التي سمته أهل الشام دستبويه من شأنه إطلاق البطن . | بطره : أبو العباس النباتي : إسم لنبات حمصي الورق مشهور ببلاد أشبيلية من بلاد الأندلس ، ويسميه بعض أهل أشبيلية بالشلين ، وبعض عوام الشجارين بعرق السوس البلدي ، وصحت التجربة فيه بالنفع من النواصير حيث كانت . | بط : الرازي في الحاوي : قال ابن ماسويه : إنه كثير الرطوبة بطيء في المعدة . وقال جالينوس في كتاب الكيموسين : إن جميع أعضاء الأوز عسرة الانهضام ما خلا أجنحته . وقال وأصبت لابن ماسويه : إن لحم البط يصفي الصوت واللون ويسمن ويزيد في الباه ، ويدفع الرياح حار لين دسم ثقيل في المعدة يقوي الجسم ، وكبد البط المسمن الذي يعجن غذاؤه باللبن لذيذ جدا كثير الغذاء يولد دما محمودا وخلطا في غاية الجودة وحاله في الانهضام في المعدة وخروجه من البطن على أصلح ما يكون . العلهمان : لحمه أحر وأغلظ من لحوم الطير الأهلية . الرازي : لحمه حار في غاية الحرارة على أني قد أكلت منه فأسخنني ثم أطعمت منه المحرور فحم . | وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم البط والأوز فأكثر فضولا من لحوم الدجاج المسمنة وهو مع ذلك زهم سهك وتكثر السهوكة فيه حسب موضعه وغذائه وما كثر ذلك فيه فهو أردأ ، والدم المتولد منه أشر وأسرع إلى العفونة ، ويصلح من لحمه أن يطبخ بالخل والأفاويه الطيبة الملطفة والبقول التي تلك حالها كالسذاب والكرفس والفوتنج فإن أكل أسفيدباجا فليصب عنه ماء أو ماءان لتقل سهوكته ثم يلقى معه الحمص والكراث والدارصيني ، وإن شووه فليمسح بالزيت ويجعل في جوفه رؤوس البصل وأسنان من ثوم فإن ذلك يذهب سهوكته ، وإن مقر فليكن بالخل الثقيف بعد أن يصلق صلقة ويصب ماؤه ويحشى جوفه بالكزبرة والكرفس والسذاب وأسنان الثوم وقطع من الدارصيني ، وليكن عنايك بإصلاح ما عظم وسهك منها أكثر مما صغر وقلت سهوكته . جالينوس : لملكة الروم لحم البط فيه زهومة ولذلك يضر بالمعدة ولا ينهضم سريعا ويلطخ المعدة ، وإذا أراد الإنسان أن يأكل منه في بعض الأوقات فليأكل من غير أن يكثر أفاويهه وتوابله ، ولا ينبغي أن يكثر منه ولا يشبع لأنه إذا أكل على هذه الصفة لم يضر ، وأما البط الذي يكون في البرية والصحاري فينبغي أن يجتنب لأن الزهومة غالبة عليه ، وقال في المعامر : مع شحم البط من تسكين الوجع أمر عظيم . وقال في الأولى من فاطاخالس : إن شحم البط أفضل من الشحوم كلها . سامويه : مسكن للدغ الكائن في عمق البدن حار لطيف . الرازي : لم أر شحما ألطف وأشد تليينا وتحليلا منه ويلين هذا وحده . وقال غيره : لدماغ البط جيد لأورام المقعدة وقانصته كثيرة الغذاء ، وإذا انهضم لحم هذا الطير كان أغذى من لحوم جميع الطيور . جالينوس في العاشرة : ذيول البط ليس يستعملها لفضل حدتها ، وقد زعم قوم أنه يحلل الخنازير . | بطراساليون : معناه الكرفس الصخري لأن بطرا باليونانية صخروساليون كرفس ، وسيأتي ذكره مع الكرفس في حرف الكاف . | بطباط : هو عصا الراعي ، وسيأتي ذكره في حرف العين . | بطاريس : هو السرخس باليونانية . | بطراخيون : تأويل هذا الإسم باليونانية الضفدعي وهو الكيبيكج ، وسيأتي ذكره في حرف الكاف . | بطولاون : معناه باليونانية دهن الحجر وهو النفط ، وسنذكره في حرف النون . | بعر : يذكر مع الزبل في حرف الزاي . | بقلة حمقاء : وهي البقلة المباركة والبقلة اللينة والعرفج والعرفجين أيضا وهي الرجلة . جالينوس في السادسة : هذه البقلة باردة مائية المزاج وفيها أيضا قبض يسير ، ولذلك صارت تمنع المواد المتحلبة والنزل وخاصة ما كان منها مائلا إلى المرارة والحرارة مع أنها تغير هذه المواد وتحيل مزاجها وتبرد تبريدا شديدا تكون قوته في التبريد بعيدة عن المزاج المعتدل في الدرجة الثالثة من درجات البعد ، وفي الترطيب في الدرجة الثانية ومن أجل ذلك هي أنفع الأشياء كلها لمن يجد لهيبا وتوقدا متى وضعت على فم معدته ، وعلى ما دون الشراسيف منه وهي تسقى مع هذا للضرس العارض في الأسنان ، وذلك لأنها تملس وتملأ الخشونة التي عرضت لها من ملاقاة الطعوم الخشنة بسبب ما لها من الرطوبة اللزجة ، وعصارة هذه البقلة قوتها أيضا على ما وصفت فهي لذلك ليس إنما تبرد إذا وضعت من خارج فقط ، بل قد تفعل ذلك إذا شربت أيضا . والبقلة نفسها إذا أكلت فعلت هذا نفسه وبسبب ما هي عليه من القبض هي موافقة أيضا لمن به قرحة في الأمعاء إذا أكلت ، وللنساء اللواتي يعرض لهن النزف ولمن ينفث الدم وعصارتها أبلغ وأقوى في مثل هذه المواضع . ديسقوريدوس في الثانية : قوها قابضة وإذا تضمد بها مع السويق نفعت من صدع الرأس وأورام العين الحارة وسائر الأورام الحارة والالتهاب العارض في المعدة والحمى ووجع المثانة ، وإذا أكلت سكنت الضرس والالتهاب العارض في المعدة وسيلان الفضول إليها ، وتنفع من لدغ الكلي والمثانة وتضعف شهوة الجماع ، وكذلك يفعل ماؤها إذا شرب وينتفع به في الحميات والدود ونفث الدم من الصدر وما فيه وقرحة الأمعاء والبواسير التي يسيل منها الدم ونهشة الحيوان الذي يقال له سقس ، وقد يقع في أخلاط الأكحال فينتفع به ، ويهيأ منه ضماد وحقنة لوجع الأنثيين اللتين ينحدر إليهما البلة من فساد المعدة ولسيلان الفضول إلى الأمعاء وللحرقة العارضة فيها وفي الرحم ، وقد يخلط بدهن ورد ويصب على الرأس للصداع العارض من الشمس ، وقد يخلط بالشراب ويغسل به الرأس للبثور الظاهرة التي تسمى صفاقا ، وقد يتضمد به مع السويق للجراحات التي يعرض لها العارض المسمى سفافالس . أبقراط : الرجلة تظلم البصر وتمنع القيء . ماسرحويه : حبها ينفع من القلاع والحر الذي يكون في أفواه الصبيان . ابن ماسويه : قاطعة لشهوة الطعام وهذه خاصيتها . مسيح : تقلع الثآليل إذا دلكت بها . حبيش : ماؤها إذا احتقن به غير مغلي ينفع من انصباب المرة الصفراء إلى الأمعاء ويمسك الطبيعة المنطلقة من المرار الأصفر وبزرها بارد وفيه لزوجة وقبض يسير ينفع من بدو الحصاة ويدر البول ويسهل الطبيعة إذا شرب غير مقلو وإن قلي قوى المعي وأمسك الطبيعة . الرازي في دفع مضار الأغذية : هي باردة مطفئة للعطش تبرد البدن وترطبه وتنفع المحرورين وأصحاب الحميات إذا ألقيت في ألوان طبيخهم المبردة كالحصرمية والمضيرة وتنفع من حرقة البول ، وهي في الجملة صالحة للمحرورين وفي الأزمان والبلدان الحارة . وقال في كتاب خواصه قال بليناس : من وضع البقلة الحمقاء في فراشه لم ير حلما ولا مناما ألبتة . ابن سينا : عصارتها تخرج حب القرع وإن شربت البقلة الحمقاء وأكلت قطعت الإسهال ، وتنفع الحميات الحارة وغذاؤها قليل غير موفور وتنفع من أوجاع الكلي والمثانة وقروحهما وتنفع من حرقة الرحم ، وزعم ماسرحويه أنها تزيد في الباه ، ويشبه أن يكون ذلك في الأمزجة الحارة اليابسة . غيره : وقد تزيد في المني في الأبدان المحرورة القشفة للدونتها . التجربتين : تغلظ الدم الرقيق وتقطع العطش المتولد عن حرارة المعدة والقلب والكبد والكلي المعروف بديانيطس وتنفع من حرق النار بطبوخة ونيئة تضميدا بها . | بقم : أبو حنيفة : هو خشب شجر عظام ورقه مثل ورق اللوز الأخضر وساقه وأفنانه حمر ، ونباته بأرض الهند والزنج ويصبغ بطبيخه . ابن رضوان : يلحم الجراحات ويقطع الدم المنبعث من أي عضو كان ويجفف القروح . ابن حسان : يقال أنه إذا شرب من أصله مسحوقا قدرا ما قتل شاربه . | بقس : وأهل الشام تسميه الشمشار وهو باليونانية بسقيس . ابن حسان : هي شجرة يشبه ورقها ورق الآس وعودها أصفر صلب ولها حب أسود كحب الآس قابض يعقل البطن إذا شرب منه وينشف بلة الأمعاء . الشريف : نشارة خشب البقس إذا عجنت مع الحناء وضمد بها الرأس قوت الشعر ونفعت من الصداع وجمعت تفرق الشؤون وإذا عجنت ببياض البيض وغبار الحواري وضمد بها الوثي نفعته . | بقم : بضم الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها وضم القاف أيضا وهي مشددة ثم ميم إسم ببلاد اليمن الشجرة جوز مائل ، وسيأتي ذكرها في الجيم . | بعثوفوثن : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الجرجير حريف وهو أغلظ ورقا من الجرجير ، وله ساق مربعة وزهر شبيه بزهر الباذروح وثمرة شبيهة ببزر الكراث ، وأصل أسود وفيه صفرة مستديرة كأنها تفاحة صغيرة رائحته شبيهة برائحة السداب ينبت هذا النبات في مواضع صخرية . جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات وثمرته وورقه قوتها تحلل وتجذب وطعمها مع هذا حريف ، وورقه يحلل الرياح والخراجات والثآليل المنكوسة ، وثمرته أقوى من ورقه ، ويمكن فيه أن يفعل هذه الأفعال إذا هو خلط مع الأضمدة المحللة بمنزلة الضماد المتخذ من دقيق الشعير ، وشأنه أن يجذب السلاء وكل ما سبيله سبيل السلاء ويخرجه إلى ظاهر الجلد ، وأما أصله فيفعل في تلك الخصال الأخرى التي ذكرناها بيسرة لكنه يخرج مرة صفراء بالإسهال . ديسقوريدوس : وإذا شرب من ثمره مقدار درخمي أحدث أحلاما كثيرة فيها تخليط وتشويش ، وإذا تضمد بها مع سويق الشعير حللت الأورام البلغمية وأخرجت الأزجة والسلاء من اللحم وقلعت الثآليل ، وإذا تضمد بالورق حلل الخراجات والحبون ، وأصله يسهل البطن ، وينبغي أن يعطى منه درخميان بالشراب الذي يقال له مالقراطن . | بقلة يمانية : هي البقلة العربية أيضا والبربوز والجربوز وهو البليطس عند أهل الأندلس فاعرفه . ديسقوريدوس في الثانية : هذه البقلة تؤكل وهي ملينة للبطن ، ليس فيها من قوة الأدوية شيء ألبتة . جالينوس في السادسة : هذه بقلة تؤكل ومزاجها رطب بارد في الدرجة الثانية . ابن سينا : هي مائية كالقطف لا طعم لها وهي في ذلك أكثر من جميع البقول وأشد ترطيبا من الخس والقرع وغذاؤها يسير ونفوذها ليس بسريع لفقدانها البورقية أصلا ، ويضمد بها الأورام الحارة والقروح بأصلها الشهدية ويخلط عصيرها بدهن الورد فينفع من الصداع العارض من احتراق الشمس . ابن ماسويه : تولد خلطا محمودا ومذهبها مذهب الغذاء لا مذهب الدواء نافعة للمحرورين مسكنة للسعال والعطش العارضين من المرة الصفراء والحرارة ، ولا سيما إذا سلقت وطحنت وصير فيها دهن اللوز الحلو وماء الرمان الحلو والكزبرة الرطبة واليابسة . | الرازي : أقل بردا ولزوجة من القطف وهي قريبة من الاعتدال إلا أنها تبرد على حال وترطب وهي أعدل من جل هذه البقول ولا يحتاج المحرور إلى إصلاحها ، فأما المبرودون فإن أدمنوها فليأخذوا عليها بعض الجوارشنات . | بقلة الرمل : الشريف : وتسميها العرب بقلة البراري ذكرها ابن وحشية . وقال : سميت بذلك لأنها تنبت في الرمال القفرة وهي تشبه في نباتها نبات القنابري إلا أنها ألطف منه قليلا وتخالف القنابري في الطعم ، وله زهر لونه أصفر يبزر مكان الورد بزرا يكون شبيها بحب القطن ، وله عروق ليست بغائرة في الأرض بل تنبسط على وجه الأرض وتوجد في آخر الشتاء المتتابع الأمطار ، وتنبت بلا زرع وطعمها مالح تشوبه مرارة طيبة وتؤكل هذه البقلة نيئة ومطبوخة في شهر أيار وفي آخر نيسان وهي مما تصلح الأمزجة وتقوي الأحشاء والمعدة والكبد ، وتنفع من خفقان القلب وتطيب النكهة وتشد فم المعدة ، وإذا بخر بعروقها لحمى الربع والحمى البلغمية تنفع منهما وإذا وضعها إنسان تحت وسادته ونام رأى في منامه أحلاما حسنة ، وقد جرب ذلك فصح . | بقلة ذهبية : هي القطف وسأذكره في القاف وهو بقل الروم . | بقلة الأمصار : هي الكرنب ، وسيأتي ذكره في حرف الكاف . | بقلة باردة : هي اللبلاب ، وسيأتي ذكره في حرف اللام . | بقلة يهودية : تقال على التفاف وهو نوع من الهندبا البري ، ويقال أيضا على الدواء المعروف بالقرصعنة وهو الأصح ، وسيأتي ذكرها في القاف . | بقلة الضب : قيل أنه الريحان البري . | بقلة الخطاطيف : هي العروق الصفر ، وسيأتي ذكرها في حرف العين . | بقلة أترجية : تقال على الدواء المسمى بالفارسية كروان ، وسأذكره في حرف الكاف ، وعلى الدواء المعروف بالباذرنجبويه ، وقد تقدم ذكره في حرف الباء . | بقلة حامضة : ابن ماسويه : هذه البقلة تشبه الكرنب الخراساني وهي باردة يابسة في وسط الدرجة الثانية مطفئة لحرارة الصفراء تعقل البطن وتشهي الطعام إذا كان صاحبه فاسد الشهوة من قبل الحرارة ، محمودة للمحرورين ضارة لأصحاب البلغم . | بقلة مباركة : هي الهندبا وسيأتي ذكرها في حرف الهاء . وقال قوم : بل المباركة هي الرجلة وهذا هو الأصح وقد تقدم ذكرها . | بقلة لينة : هي الرجلة أيضا . | بقلة دشتي : البقول الدشتية هي البقول البرية كلها كالشاهترج والطرحسقوق واليعضيد والتفاف ، إلا أن التفاف خاصة خص بهذا الإسم دون سائرها ، وقد ذكرت التفاف في حرف التاء ، ومن الناس من يصحفه فيقول بقل ريشي وبقل دمشقي والصحيح دشتي . | بقلة الملك : هو الشاهترج . | بقلة حمقاء برية : تقال على الدواء المسمى باليونانية طبا أفيون ، وقد ذكرته في الطاء ، وقد يقال على صنف آخر من اليتوعات وهو الحلتيت ، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة فاعرفه . | بقلة الرماة : هذه البقلة تكون بثغور بلاد الأندلس وهي مشهورة بهذا الإسم ، وقد عرض للغافقي أن ذكرها في حرف الألف في الأفيون ونقلتها عنه هناك وأما ههنا فإنه ذكر ماهيه الدواء المذكور ، وهذا نص كلامه بعينه وهو من النبات المستأنف كونه في كل عام ورقه يشبه ورق لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له لسان الذئب إلا أنه أميل إلى الغبرة ، وله أصول دقاق ذات شعب خارجها أسود وداخلها أبيض يحفر عنها في شهر حزيران ، ويجمع فتقشر ويؤخذ لحاؤها فيدق ويعصر وتخرج عصارته فتطبخ حتى تصير كالزفت ، ويرفع هذا الدواء فيطلى به النشاب ويرمى به الصيد فيقتل إذا خالط الدم قتلا وحيا ، وأما الأصول التي قشر عنها اللحاء فتبيعها الصيادلة عندنا مكان الكندس وليست به وهي حارة جدا تقيىء بقوة قوية وسقيها خطر وهي محركه للعطاس ويسمى هذا النبات بعجمية الأندلس يرابله . | بقلة الأوجاع : أبو العباس الحافظ : سمعت بذلك ببعض بوادي أفريقية عند العربان إسما للنبات المسمى بالمغرب فوجده وهو مختبر في إزالة الأوجاع من البطن كله ، وهذا الدواء مختبر بالأندلس أيضا ، وقد صحت لي فيه التجربة وهو مما تحققت بالرؤية وقد كان بعض من مضى من الشجارين عندنا بالأندلس يسميها بأذن الجدي ، وهو النبات الذي سماه ديسقوريدوس فافاليا ، وفي أطرافه مشابهة من السمونيون ، وفي طعمه بعض شبه من الأنيسون بيسير مرارة ليست بظاهرة . | بقر : جالينوس في كتاب أغذيته : لحم البقر غذاؤه غذاء ليس بيسير ولا بسريع التحلل إلا أن الدم المتولد عنه أغلظ من المقدار الذي يحتاج إليه ، وإن كان الذي يأكل لحم البقر صاحب مزاج مائل إلى المرة السوداء بالطبع إذا هو أكثر منه أعمى بالأمراض الحادثة عن المرة السوداء كالسرطان والجذام والعلة التي يتقشر معها الجلد وحمى الربع والوسواس وبعض الناس يعرض له منه غلظ في طحاله ويفسد به مزاج بدنه ويصيبه منه استسقاء ، والمقدار الذي يفضل به لحم البقر على لحم الخنزير في الغلظ بحسب فضل لحم الخنزير على لحم البقر في اللزوجة والمتانة وهو أوفق للاستمراء . الرازي في الحاوي ، قال أبقراط في كتاب ماء الشعير : ليس لحم أقوى ولا أطيب من لحم البقر ، وإنما يضر من لم يقو على هضمه ، وإذا انهضم غذى غذاء كثيرا قويا غليظا ، وأجوده ما أطيل وأجيد طبخه فإن طول الطبخ يهيئه لسرعة الهضم . | وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم البقر فيتولد منها دم غليظ متين جدا وليس بلزج جدا وهو أصلح لمن يديم الكد والتعب ولا تصلح إدامته لغيرهم ، وإن أدمنه من ليس بموافق له أورثه غلظ الطحال والدوالي والسرطان ونحوها من الأمراض المتولدة عن هذا الدم المائل إلى السوداء ، ولذلك ينبغي أن يدفع هذه المضار من يدمن هذا اللحم بالتعاهد بإسهال السوداء ولا يتعرض لإدرار البول ويجتنب الشراب الغليظ الأسود خاصة ويشرب الرقيق المائي في حال التهابه والرقيق الأصفر في وقت سكون بدنه والخل الثقيف وإن كان قد يفي بدفع مضرة غلظ هذا اللحم فليس يفي بأن يجعل الدم المتولد منه غير مائل إلى السوداء ، ولذلك كان الأجود أن يتعاهد المدمن لأكله إسهال السوداء ، وقد ينتفع به المحرورون وأصحاب الأكباد الحارة بالسكباج المتخذ من لحم البقر لا سيما مرقه المبرد المصفى عن دسمه المسمى الهلام ، فإن هذا المرق يبلغ إلى أن يذهب باليرقان إذا تؤدم به مع الخيار وتحسى منه ، فأما المبرودون فيصلحون اللحوم البقرية بعد التهرية بالخل والعسل والكاشم والثوم والسذاب والجرجير ، ويأكلون من بعدها الخردل ويقلون شرب الماء عليها حتى يخف البطن ثم يشربون عليه أقوى الشراب . ابن سينا : سكباجه يمنع سيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويمنع الإسهال المراري وتقطيعه ، وكذا قريض لحمه بالكزبرة والخل والحموضات التي تشبهه والكزبرة اليابسة وقليل الزعفران ، وإذا جعل لحم البقر ومعه قشر البطيخ هراء في الطبخ ولم يطل لبثه في المعدة ، ولحم البقر المهزول إذا شوي وقطر في الأذن ماؤه قتل الدود المتولد فيها ، وإذا حمل على حرق النار منعه من التنفط . الرازي في الحاوي قال : برادة قرن الثور إذا شربت بماء حبست الرعاف وكذا تفعل عظام فخذيه ، وربما حبست البطن . وقال بولس : إن أحرق قرنه وشرب مع الماء حبس نفث الدم . وقال : وكعب البقر إذا أحرق وسحق بالخمر نفع من وجع الأسنان ، وإذا شرب مع العسل استفرغ حب القرع من البطن ، وإن شرب بسكنجبين أذيل الطحال العظيم وهو مهيج للباه . غيره : وظلف الجاموس إذا أحرق وسحق وشرب نفع من الصرع ، وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب . الغافقي : وكعبه إذا أحرق وسحق وشرب بعسل قرح القلب وأخضب البدن وقوى الكبد ، وإذا اكتحل به أحذ البصر والشربة منه ثلاثة مثاقيل . ديسقوريدوس : ومرارة البقر يتحنك بها مع العسل للخناق وكذا تفعل إذا غمس فيها ريشة وطلي بها على الحلق وتبرىء أيضا القروح العارضة في المقعدة ، فإذا خلطت بلبن عنز أو لبن امرأة وقطرت في الأذن التي يسيل منها القيح أو عرض لها انخراق وجراح أبرأتها ، وقد تخلط بماء الكراث لطنين الأذن ، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تمنع الحمرة من الجراحات وتقع في أخلاط لطوخات نافعة من نهش الهوام ، وقد تصلح إذا خلطت بالعسل للقروح الخبيثة ووجع الفروج والذكر والجلدة التي تحوي البيضتين ، وإن خلطت بالنطرون والطين المسمى قيموليا أبرأت الجرح المتقرح والجرب والبرص والنحالة العارضة للرأس برأ قويا وأما أخثاء البقر الأناث التي في المرعى إذا وضع حين يروثه على الأورام الحارة العارضة من الجراحات سكنها ، وقد يلف بورق ويسخن على رماد حار ثم يطرح الورق ويوضع الأخثاء على الأورام ، وقد ينتفع به انتفاعا بينا من عرق النسا إذا وضع على هذا الموضع ، وإذا تضمد به مع الخل حلل الخنازير والأورام الصلبة والأورام التي يقال لها فوجثلا ، وأخثاء الثور خاصة إذا تبخر به أصلح حال الرحم الناتىء ، وإذا بخر به طرد البق . | جالينوس في العاشرة : وزبول البقر يابسة محللة وفيها قوة جاذبة ، ولذلك تنفع من لسع النحل والزنابير ، ويمكن أن يكون فعلها لذلك من قبل طبعها ، وقد كان رجل من أهل آسيا مشهور بالطب يطلي أصحاب الاستسقاء بالأخثاء على بدنهم كله فينتفعون بذلك منفعة عظيمة ، وكان هذا الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأعضاء الورمة ، ولا سيما أعضاء أبدان الأكرة ، وكان يجمع أخثاء البقر في فصل الربيع وهي رطبة ، وكان اختياره لأخذه ذلك في فصل الربيع لأن البقر في ذلك الوقت ترعى العشب الأخضر الرطب ، وقوة أخثاء البقر إذا رعت العشب تكون لينة جدا وأما أخثاء البقر إذا أكلت الحشيش اليابس فقوتها قوة يابسة ، والأخثاء الكائنة في فصل الربيع هي وسط بين الأخثاء الكائنة من اعتلاف التبن والكرسنة وأخثاء البقر التي تعتلف الكرسنة نافعة لأصحاب الاستسقاء ، ولا ينبغي أن يذهب عنك أن هذه الأشياء كلها إنما ينبغي أن تستعمل في أبدان الأكرة والحفارين والحصادين وغيرهم ممن يكثر عمله ويتكزز بدنه ، وقد كان ذلك الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأورام الصلبة كلها ، وكان عند ذلك يعجنها بالخل ويضمد بها الأورام ، وقال في رسالة الترياق إلى قيصر : إن أحرقت أخثاء البقر بعد أن تجفف وسقي منها المستسقي نفعته نفعا بينا . سفيان الأندلسي : أخثاء البقر إذا كانت حارة نفعت من الوثي الحديث . ابن سينا : أخثاء البقر من بخورات الرئة في السل ونحوه . الطبري : إن وضع على النقرس مع شيء من رماد وشيء من زيت نفع ، وإن أحرق ووضع منه في المنخرين مع الخل حبس الرعاف وهو نافع من جميع السمائم إذا شرب ووضع على موضع اللسع ، وإذا دخن به طرد الهوام جميعها ، وإذا طبخ بالزيت ووضع حارا على البدن وترك حتى يجف ثم رفع ذلك ووضع غيره وفعل به ذلك مرارا أخرج النصل والقصب ، وإن بخرت به المرأة سهل الولادة وأخرج الجنين الميت وقتل الحي . قال : وتؤخذ الأخثاء وتوضع في قدر نحاس ويصب عليها ما يكفي من الزيت وتطبخ ثم تفتر ويضمد بها أسفل السرة إلى العانة والخاصرة فينتفع به من القولج والرياح نفعا بينا إذا فعل به ذلك أياما . ماسرحويه : إن طلي زبل البقر على الركبة بعد أن يسحق بخل ويطلى على الألم نفع جدا وكذا إن طلي على لسع الزنبور ببوله . | ديسقوريدوس : وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن وجعها . غيره : ينفع من وجع المقعدة إذا جلس فيه . ديسقوريدوس : ودم الثور إذا تضمد به حارا مع السويق حلل ولين الأورام الصلبة . وقال في موضع آخر : من سقي شيئا من دم البقر ساعة يذبح يختنق لأنه يسد الحنجرة واللوزتين ويشنج العصب ويحمر منه اللسان والأسنان ويعلو الأسنان منه حب لحم جامد ، وينبغي لنا أن نحذر عليهم العي لأنه يسد المريء باندفاع الدم إليه لأن الدم يجمد في المعدة ويطفو فوقها فنسقي صاحب هذا ما يذيب الدم الجامد ونسهل بطنه بأكل التين الفج وهو ملآن لبنا ونسقيهم من الأنفحات ما قدرنا عليه مع خل وبزر الكرنب ورماد السرو وورق النبات المسمى باليونانية فوتورا وهو الطباق بالعربية مع الفلفل وعصارة العوسج فإن نجا من الموت فعلامته أن يأتي من بطنه الأسفل شيء شبيه بالزعفران فيجري من دبره ، وينبغي أن نضمد بطنه ومعدته بدقيق شعير وماء العسل . | بكا : أبو العباس النباتي : شجر معروف عند العرب بمكة وهو شجر شبيه بالبشام ورقه كورقه إلا أنه أطول مائل إلى ورق الصعتر الأبيض في الشبه وثمره كذلك إلا أنه أكبر منه وأميل إلى الاستدارة ويسيل منه دمعة بيضاء عندما يقطع ورقه ويستاك بأغصانه . | بلسان : شجر لا يعرف نباته اليوم بغير مصر خاصة بالموضع المعروف منها بعين شمس . | ديسقوريدوس في الأولى : بلسان عظم شجرته مثل عظم شجرة الحبة الخضراء أو مثل شجرة بوراقيني له ورق شبيه بورق السذاب غير أنه أشد بياضا بكثير وأدور ورقا ويكون في بلاد اليهود فقط في غورها ، وقد يختلف بالخشونة والطول والدقة ، وقد يسمى ذلك الدقيق الذي يشبه الشعر الموجود في شجرة البلسان بأرسطون ، ولعله يسمى هكذا لهيئة خضرته إذا كان دقيقا ويسمى أفويلاسيمون ، وأما دهن البلسان فإنه يخرج بعد طلوع القلب بأن تشرط الشجرة بمشراط من حديد ، والذي يسيل منه شيء يسير ، والذي يجتمع منه في كل عام ما بين الخمسين إلى الستين رطلا ويباع بضعف وزنه فضة ، والجيد منه الحديث القوي الرائحة خالصها ليس فيه شيء من رائحة الحموضة سريع الانحلال بالماء لين قابض يلذع اللسان لذعا يسيرا ، وقد يغش على ضرور لأن من الناس من يخلط به بعض الأدهان مثل دهن الحبة الخضراء ودهن الحناء ودهن شجرة المصطكي ودهن السوسن ودهن البان والدهن الذي يقال له ماطونيون وهو دهن العثة ، وبعض الناس يخلط به عسلا أو شمعا قد خلط بدهن الآس أو بدهن الحناء حتى يرق جدا ، والسبيل إلى معرفة هذا هينة ، وذلك أن الخالص إذا قطر منه على صوفة وغسلت بالماء من بعد فليس يؤثر فيها ، وأما المغشوش فإنه يبقى فيه أثر ، وأيضا الخالص إذا قطر منه على لبن أجمده والمغشوش لا يفعل ذلك ، والخالص إذا قطر في الماء انحل ثم يصير إلى قوام اللبن بسرعة ، وأما المغشوش فإنه يطفو مثل الزيت ويجتمع ويتفرق ويصير بمنزلة الكواكب ، والخالص على طول الزمان يثخن فيشتد ، وقد يغلط من يظن أن الخالص إذا قطر على الماء يغوص أولا في عمقه ثم يطفو عليه وهو غير منحل ، وأما العود الذي يقال له عود البلسان فإن أجوده ما كان حديثا دقيق العيدان أحمر طيب الرائحة خشنا يفوح منه رائحة دهن البلسان واختر من حبه فإن الحاجة إليه اضطرارية ما كان منه أشقر ممتلئا كبيرا ثقيلا يلذع اللسان ويحذو حذوا يسيرا ويفوح منه رائحة دهن البلسان وقد يؤتى بحب من البلاد التي يقال لها ابطرانيون شبيه بالأوفاريقون يغش به حب البلسان ويستدل عليه من أنه صغير فارغ ضعيف القوة شبيه بطعم الفلفل . جالينوس في السادسة : البلسان يجفف ويسخن في الدرجة الثانية وهو مع هذا لطيف وللطافته صارت رائحته طيبة ، وأما دهنه فهو ألطف قوة من النبات نفسه وليس له من الأسخان قدر ما يظن به قوم غلطا منهم بسبب لطافته ، وأما ثمرته وهو حب البلسان فقوتها من جنس هذه القوة بعينها إلا أنها أقل لطافة من دهن البلسان . ديسقوريدوس : قوة دهن البلسان شديدة جدا وهو حار مفرط الحرارة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء من برد الرحم إذا احتمل مع شحم ودهن ورد ، ويخرج المشيمة والجنين ، وإذا دهن به أبطل النافض وينقي القروح الوسخة ، وإذا شرب أدر البول وكان موافقا لمن به عسر البول لإنضاجه الفضول ، وإذا شرب كان موافقا لمن شرب السم الذي يقال له افوبيطن وهو خانق الثمر ولمن نهشه شيء من الهوام ، وقد يقع في أخلاط بعض الأدهان التي تحلل الأعياء وأخلاط بعض المراهم وبعض المعجونات ، وبالجملة أقوى ما في البلسان دهنه وبعده حبه وبعده عوده وحبه موافق إذا شرب لمن به شوصة أو ورم حار في رئته أو من به سعال أو عرق النسا أو صرع أو سدد ، ومن لا يمكنه التنفس دون أن ينتصب أو من به مغص أو عسر بول أو من به نهشة شيء من الهوام ، وإذا وقع في أخلاط الصوف التي تنفع من وجع الأرحام ، وإذا طبخ وجلس في مائه النساء فتح فم الرحم لفتحه وجذبه منه الرطوبة وللعود قوة الحب ، غير أنه أضعف منه ، وإذا طبخ بماء وشرب نفع من سوء الهضم ، ومن نهشه شيء من الهوام ومن به تشنج في العصب ويدر البول ويوافق القروح العارضة في الرأس مع النوع من السوسن المسمى إيرسا إذا أخذ يابسا ويخرج قشور العظام وقد يقع في أخلاط الطيب . الرازي . | دهن البلسان يفتت الحصاة وبعين إذا احتمل على الحبل ، وإذا دلك به الذكر نفع من استرخائه وكان في ذلك عجيبا . ومن خواصه أنه إن دهن به الحديد اشتعلت فيه النار الطبري : لطيف ينفع من لدغ العقارب ويسكن وجع الأذن إذا قطر فيها . ابن عمران : دهن البلسان نافع من السعال المتولد من البرد إذا أخذ منه وزن مثقال يصب على سكرجة من ماء الزوفا المطبوخ وشرب على الريق ومرخ الصدر به من خارج . الإسرائيلي : ومن منافعه أنه إذا طلي به على البياض غيره ونقاه . ابن أبي الأشعث : دهن البلسان أحد أركان الترياق الفروق ، ومتى برد الدماغ حتى تحدث منه السكتة وعمل منه ، ومن دهن الزنبق فتيلة وتحمل بها نفع من ذلك منفعة عجيبة وينفع من ابتداء الماء كحلا وإذا حدث في البدن اختلاج أو رعشة أو لقوة أو برد البدن بأسره وصغر النبض ووجد كلال في الحركة وثقل فأخذ من هذا الدهن وزن دانق إلى ثلاثة دوانيق وخلط مع أوقية دهن لوز مر ونحوها أو خلط بعسل وسقي منه العليل فإنه يبرأ بإذن الله . الرازي : عوده وحبه ينفعان من لدغ العقارب الإسرائيلي : عصير ورق البلسان إذا تجرع قلع العلق المتعلق بالحلق ونفع من الصداع العارض من الرطوبات الغليظة وإذا أحرق قشر عود البلسان وعجن بالخل وطلي به على للثآليل قلعها . التيمي في كتاب المرشد : قشر عوده الرطب إذا ربي بالعسل كان منه دواء نافع للمعدة مسخن لها مقو لها ويجلو رطوبتها . | بديغورس : وبدل دهن البلسان إذا عدم دهن الكادي ونصف وزنه من دهن البان الفائق وربع وزنه من الزيت العتيق . الرازي : بدل دهن البلسان دهن الفجل . وقال بياذوق : بدله وزنه من ماء الكافور وحب البلسان خاصيته النفع من الفضول الغليظة وبدله إذا عدم نصف وزنه من قشور السليخة وعشر وزنه من البسباسة . ابن الجرار : بدل حب البلسان إذا عدم وزنه ونصف وزنه من عوده . | بلبوس : هو بصل الزير . الفلاحة : هو بصل لا طاقات له وورقه وصورته كالبصل البستاني وإنما يفرق بينه وبين البصل في طعمه وفي أنه لا طاقات له وقد يكبر ويعظم أصله بكثرة المطر وفي طعمه مرارة وقبض وهو خشن يأخذ بالحلق . جالينوس في السادسة : إذا أكل الزير ولد خلطا رديئا غليظا لزجا لأنه عسر الانهضام نافخ مهيج لشهوة الجماع إذا وضع من خارج كالضماد ولسبب ما فيه من المرارة والقبض معا يجلو ويدمل ومن البين أنه مع هذا يجفف ، وذلك لأنا قد بينا أن المرارة موجودة في الجواهر التي تجلو وأن القبض في الجواهر التي تدمل ، وأن اليبس والجفوف في النوعين كليهما . ديسقوريدوس في الثانية : بلبوس وزعم قوم من أهل الجزيرة أن اسمه عندهم بلسا وهو نبات يؤكل والأحمر منه في البلاد التي يقال لها لينوى جيد للمعدة ، والمر منه الذي يشبه الأشقيل أجود للمعدة من الحلو يهضم الطعام وكل أصناف البلبوس حريف مسخن مهيج لشهوة الجماع مخشن للسان وجانبي الحنك كثير الغذاء يكثر اللحم ويولد نفخا ، وإذا تضمد به مع العسل أو وحده كان صالحا لالتواء العصب وشجاج الرأس التي ترض اللحم وتوهن العظم ولا تكسره ويسمى باليونانية بلسا ولإخراج السلي ، وما أشبه ذلك من باطن الجسد ووجع المفاصل والنقرس ، وإذا تضمد به أيضا مع العسل كان صالحا للرهل العارض للمحبوبين وعضة الكلب الكلب ويحبس العرق وإذا تضمد به مع الفلفل مسحوقا سكن وجع المعدة ، وإذا خلط بنطرون مشوي نقى النخالة التي في الرأس والقروح الرطبة العارضة في الرأس وإذا خلط بصفرة البيض واستعمل وحده ذهب بكمنة الدم العارضة تحت العين والثآليل التي يقال لها لبلسو ، وإذا خلط بسكنجبين قلع البثور اللبنية ، وإذا خلط بسويق نفع من شدخ الآذان والأظفار ، وإذا شوي في رماد حار وخلط برؤوس السمك الصغار التي يقال لها الصير بعد أن تحرق وتوضع على القروح العارضة في الذقن التي تسمى سوفا قلعها وإذا خلط بالدواء المسمى القونيون وتلطخ به في الشمس قلع الكلف والآثار السود العارضة من اندمال القروح ، وإذا سلق وأكل بالخل كان صالحا لوهن العضل خلا أطرافها ، وينبغي أن يتوقى الإكثار من أكله لأنه يضر بالعصب . ارساسيس : إذا دق البلبوس وخلط مع الخل وحمل نفع من الأورام التي تكون في الماق الأعظم أكثر من جميع الأدوية . | بليلج : إسحاق بن عمران : هو ثمرة خضراء ترض وتجفف فتصفر وطعمه مر عفص ، والمستعمل منه قشره الذي على نواه يؤتى به من بلاد الهند وهو بارد قابض . مجهول : هو مشبه للهليلج أصفر أملس القشر فيه رخاوة وفي طعمه عفوصة لذيذة ومرارة وفيه قوة تسهل السوداء إسهالا لطيفا . ابن سينا : بارد في الأولى يابس في الثانية وفيه قوة ملطفة وقوة قابضة يقوي المعدة بالدبغ والجمع وينفع من استرخائها ورطوبتها ولا شيء دابغ للمعدة مثله ، وربما عقل البطن وعند بعضهم يلين فقط وهو الظاهر وهو نافع للمعي المستقيم والمقعدة . البصري : هو لاحق بالأملج في العمل والقوة فعله يقرب من فعل الأملج وأما الأملج فيقرب فعله من فعل الكابلي . حبيش : وأما البليلج المربى بالعسل فإن العسل وإن كان يلطفه ويذهب كثرة غلظه فإنه عسر الانهضام بطيء في المعدة وربما يستعان على سرعة انهضامه بأن يجعل بالأفاويه كالسنبل والدارصيني والقاقلة الكبيرة والعود والمصطكي وما أشبه ذلك ، فإن هذه إذا جعلت فيه هضم الطعام وسخن المعدة وجلا ما كان فيها من الرطوبة . الشريف : إذا استعمل على الريق أو بماء حار مع السكر نفع من اللعاب السائل وأحد البصر وبدله فاغية يابسة وثلث وزنه آس وسدس وزنه هليلج أسود . إسحاق بن عمران : وبدله إذا عدم وزنه من الأملج . | بلوط : جالينوس في السادسة : جميع أجزاء هذه الشجرة قوتها تقبض فأما الذي هو منه شبيه بالغشاء فيما بين الغشاء والعود فهو أشد قبضا وكذا الغشاء المستبطن لقشر ثمرته أعني الذي تحت قشر البلوط ملفوفا على نفس جرم البلوط وهو جفت البلوط فيشفي النزف العارض للنساء ونفث الدم وقروح الأمعاء واستطلاق البطن ، وأكثر ما يستعمل منه مطبوخا وأقوى من هذا في القبض النباتان الآخران اللذان يقال لأحدهما قيبس وللآخر ميربلس وهما نوعان إن شاء إنسان أن يقول أنهما من أنواع البلوط وإن شاء أن يقول أنهما مخالفان له في الجنس ، فإن ذلك جائز وورق هاتين الشجرتين جميعا إن دخل في الضماد وهو طري فشأنه أن يجفف تجفيفا قويا فأما ورق شجر ذلك البلوط الآخر فهو أقل تجفيفا من ورق هاتين بحسب ما هو أقل قبضا منه ، فإني لأعرف أني أدملت جراحة أصابت إنسانا من منجل بورق ذلك البلوط وحده عندما لم أجد دواء آخر ، وذلك أني أخذت الورق فدققته وسحقته على صخرة ملساء ووضعته على الجراحة وعلى جميع المواضع التي حولها ، وقوة ثمرة البلوط أيضا شبيهة بقوة ورقه ، وقوم من الأطباء يستعملون ثمرة البوط في مداواة الأورام الحارة التي قد بلغت إلى حد الصعوبة والشدة وليس يحتاج إلى أدوية قابضة ، وذكر هذه المعاني وهو بكتابه حيلة البرء أولى منه بهذا الكتاب الذي نحن فيه ، فحسبنا ههنا أن نعلم أن البلوط حاله من القوة القابضة هذا المقدار الذي وصفناه ههنا فهو لذلك يجفف ويقبض وله تبريد يسير يكاد أن يكون دون الأشياء الواسطة في درجة الأدوية التي هي في المثل باثره . وقال في أغذيته : البلوط كثير الغذاء مثل الحبوب المتخذ منها الخبز وقد كان الناس في سالف الدهر إنما يغتذون بالبلوط وحده ، وغذاؤه ثقيل غليظ عسر الإنهضام وأجود ما يكون منه الشاهبلوط . ديسقوريدوس في الأولى : هذه الشجرة كلها تقبض وأشد ما فيها قبضا القشر الرقيق الذي فيما بين قشر الساق والساق ، وأيضا القشر الباطن من البلوط كذلك وقد يعطى من طبيخها من كان به إسهال مزمن أو قرحة الأمعاء أو نفث الدم وقد يعمل منه فرزج ، ويحتمله النساء لسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ، والبلوط أيضا يفعل ذلك ويغزر البول ويصدع وينفخ البطن وينفع ذوات السموم من الهوام ، وطبيخه وطبيخ القشر إذا شرب بلبن البقر نفعا من الدواء القتال المسمى طقسيقون ، وإذا تضمد بالبلوط سكن الأورام الحارة ، وإذا تضمد به مع شحم مملوح من شحم الخنزير وافق الورم الحالبي الجاسي الصلب والقروح الخبيثة والنوع من البلوط الذي يقال له بريلس وهو السوقر أقوى من سائرها فعلا وهما من أصناف الشجرة التي يقال لها فيغورس ، والشجرة التي يقال لها برنيس من أصناف شجر البلوط وقشر أصل برنيس إذا طبخ بماء حتى يلين ووضع على الشعر وترك الليل كله بعد أن يتقدم في غسله بطين يسمى قيموليا صبغ الشعر أسود ، وورق أصناف شجرة البلوط كلها إذا دق ناعما وافق الأورام البلغمية وقوى الأعضاء الضعيفة ، وأما ما يقال له سرديالا ويسميه بعض الناس أونيقي ويسميه بعضهم فرطا وبعضهم قطانياثوا ، وبعضهم يسميه دنوسالا وهو الشاهبلوط فإنه قابض أيضا وفعله يشبه فعل البلوط ولا سيما قشر الشاهبلوط الباطن وهو الرقيق الذي فيما بين قشره الغليظ ولحمه ولحم الشاهبلوط يوافق شرب الدواء القتال الذي يقال له افيمارون . ابن سينا : البلوط قابض ، والشاهبلوط أقل قبضا والبلوط بارد يابس ويبسه في الثانية وبرده في الأولى ، وفي الشاهبلوط قليل حرارة لحلاوته وفيه جلاء وفي جميعه نفخ في البطن الأسفل وقبض ، والشاهبلوط بطيء الهضم وهو أحسن غذاء فإن خلط بسكر جاد غذاؤه على أن غذاء جميعه غير محمود للناس ، والبلوط مصدع للرأس لحقنه البخار عاقل للطبيعة ينفع من رطوبة المعدة ويمنع سعي القلاع والقروح الساعية إذا أحرق واستعمل . الرازي : هو بارد يابس يمسك البول . وقال في كتاب الأبدال : وبدل البلوط إذا عدم وزنه من خرنوب نبطي . وقال بديغورس : وبدل جفت البلوط إذا عدم وزنه من الآمر ونصف وزنه قشر البلوط ونصف وزنه وردا بأقماعه . | بلوط الأرض : إسحاق بن عمران : وهي عروق تشبه البلوط تكون تحت الأرض مثل البلوط ويطلع لها على وجه الأرض ورق عريض أخضر يشبه ورق الشريس وهو الهندبا وينبت في الرمال وكثيرا ما يكون تحت عروق السمار ، وطعمه مر بحلاوة كطعم البلوط وفيه حرارة وهو يقطع الفضول ويضمر الطحال إذا وضع من ظاهر ويفتح سدد الأعضاء الباطنية ويدر الطمث والبول . الشريف : إذا خلطت أصول هذا النبات بعسل نقت القروح العتيقة المعفنة الرديئة واللحم ، وزعم قوم أنه ينفع حصى المثانة ويتصرف في كثير من الأدوية الكبار . | بلوطي : تسميه عامة الأندلس مرويه يلبوسه وهو إسم لطيني وغلط من جعله اللاعية أو ضربا منها . ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من سماه ماليفراسيون ، وهو نبات له قضبان مربعة لونها أسود وعليها شيء من زغب ومخرجها من أصل واحد كبير وورق شبيه بورق فراسيون إلا أنه أكبر منه وأشد استدارة وسوادا وعليه زغب وهو على القضبان متفرق بعضه عن بعض كورق مالسلوفن منتن الرائحة ، ولذلك شبهه قوم بالسوفلن ، والزهر على القضبان على استدارة ، وإذا تضمد بورقه مع الملح كان جيدا لعضة الكلب الكلب وإذا دفن في رماد حار حتى يذبل أذهب البواسير وإذا خلط بالعسل نقى القروح الوسخة جالينوس في السابعة : قوة هذا الدواء شبيهة بقوة الفراسيون إلا أنه دونه . | بلح : أبو حنيفة : إذا اخضر الوليع وهو ما في جوف طلعة النخل واستدار فهو البلح والبلح في النخل بمنزلة الحصرم في الكرم ، ويزعمون أنه ليس نبيذ أطيب رائحة من نبيذه والنساء يتخذن منه سبحا لطيب رائحته ويدخل في ضروب من صنعة الطيب كلها تنسب إليه يقال لها البلحيات . ديسقوريدوس : هو عفص المذاق ويشرب بالخمر العفصة للإسهال ولسيلان الرطوبات من الرحم سيلانا مزمنا ، وقد يقطع الدم السائل من البواسير ، وإذا تضمد به ألزق الجراحات . ابن ماسويه : وهو بارد يابس في وسط الثانية دابغ للمعدة واللثة رديء للصدر والرئة للخشونة التي فيه بطيء في المعدة ويغذو غذاء يسيرا ضعيفا . ابن سينا : يحدث سددا في الكبد والإكثار منه يولد في البطن أخلاطا غليظة ويغزر البول الشريف : إدمانه يقطع عرق الجذام ويوقفه ويغزر البول واللبن . | بلخته : أول الإسم باء منقوطة بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام مكسورة أيضا ثم خاء معجمة ساكنة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة ثم هاء . الغافقي : هي عشبة تنبسط على الأرض ولا تعلو شيئا أغصانها دقاق جدا وورقها غير دقاق لا تشبه الغصن كأنها دود بصل أغصانها بعضها فوق بعض وتستدير دائرة في الأرض لها نويرة بيضاء فيها حمرة وإذا تغرغر بماء هذا النبات أسقط العلق . | بلخية : أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مفتوحة ثم لام مفتوحة أيضا بعدها خاء معجمة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفلها مفتوحة مشددة ثم هاء . التميمي : هذه شجرة تكبر وتعظم وتغلظ أغصانها حتى تكون في عظم شجر الرمان ، وقد تغرس في البساتين وفي المنازل فتخرج فقاحا حسن اللون يضرب في لونه إلى التوريد يشبه لون ورق الزعفران أو لون ورق اللوز المر ، وقد يشبه ريش الطائر المختلف الألوان الكائن بفارس والعراق وزهرها ناعم الملمس ذكي الرائحة طيب المشم يودي بروائح الخوخ الأقرع المسمى بمصر الزهري ، ونوار هذه الشجرة حار يابس في الدرجة الأولى لطيف النسيم خنث الرائحة محلل للرياح مفتح للسدد الكائنة في الدماغ . ماسرحويه : معتدل لطيف خفيف على الطباع جيد للرياح الغليظة في الرأس إذا شم ، وورقه إذا طبخ وصب على الموضع الذي فيه الرياح نفع منها . | بلحياء : أولها باء بواحدة من أسفلها ثم لام مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من أسفلها وهي ساكنة ثم حاء مهملة مفتوحة ثم ألف ممدودة اسم بثغر الاسكندرية للنبات الذي يسميه أهل المغرب باليرول الذي يستعمله الصباغون وهي الحشيشة عندهم أيضا ، وبالعربية الأسليح وقد مضى ذكرها في حرف الألف . | بل : الرازي قالت الخوزانة قناهندي : وهو مثل قنا الكبر وهو مر حار يابس في الثانية قابض يقوي الأحشاء نافع من صلابة العصب ورطوبته وأمراضه الباردة مثل الفالج واللقوة ويوقد نار المعدة ، وينفع من القيء ويؤخذ في الجوارشتات ويعقل البطن ويفش الرياح . إسحاق بن عمران : هو حبة سوداء تشبه في خلقتها الذرة إلا أنها أجل منها وهي مجرودة الرأس في داخلها ثمرة دسمة وهي المستعملة منها يؤتى بها من الهند . البصري : وقوته الحرارة واليبوسة في الثالثة وفيه لطافة وينفع من استرخاء العصب والنقرس ويزيد في الباه . مسيح : هو عقار هندي كالشل نافع من إرواح البواسير . | بلاذر : ابن الجزار : هو بالهندية انقردبا بالرومية ومعناه الشبيه بالقلب . إسحاق بن عمران : هو ثمرة شجرة تشبه قلوب الطير ولونه أحمر إلى السواد على لون القلب وفي داخله شيء شبيه بالدم وهذا هو المستعمل منه فيه ومذاقته تعقب تدبيبا وحرارة باطنة في اللسان يؤتى به من الصين ، وقد ينبت بصقلية في جبل النار . ابن ماسويه : حار يابس في الدرجة الرابعة جيد لفساد الذهن وجميع الأعراض الحادثة في الدماغ من البرد والرطوبة . مسيح : نافع من برد العصب والاسترخاء والنسيان وذهاب الحفظ . الرازي : محرق للدم . عيسى بن علي : إذا شرب منه نصف درهم نفع لجودة الحفظ ويعرض لأكثر من شربه يبس في الدماغ وسهر وبرسام وعطش شديد . أبو جريج : لا نحب أن يقرب منه الشباب ولا من مزاجه حار وهو جيد للفالج ولن يخاف عليه منه . كتاب السموم : عسل البلاذر إذا طلي على الوشم قلعه ويقلع الثآليل ويقرح الجلد . ابن سينا : لبه مثل لب اللوز حلو لا مضرة فيه وعسله لزج ذو رائحة يبرىء من داء الثعلب البلغمي لطوخا ، وإذا تدخن به جفف البواسير ويذهب البرص وهو من جملة السموم وترياقه مخيض البقر ودهن الجوز يكسر قوته ، ومن الناس من يقضمه فلا يضره وخصوصا مع الجوز والسكر . حبيش بن الحسن : البلاذر سم حاد شديد المضرة وإذا أخذ صرفا أحدث على آخذه أنواعا من الأسقام والأوجاع ، وأما أن يحدث الوسواس والهيجان والبرص والجذام أو الورم أو السحج والعقر في بعض أعضاء الجوف ، وربما قتل وشيكا ولم يؤخر ذلك غير أن قوما من أهل الطب يدخلونه في جوارشناتهم فيسقونه الشيوخ والزمنى ويسقيه منهم من قذفهم الطبيب أن أمره في أشد ما يكون مزاجه من البرد ، وإنما يسقى في جوارشنة مثل البندقة أو النبقة ، ويصلح لمن غلب على مزاجه البلغم ومن يخاف عليه الفالج واللقوة فأما من كان محرور المزاج فلا أرى له شرب الجوارشن وخاصة الشباب ، فإني لم أر أحدا منهم شربه قنجا من عاهة تصيبه نحو الذي وصفت عنه ، وإصلاحه أن يغلى قبل استعماله في سمن البقر الخالص غلية جيدة ، فمتى أراد أحد أخذ عسله دون قشره قلع رأس الثمرة أعني قمع البلاذر ، ثم حمى كلبتي حديد حتى يحمر جدا وأخذ الثمرة بها ثم ضمها عليه حتى يسيل عسلها وخلطه بسمن البقر المغلي ثم استعمله . بديغورس : وبدل البلاذر إذا عدم وزنه خمس مرات من قلب البندق وربع وزنه دهن البلسان وسدس وزنه نفط أبيض . | بلان : أبو العباس النباتي : أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام ألف مشددة ثم نون أصم اسم لتمنش حمصي اللون مشرف الورق مقطع كثير الأغصان متدوح من أصل واحد ذاهب تحت الأرض كثير الشعب طعمه قابض يشبه ورقه ورق السرو إلا أنها أصغر بكثير يزهر زهرا فرفيري اللون خيري الشكل بين أثناء الورق من فتائل صغار يشبه فتل السمر إلا أنها أصغر يخلف ثمرا كثيرا كروي الشكل لونه أصفر وأحمر فيه مرارة يسيرة وفيه بزر دقيق قابض جرب منه النفع من البواسير إذا دخنت به ، وأغصانه يتخذ منها المكانس للطرق ببلاد القدس ونواحيه وهو بأرضهم كثير جدا ورأيت منه شيئا يسيرا بأرض برقة وسماه لي بعض الأعراب بالسيرق ، وهو عند العرب بالحجاز غيره . | بلسكي : يعرفه عامة الشجارين بالأندلس بمصفي الرعاة وبالودود وبحب الصبيان وبالقوة البرانية وهو أيضا معروف . ديسقوريدوس في الثالثة : أفارفتي هو نبات ذو أغصان كثيرة طوال مربعة خشنة عليها ورق نابت باستدارة متفرق بعضه من بعض مثل ورق الفوة وزهر أبيض وبزر صلب مستدير وسطه إلى التجويف ما هو مثل السرة ، وقد يتعلق هذا النبات بالثياب ، وقد تستعمله الرعاة مكان المصفاة إذا أراد تصفية اللبن من الشعر الذي يسقط فيه . | جالينوس في السادسة : وهذه الحشيشة تجلو قليلا وتجفف ولها أيضا لطافة . ديسقوريدوس : وإذا أخرجت عصارة ثمره أو أغصانه أو ورقه وشربت بالشراب نفعت نهشة الرتيلا والأفعى ، وإذا قطرت في الأذن أبرأت وجعها ، وإذا تضمد بهذا النبات مع شحم عتيق حلل الخنازير . | بليجاسف : هو البرنجاسف وقد ذكرته في هذا الحرف . | بلسن : هو العدس ، وسنذكره في حرف العين . | بلس : هو التين وسيأتي ذكره في التاء . | بنفسج : هو معروف . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق أصغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس ، وأدق منه وأشد سوادا وليس هو ببعيد الشبه منه ، وله ساق يخرج من أصله عليه زغب صغير ، وعلى طرف ساقه زهر طيب الرائحة جدا ولونه لون الفرفير ، وينبت في المواضع الظليلة الحسنة . جالينوس في السادسة : ورق هذا النبات جوهره جوهر مائي بارد قليلا ، ولذلك صار متى صنع ورقه كالضماد إما مفردا وإما مع دقيق الشعير سكن الأورام الحارة وقد يوضع أيضا على فم المعدة إذا كان فيه لهيب وعلى العين أيضا . ديسقوريدوس : وورق هذا النبات إذا تضمد به وحده أو مع السويق يبرد ، وينفع من التهاب المعدة والأورام الحارة العارضة في العين وسائر الأورام الحارة ونتوء المقعدة ، وقد قيل أن زهره إذا شرب بالماء نفع من الخناق والصرع العارض للصبيان وهو المسمى أم الصبيان . مسيح : الرطب منه من البرودة في أواخر الأولى وفي الرطوبة في الثانية وفيه لطافة يسيرة بها يحلل الأورام ، وينفع من السعال العارض من الحرارة وينوم نوما معتدلا ويسكن الصداع العارض من المرة الصفراء والدم الحريف إذا شرب وإذا شم ، واليابس يسهل المرة الصفراءة المحتبسة في المعدة والمعي . حبيش : الرطب إن ضمد به الرأس والجبين سكن الصداع الذي يكون من الحرارة ، وإذا يبس نقصت رطوبته ، وإن شرب مع السكر أسهل الطبيعة إسهالا واسعا غير أنه إن طبخ وأخذ ماؤه سهل انحداره ونزوله ولا سيما إن خلط بغيره من الأدوية مطبوخا معها مثل الإجاص والأثلوج والعناب والتمر الهندي والهليلج والشاهترج ، وما أشبه ذلك . ابن سرانيون : الشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم مدقوقا منخولا مع مثله من السكر ويشرب بالماء الحار . إسحاق بن عمران : زهر البنفسج إذا طبخ مع البابونج وصب ماؤه على الرأس نفع من الصداع المتولد من الحرارة ، وينفع من كل حر ويبس يعرض للرأس ، وفي أعضاء البدن . | التجربتين : زهره ينقي المعدة ونواحيها من الأخلاط الصفراوية ، وإذا تمادى الإطلاق الصفراوي وكان معه لذع وأشتف من زهره أربعة دراهم مسحوقا يومين أو ثلاثة أحدر بقية ذلك الخلط اللذاع وقطع الإسهال ومن علامه هذا النوع من الإطلاق أن تضر صاحبه الأدوية القابضة وتزيد فيه ، وينفع من وجع الأسفل وشقاقه وأورامه منفعة بالغة جدا ضمادا وحده أو مع ما يشبهه وينفع من حرقة المثانة . ابن ماسويه : الشراب المتخذ من البنفسج والسكر على صنعة الجلاب نافع من السعال ووجع الرئة مسهل للبطن موافق لذات الجنب والشوصة ، وهو أوفق لذات الجنب من الجلاب للعقوصة التي في ماء الورد المتخذ به . ابن سينا : شرابه ينفع من وجع الكلي ويدر البول . مسيح : إذا ربب البنفسج بالسكر نفع من السعال العارض من الحرارة . الرازي : المربى منه يلين الحلق والبطن غير أنه يرخي المعدة ويسقط الشهوة . | التميمي : إذا شرب البنفسج اليابس ربما قبض على القلب وأغرق النفس وأحدث كربا وله بشاعة يسيرة في طعمه تمنع كثيرا من الناس من شربه ، وربما يثقل في المعدة ويربو فيها وفي الأمعاء ، فيحدث كربا ولا ينحل سريعا لا سيما لمن كانت له حمى حادة . الشريف : ورق البنفسج جيد للجرب الصفراوي والدموي وزهره ينفع الزكام والنزلات النازلة إلى الصدر ودهنه مع المصطكي يقع من الورم الصفراوي الكائن بين الأصابع . عبد الله بن العشاب : جربت منه أن ورقه الغض إذا دق وعصر ماؤه وخلط بالسكر وشربه الصبي الذي تبرز مقعدته نفعه نفعا بينا . الرازي : وبدل زهر البنفسج إذا عدم وزنه من أصول السوس ، وقيل بدله لسان الثور . وقال مسيح : وللينوفر فعل كفعل زهر البنفسج وأكثر منه . | بنجنكشت : تأويله بالفارسية ذو الخمسة أصابع وغلط من جعله البنطافلن . ديسقوريدوس في الأولى : أعيس وقد يسمى بعيس وهو نبات لاحق في عظمه بالشجر ينبت بالقرب من المياه وهو في مواضع وعرة ، وفي أحاقيف من الأرض وله أغصان عسرة الرض وورق شبيه بورق الزيتون غير أنه ألين ومنه ما لون زهره مثل لون الفرفير وله بزر شبيه بالفلفل . غيره : ورقه على قضبان خارجة من الأغصان على رأس كل قضيب خمس ورقات مجتمعة الأسافل متفرقة الأطراف كأصابع الإنسان وعسرا ما يوجد أقل أو أكثر من خمس ، وإذا فركت الورق ظهر منها رائحة البسباسة وأغصانها تطول نحو القامة وأكثر ومنه ما زهره أبيض وهو في وشائع طوال وفي أطراف أغصانه وبزره ، وربما كان أبيض ، وربما كان أسود وليس في كل مكان يعقد الحب . جالينوس في السادسة : هذا نبات فيما بين الحشيش والشجر وعيدانه ليست تصلح ولا ينتفع بها في شيء من الطب فأما ورقه وحبه فقوتهما حارة يابسة وجوهرهما جوهر لطيف ، وعلى هذا يجدهما عندنا المستعمل لهما ، ومن ذاق أيضا ورق هذا النبات وزهره وثمرته وجد في جميعها حرافة وعفوصة قليلا ، وثمرته إذا أكلت أسخنت إسخانا بينا وأحدثت مع ذلك صداعا ، فإن قلي حبه وأكل مقلوا مع الأنواع التي تنقله بها وينتقل عليها كان إحداثه للصداع أقل وليس يحدث هذا الحب نفخا في البطن أصلا وخاصة المقلو منه ، وهو أيضا يقطع شهوة الجماع إذا أكل مقلوا كان أو غير مقلو ، وورق هذا النبات أيضا وورده يفعلان هذا الفعل نفسه ، ومن أجل هذا قد وثق الناس منهما أن عندهما معونة على التعفف لا متى أكلا وشربا فقط ، لكن متى افترشا أيضا ، وبهذا السبب كان جميع نساء أهل أيثنية يفرشنه تحتهن في أيام الأعياد العظام التي كانوا يعتدونها ومن ههنا يسمى باليونانية أعيس ، لأن هذه لفظة اشتقاقها في لسان اليونانيين بالشام يدل على الطهارة ، فمن هذه الخصال كلها إن كنا ذاكرين لما قيل في تلك المقالات الأول ، وقد علم أن البنجنكشت يسخن ويجفف ولا يولد رياحا أصلا ، وهذا بدل منه على أنه لطيف في غاية اللطافة وإحداثه أيضا ما يحدثه من الصداع ليس هو شيئا يكون منه لكثرة ما يولده من الرياح البخارية لأنه لو كان كذلك لكان ينفخ البطن ويهيج شهوة الجماع كما يفعل الجرجير ، ولكن إذا كان ليس إنما لا يهيج الجماع فقط ، بل شأنه قطعه ومنعه ، فقد علم أن قوته في الإسخان والتجفيف مثل قوة السذاب ، ولكنه ليس بمساو له بل هو أقل منه في الأمرين جميعا لأن السذاب أكثر إسخانا منه وأكثر تجفيفا وهو أيضا مباين له في نفس قوته وطعمه ، وذلك أن بزره وورقه يتبين فيهما شيء من القبض يسير ، وأما السذاب فهو إذا جف كان صادق المرارة حريفا ، وإذا كان طريا كانت مرارته يسيرة وليس فيه قبض البتة ، وإن رأى إنسان أن فيه من القبض شيئا يسيرا خفيا غير مساو للقبض الذي يكون في البنجنكشت ، ولذلك صار بزر البنجنكشت أنفع للكبد والطحال إذا كانت فيهما سدد من بزر السذاب ، ويحسب هذا الغرض الذي قد قصدناه حسبناه ههنا لأن تعلم أن قوته حارة يابسة ليست باعتدال لكن قوية ، وأنه ملطف كثير التلطيف ، فإن من علم هذا من أمره ثم يعلم الطريق المؤدي إلى حيلة البرء واستخرجه يجد من نفسه كيف يدر الطمث إن أراد إدراره بهذا الدواء وكيف يحلل الأورام الصلبة الحادثة في الأعضاء وكيف يذهب أيضا الإعياء إذا عمل منه مروخا مسخنا . ديسقوريدوس : وقوته مسخنة ملينة قابضة وثمره إذا شرب نفع من نهش الهوام والمطحولين والمحبونين ، وإذا شرب منه وزن درخمي بالشراب أدر الطمث واللبن وهو يضعف قوة المني ويعمل في الرأس ويحدث سباتا وطبيخه مع ثمره إذا جلس فيه نفع من أوجاع الرحم وأورامه الحارة ، وثمره إذا شرب مع القوتنج البري وتدخن به أو احتمل أدر الطمث ، وإذا تضمد به أبرأ من الصداع ، وقد يخلط بخل وزيت عذب ويصب على الرأس ممن كان به المرض الذي يقال له ليبرعس ، ومن المرض الذي يقال له قرانيطس ، وورقه إذا تدخن به وإذا افترش يطرد الهوام ، وإذا تضمد به نفع من نهش الهوام ، وإذا خلط بزبد وورق الكرم لين جساء الأنثيين ، وإذا تضمد بتمره بالماء سكن الوجع العارض من شقاق المقعدة ، وإذا خلط بالورق أبرأ من الخراجات والتواء العصب والجراحات ، وقد يظن به قوم أنه إذا عملت منه عصا وتوكأ عليها المشاة والمسافرون منعت عنهم الحفاء وسمي أعيس ، ومعناه الطاهر لأن المتزهدات من النساء يفترشنه في الهياكل ليقمع الشهوة ، وقيل له ليعيس لصلابة أغصانه . | بنطافلن : ومعناه ذو الخمسة أوراق ، ومنهم من سماه بنطاباطيس ومعناه ذو الخمسة أجنحة ، ومنهم من سماء بنطاطوس ، ومعناه المنقسم بخمسة أقسام ، ومنهم من سماه بنطادقطران ومعناه ذو الخمسة أصابع . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له نبت له قضبان دقاق طولها نحو من شبر وله ورق شبيه بورق النعنع خمسة على كل قضيب وعسيرا ما يوجد أكثر من خمسة ، والورق مشرف من كل جانب مثل تشريف المنشار ، وله زهر لونه إلى البياض والصفرة وينبت في أماكن رطبة وقرب الأنهار ، وله أصل لونه إلى الحمرة مستطيل أغلظ من أصل الخربق الأسود وهو كثير المنافع . جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات يخفف تجفيفا شديدا وليس له حدة ولا حرافة أصلا فهو لذلك نافع جدا كنفع جميع الأشياء التي جوهره لطيف يجفف من غير لذع وتجفيفه كأنه في الدرجة الثالثة وليس فيه حرارة . ديسقوريدوس : وطبيخ الأصل إذا طبخ بالماء حتى ينقص الثلث وأمسك في الفم سكن وجع الأسنان ، وإذا تمضمض به منع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم ، وإذا تغرغر به منع من خشونة الحلق ، وإذا شرب نفع من إسهال البطن وقرحة الأمعاء ووجع المفاصل وعرق النسا ، وإذا دق ناعما وطبخ بالخل وتضمد به منع النملة أن تسعى في البدن ، وقد يحلل الخنازير والأورام الصلبة والأورام البلغمية وتفور الشريان عند القصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة في المقعدة ويبرىء الجرب ، وعصارة الأصل إذا كان طريا تصلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة ، وقد يشرب الورق بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو شراب ممزوج مع شيء من فلفل لحمى الربع والغب التي تأخذ كل يوم ويشرب لحمى الربع ورق أربعة أغصان ولحمى الغب ورق ثلاثة أغصان وللحمى التي تأخذ كل يوم ورق غصن واحد وإذا شرب الورق في كل يوم ثلاثين يوما متوالية نفع من الصداع والصرع ، وعصارة الورق إذا شرب منها عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث قوانوسات أبرأت اليرقان ، وإذا تضمد بالورق مع الملح والعسل أبرأ الجراحات والنواصير والداحس ، وقد ينفع من فتلة الأمعاء ، وإذا شرب من هذا النبات وتضمد به قطع نزف الدم ، وقد يستعمل هذا النبات في الهياكل للتطهير وغير ذلك مما يستعمل في الهياكل . الغافقي : يلزق الجراحات الطرية بدمها ويفعل فيها فعل دم الأخوين ، وورقه إذا افترش ورقد عليه منع من الاحتلام ، وإذا دق ورقه وعصر ماؤه وسعط به الفرس المجدورة أبرأها من الجدري ، وينبغي أن تستغرق الفرس إذا سعطت به بالجري حتى تعرق . | بنج : هو الشيكران بالعربية . ديسقوريدوس في الرابعة : ايشفرامش وهو البنج هو تمنش له قضبان غلاظ وورق عراض صالحة الطول مشققة الأطراف إلى السواد عليها زغب ، وعلى القضبان ثمر شبيه بالجلنار في شكله منفرق في طول القضبان واحد بعد واحد كل واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس ، وهذا الثمر ملآن من بزر شبيه ببزر الخشخاش وهو ثلاثة أصناف : منها ما له زهر لونه إلى لون الفرفير ، وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له عين اللوبيا ، وورق أسود وزهر شبيه بالجلنار مسودة ، ومنه ما له زهر لونه شبيه بلون التفاح وورقه وزهره ألين من ورق وخمل الصنف الأول وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الذي يقال له أروسمر وهو التوذري ، وهذان الصنفان يجننان ويسبتان وهما رديئان لا منفعة فيهما في أعمال الطب ، وأما الصنف الثالث فإنه ينتفع به في أعمال الطب وهو ألينها قوة وأسلسها وهو ألين في المجس وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه شيء فيما بين الغبار والزغب وله زهر أبيض وبزر أبيض وينبت في القرب من البحر ، وفي الخرابات فإن لم يحضر أحدا هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الذي بزره أحمر ، وأما الصنف الذي بزره أسود فينبغي أن يرفض لأنه شرها وقد يدق الثمر مع الورق والقضبان كلها رطبة وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس ، وإنما تستعمل نحوا من سنة فقط لسرعة العفونة إليها وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته ، وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكينا للوجع ، وقد يدق هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص ويخزن . جالينوس في الثامنة : وأما البنج الذي نواره أسود فهو يحرك جنونا وسباتا ، والبنج الذي بزره أيضا أحمر حمرة معتدلة فهو قريب من هذا في القوة ، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقاهما جميعا ويحذرهما ويجانبهما مجانبة ما لا ينتفع به ، وأما البنج الأبيض البزر والزهر فهو من أنفع شيء في علاج الطب ، وكأنهما في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد . ديسقوريدوس : ومن الناس من يخلط عصارة الورق والقضبان والبزر وعصارة البزر وحده بالإشافات المسكنة للأوجاع في العين فينتفع بها ، وقد يوافته سيلان الرطوبة الحادة السائلة إليها وأوجاع الآذان والأرحام ، وإذا خلط بالدقيق أو السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والرجل وسائر الأورام الحارة ، وقد يفعل ذلك أيضا البزر ويصلح للسعال والنزلة ولسيلان الرطوبات إلى العين وضرباتها ، وإذا شرب منه مقدار أوثولوسين مع بزر الخشخاش بالشراب الذي يقال له مالقراطن وافق نزف الدم من الرحم ومن سائر الأعضاء ، وإذا دق ناعما وتضمد به مع الشراب وافق النقرس والخصي الوارمة والثدي الوارمة في النفاس ، وقد يخلط بسائر الضمادات المسكنة للوجع فينتفع بها والأقراص المعمولة من ورق النبات هي نافعة في تسكين الوجع إذا خلطت بالسويق وتضمد بها أو تضمد بها وحدها ، وإذا تضمد بالورق وهو طري سكن الوجع ، وإذا شرب منه مقدار ثلاث ورقات أو أربع بالشراب أبرأ الحمى التي يقال لها أنقيالوس وهي حمى يعرض فيها حر وبرد معا ، وإذا طبخ الورق كما يطبخ سائر البقول وأكل منه مقدار طرينيون أفسد العقل في ذلك الوقت ، وزعم قوم أن من كان يأخذه قرقرة في المعي الذي يقال له قولون إذا احتقن ، به نفعه ، وأصل البنج الأبيض إذا طبخ وتمضمض بطبيخه نفع من وجع الأسنان . ابن سينا : بزر البنج الأبيض يدخل في التسمين لعقده الدم وإجماده وإن شرب من ورقه ثلاثة أو أربعة بطلاء أبرأ أكلة العظام ، وإن شرب منه أوثولوسين نفع من نفث الدم المفرط ، وربما وقع في أدوية تسكين السعال ، وإذا دخن ببزر البنج الضرس الوجع في أنبوب سكنه ويحدث الخناق والجنون . ابن عمران : وإذا أخذ من بزر البنج والأفيون من كل واحد جزء بالسوية فعجن بالطلاء أو بالعسل وسقي منه مثل الباقلاة فإنه ينيم وينفع النزلة التي تكون في الصدر ووجع الأضراس والأسنان ، وإذا سحق بزر البنج وحده وعجن بقطران الأرز وحشيت به الأسنان والأضراس المتآكلة المثقبة نفعها وسكن وجعها . | التجربتين : جميع أصنافه وورقها وبزرها يمنع انصباب المواد إلى الأعضاء المتورمة ورما حارا إذا وضع عليها في ابتدائها ، ويجب أن لا يطول لبثها عليها لئلا تجمد المادة ، وإذا خلط بدقيق الشعير والكندر وماء ورقه وصنع منه ضماد سكن وجع الرض والفسخ ، وإذا شوي الورق ودرس بالشحم أو بمح البيض سكن أوجاع الأسفل . الرازي : قال أنكاعانس في كتاب الأدواء المزمنة : إن قوما زعموا أن أصل البنج إذا علق على صاحب القولنج نفعه . | ديسقوريدوس : وإذا أكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران مع الطلاء ، وقد يبرأ صاحبه برءا سهلا ، وذلك أن يشرب ماء العسل واللبن ويكثر منهما وخاصة لبن المعز أو لبن الأتن والبقر والماء الذي يطبخ التين اليابس فيه ، وينتفع بحب الصنوبر وبزر المامينا المطبوخ وشحم الخنزير العتيق والبورق مع قشور جوزبوا وسلجم وحرف وبصل وثوم وتين ويأكلها كلها حارة والطلاء أيضا سخن . الرازي : يعرض لمن شرب البنج سكرا شديدا واسترخاء الأعضاء وزبد يخرج من الفم وحمرة في العين فيتداركونه بالقيء بماء العسل وبطبيخ التين والبورق ، ثم يسقون لبنا حليبا مرات كثيرة فإن نقي ذلك وإلا عولجوا بعلانج الأفيون ، عيسى بن علي : من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله ويعرض لشاربه ذهاب العقل وبرد البدن كله وصفرة اللون وجفاف اللسان وظلمة في العينين وضيق نفس شديد وشبيه بالجنون وامتناع الكلام . ابن الجزار : وإن لم يتدارك بالعلاج هلك في يومين ، وإذا دنا منه الموت عرض له كسل وسبات واصفرار وبرد في الأطراف . الرازي في كتاب إبدال الأدوية ، وبدل البنج إذا عدم وزنه من الأفيون . | بندق : أبو حنيفة : هو الجلوز والبندق فارسي والجلوز عربي . جالينوس في السابعة : وفي البندق من الجوهر الأرضي البارد أكثر مما في الجوز الكبار فهو لذلك أكثر عفوصة منه عند المذاق ، وذلك موجود في شجر ، وثمره وقشوره ، وأما في الخصال الأخر فهو شبيه بالجوز الكبار . ديسقوريدوس في الأولى : البندق رديء للمعدة ضار لها ، وإذا سحق وشرب بماء العسل أبرأ من السعال المزمن ، وإذا قلي وأكل مع شيء يسير من الفلفل أنضج النزلة ، وإذا أحرق كما هو بقشره وسحق وخلط بالشحم العتيق من شحم الخنزير وشحم الدب ولطخ به داء الثعلب أنبت الشعر ، وزعم قوم أن البندق المحرق إذا سحق مع الزيت وسقيت به يافوخات الصبيان الزرق سود أحداقهم وشعورهم . أبقراط : البندق يزيد في الباه أكلا . ابن ماسويه : البندق أغلظ من الجوز وأقل رطوبة وأكثر إذا انهضم غذاء لاستكثاف جسمه ودهنه أقل من دهن الجوز وجسمه أخصف من جسمه وفيه عفوصة يسيرة وهو بطيء في المعدة ضار لها يزيد في المرة وينفع المعي المدعو بالصائم ويقويه وينفي الضرر عنه ، وهذه خاصيته وينفع من الموم إذا أكل قبل الطعام ، فإن أكل بعده مع التين والسذاب نفع منها أيضا . ابن ماسة : يصدع . مسيح : مقطع للخلط اللزج نافع من النفث الحادث من الرئة والصدر . الطبري : إذا أكل مع التين والسذاب نفع من لذع العقارب ، وقد كنت أنا في حداثتي في أرض الموصل في بعض أعمالها فرأيت قوما يعلقون الجلوز في أعضادهم ، ويذكرون أنهم ينتفعون به من لذع العقارب . | ابن سينا : هو إلى حرارة ويبوسة قليلة ويهيج القيء . الإسرائيلي : هو أكثر توليدا للنفخ والقراقر من الجوز وأكثر نفخه في أسفل البطن وخاصة إذا أخذ بقشره الداخل لأن في ذلك القشر قبضا قويا ، وبه تعقل البطن وإذا قشر من قشره الباطن كان أسرع انحدارا وانهضاما . | الرازي في دفع مضار الأغذية : بطيء النزول في الغذاء ويصلح منه الفانيذ خاصة ومتى أكثر منه حتى يبلغ إلى أن تمدد المعدة ، فينبغي أن يشرب عليه المبرود ماء العسل والمحرور ماء الجلاب ، وإن كفى ذلك ونزل وإلا أخذ عليه بعض الجوارشنات المسهلة ، وينبغي أن يقشر من قشرته . | بندق هندي : هو الرتة وقد غلط من قال إنه الفوفل . المسعودي : قال جوز الرتة مثل البندق عليه لحاء وداخله لب مثل لب البندق ، والهند تفخر بها لأنها تصلح لأمور عجيبة . ابن سينا : البندق الهندي هو ثمرة في قدر البندقة متخشخشة وتنفلق عن حبة كالنارجيل . البالسي : هو قريب من البندق في كبره ولون قشره أغبر صقيل قريب من الفضار الصيني الأدكن في اللون ولون ما داخله أصفر وهو حار يابس موافق للمعدة الباردة معين لها على هضم الغذاء ، وإن طلي على الأعضاء الرخوة قواها وشدها وانتفع به فيها منفعة ظاهرة ، والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء ورد مغلي ، والذي يستعمل في الأضمدة من درهم أنى درهمين مع ما يضاف إليه . الرازي في الحاوي : البندق الهندي في كتاب ابن البطريق في السموم وقشرها الأعلى يسحق ويسقى منه قدر عدسة أو يسعط منه في الشق الذي فيه اللسعة أو يسقى منه مثقال بماء الحشيش المسمى اللحاج ويطلى منه على موضع اللسعة ولذع العقارب الجرارة ، والرتيلا ويصلح للسموم كلها ، وينفع الماء في العين وحمى الربع واستطلاق البطن والهيضة والجرب والشقيقة والصداع ويسعط منه قدر فلفلة ، وكذا اللقوة فيسعط منه أياما ويلزمه في بيت مظلم فإنه برؤه ويسعط للصرع وريح الخشم والسدر ، وأما قشر الحب الذي في جوفه ففيه خشونة فيدخن لريح الصبيان والجنون ويطلى على الخنازير بخل فإنه يبرئه ، وللريح في الظهر والخاصرة فيسقى منه قدر حمصة أياما ويحل القولنج ، وللخلفة يسقى منه بماء بارد قدر حمصة ولريح السبل والغشاوة والظلمة يسعط بماء المرزنجوش ويخلط بالأثمد ويكتحل به للحول . قال العلهمان : إنه جيد لاسترخاء العصب . كان برجل لقوة فأسعط بشيء قليل من الرئة قطرتين في الجانب المعوج الذي يغمض فيه عينه وقطرة في الجانب الصحيح فسال من أنفه بلاغم كثيرة جدا وأديم ذلك وزيد في كل يوم قطرة ثلاثة أيام فبرىء . قالت الخوزانة : نافع للفالج . ابن سينا : يسقى من أصله وزن درهمين في الشراب لذات الجنب البارد ، والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر لما فيه من القبض ويسقى من لبه وزن درهمين لوجع الرحم والفرزجة المحتملة من محكوكه تدر الطمث وتخرج الجنين ، وكذا عصارته تسهل المرة السوداء والبلغم والمائية أيضا والصفراء من البدن كله من غير إكراه حتى إنه يعافى به من البرص واليرقان والكنف ونحوه ، ويحل القولنج والشربة منه ثلاث كزمات والكزمة ستة قراريط ويسقى مع شراب حلو وسكنجبين ويعطى مع النظراشاليون ودوقوا والسقمونيا تحرك إسهاله إذا خلطت به وتقويه ومقداره لكل درخمي ثلاث أوثولوسات من السقمونيا ، وربما أخذ منه وزن درهمين فيدق ، ويجعل في شراب حلوا وفي سكنجبين ويترك مدة طويلة ثم يطبخ ذلك الشراب أو السكنجبين بالعدس أو بالشعير بلحم الدجاج ويتحسى مرقه ويخلط به من السقمونيا ، وربما أخذ منه وزن درهمين . غيره : له عمل جيد في تقوية الإنعاظ وإن أدمنه من لا يقوم ذكره البتة أبرأه إذا أدمنه أياما . مجهول : زعم أندراس جماع العقاقير أن من هذه الثمرة شيئا فارغا لا نوى له خفيفا على قشره شبيه بالخطوط السود في شكل الصليب إذا اقتلعها إنسان من شجرتها عرض له صرع على المكان من ساعته ، فلا يفيق ما دامت في يده فإذا سقطت من يده أو نزعت عنه أفاق ، وربما مات وقد يحذر من لا صرع به من أهل تلك البلاد تناول شيء من ثمرة هذا النبات لما وصفناه . | بنك : ديسقوريدوس في الأولى : سعفتن هذا يؤتى به من بلاد الهند شبيه بالقشور كأنه قشر شجرة التوت يدخن به لطيب رائحته ويقع في أخلاط الدخن المركبة ، وإذا تدخن به نفع من انضمام فم الرحم الذي عرض له الجفاف . أبو حنيفة : أكثر ما يكون البنك باليمن بوادي عوسجة وهو واد يفصل بين زبيد وعتر . ابن رضوان : هو دواء طيب الرائحة يقال : إنه ينحت من أصل خشب أم غيلان باليمن قابض بارد يابس يقوي الأعضاء إذا ضمد به ويمنع العرق ويطيب رائحة البدن . ابن سينا : أجوده الأصفر الخفيف العذب الرائحة الأبيض الرزين حار يابس في الدرجة الأولى ينقي الجلد وينشف ما تحته من الرطوبات ويقطع رائحة النورة . | المجوسي : ملطف مقو للمعدة والكبد الباردتين إذا ضمد به من خارج أو استعمل من داخل . | بنتومة : هذا نبات يعرف بهذا الإسم عند شجارينا ببلاد الأندلس ونعرفه أيضا بالرقعة الفارسية وبذرق الطير ، وكذا يعرف بأرض الشام أيضا وخاصة ببلاد نابلس وما والاها ، وأما أهل الشوبك من أرض الشام فإنهم يعرفونه بالعنم ويطحن ثمره مع الزيت فيأتي لونه أحمرا قانيا يعرف بالزيت المعنم وهو يوجد على شجر الزيتون وشجر اللوز والكمثري ينبت بنفسه عفوا على الشجر المذكور وهو يضر بها جدا كمثل الكشوث بما يتخلق عليه . ابن حسان : هو نبات ينبت في شجرة الزيتون في نفس الشجرة . يقال : إن الطير يذرق بزره هناك فينبت منه وورقه يشبه ورق الزيتون غير أنه أشد خضرة منه واستدارة وأصلب في ذاته ، وله أغصان طويلة خضر فيها عقد ، وله بزر أحمر اللون وهو بارد قابض يجفف وفيه شيء من مرارة يدل على أنه ليس بمتشابه الأجزاء ، والغالب عليه البرد واليبس وإذا دق هذا النبات وعصر ماؤه نفع من كسر العظام ويجبرها وينفع من الوثي العارض في العضلات ومن نفث الدم . الغافقي : وإذا شرب مع وزنه من الطين الأرمني فعل ذلك أيضا ، وإذا طبخ مع التين وشرب طبيخه نفع من السعال . الشريف : إذا جفف ورقها وسحق وذر على العرطسة بعد حلق الرأس بالنورة ويحكه بالبول والملح حتى يدمى ثم يذر عليه كان في ذلك أنجع دواء مجرب . | بنات وردان : ديسقوريدوس في الثانية : سلى جرمها إذا سحق بزيت أو طبخ بزيت وقطر في الأذن سكن وجعها . ابن سينا : تنفع من أوجاع الأرحام والكلي بعد أن يكسر تحليله بزيت وموم ومح البيض ولا يصلب ويدر البول والطمث ويسقط وينفع مع قردمانا للبواسير وينفع للنافض ومن سموم الهوام . الشريف : إذا درست وضمد بها المالنكونيا وهي القروح التي تكون في الساقين أبرأت منه جدا . | بنات الرعد : هي الكمأة وسيأتي ذكرها في الكاف ، وسميت بذلك لأن الأرض تنشق عنها بالرعد . | بنات النار : هي الأبخرة . عن البصري والأبخرة هي القريص والخربق أيضا ، وقد ذكرت الأنجرة في حرف الألف . | بنجنكسزوان : هو بالفارسية لسان العصفور ، وسنذكره في اللام . | بهار : هو الأقحوان الأصفر عند بعض الناس الذي تعرفه شجارونا بالأندلس بالمقازجة وبالبربرية إملال وعامتنا ببلاد الأندلس أيضا تسميه خبز الغراب . ديسقوريدوس في الثالثة : هو الأورنون انعلمن ، وتفسيره عين البقرة وهو نبات له ساق رخصة وورق شبيه بورق الرازيانج وزهر أصفر أكبر من زهر البابونج شبيه بالعيون ، ولذلك سمي بهذا الإسم وينبت بالدمن . جالينوس في السادسة : له ورد أكبر من ورد البابونج جدا ، وله من الحدة والحرافة أكثر مما لورد البابونج ولذلك هو أكثر تحليلا حتى أنه يشفي الأورام الصلبة إذا خلط بشمع مذاب ودهن . ديسقوريدوس : زهره إذا سحق بقيروطي حلل الأورام البلغمية والجشاء ، وزعم قوم إن من كان به يرقان ، وشربه في الحمام بعد خروجه من الأبزن حسن لونه وقيأه ماء . ابن سينا : هو الذي يسمى بالفارسية كاوحشم أي عين البقر ورور أصفر اللون أحمر الوسط أسمن من ورد البابونج حار في الثانية يابس في الأولى ينفع شمعه من الرياح الغليظة في الرأس . | التميمي في كتاب المرشد : ومنه نوع صغير الشكل يسمى بالشام عين الحجل إذا جمع نواره وجفف وسحق وجعل في بعض الإكحال للعين جلا ظلمة البصر العارضة له وقوى طبقات العين ودفع الماء المنصب إليها المفسد لحس البصر وأحد نورها وجلا البياض الكائن من آثار القرحات . | بهج : الغافقي : هو المستعجلة وهو دواء معروف وسيأتي ذكرها في الميم . | بهمن : إسحاق بن عمران : هو ضربان : أحمر وأبيض وهما جميعا عروق في قدر الجزر الصغار وكثيرا ما تكون مفتولة ومعوجة فالأحمر منهما أحمر القشر إلى السواد ، وباطنه أقل حمرة من ظاهره ، والأبيض منهما أبيض الباطن ، والظاهر ومذاقتهما جميعا طيبة لزجة ، وفي رائحتهما شيء من طيب يؤتى بهما من أرض أرمينية من أرض خراسان ، وهما من أدوية النقرس . ابن سينا : هو قطع خشبية وهو أصول مجففة متشجنة متغضنة وهي نوعان : أبيض وأحمر حار يابس في الثانية مسمن يقوي القلب جدا ، وينفع من الخفقان ويزيد في المني زيادة بينة . وقال في الأدوية القلبية : منه أبيض وأحمر والأحمر أشد حرارة وفيهما جميعا قبض مع تلطيف وتفتيح ولهما خاصية في تقوية القلب وتعينها الطبيعة المذكورة أعني القبض والتلطيف . | مسيح : البهمنان حاران في الدرجة الثانية رطبان زائدان في المني مهيجان للباه . الرازي : البهمن الأحمر حار مهيج للباه . وقال في كتاب أبدال الأدوية : وبدله إذا عدم وزنه من التودري ونصف وزنه من ألسنة العصافير . | بهمي : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الشعير إلا أنه أقصر منه وأدق وله سنبل شبيه بسنبل الشيلم وقضبان طولها نحو من ستة أصابع ناتئة حوالي الأصل وسبع سنبلات أو ثمار وينبت في مواضع العمارة ، وعلى السطوح الجديدة التطيين ، وهذا النبات إذا شرب بشراب قابض قطع الإسهال ونزف الدم ويقطع كثرة البول ، وزعم قوم أنه إذا شد في صوف مصبوغ بحمرة قانية وعلق على الإنسان الذي به نزف الدم من أي عضو كان قطع النزف . | بهرامج : أبو حنيفة : هو الرنف وهو الخلاف البلخي وهو ضربان : ضرب مشرف بزره أحمر ومنه أحمر هادي البزر وكلاهما طيب الرائحة . التميمي : هو زهرة الشجرة المسماة البلخية . | لي : وقد ذكرت البلخية في هذا الحرف فيما تقدم . | بهرم وبهرمان : وهو العصفر عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف العين . | بهش : هو صنف من البلوط يشبه العفص وليس بعفص ولا بلوط ويسمى بعجمية الأندلس الحركة والشوبر ، وثمره غليظ أسود قصير مدور ويسمى الراتينج وهو برنقس باليونانية وتعلف البقر بثمره والدواب ، والنهش أيضا عن أبي حنيفة وهو رطب المقل . قال الزبير بن بكار : المقل إذا كان رطبا ولم يدرك فهو النهش . | بهق الحجر : هو الجوز خندم عن الإسرائيلي وعن غيره وهو جرار الصخر وهو الأصح . | بوزيدان : سليم بن حسان : هو أصول صلبة بيض مصمتة تشبه البهمن الأبيض وتنفع من النقرس وأوجاع المفاصل وهو دواء هندي قليل التصرف ، وقد جلب إلينا ورأيته مرارا عندنا . | ابن رضوان : هو ضرب من المستعجلة حار يابس في الثالثة ينفع من الأمراض الباردة ويذيب الأخلاط الغليظة . ابن ماسويه : أجوده ما ابيض لونه وغلظ عوده وكثرت خطوطه والدقيق العود الشديد الملاسة القليل البياض رديء قليل المنفعة . حبيش : منافعه مثل منافع السورنجان في تسكين أوجاع المفاصل والنفع من النقرس حار يزيد في الباه . ماسرحويه : حار يزيد في المني وخاصته إسهال الماء الأصفر والإضرار بالأنثيين ويصلح بالخردل والشربة منه درهمان وأجوده الحديث . المجوسي : ينفع من الأخلاط الباردة البلغمية ويلطفها وينقي العصب منها . ابن سينا : ينفع السموم . | بوش دربندي : ابن هراردار : هو نبات يدق بجملته ويتخذ منه شياف ، ويستعمل في الأورام الحارة وهو ملين مبرد نافع من النقرس الحار إذا طلي عليها وهو يابس في آخر الدرجة الأولى . ابن رضوان : هو عصارة ورق شجيرة شبيهة بورق الحناء يؤخذ ورقها فيدق وهو رطب فيجمع ويجفف . الرازي : في كتاب النقرس : الشياف الجزري الذي يؤتى به من أرمينية إذا حمل مع ماء عنب الثعلب نفع منفعة عجيبة من النقرس . ابن سينا : يجلب من أرمينية . | بوصير : هو الحوران وعامتنا بالأندلس تسميه بالبرية شكه باللطينية وهو عندهم شيكران الحوت ، وبالبربرية أقمعن ، ولحاء أصوله تستعمله أطباء الشام مع الماهي زهره في أدوية المفاصل . ديسقوريدوس في الرابعة : قلومس هو نبات ينقسم على صنفين : أحدهما أبيض الورق ، والآخر أسود الورق ومن أبيض الورق صنف يسمى الأنثى وصنف يقال له الذكر ، فالأنثى له ورق يشبه ورق الكرنب إلا أن عليه زغبا ، وهو أعرض من ورق الكرنب وهو أبيض وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر ، وعليها زغب وزهر أبيض مائل إلى الصفرة وبزر أسود وأصل طويل عفص في غلظ أصبع وينبت في الصحاري في الصخور ، والصنف الذي يقال له الذكر له ورق أبيض أيضا وهو إلى الطول ما هو أثق من ورق الأنثى ، وله ساق ألحق من ساق الأنثى ، وأما الصنف الأسود الورق فيخالف الأبيض بأنه أشد سوادا منه وأعرض ورقا وهو موافق في سائر الحالات ، وفي النبات صنف آخر يقال له قلومس بري ، وله قضبان طوال لاحقة في كبرها بقضبان الشجر وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له الأسفافس ، وعلى القضبان أشياء مستديرة كالفلكة مثل ما للفراسيون وزهر أصفر إلى لون الذهب ، ومن النبات نوع آخر يقال له قلومس وهو ثلاثة أصناف : منها صنفان عليهما زغب وهما لاصقان بالأرض ولهما ورق مستدير ، والصنف الثالث يمال له لحسطس ، ومن الناس من يسميه واللسن وله ثلاث ورقات أو أربع أو أكثر قليلا غلاظ عليها زغب وفيها رطوبة تدبق باليد تستعمل في فتائل السراج . جالينوس في السابعة : أصل النوعين الأولين من البوصير يجد له من يذوقه قبضا وهو لذلك نافع للعلل السيلانية ، ومن الناس قوم يتمضمضون به لوجع الأسنان وورق هذه الأنواع قوته محللة ، وكذا قوة الأنواع الأخر ولا سيما ورق النوع الذهبي الزهرة وهو الذي يحمر به الشعر وقوة أنواع جميع هذا النبات قوة تجلو وتجفف جلاء معتدلا . ديسقوريدوس : وأصول الصنفين الأولين إذا كانت قابضة فهي لذلك إذا أخذ منها مقدار كعب ويسقى بالشراب نفع من الإسهال وطبيخها ينفع من شدخ العضل والهشم والسعال المزمن ، وإذا تضمد به سكن وجع الأسنان ، وأما النبات الذي يقال له قلومس بري فإن زهره ، وهو الأصفر القريب في لونه من لون الذهب يصبغ الشعر وحيثما وضع جمع الصراصر ، وقد يطبخ ورقه بالماء ويتضمد به للأورام البلغمية وللأورام الحارة العارضة في العين ، وقد يتضمد به مع العسل والشراب للقروح التي تعرض معها سعافلس ويتضمد به أيضا مع الخل للخراجات فيبرئها وينفع من لسعة العقرب ، وأما الصنف من قلومس الذي يقال له الذكر فقد يعمل منه ضماد لحرق النار وينتفع به ، وقد زعم قوم أن ورق الصنف من قلومس الذي يقال له الأنثى إذا صر مع التين منع عنه السوس . | بونيون : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه أنيطون وهو نبات له ساق مربعة صالحة الطول في غلظ أصبع وورق شبيه بورق الكرفس إلا أنه ألطف منه بكثير مثل ورق الكزبرة ، وله زهر شبيه بزهر الشبت وبزر طيب الرائحة أصفر من بزر البنج . جالينوس في السادسة : هذا النبات حار وتبلغ حرارته إلى أنه يدر البول . ديسقوريدوس : والبزر مسخن مدر للبول يخرج المشيمة ويصلح لوجع الطحال والكلي والمثانة ، وإذا استعمل البزر يابسا أو رطبا أو أخرجت عصارته مع القضبان والأصول فإنه إنما يستعمل بالشراب الذي يقال له مالقراطن ، وأما سطرنيون فهو تمنش طوله نحو من ثلث شبر ينبت في الجزيرة التي يقال لها المنافريطي ، وله ورق شبيه بورق النبات الني يقال له بونيون . جالينوس في السادسة : ولذلك يسير حونيون أسخانه مثل أسخان البونيون . ديسقوريدوس في الرابعة : وإذا شرب منه نحو من أربع طاقات بالماء أبرأ المغص وتقطير البول ووجع الجنب ، وإذا خلط به ملح وشراب وتضمد به فاترا حلل الخنازير . | بولوغالين : تأويل هذا الإسم في اليونانية مكثر اللبن . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق شبيه بورق العدس في طعمه عفوصة ، وقد يظن أن هذا النبات إذا شرب يكثر اللبن . جالينوس في الثامنة : هذا نبات له ورق قابض معتدل ، وقد يظن به الناس أنه إذا شرب ولد اللبن ، وإذا كان كذلك فالغالب عليه الحرارة والرطوبة فاعلمه . | بولامونيون : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه فيلاطاريون ، ومنهم من يسميه جلندوناس وهو نبات له أغصان صغار دقاق مشعبة وورق أكبر وأطول من ورق السذاب بشيء يسير شبيه بورق ترسبان دار ، وهو عصا الراعي أو بورق فودنج الماء ، وهو الذي يقال له باليونانية فالاسي وعلى أطراف الأغصان شيء شبيه بالرؤوس المستديرة فيها بزر أسود اللون ، ولهذا النبات أصل طوله نحو من ذراع لونه إلى البياض ما هو شبيه بأصل النبات المسمى سطرونيون ، وينبت هذا في جبال ومواضع خشنة . جالينوس في الثامنة : هذا النبات قوته لطيفة مجففة ، ومن أجل ذلك صار بعض الناس يسقون من أصوله بالشراب لمن به وجع الورك ولمن به قرحة الأمعاء ولمن به صلابة الطحال . ديسقوريدوس وأصل هذا النبات يشرب بشراب لضررونهش الهوام ولقرحة الأمعاء وقد يشرب بالماء لعسر البول وعرق النسا ويشرب منه مقدار درخمي بالخل لقروح الطحال ، وقد يعلق هذا الأصل على الإنسان للسعة العقرب ويقال : إن من كان هذا الأصل معلقا عليه لا يقربه العقرب ، وإن قربته ولسعته فإن اللسعة لا تضره شيئا وإذا مضغ هذا الأصل سكن وجع الأسنان . | بولوغاناطن : تأويله كثير الركب وكثير العقد أيضا باليونانية . ديسقوريدوس في الرابعة : هو ثمنش ينبت في الجبال وطوله أكثر من ذراع وله ورق شبيه بورق الغار إلا أنه أعرض منه وأشد ملاسة وفي طعمه شيء شبيه بطعم السفرجل أو طعم الرمان مع شيء من قبض ، وفي كل موضع ينبت منه الورق زهر أبيض كثير جدا متفرع من موضع ، وله أصل أبيض طويل كثير العقد عليه زغب ثقيل الرائحة في غلظ أصبع إذا تضمد به كان صالحا للجراحات ، وقد يقلع الآثار التي تكون في الوجه مثل الكلف وما أشبهه . جالينوس في الثامنة : قوة هذا الدواء وطعمة قوة وطعم مركب وذلك لأن فيه شيئا من القبض والحرافة والحدة وشيئا من الكراهة والبشاعة ليس تحيط بهما الصفة ، فهو لذلك بنافع في أشياء كثيرة خلا أن قوما يستعملون أصوله كالضماد في مواضع الضرب ، وفيهم من يستعمله في جلاء كلف الوجه خاصة . | بولوقيتمن : تأويله باليونانية كبير الرؤوس . ديسقوريدوس في الرابعة : هو شجيرة صغيرة تستعمل في وقود النار وله ورق شبيه بورق أوريفاس وثمر كثير كالعلك مثل ثمر علنجن وليس عليه إكليل لكن له رؤوس صغار طيبة الرائحة جدا مع حدة . جالينوس في الثامنة : هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثانية فهو لذلك يدمل مواضع الضرب . ديسقوريدوس : وإذا تضمد به طريا أو يابسا كان صالحا للجراحات لإلصاقه إياها وينبغي أن لا يحل ضماده إلا في اليوم الخامس ، وقد يشرب بالشراب لتقطير البول وشدخ أوساط العضل . | بورق : أرسطاطاليس : أنواعه مختلفة ومعادنه كثيرة كمعادن الملح فمنه ما يكون ماء جاريا ثم يتحجر ومنه ما يكون معدنه حجرا ومنه ما يكون أحمر وأبيض وأغبر وألوان كثيرة ، والنطرون وإن كان من جنس البورق ، فإن له أفاعيل غير أفاعيل البورق . إسحاق بن عمران : البورق هو صنوف كثيرة فمنه صنف يقال له : البورق الأرمني يؤتى به من أرمينية ومنه صنف يقال له النطرون يؤتى به من الواحات وهو ضربان : أحمر وأبيض ويشبه الملح المعدني ومذاقه بين الملوحة والحموضة . ابن واقد : وقال بعض الأطباء : البورق نوعان مخلوق ومصنوع ، فالمخلوق هو المعدني وهو صنفان أرمني ومصري ، والأرمني أجودهما ولم نره عندنا . والمصري هو هذا البورق الذي يجلب إلينا ويكثر عندنا وهو صنفان صنف يسمى النطرون ، وهو ملح حجري يضرب إلى الحمرة وطعمهما إلى الملوحة مع مرارة يسيرة تشوبه تدل على شدة احتراقه ، وضرب منه يعرف ببورق الخبز لأن الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقا وبريقا ، والبورق المصنوع هو هذا الذي يسمي عندنا بالنطرون وهو ملح حجري قطاع جلاء يتولد من مادة الزجاج ورطوبة الرصاص والقلى إذا خلط بعضها ببعض وأدخلت النار . قال : وزعم الرازي في كتاب المدخل التعليمي أن من أصناف البورق بورق الصاغة وهو الأبيض السبخي ومنه البورق الزبدي وهو أجودها وأحدها كلها ولونه براق أحمر ، ومنه بورق الغرب وهو يكون من شجر الغرب ومنه تنكار يكتم عمله . ديسقوريدوس في الخامسة : ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفا موردا أبي اللون مثقبا كأنه اسفنجة والذي يجلب من فرفور من بلاد ليغوريا وهو على هذه الصفة ، وأما الذي يقال له اقرونطون ومعنى اسمه زبد البطرون ، وهو الذي يزعم بعض الناس أنه البورق الأرمني وأجود ما يكون منه ما كان خفيفا جدا ذا صفائح سريع التفتت في لونه شبيها بالفرفير شبيها بالزبد لذاعا مثل الذي يؤتى به من المدينة التي يقال لها قيلادليقيا ومن بعد هذا الصنف في الجودة المصري ، وقد يكون أيضا بالموضع الذي يقال له تعيسا من البلاد التي يقال لها قاونا . جالينوس في التاسعة : الفرق بين البورق الأفريقي المعروف بالبورق الزبدي وبين زبد البورق أن زبد البورق هو دواء مجفف ومنظره شبيه بمنظر دقيق الحنظة وذلك أنه أبيض ، وليس هو مثل زهرة الحجر المجلوب من اسيوس رمادي اللون ، وأما هذا البورق الزبدي فليس هو بمثل الدقيق متخلخلا بل هو جامد مجتمع وهو الذي يستعمله الناس في كل يوم ليغسلوا به أبدانهم في الحمام لأن له قوة تجلو فهو بهذه القوة ليس بغسل الوسخ فقط ، بل قد يشفي أيضا الحكة وذلك لأنه يحلل الرطوبات الصديدية التي تحدث عنها تلك الحكة وإذا كان الأمر على ما وصفت فقد أصاب الأطباء في إلقائهم إياه في أخلاط أدوية كثيرة من الأدوية المحللة ، وأما زبد البورق فطبيعته وقوته هذه الطبيعة ، وهذه القوة بعينها التي هي للبورق إلا أن جوهره ألطف وأدق وقد قلنا قبل أن قوة البورق وسط بين قوة البورق الأفريقي وبين قوة الملح ، وذلك أن البورق الأفريقي إنما فيه قوة تجلو فقط ، والملح فيه قوة تقبض ، وأما البورق ففيه القوتان جميعا إلا أن القوة القابضة فيه يسيرة جدا وقوة الجلاء فيه كثيرة . والبورق إذا أحرق صار قريبا من البورق الأفريقي ، وذلك لأنه يلطف فهو بهذا السبب يجفف ويحلل وإن ورد البدن منه شيء قطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أكثر مما يفعل الملح جدا ، وأما البورق الأفريقي فمتى لم يضطرنا إليه أمر شديد فليس يعطاه الإنسان يزدرده لأنه يغني ويهيج القيء ، ولولا ذلك لكان تقطيعه للأخلاط الغليظة أكثر من تقطيع البورق ، وقد كان إنسانا يستعمل هذا البورق الأفريقي في مداواة من أكل فطرا فخنقه وكان يشفى به في كل وقت . وأما البورق المحرق وغير المحرق ولا سيما زبده فنحن نستعمله أيضا في مداواة الاختناق . | ديسقوريدوس : قوة النطرون وقوة الدواء الذي يقال له قرويطون شبيهة بقوة الملح إلا أن النطرون يفضل عليه بأنه يسكن المغص إذا سحق مع الكمون ويشرب مع أدرومالي أو الشراب الذي يقال له أنشاما أو ببعض الأدوية التي تحلل الرياح مع طبيخ الزوفا ، وما أشبه ذلك مثل السذاب والشبت ، وقد يخلط ببعض الأدهان ويتمسح به لبعض الحميات الآخذة بأدوار وقبل وقت أخذها ويكون بالقرب من النار ، وقد يقع في أخلاط بعض المراهم المحللة والمراهم الجاذبة والمراهم المتخذة للجرب المتقرح والحكة والبرص ، وإذا خلط بالماء والخمر وقطر في الآذان أبرأها من أوجاعها وبدد الريح العارضة فيها ومن الدوي والرطوبة السائلة منها ، وإن خلط بالخل وقطر فيها نقى وسخها ، وإذا خلط بشحم الحمار مع خل أو شحم الخنزير أبرأ من عضة الكلب الكلب ، وإذا خلط بصمغ البطم فتح أفواه الدماميل وإذا تضمد به مع التين من به استسقاء نقعه ، وإذا اكتحل به مع العسل أحد البصر ، وإذا شرب بالخل مع الماء نفع من مضرة الفطر القتال ، وإذا شرب مع الماء نفع من مضرة الضرب من الذراريح الذي يقال له نوقرسطس ، وإذا شرب مع الأنجدان نفع من مضرة دم النور وقد يعمل منه ضماد نافع للهزال ، وقد يخلط بقيروطي ويضمد به الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف في انحطاط العلة والتواء العصب ، وقد يخلط بالعجين ويخبز لمن عرض له استرخاء في لسانه . | ومن الناس من يحرقه مثل ما يحرق غيره من الأدوية بأن يصيره في إناء من فخار ويضعه على جمر ويتركه إلى أن يحمى ويرفعه عن النار . أرسطوطاليس : النطرون نافع للنساء اللاتي في أرحامهن رطوبات ينشفها ويقويها إذا استرخت أعضاؤها . مسيح : والبورق إذا سحق وذر على الشعر الغليظ أرقه . محمد بن الحسن : والبورق حار يابس في الرابعة وهو كله نافع لأصحاب البلغم . حبيش بن الحسن : البورق يقع في بعض الحبوب المسهلة والمعجونات والحقن ومقدار ما يلقى منه في الحقن لتسهيل الطبيعة وزن درهمين . إسحاق بن عمران : إذا طلي الجسد من خارج بالبورق الأرمني مع دهن البابونج عرق البدن ، وإذا سحق مع خل خمر وتغرغر به أسقط العلق المتعلق بالحلق . ابن سينا : إذا تضمد به جذب الدم إلى ظاهر البدن فيحسن اللون لكنه ربما سود كثرة أكله اللون وينفع من الحزاز في الرأس غسلا به ويشرب مع الأدوية القاتلة للدود فيخرجها ، وكذا إذا مسح البطن والسرة به ويجلس بقرب النار فيقتلها ، وبهذا وأمثاله يفوق الملح وهو رديء للمعدة مفسد لها ورغوته مع العسل تنقى وتفتح وتنفع من الصمم في الآذان قطورا . الرازي في الحاوي : يسخن منه درهمان بثلاث دراهم دهن زنبق ويدلك به الذكر ويلطخ به المذاكير فإنه أقوى ما يهيج به الإنعاظ . مجهول : ينعم سحقه . ويديفه بعسل ويطلى به القضيب والشرج والعانة فإنه ينعظ إنعاظا مضجرا . الشريف : إن أخذ منه نصف أوقية وحل في نصف رطل من ماء وغلي على نار هادئة وخلط معها إذا انجلت أربع أواقي في زيت عذب واستعمل شربا في علة القولنج الحادث للسباكين في معادن الفضة ينفعهم مجرب بيادوق : وبدل البورق الأرمني وزنه ونصف وزنه من النطرون . وقال بديغورس : وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه من الملح . وقال إسحاق بن عمران : مثله . | بوريطش : هو حجر المرقشيشا وقد ذكرته في حرف الميم . | بوقيصا : هو شجرة الدردار المعروفة بالشام والعراق بشجرة البق ويغلط من يتوهم غير ذلك وسيأتي ذكرها في حرف الدال . | بوشياد : هو الشلجم عن دويس بن تميم وسيأتي ذكره في حرف الشين المعجمة . | بوطانية : هو الكرمة السوداء بعجمية الأندلس . ابن واقد : إن البوطانية هي الكرمة البيضاء وهو غلط محض ، وهذا الدواء يسمى بالسريانية فاسرسنين وسيأتي ذكرها في حرف الفاء . | بوغلصن : باليونانية ، معناه لسان الثور بالعربية ، وسنذكره في حرف اللام . | بولودنون : باليونانية معناه كثير الأرجل وهو البسفايج ، وقد مضى ذكره في هذا الحرف . | بولوطويخون : تأويله باليونانية كثير الشعر وهو البرشياوشان وقد تقدم ذكره . | بول الإبل : الزهراوي : وغيره : هي أقراص يؤتى بها من اليمن وتباع بالموسم بمكة وتعالج بها الجراحات الطربة بدمها إذا سحق منها قرص وذر على جرح طري بدمه لصق به ولم ينقلع حتى يبرأ الجرح وهو معروف عندهم مشهور ، ويذكر أهل اليمن أن إبلهم ترتعي في فصل من السنة حشيشا يكون هناك خاصة في ذلك الوقت ، فيأخذون أبوالها عند ذلك فيجففونها ويقرصونها ، وإنما يكن هذا باليمن فقط . لي : ليس الأمر في هذا الدواء كما حكاه الزهراوي وإنما هو شيء يوجد في مغاير في جبال مكة وغيرها قطع سود متحجرة تعرف بصن الوبر تجلبه العربان فتأخذه التجار فيقرصونه ، ويسمى إذ ذلك بول الإبل ويذكر جلابوه أنه زبل الوطواط يتراكم بعضه على بعض في المغاير فاعلم ذلك ، وسنذكر صن الوبر في حرف الصاد المهملة . | بوقشرم : اسم بربري ببجاية وما والاها من أعمال أفريقية وهو النبات المعروف عندنا بالأندلس أبو نموت وعصارته مجربة عند بعضهم لبياض العين أوله باء بواحدة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم راء مهملة بعدها ميم . | بول : جالينوس في العاشرة : قوة البول حادة وفيه جلاء كثير ولذلك يستعمله القصارون ويغسلون به الثياب الدرنة من أوساخها ، وما كان منه من الحيوان أشد حرارة فحرارة بوله أشد وأقوى منه ، وما كان منه باردا فبوله أقل حرارة ، وبول الإنسان أضعف من بول سائر الحيوان ما خلا بول الخنزير الذي قد خصي فإنه في ضعفه مثل بول الإنسان ، وأما بول فحول الخنازير فهو أقوى من بول الإنسان وبسبب ما رأى الأطباء من جلاء البول عالجوا به القروح العميقة والجرب والوسخ والقروح الوسخة الكثيرة الرطوبة ، ويستعملونه في الآذان ، ويغسلون به الرأس أيضا فتنقيه من النموشة اللزجة ويذهب بالحزاز المتولد فيه ، ويشفي من السعفة إن كانت فيه ، وإذا استعمل فبالضرورة لعدم دواء آخر . غيره : في مثل العلوج والأكرة شفيت به من قروحهم بأن تأخذ مشاقة تلف على الجرح والقرحة التي تحدث في أصبع القدم من عثرة وتربط ربطا وثيقا ويؤمر المريض أن يبول عليها كلما أراد أن يبول ويتقدم إليه أن لا يحل الرباط حتى يبرأ برءا تاما فينتفع بذلك . وأما الدواء الذي يتخذ من بول الصبيان والغلمان وهو المعروف بلزاق الذهب لأن الصاغة يستعملونه فيه ويلحمون به الذهب فهو دواء قوي المنفعة جدا في القروح الخبيثة البطيئة البرء ، وإذا أرادوا صنعة هذا عمدوا إلى مهراس متخذ من النحاس ، وكذا دستجة فتصير في بعض المواضع ويؤمر الصبيان الذين لم يراهقوا بأن يبولوا فيه ويسحق بذلك الدستج أياما كثيرة عند الشمس أو في بيت دفىء لينماع من جرم النحاس في ذلك البول بحرارة الشمس شيء كثير ويكون أبلغ في المنفعة ، ولهذا الدواء في هذه القروح التي وصفناها منفعة عجيبة ، وأما السحابة التي تكون في جوف البول قائمة غليظة بيضاء فقيل إنها نافعة من الحمرة المنتشرة ، وأما أبوال الأطفال وأبوال الرجال فقد شربها قوم ممن كان بهم مرض من فساد الهواء وتغيره وهو الوباء وظنوا أنهم نجوا من تلك الأمراض عند شربهم هذه الأبوال ، وأما أبوال الدواب فإنها تخلط بالأدوية التي تتخذ لأوجاع المفاصل فتنتفع من ذلك . ديسقوريدوس في الثانية : بول الإنسان إذا شربه صاحبه وافق نهش الأفعى والأدوية القتالة وابتداء الحين ، وإذا صب على نهشة أفعى البحر وتنين البحر نفع منها ، والبول ممن كان من الناس قد يخلط بنطرون ويصب على عضة الكلب الكلب والجرب المتقرح والحكة فيجلوها ، والبول العتيق هو أشد جلاء من البول الجديد للقروح الرطبة العارضة في الرأس والنحالة وهي الحزاز والجرب والقروح التي تسمى أبريا وهي الجدجري ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ، وإذا حقنت القروح به منع القروح العارضة فيها من السعي ويقطع سيلان القيح من الآذان ، وإذا سحق في قشر رمان وقطر في الآذان أخرج الدود المتولد فيها ، وبول الصبي الذي لم يحتلم إذا تحسى منه وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب ، وإذا طبخ في إناء من نحاس مع عسل جلى البياض العارض في العين من اندمال القروح والقروح التي يقال لها أرعامن ، والتي يقال لها أخيلوس وينفع من الرمد ويجلو ظلمة البصر ويعمل منه ومن النحاس القبرصي لزاق يلزق به الذهب بعضه ببعض وعكر البول الراسب في أسفله إذا مكث أياما متى لطخ على الحمرة سكنها ، وإذا سحق مع دهن الحناء واحتمل سكن أوجاع الأرحام وخفف الوجع العارض من الاختناق ويجلو الجفون والبياض العارض في العين من اندمال القروح ، وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن أوجاعها ، وبول الخنزير البري له قوة بول الثور غير أنه له خاصية إذا شرب أن يفتت الحصاة المتولدة في المثانة وبوله وبول الثور والعير إذا شرب بسنبل الطيب منه في كل يوم مقدار فرايوسين ما يحط الحبن اللحمي ويخرجه بإسهال البطن وإدرار البول ، وإذا قطر في الآذان أبرأ وجعها وبول الحيوان الذي يقال له ليكس وبوله يسمى ليعوريون يقال : أنه إذا بيل تحجر على المكان وهذا باطل ، وإنما هو الذي يسميه بعض الناس بطار وعرفورون ، وإذا شرب بالماء وافق رأس المعدة والبطن التي تسيل إليها الفضول ، وبول الحمار يقال أنه إذا شرب أبرأ من وجع الكلي ، الشريف : إذا غسل به العينان مساء وصباحا أزال العموشة منها ، وإذا اغتسل بالبول الحار من به تورم في مقعدته وفعل ذلك ثلاث مرات من اليوم والليلة وتوالى على ذلك انتفع به جدا . وإذا حقن بالبول الحار نفع من الإمغاص المعائية ، وإذا خلطت مع بول إنسان نطرونا وحك به على داء الثعلب وفعل به ذلك مرارا شفاه وأذهبه . ابن سينا : البول حار يابس وبول الإنسان يجعل مع رماد الكرم على موضع النزف فيقف ، والبول نافع من التقشر والحكة والبرص ، لا سيما إذا خلط ببورق وماء حماض الأترج ، وينفع من الأوجاع العصبية ولا سيما بول الماعز الأهلي والجبلي وخصوصا التشنج والامتداد ، وكذلك سعوطا للامتداد ، وإذا عقد البول في إناء من نحاس وخصوصا بول الإنسان نفع من البياض والجرب في العين ، وكذا مطبوخا مع الكراث ، وقد رأى إنسان مطحول أنه أمر في النوم أن يشرب من بوله في كل يوم ثلاث حفنات فعوفي وجرب فوجد صحيحا عجيبآ ، وبول الإنسان مطبوخا مع الكراث ينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس فيه خمسة أيام كل يوم مرة واحدة ، ومن أخذ بول كلبة وتركه حتى ينعقد ثم غسل به الشعر سوده وكان كأحسن ما يكون من الخضاب . | التجربتين : إذا طبخ جميع بول الحيوانات حتى تغلظ وعولجت به القروح والنواصير الخبيثة كلها وتمودي عليها جففها وأدملها ، ومتى كانت العلة أخبث احتاجت إلى بول أشد حرارة وحدة ، وكذا بول إناث البقر أنفع شيء للقروح الخبيثة ، والنواصير في أجسام الصبيان إذا تمودي عليه بالصفة المذكورة . | بيض : جالينوس : الذي قد ألفناه من البيض وسهل علينا وجوده أكثر فهو بيض الدجاج ، فلسنا نحتاج معه إلى غيره على أن طبع هذا البيض وذاك طبع واحد بعينه ، ومزاج البيضة أبرد قليلا من البدن المعتدل والوسط وهي تبرد تبريدا معتدلا وتجفف تجفيفا لا لذع معه ، ويجب أن يستعمل منها الطرية لأن العتيقة قد نالها آفة فأما بياض البيض ، فينبغي أن يستعمل في جميع الأوجاع التي تحتاج إلى دواء لا يلذع أصلا بمنزلة وجع العين والجراحات التي في المقعدة والعانة وفي جميع القروح الخبيثة الرديئة ، ويخلط أيضا في الأدوية التي تقطع الدم المحترق من أغشية الدماغ فيكون موقعها منها موقعا حسنا نافعا ، وهذه الأدوية تلحج وتقبض من غير أن تلذع ويخلط في الأدوية التي من شأنها أن تجفف الجراحات من غير أن تلذع كالتوتياء المغسولة ومح البيض وهو من جوهر شبيه بجوهر يعارضها ، ولذلك صار يخلط مع القيروطي الذي لا لذع معه بعد أن تسلق البيضة أو تشوى ، والأمر في أن بين هذين خلافا يسيرا أمر بين ، وكذا الذي يشوى هو يجفف فضلا قليلا وبحسب ما يكتسب من هذه القوة كذلك يخرج عن اعتداله وهو يخلط أيضا في الأدوية التي تمنع من حدوث الأورام بمنزلة الأضمدة التي تتخذ من إكليل الملك النافعة للمقعدة ، وأما جملة البيض فتستعملها بعد أن تخلط معها دهن الورد في مداواة الورم الحادث في الثديين ، وفي الأجفان وفي الأذنين إذا كان قد أصاب واحدا منها ضربة أو تورم بوجه من الوجوه وتستعملها أيضا في مداواة الأعضاء العصبية بمنزلة المرفق والوترات التي في الأصابع ومفاصل اليدين والرجلين فإن طبخت البيضة كما هي بالخل وأكلت نفعت المواد التي تسيل وتنصب إلى المعدة والأمعاء ، وإن أنت أيضا خلطت معها من الأدوية التي تنفع لاستطلاق البطن ووجع البطن ثم شويتها أو طبختها على نار لا دخان لها بمنزلة نار الفحم وأطعمتها العليل نفعته بذلك منفعة ليست باليسيرة وأنفع ما يخلط معها في هذا الموضع عصارة الحصرم ، والسماق نفسه وعصارته والعفص أيضا وقشور الرمان ورماد الحلزون المحرق مع خبثة ، وكذا عجم الزبيب وحب الآس وأقوى من هذه الجلنار وهو قسطيداس وجنبذ الرمان ، وإن أنت وضعت على الحرق من الماء الحار بيضة نيئة نفعته جدا ، وإن أنت وضعتها وأخذت بياضها وحده ، فوضعته عليه بصوفة كان أجود ، وإن أنت وضعت الصفرة مع البياض كذا أيضا وذلك لأنها تبرد تبريدا معتدلا وتجفف تجفيفا لا لذع معه ، ولما كانت البيضة على هذه الحال صرنا نستعملها أيضا في الأضمدة التي توضع على الجبهة المعروفة باللزوق وتلزق بها الشعرة التي تنبت مع الأشفار وتدخل إلى العين بعد أن تخلط معها شيئا مما يصلح لها بمنزلة الكندر ، ولا سيما إذا كان الكندر دسما ليس بعتيق ولا يابس إلا أن الذي ينتفع به في هذه المواضع من البيضة إنما هو لزوجة بياضها فقط لا مزاجه اللهم إلا أن نقول ههنا أن المزاج من قبل أنه ليس بمضاد ولا مخالف للدواء الذي يداوي به العلة هو أيضا نافع لها لأن كثيرا من الأشياء اللزجة التي هي مضادة مخالفة لهذه العلة بمنزلة الدبق الذي هو حاد حار ، ومن قبل أنها إذا شويت أو طبخت أكسبها ذلك اختلافا ليس باليسير وصارت من هذا الوجه كثيرة المنافع ، وذلك لأنها تخلط مع الأدوية التي تقطع ما في الصدر وفي الرئة وهي نيمبرشت في حد ما يتحسى وهي التي تطبخ بالماء حتى تسخن فقط ، ويتناولها المتناول لها بسبب طبعها وجوهرها إذا كان يشكو خشونة في حنجرته أصابته بسبب صياح صاحه أو من خلط حاد نصب إلى حنجرته وقصبة رئته لأن البيضة تلحج في ذلك المواضع العليلة وتبقى لابثة فيها بمنزلة الضماد وبسبب ما هي عليه من البعد عن التلذيع في جوهرها ، وشأنها أن تسكن وجع تلك المواضع وتشفيها ، وعلى هذا الطريق بعينه تشفي الخشونة العارضة في المريء وفي المعدة والأمعاء والمثانة . ديسقوريدوس في الثانية : النيمبرشت منه أكثر غذاء من الرقيق والصلت أكثر غذاء من النيمبرشت ، وصفرة البيض المسلوق إذا خلطت بزعفران ودهن ورد كان نافعا من الضربان العارض للعين ، وإذا خلط بها إكليل الملك نفعت من أورام المقعدة وأورام البواسير ، وإذا قليت بالسماق أو العفص عقلت البطن وإن أكلت أيضا وحدها فعلت ذلك ، وبياض البيض إذا قطر في الأذن الوارمة ورما حارا برده وغري وسكن الوجع ، وإذا لطخ به حرق النار أول ما يعرض لم يدعه أن يتنقط ، وإذا لطخ به الوجه نفع من الاحتراق العارض من الشمس ، وإذا خلط بالكندر ولطخ به على الجبهة نفع من النزلة ، وإذا خلط بدهن الورد والشراب المسمى أنومالي أو بل به الصوف ووضع على العين سكن الأورام الحارة العارضة للعين وإذا تحسي البياض نيئا نفع من نهشة الحية التي يقال لها أمروانس ، وإذا فتر وتحسى وافق حرقة المثانة وقروح الكلي وخشونة الصدر ونفث الدم والنزلة والصدر الذي تسيل إليه المواد . ابن سينا في الثاني من القانون : النيمبرشت ينفع من السعال والشوصة والسل وبحوحة الصوت من حرارة وضيق النفس ونفث الدم خاصة إذا تحسيت صفرته مفترة ومشوية ينقلب إلى الدخانية ويحتقن ببياضه مع إكليل الملك للقروح في الأمعاء وعفونتها ، وينفع من جراحات المقعدة والعانة ، ويحتمل منه فتيلة مغموسة فيه وفي دهن ورد لورم المقعدة وضربانها ، وأما بيض البط ونحوه فهو رديء الخلط ، وأيبس البيض بيض النعام والأوز وصفرة بيض الدجاج إذا شويت وسحقت بعسل كان منه طلاء للكلف والسواد ، وبيض الحباري خضاب جيد فيما يقال ويجرب وقت صلوحه لذلك بخيط صوف وينفذ فيه وينزل حتى ينظر فيه هل اسود ، وكذا بيض اللقلق فيما يقال ، ويقال إن بيض السلحفاة البرية ينفع من الصرع وهو مجرب لسعال الصبيان أيضا وجميع البيض لا سيما بيض العصافير يزيد في الباه ، ويقال إن بيض الأوز إذا خلط بزيت وقطر فاترا في الرحم أدر الطمث بعد أربعة أيام ، وبيض الحرباء فيما يقال إنه سم قاتل . غيره : وبيض النمل يسحق بالماء ويطلى به على البدن فلا ينبت فيه شعر . الطبري : وبياض البيض إن خلط بالسويق وسقي منه حبس قيء الدم . الإسرائيلي : بياض البيض لا يستعمل في علل العين إلا فيما كان منها في الأجفان والحجاب الملتحم الذي يكون فيه الرمد ويحذر استعماله غاية الحذر من العلل المتولدة عن المواد الحادة اللذاعة المحتقنة في طبقات العين وحجبها الباطنة لأنه يسد مسام العين الظاهرة لغروبته ، ويحقن البخارات في باطنها ويمنع من تحللها ، وإذا انحصرت البخارات هناك وازدحمت جملة الرطوبات واتسعت فطلبت موضعا أوسع من موضعها وخرقت الحجاب القرني طلبا للخروج منه أحدثت فتوقا وقروحا . التجربتين : وبياض البيض إذا عجنت به الأدوية المانعة من انصباب المواد شد الأعضاء ومنع من انصبابها مثل العصائب الموضوعة على الجبهة والصدغين ومواضع الكسر والرض والفسخ . قال الإسرائيلي : ومح البيض فإنه لما كان حارا لينا صار التحليل فيه أقوى ، ولذلك صار إذا عمل منه ضماد بدهن بنفسج لين الأورام الحارة وأسرع نضجها وحلل ما لم يجتمع منها ، فإن كانت الأورام تحتاج إلى التقوية أكثر جعل مح البيض أكثر مشويا وإن كانت تحتاج إلى التحليل أكثر جعل نيأ ، وإذا عمل منه ضماد بدهن ورد ويسير زعفران ومر حلل الأورام المتولدة من الدم الغليظ . التجربتين : ومحاحه إذا وضعت نيئة أو قليلة الطبخ على الأورام الحارة أنضجتها وسكنت آلامها لا سيما في الأعضاء الحساسة كالرمد وورم الأسفل وانتفاخه وحرقته وشقاقه . | مسيح : وقشر البيض بارد في الدرجة الثانية مجفف ينفع من الحكة والجرب الحادث في العين إذا أحرق وسحق واكتحل به . التجربتين : المكلس من قشره يجفف القروح وينقص من بياض العين كحلا ويقطع الرعاف إذا حل في ماء الكزبرة الرطبة وقطر في الأنف ، وقشر بيض النعام خاصة إذا سحق كما هو دون حرق النار ولعق بالعسل نفع من وجع الجنبين . من كناس ابن الرملي : أنه قد قطع الرعاف كم مرة بقشر بيض الدجاج المحرق حتى اسود بياضه ثم سحقه ناعما ونفخه في المنخر بقوة بأنبوبه فضة فانقطع الرعاف العظيم الذي كاد أن يهلك صاحبه مرارا كثيرة قال : فما رأيت دواء أنجع منه في ذلك الوقت وقال آمره بشدة حرقة والمبالغة فيه . الرازي في دفع مضار الأغذية : المختار المألوف من البيض بيض الدجاج والدراج ، فأكل بيض البط فيسهل وهو في اللذاذة والنفع وجودة الدم المتولد عنه دون هذين ، فأما بيض الأوز والنعام فثقيل وخم ولم تجر العادة لأهل الحضر بالاغتذاء به ، وأما بيض سائر الطيور الصغار فلم تجر العادة باستعماله ، وأما بيض العصافير خاصة فيهيج الباه إذا اتخذ منه عجة على السمن والبصل وليس يصلح أن يدمن على الاغتذاء به بل على سبيل العلاج ، وبياض البيض يولد دما لزجا وأما صفرته فتولد دما كثيرا معتدلا وهو كثير الغذاء ، والمسلوق المشتد منه أكثر غذاء وأبطأ نزولا والنيمبرشت منه أقل غذاء وأسرع نزولا والرعاد منه والعيون معتدلة بين هذين في كثرة الغذاء وسرعة النزول وما طجن منه بالدهن فثقيل وخم بطيء النزول والدم المتولد من صفرة البيض دم جيد صحيح وهو صالح لخشونة الصدر والرئة ويزيد في الباه إذا تحسى النيمبرشت مع بزر الجرجير وملح الاسقنقور ويلين البطن ، ويسهل خروج أثقال الطعام ويغذو غذاء سريعا ، وكذا المفصوعون والمحتجمون وكل من ضعف واحتاج إلى غذاء نافع وأنفذ ما يكون إذا خلط به شيء يسير من الشراب أو عمل ما وصفه الفاضل . ج يؤخذ صفرة البيض وينفض في قدح نصف قحف دقيق ويضرب حتى يرق ويلقى فيها لكل صفرة بيضة قدر دانق من الفلفل المسحوق ويصب عليها من المري النبطي مقدار العشر أو أكثر ومن الشراب الريحاني مثله ويوضع القحف في طنجير أو قدر لطيف فيه ماء يغلي ويحرك بخلال حتى يغلظ بعض الغلظ ثم يؤكل ، وليزد فيه من الفلفل والمري على مقدار الاستلذاذ فإنه طعام سريع النفاذ جيد الغذاء معتدله وليس يوافق البيض وخاصة المسلوق منه أصحاب المعد الضعيفة ، فإن اضطر إلى إدمان أكله فليؤكل بالملح والفلفل والمري ، فإن ذلك يلطفه فليجتنب البياض خاصة فإنه يتولد منه بلغم غليظ لزج ولا يؤكل البياض بالخل فإنه يصلبه ، فإما الصفرة فإنه يحلها حلا فإن آثر مؤثر أكل البياض فليأكله بالملح والمري والزيت ، فإن ذلك مما يعدل مزاجه ويقطعه ويخرجه سريعا وإن سلق البيض بالخل كان طعاما نافعا لمن به قروح الأمعاء والذرب ، والعجة ثقيلة وخمة بطيئة النزول وخاصة إن كانت على سمن وهو على الزيت أخف وأمرأ ، وكلما كانت العجة أرطب كانت أسرع نزولا والأجود أن لا يستعمل في العجة بياض البيض بل صفرته فقط ، وينبغي أن يجتنب الإكثار من البيض المسلوق لمن يعتريه القولنج ولا سيما مع الشواء والبقل أو مع اللبن أو مع الشيراز والماست والجبن . ابن سينا في الأدوية القلبية : البيض وإن لم يكن من الأدوية فإنه لا محالة مما له مدخل في تقوية القلب جدا ، وأعني بذلك الصفرة من بيض الحيوان المحمود اللحم كالدجاج والتدرج والقبج ، وهذه الصفرة معتدلة المزاج ، وتجمع ثلاثة معان : سرعة الاستحالة إلى الدم وقلة الفضل الذي يستحيل منه إليه وكون الدم الذي يتولد منه محابس الدم الذي يغذو القلب خفيفا فيندفع إليه بعجلة ، فلذلك كان أوفق يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح المقللة لمادته وهو الدم الذي في القلب . | بيقيه : ديسقوريدوس في الثالثة : أنافي تنبت في الحروث وهي أطول من نبات العدس وتؤكل كما يؤكل العدس . جالينوس في السادسة : قوة هذه الحبة قابضة كقوة العدس وتؤكل كما يؤكل وهي أعسر انهضاما من العدس وأقوى تجفيفا وحرارتها معتدلة . وقال في أغذيته : هي عسرة الانهضام حابسة للبطن رديئة الخلط سوداوية مثل العدس إلا أن للعدس فضائل ليست لها . | ديسقوريدوس : قوة حبة قابضة ولذلك إذا قلي وطحن وطبخ مثل ما يطبخ العلص قطع تحلب المواد إلى المعدة والأمعاء وقرحة الأمعاء . ابن سينا : جيدة للمفاصل ويضمد بها القبل والفتوق للصبيان وتعقل البطن . | بيش : قال ابن سمحون ، قال بعض الأطباء : البيش ينبت ببلاد الصين بقرب السند ومنه ببلد يقال له هلاهل لا يوجد في شيء من الأرض إلا هناك ويقوم نبته على ساق ويعلو على ساق وعلى الأرض قدر ذراع وورقه يشبه ورق الخس والهندباء ، ويؤكل وهو أخضر ببلاد هلاهل بقرب السند ، وإذا يبس كان من أقوات أهل ذلك البلد ولم يضرهم فإذا بعد عن السند ولو مائة ذراع وأكله آكل مات من ساعته . حبيش : ينبت في أراضي الهند ويقتل الناس كثيره وقليله ولا يقتل صنفا واحدا من الحيوان ويرعاه طائر يقال له السلوى ويأكله الفأر ويسمن عليه . عيسى بن علي : البيش ثلاثة ألوان : لون يشبه القرون التي توجد في السنبل الهندي وعليه بياض كأنه سحيق الطلق أو الكافور وله بصيص وهو عود كعقد نصف الأصبع ، ولون آخر أغبر يضرب إلى الصفرة منقط بسواد يشبه عروق الماميران ، ولون آخر وهو عود طويل معقد كأنه أصل القصب الفارسي كقدر الأصبع ولونه يضرب إلى الصفرة وهو أردؤها وأخبثها وهو حار جدا وإذا طلي على ظاهر الجسد أكل اللحم ، وإذا سقي منه نصف مثقال قتل شاربه وفسخ جسمه وهو أسرع نفوذا في البدن من سم الأفاعي والحيات . اهرن القس : البيش أسرع الأشياء قتلا وربما صرع ريحه من يشمه من غير أن يشربه وربما جعل من عصيره على النشاب ثم رمي به فلا يصيب إنسانا إلا وقتله ، وعلامة من شربه أن تورم شفتاه ولسانه ويصرع مكانه وقل من رأيناه تفلت منه ، وقال مرة أخرى : من شرب البيش أخذه الغشي والرعاف أو يقتله فجأة . | الرازي قال : من شرب البيش أخذه الدوار والصرع وتجحظ عيناه ، فينبغي أن يقيأ مرات بعد أن يسقى في كل يوم طبيخ بزر السلجم مع سمن البقر العتيق ، فإذا تقيأ مرات طبخ البلوط بالشراب وسقي منه أربع أواقي مع نصف درهم دواء المسك ، وقد يسحق فيه قيراط مسك فائق ، ومما يعظم نفعه سمن البقر والباد زهر الأحمر الأصفر الخالص الممتحن وترياق الأفاعي والمثروديطوس ، وقد ذكر عدة من القدماء أن أصول الكبر كالبادزهر للبيش . ابن سينا : هو حار في غاية الحرارة واليبوسة يذهب البرص طلاء ، وكذا إن شرب معجونه الذي نقع فيه وهو البزرجلى ، وكذا ينفع من الجذام وترياقه فأرة البيش وهي فأرة تغتذي به . | بيش موش بيشا : ابن سينا : حشيشة تنبت مع البيش وأي بيش جاورها لم يثمر شجره ، وهو أعظم ترياق للبيش وله جميع المنافع التي للبيش في البرص والجذام ، وأما بيش موش فإنه حيوان يكون في أصل البيش مثل الفأرة فينفع من البرص والجذام وهي ترياق لكل سم وللأفاعي . | بيارون : وهو أصل البشنين بالديار المصرية ، وقد ذكرته مع البشنين فيما مضى من هذا الحرف . |
صفحه ۱۸۱
1 ( حرف التاء ) 1
صفحه ۱۸۲
تانبول : وهو الذي تعرفه الناس بالتنبل . أبو حنيفة : هو من اليقطين ينبت نبات اللوبيا ويرتقي في الشجرة وما ينصب له ، وهو مما يزدرع ازدراعا بأطراف بلاد المغرب من نواحي عمان وطعم ورقه طعم القرنفل وريحه طيبة ، والناس يمضغون ورقه فينتفعون به في أفواههم . | المسعودي : ورق التانبول كصغار ورق الأترج عطري إذا مضغ طيب النكهة وأزال الرطوبة المؤذية منها وشهى الطعام وبعث على الباه وحمر الأسنان ، وأحدث في النفس طربا وأريحية وقوى البدن . الغافقي : له قوة قابضة مجففة ولذلك يمنع من النزف وورم اللهاة ويلصق الجراحات ويقطع الدم السائل منها . بديغووس : خاصيته تقوية الفم . ماسرحويه : فيه حدة وتمضغه الهند فيقوي اللثة والأسنان والمعدة . الشريف : التنبل حار في الأولى يابس في الثانية يجفف بلة المعدة ويقوي الكبد الضعيفة ويقوي العمود ، وإذا أكل ورقه وشرب بعده الماء طيب النفس ، وأذهب الوحشة ومازج العقل قليلا وأهل الهند يستعملونه بدلا من الخمر ويأخذونه بعد أطعمتهم فيفرح نفوسهم ويذهب بأحزانهم وأكلهم له على هذه الصفة إذا أحب الرجل أكله أخذ منه الورقة ومعها زنة ربع درهم من الكلس أعني كلس الصدف وقطعة من قرنفل ومتى لم يؤخذوا الكلس معه لم يحسن طعمه ولم يخامر العقل وآكله يجد عند أكله منه سرورا وطيب نفس ، ويتم الإنعاش عنه بعطريته وتفريح آكله ونشوته قليلا وهو خمر أهل الهند وهو بها كثير مشهور . الرازي : وبدله وزنه قرنفلا يابسا . لي : التنبل قليلا ما يجلب إلينا من بلاده لأن ورقه إذا جف يضمحل ويتلاشى وإنما ينخفض ما يجلب منه لبلاد اليمن وغيره إذا جنى من شجره وخفض في العسل ، ويغلط من يظن أن ورق التنبل هو هذا الورق الموجود اليوم بأيدينا المشبه بورق الغار في شكله ورائحته وهو المعروف عند أهل البصرة من باعة العطر بورق القماري لأنه يجلب من بلاد يقال لها القمر فيما أخبرت به ، ومن الأطباء في زماننا من يعتقد هذا الورق المذكور أنه ورق السادج الهندي ويستعمله مكانه وهو خطأ . | تانفيت : إسم بربري بأفريقية وما والاها لنوع من النبات شوكي لا يسمو عن الأرض وعليه شهبة ظاهرة في أوراقه وهي مشرفة ، وله أصول غائرة في الأرض . الشريف : قوته باردة يابسة إذا سحقت أصوله يابسة أو رطبة وخلطت بدقيق الحواري وصنع منه ضماد للوثي والهتك نفعه نفعا حسنا . | تاكوت : إسم للغربيون بالبربرية بالمغرب الأوسط وسيأتي ذكره في حرف الفاء وأيضا فإن أهل المغرب الأوسط يوقعون هذا الإسم على حب الأثل المعروف بالفارسية كزمازك وقد تقدم ذكره في الألف مع الأثل . | تاغندست : هو إسم للعاقر قرحا بالبربرية وسيأتي ذكره في العين . | تامساورت : أبو العباس النباتي : إسم بربري ببجاية من أعمال أفريقية للنبات المسمى بالمو وهو البسبسة عند بعض الشجارين بإشبيلية وهو بجبالهم كثير كبير ضخم الحب وهم يستعملون حبه في الأبازير ويسميه بعض البرابر كمون الجبل وسنذكر المو في حرف الميم . | تاسممت : هو الحماض بالبربرية ، وسيأتي ذكر الحماض في حرف الحاء . | تبن : الشريف : هو مشهور معلوم وشهرته تغني عن صفته ويكون التبن من الحنطة والشعير والفول والجلبان وغير ذلك والتبن بارد يابس وأما تبن الجلبان فإن النوم عليه يفلج ويفسد نشبة الأعضاء الطبيعية ولذلك نبهنا عليه لئلا ينام عليه أحد فإنه يجد فسادا في أعضائه في ليلته . | غيره : له خاصية يضر بالعصب إضرارا شديدا وقد رأينا من بطل في مشيته ثم لم يعد صحيحا . الشريف : وأما تبن الحنطة فإنه إذا أحرق وصير رمادا وخلط بنصف مثله ملحا وعجن بخل وطلي به على المالنكوليا وهي القروح التي تكون في الساقين أبرأ من ذلك ، وينبغي أن يتوالى عليه ، وتبن الحنطة إذا طبخ بالماء وطلي به على القدمين نفع من المشي في الثلج وخوض الصقيع ، وكذا يفعل إن طبخ بماء وغمست فيه الأطراف وأما تبن الشعير فإنه إذا نيم عليه حفظ الأجسام وأنعشها ، وينفع ذلك أكثر المحرورين وأما رماد تبن الباقلا فإنه إذا غسل به آثار الجرب نقاها ، وتبن الباقلا يصبغ به الريش والخوص أسود ، وفي الفلاحة إذا بخرت شجرة التين في أول ظهور ثمرها بتبن الفول لم يسقط ثمرها . | تبن مكة : هو الأذخر وقد ذكرناه في حرف الألف . | تدرج : خواص ابن زهر : هو طائر مليح يكون بأرض خراسان وغيرها من بلاد فارس إن أخذت مرارته وسعط بها من به خبل أو وسواس نفعه ، وإن شوي لحمه وأطعم منه ثلاثة أيام وهو حار أبرأه . غيره : وهو كالدراج في أحواله وهو من أفضل لحوم الطير وهو حار يزيد في الدماغ والفهم . | ترمس : جالينوس في السابعة : الترمس يؤكل بعد أن يلصق وينفع بالماء أياما كثيرة حتى تخرج مرارته ويكون في هذه الحال غذاؤه يولد خلطا غليظا ، فأما على سبيل الدواء فالترمس الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويقتل الديدان أيضا إذا وضع من خارج ، وإذا لعق مع العسل أو شرب مع الخل والماء أيضا الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان ، وإذا صب على خارج نفع من البهق والسعفة أعني بالسعفة بثورا صغارا تكون في الرأس وتكون رطبة مثل الغراء ، وينفع أيضا من البثر والجرب ، ومن الأكلة ومن القروح الخبيثة ونفعه لبعض هذه يكون من طريق أنه يجلو ولبعضها من طريق أنه يحلل ويجفف بلا لذع وهو ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال إذا شرب مع السذاب والفلفل ، وبمقدار ما يستلذ ويدر أيضا الطمث ويخرج الأجنة إذا احتمل من أسفل مع العسل والمر ، ودقيق الترمس أيضا يحلل تحليلا لا لذع معه ، وذلك أنه يشفي الحصرة وليس هذه فقط بل يشفي الخنازير أيضا والخراجات الصلبة إذا طبخ بالخل والعسل وبالخل وبالماء بحسب مزاج العليل وحسب غلظ المادة وجميع الأفعال التي قلنا إن ماء طبيخ الترمس يفعلها ، وقد أمكن في دقيقه أن يفعلها كلها ومن الناس من يعمل من دقيقه ضمادا ويضعه على الورك إذا كان بالإنسان وجع في وركه من العلة المعروفة بالنسا . | ديسقوريدوس في الثانية : دقيقه إذا خلط بالعسل ولعق أو شرب بالخل قتل الدود الذي يكون في البطن ، وإذا نفع في الماء وأكل بمرارته فعل ذلك أيضا ، وكذا يفعل طبيخه ، وإذا شرب مع السذاب والفلفل نفع المطحولين ، وينتفع به أيضا إذا صب على الورم المسمى غنفرايا والقروح الخبيثة والجرب في ابتدائه والبهق والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات والبثر وقروح الرأس الرطبة ، وإذا خلط بمرو عسل واحتملته المرأة أدر الطمث وأخرج الجنين ، ودقيق الترمس ينقي البشرة ويذهب لون آثار الضرب وإذا خلط بالسويق والماء سكن الأورام الحارة ، وإذا خلط بالخل سكن وجع عرق النسا ووجع الخراجات ، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حلل الخنازير ويقلع النار الفارسية ، وإذا طبخ بماء المطر إلى أن ينحل ويتهرى ناعما ويتخذ بالماء ينقي الوجه ، وإذا طبخ مع أصل النبات الذي يقال له خامالاون الأسود وغسلت الغنم الجربة بماء طبيخه وهو فاتر أبرأها من الجرب ، وأصل شجرة الترمس إذا طبخ بالماء وشرب أدر البول ، والترمس الذي ذهبت مرارته بالعلاج إذا دق دقا ناعما وشرب بخل سكن الغثيان وأبرأ من ذهبت عنه شهوة الطعام . مسيح : هو حار في الأولى يابس في الثانية . إسحاق بن سليمان : إذا أكل وفيه بعض مرارة نقى الأحشاء تنقية حسنة وماء طبيخه ينفع من البرص ومن ترهل البدن وماؤه الذي ينفع فيه ويعذب به إذا غسل به الحيطان والأسرة التي يتولد فيها البق قتله . | ابن سينا : الترمس رديء عسر الانهضام يولد خاما في العروق إذا لم يهضمه جدا وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص . ابن ماسويه : وليس المنقع منه بمسهل للطبيعة إسهالا بينا ولا يمسكها إمساكا معلوما ومما يعين على هضمه أن يؤكل بالخل والمري ويشرب عليه نبيذ عتيق . الرازي : إذا أدمن أكل الترمس اضطرارا إليه فينبغي أن يكثر معه الحلو الدسم ليقبل به إلى طريق الغذاء من الدوائية ويقل إفساده الدم . التميمي : ويقال أن خاصة الترمس المحلى المملح إذا أكل منه في كل غداة على الريق كف بقشره قوى النور الباصر المنبعث من الدماغ إلى العين ، وإن صح هذا من فعله فإنما يفعله إذا كان فيه بقية من مرارة يسيرة بقمعه البخار الرطوبي أو السوداوي المترقي من المعدة إلى الدماغ المفسد لنور البصر فيعكسه بخار الترمس بيسير المرارة الباقية فيه إذا حصل في المعدة وانطبخ ، ويبدده فيصفو لذلك نور البصر ويجند . ابن زهر : إن غسلت دابة قد امتلأت قردانا بماء طبيخ الترمس المر تساقط القردان عنها وذهب جربها . التجربتين : ضماده مطبوخا بالخل يسكن أوجاع المفاصل الباردة كلها لا سيما إذا ظهر معها نفخ ويحلل الأورام البلغمية والخنازير من أعناق الصبيان وكذلك يحلل التهيج البلغمي ولا سيما إذا عجن بماء البحر . الشريف : إذا اخذ منه حفنة وطحنت جريشا ثم نزعت قشرته وجعل في قدر نحاس ثم صب عليه من اللبن الحليب ما يغمره ، ويطبخ حتى ينشف اللبن ثم يلقي عليه مثله سمنا بقريا ويطبخ حتى ينعقد ويهيأ منه ضماد فإنه يسهل المرة الصفراء ، والمرة السوداء ، والخام اللزج ، فإن أردت إسهال الصفراء جعلت منه في خرقة وهو حار وضمدت به الأرنبة فإنه يسهل الصفراء ، وإذا أردت السوداء ضمدت به على الفؤاد ، وإن أردت الخام ضمدت به ما بين الوركين ، فإذا فعل وأحببت قطعه أزلت اللصقة منه على المكان ، ومسحته بماء بارد وهذا الضماد من أسرار الطب المكتومة لأنه يعالج به الأطفال والشيوخ الذين لا يحتملون الدواء المسهل مجرب صحيح ، وإذا سحق الترمس بخل وعجن دقيقه بتلوين الدهانين المولد من زيت البزر عن القلقونيا ووضع منه في قرطاس وضمدت به الثآليل والبواسير في المقعدة أبرأها . ديسقوريدوس : وقد يكون ترمس بري يشبه الترمس البستاني ، غير أنه أصلح منه يصلح لكل ما يصلح له البستاني . جالينوس : هذا أقوى من ذلك وأشد مرارة وأما قوته فقوة ذلك بعينها غير أنها في ذلك أقوى . | تربد : أبو العباس الحمصي : التربد بالعراق على الصفة التي تجلب إلينا وهو مجلوب إليهم أيضا من وادي خراسان وما هنالك وأخبرني الثقة العارف بالعقاقير أبو علي البلغاري ببغداد أنه بحث في البلاد الخراسانية عن صفته وهيئته وورقه فأخبره الجلابون له أن ورقه على هيئة ورق اللبلاب الكبير إلا أنه محدد الأطراف وله سوق قائمة لم أتحقق أنا صفتها وأصوله طوال على الصورة التي هي مجلوبة وهم يقطعونه وهي خضر قطعا قطعا على القدر الذي هو موجود . ذكر لي الثقة أن كل ما يجلب من التربد في البحر يسرع إليه التآكل بخلاف المجلوب منه في البر فاعلم ذلك ولما كان المتأخرون من المتطببين لم يبحثوا عن صفته وذكروه مهملا في كتبهم وجد المدلسون السبيل إلى تدليسه بغير ما نوع من الكلوخ ، ومن اليتوع وغير ذلك مما يجب التوقف عنه والتحذير منه . ابن ماسويه : في إصلاح الأدوية المسهلة خاصة التربد إسهال البلغم إلا أنه يورث البشاعة للنفس لفظاعة مطعمه فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك في إصلاحه بلته بدهن اللوز الحلو فإنه يمنع ضرره ثم يأخذه والمختار منه ما كان حديثا جوفه شديد البياض أملس الظاهر دقيق العيدان غير متآكل ليس بذي شظايا والشربة منه ما بين درهم إلى درهمين . الدمشقي : التربد حار يابس في الدرجة الثالثة مسهل للبلغم والرطوبة منق للبدن وقال البصري والرازي في جامعه الكبير مثله . حبيش : أجوده ما كان أبيض في لونه ملتفا في شكله مثل أنابيب القصب ودق جسمه وأنبوبه فإذا كسرته أسرع إلى التفتت ولم يكن غليظا رزينا وإذا سحقته أسرع إلى ذلك وكان أبيض عند السحق وما كان على خلاف ذلك فلا خير فيه والتربد إذا طال به الزمان عمل فيه القادح كما يفعل في الخشب فيضعف فعله والدليل على ذلك أن تراه مثقبا كأنه ثقب برأس إبرة وإذا شلته رأيته خفيفا جدا وما وجدته على هذه الصورة فلا تستعمله فقد ذهبت قوته والتربد يسهل البلغم إسهالا في رفق ومزاجه حار يابس وإصلاحه أن تحك قشرة الخارج الرقيق حتى يبلغ إلى البياض ثم يدق وينخل فإن استعمل في المعجونات الكبار نخل بحريرة وإن استعمل في الأدوية المسهلة مثل الحب والمطبوخ نخل بشيء أوسع من الحريرة ليكون فيه حرارة يسيرة ولا يلتزق بخمل المعدة وأكثر ما يصلح به أن بلت بعد دقه ونخله بدهن اللوز الحلو وإن استعمل لمن به بلغم لزج في معدته أنعم دقه ونخله ليلزق بالبلغم فيقلعه ومقدار الشربة منه من درهم إلى درهمين وإن طبخ مع الأدوية فوزن أربعة دراهم . ابن سينا : يورث استعماله يبسا وجفافا في البدن لأنه يخرج الرطوبات الرقيقة ولذلك يستعمل مع دهن اللوز وينفع من أمراض العصب ويسهل بلغما كثيرا ويسهل شيئا من الأخلاط المحترقة قليلا هذا إذا أخذ مسحوقا وأما مطبوخا فبالعكس . وقال ماسرحويه : إنه يسهل الأخلاط الغليظة اللزجة ، وقال بعضهم : يسهل الخام من الوركين ، والأصح أنه يسهل الرقيق من البلغم ، فإن قوي بالزنجبيل وبدا له حدة قوية سهل الغليظة والخام ، وأما وحده فليس يسهل الغليظ إلا أن صادفه متسربا في المعدة والمعي . | التجربتين : لا يجب أن يستعمل منه إلا الأبيض المصمغ الطرفين السليم من السوس المتوسط بين الغلظ والرقة وما لم يكن على هذه الصفة فلا خير فيه وشره المستاس فإنه مؤذ لفم المعدة مكرب مولد للعطش غير مسهل وأما المختار منه فإنه يخرج البلغم اللزج وينقي المعدة وطبقاتها منه وينفع من أوجاع المفاصل والعضل المتولد من البلغم ويخرج الخلط الفاعل لها وينفي الأرحام تنقية بالغة مشروبا ومحتقنا به ويفتح سددها وينفع من أوجاعها عند إقبال الحيض وينفع من أوجاع المائدة والظهر وبتنقيته الدماغ من البلغم اللزج ينفع من الفالج والصرع ، وبذلك ينفع من النزلات والسعال المتولد عن انصباب خلط ، وينفع من السعال المتولد عن الرطوبات في فم المعدة ، ومن علامته أنه لا يسكن عنهم حتى يتقيؤون طعامهم أو يتقيؤون خلطا لزجا وإذا خلط بالكابلي كان دواء نافعا جدا للمصروعين . وقال بعض الأطباء : وبدل التربد إذا عدم وزنه من أصل قشر التوت . | ترنجبين : إسحاق بن عمران : هو طل يقع من السماء وهو ندى شبيه بالعسل جامد متحبب وتأويله عسل الثدي وأكثر ما يقع على شجر الحاج ، وهو العاقول ينبت بالشام وخراسان ، ذو ورق أخضر ونواره أحمر لا يثمر والمختار منه ما كان أبيض خراسانيا وهو معتدل في الحر والبرد ملين للطبيعة نافع من الحميات الحادة ويرطب الصدر وينفع المحرورين إذا مرس في ماء الإجاص والعناب . ابن الجزار : وقد يقع أيضا بقسطيلة من أعمال أفريقية على سعف النخل . حبيش : الترنجيين أكثر جلاء من السكر ويسكن لهيب الحميات الحادة ويقطع العطش ويسهل الطبيعة في رفق وينفع من السعال . الشريف : حار رطب في الأولى صالح للحفظ . ابن ماسويه : والشربة منه ما بين عشرة مثاقيل إلى عشرين مثقالا . ابن سينا : يسهل الصفراء وإسهاله بخاصية فيه . | تراب صيدا : هو تراب جبل يحفر عليه من مفازة في بعض ضياع جبل صيدا من أرض الشام مجرب عندهم في النفع من كسر العظام وبجبرها في أسرع وقت لا يشبهه في ذلك دواء آخر غيره إذا شرب منه وزن مثقال واحد مسحوقا في بيض نيمبرشت ، ويزعم أهل ذلك الصقع الذي هو عندهم أنه إذا شربه المصدوع فإن التراب تدفعه الطبيعة بإذن خالقها إلى ذلك الموضع المصدوع فيجبره ويلحمه سريعا ، وهذا مستفاض عندهم ، وقد جرب هذا مرارا فصح . | تراب الشاردة : الشاردة جزيرة من جزائر بحر الروم وهي في أقاصي بحر الشرق في الأندلس بحذاء جزيرة يقال لها يابسة متقاربتان ولتراب هذه الجزيرة جميعه خاصية عجيبة بديعة في قتل العلق المتعلق بالحلق إذا أخذ منه يسير في ماء وقطر في أنف العلوق أسقط العلق للوقت من حلقه حتى أن شعير هذه الجزيرة أيضا الذي يزرع فيها إذا علق على رأس الداية المعلوقة في مخلاة أسقط علقها مجرب وهذه الجزيرة وجزيرة يابسة أيضا ليس فيهما شيء من الهوام أصلا ولا من الوحوش البرية أعادهما الله للإسلام بكرمه . | تراب القيء : هو الكركرزد بالفارسية أي صمغ الحرشف وسيأتي ذكره في حرف الصاد . | ترفاش : هي الكمأة بالبربرية وسنذكر الكمأة في الكاف . | ترنجان : هو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء . | ترهلان : وترهلا أيضا اسم بربري للنبات المسمى باليونانية فوثيرا وهو الطباق بالعربية وسيأتي ذكره في حرف الطاء . | تشميرج : هو الجمشك والحبة السوداء أيضا والبشمة عند أهل الحجاز وقد ذكرناها في الباء التي بعدها شين معجمة . | تشيتورا : هو البسفايج بالبربرية وقد ذكرته في الباء . | تفاح : جالينوس : في الخامسة من التفاح ما هو حلو ومنه ما فيه عفوصة ومنه ما فيه قبض ومنه حامض ومنه تفه مسيخ الطعم وما كان منه على هذا فالأغلب عليه طبيعة الماء يكون مزاجه أبرد وأرطب معا وأما الذي فيه العفوصة فالأغلب عليه المزاج الأرضي البارد وأما القابض منه ففيه هذا الجوهر المائي البارد ، كما أن في الحلو منه جوهرا مائيا معتدل المزاج وكذا يختلف ورق شجر التفاح وعصارته ولحاؤه ، ولذلك قد يمكنك أن تستعمل منه ما هو أشد قبضا وأكثر حموضة في إدمال الجراحات وفي موضع ما يتحلب في ابتداء حدوث الأورام الحارة إلى موضع الورم وفي تقوية فم المعدة ، والمعدة عند استرخائها ويستعمل منه ما هو مسيخ لا طعم له كالماء في مداواة الأورام التي هي في ابتدائها أو التي هي في تزايدها ، وفي جميع التفاح رطوبة كثيرة باردة ، ومما يدلك على ذلك أنه ليس منه ولا واحد تبقى عصارته بل جميعه إذا عصر فسد عصيره وحمض خلا السفرجل فإن عصارته تبقى واليونانيون يدخلونه في عداد التفاح المسمى نيطروما فإن هذين النوعين لشدة قبضهما ليس فيهما من الرطوبة إلا اليسير وأما تلك الأنواع الأخر من التفاح كلها فإنها إن طبخت عصارتها مع العسل صار منهم رب يبقى وإن تركت وحدها لم تبق . ديسقوريدوس في الأولى : شجرة التفاح والسفرجل وورقهما وزهرهما وأغصانهما قابضة وخاصة شجرة السفرجل ، وثمرها إذا أكل غضا فإنه قابض لأنه إذا أنضج لم يكن حاله كذلك ، وأما التفاح الذي يدرك في الربيع فإنه يولد مرة صفراء ويورث نفخا ويضر بالعصب وما كان من جنس العصب . البصري : التفاح الحلو منه حار رطب في الدرجة الأولى ، والحامض بارد يابس في الدرجة الأولى ، والمز معتدل في البرد والرطوبة قاطع للعطش الكائن من الصفراء ويسكن القيء ويشد الطبيعة . وقال : وشراب التفاح صالح للغثي والقيء الكائنين من المرة الصفراء ويعقل الطبيعة ويقمع الحرارة ، وعتيقه خير من حديثه لتحليل البخارات الرطبة الرديئة . الرازي : في دفع مضار الأغذية : التفاح مقو لفم المعدة موافق للمحرورين إلا أنه بطيء الإنهضام وينفخ ولا سيما الفج الحامض ، ولذلك ينبغي أن لا يشرب عليه من يجد منه ثقلا في معدته ماء باردا ولا يأكل عليه طعاما حامضا بل يشرب عليه الشراب ويأكل أمراق المطجنات والأسفيذاجات ، وقلما يضر بالمحرورين ولا سيما إذا لم يكثروا منه . وقالت الأطباء : من خاصيته توليد النسيان . سفيان الأندلسي : يبلد ويكسل والحامض أقوى فعلا في ذلك إذا استعمل على طريق الغذاء ، وإذا أخذ اليسير منه نفع من الوسواس السوداوي ، والحامض أقوى من ذلك للمحرورين ، وإذا شوي التفاح الحلو وضمدت به العين الرمدة سكن أوجاعها . ابن ماسويه : منه حلو ومر وحامض وعفص وما لا طعم له ، فأما العفص فيولد خلطا غليظا باردا ، وأما الحامض فيولد خلطا باردا لطيفا ، وأما المر فيولد خلطا معتدلا والحلو أكثر حرارة لحلاوته ، وما لم يكن له طعم فالرطوبة غالبة عليه ، وهي أذهبت طعمه وصيرته مولدا للبلغم ، فينبغي أن يؤكل كل نوع من التفاح على مزاجه من موافقة حالاته التي وصفنا إن كان محرورا أو في معدته بلغم لزج أكل ما عفص منه وشرب نبيذا صرفا فإن كان يريد دبغ المعدة التي قد ضعفت من الرطوبة أو عقل الطبيعة أكل عفصه ، والحلو منه لمن معدته باردة وما لا طعم له فرديء لهما أو ما لم ينضج منه على شجره فرديء لا ينبغي التعرض له ، وكذا جميع الفاكهة التي لم تنضج على شجرها لأن ما لم يبلغ ذلك فبطيء الانهضام لا يسلك في العروق سلوكا سهلا ويولد خلطا جاسيا صلبا ، ويورث مكثري أكله حمى طويلة ، ومن كانت به علة من حرارة أطعم التفاح الحامض مصلوقا ومشويا ، بعجين يطلى عليه ليمنعه من الاحتراق وأطعم من العجين ليقوي معدته ويشهيه الطعام ، فإذا كانت معدته منطلقة أطعم أيضا ليبطؤوا الطعام في معدته وهو محمود من القيء المتولد من المرة الصفراء ، ولا سيما ما كان منه مرا أو عفصا ، وكذا سويقه المتخذ منه ساذج إذا طبخ معه ماء الرمان وماء الحصرم طبخا بليغا فعل مثل ما ذكرنا من تسكين القيء وتقوية المعدة وقطع إسهال المرة الصفراء . ابن سينا : الحلو والحامض منه إذا صادفا في المعدة خلطا غليظا ربما أحد رآه في البراز لإن كانت خالية حبسها والمشوي منه في العجين ينفع من الدوسنطاريا وأوفقه للدوسنطاريا العفص وسويقه اللهم إلا أن يغلبه لبن السكر والتفاح نافع من السموم وكذا عصارته وورقه وقال في الأدوية القلبية خاصيته عظيمة في تفريح القلب وتقويته وقيل في التفاح الحلو حرارة يسيرة تعينها عطريته وحلاوته ولأنه دواء هو أيضا غذاء فينفع الروح بما يغذوه وبما يعدله . الشريف : وورقه الغض إذا شرب منه أوقية نفع من السموم الحارة ومن نهش الهوام . ابن زهر : التفاح من أنفع الأشياء للمرسوسين والمذبولين شما وكذا يقوي الدماغ والقلب أيضا وأما أكله فإنه يحدث رياحا في العروق وأوجاعا في العضل وربما كان سببا للسل لأنه إذا انهضم يكاد الدم الكائن منه لا ينفك ينحل منه شيء إلى رياح لطيفة تكون في العروق وقد تكون تلك الرياح في العضل فإذا تمددت العروق لم يؤمن إن تنخرق فإن انخرقت في الرئة تبعها السل لا محالة إلا في النادر . | تفاح الأرض : هو البابونج وقد تقدم ذكره في حرف الباء . | تفاح الجن : وهو اللفاح وهو ثمرة اليبروح وسنذكره مع اليبروح في حرف الياء . | تفاح أرمني : قيل أنه المشمش وسنذكره في حرف الميم . | تفاح فارسي : قيل أنه الخوخ وسنذكره في الخاء . | تفاح ماني : منسوب إلى بلاد ماء لا منسوب إلى الماء وهو الأترج وقد ذكرته في حرف الألف . | تفاف : هو اسم بربري للنبتة المعروفة عند بعض الناس بالبقلة اليهودية ومنهم من سماه خس الحمار أيضا وباليونانية صفحينتين . ديسقوريدوس في الثانية : هو جنس من البقل الدشتي أي البري وهو صنفان أحدهما ينبت في البراري وأطراف ورقه مشوكة والآخر بستاني لين يؤكل وهو أنعم منه وأطيب طعما ولهذا النبات ساق مزوي يضرب إلى الحمرة مجوف وله ورق متفرق بعضه عن بعض مشرف . جالينوس في الثامنة : هذه بقلة إذا هي تمت صارت من جنس الشوك وأما ما دامت طرية لينة فهي تؤكل كما يؤكل غيرها من البقول البرية ومزاجها يجفف لأنها مركبة من جوهر أرضي وجوهر مائي وكلاهما باردان برودة يسيرة وذلك لأن فيه قبضا وهي تبرد تبريدا كليا وليس يفعل ذلك إذا هو وضع من خارج فقط بل قد يفعله أيضا إذا أكل فإذا هو جفف جفوفا تاما صار مزاجه مزاجا أرضيا فيه حرارة يسيرة . ديسقوريدوس : وقوته مبردة تبريدا يسيرا إلى القبض ما هي ولذلك إذا تضمد به وافق المعدة الملتهبة والأورام الحارة وإذا شرب سكن لذع المعدة وإدرار اللبن وإذا احتمل في صوفة نفع من الأورام الحارة العارضة في المقعدة والرحم وإذا تضمد بهذه البقلة بأصلها نفعت من لسعة العقرب . | تقده : هي الكزبرة وسيأتي ذكرها في الكاف . | تمر : جالينوس : في أعذيته : جميعه عسر الانهضام يحدث صداعا عند ما يكثر الآكل له من أكله وبعضه يحدث في فم المعدة تلذيعا وما كان منه كذلك فهو يحدث الصداع أكثر من غيره والغذاء الذي ينفذ من التمر إلى البدن غذاء لا محالة غليظ وفيه مع هذا بعض اللزوجة وذلك إذا ما كان التمر لحميا يخالطه حلاوة يسرع في إيراث السدد في الكبد وإن كان في الكبد ورم أو صلابة أضر بها غاية الضرر ويعيد الكبد في قبول السدد والمضرة من التمر للطحال عظيمة . ابن ماسويه : والقسب دابغ للمعدة يعقل الطبيعة وخاصة الرطب وللتمور إفساد اللثة والأسنان . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : التمر يسخن البدن ويخصبه ويولد دما غليظا منتنا رديئا لغلظ الكبد ، والطحال صالح للصدر والرئة والمعي مهيج للصداع والرمد ملين للمفاصل مذهب بالأعياء ، وينبغي أن يجتنب إدامته والإكثار منه يضر من يسرع إليه الصداع والرمد والقلاع والخوانيق ووجع الأسنان واللثة ومن به غلظ في كبده وطحاله فإن أكلوه في حال تلاحقوا مضرته بشرب السكنجبين السكري الساذج وامتصاص الرمان الحامض والتغرغر بالخل أو بالسكنجبين ويسهلوا بطونهم بالرمان المعصور بشحمة وأما المبرودون ومن لا يعتريهم هذه الأوجاع فيخصبون عليه وينفعهم من أوجاع الظهر والورك العتيقة وضروبه كثيرة وأقواه في الأعمال التي ذكرنا أصدقه حلاوة وأرقه جرما ، وينبغي لمن هو ضعيف الأسنان واللثة أن يغسل فاه بعد أكله بماء فاتر عذب قد تقع فيه سماق أو يمضغ الطرخون مضغا طويلا ويتغرغر بالماورد والسماق ليأمن بذلك من القلاع والخوانيق فإن أكله مع اللبا ومع الجبن الرطب أو منقوعا في اللبن الحليب فليغسل لثته بماء حار ويتمضمض ويتغرغر بالجلاب ولا يشرب عليه شرابا مسكرا من يتأذى بالصداع والرمد والمبرودون ليأخذوا عليه في هذا الوقت الجوارشنات المسهلة والتمر إذا أنقع في اللبن الحليب وأخذ أنعظ إنعاظا قويا وإن أديم أكله وشرب ذلك اللبن لا سيما إذا طرح في ذلك اللبن شيء من دارصيني وأجود وقت استعماله في الرمان البارد فإنه يخصب عليه بدنه ويزيد في الباه ويحسن اللون زيادة كثيرة ويستأصل أمراضا وأوجاعا باردة إن كانت به : تمر هندي : أبو حنيفة : الحومر هو التمر هندي الحامض الذي يتداوى به وبعض الأعراب يقول الحومر وشجره عظام كشجرة الجوز وورقه نحو ورق الخلاف . البلخي : وثمره مودن مثل ثمرة القرط ويطبخ به الناس وهو بالسراة كثير وبلاد عمان . ابن حسان : ينبت باليمن وبلاد الهند وبلاد السودان وقد ينبت بالبصرة وورقه كورق اللوبيا صلب وثمره غلف دقاق سوداء عليها عسلية تدبق باليد وداخل الغلف حب صلب مركن أحمر اللون غير مستعمل وهو ينزل المرة الصفراء ، ويكسر وهج الدم وفيه حلاوة مع حموضة قوية يقطع العطش إذا شرب منه محلولا بالماء والشربة منه ثمانية مثاقيل وربما أسحج المعي لحموضته . ابن سينا : أجوده الحديث الطري الذي لم يذبل ولم يتحشف وحموضته صادقة وهو بارد يابس وفي الثالثة مسهل ألطف من الإجاص وأقل رطوبة ينفع من القيء والعطش في الحميات ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء ويسهل الصفراء وينفع من الحميات ذات الغشي والكرب وخصوصا مع الحاجة إلى لين الطبيعة والشربة من طبيخه قريب من نصف رطل . وقال في الأدوية القلبية يظن أنه يقوي القلب ويشبه أن يكون ذلك خاصا بمن ساء مزاجه ومال إلى الصفراوية فهو يعدله ببرده وينقيه بما فيه من الطبيعة الإسهالية . غيره : مسهل للأخلاط المحترقة ويذهب بالحكة شربا وينفع من القلاع تمضمضا به وينفع من الخفقان الحاد السبب وحبه يستعمل مع أدوية الجبر . | تمساح : الشريف : حيوان معروف يكون في الأنهار الكبار وفي النيل كثيرا ويوجد في نهر مهران وقد يوجد في بلاد السودان وهي الورل النيلي : ابن زهر : إن كل حيوان يحرك فكه الأسفل ما خلا التمساح فإنه يحرك فكه الأعلى دون الأسفل وشحم التمساح إذا عرك وعجن بالسمن وجعل فيه فتيلة وأسرج في نهر أو أجمة لم تصح ضفادعها ما دامت تقد وإن طيف بجلد التمساح حول قرية ثم علق على سطح دهليزها لم يقع البرد في تلك القرية وإذا عض التمساح إنسانا ثم وضع على موضعه شحم التمساح برىء من ساعته وإن لطخت بشحمه جبهة كبش نطاح نفر كل كبش يناطحه وهرب منه ومرارته يكتحل بها للبياض في العين فيذهب به وكبده يبخر بها المجنون فيبرأ وزبل التمساح يزيل البياض من العين الحديث والقديم وإن قلعت عيناه وهو حي وعلقت على من به الجذام أوقفه ولم يزد عليه فإن علقت شيئا من أسنانه التي من الجانب الأيمن على رجل زاد في جماعه وعينه اليمنى لمن يشتكي عينه اليمنى وعينه اليسرى لمن يشتكي عينه اليسرى . الشريف : وشحمه إذا ديف بدهن ورد نفع من وجع القلب والكليتين وزاد في الباه وإذا أخذ دم التمساح وخلط معه هليلج وأملح وطلي به الوضح غير لونه وإذا طلي به على الجبهة والصدغين نفع من وجع الشقيقة وإذا أكل لحمه أسفيذباجا سفن أبدان النحفاء وشحمه إذا ضمد به موضع عضته شفاها ولحمه غليظ رديء الكيموس ، وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن الوجعة نفعها ، وإذا أدمن قطوره في الأذن نفع من الصمم . | ابن زهر : وإذا دهن به صاحب حمى الربع سكنت عنه . | تمتم : هو السماق وسنذكره في حرف السين . | تملول : هو القنابري وسنذكره في القاف . | تنين البحر : جالينوس : في 11 : زعموا أنه إذا وضع على لسعة العقرب نفع منها . | ديسقوريدوس في الثانية : إذا انشق وهو حي ووضع على الموضع الذي يضربه بحمته ألحمه وأبرأه . | تنبول : ابن جلجل : تنبول ورق شجرة عظيمة تستعمله أهل الهند استعمالا شديدا يمضغونه كل صباح يحمر الشفاه ويطيب النكهة ويفرح القلب ومزاجه الحد المعتدل . | تنكار : إسحاق بن عمران : هو من أجناس الملح يوجد فيه طعم البورق ويشوبه شيء من مرارة ، وهو حار يابس لطيف ينفع من تآكل الأسنان والأضراس ويقتل دودها ويسكن ضرباتها ويجلوهما وذلك أن له جلاء ويستعمله الصاغة أكثر من غيرهم وذلك أنه يعين على سبك الذهب ويلينه ويسبكه في رفق ولا يحمل النار على جسم الذهب إذا كان معه . | تنوم : أبو العباس الحافظ : هو معروف عند عرب البقيع وغيرهم من أرض الحجاز وهو النوع الصغير من الطرنسولي الذي عندنا بالأندلس إلا أن بياض ذلك أشد وثمره أصلب وأغصانه أضخم واللازوردية فيه موجودة كما هي موجودة عندنا وأكثر . لي : هذا النوع الصغير من النبات المعروف بالسريانية صامريوما وسيأتي ذكره في حرف الصاد . | تنوب : وهو الصنوبر الصغير الذي يحمل وضم قريش وسنذكره في الصاد . | تن : التاء المنقوطة باثنتين من فوقها بعدها نون . الشريف : هو حوت ينشأ في البحر المظلم ويدخل في بحر الشام في أول شهر مايو وهو أيار ويصاد بالشباك وهو حوت كبير سمين يملح ويرفع وينادم به ذكره ، ديسقوريدوس : في المقالة الثانية وسماه باليونانية أومل طارنجس ، قال وأهل الشام تسميه التنه إذا أكل لحمه مملوحا نفع من نهشة فرطس وهي الحية المقرنة وينبغي للمنهوشين أن يأكلوا منه الكثير ويشربون عليه الشراب ثم يتقيؤونه مرة بعد مرة والقيء به موافق للمبلغمين والمرطوبين وقد يؤكل بدلا من الأشياء الحريفة وقد يضمد به مملوحا لعضة الكلب الكلب فينتفع به ويصح أن يستعمل في تقطيع البلغم كما تستعمل الأشياء الحريفة . | توت : جالينوس في السابعة : هذه الشجرة إذا كانت نضيجة فهي تطلق البطن وما لم ينضج منها فإنه إذا جفف صار دواء يحبس البطن حبسا شديدا حتى إنه يصلح لقروح الأمعاء والإستطلاق ولجميع العلل التي هي من جنس التحلب ويخلط بعد أن يسحق مع الأطعمة كما يخلط السماق وإن أحب إنسان أن يشربه شربة مع الماء أو مع الشراب وأما عصارة التوت المدرك فالأمر فيها أنها نافعة جدا لأدواء الفم وليس في الناس أحد لا يعرفه وكذا أيضا قد علم الناس أن رب التوت يصلح لأشياء أخر كثيرة مما يحتاج فيها إلى القبض اليسير وأما التوت الذي لم يدرك ففيه مع القبض حموضة أيضا وجميع شجرة التوت قوتها في أجزائها كلها قوة منقبة مركبة من القوة الحابسة المانعة من القوة المطلقة المسهلة والأكثر في لحاء أصل هذه الشجرة وقضبانها فهما وسط بين هذين الفعلين جميعا . ديسقوريدوس في الأولى : يلين البطن ويفسد المعدة سريعا وهو رديء للمعدة وعصارته أيضا تفعل مثل ما يفعل الثمر وإذا طبخت في إناء من نحاس أو شمست فيه كانت أشد قبضا وإن خلط بها شيء يسير من عسل كان صالحا يمنع المواد من التحلب إلى الأعضاء والقروح الخبيثة والورم الحار العارض في العضل الذي عن جانبي الحنك وجنبتي اللسان وإذا صب فيه شب يماني وعفص وسك ومر وزعفران وثمر الطرفاء والصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا وكندر اشتدت قوته وقد يجفف التوت الرطب الغض ويدق ويستعمل في الطعام بدل السماق وينفع الذين بهم إسهال مزمن وقشر أصل التوت إذا طبخ بالماء وشرب أسهل البطن وأخرج حب القرع ونفع من شرب الدواء القتال الذي يقال له أقوسطن وهو خانق التمر وورق التوت إذا دق وسحق وخلط به زيت بعد أن يسحق وتضمد به أبرأ حرق النار وإذا طبخ مع ورق الكرم وورق شجرة التين الأسود بماء المطر سود الشعر ، وإذا شرب من عصارة الورق قدر أوقية ونصف نفع من نهشة الرتيلاء وطبيخ القشر والورق إذا تمضمض به نفع من نهشة الرتيلاء ورافق وجع الأسنان وقد يستخرج من شجرة التوت دمعة في أول الحصاد بأن يحفر على أصول الشجرة ويشرط وبترك يومه وإذا كان من الغد وحدث على الموضع المشروط دمعة جامدة وهذه الدمعة تصلح لوجع الأسنان وتحلل الجراحات وتسهل البطن . غيره : عصارة التوت الغض تنفع من لذع الهوام . الشريف : إذا طبخ من لحاء أصول التوت ثمانية دراهم مع ثلاث أواقي تين في رطل ماء إلى أن ينقص النصف منه ثم يعرك باليد ويصفى ثم يشرب منه نصف رطل فإنه يسهل خلطا سوداويا وإذا حك ببعض توته عندما يحمر شقاق الكعبين والشقاق الذي يكون بين الأصابع نفع منه وحيا وورق التوت اليابس والغض إذا سحق وخلط بعسل وضمد به في الحمام على الكف أزاله وحيا . سفيان الأندلسي : وورقه إذا درس ورطب بخل وتلطخ به في الحمام نفع من الشمري ونقى الأوساخ من البدن والرأس وسائر البدن أيضا وطبيخ قشر أصله ينفع من أوجاع الظهر المتولدة عن الخام بإحداره إياه . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : أما الحلو منه فيسخن قليلا وينفخ ويلطخ المعدة ويصدع المحرورين وينبغي أن يشرب عليه هؤلاء السكنجبين الحامض وأما من كان يتأذى بأذاه ولطخه ولم يكن حار المزاج وتسرع إليه الحمى فليأخذ عليه قطعة من الكموني أو يشرب عليه رطلا من شراب قوي صرف وأما الشامي الحامض والمر فإنه يقمع الصفراء ويطفىء حدة الدم ولطخه للمعدة كلطخ الحلو ، ولا يحتاج المحرورون إلى إصلاحه ، وخاصة إذا اتفق لهم تعب وعطش وأما المبرودون فليشربوا عليه الشراب وليأخذوا عليه الجوارشنات ولا يأكلوا عليه الأطعمة الحامضة والغليظة كما وصفنا . | توت وحشي : هو العليق وسنذكره في العين . | تودري : ويقال تودرنج أيضا ، وهو البقل المعروف باللبسان . قال أبو حنيفة : امتجاره قال : وسمعت أعرابيا يقول الجارة ويسقط الميم ولا أدري هل هو من الأول أم لا ويقال امتجاره بكسر الميم وفتحها . وقال حنين : هو الدواء المسمى باليونانية أرق سمن ونحن معتبون حنينا في ذلك وهذا النبت يعرف ببيت المقلص وإعماله بالإمتجارة وأما الشيخ الرئيس وصاحب المنهاج تغلطا فيه غلطا فاحشا وتقولا في الماهية على ديسقوريدوس ما لم يقله فيه ثم إنهما نسبا إلى هذا الدواء منفعة دواء آخر وهو الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية أرقنين وقد ذكرته في الألف فتأمله هناك والتودري في الكتاب الحاوي هو الحية . | ديسقوريدوس في الثانية : أروسهن يزرع في المدن وينبت بالبساتين والخرابات وله ورق شبيه بورق الجرجير البري وأغصان دقاق وزهر أصفر وعلى طرف الأغصان غلف شبيهة في شكلها بالقرون دقيقة مثل غلف الحلبة فيها بزر صغار شبيهة ببزر الحرف لجذع اللسان . | جالينوس في السادسة : بزر هذا النبات كما أن طعمه شبيه بطعم الحرف كذا قوته شبيهة بقوته فهو ملهب فمتى احتيج إلى استعماله في اللعوق فينبغي أن ينقع في الماء ويغليه أو يصره في صرة ويصيرها في عجين ويشويه وهو إذا خلط في اللعوق نفع لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة التي تصعد من الصدور الرثة وينفع الأورام الصلبة التي تحدث في أصول الآذان والصلاة المزمنة التي تكون في الثديين والأنثيين . ديسقوريدوس : وإذا خلط في العسل ولعق كان صالحا للصدر الذي تسيل إليه المواد والقيح إذا كان فيه السعال وقد ينتفع به من اليرقان وعرق النسا والأورام الصلبة والأدوية القتالة وإذا خلط بالماء وتضمد به نفع من السرطان الباطن والأورام العارضة في أصول الآذان وينفع اللوزتين وأورام الوعاء الذي فيه الخصية والثدي وبالجملة هو مسخن ملطف وإذا أنقع بالماء أو غلي وشد في خرقة ووضع في عجين وشوي سهل على لاعقه . | توتيا : ابن واقد : منها ما يكون في المعادن ومنها ما يكون في الأتانين التي يسبك فيها النحاس كما يكون الإقليميا وهو المسمى باليونانية بمقولس وأما المعدنية فهي ثلاثة أجناس فمنها بيضاء ومنها إلى الخضرة ومنها إلى الصفرة مشرب بحمرة ومعادنها على سواحل بحر الهند والسند وأجودها البيضاء التي يراها الناظر كان عليها ملحا وبعدها الصفراء فإما الخضراء فإن فيها جروشة وهي مثقبة ويؤتى بها من الصين والبيضاء ألطف أجناسها والخضراء أغلظها وأما التي تكون في الأتانين فقال ديسقوريدوس في الخامسة : بمقولس وهو التوتيا الفرق بينه وبين يسودنون في النوع لا في الجنس ولون يسودنون إلى السواد ما هو أثقل من بمقولس وأكثر ذلك يوجد فيه نماش وشعر وتراب لأنه إنما هو كناسة والأتانين والمواضع التي يخلص فيها النحاس وأشباه ذلك من المواضع التي يسبك فيها دائما أو في الأكثر فإن منها النحاس وأما بمقولس فإنه أبيض خفيف هش جدا حتى إنه يمكن أن يقف في الهواء والبمقولس صنفان أحدهما شديد البياض خفيف جدا والآخر دونه في ذلك وقد يكون البمقولس إذا أخذ إقليميا مسحوق فذر ذرا متواترا على النحاس في تصفيته وإنما يفعل ذلك بالقليميا لنجود التصفية ويرتفع من ذلك الإقليميا الدخان متكاثفا وليس يكون البمقولس إذا أخذ قليميا فقط لكن بغير ذلك بأن يعمل من القليميا بلا تصفية نحاس يدعو إلى ذلك وإنما نخبرك بصفة عمله على هذه الجهة الثانية يهيأ أتون في بيت ذي سقفين ويكون في أعلى الأتون خرق وسط في السعة يحاذي كوة في البيت السفلى ويبنى بجنب هذا البيت بيت آخر يكون فيه بيت الصانع وإرقاقه وباقي آلته ويثقب فيه إلا الأتون ثقب دقيق لينفخ فيه ويكون للأتون باب معتدل السعة لإدخال ما ينبغي وإخراجه ويصير في الأتون فحم ويلهب عليه ثم يقف الصانع ومعه قليميا مسحوق ويلقي في البوطقة قليلا قليلا ويلقى الفحم إذا احتيج إلى ذلك ولا يزال يفعل كذلك إلى أن ينفذ ما يريد من القليميا فالقليميا يبخر وما كان من بخاره لطيفا خفيفا يصعد إلى الغرفة يلتصق بسقفها وحيطانها وفي أول الأمر يشبه النفاخات الحادثة في الماء ، وإذا كثر وأدام البخار المتصاعد صار كأنه كباب الصوف وما كان منه غليظا ثقيلا رسب في الأسفل واستقر في الأرض ووقع بعضه على الأتون وبعضه في أسفل البيت الذي فيه الأتون وهذا الضرب من التوتيا يسمى بسودريون وهو دون الصنف الآخر اللطيف لما في هذا من الأرضية والوسخ ، ومن الناس من يظن أن التوتيا إنما يعمل على هذه الجهة فقط وأجود ما يكون من التوتيا ما كان منه من قبرس وما كان من قبرس إذا خلط بالخل فاحت منه رائحة النحاس وكان لونه شبيها بلون الهواء وينبغي لممتحن التوتيا أن يتفقد هذه الأشياء التي ذكرناها فإنه قد يغشه قوم بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد يغش أيضا بتراب البحر وبالتين القح محرقا ويابسا وبأشياء تشبه هذه وتعرف المغشوش من التوتيا هين وذلك لأن المغشوش إذا امتحن بالأشياء التي ذكرناها لم يوجد فيه إلا وا حد مما ذكرنا وقد تغسل التوتيا على هذه الصفة يؤخذ التوتيا مسحوقا منخولا يابسا أو مخلوطا بماء فيصر في خرقة لا صفيقة ولا متخلخلة بل تدلى الصرة في ماء المطر في إجانة وتحرك في الماء فما كان من التوتيا رقيقا لطيفا خرج في الماء وما كان منه غليظا قد شابه وسخ أو قماش بقي في الصرة ثم يترك في الماء حتى يستقر وإذا استقر في الماء صب الماء في إناء آخر فما كان بقي أسفله من رمل رمى به ثم يترك الماء حتى يصفو ثم يصفى ويصب أيضا على التوتيا ماء آخر ويحرك ثم يفعل به كما فعل أولا إلى أن لا يبقى ثم يأخذه ويمرسه بالماء مرسا جيدا ويصيره في قوام العسل ويصير في خرقة ويعلق بالخرقة في الإناء الذي يريد أن يصفيه فيه ويصفي منه ما أمكن ثم يشد الخرقة شدا مسترخيا لتهون التصفية ثم يصب عليه ماء كثيرا ويركه فما يطفو على الصوفة جمعته بصدفة والشيء الذي يطفو هو زبد وتوعيه في إناء جديد من خزف ثم تحرك الذي يبقى تحريكا رقيقا وتفرغه في إناء آخر وما كان في أسفله من رمل ترمى به وتفعل ذلك مرارا كثيرة إلى أن لا يبقى فيه من الرمل شيء ومن الناس من يأخذ التوتيا كما هو غير مسحوق فيلقيه قليلا قليلا على الماء ويرمي ما كان فيه من رمل راسب في أسفل الإناء وما كان من شعر أو قماش يطفو فيفصل التوتيا من الشيء الذي يطفو لخفته ومن الشيء الذي يرسب فيجمعه ويصيره في صلاية ويغسله كما يغسل القليميا ، وقد يغسل أيضا التوتياء بخمر البلد الذي يقال له حموش التي لم يخالطها شيء من ماء البحر على الجهات التي ذكرناها من العسل والتوتياء الذي يغسل بالخمر هو أشد قبضا من الذي يغسل بالماء وقوة التوتياء قابضة مبردة تملأ القروح لحما منتنا مقوية مغرية مجففة تجفيفا يسيرا وإن أراد أن يشوي التوتياء فليسحقه ناعما ويعجنه بماء ويعمل منه أقراصا ويضعفه في فخار ويوضع الفخار على جمر صغار قليلة وتقلب الأقراص تقليبا دائما إلى أن تجف وتجمد ، وينبغي أن تعلم أنه قد يكون أيضا توتيا من الذهب والفضة والرصاص وأن الذي يعمل من الرصاص هو في الجودة يضاهي التوتياء القبرسي ولأنه في كثير من الأحايين قد يحتاج إلى التوتياء ولا توجد وقد كنا نعرف أدوية تقوم مقامها رأينا أن نخبر ما هي وكيف يتخذ ورق الآس مع ثمره وزهره بغضاضته فيصير في قدر من طين ويكون على القدر غطاء فيه ثقب كثيرة ويصير في أتون يعمل فيه الفخار ، وإذا أنضج الطين وصار فخارا فليخرج ما في القدر ويصير أيضا في قدر من طين ويدخل القدر في أتون ويترك فيه إلى أن ينضج ويصير فخارا ما فيه ويغسل ويستعمل وقد يؤخذ أيضا أغصان الزيتون فيفعل بها ما يعمل بالآس ولتكن الأغصان من شجر زيتون بري فإن لم يحضر فليكن من زيتون بستاني وكذا أيضا يفعل بالسفرجل بعد أن يقطع ويخرج حبه وبالعفص وبالخرنوب وبالتوت الغض الأبيض المجفف في الشمس وبأغصان شجرة المصطكي وبأغصان الحبة الخضراء وبزهر الكرم وزهر العوسج الطري وبأغصان الشجرة التي يقال لها بقسيس وهو الشمشار وبأغصان الشجرة التي يقال لها بسودبنوس مع زهرها . ومن الناس من يأخذ أغصان شجرة التين فيجففها في الشمس ويستعملها مثل ما وصفنا ومنهم من يستعمل الغراء المتخذ من جلود البقر ومنهم من يستعمل على الصفة التي ذكرنا الصوف غير المغسول وقد غمس في زيت أو عسل . جالينوس في التاسعة : التوتياء إذا غسل صار منه دواء أشد تجفيفا من كل شيء مجفف من غير أن يلذع فهو لذلك موافق نافع للقروح السرطانية ولغيرها من القروح الخبيثة وقد يخلط أيضا في الشيافات التي يعالج بها العين إذا كان ينحدر إليها شيء من المواد وفي الأدوية التي يداوي بها النفاخات والقروح الحادثة في العين أو في المذاكير والعانة وقال في الميامر : التوتياء المغسولة شأنها أن تجفف الرطوبات السائلة إلى العين وتمنعها من النفوذ والمرور في نفس طبقات العين . الرازي : التوتياء جيدة لتقوية العين قاطعة للصنان وبدلها إذا عدم وزنها من الشادنا ونصف وزنها من التوبال . | توبال : ديسقوريدوس في الخامسة : ما كان منه من النحاس في الأتون وفي الغيران التي يقلع منها النحاس الأحمر بقبرس وما كان منه في المعادن القبرسية فهو جيد وهو ثخين ويقال له أمثيطس وأما توبال النحاس الأبيض فإنه رقيق ضعيف القوة ونحن نرد هذا الصنف من التوبال ونختار منه ما كان منه لونه براقا ثخينا وفي لونه حمرة وإذا رش عليه الخل تزنجر والتوبال يقبض ويعصر ويلطف ويعفن ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويدمل القروح وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل كيموسا مائيا ونفع من الحر لأنه ينزل الماء ومن الناس من يسقيه بعد أن يعجنه بدقيق الحنطة ويعمل منه حبا ويسقى منه وقد يقع في أخلاط أدوية العين ويجفف القروح الحادثة في العين ويحلل الخشونة العارضة في الجفون وقد يغسل على هذه الصفة ينقى منه نصف من ويلقى في صلاية مجوفة ويصب عليه من ماء المطر ويحرك تحريكا شديدا حتى يرسب التوبال وتطفو أوساخه ثم يعزل ما صفي ويصب على التوبال من ماء المطر مقدار قوانوس واحد ثم يدلك على الصلابة بالراحة دلكا شديدا فإذا بدت تظهر منه لزوجة يصب عليه من الماء قليل قليل مقدار ست قوانوسات ويدلك دلكا شديدا ثم يؤخذ التوبال فيدلك على جانب الصلاية دلكا شديدا ثم يعصر من الماء ويؤخذ ماؤه ويصير في حق من نحاس أحمر فإن هذا الماء إنما هو قلب التوبال ولطيفه وقوته والذي يصلح للاستعمال في أدوية العين فأما باقيه فإنه ضعيف القوة وينبغي أن يؤخذ أيضا فيغسل ثانية ويدلك حتى لا يبقى فيه شيء من لزوجة ثم يغطى الباقي بخرقة ويترك يومين ولا يحرك وبعد يومين يصب عليه الماء ويجفف ويصير في حق من نحاس أحمر ومن الناس من يغسل التوبال كما يغسل القليميا ويرفعه . جالينوس في التاسعة : قوة تربال النحاس لطيفة ألطف من قوة النحاس المحرق وألطف أيضا من قشور النحاس ولذلك أيضا صار خفيفا بأن يكون الشياف الذي يقع فيه التوبال يجلو ويقلع ويحلل من الأجفان الخشونة الكثيرة التي يقال لها باليونانية سوقوسس وأما توبال الشايرقان وهو قشر الاسطام فإن قوته شبيهة بقوة توبال النحاس وغسله مثل غسله وخزنه مثل خزنه إلا أنه في إسهال البطن أضعف من توبال النحاس . ابن سرانيون : توبال النحاس القبرسي إذا أخذ منه نصف مثقال وسحق وخلط مع علك الأنباط مثقال واحد وعمل منه حب أسهل البلغم بقوة قال ويجب أن يعطى منه مثقال ونصف مع ماء العسل ويجب أن يتحسى بعده قليل خل لئلا يقذفه . | تين : جالينوس في الثامنة : أما التين اليابس فقوته حارة في الدرجة الأولى عند انقضائها وفي الثانية عند مبدئها وله لطافة وبهاتين الخصلتين صار يفي بإنضاج الأورام الصلبة وتحليلها ، وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل أن تخلط معه دقيق الشعير وإن أردت أمرا وسطا من هذين فاخلط معه خبزا وقد ينبغي أن تعلم أن التين اللحم أكثر إنضاجا وما هو منه كان في طعمه حدة وحرافة فهو أكثر إمكانا للجلاء والتحليل وأما الماء الذي يطبخ فيه التين طبخا كثيرا فإنه يصير شبيها بالعسل في قوامه وقوته معا وأما التين الطري الذي يؤكل فقوته ضعيفة بسبب ما يخالطه من الرطوبة والنوعان جميعا من التين أعني الرطب واليابس يطلقان البطن وأما التين البري فقوته حادة محللة وكذا الحال في التين البستاني إذا لم يكن ينضج وذلك لأن فيه بعد من لبن شجرة التين ومزاج هذه الشجرة حار لطيف كما قد يدل على ذلك وهي عليه وعصارة ورقها فإن كل واحد من هذين يسخن إسخانا شديدا ولذلك صار كل واحد منهما مع ما يلذع ويجلو جلاء قويا وقد يحدث في البدن قروحا ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويقلع الثآليل المعروفة بالخيلان وينثرها نثرا وهو مع هذا يسهل البطن فأما لبن الشجرة البرية من شجر التين وعصارة ورقها فهما في كل شيء من الخصال أقوى من لبن شجرة التين البستاني وعصارة ورقها وأما قضبان شجرة التين فلها من الحرارة ولطافة المزاج ما يبلغ بها إلى أنها إذا طبخت مع لحم البقر الصلب هرأته . وقال في التين البري في المقالة السابعة : قوة هذا التين حادة محللة وذلك بسبب ما فيه من اللبن الذي هو في جميع أجزاء هذه الشجرة عامة ومتى طبخ هذا التين حلل الأورام الصلبة ، ومتى وضع غير مطبوخ قلع الخيلان والبثور . ديسقوريدوس في الأولى : ما كان من التين طريا نضيجا فإنه رديء للمعدة يسهل البطن فإذا أسهل كان إسهاله هين الانقطاع ويجلب العرق ويقطع العطش ويسكن الحرارة واليابس منه مغذ مسخن معطش مشذخ ملين للبطن ليس بموافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويوافق الحلق وقصبة الرئة والمثانة والكلي ومن به ربو والذين تغيرت ألوانهم من أمراض مزمنة والذين يصرعون والمجانين وإذا طبخ بالزوفا وشرب طبيخه نقى الفضول من الصدر وقد يوافق السعال المزمن والأوجاع المزمنة العارضة للرئة ، وإذا دق مع نطرون وقرطم وأكل لين البطن ، وإذا تغرغر بطبيخه وافق الأورام الحارة العارضة في قصبة الرئة والعضل الذي عن جنبتي اللسان ، وقد يطبخ معه دقيق شعير ويستعمل في ضمار الأوجاع مع حلبة أو حشيش الشعير ، وقد يعمل منه مع السداب حقنة للمغص ، وإذا طبخ ولحق وتضمد به حلل الجسا والخنازير والأورام العارضة في أصول الأذنين ويلين الدماميل وينضج الأورام التي يقال لها فوحيلا ولا سيما إن خلط به الأرساء ، والنطرون أو النورة وإن دق غير مطبوخ مع الأدوية التي ذكرنا فعل ذلك أيضا ، وإذا استعمل مع قشر الرمان أبرأ الداحس ، وإذا استعمل مع القلقنت أبرأ قروح الساقين الخبيثة العسرة البرء التي يسيل منها المواد ، وإذا طبخ بالشراب وخلط مع إفسنتين ودقيق الشعير وافق المحبونين ، وإذا حرق وخلط بموم مداف بزيت عذب أبرأ الشقاق العارض من البرد ، وإذا دق وخلط بخردل مسحوق بالماء وصير في الآذان أبرأ دويها وحكتها ولبن التين البري والبستاني يجمد اللبن مثل الأنفحة ويذيب الجامد مثل الخل ويقرح الأبدان ويفتح أفواه العروق ، وإذا شرب بلوز مسحوق أسهل البطن ولين صلابة الرحم ، وإذا احتمل بصفرة البيض وبالموم من البلاد التي يقال لها طربى نقى الرحم وأدر الطمث وقد يعمل منه ضماد نافع للمنقرسين إذا خلط به دقيق الحلبة ، وإذا خلط بسويق جلا الجرب المتقرح وغير المتقرح والقوباء والكلف والبهق ونفع من لسعة العقرب إذا قطر على اللسعة ومن غير العقرب من ذوات السموم ، ومن عضة الكلب ، وإذا صير في صوفة وجعل في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها ، وإذا وضع مع شحم حوالي الثآليل التي تسمى مرميقيا قلعها ، وقد تفعل عصارة الأغصان من التين البري ذلك إذا جرى فيه الماء ولم يظهر الورق فيها بعد فإنها تدق وتعصر وتجفف عصارتها في ظل ، وقد يستعمل لبن التين والعصارة في الأدوية المحرقة ، وإذا طبخت الأغصان مع لحم البقر أنضجته سريعا ، وإذا حرك اللبن في طبخه بها حتى يتجبن كان ماء الجبن أطلق للبطن ، والتين الفج إذا طبخ وتضمد به لين العقد والخنازير ، وإذا لم يطبخ وخلط به نطرون ودقيق وتضمد به قطع الثآليل التي تسمى مرميقيا ، والورق أيضا يفعل ذلك والتين الفج إذا تضمد به بخل وملح أبرأ القروح الرطبة التي تكون في الرأس والشرى ، وقد تدلك به الجفون الخشنة المشققة ، وقد يضمد به البهق الأبيض بورق التين الأسود والثمر بأغصانه ، وقد يصلح التين الفج إذا خلط بعسل لعضة الكلب الكلب ، والقروح التي تسيل منها رطوبة شبيهة بالعسل ، وإذا خلط معه ورق الخشخاش البري أخرج كسور العظام ، وإذا خلط به موم حلل الحماميل ، وإذا تضمد به مع كرسنة وشراب وافق عضة موغالي . ابن ماسويه : التين الرطب أقل حرارة ويبسا من اليابس وهو أحمد الفاكهة ، وإن كانت كلها تولد خلطا غليطا لرطوبتها ملين للطبيعة يغذو البدن غذاء معتدلا ويجلو المثانة والكلي ويخرج ما فيها من الفضول وليس شيء من الفاكهة أغذى منه ويتولد منه في البدن ما ليس بمستحصف ولا رخو بل معتدل بين ذلك وهو أقل الفاكهة نفخا ، وينبغي أن يجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فجا إلا بعد نضجها وهو جلاء للكبد والطحال والرطب أحمد من اليابس والأبيض أصلح للأكل من الأسود والأسود للأدوية أحمد من الأبيض ، وإن أكله آكل بالمري نقى الخلط البلغمي العارض في المعدة وإن كرهه كاره بالمري فليشرب بعده سكنجبينا سكريا . الرازي في دفع مضار الأغذية : اليابس منه جيد للمبرودين ولوجع الظهر وتقطير البول ويسخن الكلى وينعظ ويخرج ما في الصدور والرئة ويلين البطن ويدفع الفضول المعفنة في المسام حتى أن كثيرا ما يتولد في مدمن آكله القمل الكثير ، ولذلك ينبغي إذا أحدث فيه ذلك أن يحمن التعرق في الحمام ودلك البدن فيه بالبورق ودقيق الحمص ويبدل الثياب عن قريب ، وإذا أخذ بالجوز المقشر من قشره كان غذاء حميدا مطلقا للبطن كاسرا للرياح نافعا لمن يعتاده القولنج ووجع الظهر والورك وأجوده أنضجه ، وأحلاه وأعسله ، وأما الفج الحشف منه فإنه أكثر نفخا وأعسر خروجا من البطن . غيره : يقوي على حبس البول ويفتح مجاري الغذاء إذا أكل على الريق وخاصة مع الجوز والرطب صنه جيد الخلط مخصب للبدن ولحمه سريع التحلل وإدمانه يورث الحكة وليس بجيد للأسنان ويلين البطن إذا أكل قبل الطعام ويغذو غذاء صالحا ويزيد في اللحم إذا أديم أكله ويسكن القوة الغضبية التي في القلب ويكسر منها لخاصية فيه . ابن سينا : هو غير موافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء . | الشريف : إذا طبخ منه حفنة مع مثله حلبة حتى يتهرأ ثم يصفى ماؤهما ويمزجا بمثلهما عسلا منزوع الرغوة ويطبخ الكل ويهيأ منه لعوق ينفع من الربو والسعال اليابس ، وإذا أنفع منه رطل في خل خمر ثقيف تسعة أيام ، ثم ضمد به الطحال وأمر العليل بأكل أربع تينات منه في كل يوم يفعل ذلك أكلا وضمادا فإنه عجيب في تحليل صلابته وجساه . لي : أما ابن واقد لما تكلم في التين أضاف إلى القول فيه القول على دواء آخر يشارك التين في الإسمية في اليونانية فقط وهو يعتقد أنهما شيء واحد ، وهذا توهم منه ، وسيأتي ذلك في حرف الخاء المعجمة في ترجمة خاماسوقي . |
صفحه ۲۰۲
1 ( حرف الثاء ) 1
صفحه ۲۰۳
ثافسيا : يسمى بالبربرية أدرياس وأخطأ من جعله صمغ السذاب . ديسقوريدوس في الرابعة : استخرج هذا الدواء من ثافسيس الجزيرة لأنه يظن أنه أول ما وجد بها وهو نبات جملته شبيهة بورق النبات الذي يقال له مارابون وعلى أطرافه في كل شعبة أكلة شبيهة بأكلة الشبث فيها زهر وبزر إلى العرض ما هو شبيه ببزر النبات المسمى برنفس وهو الكلخ غير أنه أصغر منه وأصل أبيض كبير غليظ القشر حريف وقد يستخرج منه دمعة بأن يحفر حوله ويشق قشره أو بأن يحفر فيه حفرة مستديرة وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية ، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة ، وقد تستخرج وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية ، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة ، وقد تستخرج عصارة الأصل بأن يدق ويعصر لحينه بلولب ويذر ويجفف في إناء خزف ثخين ومن الناس من يعتصر الورق مع الأصل ، وهذه العصارة ضعيفة القوة والفرق بينهما أن عصارة الأصل أشد زهومة وأنها تبقى لدنة وأما العصارة التي قد خالطها عصارة الورق فإنها تجفف وتتثقب بما عرض لها من التآكل وينبغي لمن أراد أن يستخرج الدمعة أن لا يفعل ذلك في يوم ريح ، ولكن في هدو منها فإن الوجه يتورم ورما شديدا ويتنفط ما كان من البدن مكشوفا لحدة البخار ، فينبغي أن يتقدم في تلطيخ المواضع المكشوفة من البدن بقيروطي رطبة سائلة قابضة . جالينوس في السادسة ، قوة هذا النبات حادة تسخن إسخانا بينا قويا مع شيء من الرطوبة فهو بذلك يجتذب من عمق البدن جذبا عنيفا قويا ويحلل ما يجتذبه ، ولكنه يفعل ذلك بعد مدة طويلة بسبب ما فيه من الرطوبة الفضلية التي ليست باليسيرة ولسبب هذه الرطوبة صار الينتون يفسد سريعا . ديسقوريدوس : وقوة قشر الأصل وعصارته ودمعته مقيئة مسهلة إذا شرب كل واحد منهما بالشراب المسمى مالقراطن ، وقد يعطى من قشر الأصل مقدار أربع أثولوسات مع ثلاث درخميات من بزر الشبث ، ويعطى من العصارة ثلاثة أتولوسات ومن الدمعة درخمي واحد ، لأنه إن أعطي أكثر منها أضر بآخذه ، والإسهال بها يوافق الذين بهم النسمة ووجع الجنب المزمن ، ويعين على نفث الفضول ، وقد يصير في الأطعمة ويعطى منه الذين يعسر عليهم القيء والدمعة والقشر من القوة على إحالة المزاج أشد من قوة سائر الأدوية التي تشبهها في القوة إذا احتجنا أن نجتذب شيئا من عمق البدن أو نهيىء لشيء سبيلا لننقله من موضع إلى موضع آخر ولذلك إذا لطخت الدمعة أو دلك القشر وهو رطب على داء الثعلب أنبت فيه الشعر ، وقد يخلط القشر وهو مسحوق أو العصارة بأجزاء متساوية من الكندر والموم ويستعمل لكمنة الدم والآثار الباذناجنية في اللون فيذهبه ، وينبغي أن لا يترك أكثر من ساعتين ، ولكن يقلع ثم بعد ذلك يكسد الموضع بماء بحري سخن ، وقد يقلعان الكلف والعصارة إذا خلطت بالعسل قلعت الجرب المتقرح إذا خلط بالكبريت ولطخ على الخراجات فجرها وقد ينتفع به إذا استعمل لطوخا للجنب الذي يعرض له وجع مزمن وهكذا الركبة والقدم ووجع المفاصل . الشريف : قوة أصله تفسد بعد سنة أو أقل وإذا قطع صغارا وقلي في سمن حتى يأخذ قوته وطلي بالسمن بعد أن يصفى الدواء عنه على الأعضاء الباردة سخنها وإن طلي على الأعضاء الوجعة سكن وجعها ويذهب وجع المفاصل ، وإذا وضع من السمن الذي طبخ فيه في حساء المحرورين والمفلوجين نفعهم ولا يعدله في ذلك دواء آخر ، وأصل الثافسيا إذا دق وخلط بدقيق شعير وهيىء منه ضماد نفع من اللحم المتقطع ومن الحسوس الصدرية . جالينوس في الميامر : فإن لم تجده فاستعمل مكانه في داء الثعلب الحرف . | ثاليبطون : هو كزبرة الحبشة . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أن في ورق هذا النبات شيئا من رطوبة تدبق باليد وساق صغير عليه الورق وإذا دق هذا الورق دقا ناعما وتضمد به أدمل القروح العتيقة وأكثر ما ينبت في الصحاري وقوته تجفف بلا لذع فهو لذلك يدمل القروح المزمنة . لي : زعم بعضهم أن هذا الدواء هو الرقعة المطلبية وليس كذلك وسيأتي ذكرها في حرف الراء . | ثاقب الحجر : هو البسفايج وقد ذكر في الباء . | ثجير : ديسقوريدوس : وثجير العنب قد ينزع ويخزن ويعمل منه مخلوط بالملح ضمادا للأورام الحارة والأورام الصلبة وأورام الثدي وطبيخ ثجير العنب إذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن وسيلان الرطوبات المزمنة العارضة من الرحم وقد تجلس النساء فيه وتحتقن به في أرحامهن ، وحب العنب الذي يجتمع من الثجير قابض جيد للمعدة ، وإذا قلي وسحق وشرب كما يشرب السويق وافق قرحة الأمعاء والإسهال المزمن واسترخاء المعدة . | سفيان الأندلسي : وأما ثجير العصفر وهو الذي يرمى به من بعد أخذ تمام الصبغ منه إذا عجن بخل وطليت به الحمرة نفع منها وحلل ورم الكبد الحار . | ثدي : لحمه رخو شبيه بالغدد سنذكره في رسم ضرع . | ثعلب : بعض علمائنا : جلده حار أشد حرارة وإسخانا من سائر الجلود التي تلبس لإفراط حرارتها ويبسها ولذلك صار لبسها موافقا للمرطوبي المزاج ولمن كان الغالب عليه البرد وما كثر شعره منها كان أقوى إسخانا وهو إلى أن يستعمل فيما يتغطى به الرأس أقرب منه إلى أن يلبسوه ، وأشرف أصنافها الثعلب الجزري الأبيض ، وبالجملة فإن فرو الثعلب فيه فضل حرارة وهو من لباس النساء والمشايخ والمبلغمين لأن حرارته مفرطة غير معتدلة تجذب رطوبات البدن ولا تصلح للمحرورين . وقال الرازي : السمور يتلو الثعلب في الحرارة . ابن سينا : وإذا طبخ الثعلب في الماء وطليت به المفاصل الوجعة نفع منها نفعا عجيبا جدا وكذا الزيت الذي يطبخ فيه حيا بل هذا أقوى جدا ويجب أن يطيل الجلوس فيه ، والأجود أن يكون بعد الاستفراغ والتنقية لئلا يجذب بقوة حدته وتحليله خلطا إلى المفاصل ، وإذا استفرغ البدن بعد ذلك أيضا لم ينجلب إلى المفاصل شيء وإن عاود كان خفيفا وكذا شحم الثعلب ربما جذب شيئا أكثر مما يحلل ، وقد يطبخ في الزيت حيا ويطبخ فيه مذبوحا فأيهما استعمل حلل ما في المفاصل . غيره : الزيت الذي يطبخ فيه الثعلب نافع من التعقد والصلابة التي تعرض من وجع المفاصل . | ديسقوريدوس : ورئة الثعلب إن جففت وسحقت وشربت نفعت من الربو والسعال ، وشحمه نافع لمن يشتكي أذنه ووجعها ومن الربو والسعال وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن سكن وجعها ، وإذا أمسك في الفم سكن وجع الأسنان . وقال في الشحوم أنه يصلح لوجع العين والأذن أعني شحم الثعلب . الشريف : ويشرب منها لذلك وزن مثقال بماء وعسل في كل مرة وإذا خلطت مع قشر البيض المحروق وذلك بها داء الثعلب نفع منه مجرب ، ومرارته إذا أذيبت بأشق وماء كرفس أجزاء متساوية وسعط به في أنف من بدا به الجاذم في كل عشرة أيام سعطة واحدة نفع ذلك منفعة بليغة ، وإذا أمسك إنسان سن ثعلب في يده أمن من أن تنبح عليه الكلاب وزعموا أنه إن علق في برج حمام لم يبق فيه طير واحد ، وشحمه إذا أذيب بزيت إنفاق ودهن به النقرس ووجع المفاصل نفعه ، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذان حارا وأديم ذلك نفع من الصمم العارض لها ويشفي جميع أوجاع الآذان وإن دهنت به الأطراف لم يصبها الخصر في الأسفار . خواص ابن زهر : زعموا أنه إذا طلي به سوط أو عود وجعل في أحد زوايا البيت فإن البراغيث يجتمعن عليه . | ثقسا : هو بالعربية الحرف المعروف بالرشاد وسيأتي ذكره في الحاء . | ثلب : الشريف : ذكره ابن وحشية بالعربية وهو نبات ينبت بنفسه في شطوط الأنهار ويقرب المياه ، وله ورق مستطيل كأنه ورق الأزادرخت يرتفع مقدار قامتين وخشبه يشبه خشب لحية التيس حار يابس إذا جفف ورقه ودق وغلف به الشعر منع سقوطه وحسن قوته وإذا علقت عروقه على الخد نفع ذلك من وجع الضرس الغير المتآكل وسكن وجعه وإذا ضمد بورقه الورم السوداوي الجاسي سكنه ولينه وإذا دق ورقه مع خمر وضمد به الورم السرطاني حلله وأذهب جساءه ، ويوافق الذين بهم الوسواس السوداوي إذا ضمد به اليافوخ ، وينبغي أن لا يترك أكثر من أربعة وعشرين ساعة ثم بنى وربما أزال الوسواس البتة . | ثلج وجليد : ابن سينا : رديء للمشايخ ولمن يتولد فيه الأخلاط الباردة وهو مسكن لوجع الأسنان الحارة وهو ضار للعصب لحقنه البخارات الحارة الحادثة فيها وحبسه إياها عن التحليل ويضر المعدة خصوصا للذين يتولد فيهم أخلاط باردة والثلج قد يعطش بجمعه الحرارة . جالينوس : في الأدوية المقابلة للأدواء إذا أكل الثلج وشرب ماؤه نفع من العلق الناشب في الحلق . غيره : يهيج السعال ويجود الهضم . الرازي : فأما الجمد فيفضل بعضه على بعض بحسب فضل الماء الذي كان منه فيكون الكائن منه عن الماء الذي هو أجود أجود وعن الماء الذي هو أردأ أردأ . | ابن ماسويه : والماء المبرد بالثلج أحمد من الثلج فمن ألح على شربه فليدمن دخول الحمام ويتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس ويشرب النبيذ العتيق . | ثلج صيني : هو البارود المعروف بزهرة حجر أسوس ، وقد ذكر له في الألف التي بعدها سين مهملة . | ثلثان : هو عنب الثعلب ، وسنذكره في حرف العين إن شاء الله . | ثمام : أبو العباس الحافظ : هو معروف بالديار المصرية وما والاها وهو كثير ببلاد الحجاز ، ورأيت بعض أهل البلاد يستعمله في علاج العين لإزالة البياض وهو من المرعى وهيئة ورقه على هيئة ورق الزرع وقضبانه ذات كعوب ككعوب قصب الزرع إلا أنها مصمتة وهي أرق وأطول وورقه كذلك وينبت متدوحا وأصوله لحمية متشعبة ويخرج سنابل على شكل سنابل الدخن البري وطعمه كله حلو وسنابله مسددة . | ثمنش : أوله ثاء مضمومة ثم ميم ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة وهو اسم يوناني لما كان من النبات بين الشجر والحشيش . | ثوم : ديسقوريدوس في الثانية : منه بستاني ويوجد بمصر ورؤوسه واحدة لا تنقسم إلى الأجزاء التي تسمى الأسنان أبيض اللون ومنه بري ويقال له أوقيوسقردين أي ثوم الحية ويسمى الجنس من الثوم ذي الأسنان أغليس . جالينوس : الثوم يسخن ويجفف في الدرجة ، فأما النبات الذي يسمى ثوم الحية فهو ثوم بري وهو أقوى من البستاني كمثل ما عليه جميع النبات البري . | ديسقوريدوس : وقوة الثوم حارة مسخنة مخرجة للنفخ من البطن محرقة للبطن مجففة للمعدة محدثة للعطش محرقة للجلد ، وإذا أكل أخرج الدود الذي يقال له حب القرع ، وأدر البول وإذا أخذه من نهشه أفعى أو الحية التي يقال لها أمرويس ويشرب بعده الشراب شربا دائما أو سحق بالشراب وشرب لم يعد له شيء في المنفعة وقد يتضمد به أيضا فيفعل ذلك ، وإذا أكل نفع من عضة الكلب الكلب وأكله موافق لمن تغير عليه الماء ، وإذا أكل نيئا أو مشويا أو مطبوخا صفى الحلق وسكن السعال المزمن ، وإذا شرب بطبيخ الفودنج الجبلي قتل القمل والصيبان ، وإذا أحرق وعجن بالعسل أبرأ الدم العارض تحت العين الذي يتغير منه اللون ، وإذا فعل به ذلك أيضا وزيد في خلطه دهن البان ولطخ به داء الثعلب أبرأ منه وإذا خلط بالملح والزيت أبرأ البثر ، وإذا خلط بالعسل والبورق أبرأ البثور اللبنية والقوابي وقروح الرأس الرطبة والنحالة والبهق والجرب المتقرح ، وإذا طبخ مع خشب الصنوبر والكندر وأمسك طبيخه في الفم خفف وجع الأسنان ، وإذا خلط بورق التين والكمون وعمل منه ضماد نفع لعضة الحيوان المسمى موغالي وطبيخ ورقه مع الساق إذا جلس فيه النساء أدر الطمث وأخرج المشيمة وقد يفعل ذلك أيضا إذا تدخن به والخلط المعمول منه ومن الزيتون الأسود الذي يقال له نطوطون إذا أكل أدر البول وفتح أفواه العروق وهو نافع للمحبونين . الدمشقي : هو نافع من تآكل الأضراس بقطع الأخلاط الغليظة غير نفاخ نافع من القولنج إذا كان عن رباح غليظة وحصر الطبيعة . جالينوس : في حيلة البرء الثوم يحلل الرياح أكثر من كل شيء يحلله ولا يعطش وبعض الناس يتوهمون أنه يعطش وذلك لقلة خبرهم به وهو نافع لأهل البلدان الباردة حتى أنهم إن منعوا عنه عظم الضرر لهم وهو جيد لوجع الأمعاء إذا لم يكن مع حمى ، وقال في كتاب مجهول أنه جيد لقروح الرئة جدا . وقال جالينوس : في 8 من 6 في ابتدائها : أن الثوم في الشتاء سبب لمنافع عظيمة وذلك أنه يسخن الأخلاط الباردة ويقطع الغليظة اللزجة التي تغلب في الشتاء على البدن . وقال بقراط في كتاب ماء الشعير : هو محرك للريح في البطن والسخونة في الصدر والثفل في الرأس والعين ويهيج على آكله كل مرض يعرض له قبل ذلك وأفضل ما فيه أنه يدر البول . غيره : لأنه شديد التجفيف فلذلك يضعف البصر . وقال الرازي في الحاوي : وحكى حنين عن بقراط في الأغذية أن الثوم يطلق البطن ويدر البول جيد للبطن رديء للعين لأنه يجفف ولذلك يضعف البصر ، وحكى عن ديسقوريدوس أن الثوم يجفف المني ، وأحسب أن الذي قال ديسقوريدوس مجفف للمعدة غلطوا به أنه مجفف للمني . سندهشار الهندي : جيد للرياح والنسيان والربو والسعال والطحال والخاصرة والديدان ويكثر المني وهو جيد لمن قل منيه من كثرة الجماع وهو رديء للبواسير والزحير وانطلاق البطن والخنازير وأصحاب الدق والحبالى والمرضعات ، وفي كتاب شرك الهندي أن الثوم جيد لتفجير الدبيلة والقولنج وعرق النسا ، وإذا أريد تفجير الدماميل طبخ بالماء واللبن حتى ينحل وينصب الماء ثم يؤخذ فإنه ينفع أيضا من السلع والحميات العتيقة وقروح الرئة ووجع المعدة . وقال قسطس في الفلاحة : جيد لوجع المفاصل والنقرس أكلا . وقال روفس : يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويضر البصر لأنه يخرق صفافات العين ورطوباتها ويكدر البصر . وقال مرة أخرى : الثوم رديء للأذن والرأس والرئة والكلي وإن كان في بعض المواضع وجع هيجه . قال حنين : سبب هذا كله حرافته . وقال روفس في موضع آخر : يولد الرياح والحديث أفضل في إدرار البول وتليين البطن وإخراج الدود . وقال ابن ماسويه : وخاصيته قطع العطش العارض من البلغم اللزج أو المالح المتولد في المعدة لتحليله إياه وتجفيفه له مسخن للمعدة الباردة الرطبة وإن شوي بالنار ووضع على الضرس المأكول ودلكت به الأسنان الوجعة من الرطوبة والريح أذهب ما فيها من الوجع ومص ورق الينتون الطري وهو السذاب والتمضمض بعده بالنبيذ الريحاني يقطع رائحته وهو يقوم مقام الترياق في لسع الهوام الباردة والأوجاع الباردة وإصلاحه للمحرورين بسلقه بماء وملح قليل ثم يخرج ثم يطجن بدهن اللوز ويؤكل ويشرب على أثره ماء الرمان المز . الرازي في كتاب المنصوري : الثوم رديء في البلدان والأبدان والأزمان الحارة صالح في أضدادها . وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : الثوم يسخن البدن إسخانا قويا إلا أنه ليس بطويل اللبث ولا يحمى بل كان إسخانه شبيها بالغريزي ، فهذه أفضل خلة فيه ويحل الرياح ويفشها أكثر من كل غذاء حتى أنه يمنع تولد القولنج الريحي إذا أكل ، وينفع من وجع الظهر والورك العتيق وليس صعوده إلى الرأس ببخار كثير كصعود البصل ولا يضر بالعين كمضرته ويحمر اللون ويرقق الدم ويلطف الأغذية الغليظة كالكشكية والمضيرة فيقل لذلك غلظها ونفخها . ابن سينا : الثوم كله فعله في الباء فإنه بشدة تجفيفه وتحليله قد يضر فإن طبخ بالماء حتى انحلت فيه حدته لم يبعد أن يكون ما يبقى منه في مسلوقه قليل الحرارة لا يجفف ويتولد منه مادة للمني وأن يجعل المواد البلغمية في الأمزاج البلغمية رياحا ولا يقدر على تفشيتها ، وإذا انحلت في العروق رياحا لم يبعد أن يعين شهوة الباه . سفيان الأندلسي : إذا درس الثوم وكسرت حدته بأحد الشحوم وضمدت به الخراجات المترهلة والمتورمة حسن مزاجها ويحلل ورمها سواء كانت حديثة أو قديمة ، وإذا قلي في الدهن وأعيد عليه مرارا نفع من جمود الدم في الأطراف ومن الشقاق المتولد عن البرد وإذا شرب هذا الدهن نفع من أوجاع المعدة ومن القولنج البلغمي ومن السحج المتولد عن خلط لزج ، وكذا إذا طلي به ، وإذا قلي في السمن كان في السحج أنجع وليؤكل جرم الثوم مع الدهن الذي يقلى فيه ، وإذا طلي بجرمه أو بدهنه قروح الرأس المنتنة جففها وإذا درس وتحسى منه بالخل وتغرغر به وضمد به قتل العلق المتلعق بالحلق ، وإذا أكل نفع لسعه العقرب والأفعى والرتيلا وعضة الكلب الكلب منفعة قوية وهو قاطع للعطش البلغمي اللزج المالح المتولد عن سدد في الماساريقا أو بلغم لزج أو مالح متصل بجرم المعدة ويمنع من إلقاء الماء المشروب لها ولجرمها ويولد العطش في الأجسام المحرورة ، وهو بالجملة حافظ لصحة المبرودين جدا وللشيوخ مقو لحرارتهم الغريزية طارد للرياح الغليظة إلا أنه يؤذي الدماغ بما يصعد إليه من البخارات فيكسر حدته بالدهن وبالطبخ ، وبالجملة بإزالة حرافته كيف صنع ذلك ، وإذا خالط الجوز والتين نفع من جميع ما ذكرناه وكان تألف الطباع له أكثر والدثمان على أكله يمنع تولد الدود في الجوف وينفع من تقطير البول للشيوخ ، وينفع الدهن الذي يقلى فيه من وجع الأسنان وجرمه إذا طبخ وأخذ كما هو نفع من السعال البارد ، وكذا إذا تحسى في أحد الأحساء النافعة من السعال كحسو النخالة وما أشبهه . إسحاق بن عمران : وإذا دق وخلط بجندبادستر وعجنا بزيت عتيق وعمل منه ضماد وحمل على لسعة العقرب جذب السم إلى خارج وأبطل فعله ، وإذا دق وعجن بالخل ووضع على الأعضاء التي فيها رطوبة مجتمعة غليظة فإنه يلطفها ويحلل ورمها إذا كان ذلك من الرطوبة والبرد وأكل جرم الثوم يولد مرارا صفر حادا لذاعا يخرج إلى السواد بسرعة وخصوصا في محروري المزاج . | ثوم بري : يقال على ثوم الحية المقدم ذكره وفي مفردات جالينوس على الدواء الآخر الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه أسقردين وهي الحشيشة الثومية عند شجاري الأندلس ويسمونه أيضا المطر قال وحافظ الأجساد وحافظ الموتى أيضا وقد ذكرته في الشين المعجمة في رسم شقرديون فتأمله هناك ولقد غلط كثير من المصنفين في هذا الدواء لما تكلموا في الثوم فإنهم يتوهمون أن هذا الدواء هو ثوم الحية فيأخذون منافعه وقواه ويضيفونها إلى القول في الثوم على أنه ثوم الحية وهو غلط منهم . | ثوم كراثي : يذكر مع الكراث . | ثومش : وهو اسم الحاشا باليونانية وسأذكره في الحاء . | ثومالا : هو الميثان وسنذكره في الميم . | ثيل : هو النجم بالعربية والنجيل والنجير أيضا معروف . ديسقوريدوس في المقالة الرابعة : اغرسطس هو نبات معروف له أغصان ذات عقد طعمه حلو وله ورق طوال حافة الأطراف صلبة مثل ورق الصعتر من القصب يعتلفه البقر وسائر المواشي . جالينوس : في 6 : أصل هذا النبات يؤكل ما دام طريا وهو حلو مسيخ الطعم وفيه أيضا شيء من الحرافة مع شيء من القبض يسير ونفس الحشيشة إذا ذاقها الإنسان وجدها مسيخة الطعم وهذه أشياء يعلم منها أن أصله بارد يابس باعتدال ولذلك صار يحمل الجراحات الطرية ما دامت بدمها فأما نفس الحشيشة فمتى اتخذ منها ضماد فإن ذلك الضماد مبرد ولكن تبريده ما يكون قويا وهي في الرطوبة واليبوسة متوسطة وأما أصلها فهو لذاع لطيف قليلا ومن شأنه تفتيت الحصاة متى طبخ وشرب ماؤه . ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا دق ناعما وسحق وتضمد به ألحم الجراحات وإذا شرب طبيخه كان صالحا للمغص وعسر البول والقروح العارضة في المثانة وتفتت الحصاة ومنه صنف يسمى فالامغرسطس وهو نبات ورقه وأغصانه وعروقه أكثر من ورق وأغصان وعروق أغرسطس وأدل وإذا أكلته المواشي قتلها وخاصة النابت منه بالبلاد التي يقال لها بابل في الطريق وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها فرسيوس فهو أكثر أغصانا من غيره من أغرسطس وله ورق شبيه بورق اللبلاب وزهر أبيض طيب الرائحة وثمر صغار ينتفع به وعروق خمسة أو ستة في غلظ أصبع بيض لينة حلوة منتنة وإذا أخرجت عصارتها وطبخت بشراب أو عسل كل واحد منهما مساو لها في المقدار ونصف جزء من المر وثلث جزء من الفلفل ومثله من الكندر كان دواء نافعا جدا للعين ، وينبغي أن يخزن في حق نحاس وطبيخ الأصل يفعل ما تفعل الأصول وبزر هذا النبات يدر البول إدرارا شديدا أو يقطع القيء والإسهال . جالينوس : بزر هذا يدر البول ويجفف التحلب إلى المعدة والأمعاء لأن قوته قوة مجففة لطيفة لها قبض يسير . ديسقوريدوس : وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها قليقيا فإن البقر إذا أكلته تورمت بأكلها ويحضر العرب قشرها إلى القاهرة فيبيعونه أخبرني بذلك شيخ يبيع الأصداف وغيرها في طريق باب القنطرة وأخبرني عز الدين العبيدي أن وزن نصف درهم منه إذا جعل في سفقية على نار فحم وجعلت السفقية في هاون وقعد عليه من قد استنزفه الدم من تليين البواسير قطع الدم جربت ذلك في امرأة دفعة واحدة فقطع عنها الدم لكنها شكت حرقة بها وذكر المجرب أن ذلك يستعمل ثلاث دفعات بدرهم ونصف وإن أخذ لينه ويسحق ويدهن المخرج بدهن بنفسج ويضمد بها أو بدله الأخضر من البيض المشوي مع دهن ورد نفع . |
صفحه ۲۱۱
1 ( حرف الجيم ) 1
صفحه ۲۱۲
جاوشير : ديسقوريدوس في الثالثة : كثيرا ما ينبت في البلاد التي يقال لها سوطيا وبالمدينة التي يقال لها فرفينس من البلاد التي يقال لها أرقاما وقد يغرس في البساتين لقلة صمغة الشجرة ولها ورق خشن قريب من الأرض شديد الخضرة شبيه بورق التين في شكله مستدير مشرف ذو خمس شرف ولها ساق شبيه بالقنا طويلة وعليها زغب شبيه بالغبار أبيض وورق صغار جدا وعلى طرفها إكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر أصفر وبزر طيب الرائحة حاد وله عروق متشعبة من أصل واحد بيض ثقيلة الرائحة عليها قشر غليظ مر الطعم وقد ينبت أيضا في المكان الذي يقال له موقا من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وقد تستخرج صمغة هذا النبات بأن يشقق الأصل في حد ثان ظهور الساق ولون الصمغة أبيض فإذا جف كان لون ظاهرها إلى لون الزعفران ويجمع ما يسيل من الصمغة في ورق مفروش في حفائر في الأرض فإذا جفت أخذت ، وقد يشقق أيضا الساق في أيام الحصاد ويجمع ما يسيل من الصمغة على ما وصفنا وأجود ما يكون من الأصول البيض فيها الجافة المستوية التي ليست بمتسخة ولا متآكلة تحذي اللسان عند الذوق عطرة الرائحة وأجود ما يكون من ثمره ما كان منه على الساق فإن الموجود منه على العشب غير موافق وأجود ما يكون من صمغة هذا النبات أشدها مرارة أبيض الباطن ولون ظاهره إلى الزعفران يدبق باليد هين الإنفراك وإذا ديف بالخل إنداف سريعا ثقيل الرائحة وأما ما كان منه أسود فرديء وما كان منه لينا فرديء أيضا لأنه يغش بوسق وموم ويمتحن بأن يدلك في الماء بالأصابع فإن الخالص منه ينداف ويصير بمنزلة اللبن . جالينوس في 8 : منافع لبن الجاوشير كثيرة لأنه يسخن ويلين ويحلل فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثالثة وأما أصل نبات الجاوشير فهو دواء يجفف ويسخن لكنه في ذلك أقل من الجاوشير نفسه وفي اللحاء أيضا شيء من قوة الجلاء ونحن نستعمله أيضا في مداواة العظام العارية ومداواة الجراحات الخبيثة لأن ما كان هذا سبيله من الأدوية فشأنه أن يبني اللحم في الجراحات بنيانا بليغا وذلك أنه يجلو ويجفف ولا يسخن إسخانا قويا وهذه خصال كلها يحتاج إليها الدواء المنبت للحم وأما ثمرة هذا النبات فهي ثمرة حارة فهي لذلك تدر الطمث . ديسقوريدوس : وقوة الصمغة مسخنة ملينة ملطفة ولذلك إذا سقي بماء القراطن أو بشراب يوافق النافض والحميات الدائرة ووهن العضل وأطرافها من الضرب وما يصدمها وأوجاع الجنب وما يصدمها والمغص والسعال ويقطر البول ويجرب المثانة وإذا أديف بالعسل واحتمل أدر الطمث وقتل الجنين ويحلل النفخ العارض في الرحم وصلابته ويلطخ على عرق النسا ويقع في أخلاط الأدهان للاعياء وأدوية الصداع ويقلع حب النار الفارسية وإذا تضمد به مع الزيت وافق المنقرسين وإذا جعل في تآكل الأسنان سكن وجعها وإذا اكتحل به أحد البصر وإذا خلط بزفت كان مرهما نافعا جدا لعضة الكلب الكلب وأصله إذا حك واحتملته المرأة أحدر الجنين وهو صالح للقروح المزمنة وإذا سحق وتضمد به معجونا بعسل كان صالحا للعظام العارية وثمره إذا شرب مع الأفسنتين أدر الطمث وإذا شرب مع الزراوند وافق لسعة الهوام وإذا شرب بالشراب نفع من وجع الأرحام الذي يعرض فيه الاختناق . ابن ماسويه : خاصة الجاوشير النفع مما ينفع منه الأشق في الإسهال والشربة منه ما بين نصف مثقال إلى مثقال بعد إيقاعه في المطبوخ . حبيش : رائحته حادة شديدة وينفع من الجراحات إذا وقع في المراهم ويسهل الطبيعة إذا خلط بالأدوية المسهلة وينفع من الفولنج الذي يكون من البرد ويخرج الرياح من الجوف ويقطع الخام الغليظ ويحلل أوجاع المفاصل . اختبارات حنين : ينفع من تصيبه الرعدة عقيب الجماع أيضا إذا سقي منه وزن نصف درهم بأوقية من ماء موزنجوش مطبوخ ويفعل ذلك ثلاثة أيام . ابن سينا : قال بعضهم أنه رديء للعصب ويشبه أن يكون العصب الصحيح دون المرطوب وينفع من الصرع وأم الصبيان . ابن الجزار : وإذا كان الولد ميتا من ثلاثة أشهر أو أربعة فيؤخذ الجاوشير ويعمل منه فتيلة وتحملها المرأة فإنها تلقيه سريعا . التجربتين : ينفع من جميع أدواء الرحم مشروبا ما لم يكن معها حمى ويسهل الطبيعة بأخلاط بلغمية ويسخن مع إسهاله تسخينا ظاهرا وينفع من جميع الأمراض الباردة من خلط كان أو ريح غليظة وينفع من الفالج والسكتة والخدر والقولنج البلغمي والريحي بكثرة ما يغشى الرياح وإذا حقن به الرحم جففها ونفع من أورامها الصلبة وإذا دهن به نفع من الحميات الباردة والنضيجة ومن النافض . الرازي : وبدله إذا عدم وزنه من لبن التين . وقال ابن الجزار : وبدله وزنه من العنة . ابن سينا : وأظن أن الأشق قريب منه . | جاروس : ابن واقد : هو عند جميع الأطباء صنف من الدخن صغير الحب شديد القبض أغبر اللون وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه غير أن أبا حنيفة الدينوري خاصة من بينهم قد قال : إن الدخن جنسان أحدهما زلايل وقاص والآخر أجرش . قال : والجاورس فارسي والدخن عربي . جالينوس في المقالة السابعة : هذا يبرد في الدرجة الأولى ، ويجفف أما في أول الثالثة أو في آخر الثانية وفيه مع هذا أيضا لطافة يسيرة ، فلما كان مزاجه وقوامه هذا القوام والمزاج صار متى تناوله الإنسان على أنه طعام غذى البدن غذاء يسيرا أقل من غذاء جميع أنواع الحبوب وحبس البطن ومتى تعالج به الإنسان من خارج بأن يجعل في كيس أو صرة ويكمد به نفع غاية المنفعة لمن يحتاج إلى تكميد يجفف من غير أن يلذع ، وإذا ضمد به أيضا فمن شأنه أن يجفف إلا أنه يتفتت وينفرك بالضماد المتخذ منه وعسيرا ما يلذع . ديسقوريدوس في الثانية : كيجروس هو أقل غذاء من سائر الحبوب التي يعمل منها الخبز وإذا عمل منه خبز وهيىء منه ما يشبه الحشيشة عقل البطن وأدر البول ، وإذا قلي وتكمد به حارا نفع من المغص وغيره من الأوجاع . بولس : له قوة مجففة مع ما فيه من القبض ولهذا يستعمل في أنواع الشق الذي في الحجاب . ابن ماسة : الجاورس إذا طبخ مع اللبن واتخذ من دقيقه حساء وصير معه شيء من الشحوم غذى البدن غذاء صالحا وهو أفضل من الدخن وأغذى وأسرع انهضاما وأقل حبسا للطبيعة . الإسرائيلي : الدم المتولد عنه قليل جاف غير محمود إلا أنه لبيسه صار مقويا للمعدة ولسائر الأعضاء . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الجاورس والدخن والذرة فإنها عاقلة للطبيعة مجففة للبدن ولذلك ينتفع بها حيث يراد عقل الطبيعة وتجفيفها البدن ويمكن أن يغذى بها المستسقون والمترهلون ويدفع عقلها للبطن بأكلها مع الدسم الكثير وتليينها للبدن بتعهد الحمام والتمرخ بالدهن وشرب الشراب الكثير المزاج وأكل الأشياء الحلوة الدسمة . | جار النهر : ديسقوريدوس في الرابعة : بوطاموغيطن سمي بهذا الاسم لأنه يكون في المواضع التي فيها المياه والآجام وهو ورق شبيه بورق السلق ظاهر على الماء ظهورا يسيرا وعليه زغب . جالينوس في 8 : هذا يبرد ويقبض على مثال ما تفعل عصا الراعي إلا أنه أغلظ جوهرا منها . ديسقوريدوس : وهو يبرد ويقبض ويوافق الحكة والقروح العتيقة والخبيثة . | جاسوس : هو الخشخاش الزبدي ، وسنذكره في الخاء مع أنواعه . | جادي : بالدال والذال معا وهو الزعفران وسنذكره في الزاي . | جاركون : هي البسباسة من الحاوي وقد ذكرتها في حرف الباء . | جاسة : اسم بالديار المصرية للباقلي القبطي وقد ذكر في الباء . | جامسة : أول الاسم جيم مفتوحة بعدها ألف ثم ميم مكسورة بعدها سين مهملة ثم هاء . | جاموس : التميمي : لحمه من أغلظ اللحوم وأردئها كيموسا وأبطئها إنهضاما وأثقلها على المعدة وهي في الطبع باردة يابسة بالإضافة إلى اللحمان الحارة وهي في طبع لحوم النعائم والنسورة وزعم قوم إن القدر إذا طبخت بلحوم الجواميس وتركت ليلة تولد فيها حيوان مثال القدر يركب وجهها ولا علم لي بحقيقة ذلك . غيره : وظلفه إذا أحرق وسحق وشرب نفع من الصرع وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب جدا . | جبن : جالينوس في العاشرة : أما الجبن فإنه لبن ينعقد ويجمد ويصير جبنا وليس جميع الألبان تجمد وتقبل التجبين وإنما يتجبن من اللبن ما كان الغلظ عليه أغلب فيسهل عند ذلك انعقاده ومفارقته للماء عند صنعته والزبدية في ألبان البقر أغلب ، فإذا جمد اللبن من غير أن يميل عند زبده صار جبنا دسما ، وقد رأيت من جبن البقر شيئا يسيل منه الدسم من كثرته فيه ، وإذا عتق هذا الجبن صار شديد الحراقة ويستدل على ذلك بطعمه ورائحته . | قال المؤلف : ولما انتهى جالينوس إلى هذا الموضع أورد كلاما عجيبا في تجربة جربها في الجبن بنفسه ظهر له نحجها أوردها الآن عنه ورأيت التميمي قال فيه قولا لا أدري من أين أخذه ولا عمن نقله ولا أعلم وجه صوابه ، وأنا أبدأ بكلام التميمي ، فأورده وأتلوه بكلام جالينوس ليعتمد عليه ويرفض ما سواه . قال التميمي ما هذا نصه : وإن طبخ عتيق الجبن مع لحم الخنزير الهرم المعتق في الملح ولحم الإبل حتى ينضج جميع ذلك ثم ضمدت به الأورام الغليظة المتولدة في المفاصل الكائن منها التعقد والاستحجار حللها وأزالها وكذلك يفعل إن دق في الهاون مع كرعان الخنازير والمر الأحمر والأملج والموم ودهن الناردين حتى يصير بمثابة المراهم ، ثم ضمدت به المفاصل ذات الأورام الصلبة المستحجرة حللها وأزالها . قال المؤلف : هذا نص كلام التميمي وهو كلام لم أسمعه عن قديم ولا محدث سواه ، ولا أعلم هل هو شيء نقله عن غيره أم هل سمع عن جالينوس كلاما في هذا المعنى فنقله على غير جهته وأنا أورد ما قاله جالينوس في ذلك بنصه ليعتمد عليه ويطرح مما سواه ، فإن الفاضل جالينوس هو الذي اخترع العلاج بالجبن لهذا المرض المذكور وجربه فصح له على ما سنبينه عنه ، ولم يشاركه أحد فيه أعني لم يفعله قبله فنقله عنه جالينوس ولا أبصر فعله عند التجربة فزاد غيره فيه ، ودل بذلك دلالة بينة على أن العدول عما نص عليه جالينوس بزيادة أو نقصان إما وهم في النقل أو افتيات في الصناعة عليه . قال جالينوس : وإني قد ركنت مرة على جبن جاؤوني به على أنه حريف من رائحته فقط ، وكان كذلك فرفضت الاغتذاء به غير أن الخادم والغلمان تناولوا منه شيئا ورفع الخازن منه بقية فأحرزه عنده حينا ، ثم جاءني يوما يؤامرني فيه أيعطيه ذا الحاجة ممن يغتذي به ومن أحب أكله من الخدم أم يحبسه ؟ فأمرته أن يحضر ما كان عنده منه فجاءني به وقطع بعضه فإذا هو صحيح لم يتآكل ولم يتولد فيه عود ولا عفونة ، واتفق في ذلك الوقت والجبن بين يدي أن قوما جاؤوني بعليل وبه وجع المفاصل محمول في محفة لا يستطيع التقلب ولا يقدر على الحركة ، فلما رأيته أمرت بعض الخدم فجاؤوني بساق خنزير ثم أمرتهم بطبخه فطبخ بماء طبخا بليغا وصفي ذلك المرق وجاؤوني به فأمرت بذلك الجبن فقطع منه قطع كثيرة وجعل في صلاية وصبوا عليه ذلك المرق وسحقوه سحقا ناعما حتى صار مثل المرهم ، ووضعته على مفاصل ذلك الرجل فانتفع به منفعة عجيبة ، وذلك أن جلده تشقق من تلقاء نفسه وسال منه صديد مائي وخف به وجعه ، فلما رأى ذلك المريض منفعته وقد فنى ما كان عندنا نحن من الجبن حصل مثل ذلك الجبن في عتقه وحرافته ودام على استعماله حتى برىء من علته ووصفه لعدة من المرضى ممن كان به وجع المفاصل فتعالجوا به منه مثل علاجه فبرؤوا برءا تاما ، فهذا ما جربناه نحن في فعل الجبن فوجدناه نافعا وحمدنا فعله . | قال : وأما الجبن الحديث فقوته مخالفة لقوة العتيق وقد استعملته أنا في بعض القرى بأن وضعت منه على جرح بعضهم بأن سحقته ثم غلوته بورق البقلة التي يقال له حماض السواقي فبرىء جرح ذلك الرجل لأنه لم يكن خبيثا ، وإنما جعلت ورق تلك البقلة لحضورها في ذلك الوقت ، وإن استعملت أنت بدلها ورق الكرم أو ورق السلق أو الدلب أجزأك . وقال في الأغذية : الجبن يكتسب من الأنفحة حدة وتذهب مائية اللبن عنه ، وإذا عتق كان حادا جدا ولذلك يعطش وهو مولد للحصا ، وما لم يكن من الجبن عتيقا فهو أقل رداءة من غيره ، وأفضل الجبن الحديث وخاصة المتخذ من لبن حامض وهو ألذ من غيره وأجود للمعدة وأقلها عسر انهضام وبطء نفوذ وليس رديء الخلط ، لكن غليظه وهذا أمر يذم من كل جبن . ديسقوريدوس في الثانية : يبردس الجبن الرطب إذا أكل بلا ملح كان مغذيا طيب الطعم جيدا للمعدة هين السلوك إلى الأعضاء ، ويزيد في اللحم ويلين البطن تليينا معتدلا ، وإذا طبخ وعصر وشوي عقل البطن ، وإذا ضمدت به العين نفع من أورامها الحارة ومن اللون العارض تحت العين والجبن الحديث المملوح أقل غذاء من الجبن الرطب ، والذي لا ملح فيه ولا عمل في النقصان من اللحم وهو رديء ومؤذ للأمعاء ، والعتيق يعقل البطن وماؤه للكلاب يغذوهم جدا ، والذي يقال له أقاقي وهو جبن يعمل من لبن الخيل وهو زهم كثير الغذاء شبيه في تغذيته بجبن البقر ومن الناس من يسمي أنفحة الخيل أقاقي . روقس : الجبن يولد البلغم ويلهب البطن ويعطش ويحدث جشاء حامضا ، وإن انهضم كثر غذاؤه والمتخذ منه بالنار أفضل من المتخذ بالأنفحة والحديث أجود من العتيق والمشوي خير من النيء وأنواعه كلها مضرة رديئة ومضرة الرطب منه أسهل وينفع من شرب المرداسنج . ابن سينا : طريه بارد رطب في الثانية ومملوحة العتيق حار يابس فيها ، وفي الإقط من دون الأجبان قوة محللة وهو المتخذ من الرائب وأفضل الأجبان المتوسط بين العلوكة والهشاشة فإنهما كلاهما رديئان وما كان عديم الطعم والمائل إلى الحلاوة واللذة المعتدل الملح الذي لا يبقى في الجشاء كثيرا والمتخذ من الحامض أفضلها ، والملطفات تزيده شرا لأنها تنفنه وتبذرقه ، وجبن الماعز الذي يرعى الملطفات خير من جبن الذي يرعى مثل الثيل والجلبان وفيه جلاء والرطب غاذ مسمن ويؤكل بعده العسل والعتيق حاد جلاء منق وخلطه مراري ، والمملوح غير العتيق بين بين وعتيقة جيد للقروح الرديئة والجراحات وطريه للجراحات الخفيفة الطرية فإن الطري أقوى في ذلك ويمنع تورمها الجبن العتيق المملوح مهزل والطري منه المطبوخ بالطلاء في قشر الرمان حتى يذهب الطلاء يمنع تشنج الوجه ، وإذا طبخ الجبن في الماء وسقيت منه المرضعة كثر لبنها ، وقد يسحق المشوي منه ويحقن به مع دهن ورد وزيت فينفع من قيام الأعراس . ابن مامويه : وأغلظ الجبن ما اتخذ من لبن البقر والجواميس ويتلوه في الغلظ ما اتخذ من لبن النعاج فمن آثر أكله فليعمله بالصعتر والنعنع ثم يأكله ، وإن أكل بعده عسلا كان معينا على هضمه . ابن الصائغ : الطري منه غذاء جيد لمن حسن هضمه في معدته ، وإذا لم ينهضم تولد عنه غلظ وأخلاط فاسدة وسدد . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الجبن الرطب فبطيء النزول والهضم مذهب لشهوة الطعام وضرره بالمحرورين والملتهبين أقل ، فأما المبرودون والمبلغمون فلا يسلمون من ضرره إذا أدمنوا وهو يولد القولنج الرديء المسمى ايلاوس ، والرياح الغليظة ، ولذلك ينبغي أن يأكله هؤلاء مع العسل فإن أكل بالتمر كان أكثر غذاءا لأنه لا ينزل به ولا يلطفه كما يلطفه العسل ، ولا ينبغي أن يؤكل بعده شيء من الأطعمة بثة حتى ينزل ويحدث جوع صادق ولا يؤكل يومئذ حصرمية ولا باردة ولا شيئا من الفواكه الرطبة أبدا . | جبسين : إسحاق بن عمران : الجبسين هو الجص والجص هو الجبسين وهو حجر رخو براق منه أبيض وأحمر وممتزج بينهما ويسمى بأفريقية جبس الفرانين وهو من الأبدان الحجرية الأرضية . جالينوس في التاسعة : للجبسين القوة العامة الموجودة في جميع الأجسام الأرضية والحجارة وهي التي قلنا أن هذه الأجسام تجفف ولها قوة أخرى تغري وتسدد ووتلحج ، وذلك أن يتصل بعضه ببعض بسرعة ويجمد ويصلب إذا هو أنقع بالماء ، ولهذا صار يخلط مع الأدوية اليابسة التي تنفع من انفجار الدم لأنه إن استعمل وحده مفردا صار عندما يجمد صلبا حجريا وبهذا السبب رأيت أنا أن أخلطه مع بياض البيض الرقيق الذي يستعمل في مداواة العين وخلطت معه غبار الرحى المجتمع من دقيق الحنطة على حيطان بيوت الرحى ، وينبغي أن يؤخذ الضماد المتخذة على هذه الصفة في وبر الأرنب البري أو في شيء آخر لين على ذلك المثال ، وإذا أحرق الجبسين فليس يكون من للزوجة على مثال ما كان عليه قبل ذلك ولكنه يكون في اللطافة والتجفيف أكثر منه إذا لم يحرق ويكون أيضا مانعا دافعا ولا سيما إذا عجن بالخل . ديسقوريدوس في الرابعة : له قوة قابضة مغرية تقطع نزف الدم وتمنع العرق وإذا شرب قتل بالخنق . مسيح بن الحكم : وقوته في البرودة واليبوسة من الدرجة الرابعة . | إسحاق بن عمران : إذا عجن بالخل وطلى على الرأس حبس الرعاف . ابن سينا : يطلى به على الجبهة أو يغلف به الرأس ليحبس الرعاف لا سيما مع الطين الأرمني والعدس وهيوقسطيداس بماء الآس وقليل جل ويخلط ببياض البيض لئلا يتحجر ويوضع على الرمد الدموي . | ديسقوريدوس : وإذا شرب تحجر في البطن وعرض منه خناق ، ولذلك ينبغي أن يستعمل في علاج من شرب ما يستعمل في علاج من شرب الفطر . ابن الجزار : في السمائم من شربه عرض له يبس شديد في الفم وخناق وجحوظ العينين مع سبات فإن لم يتدارك بالعلاج هلك . | جبره : قيل إنها الدواء المسمى باليونانية أولسطيون ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو . | جثجاث : أبو العباس النباتي : هو اسم عربي معروف مشهور أول ما رأيته بساحل نيل مصر في أعلاه في صحاريه بمقربة من ضيعة هناك تسمى شاهور وهي على طريق الطرانة بين الحلفاء نابتا أشبه ما يكون به الجعدة البيضاء متدوحا أغصانه دقاق متشعبة في طرفها زهر أقحواني الشكل ذو أسنان في أعلاه فلطحة يسيرة طعمه إلى المرارة ما هو فيه يسير حرافة ترعاه الإبل كثيرا وبعض الرعاة سماه لي ورأيته بعد في أماكن كثيرة . غيره : ماء طبيخه ينفع من المغص ويسخن الأحشاء ويطرد الرياح وهو حار يابس . | جحدب الغافقي : إذا أحرق في قدر وذر رماده على الأكلة نفعها . | جدوار ابن سينا : في الأدوية القلبية : هو من المفرحات القوية والمقويات العظيمة وهو أجل ترياق للبيش ولدغ الأفعى وليست حرارته مفرطة فلذلك مع أنه ترياق هو أيضا مفرح مقو وهو خشبة تشبه الزراوند وينبت مع البيش وأي بيش جاوره لم يفرع ولم يثمر . ابن سمحون : ولولا قول من قال من الأطباء أن البيش نوع من السنبل وأنه لا ينبت إلا ببلد هلاهل من أرض الصين لما شككت في أن الطوارة هي البيش وفي أن الانتلة هي الجدوار لاشتباههما في الشكل والفعل . لي : قد ذكرت الانتلة والطوارة في حرف الألف فتأمله هناك . الرازي في كتاب أبدال الأدوية : ويدل الجدوار إذا عدم وزنه ثلاث مرات من الزرنباد . | جرجير : هو كثير الوجود اليوم بثغر الإسكندرية وهو مزعرع ويسمونه بقلة عائشة . الفلاحة : هو صنفان بستاني وبري وكل واحد منهما صنفان فأحد صنفي البستاني عريض الورق فستقي اللون ناقص الحرافة رخص طيب ، والثاني ورقه رقاق فيها تشريف ودخول في جوانبها كبير شديد الحرافة محتمل يستعمل بزره في الطبيخ ، وإذا أخذ من البري والبستاني في آذار ودقا جميعا في هاون وبسط على صحائف حتى يجف ثم رد إلى الهاون وصب عليه شيء من اللبن وذر عليه شيء من سحيق بزره شيئا بعد شيء وخلط حتى يتعجن ، وعملت منه أقراص وجففت في الظل فإن هذه الأقراص تخزن وتستعمل في الطعام فيكون طيبا جدا ، وأما البري فهو صنفان أحدهما يشبه ورقه ورق الخردل شديد الحرافة يجمع في حزيران . الغافقي : الجرجير البري هو الانبهقان وهو صنفان : أحدهما يسمى الخرسا ويسميه بعض الناس خردلا بريا وهو شجر يقوم على ساق خضراء لها ورق كورق الفجل شديدة الحرافة يؤكل مع البقل ، والصنف الآخر له زهر أحمر . ديسقوريدوس في الثانية : أوريمن زهر الجرجير البستاني إذا أدمن أكله حرك شهوة الجماع وبزره يفعل ذلك ويدر البول ويهضم الطعام ويلين البطن ، وقد يستعمل بزره أيضا في أبزار الطبيخ وقد يعجنونه بلبن ويعملونه أقراصا ليبقى زمانا طويلا ويخزنونه وقد يكون أيضا جرجير بري في غربي بلاد الخوز يستعمل أهلها بزره مكان الخردل وهو أشد إدرار للبول وأشد حرافة من البستاني بكثير . جالينوس في أغذيته : الجرجير يسخن إسخانا بينا أعني في الدرجة الثانية ولذلك صار لا يسهل على الناس أكله وحده دون أن يخلطوا معه ورق الخس وقد وثق الناس منه أيضا بأنه يولد المني ويهيج شهوة الجماع إلا أنه يصدع ولا سيما إذا أكل وحده . الرازي في دفع مضار الأغذية : الجرجير يسخن وينفخ ويهيج الأنعاظ ويصدع ويثقل الرأس ويسدر ويظلم البصر فإن أكل بالخل وشرب عليه السكنجبين قل تبخيره إلى الرأس وذهب عنه ما يهيج من الإنعاظ وليس مع حرارته بموافق لمن يعتريه النفخ والرياح لأنه على كل حال منفخ . ابن ماسويه : ينبغي أن يؤكل مع الخس والهندبا والبقلة الحمقاء إن كان الآكل له محرورا . التميمي : إن أكل على الريق نفع من ذفر الإبطين ونتنهما . | الطبري : وإذا أخذ بزر الجرجير وسحق وطلي على الكلف في الوجه أذهبه ، وإذا دق وصير على البيض النيميرشت بدل الملح هيج الجماع . ابن سينا : والجرجير بمرارة البقر لآثار القروح وبزره أو ماؤه بعسل للنمش والبهق الأسود وهو مدر للبن ، وإذا أكل وحده وشرب عليه الشراب الريحاني فهو ترياق لعضة ابن عرس . غيره : والأقراص المعمولة منه إذا طلي بها مدافة بالخل وشيء من خل نفت الآثار السود من الوجه والبدن وجلتها ، وإذا شرب بزره يسكنجبين وماء حار قيأ بلغما ، والجرجير رديء للرأس ويرى أحلاما رديئة ويهيج الدم ويسهل انصباب المواد إلى المواضع المتهيئة لذلك . مجهول : وبزر الجرجير إذا دق وعجن بمرارة البقر وضمد به تشقق الأظفار فإنه يبرئه . الفلاحة : الجرجير إذا دق وعصر ماؤه في أصل شجرة رمان حامض أبدله حلاوة . الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل بزر الجرجير إذا عدم بزر الجزر . وقال بعض الأطباء : وبدله إذا عدم بزر اروسيمون وهو النودري ، وأصبت في كتاب مجهول أن بزر الجرجير وبزر الكراث كل واحد منهما بدل لصاحبه إذا عدم . | جرجير الماء : هو قرة العين وسيأتي ذكره في القاف . | جري : سليمان بن حسان : هو حوت يكون بنيل مصر طويل أملس ليس له فصوص ولا ريش وله رأس إلى الطول وفم مستطيل كالخرطوم ، وسماه ديسقوريدوس سلورس وهو سمين رطب في لحمه رخاوة ولزوجة ولا تأكله اليهود . ديسقوريدوس في الثانية : سلورس وهو الجري وفي الرومي سوراس إذا أكل وهو طري كان مغذيا ملينا للبطن ، وإذا ملح وعتق كان قليل الغذاء وينقي قصبة الرئة ويجود الصوت ، وإذا تضمد بلحم العتيق المالح منه أخرج السلاء من عمق البدن ، وأما طبيخ الجري المملح إذا جلس فيه من كان به قرحة في الأمعاء في ابتداء العلة وافقها لجذب المواد إلى ظاهر البدن ، وكذا إذا دخنت به المقعدة . وإذا احتقن به أبرأ من عرق النسا . جالينوس في العاشرة : لحم الجري قوته قوة جاذبة ، وإذا قند ودق ووضع من خارج أخرج السلاء . ابن ماسة : الجري هو السلور إذا جفف لحمه ودق وتضمد به استخرج النصول والزجاج من الأبدان وله جذب شديد ودمه يسقيه أهل القرى مع وزنه من الخل الحاذق لمن به قذف الدم . إسحاق بن سليمان : أهل مصر يسمون الجري السلور وهو حوت كثير اللزوجة والسهوكة جدا ، ولذلك صار مخصوصا بتوليد البلغم الغليظ اللزج ومن قبل ذلك صار إذا أكل طريا غذى غذاء فاسدا مذموما وأورث المدمنين عليه البرص بكثرة رطوبته ولزوجته ونفور الطباع منه إلا أنه إذا أكل مالحا بالخل نقى قصبة الرئة وصفى الصوت لأنه بزيادة رطوبته يلين ويرخي وبقوة ملوحته يقطع الفضول وينقيها . | جراد : ديسقوريدوس في الثانية : قريدس إذا بخر به النساء نفع من عسر البول . ابن سينا : أرجلها تقلع الثآليل فيما يقال ويوجد مستديرا بها اثنا عشر عددا وتنزع رؤوسها وأطرافها ويجعل معها قليل آس يابس وتشرب للاستسقاء كما هي وينفع لتقطير البول ويبخر به البواسير . غيره : وأما الجراد الطويل العنق فإنه إذا علق على من به حمى الربع نفعه . خواص ابن زهر : جوفه وبيضه إذا طلي به على الكلف أبرأه والسمان منه التي لا أجنحة لها تشوى وتؤكل للسع العقرب . | جراد البحر : الشريف : هو حيوان بحري له رأس مربع ما هو وله فيما يلي رأسه صدف خزفي وبعضه لا خزف عليه ولها من كلا الجانبين عشر أيد طوال شبيهة بالعناكب إلا أنها كبار جدا ، ولها قرنان دقيقان قائمان ولها في مواضع شواربها قرنان دقيقان وعينان بارزتان متدليتان من رأسها ، وهذا الجراد حار يابس يؤكل مشويا ومطبوخا ومن أراد طبخها يسلقها بالماء الحار فإنه يكثر لحمها ويطبخ بعد ذلك كيف شاء ، وأجود ما يؤكل مشوية في الفرن ولحمها فيما حكاه أطباء المغرب الأوسط خاصة ينفع من الجذام وإذا أحرقت بجملتها في قدر الفرن وسحقت وشرب من سحيقها 7 أيام متوالية في كل يوم درخميان بماء الحمص فتتت الحصى التي في الكلي والمثانة . | جرنوب : هو الحريق الأملس وهو الذي يسمى جلبوب أيضا وسنذكره في حرف الحاء المهملة . | جربوز : هو البربور وهي البقلة اليمنية وقد تقدم ذكرها في الباء . | جراسيا : هي القراصيا البعلبكي عند أهل صقلية وسيأتي ذكرها في حرف القاف . | جزر : الفلاحة : الجزر البستاني منه أحمر وهو أرطب وأطيب طعما ، والآخر يضرب إلى الصفرة وهو أغلظ وأسخن وأخشن ، فأما البري فإنه ينبت بقرب المياه ، وربما ينبت في القفار وذلك قليل وهو يشبه البستاني . ديسقوريدوس في الثالثة : أصطافالينوس أغرنوس وهو الجزر البري هو نبات له ورق شبيه بورق الشاهترج إلا أنه أعرض منه وطعمه إلى المرارة ما هو ، وله ساق مستو خشن عليه إكليل شبيه بإكليل الشبث وفيه زهر أبيض في وسط الزهر شيء صغير شبيه بالقطن لونه فرفيري ، وله أصل في غلظ أصبع طوله نحو من شبر طيب الرائحة ويؤكل مطبوخا . جالينوس في 6 : الذي ينبت من الجزر في البر يؤكل أقل مما يؤكل ما يزرع منه في البساتين وهو أقوى من البستاني في كل شيء ، فأما البستاني فيؤكل أكثر وهو أضعف من البري وقوتهما جميعا قوة حارة مسخنة فهما لذلك يلطفان وأصلهما فيه مع ما وصفت قوة نافخة تحرك الجماع ، فأما بزر البستاني ففيه أيضا شيء يحرك الجماع ، وأما البري فلا ينفخ أصلا ولذلك صار يدر البول ويحدر الطمث . جالينوس في الثامنة : وفيه مع هذا جلاء ولذلك يعمد بعض الناس إلى ورقه وهو طري ويتخذ منه ضمادا ويضعه على القروح التي صارت فيها الأكلة لينقيها . ديسقوريدوس : وبزر البري إذا شربته المرأة أو حملته أدر الطمث ، وإذا شرب وافق عسر البول والحبن والشوصة ونهش الهوام ولسعها . وزعم قوم أن من تقدم بشربه لم يعمل فيه ضرر الهوام وقد يعين على الحبل وأصل هذا النبات يدر البول ويحرك شهوة الجماع ، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين وورق هذا النبات إذا دق وخلط بالعسل ووضع على القروح المتآكلة نفاها وأما الجزر البستاني فإنه أصلح للأكل من البري ، ويوافق كل ما يوافقه البري غير أن فعله أضعف من فعل البري . الفلاحة : الجزر غير موافق للعصب مضر بالحلق والصدر وقد يتخذ منه أيضا شراب يسكر جدا وربما أنكى الدماغ ويكرب ويحمر الوجه وأصل الجزر البري يؤكل مطبوخا وإن أكل نيئا أضر بالمعدة جدا . بولس : خاصة بزر الجزر النفع من وجع الساقين إذا شرب منه وزن درهم مع مثله سكرا . غيره : والجزر البري إذا علق في المنازل طرد الهوام . مسيح بن الحكم : والجزر البري من الحرارة في الدرجة الثالثة ومن اليبوسة في الدرجة الثانية . التجربتين : إذا طبخ جرم الجزر وورقه وغسل بمائها أطراف الصبيان نفعهم من جمود الدم المتولد عليهم من شدة البرد . الرازي في دفع مضار الأغذية : الجزر كثير النفخ بطيء النزول منعظ جدا وليس بموافق للمحرورين فإنهم إذا أرادوا أكله فليسلقوه ثم يتخذوه بالمري والخل ويصلح أن يتخذ منه أسفيذباج للمبرودين ويؤكل بالتوابل والخردل فهو يدر البول ويسخن الكلي وليس بضار للصدر والرئة . البصري : الجزر يقوي المعدة التي فيها لزوجة وبلغم غليظ ويفتح سدد الكبد بحرافة ، ويهضم الطعام وليس برديء الكيموس إذا أكل يلحم الجداء وخاصته قطع البلغم وفتح السدد وإذا ربي بالعسل جاد هضمه وقلت رطوبته وزادت حرارته والجزر المخلل إذا صير بالملح والخل نفع المعدة والكبد والطحال . ابن ماسويه : وقوة الجزر البستاني الحرارة من وسط الدرجة الثانية والرطوبة من وسط الدرجة الأولى والمربى منه نفع للمعدة مجفف لما فيها من البلة ولا سيما إذا كانت فيه أفاويه وينفع من برد الكبد . إسحاق بن عمران : مربى الجزر يحرك شهوة الجماع ويغزر الماء ويزيد في الباه ويدفىء المعدة ويخرج الرياح ويشهي الطعام ويؤخذ قبله وبعده فينهضم ويصلح للمرطوبين والمحرورين من أهل الحداثة والإكتهال ، ويستعمل في الربيع والخريف . بعض الأطباء : وبدل بزر الجزر إذا عدم وزنه من الأنيسون . | جزع : حجر معروف وهو صنفان يماني وصيني ، يقال أن من تختم به كثرت همومه وأحزانه ورأى في نومه أحلاما رديئة متفزعة وكثر وقوع الكلام بينه وبين الناس وإن علق على طفل كثر سيلان لعابه من فيه ومن أكل أو شرب في إناء مصنوع منه قل نومه وإذا سحق هذا الحجر جلى الياقوت وحسن لونه وكذا يجلو الأسنان وإن لف به شعر امرأة حين يضربها الطلق أسرعت الولادة . | جسمى : هو بالسريانية بقلة تشبه الصعترة ويسمى أيضا الحسك وسأذكره في حرف الحاء . | جساد : هو الزعفران في بعض الأقوال . | جشيش : جالينوس : المسمى بهذا الاسم أعني الدشيش هو أجرش شيء يكون من دقيق الحنطة ودقيق القرطمان وما كان من الحشيش من سويق الشعير فهو أكبر غذاء إلا أنه أعسر استمراء والحساء المتخذ منه يقال له أردهالج والذي يؤخذ من دقيق القرطمان وهو الكثيب أحبس قليلا للبطن ولا سيما إذا قلي فإنه يحبس . ديسقوريدوس في الثانية : فروميون وهو أجرش من الدقيق ويتخذ من راء الحنطة ويعمل منه ناطوس وهو مغذ جدا سريع الإنهضام والذي يعمل من راء ولا سيما إذا قلي هو أشد عقلا للبطن من الذي يعمل من الحنطة . | جشمك : هو اسم للحبة السوداء التي تقع في الإكحال وهي البشمة عند أهل الحجاز وقد ذكرت في حرف الباء التي بعدها شين معجمة . | جص : إسحاق بن عمران : هو الجبسين ويسمى بأفريقية جبس القرانين وقد ذكرت الجبسين فيما تقدم . | جعده : ديسقوريدوس في الثالثة : منه ما هو جبلي ويسمى بوثرن وهو الذي يستعمله الأطباء وهو ثمنش صغير أبيض دقيق طوله نحو من شبر وهو ملآن من بزر وعلى طرفه رأس صغير على الاستدارة ما هو شبيه بالشعرة البيضاء ، وهو نبات ثقيل الرائحة مع شيء من طيب الرائحة ومنه صنف ثان وهو أعظم من هذا وأضعف رائحة . جالينوس في الثامنة : من ذاق طعم الجعدة وجد فيها مرارة وحدة يسيرة ، ولذلك صارت تفتح سدد جميع الأعضاء الباطنة وتدر البول والطمث وما دامت طرية فهي تدمل الضربات الكبار وخاصة النوع الأكبر من أنواع الجعدة ، وإذا جففت الجعدة شفت القروح الرديئة إذا نثرت عليها وأكثر ما تفعل ذلك الجعدة الصغيرة التي تستعمل في أخلاط الأدوية المعجونة لأن هذا النوع منها ما فيه مرارة الطعم والحدة أكثر في النوع الأكبر حتى أنه قد صار في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الدرجة الثانية نحو آخرها من درجات الأشياء المسخنة . ديسقوريدوس : وقوة طبيخ الصنفين إذا شربا نفعا من نهش الهوام والاستسقاء واليرقان ، وإذا شرب بالخل نفع من ورم الطحال وهو يصدع ويضر بالمعدة ويسهل الطبيعة ويدر الطمث وإذا افترش أو دخن به طرد الهوام وإذا تضمد به ألزق الجراحات . الرازي : الجعدة جيدة من الحميات المزمنة نافعة من لدغ العقارب . حبيش : الجعدة تخرج الحيات من البطن وتبرىء الحميات الطويلة التي من المرة السوداء والبلغم . الإسرائيلي : طبيخ الجعدة يخرج حب القرع من البطن . سفيان الأندلسي : الجعدة تحلل الرياح من جميع الأعضاء وتنفع من وجع الجنبين . غيره : تذكي الذهن وتنفع من النسيان واليرقان الأسود . الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل الجعدة في إخراج الدود وإنزال الحيض والبول قشور عيدان الرمان الرطب وثلثا وزنه قشور عيدان السليخة . | جعفيل : هو الدواء المسمى باليونانية أورنفحي وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو فتأمله هناك . | جعدة القثاء : وهي كزبرة البئر بدمشق وما والاها . | جفت افريد : ابن هزاردار : معناه بالفارسية أي المخلوق زوجا . ابن سينا : هو شيء صنوبري الشكل يشبه اللوز في رأسه كالشوكتين وربما انشق وانفتح وهو يزيد في الباه جدا . لي : هذا الدواء يعرف اليوم بالشام والمشرق أيضا عند العامة والخاصة جميعهم يخصي الثعلب وإياه يستعمل أطباء العصر بالبلاد المذكورة اليوم مكان خصي الثعلب وخصي الثعلب في الحقيقة غيره . الشريف : هو نبات مستأنف كونه في كل عام طوله نحو من شبر واشف منه له ساق معقدة عليها قضبان كثيرة دقاق وورق أدق من ورق الحمص متراصف يتلو بعضه بعضا وله على طرف الساق غلف صنوبرية الشكل ثلاثة أو أربعة في طرف الساق كالهليلج الأصفر في أطرافها كالشعب ، وفي داخل كل ثمر منها ثلاثة حجب على الطول فيها بزر يشبه الحلبة عددها خمس حبات حار رطب ، وقيل : هو حار في الثانية يابس في الأولى إذا طبخ منه مقدار أوقية مع لحم الحولى وأكله المستسقى وشرب ورقه سبعة أيام متوالية أذهب الاستسقاء وأذهب اللحمي أكثره وإذا ربب وهو غض بالسكر زاد في الباه . | جفري : أبو حنيفة : الجفري لغة في الكفري وهو الكافور وهو قشر الطلعة وسنذكره في حرف الكاف . | جفت البلوط : قال جالينوس : هو الغشاء المستبطن لقشر ثمرته أعني الذي تحت قشر البلوط ملفوفا على نفس جرم البلوطة وقد ذكرته مع البلوط في حرف الباء . | جلنار : معناه بالفارسية ورد الرمان وهو الرمان الذكر وأجوده المصري . ديسقوريدوس في الأولى : بالوسطيرن وهو جلنار بري وهو أصناف كثيرة فمنه أبيض ومورد وأحمر وخلقته مثل خلقة ورد الرمان وتستخرج عصارته كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطيداس وهو قابض يصلح لكل ما يصلح له الهيوفاقسطيداس وورد الرمان جالينوس في السادسة : هو زهرة الرمان البري كما أن جنبذ الرمان زهرة الرمان البستاني وطعم الجلنار طعم قوي القبض وقوته قوة تجفف وتبرد وهو غليظ ولذلك إن نثرت منها شيئا على موضع قد أنسحج أو على موضع فيه قرحة من القروح الآخر وجدته يحملها سريعا وكذا أيضا في مداواة من ينفث الدم ومن به قرحة في الأمعاء ومن يتحلب إلى بطنه أشياء تخرج بالإسهال والنساء اللواتي يتحلب إلى أرحامهن شيء يخرج بالنزف وليس من أحد إلا وهو يستعمل هذا الدواء من الأطباء الذين وضعوا الكتب في المداواة . الرازي : وقوة الجلنار في البرودة واليبوسة من الدرجة الثانية نافع من اجتلاب الأعراس شربا . التجربتين : إذا هيىء طبخ بالخل وأضيف إليه المغرة ولطخ به حول الأورام منع انصباب المواد إليها ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من اللثة الدامية والجلنار يقطع الإسهال الصفراوي والذي يكون عن رطوبة في المعدة والأمعاء ويقطع انبعاث الدم ، وإذا مدت به الأعضاء التي تنصب إليها المواد قواها وعصارته قوية في ذلك وقد يطبخ الجلنار في الماء حتى يغلظ الماء ويعقد والمأخوذ منه للإسهال ونزف الدم درهم ونصف ودرهمان ويتمادى عليه ، غيره : ينفع من التهاب الجرب والشربة منه درهمان . بيادوق : وبدله وزنه من قشر الرمان . | جلبان : ابن جلجل : هو من القطاني المأكولة وله قضبان مربعة سباطية ينبسط على الأرض وله ورق حوالي القضبان إلى الطول منحنية على القضب وله نوار إلى الحمرة تخلفه مزاوة فيها حب مدور إلى البياض وليس بصحيح التدوير حلو ويؤكل نيئا في الربيع ثم يجف ويطبخ وهو حب كثير الرياح . الفلاحة : إذا حمل من خارج شد وقوى ونفع الشدخ والوثي لا سيما إن عجن ببعض المياه القابضة ، وإذا شرب طبيخه بعسل أحمر الأخلاط الرديئة من الأمعاء ويدر الطمث ويحلل ويلين فصول الصدر ، وإذا اعتلفته البقر نفعها منفعة الكرسنة ، وإذا بخر به الدار جلب إليه النمل . الرازي : بارد يابس قليل الغذاء رديء الدم مولد للسوداء مضر بالعصب . | الغافقي : ومن الجلبان صنف كبير لا يؤكل إلا مطبوخا ويسمى البسلة ومنه بري له ورق أكبر من ورق الجلبان البستاني تميل خضرتها إلى البياض وقضبانه خارجة من نفس ورقه ، وكان ورقه ملصوقة عن جانبي القضبان متوازية وفي طرف كل ورقة ثلاثة خيوط ملتفة كخيوط الكرم إلا أنها أرق تلتف بما قرب منها من النبات وإذا أكل ولد اللبن . التميمي : رديء الكيموس يولد دما غليظا ورياحا نافخة وهو من أغذية الأكرة والفلاحين . | جلبهنك : أوله جيم مفتوحة بعدها لام ساكنة ثم باء بواحدة مفتوحة بعدها لام ساكنة ثم باء بواحدة مفتوحة وهاء ساكنة بعدها نون مفتوحة ثم كاف . ديسقوريدوس في الرابعة : شيسامويداس الكبير وتأويله الشبيه بالسمسم ، وهو الذي يسميه الذين يطيقون خريقا لأنه يخلط للإسهال بالخربق الأبيض ، وهذا النبات هو من المستأنف كونه في كل سنة ويشبه النبات المسمى أريفازن أو السذاب ، وله ورق طويل وزهر أبيض وأصل دقيق لا ينتفع به وبزر شبيه بالسمسم مر الطعم . جالينوس في الثامنة : هذا شبيه بالخربق في جلائه وإسخانه وتجفيفه وفي سائر قوته أيضا قريب من الخربق . ديسقوريدوس : وهذا البزر إذا أخذ منه ما يحمله ثلاثة أصابع مع أوتولولس ونصف من خربق أبيض مع الشراب المسمى مالقراطن قيأ بلغما ومرة ، وأما سيسامويداس الصغير فهو نبات له قضبان طولها نحو من شبر وورق يشبه ورق النبات الذي يقال له قورونوس إلا أنه أخشن منه وأصغر ، وفي أطراف القضبان رؤوس لونها إلى لون الفرفير وسطها أبيض فيها بزر شبيه بالسمسم لونه أحمر في لون الياقوت وله أصل دقيق . جالينوس : بزر هذا النبات في طعمه شيء من الحدة وهو شديد المرارة فهو لذلك يسخن ويفجر الجراحات ويجلو أبدا . ديسقوريدوس : وإذا أخذ من بزر هذا النبات مدقوقا دقا ناعما نصف أكسوثافن وشرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل بلغما ومرة ، وإذا تضمد به مع الماء بدد الخراجات والأورام البلغمية وينبت في أماكن خشنة . أبو جريج : هو صنفان أحمر وأصفر وهو بزر شبيه بالسمسم وهو حار يقيىء بقوة شديدة . ابن سينا : هو صنفان أحمر وأصفر يقرب فعله من فعل الخربق ، ولكن الجيد منه هو الهندي ، وقد كان بعضهم يسقي المفلوج منه إلى وزن درهم فيعافى وهو يقيء وربما قتل بقوة القيء وهو يسهل والشربة منه نصف درهم والدرهم منه خطر وفيه سمية . الرازي في الأغذية : قد يحدث عن أكل السمك الذي يكون مأواه الآجام التي ينبت فيها الجلبهنك قيء عنيف مفرط وربما قتل . | جلود : جالينوس في العاشرة : جلد الكبش إن أخذ من ساعته حين يسلخ فيوضع على مكان الضرب ممن يجلد نفعه أكثر من كل شيء حتى أنه يبرىء الضرب في يوم وليلة لأنه ينضج ويحلل مواضع الضرب الممتلئة دما ، والجلود العتيقة التي تسقط من نعال الخفاف إذا أحرقت نفعت من السحج العارض للرجل من الخف وكان لها في ذلك ضرب من المضادة لهذا السحج بالطبع ، ولكنه إن كان مع السحج ورم لم ينفعه فإذا سكن ورمها نفعها أسفل الخف إذا أحرق ، وهذا الرماد يشفي أيضا الجراحات الحادثة من حرق النار والسحج أيضا الكائن في الفخذين . | ديسقوريدوس في الثانية : القنفذ البري إذا أحرق جلده وخلط بزفت ولطخ على داء الثعلب وافقه واقر قمقس وهو حيوان بحري صغير إذا أحرق جلده وخلط رماده بزفت رطب أو شحم غير عتيق أو دهن الأقحوان ودهن على داء الثعلب أنبت فيه الشعر . ابن سينا : خيرها جلود الراضع لرطوبتها وغذاؤها قليل لزج وتقارب في أحوالها الأكارع ونحاتة جلد الماعز إذا جعلت على سيلان الدم حبسته وجلد الأفعى محرقا طلاء على داء الثعلب وجلد فرس الماء إذا وضع على البثر برده وجلد الشاة ساعة يسلخ صالح للقروح الخبيثة والحكة والجرب والجلدة الداخلة في حواصل الطير وقوانصها لا سيما الذيول إذا جففت وسحقت وشربت بطلاء نفعت من وجع المعدة وقيل إن سلخ الماعز حار إذا وضع على نهش الأفعى جذب السم . غيره : وجلد الفيل فيما يقال إذا علقت منه قطعة على من به حمى باردة سكنت عنه وجلد القرد إذا علق على شجرة مثمرة خيف عليها من البرد صرف الله عنها ذلك بإذن الله وجلد الحية إن جعل في نبات لم يسوس وجلد فرس الماء إذا أحرق وخلط بدقيق كرسنة وطلي به السرطان فسأه في ثلاثة أيام وأبرأه ، وقيل : إن جلد ابن آوى إذا علق على من عضه الكلب الكلب لم يخف الماء . الفلاحة الرومية : إن أحرق جلد الحية وسحق وسقي منه درهم لمن عضه الكلب الكلب انتفع به . | جلنسرين : الغافقي : نوع من النسرين كثير له شوك كشوك العليق ويعرف عندنا بالورد الذكر . المنهاج : حار يابس شمه ينفع الدماغ البارد وضماده ينفع الكبد والمعدة الباردتين . | جلجلان : أبو حنيفة : هو السمسم وهما عربيان وهما صنفان أبيض وأسود وهو بالسراة واليمن كثير وتسمي العرب دهنه السليط ، وسيأتي ذكره في السين . | جلجلان الحبشة : سليمان بن حسان : هو بزر الخشخاش الأسود . | جلجلان مصري : هو البشنين وقد ذكرته في الباء . | جلوز : هو البندق وقد ذكرته في الباء . | جل : هو الورد بالفارسية وسيأتي ذكره في الواو . | جلنجبين : الرازي : سهو الورد مربى بالعسل أو بالسكر . | جليف : الغافقي : هو البزر المعروف بعجمية الأندلس بالشست ويسمونه الزوان أيضا . | قال أبو حنيفة : هو نبت شبيه بالزرع فيه غبرة في لونه وفي رؤوسه شنفة كالبلوط مملوءا حبا كحب الأدر ومنابته السهول . | جلهم : قيل : هو العوسج الأسود أسود العود والثمرة وورقه شبيه بورق الآس الجبلي ، وله زهرة صغيرة تضرب إلى الصفرة وسيأتي ذكر العوسج في حرف العين . | جلنجونه : هو صعتر الفرس وهو الفوتنج البري ويسمى باليونانية علجن ويعرف بالفلاية ، وسأذكر الفوتنج بأنواعه في حرف الفاء . | جلجمانا : هو الخيار المأكول من الحاوي ، وسنذكره في الخاء . | جميز : ديسقوريدوس في الأولى : يسمى هذا باليونانية سمقوموري ، ومن الناس من يسميه أيضا سوفاسنس ومعناه التين الأحمق ، وإنما سمي بهذا الاسم لأنه ضعيف الطعم وهي شجرة شبيهة بشجرة التين لها لبن كثير جدا وورقها شبيه بورق التوت وتثمر ثلاث مرات وأربعا في السنة وليس يخرج ثمرها من فروع الأغصان كما تخرجه شجرة التين بل هو من سوقها وثمرها شبيه بالتين البري وهو أحلى من التين الفج وليس فيه بزر في عظم بزر التين وليس ينضج دون أن يشرط بمخلب من حديد وينبت كثيرا في البلاد التي يقال لها وادنا ، والمواضع التي يقال لها رودس في الأماكن الكثيره الحنطة وقد ينتفع بثمره في سني الجدب لوجوده في كل وقت وهو مسهل للبطن قليل الغذاء رديء للمعدة ، وقد يستخرج في أيام الربيع من هذه الشجرة لبن قبل أن تثمر بأن يرض من قشرها الخارج بحجر فإنه إن يجاوز الرض القشر الخارج إلى داخل لم يخرج منه شيء ، وقد يجمع اللبن باسفنجة أو بصوف ثم يجفف ويقرص ويخزن في إناء من خزف وقوته ملينة ملزقة للجراحات محللة للأورام العسرة التحليل ، وقد يشرب ويتمسح به لنهش الهرام وجسا الطحال ووجع المعدة والاقشعرار وقد يسرع إليها التآكل ، وقد ينبت بالجزيرة التي يقال لها قبرس شجرة وهي صنف من أصناف هذه الشجرة التي يقال لها : فالاطا وورقها شبيه بورق الجميز وعظم ثمرها كعظم الإجاص وهو أحلى منه وهو شبيه بورق الجميز في سائر الأشياء . التميمي في المرشد : فأما بفلسطين وما حولها من الساحل فإن الجميز ثم يثمر نوعين من الثمرة فمنه شيء صغير جدا في مقدار البندق رقيق القشر شديد الحلاوة كثير الماء جدا يسمونه البلمى وهو مورد اللون وليس يحتاج إلى أن يختن ولا يقور بل ينضج ويطيب ويحلو من ذاته ومنه يتخذ لعوق الجميز بالشام وثم جنس آخر بأرض غزة وما حولها مقدار ثمرته دون صغار المصري مثل ضعف ثمرة البلمى وهو أشد حمرة وتوريدا من البلمى وأشد حلاوة وأقل ماء وليس له غلظ المصري وجشاؤه ولائقا في المعدة وذلك أن الشامي أفضل غذاء من المصري وأحلى طعما وأسرع انهضاما . الإسرائيلي : وأما أهل مصر فإنهم يشربون عقيبه الماء البارد ويزعمون أن الماء البارد يعومه في المعدة ويخفف ثقله عليها ، وإذا طبخت ثمرة هذه الشجرة وكررت في ذلك الماء مرات وينزع كل مرة ويصير في الماء بدلها شيء طري حتى يظهر طعمها وقوتها في الماء ثم طبخ ذلك الماء بسكر طبرزد نفع لمن كان محرورا وبعسل لمن كان بلغميا كان نافعا من السعال المتقادم والنوازل المنحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة . الشريف : هو حار يابس في الأولى وورقه إذا سحق وشرب منه وزن درهم على الريق نفع الإسهال الذي أعيا المعالجين مجرب . | التميمي : لعوقه من الناس من يضيف إليه حين الطبخ شيئا من الكثيراء ومثله من الصمغ العربي مسحوقين ويطبخ الجميع حتى يصير في ثخن العسل ويعطى منه نحو نصف أوقية فإنه نافع لما ذكر . جالينوس في أغذيته : في الجميز ، وقد رأيت هذه الشجرة مع ثمرتها في إسكندرية وهي شجرة تحمل ثمرة شبيهة بالتين الصغار بيضاء ، وليس فيه من الحمق والحرافة شيء وإنما فيه شيء يسير من الحلاوة وفي قوتها فضل رطوبة وبرودة تمثل ما في التوت والجميز أحرى بأن يوضع باستحقاق فيما بين طبيعة التوت والتين ومن ههنا أحسب أنه سمي باليونانية سوقومورا من قبل أنه شبيه بساقامورا وهو التين الذي لا طعم له والجميز في خروج ثمرته من شجرته مخالف أيضا لسائر الشجر وذلك أن ثمرته لا تخرج من قضبانه وأغصانه كما يخرج سائر ثمار الأشجار بل إنما يخرج من نفس ساق الشجرة . لي : ا ه . | كلام الفاضل جالينوس في الجميز في كتابه في الأغذية حرفا بحرف ، ثم ترجم عند انتهائه إلى هذا الموضع على اللبخ فقال ما هذا نصه حرفا بحرف في الباب الرابع والثلاثين : يذكر شجرة يقال لها برسيون هذه شجرة رأيتها أيضا في الإسكندرية وهي واحدة من الأشجار العظيمة ، ويحكى عنها أنها تبلغ من رداءة ثمرها في بلاد الفرس أنها تقتل من يأكلها إلا أن هذه الشجرة منذ نقلت وحملت إلى مصر صارت ثمرتها تؤكل بمنزلة ما يؤكل الكمثري والتفاح ، وانتهى كلامه في اللبخ ومقدار عظم هذه الشجرة شبيه بمقدار عظم شجرة الكمثري والتفاح . قال المؤلف : وإنما نقلت في هذا الموضع كلام جالينوس في اللبخ وليس هو بابه ، بل كل في حرف لأن عالمين مشهورين وهما فيه وفي الجميز وهما فاحشا وتقولا على جالينوس ما لم قط ، وقد أورد ذلك كلام جالينوس فيهما منقولا عنه بنصه مع أداء الأمانة في النقل حسب عادتي فيما أنقله في هذا الكتاب وغيره . إسحاق بن سليمان : قال الإسرائيلي في كتابه الموسوم بالأغذية بعد كلام قدمه في الجميز ما نصه : وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت في الابتداء بفارس وكان فيها مرارة ، وكان من أكلها يموت حتى أنهم أقاموها مقام السم القاتل من قرب ، ثم أن قوما نقلوها إلى الإسكندرية فخرج منها ثمرة يتغذى بها كما يتغذى بالتين والتفاح والكمثري ، ثم أتبع هذا الكلام بكلام آخر في الجميز . قال المؤلف : فهذا الرجل وهم كما تراه على جالينوس وقال عنه ما لم يقل وإنما أتى عليه ذلك فيما أحسب في أنه نقل الكلام في الجميز من أغذية جالينوس من نسخة سقطت منها ترجمة الباب في اللبخ الذي أعقب به جالينوس كلامه في الجميز فاختلط عليه الكلام فأدخل اللبخ في الجميز إلا أني مع ذلك أعجب من كونه لم ينقل كلامه في اللبخ على ما هو عليه بل حرفه وزاد فيه ونقص على ما رأيت ، فلو نقل من كتاب جالينوس نفسه لأورد كلامه في اللبخ على ما هو عليه ، وهذا مقام حيرة لا أدري ما أقول فيه إلا أنه حرف فيه ، وبدل من قول جالينوس ما لم يقل في الجميز واللبخ معا أما الجميز فكون جالينوس لم يقل قط أنه كان سما وأما اللبخ فكونه لم يورد فيه كلام جالينوس على ما هو عليه وأعجب من وهم الإسرائيلي هذا كلام التميمي فإنه قال في كتابه الموسوم بالمرشد لقوى الأدوية والأغذية في الجميز ما نصه ، وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت بفارس في الابتداء ثم أورد كتاب الإسرائيلي بنصه حرفا بحرف ولم ينسبه إليه بل أورده في صيغة أنه كلامه فزل بذلك الإسرائيلي ووثق بغير موثوق به ونسب لنفسه كلامه المحرف عن جالينوس فشاركه في الغلط وزاد عليه بنسبة كلامه الذي وهم فيه إليه . | جمشت : الكندي في كتابه في الأحجار : هو حجر بنفسجي صبغه مركب من حمرة وردية وسماوية وهو حجر كانت العرب تستحسنه وتزين آلاتها ومعدنه من قرية تسمى الصفراء على مسيرة ثلاثة أيام من مدينة النبي عليه السلام أعظم ما يخرج منه عظم الرطن أو ما قرب من ذلك فيما يخبر به من يعالجه فأما نحن فلم نر منه شيئا عظيما وعلاجه في قطعه وعلاجه كعلاج الزمرد . غيره : من شرب في إناء منه لم يسكر بعد أن يكون الإناء عظيما ولابسه يأمن النقرس ومن وضعه تحت وسادته أمن من أحلام السوء . | جسفرم : قيل معناه ريحان سليمان بالفارسية . ابن سينا : وقوته شبيهة بقوة الشيخ مع عنب الثعلب وهو مفتح مسكن للنفخ والرياح خاصة ويحلل الرخويات اللزجة في المعدة وينفخ معد الصبيان وهو نافع لرياح الأرحام . | جمار : أبو حنيفة : هو لب النخلة الذي يكون في قمتها وهو قلب النخل ويقال أيضا قلبها بالصم . جالينوس : اليونان يسمون الجمار قلب النخلة يريدون بذلك الجزء الأعلى . | ديسقوريدوس : والجمار إذا أكل وطبخ عمل ما يعمل الكفري . ابن ماسويه : قوته في البرودة من آخر الدرجة الأولى وفي اليبوسة من وسطها يعقل الطبيعة نافع من المرة الصفراء والحرارة والدم الحريف الحاد بطيء في المعدة يغذو البدن غذاء يسيرا ، وإن أكثر منه فليشرب بعده العسل المطبوخ . الدمشقي : الجمار يختم القروح وينفع من نفث الدم واختلاف الأغراس واستطلاق البطن . إسحاق بن عمران : ملائم لمن به القيء الصفراوي . الرازي : في دفع مضار الأغذية : الجمار يسكن ثائرة الدم ويدفع ما يتولد عنه في المعدة من النفخ وبطء النزول بالزنجبيل المربى وجميع الجوارشنات الحارة . ابن سينا : ينفع من خشونة الحلق وهو للسع الزنبور ضماد . | جمجم : هي عروق فيها مشابهة في شكلها ومقدارها بعروق الجزر البري الذي يسميه أهل الشام بالشقاقل في طعمها حرافة بيسير مرارة وحلاوة أيضا وليس جزء لعرق منه شحميا بل هو كله شحمي ، وهذه العروق تجلب من الصين إلى بخار أو سمرقند ومنها يحمل إلى العراق وإلى سائر البلدان . أخبرني بذلك الشيخ الثقة الأمين عبد اللطيف الحراني سلمه الله ، ومنها ما يشبه في خلقته أيضا عروق الزنجبيل والقول فيها مستفاض أنها تنفع من الربو وضيق النفس مجرب ويؤخذ منه مقدار نصف درهم ، ومن الأطباء من يذكر أنه البهمن الأبيض وليس ببعيد من قوة الأبيض من البهمن ، وقد ذكر أنها تسمن وتزيد في الباه أيضا مجرب . | جمهوري : بعض أطبائنا : هو ما بقي نصفه من عصير العنب بعد طبخه والمثلث ما بقي ثلثه والميبختج ما بقي ربعه . | جمل : ابن ماسويه في كتاب إصلاح الأطعمة : ولآكل الجزر أن يأكل منها ما كان فتيا والأعرابي ولا يتعرض للبختي وليتخير الأحمر والأشقر في شبابه الراعي ولا يتعرض لغير ذلك من المعلوفة والمحبوسة ويأكلها مقلية يابسة بالزيت الركابي والفلفل والكراوية اليابسة والكمون ويطبخه بالماء والملح ويأكله برغوة الخردل ويشرب بعده وبعد كل طعام غليظ الشراب العتيق الصافي . ابن أبي الأشعث في كتاب الحيوان : لحم الجمل في طبعه أن يزيد في شهوة الجماع وأن ينفع من رداءة الإنعاظ وذلك لما له من غلظه ، لأن الروح المتولد عنه في العروق الضوارب وغير الضوارب لا ينفش بسرعة فيثبت بهذا السبب الانعاظ بعد الإنزال . | الرازي في الحاوي : لحم الجزور يولد دما سوداويا عسر الهضم ويعين على هضمه التعب قبل أكله والاغتسال بعد التعب وبتحرك بعده بحركة يسيرة ليستقر في قرار معدته ثم ينام على شقه الأيسر ليسخن بالنوم عليه ، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : لحوم الجزور مسخنة ملهبة مع غلظ كثير ويصلح أن يتخذ منه من تعتريه الرياح والأمراض الباردة في آخرها كحمى الربع ووجع الورك وعرق النسا إذا كانت مزمنة ، وليأخذ من غير أن يصنع بخل فأما غيرهم فليصلحه بالخل والمري فإن الخل يكسر حرارته ويلطفه والمري أيضا يلطفه ويهريه ويسرع إخراجه ومن اضطر إلى إدمانه فليتعاهد الأدوية الملطفة التي لا تسخن والخل أحدها والكبر المخلل والاشترغاز المخلل ويستعمل أيضا في بعض الأوقات إذا لم يكن البدن حاميا الزنجبيل المربى . ابن سينا : حرافة لحمه تنفع القوباء طلاء . الشريف : ورئة الجمل دواء للكلف مجرب إذا ضمدت به حارة والإدمان على أكل رئته يعمي البصر ومخ ساق الجمل إذا أخذته المرأة بقطنة أو صوفة احتملته بعد الطهر ثلاثة أيام ثم جومعت أعانها على الحبل وبعره إذا جفف وسحق ونفخ في الأنف قطع الرعاف ، وإذا شرب مع أدوية الصرع نفع منه وتبطل الثآليل بخورا وضمادا ، وإذا ضمد به رطبا حلل الخنازير والبثور وبوله ينفع من أورام الكبد ويزيد في الباه شربا . ابن سينا : هو شديد النفع من الخشم يفتح سدد المصفاة بقوة شديدة ، وزعم بعضهم أن السكران إن شرب بول جمل أفاق من ساعته وهو نافع من الاستسقاء وصلابة الطحال لا سيما مع لبن اللقاح . خواص ابن زهر : إن الجمل إذا وقع بصره على سهيل مات لوقته وإذا هاج الجمل وقطر في أنفه عصير الفوتنج الرطب سكن هيجانه ووبر الجمل للقطرانية التي فيه هو أشد حرا من الصوف وهو خفيف شديد التيبس ، وإذا أحرق وذر على الدم السائل والرعاف قطعه وقراده إذا ربط في كم العاشق زال عشقه . | جنطيانا : إسحاق بن عمران : هو صنفان صنف هو شجرة تنبت في الجبال وفي المواضع الباردة الندية المثلجة وهو الرومي والصنف الآخر هو الجزمعاني وهو أشبه بحماض البقر وعرقه أسود وفيه شيء من مرارة وينبت في المواضع الندية . الغافقي : الجنطيانا التي ذكرها ديسقوريدوس هي الصنف الثاني من هذين الصنفين والأول هو الذي في جبل شكو وفي جهة منه منبسطة وهو أصل شجرة ذات أغصان وورق دقاق وأصلها شديد المرارة وهي أشد مرارة من الصنف الآخر وأقوى فعلا ، ويقال : إن هذا الصنف هي الجنطيانا الفارسي وهو الذي يسمى بالفارسية كوشاد ، ويسميه الروم سليسقان ، ويسمى بعجمية الأندلس بشلشكة ، وأما ابن واقد ، فزعم أن البشلشكة هي الجنطيانا التي ذكرها ديسقوريدوس وأخطأ في ذلك . | ديسقوريدوس في الثالثة : جنطيان يقال أن أول من عرف هذا الدواء جنطيس ملك الأمة التي يقال لها الورتون وإن اسم الدواء اشتق من اسم هذا الملك وهو نبات له ورق فيما يلي أصله يشبه ورق الجوز أو ورق لسان الحمل ولونه إلى حمرة الدم ، والذي يلي الوسط والطرف من الورق مشرف تشريفا يسيرا وخاصة فيما يلي الطرف وله ساق جوفاء ملساء في غلظ الأصبع طولها ذراعان ذات عقد والورق متباعد عنها بعضه من بعض بعدا كثيرا وله ثمر في أقماع عريض خفيف مثل ثمر النبات الذي يقال له سفندوليون ، وله أصل طويل عريض شبيه بالزراوند مر غليظ وينبت في رؤوس الجبال الشامخة وفي الأفياء وفي المواضع التي فيها المياه . جالينوس في السادسة : أصل هذا النبات قوته بليغة في المواضع التي يحتاج فيها إلى التلطيف والتنقية والجلاء ويفتح السدد ، وليس هذا منه بعجب أن يفعل هذه الأفعال إذا كان في غاية المرارة . | ديسقوريدوس : وقوة أصله قابضة مسخنة إذا سقي منها مقدار درخمي مع فلفل وسذاب وشراب نفع من نهش الهوام ، وإذا شرب من عصارته مقدار درخمي بماء وافق من به وجع الجنب والسقطة ووهن العضل وأطرافها والتواء العصب ووجع الكبد والمعدة ، وإذا احتمل في فرزجة من الأصل أخرج الجنين وإذا وضع على الجراحات مثل الحضض كان نافعا لها ويبرىء القروح المتآكلة وعصارته أبلغ في ذلك وقد يهيأ منه لطوخ للعين الوارمة ورما حادا وقد يقع في أخلاط الشيافات الحارة مكان عصارة الخشخاش الأسود والأصل يجلو البهق ، وقد تستخرج عصارته بأن ترض وينقع في الماء خمسة أيام ، ثم يطبخ في ذلك الماء إلى أن تظهر الأصول وينحسر عنها الماء فإذا انحسر عنها تركت حتى تبرد ، فإذا برد صفي بخرقة وطبخ إلى أن يصير مثل العسل ويخزن في إناء خزف . مسيح بن الحكم : قوته الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة : الرازي : هي جيدة للدغ العقارب والكبد الباردة المسددة وللطحال الغليظ . | حبيش : هي من كبار الأدوية التي تقع في الترياق والأدوية الكبار المعجونة لدفع السم وتقويته للأدوية وخاصته النفع من عضة الكلب الكلب ومقاومة السموم القاتلة المشروبة ونهش الأفاعي والحيات والعقارب والسباع ذات السموم والكلبة منها . ماسرحويه : يدر البول وينزل الحيضة إذا شرب منه مدقوقا قدر نصف مثقال معجونا بعسل ويشرب بالماء الفاتر ويدق ويوضع على موضع اللسعة أيضا فينتفع به . الرازي : وبدله في إذابة الورم الصلب في الكبد والطحال وزنه ونصف وزنه من الأسارون ونصف وزنه من قشور الكبر . وقال إسحاق بن عمران : بدله وزنه من الأسارون . | جندباستر : ديسقوريدوس في الثالثة : فاسطر وهو حيوان يصلح أن يحيا في الماء وخارجه وأكثره يكون في الماء ويغتذي فيه بالسمك والسراطين وخصاه هو الجندبادستر ، ويصلح هذا الحيوان أن يكون في البر والبحر ، وأكثر ما يكون هذا في النهر مع الحيتان والتماسيح وخصاه تنفع من نهش الهوام وتهيج العطاس وتصلح لأشياء كثيرة ، وإذا شرب منه مثقالان مع فوتنج بري أدر الطمث وأخرج الجنين والمشيمة وقد يشرب بالخل للنفخ والمغص والفواق والأدوية القتالة وخاصة الدواء المسمى أكسيا ، وإذا خلط بدهن ورد وخل ومسح به الرأس أو أشم أنف من به لينرغس أو أي سبات كان نافعا منه وإذا بخر به فعل ذلك وإذا شرب أو تمسح به وافق الارتعاش والوجع المسمى أصقصموس وهو التشنج وجميع أوجاع الأعصاب ، وبالجملة قوته مسخنة واختر منه أبدا المزدوجة التي مخرجها من أصل واحد فإنه محال أن تؤخذ المعمولة من مثاني مزدوجة في حجاب واحد والتي في داخلها شبيه الدم كريه الرائحة زهم حار لذاع هين الانعزال منقسم بحجب كثيرة طبيعية ، وقد يغشونه باشق يأخذونه أو صمغا معجونا بدم وجندبادستر ويصيرونه في مثانات ويجففونه وباطل ما يقال فيه أن هذا الحيوان إذا طرد وطلب يقلع خصاه أو يطرحها لأنه محال أن يصل إليها لأنها لاصقة مثل خصي الخنزير وينبغي أن يشق الجلد الذي على الخصي ، وأن يخرج الخصي مع الحجاب الذي يحوي رطوبة شبيهة بالعسل ويجفف ويسقى منها . جالينوس في الحادية عشرة : هو دواء محمود يقع في أشياء كثيرة وهو دواء يسخن ويجفف وهو لطيف لطافة بليغة فهو لذلك أقوى من الأدوية والأجزاء التي تسخن وتجفف وينفع من أمراض العصب والتشنج والرعشة والفواق الحادث عن رطوبة والامتلاء فإن أنت داويت به بدنا رطبا يحتاج إلى التجفيف أو بدنا باردا يحتاج إلى يبوسة وحرارة بينت له منفعة عظيمة وليس يتبين له مضرة أصلا في شيء من الأعضاء ولا سيما إذا كان الإنسان غير محموم أو كانت له حمة فاترة كالحمى التي تكون مع السبات وعلة النسيان وقد سقيت كثيرا من هؤلاء من الجندبادستر مع الفلفل الأبيض من كل واحد منهما مقدار ملعقة بماء العسل ولم ينل واحدا منهم مضرة ، وإذا احتبس طمث المرأة فبعد أن يستفرغ بدنها من كعبها استفراغا معتدلا أسقيتها الجندباسترد مع فوتنج بري أو نهري فإنه يدر الطمث من غير أن يضر المرأة شيئا من المضار ويشرب بماء العسل ، وأما من كانت به نفخة عسرة التحلل ومغص أو فواق من أخلاط باردة غليظة أو ريح غليظة فهو ينتفع به إذا شربه مع خل ممزوج وجميع الوجوه والعلل التي ينتفع بها إذا شرب فينتفع فيها بأعيانها إذا وضع من خارج على الجلد مع زيت عتيق أو مع الزيت المسمى سقراوينون فأما من كان بدنه محتاجا إلى حرارة كثيرة فينبغي أن يدلك بدنه ، وقد ينفع أيضا إذا وضع على الفحم حتى يرتفع بخوره واستنشقه الإنسان وخاصة في جميع العلل الباردة الرطبة التي تحدث في الرئة والدماغ ، فأما في علل النسيان والسبات الكائنة مع حمى فيخلط بدهن ورد يوضع على الرأس والعنق . | الطبري : ويسخن الأعضاء الباردة وينفع إذا شرب منه قدر الحمصة من نتوء الرحم وبرد فمها ومن عض السباع ، وإذا سحق بالزيت ووضع على الرأس نفع الصداع الذي سببه من البرد والريح الغليظة وإن اكتحل به بعد أن يدق ويسحق وينخل جلا البصر وزعم أناس أنه إن أخذت قطعة من جلده ووضعت تحت الرجل نفعت من النقرس . ماسرحويه : يسخن كل بلة وامتلاء في الجسد إذا تمرخ به أو شرب منه وينفع الرياح الباردة في الأرحام إذا احتمل بصوفة ومن لدغ العقارب إذا طلي به على موضع اللذعة . مسيح بن الحكم : حرارته ويبوسته في الدرجة الثالثة ويضمر الطحال الجاسي ويغزر البول شربا ويقطع غلظ الكيموسات ويفتح السدد التي في الأعضاء الباطنة . ابن سينا : ينفع الصمم البارد ولا شيء أنفع للريح في الأذن منه يؤخذ منه عدسة تداف بدهن الناردين وتقطر فيها وهو درياق لخناق الخربق . سفيان الأندلسي : إذا طلي به الرأس مدافا بأحد الأدهان نفع المصروعين ، وإذا طلي داخل المنخرين نفع من تشنج الصبيان المسمى بأم الصبيان ، وإذا حل في الأدهان النافعة من الخدر واسترخاء الأعضاء والفالج والنقرس البارد نفع من هذه العلل منفعة عظيمة وإذا شرب كان ترياقا للسموم الباردة كلها حيوانية ونباتية ولا سيما الأفيون وهو يلطف الأخلاط ويهيئها لفعل الدواء إذا تقدم بأخذه قبله والمشروب منه مفردا من ربع درهم إلى نحوه وإذا خالط أدوية الإسهال المخدرة المغلظة للمواد قطع الإسهال معها ومنع من غائلتها وهو دواء جيد لجميع المبرودين مسخن أبدانهم ويلطف أخلاطهم ويحلل أوجاعهم ويلطف رياحهم الغليظة ويذهب البلغم حيث كان ويفش الرياح والأبخرة الغليظة المولدة للمالنخوليا المعوية ، وينفع من الفوتنج البارد البلغمي والريحي شربا وطلاء ومحتقنا به ينفع من الخفقان المتولد عن أسباب باردة . | البصري : هو حيوان هيئته كهيئة الكلب الصغير وجلده مسخن ميبس غليظ الشعر يصلح لباسه للمشايخ والمبرودين ولحمه نافع للمفلوجين وأصحاب الرطوبات والدليل على ذلك حرارة خصيتيه . البصري في كتاب السمائم : إذا شرب الإنسان من الجندبادستر الذي هو إلى السواد وزن درهم بعد يوم وإن شربت منه امرأة بها وجع الرحم وزن قيراط نفعها . الرازي : يعرض لمن أكثر من الجندبادستر وأخذ منه شيئا رديئا أعراض السرسام الحار وربما قتل سريعا . ابن الجزار في كتاب السمائم : الجندبادستر الأسود مهلك ويعرض لمن شرب منه وزن درهم غم على القلب وجفاف الغمر وبثر في اللسان فإنه إن لم يتدارك بالعلاج هلك من يومه . غيره : ومداواة من سقي منه فأضر به الشبث والفوتنج والسبستان والعسل ثم يعطى حماض الأترج فإنه باد زهره أو يعطى من ربوب الفواكه الحامضة أو خل أو لبن الأتن . قال بعض الأطباء : وبدله إذا عدم وزنه من المسك . وقال غيره : قوة المسك وقوة الجندبادستر في التدقيق والتلطيف قوة واحدة أو متقاربة وكل واحد منهما يصلح بدلا من الآخر فيهما وأما في الطيب فليس يصح الجندبادستر بدلا من المسك لأن قوته فيه مضادة لقوته . ابن ماسويه : يقوم مقامه الفلفل ونصف وزنه أو مثله بالسوية وكذا الفلفل نصف وزنه وج . | جنجيديون : ديسقوريدوس في الثانية : قد بنيت كثيرا في البلاد التي يقال لها قليقيا وببلاد الشام وهو نبات شبيه بالجزر البري إلا أنه أدق منه وأشد مرارة وله أصل لونه إلى البياض ما هو مر الطعم . جالينوس في 6 : كما أن طعم هذا الدواء فيه مرارة وقبض معا كذا الأمر في مزاجه أن فيه حرارة وبرودة معا وهو أيضا بالطعمين كلاهما يجفف وينفع المعدة لأن فيه من القبض أمرا ليس باليسير وليس فيه من الحرارة مقدار كثير يتبين وأما تجفيفه ففي الدرجة 2 : د وقد يؤكل مطبوخا وغير مطبوخ ويعمل بالماء والملح أيضا ويؤكل وهو جيد للمعدة مدر للبول وإن مقربا لخل فعل مثل ذلك . لي : زعم أصطفن بن بسيل أن جنجيديون هذا هو الشاهترج ولم يكن في هذا القول مصيبا لأن جنجيديون وقفت عليه ببلاد أبطاليا وشاهدت نباته بها غير مرة وتحققته وهو من أنواع الجزر : وأما الشاهترج الحقيقي فهو غيره ، وسيأتي ذكره والقول عليه في حرف الشين المعجمة . | جنجل : البالسي : أكثر ما يوجد بدمشق وهو حار رطب في الدرجة الأولى يلين الطبيعة ويوافق المحرورين ويولد دما يسيرا محمودا . | جني : أبو العباس النباتي : الجني الأحمر هو ثمرة . القطلب وهو معروف وهو المسمى بالقيروان بالشماري بضم الشين المعجمة عند العربان ببرقة وبالقيقبان عند أهل القدس وبعضهم يقول القيقب إلا أن صفة ورقه عندهم إلى التدوير ما هي وعيدانه سبط بخلاف ما هي عندنا وكثيرا ما تستعمله الخراطون في الأدوات وثمره صغير وليس بالخشن كالذي عندنا وهو أشد حلاوة من الذي عندنا بالأندلس ومع ذلك فيه يسير مرارة وصحت التجربة عندهم فيه أنه يسقط الثآليل من الأرحام شربا وضمادا . | جنبد الرمان : هو زهر الرمان البستاني وفي كتاب المعامر هو عقد الرمان ويطلع في آخر الربيع . | جنجر : بضم الجيم الأولى والثانية وإسكان النون ثم راء مهملة اسم للنبات المسمى عصا الراعي بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية ، وسأذكر عصا الراعي في حرف العين . | جتنوريه : اسم بعجمية الأندلس للقنطوريون الدقيق ، وقيل : إنما سميت جتنوريه منسوبة إلى جتنورس الحكيم لأنه يقال أنه أول من عرفها ببلاد الأندلس وأظهر أمرها ، وسنذكر القنطوريون الدقيق والغليظ في حرف القاف . | جنار : وهو الضار أيضا وهو شجر الدلب وسأذكره في الدال . | جناح البيش : هو الحرشف وسنذكره في حرف الحاء ، والجناح مطلقا عند عامة الأندلس هو الراسن ، وسيأتي ذكره في حرف الراء . | جوز : جالينوس في السابعة : هذه شجرة أيضا في ورقها وأطرافها شيء من القبض وهو في القشر الخارج من قشور الجوز إذا كان طريا أبين ولذلك صار الصباغون يستعملون هذا القشر ، وأما نحن فإنا نعتصر هذا القشر ما دام طريا كما يعصر التوت وثمرة العليق وتطبخ عصارته مع العسل فيتخذ منها دواء نافع جدا من الأدواء الحادثة في الفم وفي الحنجرة ، وينفع أيضا لجميع الأدواء التي تنفع فيها تلك العصارات التي ذكرتها ، وأما الجوز نفسه فالذي يؤكل منه هو دهني لطيف فهو بهذا السبب تسرع إليه الإستحالة إلى المرارة وخاصة ما عتق منه يكون هذا حاله وقد يمكن أن يخرج الإنسان منه دهنه إذا عتق وفي ذلك الوقت ينفع الغرب وهو الناصور الذي يكون في مآقي العين وقوم آخرون يستعملونه أيضا في الجراحات الواقعة في العصب ، فأما الجوز الطري الذي لم يستحكم بعد ولم يجف فالحال فيه مثل الحال في سائر الأشياء الطرية كلها مملوءة رطوبة إنما نضجت نصف نضجها وقشر الجوز اليابس إذا أحرق صار دواء لطيفا يجفف من غير أن يلذع . ديسقوريدوس في الأولى : إذا أكل فإنه عسر الهضم رديء للمعدة مولد للمرار الأصفر مصدع ضار لمن به سعال وإذا أكل على الريق هون القيء وإذا أخذ مع التين اليابس والسذاب قبل أن تؤخذ الأدوية القتالة كان بادزهر لها وإن أخذ أيضا بعد أن تؤخذ فعل ذلك وإن أكثر من أكله أخرج حب القرع ويخلط به شيء يسير من عسل وسذاب ويضمد به الثدي الوارمة ويحلل التواء العصب ، وإذا خلط به عسل وملح وبصل كان صالحا لعضة الكلب وعضة الإنسان ، وإذا سحق كما هو بقشره ووضع على السرة سكن المغص وقشره إذا أحرق وسحق بشراب وزيت ولطخ به رؤوس الصبيان حسن شعور رؤوسهم وأنبت الشعر في داء الثعلب وداخله إذا أحرق وخلط به شراب واحتملته المرأة منع الطمث وداخل الجوز العتيق إذا مضغ ووضع على الورم الخبيث الذي يقال له عنفرانا وعلى القروح المسماة الحمرة ونواصير العين التي يقال لها أخيلوس وهو الغرب ، وداء الثعلب أبرأه وقد يخرج منه دهن إذا دق وعصر والجوز الرطب أقل ضررا للمعدة من غيره من الجوز وهو أعذب وأحلى ولذلك يخلط بالثوم لتكسر حرافته وإذا تضمد به قلع آثار الضرب . ابن ماسويه : الجوز حار وسط في الدرجة الثانية ورطوبته فضلية اكتسبها من الماء عرضية ليست بطبيعية ولا مستحكمة في الانهضام وتنسب إلى اليبس والرطب منه أقل حرارة وأكثر رطوبة . | إسحاق بن سليمان : وثمر الجوز الأخضر إذا أخذ في وقت نبات الورق فدق وخلط بالعسل واكتحل به نفع من غشاوة البصر وأما قشر شجر الجوز وورقها فإن فيهما قبضا ، ولذلك إذا شرب منه وزن مثقالين نفع من تقطير البول . الشريف : وإذا دق قشره أخضر وألقي معه خبث الحديد مكسورا وترك أسبوعا معه يحرك في كل يوم وخضب به بعد ذلك الشيب سوده وكان منه صبغ عجيب وإذا دلكت به الخراز والقوابي نفعها نفعا بينا ، وإذا طبخ بماء وتمضمض بمائه شد اللثة المسترخية ، وإذا ملىء إناء مزجج بزيت عفص وقصد به أصل شجرة الجوز ودفن بقرب من أصلها وأخذ عرق من عروق الشجرة وقطع طرفه ودس في الإناء حتى يصل إلى القعر ويستوثق منه ويغطى الإناء بالتراب يفعل ذلك في أول سقوط الورق وترك إلى أن يكمل ورقه ويعقد ثمره ثم يكشف عن الإناء ويستخرج العرق منه ، فإن ذلك الزيت يوجد إذ ذاك أسود أجود حبر يخضب به الشعر الأبيض فإنه يصبغه صبغا عجيبا ، وهو من أخضبة الملوك يخضب به مشطا وخاصة النوم تحت شجرة الجوز نحول الجسم وضمور البدن . غيره : الجوز ينفع الكلف ويزيل تشنج الوجه . ابن سينا : عصير ورقه إذا قطر في الأذن فاترا نفع من المدة فيها والمربى منه بالعسل يسخن الكلي جدا ويطلق البطن جيد للمعدة الباردة منافر للحارة والإكثار منه يسهل الديدان وحب القرع وهو مما ينفع الأعور وترياق الجوز لضعيفي المعدة بالمري والخل وفيه رطوبة غليظة تذهب إذا عتق ورماد قشره ينفع نزف الطمث شربا بشراب وحمولا بالشراب وصمغه نافع للقروح الحارة منثورا عليها ويقع في المراهم . البصري : مرباه جيد لبرد الكبد نشاف لرطوبة المعدة . التجربتين : إذا أخذ القديم منه ومضغه الصائم وعرك به أوتار الساق المنقبضة من يبس مددها وقشره الأخضر الخارج إذا عقد ماؤه برب العنب وتغرغر به نفع من أورام النغانغ والحلق في جميع أوقاتها ويشد اللثة ويحلل أورامها ، وإذا أحرق لب العتيق منه نفعت حراقته من قروح الرأس ولا سيما إذا خلطت بالزفت وإذا مضغ باللب على الريق وحمل على قوباء الأطفال نفع منها وقشره الصلب إذا أحرق جفف الجراحات ، وإذا سحق كما هو بقشره واستف منه على تماد كل يوم من ثلاثة دراهم إلى نحوها نفع من تقطير البول الكائن من استرخاء وقشر أصله إذا طبخ منه نصف أوقية إلى عشرة دراهم وشرب ماؤها بعد التملي مما يقطع الأخلاط اللزجة قيأه بلغما لزجا ونفع من أوجاع الأسافل كلها ووجع البطن . عبد الملك بن زهر : زعموا أن قشر أصل الجوز إذا استيك به كل خامس من الأيام نقى الرأس وصفى الحواس وأحد الذهن . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الجوز شديد الحرارة والإسخان يبثر الفم ويورم اللوزتين إن أكثر منه وكذا الإنسان إن كان مهيأ لذلك ، ولا سيما إن كانت به بعض الحميات وأعتقه أردؤه في ذلك ، ولذلك ينبغي أن يستقصى غسل الفم بعده والتغرغر بالسكنجبين والخل ويشرب عليه منه أو يمتص رمان حامض فإنه مما يسكن لهيب الجوز خاصة ، وكذلك يفعل بما يتولد من اللهيب عن أكل الجبن العتيق وإذا قشر الجوز عن قشره ذهب عنه أكثر مضرته للفم والحلق ويسهل تقشيره بأن يلقى مع نخالة الحواري على طابق ويقلى قليا طويلا رقيقا فإن النخالة تحرق تلك القشرة الرقيقة ويكون الأكل منه في ذلك الوقت أصلح ودهنه أحمد والرطب منه أقل إسخانا وهو أسرع نزولا عن المعدة وأصلح لها من اللوز ويجري في تطفئة حرارته بعض ما يستعمل بعض الناس منه . وقال في كتاب الأبدال : بدله وزنه من الحبة الخضراء وبدل دهنه دهن السذاب . | جوزبوا : وهو جوز الطيب . ابن سينا : هو جوز في قدر العفص سهل المكسر رقيق القشر طيب الرائحة . الدمشقي : قوته في الحرارة واليوبسة من الدرجة الثانية حابس للطبيعة مطيب للنكهة والمعدة نافع من الحميات ومن ضعف الكبد والمعدة وخصوصا فمها . ابن ماسه : هاضم للطعام نافع للطحال . إسحاق بن عمران : يؤتى به من بلاد الهند وأجوده أشده حمرة وأدسمه وأرزنه وأدناه أشده سوادا وأخفه وأيبسه وهو مذهب للبخر وينفع من النمش والكلف والحكة وينقي الرياح ويلين الورم في الكبد الجاسي . ابن سينا : ينفع من السيل ويقوي البصر وينفع من عسر البول وإذا وقع في الإدهان نفع من الأوجاع وكذا إذا وقع في الفرزجات ويمنع من القيء . التجربتين : يقوي المعدة الرطبة ويسخنها ويجففها وينفع من ذلق الأمعاء ومن استطلاق البطن إذا كانا عن برد ، وبالجملة فهو نافع للمرطوبين المبرودين بتحسين الهضم ولسائر عللهم المحتاجة إلى تسخين وقبض ويحسن النكهة المتغيرة عن أخلاط عفنه في المعدة ، وينفع من الاستسقاء اللحمي بتسخينه للكبد وتجفيفه لرطوباتها الفاسدة وإزالته لترهلها . الرازي : وبدل جوزبوا إذا عدم وزنه من البسباسة وقال مرة أخرى وبدله وزنه ونصف وزنه من السنبل الهندي . | جوز مائل : ويقال جوز ماثم وجوز ماثا وجوزرب أيضا وهي شجرة المرقد عند عامة الأندلس والمغرب أيضا ، ومنها شيء مزدرع ببساتين ثغر دمياطا منه . الغافقي : هو ثمنش يعلو قعدة الرجل وورقه كصغار ورق الباذنجان إلا أنها أمتن وأشد ملاسة وله زهر أبيض كبير طوله أقل من شبر شبيه بأفواه الأبواق الشامية وهو في براعيم طوال خضر طويل المعاليق وله ثمرة كالجوز خشنة القشر كأنها مشوكة داخلها حب كحب اللقاح . ابن البطريق : هو ثمر شجر يشبه جوز القيء وحبه يشبه حب اللفاح وقشره خشن وطعمه عذب دسم . عيسى بن ماسة : قوته في البرودة في الدرجة الرابعة وإن سقي منه قيراط في النبيذ أسكر سكرا شديدا وإن سقي منه مثقال قتل من حينه . البالسي : يخدر الجسم جدا ويولد السبات والنوم المفرط عند أخذ اليسير منه . الرازي : مخدر وربما قتل ويسكر ويسدر ويغثي ويقيء . وقال في السمائم : إن سقي منه شيء قليل إلى نصف درهم أسكر سكرا ثقيلا فقط وإن سقي منه شيء كثير قتل ، وينبغي أن يؤخذ عليه سمن مسخن وزبد أو توضع أطرافه في الماء الحار ويقيأ بشراب ثم يعالج بعلاج من شرب اليبروح . أحمد بن إبراهيم : يعرض لمن شربه ذهاب العقل ولذع المعدة ونفس بارد وعرق بارد وغشي وصفرة لون وإن لم يتدارك بالعلاج اختنق من يومه ومات في ساعة واحدة . ابن سينا : هو عدو للقلب والدرهم منه سم يوم . غيره يسقى من شربة شرابا كثيرا يفلفل وعاقر قرحا وحب الغار وجندبادستر ودارصيني بعد أن يقيأ بنطرون ويسخن جسده جدا لئلا يجمد لحمه ويدهن بدهن البان . | جوز القيء : الشريف : هو ثمرة شجر يكون نباته في سروات اليمن فقط وقدره على قدر البندق بل أعظم منه بقليل في جوفه شبيه حجب بين الحجاب والحجاب حبة شبيهة بحب الصنوبر الكبير وفيها بعض النتن . ابن الهيثم : إذا شرب منه وزن درهم كيلا بوزن مثقال من الأنيسون المسحوق أو بزر الرازيانج وعجن بكفاية من العسل وشرب منه بماء حمار هيج القيء وقيأ فضولا مرية وبلغمية ويسهل أيضا من أسفل على قدر القوة والفصل والطبع . حبيش : يقيء بقوة شديدة ويسقى مفردا كان أو مؤلفا بأن يدق ويخلط بشيء من ملح العجين فإن الملح يعين على القيء ويهيجه ويسهل خروجه ويكون مقدار وزنه درهمين ويغلى من ورق الشبث اليابس مقدار عشرين درهما بمقدار رطل ماء حتى يذهب نصفه ثم يداف فيه عسل ويعجن الدواء بعسل ويضاف في ذلك المطبوخ ويشرب منه فإنه يقيء قيئا سهلا وربما أحدر الطبيعة من أسفل وهكذا يصلح الكنكرزد وبزر القطف . غيره : هو حار يابس في الثانية يقيء الرطوبة والبلغم وينفع الفالج واللقوة . الرازي : وبدله إذا عدم بورق وخردل . | جوز الرقع : أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل السراة أن الرقعة شجرة عظيمة كالجوزة لها ثمر أمثال التين العظام كأنه صغار الرمان لا ينبت في أضعاف الورق كما ينبت التين ولكن بين الخشب اليابس ينصدع عنه وله معاليق وخمل كثير جدا يرتب منه أمر عظيم يقطر منه القطرات . قال : ورأيت منه بالشام شيئا وللرقع حب كحب التين وهي غليظة القشر غير أنها حلوة طيبة تأكلها الناس والماشية . قال : ولا تسميه جميزا ولا تينا ولكن رقعا . ابن سمحون : قوة الرقع مبردة فيما ذكر عبد الرحمن بن الهيثم وغيره من الأطباء . وقال عبد الرحمن : وحده وهو جوز القيء وفي قوله نظر ومطالبة شديدة ، وذلك أن محمد بن زكريا الرازي قد ذكر الرقع اليماني وجوز القيء في موضع واحد في كتاب تقاسيم العلل ووصف كيفية القيء بهما ، وذكر أبو حنيفة الدينوري أيضا أن طعم الرقع طعم حلو يغتذى به وهذه صفة بعيدة من صفة جوز القيء جدا غير أنه لم يذكر أن في الرقع قوة مقيئة كما ذكر الأطباء فيه وأجمعوا عليه ، وعسى أن تكون هذه القوة تختلف في منابته فيكون منه لهذا السبب المقيء وغيره أو يكون أبو حنيفة لم يقف على هذا من فعله أو وقف عليه ولم يذكره . لم يكن من عنايته . | جوز الخمس : البالسي في كتاب التكميل : هذا جوز مدور هندي المنبت أكبر من البندق أسود اللون وفيه نكت تضرب إلى البياض وهو مع ذلك أملس وداخله حب يشبه القرطم البري وهو حار يابس مسهل للطبع ويستخرج الفضول البلغمية والاحتراق سوداوي ، إذا شرب منه وزن درهمين بماء حار . | جوز عبهر : هو حب مدور يشبه الأملج داخله نوى يشبه حب القراصيا ، ولونه أحمر وفيه طعم حلاوة يسيرة وقبض ظاهر وهو حابس للطبيعة نافع من الذرب المفرط إذا أخذ منه من وزن درهم إلى مثقال مع رب الآس الساذج . | جوز القطا : الغافقي : هو نبات ينبت في القيعان له ورق كورق البقلة الحمقاء إلا أنه ألين وأعرض وعليها زغب وله قضبان كثيرة خارجة من أصل واحد منبسطة على الأرض لينة معقدة وله أخبية كأخبية الكاكنج في جوف كل خباء غلف صغير إلى الطول ما هو في جوفه حبتان أصغر من الجلبان يؤكل ، وبقال : إن هذا النبات إذا شرب نفع من القولنج . | جوز الريح : الغافقي : هو ثمر في قدر التفاح إلى الطول قليلا مزوي متشنج في داخله حب صغير كالقاقلة الصغيرة مدحرج أصهب اللون حريف الطعم ينحو إلى مذاق الخلنجان طيب الرائحة يجلب من صحاري بلاد البربر ، وإذا سحق وشرب منه قدر دانق بماء حار نفع من القولنج الريحي وهو جيد للمعدة ويقع في الجوارشنات المسخنة . | جوز الأنهار : أوقع بعض علمائنا هذا الاسم على هذا الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة ، وسماه فيثا . وقال : هو نبات شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أشد سوادا منه ، وله أصل دقيق وورقه إذا شرب بشراب نفع من تقطير البول ومن جرب المثانة ، وإذا شرب بطبيخ أصل الهليون كان فعله أقوى . لي : غلب على ظني أنه الدواء المسمى الذي ترجمه الغافقي بجوز القطا فإن هذا النبات قد ترجم عليه ابن جلجل يجوز القطا أيضا وهو مما ينبت في القيعان وثمره تأكله القطا وتحرص عليه كثيرا وهو في أوعية مثل أوعية الكاكنج . | جوز الشرك : الغافقي : هو جوز الحبشة وهو ثمر في قدر جوز الأكل إلا أنه أطول قليلا وطرفاه محددان كأنه شكل ما صغر من أصول الخنثى ، ولونه أحمر إلى السواد قليلا ، وطعمه كطعم الزنجبيل وأشد حرافة منه ، ورائحته طيبة يؤتى به من بلاد السودان ويستعمل في الجوارشنات المسخنة وقد يؤتى من بلاد البربر بشيء منه دون هذا . الشريف : جوز الشرك رأيته ببلاد المغرب الأقصى يخرجه تجار بلاد السودان وهو جوز يكون على قدر الجوز الكبير مستدير له قشرة من خارج إذا جفت تشنجت وتحت تلك القشرة عظم ليست بصلبة بل هي قشرة فيها بعض الصلابة وفي داخلها حب يشبه حب العنب سواء كثير العدد لونه مائل إلى الحمرة والغبرة وهو حار يابس في الثالثة إذا شرب منه مثقال بماء أحدر الطمث وأسقط الأجنة ونفع من وجع المثانة وإن صنع منه دهن نفع من أوجاع الوركين والركبتين والظهر ، وزعم بعض أطباء المغرب أنه متى شرب ماء طبيخه فتت الحصاة . وصفة دهنه يؤخذ من الجوز أوقية فترض وتسحق ويلقى عليه رطل ونصف ماء ويطبخ إلى أن ينقص الماء ويبقى منه ثمانية أواق فيصفى ثم يلقى مع الماء ستة أواقي زيت ويطبخان حتى ينضب الماء ويبقي الدهن ويصفى ويرفع في إناء زجاج لوقت الحاجة إليه . | جوز الكوثل : الغافقي : ويسمى أقراص الملك ومن الناس من يسميه جوز القيء أيضا . | الشريف : هو ثمر نبات هندي يشبه النبات المسمى فقلامنوس ، وله زهر أبيض ويخلفه ثمر خرنوبي اللون مستدير الشكل مفرطح قشره رقيق وداخله غلف يشبه غلف الشاهبلوط وطعمه طعم الباقلا إذا تطعمته سواء والمستعمل من هذا النبات ثمرته ، وهو حار يابس وأجوده ما كان حديثا ومقدار الشربة منه ستة خراريب فإنه يقيء قيئا شديدا وتسترخي معه الأعضاء وهو يسهل في آخره بعد القيء ونهاية ما يشرب منه ثمانية خراريب والدرهم منه خطر لأنه من جملة السموم وربما قتل بإفراط القيء . لي : ليس ينقطع إسهاله إذا أفرط على من شربه إلا بسكب الماء البارد على الرأس والبدن كله سكبا متواترا . | جوز ارمانيوس : الشريف : هو نبات صغير يقوم على الأرض أشف من شبر قضبه في غلظ الميل مبرزة عليها ورق يشبه السذاب بل هو أعرض منه وفي أعلى القضيب زهر أسمانجوني محزز من ناحية مطول ويدق كالخيط طول فتر مر صادق المرارة حار يابس في الثالثة خاصيته أنه إذا سقي منه مثقال إلى نصف مثقال نفع السموم الحيوانية والمعدنية والنباتية نفعا لا يعادله في ذلك دواء ، وإن سقي منه مثقال في وقت لم يضرب الشارب سم إلى عام كامل ولا يجب أن يسقى منه أكثر مما حددناه منه لأنه ربما قتل بالتجفيف وإذا دق وعجن بعسل وضمد به الورم البلغمي حلله وحيا . أقول : إن هذا الدواء هي النبتة المعروفة بالمخلصة ، وسأذكرها في حرف الخاء المعجمة إذا انتهيت إليه . | جوز جندم : الجيم مضمومة والراء مهملة وهي كلمة فارسية ، ويقال : جور كندم أيضا ، ويقال له شحم الأرض ويعرف بالرقة بخرء الحمام وهي تربة العسل عند أهل شرق الأندلس . | إسحاق بن عمران : هي تربة محببة كالحمص بيضاء إلى الصفرة وهي التي ينبذ بها العسل ويقال لها تربة . ابن جلجل : هو بالفارسية تربة العسل التي يربى بها عندنا العسل في الصيف ويجلب إلينا من ناحية الزاب زاب القيروان ويربو بها العسل حتى تصير الأوقية منه إذا ريب بها رطلا وتغثي وتقيء إذا شربت وحدها . الرازي : حار رطب يزيد في المني ويسمن ويمنع شهوة الطين أكلا . علي بن رزين : يهيج الباه . كتاب الطلسمات : هذه التربة تسمى بالرقة خرء الحمام وببغداد جورجندم إذا طرح منها ربع كيلجة في عشرة أرطال عسل وثلاثين رطلا ماءا حارا وضرب ناعما وغطى رأس الإناء أدرك شرابا من ساعته والبربري قوي جدا . بولس : له قوة مطفئة مجففة قليلا . ابن سينا : فيها قوة منقية ، وذلك أنها تبرىء من القوباء وتطفىء الحرارة وتقطع الدم والنزف . | جوذر : الجيم مفتوحة والذال معجمة مفتوحة والراء مهملة . سليمان بن حسان : هي شجرة صغيرة مشوكة لا ارتفاع لها أغصانها حمر وهي غليظة الأصل وورقها شبيه بورق الكمثري البري وله ثمر أغبر اللون مدور يؤكل قابض عاقل للبطن ويعمل منه سويق كما يعمل السويق من النبق لسيلان البطن وهذا النبات كثير بالزاب وناحية القيرون . أبو العباس الحافظ : ثمر الجوذر على ضربين والشجرة واحدة منه ما يكون ثمره على شكل ثمر السدر ونواه لاطىء ولونه أخضر ثم يحمر إذا انتهى حمرة مسكية مليحة وطعمه مر ومنه ما ثمره لاطىء مستدير عدسي الشكل أخضر ثم يحمر إذا انتهى اسود ويحلو وقبل ذلك هو مر قابض جدا ، وهذا ينتهي في فصل الربيع ، والعدسي ينتهي في فصل الشتاء ويسمى الثمر المستدير منه بالبرية تارخت ، والعدسي منه يسمى الصمخ ويؤكل ببرقة والقيروان وببلاد البربر كثيرا وشجره في العظم والقدر على قدر شجر زعرور الأودية إلا أن الجوذر أعظم وأكبر وورقها كورق تلك أو نحو ذلك وعودها أحمر . | جوز الهند : هو النارجيل وسأذكره في النون . | جوز المرج : هو حب الكاكنج الجبلي وسنذكره مع عنب الثعلب في حرف العين . | جوز أرقم : هو النبات المسمى بالبربرية أكتار من مفردات الشريف ، وقد ذكرته في الألف . | جوهر : يذكر في حرف اللام في رسم اللؤلؤ . | جولق : يسمى باللطينية وهي عجمية الأندلس بلافة وهو من جنس الشوك ويغلط من يجعله دارشيشعان فافهمه . | جوشيصيا : الشريف : هذا اسم بالفارسية أغفله ديسقوريدوس ولم يذكره وذكره ابن وحشية في كتابه المسمى كتاب الفوائد المنتخبة من الأدوية الطبية المستخرجة من الفلاحة النبطية وهو شجر يكون بأرض بارما وأهل نينوي من أرض الجزيرة ، وهذه الشجرة لا تطول كثيرا بل تتدرج أغصانها عرضا أكثر ، ولها ورق شبيه بورق التفاح ، ويسقط منه في كل سنة ويعود عند نبات ورق الشجر ، وله زهر أبيض يعقد منه بعد سقوطه حب على صفة رؤوس شقائق النعمان كالخشخاش سواء إلا أنه أصغر على قدر الحمص ، وهذا الثمر يجف عند شدة الحر وينكمش ويحلو طعمه ولا يزال يحلو ويزداد حلاوة حتى يدخل شهر أيلول ، فحينئذ يلقط ويؤكل كأنه الزبيب حلوا ويشوب حلاوته قبض وهو طيب ، وأهل الجزيرة يسمونه حوسالي ، وإذا بقي هذا الحب في شجرته إلى آخر تشرين الأول ازدادت حلاوته لكن القبض لا يفارقه ، وهو حار يابس في الثانية إذا أكل هذا الحب بعد الطعام سكن وجع المعدة وسائر أوجاع البدن وخاصة النفع من وجع الخاصرة ويمري الطعام ويجشي ويسخن البدن أدنى إسخان ، وهو ضار للمحرورين وينبغي لهم إذا أكلوه أن يمتصوا بعده ماء رمان مز وذلك إصلاحه . | جيدار : الشريف : هو نبات شعري له ورق كورق البلوط سواء لكنه لا يثمر كالبلوط وورقه متعجرف شديد الخضرة مائل إلى الصفرة يقع عليه المن فيعقد فوقه حبا أحمر شبيها بالحيوان المسمى مغار لا يزال ينمو وتزيد حمرته في آخر شهر مايو وهو أيار ، ثم يأخذ في النقص ، وتسمى هذه العقد قرمزا وهو الذي يصبغ به ، وسنذكره في القاف . وقوة ورق هذا النبات قوة باردة يابسة في الدرجة الثالثة إذا جففت منه وسحقت وشرب منه مثقال بماء بارد أمسك البطن ، وإذا عجن بالعسل ودهن ورد وشرب منه مثقالان نفع من الزحير ، وإذا دق ورقه طريا وضمدت به الأورام الحارة سكنها ، وإذا ضمد به الهتك نفعه ، وإذا جلس النساء في ماء طبيخه نفع من الرطوبة التي تكون في الأرحام . | جيرش : قسطا بن لوقا : هو الفستق المصري وهو شيء ينبت في مواضع كثيرة المياه القائمة التي لا جري لها ، ولهذا النبات ساق جوفاء رقيقة على طرقها شيء شبيه في شكله برأس القدح ، لونه إلى الخضرة والسواد فيه ثقب مستديرة في كل ثقبة منها حبة مستديرة أشبه الأشياء بحب الزند ، عليها قشر رقيق كما على الشاهبلوط ، وهذا النبات لا يصلح لغير الأكل . الجامع لمفردات الأدوية والأغذية تأليفه ابن البيطار ضياء الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي ( الجزء الثاني ) فارغة | بسم الله الرحمن الرحيم
1 ( حرف الحاء ) 1
صفحه ۲۴۹
حاشا : يعرفه شجارو الأندلس وعامتها بصعتر الحمير وهو كثير بأرض بيت المقدس وما والاها . ديسقوريدوس في الثالثة : تومش وهو الحاشا يعرفه جل الناس وهو تمنس صغير في مقدار ما يصلح أن يهيأ من أغصانه فتل القناديل وله ورق صغار دقيق كثير على طرفه رؤوس صغار من في الزهر فرفيرية وأكثر ما ينبت في المواضع الصخرية والمواضع الرقيقة . جالينوس في السادسة : يقطع ويسخن إسخانا بينا فهو لذلك يدر الطمث والبول ويخرج الأجنة ويفتح سدد الأحشاء وينفع النفث من الصدر ومن الرئة ومن أجل ذلك ينبغي أن نضعه من التجفيف والأسخان في الدرجة الثالثة . ديسقوريدوس : وإذا شرب بالملح والخل أسهل كيوسما بلغميا مائيا وإذا استعمل طبيخه بالعسل نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن الربو وإخراج الدود الطوال وأدر الطمث وأخرج المشيمة والأجنة وهو يدر البول وإذا عجن بالعسل ولعق سهل نفث الدم والفضول التي في الصدر وإذا تضمد به مع الخل حلل الأورام البلغمية الحديثة وهي تحلل الدم المنعقد وتقلع النمش والثآليل التي يقال لها أفرحودونس وإذا خلط بالسويق وعجن بالشراب ووضع على عرق النسا وافقه وإذا طرح في الطعام وأكل نفع من ضعف البصر وقد يصلح استعماله في وقت الصحة . ماسرحويه : ينقي الكبد والمعدة وإذا سحق وعجن بالماء والعسل وشرب منه مقدار مثقالين نفع من القولنج وحلل الفضول وقوى الكلى وهيج الجماع . الدمشقي : نافع من وجع الفم والحلق ومن جميع ما ينفع منه الأفتيمون غير أنه دونه . ابن سرانيون : فقاح الحاشا يسهل المرة السوداء إلا أنه ضعيف ولذلك ينبغي أن يخلط معه الملح ومن الناس من يعطيه مع الخل ليزيد في تلطيفه قال والشربة من فقاحه مثقالان مع خل وماء . دوفس : الحاشا والصعتر يذهبان الظلمة التي في البصر ويلطفان البلغم والحاشا أقوى من الصعتر في ذلك . ديسقوريدوس في الخامسة : وإما الشراب الذي يتخذ بالحاشا فهذه صفته يدق الدواء وينخل ويؤخذ منه مائة مثقال ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من سوء الهضم وقلة الشهوة وينفع العصب إذا اضطربت وتحركت ومن الأوجاع التي تكون تحت الشراسيف ومن الإقشعرار الذي يعرض في الشتاء ومن سموم الهوام التي تبرد الدم وتجمده . | حاسيس : الرازي في الحاوي : هو دواء فارسي ، قالت الحور فيه : إنه أقوى من الفربيون وأنه محرق وأنه يكثر القيء وهو مسيخ الطعم ومن كان به وجع شديد وشرب منه درهما تقيأ شاربه الدم وليس بدم ويخلص من ذلك الوجع فإن زاد على درهم قتله . كتاب المنهاج : ويداوى من سقي منه باللبن الحليب وماء الشعير وسويق الشعير بالثلج والجلاب ومخيض البقر مع قرص الكافور . | حافر : أما حافر الحمار فيذكر مع الحمار فيما بعد . | حافر المهر : هو السورنجان وسنذكره في حرف السين المهملة . | حالبي : سمي هذا الدواء بهذا الاسم لأنه يشفي من ورم الحالب ضمادا وتعليقا وهو اليونانية أسطراطيقوس وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها سين مهملة . | حاج : وتوجد هذه الترجمة في كتاب الحاوي واقعة على الدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى أرتقي وهو الخلنج عند عامة الأندلس وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة وليس بشجر الحاج ولا من أنواعه والصحيح أن الحاج هو شجر مشوك يعرف بالشام والديار المصرية بالعاقول وعليه نفع الريحيين بخراسان . أبو حنيفة : الحاج أهل العراق يسمونه العاقول . أبو العباس النباتي : العاقول هو شوك معروف بالمشرق كله كأنه الهليون الأسود إلا أنه يكون متدرجا وشوكه أخضر وزهره دقيق إلى الزرقة ما هو يخلف مزاود صغارا فيها بزر شبيه ببزر الحلبة وأصوله عليه متشعبة وفي أول خروجه من الأرض يكون له ورق حمصي الشكل وهو كثير بالعراق وكثيرا ما يتولى عليه الكشوث وذكر لي بعض أهل الموصل أن عصارته عندهم تجلو بياض العين والظلمة عنها وهم يستعملونه أيضا في برودات العين وكثيرا ما ترتعي الإبل بديار مصر العاقول . قال الرازي في موضع آخر من الحاوي : وورق الحاج يدق بلا ماء ويعصر ويقطر في الأنف ثلاث قطرات ثم يقطر فيه بعد ساعة دهن بنفسج خالص وليكن على الريق فإنه ينفع من الصداع العتيق . | حالوم : هو الشنجار وسيأتي ذكره في الشين المعجمة وأيضا فإن ضربا من الجبن بمصر يعرف بالحالوم . | حالق الشعر : هو الفاشرا وسيأتي ذكرها في الفاء . | حارود : هو اسم الحيوان الذي خصاه الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم . | حب النيل : إسحاق بن عمران : إن نباته يشبه اللبلاب يتعلق بالنبات وبالشجر قامتين أو ثلاثة وهو ذو قضبان وورق خضر في كل ورقة نوارة إسماجوني في شبه الأقماع وإذا أسقط النور خرج مزود فيه ثلاث حبات أصغر من حب الرأس مثلث وهذا الحب هو المستعمل . ابن ماسويه : خاصيته إسهال البلغم والتنقية وإصلاحه تجويد سحقه ولته بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان حديثا رزينا ليس بمنقبض والشربة منه ما بين أربع قراريط إلى ثمانية . حبيش بن الحسن : حب النيل هو القرطم الهندي وله أصل إذا خلط مع الأدوية فله وقوف في المعي المسمى ذو الاثني عشر أصبعا وفي المعي الذي أسفل منه فإن الماء سريعا يلصق بها فيمغص ، وإذا شرب وحده لم يسهل من يومه إلى أربعة وعشرين ساعة من وقت شربه وإذا شرب مع السقمونيا جود السقمونيا وأسهل البلغم اللزج وعمل في إخراج المرة الصفراء وربما أصاب من شربه من الشباب والأحداث كرب وغم وقبض على فم المعدة ومغص شديد وإن أكثر من شربه قيأ وربما أحدث في المعي سحجا ، ومقدار الشربة منه مغ عيره من الأدوية نصف درهم . غيره : ينبغي أن يخلط مع الإهليلج والسقمونيا بقدر الحاجة فإنهما يعينانه على الإسهال ويكسران من عاديته ويخرجانه عن البدن بسرعة فيسهل حينئذ البلغم والمرار الأصفر فإن خلط بالتربد كان أقوى لإسهاله والشربة مئه درهم وأقله نصف درهم إذا وقع في الأدوية . | حب الكلي : ابن رضوان : هو حب صغار في حلقة الكلي إذا شرب منه عشرون درهما أبرأت من وجع الكلي إبراء حسنا . لي : الدواء المعروف اليوم بالديار المصرية بحب الكلي هو ثمر النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد ذكرته في الألف وليس يشرب منه المقدار الذي ذكره ابن رضوان لأنه يأخذ بالقيء إن أخذ منه قدر درهمين . | حب الزلم : ابن واقد : هو حب دسم مفرطح أكبر من الحمص قليلا أصفر الظاهر أبيض الباطن طيب الطعم لذيذ المذاق ويجلب من بلاد البربر ويسمى فلفل السودان عندنا وفلفل السودان غيره . ابن ماسة البصري : حب الزلم حار في الثالثة رطب في الأولى يزيد في المني زيادة صالحة طيب المذاق دسم وينبت في ناحية شهرزور . الشريف : إذا مضغ ووضع على الكلف في الوجه أذهبه وبدله شقاقل وحب العزيز هو حب الزلم المقدم ذكره وقد ينبت منه شيء بصعيد مصر يسمونه بالسقيط . | حب السمنة : أبو جريج : هو حب شجرة تنبت في القفار على قدر الذراع ورقها أبيض ليس بشديد البياض يحمل ثمرة على قدر الفلفل لها لبن ولحبها زهر . ماسرجويه : حار رطب في الأولى فيه دهنية كثيرة فهو لذلك بطيء في المعدة فإذا انهضم كثر غذاؤه وزاد في الباه . | المجوسي : وقدر ما يؤخذ منه إلى عشرة دراهم تدق وتمرس بالماء ويصفى ويلقى عليه يسير دقيق وسكر ودهن لوز حلو وشيرج طري ويشرب بعد طبخه فإنه ينفع الأبدان القصيفة من البرد واليبس . حبيش : حب السمنة وقد يسمى شهدانج البر وقوتها قوة لب حب الزلم يسهل إسهالا في رفق وإذا سقي من عصير ورق شجر قدر نصف رطل حل الطبيعة اليابسة وأسهل البلغم والمرة الصفراء معا . | حباحب : هو حيوان له جناحان كالذباب يضيء بالليل كأنه نار يقال إنه إذا سحق بدهن ورد وقطر في الأذن جفف القيح السائل منها . مسيح بن الحكم : هو الدود الذي يضيء بالليل فيجفف في الشمس في إناء من نحاس ثم يرمى برأسها ويسقي منها صاحب الحصاة دودة واحدة باثني عشر مثقالا من نقيع الحلتيت ثلاثة أيام فإنه ينتفع به . مجهول هي في نحو الذراريح إلا أنها أقوى منها جدا وأحد جدا . | حب الميسم : التميمي : هو حب يشبه البطم أو حب الفقد وفي مقداره ولونه ما بين الصفرة والحمرة وهو أملس الظاهر ذكي الرائحة طيب النشر فيه عطرية ذكية يؤدي إلى رائحة الأفاويه ويزعم قوم أنه يجلب من سقالة الهند ويدخل في كثير من طيب النساء وأقاويههن وأكثر من يستعمله في الطب أهل اليمن وأهل الحجاز وليس يعرفه أهل العراق وأهل مصر والشام وهو عند أهل اليمن وأهل الحرمين كثير معروف وهو حار يابس في الثانية نافع للمعدة الرطبة المسترخية مسخن لها مقو لها معين على الهضم ينشف الرطوبات الغالبة على مزاجها . | حباري : الشريف : هو طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره بعض الطول وهو مشهور لحمه بين لحم الدجاج والبط وهو أخف من لحم البط لأنه بري وفيه شيء من الغلظ إذا أخذ شحمه ود مع شيء من ملح وسنبل وحبب كالحمص وجفف في الظل ورفع فإذا سقي منه للذرب خمس حبات بماء فاتر على الريق نفع منه منفعة عجيبة ، وإذا جففت الجلدة التي داخل قانصة الحباري وسحقت وخلطت بقليل ملح أندراني مسحوق أجزاء سواء واكتحل بها في أول ابتداء نزول الماء في العين كان ذلك أنجع دواء فيه لا يعدله شيء في ذلك من الأدوية وإذا علق قلب الحباري في خرقة على من يكثر نومه منع منه النوم وقد يوجد في قانصة الحباري حجر إذا علف على من به رعاف أزاله من ساعته ولا يعود ما دام مغلقا عليه بخاصية موجودة فيه . جالينوس : ومن الناس من يسقى دم علوقس وهو الحباري للربو وعسر النفس ومنهم من يطبخ لحمه فيعطيه المريض ويسقيه من مرقه ومن الناس من يقطر على دمه شيئا من الماء ويسقيه العليل وقد رأيت طبيبا قد سقاه عليلا بشراب . وقال في أغذيته : لحوم الحباري متوسطة بين الكركي والبط . الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الحباري والكروان فلحومهما لحوم حارة قوية شديدة التجفيف لا ينبغي أن تدمن وينتفع المبرودون بها ومن يسكنه الرياح فإذا طبخت بالماء والملح وصب فيها دهن اللوز صلحت بعض الصلاح فينبغي أن يصب فيها للمبرودين دهن الجوز والزيت ويطرح معها قطع من الدارصيني والخولنجان وتكون أمراقها حينئذ نافعة مما ذكرناه . | حبرج : وهو طائر معروف بالديار المصرية مشهور بها . البالسي : لحمه حار في طبعه غلظ بطيء الانهضام يولد المرة السوداء . | حب الرأس : هو زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي . | حين : هو الدفلي بلغة أهل عمان وسيأتي ذكره في الدال . | حيافي : هو الحندقوقة بلغة أهل العراق وسيأتي ذكرها فيما بعد . | حب اللهو : وهو الكاكنج عند عامة أهل الأندلس وسيأتي ذكره مع عنب الثعلب في العين . | حبة خضراء : هي ثمرة البطم وقد ذكرته مع البطم في الباء . | حبة حلوة : هو الأنيسون بلغة أهل الأندلس وقد تقدم من قبل ذكره في الألف . | حبة الإبل : هو الكزمازك والكزمازق أيضا بالفارسية وقد ذكرته في الألف مع الإبل . | حبة سوداء : يقال على الشونيز وسيأتي ذكره في حرف الشين ويقال أيضا على دواء آخر وهو التشميزج والبشمة عند أهل الحجاز وقد تقدم ذكره في الباء . | حب الملوك : على الماهودانة وسنذكرها في الميم وأما أهل المغرب والأندلس فيوقعون هذا الاسم على القراصيا التعليلي وسيأتي ذكرها في حرف القاف وبعض الناس يوقعونه أيضا على حب الصنوبر الكبار وسيأتي ذكره في حرف الصاد . | حب الفقد : هو بالعربية ثمرة البنجنكشت بالفارسية وسمي به لأنه يفقد النسل فيما زعموا وقد ذكرت البنجنكشت في الباء . | حب العروس : هو الكبابة وسنذكرها في الكاف . | حبة فندية : هو حبة الميتان منسوبة إلى جزيرة فنيدس وهي الكرمدانة وسنذكرها مع الميتان في الميم . | حب الرشاد : هو الحرف وسنذكره فيما بعد . | حب القلقل : يأتي ذكره في القاف . | حب السناد : هذا الدواء يسخن ويحرق وهكذا توجد هذه الترجمة في المقالة السابعة من مفردات جالينوس لا زيادة عليها وقول مترجم كتابه حب السناد أظنه تصحيف منه أو من الناقل عنه فهكذا رأيناه في غير ما نسخة السناد وإنما صوابه السذاب وهكذا قال ديسقوريدوس في المقالة الثالثة سالس وهو السذاب يسخن ويحرق وأما من زعم أنه حب الميتان فرأيه أيضا بعيد عن الصواب . | حب القلت : أبو العباس البناتي : بالتاء المنقوطة باثنتين من فوقها واللام قبلها مفتوحة هو أيضا عند أهل العراق ماش هندي وهو أشبه شيء بما عظم من الحبة السوداء المسماة بالبشمة إلا أنها أعظم منها وأشد بريقا ولونها أسود إلى الزرقة وأحمر إلى الدهمة لون حبة الخرنوب طعمه حلو حار وهو مختبر عندهم لتفتيت حصاة المثانة وأهل المواضع التي يكون فيها يدقونه ويضعونه على الحجارة الذين يريدون قطعها فتلين للقطع . لي : قد رأيت هذا الحب المذكور بالصفة المذكورة بالقاهرة المحروسة مع بعض التجار ممن كان جلبه من الهند وهو غير الدواء الذي ترجمه حنين في المقالة الثالثة من كتاب ديسقوريدوس بالقلت كما ستقف عليه حين ذكره في حرف القاف . | حب القنا : هو حب عنب الثعلب من اللغة وسيأتي ذكره في العين . | حب المساكين : هو اللبلاب العريض الورق المسمى باليونانية قسوس وسيأتي ذكره في حرف القاف . | حبق : أبو حنيفة : هو بالعربية الفودنج بالفارسية وفيه مشابهة من الريحانة التي تسمى النمام ويكثر على الماء نباته . | حبق الماء : هو الفودنج النهري ، وهو حبق التمساح بالديار المصرية وأهل الشام يسمونه نعنع الماء وسنذكر الفودنج بأنواعه في حرف الفاء . | حبق القنا : هو المرزنجوش وسنذكره في الميم . | حب الفيل : قيل إنه المرزنجوش وأظنه تصحيفا من حبق القنا . | حب الراعي : هو البرنجاسف والبلنجاسف أيضا وبالعربية الشويلا وقد ذكر في الباء . | حبق نبطي : هو ريحان الجماجم وسنذكره فيما بعد . | حبق البقر : هو البابونج وقد ذكرته في الباء . | حبق قرنفلي : هو الفرنجمشك والبرنجمشك وسأذكره في الفاء . | حبق ترنجاني : هو الريحان المعروف بالباذرنجيوية وقد ذكروا أيضا نوعا من الريحان يسمى بذلك . | حبق صعتري : وحبق كرماني وهو الشاهسفرم وسأذكره في الشين العجمعة . | حبق الشيوخ : وريحان الشيوخ هو المر وسيأتي ذكره في الميم . | حبق ريحاني : هو الحبق الدقيق الورق . | حي : هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله العجم وسيأتي ذكر المقل المكي في الميم . | حنرما : هو النعنع بالسريانية من الحاوي ويأتي ذكره في النون . | حجر لبني : ديسقوريدوس في الخامسة : عالافيطنطس ومعناه الحجر اللبني وسمي بهذا الاسم لأنه إذا حك خرج منه شبيه باللبن وهو رمادي اللون حلو الطعم وإذا اكتحل . وافق سيلان الدم والفضول إلى العين والقروح العارضة فيها ، وينبغي إذا احتيج إلى استعماله أن يسحق بالماء وتصير عصارته في لوح رصاص وترفع لما فيها من التدبق . | حجر علي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر شبيه في جميع حالاته بالحجر اللبني غير أن هذا الحجر إذا حك خرجت منه رطوبة شديدة الحلاوة جدا وقد ينفح مما ينفع منه اللبني . | حجر منتفق : ديسقوريدوس في الخامسة : هذا الحجر يكون مما يلي المغرب من البلاد التي يقال لها أنبوما وأجوده ما كان إلى لون الزعفران وكان سريع التفتت والتشقق إذا قيس إلى غيره من جنسه وقد يشبه الاترنج في تركيب أجزائه واتصال شظاياه بعضها ببعض وقوة هذا الحجر شبيهة بقوة الشادنج إلا أنها أضعف منها وإذا ديف بلبن امرأة ملأ القروح العميقة العارضة في العين ويعمل عملا قويا إذا عولج به انحراف العين ونتوءها والخشونة العارضة فيها وفي الجفون . جالينوس في التاسعة : قوة هذا الحجر المشقق مثل قوة الشادنة إلا أنه أضعف منه وبعده الحجر المعروف باللبني فأما الحجر المعروف بالعسلي ففيه حرارة موجودة وكل واحد من هذه الحجارة بعيد عن قوة الشادنة قليلا وهي تقع في أدوية العين كما تقع الشادنة إلا أنها ألين من الشادنة في كل وقت وفي كل موضع للأدوية اللينة أنفع للأعضاء التي تحدث فيها الأورام الحارة ما دامت الأورام في حد الحدوث والكون ولكنها تضعف عن شفائها وإزالتها جملة . | حجر نبطي : كسوفراطيش : من الناس من يسميه موروقينش ومنهم من يسميه غالاكسوش ويسميه قبط مصر وانه وهو موجود عندهم كثيرا ويستعمل في تبييض الثياب وهو حجر أخضر كمد لين سخيف . ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر يكون بمصر يستعمله القصارون في تبييض الثياب وهو رخو ينماع سريعا مع الماء ويوافق نفث الدم والإسهال المزمن ووجع المثانة إذا شرب بالماء وإذا احتملته المرأة نفع من الطمث الدائم وقد يقع في أدوية العين المغرية لأنه يملأ القروح العارضة فيها ويقطع عنها السيلان ، وإذا خلط بقيروطي نفع من انتشار القروح الخبيثة . جالينوس في التاسعة : هذا الحجر ينحل مع الماء سريعا ، ويوجد بمصر يستعمله الناس في قصارة الكتان وغسله ، وهو يجفف وبهذا السبب صار الأطباء يخلطونه مع القيروطي ، ويستعملونه في إدمال الجراحات الحادثة في الأبدان الرخصة اللحم ويخلطونه أيضا في الشيافات للعين كما يخلط تلك للجراحات الأخرى التي ذكرناها وبحسب لبن فضل هذا الحجر على تلك الحجارة من قبل أنه لين قوة من القوى الشديدة لأنه لا طعم له كذا هو ألين للقاء البدن وأكثر تسكينا للوجع معا . | حجر حبشي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو صنف من الحجارة يكون ببلاد الحبشة لونه إلى الخضرة ما هو شبيه بالحجر الذي يقال له لتنشيش ، وهو صنف من الزبرجد إذا حك هذا الحجر صار لونه شبيها بلون اللبن يلذع اللسان لذعا شديدا وله قوة منقية وقد يجلو ظلمة البصر . جالينوس في التاسعة : وهو شبيه بالشبت ، ومحكه لذاع شديدا ولذلك إنما يستعمل في المواضع المحتاجة إلى الجلاء والتنقية وإذا كان في العين انتشار الحدقة فيظلم لها البصر من غير أن يكون هناك ورم حار والأثر القريب العهد وهو واحد من هذه الأشياء أعني البياض الحادث قريبا وإن هذا الحجر شأنه أن يلطف ويرقق ، وهو أيضا يجلو ويذهب الظفرة الحادثة إذا لم تكن صلبة كثيرا . | حجر يهودي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر بفلسطين شبيه في شكله بالبلوط أبيض خشن الشكل جدا فيه خطوط متوازية كأنها خطت بالبيكار وهو حجر ينماع بالماء لا طعم له وإذا أخذ منه مقدار حمصة وحك على مسن الماء كما تحك الشيافة وشرب بثلاث قوابوسات ماء حار نفع من عسر البول وفتت الحصاة المتولدة في المثانة . جالينوس : لما جربت هذا الحجر فيمن به حصاة في مثانته ما نفع شيئا ولكنه في الحصاة المتولدة في الكليتين قوي جدا . | لي : جمعت هذا الحجر من أرض الشام بجبل بيروت بموضع يعرف منه بسوق جوينة بضيعة تسمى الجعيثة ومن هناك يؤتى به إلى دمشق . | حجر القدر : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه افروساليس ومعناه يد القمر وزعم قوم أنه حجر يقال له براق القمر وإنما سمي باليونانية سالينطس وافروساليس لأنه يوجد بالليل في زيادة القمر وقد يكون ببلاد المغرب وهو حجر أبيض له شفيف خفيف وقد يحك هذا الحجر فيسقى ما يحك منه من به صرع وقد تلبسه النساء مكان التعويذ ويقال أنه إذا علق على الشجر ولد فيها الثمر . جالينوس : قد وثق الناس به بأنه ينفع من الصرع وأما نحن فلم نمتحن ذلك ولم نجربه . | حجر أفريقي : ديسقوريدوس : هو حجر يستعمله الصباغون بالبلاد التي يقال لها فروعيا وهي أفريقية ولذلك سمي باليونانية فروعنوس وأجود ما يكون من هذا الحجر ما كان أصفر وسطا فيما بين الخفة والثقل وأجزاؤه مختلفة في الصلابة واللين وفيه عروق بيض مثل ما في الإقليميا وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيبل بخمر بالغ ثم يطم في جمر ويروح الجمر دائما فإذا استحال لونه إلى الحمرة يخرج ويطفأ بمثل الخمر الذي بل به ، ثم يطم ثانية ويطفأ ويحرق أيضا ثالثة وينبغي أن يحذر أن يتفتت ويصير رمادا . جالينوس في التاسعة : قوته تجفف تجفيفا قويا وفيه مع هذا أيضا شيء من القبض مع تلذيع وأما أنا فأستعمله أبدا وهو محرق فأداوي به القروح المتعفنة إما وحده وإما مخلوطا بشراب أو عسل وأتخذ منه دواء للعين يجفف . | ديسقوريدوس : وهذا الحجر محرقا كان أو غير محرق فإنه يقبض وينقي ويكوي وإذا خلط بقيروطي أبرأ حرق النار وقد يعفن تعفينا يسيرا أو يغسل مثل ما تغسل الإقليميا . | حجر الاساكفة : جالينوس في التاسعة : هو معروف بالحجر الذي لا يتشنج وهو الحجر الذي ترى الأساكفة يستعملونه وهو ينفع اللهاة الوارمة نفعا بينا . | حجارة البحيرة : جالينوس في التاسعة : هي حجارة دقاق سود إن وضعت على النار تولد منها لهيب يسير توجد في بلاد الغور وذلك التل المحيط بالبحيرة من شرقيها حيث يكون قفر اليهود . استعملته أنا في مداواة الأمراض التي تتولد عن الريح في الركبتين وإن كان برؤهما يعسر بأن خلطته مع مراهم قد جربتها تنفع من هذه العلة ، ورأيتها قد صارت بذلك أقوى مما كانت قوة بينة وخلطت منه أيضا في المرهم المسمى بارياس فصار الدواء أشد تجفيفا مما كان بمقدار معلوم حتى صار إنما ليس يلصق الجراحات الطرية بدمها فقط وهي التي قد وثق الناس منه بأنه ينفعها خاصة بل يقلل أيضا من سعة الجراحات الغائرة . | حجر السلوان : أبو العباس البناتي قال : هو الحجر المشهور بأفريقية يستسقى به إذا وضع في الماء كما قال صاحب فقه اللغة في باب الحجارة أخبرني بعض أهل يشكرة من أهل الزاب أن هذا الحجر عندهم معروف وهو حجر أبيض ينحل بالماء فينماع إلى لون اللبن ويشرب للسلو مجرب لذلك ، وأيضا لأمراض كثيرة وزعم لي بعض أهل مدينة تونس ممن كانت عنده معرفة بالحجارة أن هذا الحجر يوجد أيضا بقرطاجانة تونس وهو على ضربين منه ما يشبه البلور ومنه دون ذلك وهذا النوع قاتل . | حجر الكلب : الشريف : هذا الحجر ذكره أصحاب كتب الخواص وقد جربه في فعله كثير من الناس فصح له وذلك أنه يوجد في الكلاب صنف إذا رمي بالأحجار وثب عليها وعضها وأمسكها بفيه وللسحرة في هذا الحجر سر عجيب في التباغض وهو أنه تؤخذ حجارة سبعة باسم من يراد تباغضهما ويقصد بها إلى الكلب فيرمى بها واحدا واحدا ويؤخذ من تلك الأحجار اثنان ويرميان في الماء الذي يريد منه أن يشربوا فإنه يقضي عجبا في التباغض وقد فعل هذا غير مرة فصح . غيره : وإذا طرح هذا في برج حمام طرد منه ما كان قد اجتمع فيه منها وإن طرح في شراب وقع الشر بين كل من شربه وتبع ذلك الضجة والعربدة . | حجر قرامي : بولس : هذا الحجر أيضا في لونه سواد يوجد بنهر صقلية يحترق بالماء ويطفأ بالزيت منفر لجميع الحيوان المنساب وينفع من وجع الرحم ويعلق على المصروعين فينفعهم . | ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الحجر الذي يقال له افرامنتس فإنه يكون في البلاد التي يقال لها سقونيا يوجد في النهر الذي في تلك البلاد الي يقال لها نيطس وقوته مثل قوة غاغاطيس وقد يقال إنه يلهب بالماء ويطفأ بالزيت وقد يعرض ذلك للقفر . جالينوس : إذا رش عليه الماء اشتعل وإذا صب عليه قليل من الزيت انطفأ ولا نفع له في الطب خلا أنه بنتن رائحته يطرد الهوام إذا بخر به . | حجر أعرابي : ديسقوريدوس في الخامسة : يشبه العاج النقي وإذا سحق وذر على المواضع التي ينزف منها الدم تضمدا به قطع النزف وإذا أحرق كان منه جلاء للأسنان . جالينوس في التاسعة : قوته قوة تجلو . | حجر غاغاطيس : ابن حسان : ينسب إلى واد بالشام كان يقال له في القديم غاغا ويسمى الآن وادي جهنم وهذا الحجر يوجد أيضا بالأندلس في ناحية سرقسطة وقد يوجد أيضا في ناحية جبل شنير في أجراف طفلية وإذا وضع على النار فاحت منه رائحة القرن المحرق . | ديسقوريدوس في الخامسة : هو بعض الحجارة ينبغي أن يختار منه ما كان سريع الإلهاب وكانت رائحته شبيهة برائحة القفر وهذا الحجر بجميع أصنافه هو أسود يابس قحل ذو صفائح خفيف جدا وله قوة ملينة محللة وإذا تدخن به صرع من به صرع وأنعش المرأة من الغشي العارض لها من وجع الأرحام وإذا دخن به أيضا طرد الهوام وقد يقع في أخلاط الأدوية الموافقة التي للنقرس وقد يكون بالبلاد التي يقال لها لوقيا وقد يوجد في نهر بتلك البلاد ينصب إلى البحر يقال لذلك النهر غاغا . | حجر الإسفنج : ديسقوريدوس في الخامسة : الحصاة الموجودة في الإسفنج إذا ضربت بالخمر فتتت الحصاة المتولدة في المثانة . جالينوس في التاسعة : قوتها قوة تجفف إلا أنها ليست تبلغ من قوتها أن تفتت الحصاة المتولدة في المثانة والذين وصفوها بذلك في كتبهم فقد كذبوا ، وأما الحصاة المتولدة في الكليتين فهذه الحجارة أيضا تفتتها كما تفعل ذلك الحجارة التي تجلب من قيادوقيا وهي توجد على ما يقولون في أرض طوس ، وهذه الحجارة إذا حكت خالط الماء منها شيئا يصير كالعصارة أيضا . | حجر خزفي : ديسقوريدوس في الخامسة : زعم قوم أنه موجود كثيرا بمصر وهو حجر شبيه بالخزف سريع التشقق ذو صفائح وقد يستعمل مكان القيشور في قلع الشعر وإذا خلط منه مقدار درهمين وشرب بالخمر قطع الطمث وإن شربت منه المرأة مقدار درخمي بعد التطهير من العلة في كل يوم وفعلت ذلك أربعة أيام لم تعلق وإذا خلط بالعسل ووضع على الأبدان الوارمة وعلى القروح الخبيثة سكن ورم الثدي ومنع القروح الخبيثة من الانتشار . جالينوس في التاسعة : قوته قوة تجفف تجفيفا كثيرا وهي مركبة من القبض وحده . | حجر الأثداء : ديسقوريدوس في الخامسة : هو بعض الحجارة يقبض ويجفف ويجلو ظلمة البصر وإذا خلط بالماء ولطخ به الثدي والحصا والقروح سكن الأورام العارضة لها . جالينوس في التاسعة : ينقي الحدقة ويشفي الأورام الحارة الحادثة في الثديين في الأنثيين إذا ديف بالماء . | حجر الحية : ديسقوريدوس في الخامسة : هو فيما زعم بعض الناس صنف من الحجر الذي يقال له باسيقس أي الزبرجد ومنه ما هو صلب أسود اللون ومنه مثل الحجر القمري ومنه شيء رمادي اللون فيه نقط ومنه ما في كل واحدة منه ثلاث خطوط بيض وكل هذه الأصناف تنفع إذا علقت على البدن من نهشة الأفعى وللصداع . وأما الصنف منها الذي في كل واحد منه ثلاث خطوط فإنه يقال فيه خاصة أنه ينفع من المرض الذي يقال له الثريثد ومن الصداع . | جالينوس في التاسعة : أخبرني رجل صديق يوثق بقوله أنه ينفع من نهش الأفعى إذا علق . | حجر هندي : جالينوس في التاسعة : هو والحجر الذي يقال له إمانافيطس يقطعان الدم الذي يخرج من أفواه العروق التي في المقعدة وقد جربناهما . غيره : أبراقيطوس هو حجر هندي إذا شرب نفع من لدغ العقارب وينفع من البواسير . | حجر رصاصي : ديسقوريدوس في الخامسة : هو الحجر الشبيه في لونه بالرصاص قوته شبيهة بقوة خبث الرصاص وغسله مثل غسله . | حجر منفى : ديسقوريدوس في الخامسة : هو حجر يوجد بمصر بالمدينة التي يقال لها منف وهو في عظم حصاة وفي الحجر الواحد منه ألوان مختلفة وقد يقال أنه إذا سحق هذا الحجر وبل ولطخ به على الأعضاء التي يحتاج إلى قطعها وكيها منع من الوجع بإبطاله الحس . | حجر البرام : إذا سحق واستن به كان نافعا للأسنان مبيضا لها . | حجر البلور : قيل إنه ينفع من الفزع في النوم تعليقا . | حجر اناخاطس : الغافقي : هذا الحجر ينفع من الأورام ومن كثرة دمعة العين وذلك أنه يؤخذ فيحل فيخرج محكه يشبه الدم حمرة فيجعل مع لبن امرأة ويقطر في العين . | حجر حديدي : هو الخماهان وسنذكره في الخاء المعجمة . | حجر الكرك : التميمي في كتابه المرشد : هذا الحجر أبيض الجوهر شديد البياض وهو حجر بحري يقذف والبحر بحر الهند فيوجد بساحل بدرهم وساحل بحر الهند والسند وهو إذا حك أو خرط وحلي خرج في بياض العاج وبصيصه ونقائه بل هو أشد بياضا من العاج وأبهى حسنا منه وهو في طبعه بارد يابس في آخر الدرجة الثانية وقد يطبخ يشبه الحجر المعروف بالسلوقي ويشاكله في اللون وصفاء اللون والجوهر والبهاء وذلك أن منظريهما وفعليهما واحد ، ونساء الهند ورجالهم مختمون به ونساؤهم يتسورون به في زنودهم ويتخذون منه مخانق لأعناقهم وقد تزعم الهند والسند جميعا أن خاصة هذا الحجر دفع السحر وإبطاله وإبطال الأخذ ودفع عين العائن ونظر العدو وله أيضا خاصية أخرى وذلك أنه إذا سحق واكتحل به جلا البياض الكائن في العين حديثه وقديمه ومحا آثار الفرزجات وقلعها وأزالها ويقول الهندان : فيه خاصية ثالثة وهي أن من حمله أو تقلد به أو تختم بفص منه قل الكذب عليه وأحبه كل من رآه وفعله إذا اكتحل به فعل محمود حسن . وملوك السند والهند يتخذون منه أواني وأقداحا يستعملونها في مجالسهم ويشربون بها ويزعمون أنه يدفع الشر والصخب عن مجالسهم وأنه يزيد في أفراحهم ويجلب لهم السرور ويقال : أنه إذا سحق ناعما واستاك به الإنسان بيض أسنانه وجلاها ونقاها من القلح ومن الحفر ومن الأعراض الرديئة التي تعرض للأسنان والهند والسند جميعا يعلقونه في شعورهم وشعور نسائهم ويزعمون أنه يطول الشعر ويخرطون منه خرزا يجلونها ويلبسونها فتأتي في كبار اللؤلؤ البراق الكثير الماء وقد يكسب الرجال لبسهم هذا الحجر ويفيدهم الحظوة عند نسائهم . | حجر عراقي : التميمي في المرشد قال هومس : أن الحجر العراقي يكون في النهر المسمى فاميس ولونه أسود جدا فإذا أخد ودلك باللسان كمثل اللحس فإنه عند ذلك يخرج منه رطوبة طعمها كطعم الزعفران وهو حجر مكتنز ثقيل ملزز وخاصته النفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من طبقات العين إذا حك على مسن أخضر بلبن امرأة ترضع ولدا بكرا أبرأته ، ومن منافعه أيضا أنه ينفع من وجع الكلي ويبرىء النسمة ويسهل النفس . | حجر الديك : الغافقي : يوجد هذا الحجر في بطون الديكة لونه شبيه بلون المها وعظمه كالباقلا أو أصغر منه ينفع من العطش الشديد إذا غسل بماء وشرب ذلك الماء ويدفع أحزان النفس وهمومها . | حجر النار : الشريف : هو الحجر الأصم وهو حجر الزناد وهو أنواع فمنه ما يكون أبيض ومنه خمري ومنه ما يكون أسود وهو في ذاته بارد شديد اليبس إذا لقي جسم الفولاذ قدح النار ويوجد له في رائحته عند القدح ثقل وهو معلوم . وذكر أرسطو أنه إن علق عند الولادة على فخذ المرأة مشدودا في خرقة سهلت ولادتها بإذن الله وينزع عنها بعد الولادة سريعا وإذا صير مسحوقا غبارا وذر منه على الخنازير جففها ونقاها وألحم أجزاءها وكذا إذا ذر على القروح العسرة الإندمال في أي مكان كانت . | حجر بولس : الغافقي : هذا الحجر يشبه النطرون إلا أنه أكثر تخلخلا منه وله نفط يشبه لون الذهب ويشبه الحجر الذي يدعى سقندلس وهو ينفع من الأعياء إن أخذ وأغلي بزيت يسير ويؤخذ ذلك الزيت فيدهن به ثدي النصب فيذهب الأعياء . | حجر المثانة : هو الحجر المتولد في مثانة الإنسان ، جالينوس في 9 : زعم قوم أنه يفتت حصا المثانة فلما جرب ذلك لم ينتفعوا به فإنه فتت الحصاة المتولدة في الكليتين ولا علم لي بذلك لأني لم أجربه . الغافقي : زعم قوم أنه يزيل بياض العين إذا سحق واكتحل به . | حجر الحمام : الغافقي : الحجر المتولد في قدور الحمام إذا عمل منه ضماد وحمل على السرطان عند إبتدائه أذهبه وهو أقوى ما يعالج به السرطان المتولد في الرحم . | حجر البقر : ويقال لها بالديار المصرية خرزة البقر وأهل المغرب والأندلس يسمونها بالورس والورس بالحقيقة غيره . بعض علمائنا : هذا الحجر يوجد في مرارة البقر عند امتلاء القمر وهو حجر ذو طبقات مدور صلب لونه إلى الصفرة وكثيرا ما يستعمله النساء بالديار المصرية للسمنة بأن تشرب منه المرأة وزن حبتين في الحمام أو عند خروجها منه بجلاب ثم تتحسى في إثره مرقة دجاجة سمينة مصلوقة وهذا مجرب عندهم في أمر السمنة . غيره : هو شيء يكون في مرارة البقر وفيه رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرار وهي لزجة لدنة في لدونة مح البيض المطبوخ ثم تجف وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة يتهيأ عندما يفرك بالأصابع وقد يكون من هذه الرطوبة ما إذا جف وكان فيه بعض صلابة يشبه بعض تلك الحجارة السريعة التفتت ولهذا ما سماه بعض المترجمين بحجارة البقر . الغافقي : زعم بعض الأطباء إنه حار يابس في الدرجة الرابعة وقد يقع في إكحال العين ويحد البصر وزعم بعضهم أنه إذا سحق وطلي به بماء بعض البقول على الحمرة والنملة نفع وأظنه النملة الساعية وشبهها من القروح وإذا سعط به بمقدار عدسة مع ماء أصول السلق نفع من نزول الماء في العين . وزعم بعضهم أنه إذا سحق وعجن بشراب وطلي به موضع البياض خرج الشعر الأسود وقال بعضهم إنما يكون ذلك في علة داء الثعلب والبرص وإما في الشعر الأبيض الطبيعي فلا . | حجر الحوت : الغافقي : هو شبيه بالحجر يوجد في رأس الحوت يقوم مقام دماغه وهو أبيض صلب يشرب فيفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وفعله على ما ذكرت الأوائل في ذلك فعل قوي جدا . | حجر بحري : الغافقي : هو حجر يوجد في أرض المغرب ترمي به أمواج البحر كثيرا وهو على شكل الفلك التي تغزل فيها النساء مجوف عليه حب ناتىء من أسفله إلى أعلاه ، إن شرب منه وزن دانق وهو عشر شعيرات كسر الحصا وفتتها قال : وهذه صفة القنفذ البحري وهو خرقة يرمي بها البحر وقد تناثر شوكها وذهب ما في جوفها من اللحم وهي كثيرة بأرض المغرب . | حجر الأقروح : الغافقي : قال حنين يكون في أرض الروم وفي بلد قريب من بلد يدعى أولوقوس بينه وبين قسطنطينية مائتا ميل ويطفو فوق الماء كالقيشور وإذا حك وشرب نفع من لسعة العقرب . | حجر الرحى : ابن سينا : بخار الخل عنه يمنع النزف ويمنع الأورام الحادة جدا . | حجر أرمني : ابن سينا : هو حجر يكون فيه أدنى لازوردية وليس في لون اللازورد ولا في اكتنازه بل كان فيه رملية ما وهو لين الملمس رديء للمعدة مغسولة لا يغثي وغير المغسول يغثي يسهل السوداء إسهالا أقوى من اللازورد وقد اقتصر عليه وترك الخربق الأسود لما ظفر به لأمراض السوداء وقال في الأدوية القلبية يقوي القلب ويفرحه بخاصية فيه مع نقصه عن الروح الدخان السوداوي وتنقية البدن من الخلط السوداوي . | حجر البسر : أبو العباس الحافظ : يقال بالباء بواحدة من أسفل مضمومة والسين مهملة والراء اسم لحجر أبيض على شكل ما عظم من الحر الكبير وينفع من الحصا ، يوجد في بحر الحجاز وزعم بعضهم أنه يدر البول إذا علق على موضع المثانة من خارج ويقوي القلب ومنه ما يكون إلى الزرقة ويوجد ببحر جدة متكونا في صدفة كبيرة مستديرة على شكل الصدف المعروف بالحافر إلا أنه أكثف منه بكثير . | حجر سفاف : هو اسم لحجر القيشور ويذكر في حرف القاف . | حجر بارقي : أبو العباس النباتي : هو حجر شكله الحجارة المصرية يكون على قدر الكف . | أخبرني الثقة عنه ببغداد وهو ممن رآه ولم يعرفه حتى أخبر به وبخواصه العجيبة ، وجد في بعض ذخائر المصريين من خواصه أن يوضع على من به استسقاء فيمص الماء من بطنه حتى يبرأ ، وكان قد وقع له منه بعد طوافه البلاد باحثا عنه مشرقا ومغربا قطعة صغيرة من نحو ثلثي الدينار وأراد إختباره بالماء ليرى هل ينماع أم لا لما رآه إلى الخفة غير رزين ولما وضعه في الماء ازداد صلابة فأخرجه عن الماء ووضعه في الشمس فلم يزل ينماع حتى صار إلى زنته الأولى فنبهه بعض المختبرين للأحجار على تحقيق وزنه قبل ذلك ففعل ما أمره به فوجد فيه بعد وضعه في الماء ثلاثة دنانير وذلك أن صاحب الأحجار ذكر هذا الحجر وسماه بما ذكرت وهي قصة عجيبة صحيحة صحت عنه . | حجارة مشوية : هو الجير غير المطفى وهو الكلس وسأذكره في الكاف . | حجارة ابسوس : هو البارود وقد ذكرته في الباء وأهل مصر يعرفونه بثلج الصين . | حجر الشريط : هو حجر المرمر . | حجر الدم : وهو حجر الطور أيضا وهو الشادنة وسيأتي ذكرها في حرف الشين . | حجر النسر وحجر العقاب : هو أكتملت وسمي حجر النسر لأنه يوجد كثيرا في أوكار النسور والعقبان ومنهم من يقول حجر البشر من أجل أنه يسهل الولادة وقد ذكرت الأكتملت في حرف الألف . | حجر البهت : هو حجر الأكتملت عن ابن حسان ويعرفه أهل مصر بحجر الماسكة أيضا . | حجر شجري : هو البسذ وقد ذكر في الباء . | حجل : الشريف : هو طائر معروف على قدر الحمام مرقش كالقطا أحمر المنقار والرجلين لحمه معتدل جيد الغذاء سريع الهضم ودماغه إذا سقي بخمر صرفة لصاحب اليرقان نفعه وكبد الحجل إذا ابتلع منه وهو حار مقدار نصف مثقال نفع من الصرع ومرارة الحجل تنفع من الغشاوة والظلمة الكائنة في العين كحلا ، وإذا خلطت بعسل وزيت عذب أجزاء سواء ، وحجر بها من خارج العين نفع ابتداء الماء في العين وإذا استعط بمرارة الحجل إنسان في كل يوم جاد ذهنه وقل نسيانه وقوي بصره ، وإذا خلطت مرارة الحجل مع لؤلؤ غير مثقوب ومثله مسك سواء واكتحل به بعد السحق نفع من البياض في العين والطرفة والعشي ودمه إذا جفف وسحق مع زجاج فرعوني ودار فلفل أجزاء سواء تنخل وتداف بالعسل ويكتحل لبياض العين والغشاء والجرب نفع من جميع ذلك ، وبيض الحجل إذا طبخ بخل عنصل وأكل نفع من وجع البطن والمغص . | حديد : يذكر خبثه في الخاء المعجمة وقد ذكرنا توباله في التاء . ابن سمحون : الحديد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض على ضروب كثيرة هو وبرادته وخبثه وزنجاره وماؤه وشرابه اللذان يطفأ فيهما وهو محمى . قال أرسطوطاليس : وللحديد معادن كثيرة وأجناسه تتفاضل فمنه ما هو رخو ومنه ما إذا ألقيت عليه الأدوية صلبته وزادت في قوته ، ومنه ما إذا سقي الماء زادت صلابته وحدته ، ومنه ما إذا لم يسق الماء كان أحد له وأهل الصناعات كلها يحتاجون إليه ولا غنى للناس عنه كما لا غنى لهم عن النار والماء والملح . الرازي : في كتاب علل المعادن زنجار الحديد هو زعفران الحديد والدوص وهو ماء الحديد . الغافقي : الحديد ثلاثة أصناف شابرقان وبرماهن وفولاذ ، فالشابرقان هو الفولاذ الطبيعي وهو الذكر وهو الأسطام ، والفولاذ هو المتخلص من البرماهن . ديسقوريدوس في الخامسة : وأما الحديد المحمى فإنه إذا طفىء بالماء والخمر وشرب ذلك الماء وذلك الخمر موافق للإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وصرم الطحال والهيضة واسترخاء المعدة . جالينوس في الأدوية المقابلة للأدواء : الماء الذي يطفىء فيه الحدادون الحديد المحمى شفاء لمن يخاف من عضة الكلب الكلب من غير أن يعلم فإنه أنفع دواء كان وهو عجيب جدا . الدمشقي : إذا شرب ذلك الماء أو ذلك الشراب الذي يطفأ فيه الحديد نفع المعدة التي قد فسدت من قبل المرة . الرازي : يهيج الباه . بولس : ينفع المرطوبين . الكندي : إذا ألقيت برادة الحديد في شراب مسموم مصت كل ما فيه من السم ولم يضر ذلك الشراب أحدا . قال : ومن سقي سحالة الفولاذ فينبغي أن يسقى من حجر المغناطيس درهمين بالماء البارد فإنه يجمعه ويخرجه من البطن . الرازي : يعرض لمن سقي برادة الحديد وجع في البطن شديد ويبس في الفم ولهيب وصداع غالب وينبغي أن يسقى اللبن الحليب مع بعض المسهلات القوية ثم يسقى السمن والزبد إلى أن تسكن تلك الأعراض . وقال في كتاب خواصه إن علق برادة الحديد على أن يغط في النوم لم يغط . ديسقوريدوس : زنجار الحديد قابض إذا احتملته المرأة قطع نزف الدم وإذا شرب منع الحبل وإذا خلط بالخل ولطخ على الحمرة المنتشرة والبثور أبرأها سريعا ، وقد ينفع من الداحس والظفرة وخشونة الجفون والنواسير الناتئة في المقعدة ويشد اللثة وإذا لطخ على النقرس نفع منه وينبت الشعر في المواضع التي استولى عليها داء الثعلب . | حديدي : هو النبات المسمى باليونانية سندريطس وسيأتي ذكره في السين . | حدأة : الشريف : هو طائر معروف كالبازي يأوي إلى المدن والعمارات يخطف اللحم والجراد ونحو ذلك لحمه تعافه النفوس ولا تأكله ، ودمه إذا خلط بقليل مسك وماء ورد وشرب على الريق نفع من الربو ، وضيق النفس ، ومخه إذا غلي على كراث وعسل وشربه صاحب الزحير ومن به بواسير نفعه وإذا أحرق ريشه بغير رأسه وشرب من رماده مقدار ما يحمله ثلاث أصابع بالماء نفع من النقرس ، ومرارته إذا جففت في الظل ورفعت فإذا احتيج إليها فتبل بماء ثم يكتحل بها الملسوع مخالفا إذا كانت اللسعة في الشق الأيمن اكتحل الملسوع في العين اليسرى ، وإن كانت اللسعة في الشق الأيسر اكتحل به في العين اليمنى ثلاثة أميال في كل عين فإنه يبرأ ويحيا ، وإذا قليت بيضة بدهن قليا جيدا وأدهن به موضع الوضح أبرأه وحيا . | حدج : هو بطيخ الحنظل إذا ضخم قبل أن يصفر . | حدق : هو الباذنجان ، من اللغة في كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي : هو اسم عربي معروف بالقدس وما والاها لنوع من الباذنجان بري ينبت عندهم بريحا وأرض الغور جميعه ويعظم نباته حتى يكون أطول من شجر الباذنجان وفيه شوك محجن وثمره يكون أخضر ثم يصفر وقدره على قدر الجوز وشكله شكل الباذنجان سواء وورقه وثمره وأغصانه ، وهم يغسلون به الثياب فيبيضها وكذلك هو عندهم باليمن معروف بما ذكرت وفي أرض الحبشة فيما ذكر لي من كان بها ، ومنه نوع آخر صغير كثير الشوك وورقه صغار وأغصانه دقاق فطول شجره ذراع رأيته ببلد من أرض الحجاز وسألت عنه بعض الأعراب فسماه لي شوكة العقرب وقال إنها تنفع من لذع العقارب . لي : تعرفه أهل اليمن بالعرصم وهو أيضا كثير بأرض القاهرة من الديار المصرية رأيته بالمطرية في البستان الذي فيه البلسان بعين شمس ، ويذكرون أهل ذلك الصقع أن ثمره يتبخر به للبواسير فيجففها وينفع منها مجرب ، وذكر لي من أثق بقوله أن هذه ثمرة إذا قليت في زيت وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها وهذه الثمرة تشبه ثمر اللقاح في النضارة والمنظر والقدر سواء ، إلا أنها تخالف اللقاح في الشوك المحيط بأقماعها . | حرمل : ابن سمحون : هو أبيض وأحمر فالأبيض هو الحرمل العربي ويسمى باليونانية مولى ، والأحمر هو الحرمل العامي المعروف ويسمى بالفارسية أسفنذ . أبو حنيفة : الحرمل نوعان نوع منه ورقه مثل ورق الخلاف وله نور مثل نور الياسمين سواء أبيض طيب يريب به السمسم والسوع وهو حب البان وليست رائحته مثل رائحة الزيتون وحبه في شنفة مثل شنفة العشرق والنوع الآخر هو الذي يقال له بالفارسية الأسفنذ وشنفة هذا مدورة ، وشنفة ذاك طوال والشنفة هي الأوعية التي يكون فيها حبها . ديسقوريدوس في الثالثة : والنبات الذي ينبت بقيادوقيا وبالبلاد التي يقال لها عالاطيا التي بآسيا واسمه مولى يسميه بعض الناس سذابا غير بستاني وهو تمنش مخرج من أصل واحد وله أغصان كثيرة وورق أطول من ورق السذاب الآخر وأغض ثقيل الرائحة وله زهر أبيض ورؤوس أكبر قليلا من رؤوس السذاب البستاني مثلثة فيها بزر لونه إلى الحمرة ما هو ذو ثلاث زوايا مر شديد المرارة ، والبزر هو المستعمل ونضجه في الخريف . جالينوس في 6 : قوته لطيفة حارة في الدرجة الثالثة ولذلك صار يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويخرجها بالبول . مسيح الدمشقي : وإذا سحق بالعسل والشراب ومرارة الدجاج والزعفران وماء الرازيانج الأخضر وافق ضعف البصر ، ومن الناس من سماه حرملا والسريانيون يسمونه بساسا وأهل قيادوقيا هم الذين يسمونه مولى لأن فيه شبها يسيرا للنبات الذي يقال له مولى إذا كان أصله أسود وزهره أبيض وينبت في تلال وفي أرض طيبة التربة . مسيح : يخرج حب القرع وينفع من القولنج وعرق النسا ووجع الورك إذا نطل بمائه ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء . عيسى بن ماسة : وأما نحن في بيمارستان مرو فإنا نستعمله منذ إخراج السوداء وأنواع البلغم بالإسهال وهو غاية من الغايات للداء الذي يعتري المصروعين . علي بن رزين : نافع من برد الدماغ والبدن . الرازي : الحرمل يسدد ويصدع ويدر الطمث والبول . وقال بعض الأطباء : نقيعه جيد للسوداء يحللها ويصفي الدم منها ويلين الطبيعة . حبيش : الحرمل يقيء ويسكر مثل ما يسكر الخمر أو قريبا من ذلك ، وإصلاحه ليتقيأ به يكون على هذه الصفة يؤخذ من حبه خمسة عشر درهما ، فيغسل بالماء العذب مرارا ثم يجفف ويدق في الهاون ، وينخل بمنخل صفيق ويصب عليه من الماء المغلي أربع أواق ، ويساط في الهاون بعود ويصفى بخرقة صفيقة ويرمى بثقله ثم يصب على ذلك الماء من العسل ثلاث أواق ومن دهن الخل أوقيتان ويستعمل فإنه يقيىء قيئا شديدا . إسحاق بن عمران : إن أخذ منه وجعل في قدر مع ثلاثين رطلا من الشراب وطبخ حتى يذهب ربعه ثم يسقى المصروع منه كل يوم عشرة دراهم نفع من الصرع ويسقى منه المرأة التي قد حملت مرة ثم انقطع الحمل ثلاثة أيام متوالية فينفعها وعلامة انتفاعها به أن تتقيأ . مجهول : يصفي اللون ويحرك إلى الجماع ويسمن ويدر الطمث والبول بقوة . ابن واقد : ينفع أصحاب العشق بإسكاره وتنويمه لهم . غيره : وإذا استف منه وزن مثقال ونصف غير مسحوق اثنتي عشرة ليلة شفى وجع عرق النسا مجرب ، وبدل الحرمل إذا عدم وزنه من القردمانا ، وأما الحرمل العربي فهو الأبيض . ديسقوريدوس في الثالثة : مولى آخر ورقه شبيه بورق النيل إلا أنه أعرض منه وهو مفترش على الأرض وله زهر شبيه بزهر لوفا وهو الخيري لبني اللون إلا أنه أصغر من زهر لوفا وأقرب في المقدار إلى زهر انكر وهو البنفسج وله قضيب أبيض طوله أربعة أذرع وعلى رأسه شبيه برأس الثوم وله أصل صغير شبيه ببصلة النبات الذي يقال له بلبوس والأصل نافع جدا وإذا سحق وصير معه دهن أيرسا واحتمل في فرزجة يفتح أفواه الأرحام . جالينوس في السابعة : أصل هذا شبيه بأصول الزير الصغار وقوته تشد وتجمع لذلك متى وضع من أسفل بدقيق الشيلم ضمادا على ما وصفت . | ديسقوريدوس : ينفع فم الرحم المفتوح . | حرملة : أبو حنيفة : أخبرني بعض أعراب الشراة أن شجره ينبت بقرب الماء يسمونه قضابا نحو العامة لها لبن كثير وورق أغبر طوال دون ورق الخلاف يتخذ منها الزناد الجياد وهو أجود الزناد بعد المرخ والعفار ، ويؤخذ لبنها في صوف أو قطن ويحمل ثم يستعبد بالزبد حتى يروى منه ، ثم يمهل عشرة أيام حتى ينتن ثم يحك جرب الإنسان الجرب حكا شديدا ويقام في الشمس فيدلك جربته بتلك الصوفة فيجد مضضا شديدا ويبرأ . | حرف : أبو حنيفة : هو هذا الحب الذي يتداوى به وهو السفا بالعربية والمقلياثا بالسريانية . | محمد بن عبدون : المقلياثا هو الحرف المقلو خاصة وسفوف المغلياثا النافع من الزحير منسوب إليه لأنه يقع فيه مقلوا . الفلاحة : الحرف صنفان أحدهما في ورقه دقة وتفريق كثير والآخر في ورقه شبيه بالاستدارة مع تشقق وتشريف . ديسقوريدوس : أجود ما رأينا منه ما كان من البلاد التي يقال لها بابل . جالينوس في الخامسة : بزر الحرف قوته تحرق مثل بزر الخردل ولذلك يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا وأوجاع الرأس ، وكل واحد من العلل الأخر التي تحتاج إلى التحمير كما يسخن بزر الخردل وقد يخلط بزر الحرف أيضا في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق آخر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعا قويا كما يقطعها بزر الخردل لأنه يشبه به في كل شيء وبقل الحرف نفسه أيضا إن جفف كانت قوته مثل قوة بزره وأما ما دام طريا فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة المائية ناقص القوة عن البزر كثيرا . ويبلغ من قوة تلذيعه أن الإنسان لا يقدر أن يأكله إلا بخبز . ابن ماسويه : قوته في الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة الثالثة أو من أول الرابعة . ديسقوريدوس في الأولى : وبزر كل حرف مسخن حريف رديء للمعدة ملين للبطن ويخرج الدود ويحلل أورام الطحال ويقتل الأجنة ويحرك شهوة الجماع وهو شبيه بالخردل وبزر الجرجير والجزر وهو يجلو الجرب المتقرح والقوابي وإذا تضمد به مع العسل حلل ورم الطحال ونقى القروح التي يقال لها الشهدية وإذا طبخ في الأحساء أخرج الفضول التي في الصدر وإذا شرب نفع من نهش الهوام ولسعها وإذا دخن به في موضع طرد الهوام عنه ويمسك الشعر المتساقط ويقلع خبث النار . | الفارسي : وله قوة تفتح الأورام وإذا خلط بالسويق والخل وتضمد به نفع من عرق النسا ومن الأورام الحارة وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل وورق الحرف أيضا يفعل ذلك إلا أنه أضعف فعلا . أبقراط : والحرف يسخن ويقطع ويحدر رطوبة بلغمية بيضاء إلى المثانة إذا أكثر أكله حتى يحدث فيها كثيرا تقطير البول . سلمويه : ينفع من الإسترخاء في جميع البدن شربا . الطبري : يقتل الأجنة قتلا قويا جدا شربا وحمولا وهو رديء للمعدة ليبسه وقال في كتاب الجوهرة : إن خاصيته في إذهاب المواد الرديئة وإخراجها . الفارسي : ينشف القيح من الجوف ويزيد في الباه ويشهي الطعام . الدمشقي : ليس بجيد للكلى لأنه يقطع الأخلاط تقطيعا قويا . عيسى بن ماسة : خاصيته إذا شرب بالماء الحار يحل القولنج ويخرج الديدان وحب القرع وورقه رديء للمعدة . ابن ماسويه : وإن شرب منه بعد سحقه خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح العارضة في الأمعاء ونفع من وجع القولنج وإن شرب منه مقلوا عقل الطبيعة ولا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي . حبيش : يسخن الكبد الباردة وينفع من برد الكليتين إذا عريتا من الشحم ومن عرق النسا إذا شرب منه غير مقلو ويقلع اللحم والدم اللزج من المعدة وإن قلي أمسك الطبيعة وإن شرب غير مقلو أسهلها . إسحاق بن عمران : وإذا حمص وشرب ببعض الأشربة الحابسة للبطن منع الإسهال العارض من الرطوبة ونفع من الزحير وإذا حمل على القروح العتيقة نقاها وإذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة ومنع من تساقط الشعر وإن سحق نيئا وسف نفع من البرص وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل نفع منها وإن سحق مع دم الخطاطيف وطلي به على الوضح غيره التجربيين : والحرف إذا خلط بالزفت مدقوقا ينفع من قروح الرأس العسرة البرء كالشهدية والحزاز المتقرح وإذا خلط بالغار ووضع على وجع المثانة المتولدة عن البرد نفعه وإذا خلط بالعسل ولعق نفع السعال المتولد عن أخلاط غليظة وينفع أوجاع الجنبين عن سدد غليظة الأخلاط وينفع مع العسل أو فصوص البيض النيمرشت من شدخ عضل الصدر إذا أنصبت إليه المادة من صدمة أو دفع عضو آخر ، وكيف كان بأن يلعق ، وإذا خلط مقلوا كما هو حبا صحيحا دون سحق في حسو نشا أو حسو دقيق حواري أو حسو أرز أو مح بيض نيمرشت أو شحم مذاب نفع من إستطلاق البطن ومن السحج الحادث عن أخلاط بلغمية وإذا سحق وطلي به النمش مع العسل أو مع الصابون إن كان قويا قشره ، ولا يعاد حتى ترجع القشرة إلى حالها الأول ، فإن كان للنمش ظهور أعيد ، وإذا ضمدت به اللسعة من العقرب نفعها . | حرف السطوح : وباليونانية بلسقي وعامتنا بالأندلس يعرفها بالأسيرون ويسميه أكثر الأطباء حرفا بابليا . ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات دقيق الورق طول ورقه أصبع منبسط على الأرض مشرف الأطراف ، وفيه شيء من رطوبة لزجة وله قلب في وسطه دقيق طوله شبر له شعب يسيرة وعلى كله ثمر واسع الطرف فيه بزر شبيه بالحرف شكله على شكل الفلكة كأنه شيء قد عصر من جانبين ، وله زهر لونه إلى البياض وينبت في الطرق وعلى الحيطان والسياجات . جالينوس في السادسة : بلسفي هذا أيضا بزر بعض النبات وقوته حادة حتى به تفجر الدبيلات التي تحدث في الجوف إذا شرب وهو أيضا يدر الطمث ويفسد الأجنة وإذا احتقن به نفع من عرق النسا بأن يسهل شيئا يخالطه دم ، وهو أيضا يخرج من فوق ومن أسفل أخلاطا مرارية متى شرب منه مقدار أربعة دوانيق ونصف . ديسقوريدوس : وبزره حريف مسخن إذا شرب منه مقدار أكسوثافن أخرج المرة الصفراء بالقيء والإسهال وقد يحقن به لعرق النسا ، وقد يسهل الدم إذا احتقن به وإذا شرب فجر الدبيلات التي تكون في باطن البدن ويدر الطمث ويقتل الأجنة وقد زعم فراطوس أنه يكون منه ضرب آخر يسميه بعض الناس جردلا فارسيا وهو نبات عريض الورق كبير الأصل يقع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا . لي : هذا النوع هو المعروف بالشام بالحرفق وأما أهل مصر والإسكندرية فإنهم يعرفونه بالحرفرق وبحشيشة السلطان أيضا . | حرف مشرقي : ديسقوريدوس في الثانية : ذاربن وهو نبات طوله ذراع له قضبان دقاق عليها الورق من ناحيتين متقابلتين وفي ورقه مشابهة بورق السنطرح ، غير أنه أنعم وأشد بياضا ، وله على أطراف القضبان أكلة مثل أكلة النبات الذي يقال له أقطى ، وله زهر أبيض أو فرفيري غليظ طيب الرائحة وقد يطبخ هذا النبات بحشيش الشعير خاصة بالبلاد التي يقال لها قنادوقيا ، وثمره إذا جفف يستعمل في الطعام مكان الفلفل . | حرف الماء : ديسقوريدوس في الثانية : سيسقريون ومن الناس من سماه قردامومن ومنهم من يسميه أيضا سبن هذا نبات مائي ينبت مثل ما تنبت قرة العين وسماه بعض الناس قرداميني لأن طعمه شبيه بطعم قردامومن وهو الحرف وله ورق مستدير في أول ما يظهر فإذا كبر صار له تشريف شبيه بتشريف ورق الجرجير . جالينوس في الثامنة : إذا كان هذا النبات يابسا فهو في الدرجة الثالثة التي تسخن وتجفف ، وإذا كان رطبا طريا فهو في الدرجة الثانية . | ديسقوريدوس ورقه مسخن مدر للبول وقد يؤكل أيضا نيئا ومطبوخا ويتضمد به ويودع الضماد الليل أجمع ويغسل بالغداة فينقي البثور اللبنية والكلف . | حرير : هو الإبريسم وقد ذكرته في الألف ، وقال ابن ماسة : الحرير عربي والإبريسم عجمي معرب ، وقال ابن ماسه : إذا نسج دود الحرير على نفسه وتم غشاؤه فإنه إن ترك في الشمس ثقبه وخرج منه ، وإذا خرج عنه اتخذ منه الإبريسم والقزوان ترك في الشمس حتى يموت يسمى حينئذ حريرا . | حرشف : هو أنواع كثيرة لكن المشهور منها بذلك الاسم عند الأطباء نوعان بستاني ويسمى الكنكر وبعجمية الأندلس قنارية ، وسنذكره فيما بعد ومنه بري رؤوسه كبار على قدر الرمان وشوكه حديد وليس له ساق وتسميه البربر بالمغرب الأقصى أقران ومنه بري أيضا يسمونه باليونانية سقلومس ، وهو المعروف عند عامة الأندلس باللصف وصاده مكسورة . ديسقوريدوس في الثالثة : سقولومس هو صنف من الشوك وورقه فيما بين ورق حامالاون وأفالوفي وهو الباذرود إلا أن ورقه أشد سوادا وله ساق طويلة مملوءة ورقا ، عليها رأس مشوك وله أصل أسود غليظ . جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات يحدر بولا كثيرا منتنا متى سلقه الإنسان بشراب وشرب ذلك الشراب ولذلك صار أيضا يذهب رائحة الأبطين ونتن رائحة البدن كله إلا أن فعله هذا يفعله بجملة جوهره من قبل أن يخرج من البدن ما كان هذا سبيله من الأخلاط فأما الأفعال التي يفعلها بكيفياته فيدل على أنه حار في الدرجة الثانية نحو آخرها ، وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها وأنه يابس في الدرجة الثانية . ديسقوريدوس : إذا طبخ الأصل بشراب كان صالحا لمن كان أبطأ . وسائر بدنه منتنا وبال بولا كثيرا منتنا ويؤكل هذا النبات وهو طري مثل ما يؤكل الهليون . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الحرشف يدر البول أكثر مما يدره الهليون وهو أسخن من الهليون وألطف وأقل رطوبة وأنفع للمبرودين فأما المحرورين فليأكلوه بعد سلقه بالخل ويشربوا عليه سكنجبينا حامضا ويصطبغوا بعده لقما بالخل ويأكلوا من سكباجة حامضة إن حضرت معه وهو كاسر للرياح مسخن للمثانة والكلى مخرج لما في الصدور لأصحاب الربو والسعال الغليظ ومن أخذه من هؤلاء فليكن بغير مري ولا خل ولكن مصلوقا واسفيداجا . المجوسي : الحرشف بأنواعه كلها يعقل الطبيعة والبطن ويقتل القمل إذا غسل بمائه الرأس ويذهب الحرارة منه . | حرشف بستاني : هو الكنكر وسيأتي ذكره في حرف الكاف . | حرذون : ابن سينا : هو في طبعه قريب من طبع الورل . مهراريس في خواصه : إن علق قلب الحرذون على صاحب حمى الربع في خرقة سوداء أبرأها وأزالها . ابن الهيثم : في كتاب الإكتفاء جلده إذا أحرق وطلي به إنسان لم يخف ما يناله من الضرب والقطع . جالينوس : قال قوم دمه يحد البصر فتركت تجربته لقذره فإني قدرت على غيره من الأدوية التي امتحنتها لفعل ذلك ، وقال في موضع آخر : وأما زبوله فإن النساء قد أكثرت منها وجربنها لأنها تصقل الوجه وتبسط جلدته كما تفعل أدوية كثيرة وقوة هذه الزبول يابسة حارة . ديسقوريدوس : وخرؤه يصلح للقمرة ولتحسين اللون وصقال الوجه والبشرة وأجود ما يكون من خرئه الشديد البياض الهين الإنغزال خفيفا كالنشاشتج وإذا خلط برطوبة إنماع سريعا وإذا فرك فاحت منه رائحة إلى الحموضة ما هي فيها شيء شبيه برائحة الجميز وقد يغشه قوم بخرء الزرازير التي تعلف الأرز ويكون خرؤها شبها بخرء الحرذون ومن الناس من يأخذ النشاشتج ويخلطه بالطين المسمى قيموليا ويلونه بالحشيشة التي يقال لها الخرسا وهو خس الحمار ثم يصفيه بمنخل واسع على تخاتج ويكون شكل الصفو كمثل الدود ويباع بحساب خرء الحرذون . | حرجول : هو الحرجل . ديسقوريدوس في الثانية : وهي جراد ليس لها جناح وهي عظيمة الجسم إذا أخذت غير مطبوخة ولا مملوحة وجففت وشربت من غير أن تعتق بالشراب نفعت منفعة عظيمة من لسعة العقرب وقد يكثر استعمالها أهل المدينة التي يقال لها نيطش من البلاد التي يقال لها لينوى . جالينوس في الحادية عشرة : ويزعمون أنه في بلاد نيطش يجفف الحيوان المسمى أثيراون ويسقى منه للسعة العقرب . | حرباء : ديسقوريدوس : ودم الحيوان الذي يقال له حامالاون وهو الحرباء يقال إنه إذا نتف الشعر النابت في العين وجعل في أصوله لم يتركه أن ينبت . | حربث : الغافقي : هو نبات ينسطح على الأرض له ورق طوال وبين ذلك الورق شيء صغار ، وقال الأصمعي : أطيب الغنم لحما ما أكل الحربث . غيره : منابته السهول وقال بعض المحدثين تسميه بعض الناس التمك وبعجمية الأندلس بيزور وهي شجيرة صغيرة دقيقة الورق طيبة الريح طعمها طعم الفلفل وهي طيبة لرائحة الفم جدا . | حزاز الصخر : وأهل مصر يسمونه حناء قريش . جالينوس في الثامنة : وهذا هو شبيه بالطحلب ومن توهم أنه من جنس النبات فقد أصاب وأحسبه إنما هي سميت حزازا لأنها تشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو القوباء وقوته تجلو وتبرد معا إلا أن تبريدها يسير وهي تجفف من الوجهين جميعا بالجلاء والتجفيف الذي اكتسبته من الصخرة والتبريد من الماء لأنه إنما ينبت على صخور ندية يقع عليها الندى والطل وليس بعجب أن يكون شيء مركب من مثل هذه الطبائع يمنع حدوث الأورام الحارة فأما أن كان هذا الدواء يقطع الدم المنفجر على ما قال ديسقوريدوس فليس عندي في هذا الدواء شيء أقوله . ديسقوريدوس في الرابعة : يتولد على الصخر الندي وإذا تضمد به قطع نزف الدم مسكن للأورام الحارة وإبراء القوابي وإذا خلط بالعسل وتحنك به نفع من اليرقان وسكن ورم اللسان . | حزاءة : أبو العباس النباتي : اسم لنبتة جزرية الورق إلى البياض ما هي أصلها أبيض جزري الشكل إلى الطول ما هو طعمه بيسير حرافة وساقه في غلظ الأصبع يتفرق في أعلاه إلى أغصان دقاق متشعبة عن أكلة كزبرية الشكل إلى الصفرة ما هي هي أكبر من الكزبرة فيها مشابهة من أكلة الجزر البري يخلف بزرا عريضا لاطئا مزوي عدسي الشكل إلى الطول ما هو حريف الطعم ، فيه عطارة وطعم ورقه وأصله طعم الجزر والرازيانج معا بيسير حرافة رأيته في أرض ببابل بمقربة من الكوفة ورأيت البزر منه ببغداد معروف بهذا الاسم وببلاد المشرق والنبتة تسميها الأعراب بالذي سميتها به أول الاسم حاء مهملة مكسورة بعدها زاي مفتوحة ثم ألف ثم همزة بعدها هاء . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يسخن المعدة ويهضم الطعام ويطرد الريح ولا يصلح للمحرورين لأنه يهيج الرمد سريعا وهو نافع لأصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض فإن أخذه المحرورون فليشربوا عليه سويقا وسكرا . ابن ماسويه : نافع من لسع الهوام مدر للبول ويعطش إعطاشا كثيرا . البصري : كامخ الحزاءة رديء للرأس ويورث السدد ويصلح لبرد المعدة والبخر ونتن الفم ويهيج المرار ويظهر الجرب والبثر في البدن . | حزاء : قال الغافقي : قال أبو حنيفة : هو النبتة التي تسمى بالفارسية الديناروية وهي تشفي الريح وريحها كريهة وورقها نحو من ورق السذاب وليس في خضرته وقيل إنه سذاب البر . | الطبري : هو الزوفرا وهو سذاب البر وهو شبيه بالسذاب في صورته وقوته . الرازي : الحزاء المسمى بالفارسية ديناروية . الفلاحة : هي بقلة حارة حريفة قليلا يشوبها مرارة ورقها كورق الرازيانج في ملسها خشونة وهي تضاد دسم العقارب والأدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ وتفش الرياح ولا تنفخ البتة وتزيل الجشاء الحامض . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : تسخن المعدة وتهضم الطعام وتطرد الرياح وتنفع أصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض وتهيج الرمد سريعا . ابن ماسة : نافع من لسع الهوام يدر البول ويعطش إعطاشا كثيرا . ماسرحويه : هو شبيه بالسذاب في القوة قاطع للمني . | حزاءة أخرى : الغافقي : قال ابن دريد : هي بقلة ورقها مثل ورق الكرفس أو ورق الجزر ، ولها أصل كالجزرة ويظهر منه شيء على الأرض وهي تنبت مسلطحة ثم تتشعب غصنه إذا استلقت . الفلاحة : بقلة ورقها دقاق متفرق متشعب يشبه ورق الجزر يطلع كالكرفس من أصله وفي طعمه حرافة وحدة طيبة غير مكروهة يضرب طعمها إلى شبه طعم الرازيانج وهي أطيب وهي هشة ليس فيها شيء من اللزوجة مستطابة ولها في رؤوسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وهي مسخنة إسخانا يسيرا على مزاج الكبد الباردة يهضم الطعام ويزيل الخمار ويصلح مزاج البدن والأحشاء ويزيل إدمانها الصفرة من الوجه وسائر البدن ويفتح سدد الكبد والطحال ويشوبها قبض مع عطرية ويسخن الكلى ويسمنها وينقي المثانة ومجاري البول ويشفي من الزكام وينفع الدماغ ويحلل منه رطوبات وهي أشد الأشياء موافقة للبواسير ينفع من نفوذها ويسكن وجعها بالتضميد وإدمان أكلها . | حزنبل : التميمي في كتابه في المرشد : هذا عرق شجرة من النبات ليس لها فرع يطول كبير طول بل قد يغلظ في بطن الأرض ويرمي بقضبان طوال وله ورق أخضر ولون هذا العرق أسمر يضرب إلى البياض والغبرة ، وإذا مضغ كان لين المضغ شمعيا يتعجن إذا مضغ كان فيه دهانة وطعمه حلو تشوبه مرارة مثل المرارة التي في طعم الفاريقون ومنابته بطرسوس وبغيرها من أرض الشام وبطبرية وبجبال البيت المقدس منه شيء كثير وخاصته إبطال فعك سم العقارب والنفع منه وأفضله ما جلب من طرسوس وما يليها وليس فيها شيء من الحشيشة اليابسة بل بجميع أجزائه لينة يتعجن إذا مضغ والشربة منه من وزن درهم إلى مثقال وقد ينفع أيضا من سموم الحيات ويشرب بسيطا وحده بشراب أو بمطبوخ الماء والعسل فيتبين له نفع بين وأمر عجيب محمود . لي : هذا النبات قد زعم قوم أنه الفاشرا وهو خطأ وإنما هو غيره وهو كثير بأرض الغور وخاصة من الضيعة المعروفة بالجديدة إلى جسر الصنبرة إلى تل الثعالب مع ساحل بحيرة طبرية الأرض منها هناك مستجلسة وتجده في هذه الأرض منفرشا عليها يشبه في نباته نبات اليبروح أعني في عرض ورقه وتراكم بعضه على بعض ، إلا أن ورق الحزنبل عليه زغب يسمو من وسطه قصبة مزواة جوفاء وبزرها محيط بها مثل القراسيون ، وعروقه إذا قلعت في الربيع يكون كما قال التميمي يتعجن عند المضغ ، وإذا قلعت في الصيف عند استكمالها وجفاف ورقها تكون كأنها العظام في صلابتها وتقيم سنين كثيرة لا يسرع إليها التآكل مجرب . وهذا هو المرباقلن النافع من السموم جميعها عند أهل الشام وأطبائها بلا شك فاعلمه . | حسك : تسميه عامة المغرب بالأندلس حمص الأمير . ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان أحدهما بري ينبت في الخربات وعند الأنهار وورقه شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أدق منه وله قضبان طوال منبسطة على الأرض وعند الورق شوك ملزز صلب ، ومنه صنف آخر ينبت على الأنهار وقضبانه مرتفعة على الأرض خفي الشوك عريض الورق وله قضبان طوال فيها الورق وساق طرفها الأعلى أغلظ من الطرف الأسفل وعليه شيء نابت في دقة الشعر مجتمع شبيه بساق السنبلة ، وثمره صلب مثل ثمر الصنف الآخر . جالينوس في الثامنة : هذا النبات مركب من جوهر رطب يسير الرطوبة ومن جوهر يابس ليست يبوسته يسيرة مع أنه بارد رطب ، والأغلب على الحسك الذي ينبت في البر الجوهر الأرضي وهو الذي بينا فيه أنه قابض ، والغالب على الحسك النابت في الماء الجوهر المائي ولذلك صار هذان النوعان من الحسك موافقين لمنع الأورام الحارة من الحدوث ، وبالجملة هي صالحة في كل موضع يسيل وينصب إليه شيء وأما ثمرة الحسك الذي ينبت في البر فإنها إذا شربت فتتت الحصاة المتولدة في الكليتين . ديسقوريدوس : وكلا الصنفين يبردان ويقبضان وقد يتضمد بهما الأورام الحارة وإذا خلط بالعسل أبرأ القلاع والعفونات العارضة في الفم وأورام العضل التي عن جانبي الحلق ووجع اللثة وقد تخرج عصارة هذا النبات وتستعمل في الإكحال وثمره إذا شرب رطبا نفع من الحصاة المتولدة في الكلى والمثانة ، وأحد الصنفين وهو الأول إذا شرب منه مقدار درهمين وتضمد به نفع من نهشة الأفعى ، وإذا شرب بالشراب وافق الأدوية القتالة ، وطبيخه إذا رش في موضع فيه براغيث قتلها والذي عند النهر الذي يقال له سطرموس من الأمة التي يقال لها براقي يدلفون خيلهم بهذا النبات إذا كان رطب ويعملون من ثمره خبزا لأنه حلو مغذ ويستعملونه بدل خبز الحنطة . سندهشار : جيد لوجع المثانة وعسر البول زائد في المني . غيره : ينفع من القولنج وكل ما يفعله بزره يفعله عصير ورقه إذا شرب رطبا أو جففت عصارته واستعملت . إسحاق بن عمران : وللحسك بزر أصفر صغير فيلقيه ثم يعقد حسكا يشبه الفول له ثلاث شويكات وداخله حب صغير أصفر يشبه الحلبة وكثيرا ما ينبت في البحائر والأرض الرملة وعصيره يستخرج كما يستخرج عصير الغافت وهو أن يؤخذ نباته أخضر ، وقد تناهى طيبه فيدق ويعصر ويجفف عصيره في الظل . | حسل : الرازي : يسمى باليونانية حسمى وهو بقل يشبه الصعتر الطويل الورق المعروف بالبرمر إلا أنه أعظم منه وأطيب رائحة فهو لذلك أجود للمعدة . قال صاحب الفلاحة : الحسمى هو الحسل يشبه الصعتر البستاني إلا أنه أغبر وهو أطول ورقا من الصعتر ، وفيه شيء يطول حتى ينطوي بعضه على بعض ، ويطبخ مع الطعام ويؤكل نيئا وهو يصلح المعدة ويطيب الجشاء ويصلح الطعام الفاسد فيها ويسرع إحدار الطعام ويطيب النكهة وقد يشفي من لدغة العقرب ونهشه الرتيلا . | حشيشة الزجاج : وبالرومي الكسيني وعامة الأندلس تسميها بالحبيقة وبالحبقالة أيضا تصغير حبق . ديسقوريدوس في الرابعة : القيسني : هو نبات ينبت في السياجات وفي الحيطان وله قضبان دقاق لونها إلى الحمرة وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لبتورسطس عليه زغب وعلى القضبان شيء شبيه بالبزر خشن يتعلق بالثياب . جالينوس في السادسة : قوة هذا النبات تجلو وتقبض معا قبضا يسيرا مع رطوبة فيها باردة فهو لذلك ينفع جميع الأورام في الابتداء وفي الرمد إلى المنتهى وخاصة الأورام الحارة ويوضع أيضا على أورام اللحم الرخو في إبتدائها فينفعها فأما عصارته فنافعة مع دهن الورد لوجع الأذن الحادثة عن ورم حار باعتدال ، ومن الناس قوم يتغرغرون له لورم النغانغ ، ومن الأطباء قوم قد سقوا منه أصحاب السعال المزمن وهو يعطيك من نفسه تجربة ما فيه من قوة الجلاء لفعله ما يفعله في أواني الزجاج . | ديسقوريدوس : وللورق قوة مبردة قابضة ولذلك إذا تضمد به أبرأ الحمرة والبواسير النابتة في المقعدة وحرق النار والأورام التي يقال لها فوجيلا في ابتداء كونها والأورام الحارة والبلغمية وعصارة هذا النبات إذا خلطت بأسفيذاج الرصاص ولطخت به الحمرة والنملة نفعت منهما وإذا خلطت بقيروطي متخذة من دهن الحناء أو خلطت بشحم تيس نفعت من النقرس ، وإذا تحسى من العصارة أيضا مقدار قوانوس نفع من السعال المزمن وإذا تغرغر به أو تحنك به نفع من اللوزتين ، وإذا خلطت بدهن الورد وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها . الغافقي : ورق هذا النبات إذا حكت به القوابي أبرأها وإنما سميت بهذا الاسم لأن آنية الزجاج إذا اتسخت تجلى بها وذلك بأن يقطع ويلقى فيها ويحرك مع الماء فيها فيجلوها بخشونتها وينقيها . | حشيشة الداحس : ديسقوريدوس في الرابعة : قاريوحنا . هو نميش صغير شبيه بالنبات الذي يقال له أنتلس إلا أنه أقصر منه وورقه أكبر من ورق أنتلس وينبت في الصخور وإذا تضمد به أبرأ الداحس والقروح التي يقال لها الشهدية . جالينوس في الثامنة : هذا يسمى باليونانية قاريوحنا لأنه يشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو الورم الحادث في أصول الأظفار المسمى بالداحس وبحسب ما قال ديسقوريدوس هو يشفي أيضا السعفة الرطبة الحادثة في الرأس وقوته لطيفة وهو يجفف بلا لذع لأن الأدوية التي تشفي هذه الأورام المسماة مسامير حالها هذه الحال والأمر معلوم ، فإن ما كانت هذه حاله يحلل جميع العلل المحتاجة إلى التحليل والأدوية التي حالها هذه الحال هي جميع الأدوية التي تسخن وتجفف في الدرجة الثانية كما يفعل هذا الدواء وكل ما جوهره جوهر لطيف . | حشيشة الأسد : هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي وقد ذكرته في حرف الألف . | حشيشة السعال : هذا الدواء المسمى باليونانية فيحزيون وسيأتي ذكره في حرف الفاء . | حشيشة الطحال : يقال على الدواء المسمى باليونانية سقولوفندريون ، وقد ذكرته في السين ويقال على النبت المسمى باليونانية طوقوريوس وقد ذكرته في الطاء وعلى الدواء المسمى باليونانية أنيونيطس وقد ذكرته في الألف . | حشيشة الأفعى : هو الدواء المسمى باليونانية أوارسي وبالعربية البلكي ، وقد ذكرته في حرف الباء . | حشيشة دودية : هو السقولوفندريون سميت لذلك لشبهها في نباتها بخلقة الدودة المسماة باليونانية سقولوفندو ، وهي أم أربعة وأربعين . | حشيشة البرص : يقال على الدواء المسمى بالبربرية أطريلال وقد ذكرته في الألف وعلى الدواء المذكور في آخر المقالة الثانية من كتاب ديسقوريدوس ، ويسمى باليونانية طيلافيون . | حصرم : أبو حنيفة : هو غض العنب ما دام أخضر وهو في الكرم بمنزلة البلح في النخل . | وقال : وعصارته نسمى بالفارسية غورافشرج ومعناه رب الحصرم . الإسرائيلي : وقوته في البرودة من الدرجة الثانية ومن اليبوسة من الدرجة الثالثة . جالينوس : وقوة عصارته مجففة في الدرجة الثالثة . الرازي : هو عاقل للبطن قامع للمرة والدم . غيره : يولد رياحا ومغصا . حنين : في كتاب الكرمة يضعف معدة المدمن عليه وإذا جفف في الفيء وسحق ودلك به البدن في الحمام نفع من الحصف وقوى البدن ومنع من أن يحدث فيه الحصف في تلك السنة ويبرد البدن . ديسقوريدوس في الخامسة : وعصارة الحصرم ينبغي أن تستخرج قبل أن يطلع نجم الكلب ويشمس في إناء من نحاس أحمر مغطى بثوب ولا يزال في الشمس إلى أن يجمد كله ، وينبغي أن يخلط ما جمد منه بما لم يجمد فإذا كان بالليل يرفع الإناء من تحت السماء فإن الأنداء تمنع من أن تجمد العصارة فاختر منها ما كان أصفر إلى الحمرة سهل الإنعزال يقبض قبضا شديدا ويلذع اللسان ، ومن الناس من يطبخ العصارة ويعقدها بالطبخ وقد يوافق مخلوطه بالعسل أو بالشراب الحلو للعضل الذي عن جنبي اللسان والحلق واللهاة والقلاع واللثة الرخوة التي يسيل إليها الفضول والآذان التي يسيل منها القيح . وإذا خلطت بالخل نفعت النواصير والقروح المزمنة والقروح الخبيثة التي يسعى في البدن وقد يحتقن بها لقرحة الأمعاء ولسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ، وإذا اكتحل به أحد البصر ووافقت خشونة العين وتأكل المآقي ويشرب لنفث الدم العارض قديما من انخراق بعض العروق وينبغي أن يستعمل وقد مزجت بالماء حتى يرق ويصير مائية ويستعمل منها الشيء اليسير لأنها تحرق إحراقا شديدا ، وأما الشراب الحصرمي فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب ، ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس ، وقوة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة نافع لمن يعسر إنهضامه للطعام وللمعدة المسترخية والمرأة الوحمى ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال أنه ينفع الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإنه إن لم يفعل به ذلك لم يكن شروبا ، وقال مرة أخرى : وأما صنعة شراب العاقومالي وهو شراب الحصرم تأخذ حصرما لم يسود ثم يشمسه ثلاثة أيام ثم تعصره وتأخذ من عصيره ثلاثة أجزاء وتلقي عليها من عسل جيد منزوع الرغوة جزءا واحدا ثم تصيره في إناء من خزف وتدعه في الشمس وقوة هذا الشراب قابضة مبردة ويوافق من كان في معدته استرخاء وإسهال مزمن وإنما يستعمل بعد سنة . ابن ماسويه : رب الحصرم دابغ للمعدة قاطع لإسهال المرة الصفراء مسكن للغم الحادث منها ، قاطع للعطش العارض من المرة ، صالح من الحمى الحادة ، قاطع لقيء المرة الصفراء ، عاقل للطبيعة ، مقو للكبد ، يذهب بالحمار ولا سيما إذا كان معه رب الرمان المر . الرازي : رب الحصرم قامع للدم والصفراء جدا مسكن لالتهاب المعدة الذي مع حرارة والتهاب . ابن عمران : رب الحصرم ينبه الشهوة . بولس : رب الحصرم يابس يقبض قبضا شديدا ومن ههنا صار موافقا في العلل السيالة لا سيما في العلل التي تعرض في المقعدة . | عيسى بن ماسه : شراب الحصرم مز نافع للحوامل من النساء فإنه يقوي معدهن ، ويمنعها من قبول كيموسات رديئة لزجة ويمسك الجنين من أن يسقط . الرازي : وبدل عصارة الحصرم عصير التفاح الحامض . | حضض : ديسقوريدوس في الأولى : لوفيون . هي شجرة مشوكة لها أغصان طولها ثلاثة أذرع وأكثر عليها الورق وهي شبيهة بورق شجر البقس ملزز ولها ثمر شبيه بالفلفل أسود ملزز مر المذاق أملس وقشر الشجر أصغر شبيه بالحضض المدوف بالماء ولها أصول كثيرة ذاهبة في جانب خشنة ويكون بالبلاد التي يقال لها ماقدونيا ، والبلاد التي يقال لها لوقيا ، وفي أماكن أخر كثيرة . وبنيت في أماكن الأرض الوعرة وقد يخرج عصارة الحضض إذا دق الورق كما هو ويطبخ مع الشجرة أو أنقع أياما وطبخ وأخرج من الطبخ وأعيد ثانية إلى الطبخ على النار حتى يثخن ويصير مثل العسل ، وقد يغش بعكر الزيت يخلط به في طبخه أو بعصارة الأفسنتين أو بمرارة بقر ، وينبغي أن يجمع ما كان منه طافيا وكان شبيها بالرغوة وتخزنه ويستعمل في أدوية العين ، فأما الباقي فاستعمله في غير ذلك من الأدوية وقد يكون أيضا من ثمر الحضض عصارة بأن يشمس ويعصر والجيد من الحضض ما التهب بالنار وإذا طفىء أرغى عند ذلك رغوة لونها شبيه بلون الدم وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون وما لم يكن زهما وكان فيه قبض مع مرارة وكان لونه مثل لون الزعفران كالذي تجده في الحضض الهندي فإنه على هذه الصفة وهو أجود ما رأيناه وأقواه فعلا . جالينوس في السابعة : هذه شجرة شوكية منها يتخذ الحضض وهو عندنا دواء رطب يستعمل في مداواة الكلف ومداواة الأورام والقروح الحادثة في الفم وفي الدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة والآذان التي يخرج منها القيح والسحج والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار ، وذلك لأن قوته تجفف وهو مركب من قوى أجناسها متباينة فواحدة منها لطيفة محللة حارة والأخرى أرضية باردة ، ومن قبل هذه القوة صار للحضض قبض إلا أن هذه قليلة في هذا الدواء جدا فأما التحليل والتجفيف فليس هما قليلين بل هما منهما في الدرجة الثانية وأما الحرارة فهو منها نحو المزاج الوسط المعتدل ، ولذلك صار الناس يستعملون هذا الدواء في مداواة أدواء مختلفة ، فمرة يستعملونه على أنه دواء يجلو جلاء شافيا فيكحلون به العين لينقي ما يكون في وجه الحدقة مما يظلم به البصر ومرة يستعملونه على أنه يجمع أجزاء العضو ويشده ويسقون منه أصحاب الإستطلاق ومن به قرحة في أمعائه والنساء اللواتي بهن النزف وهذا النوع من الحضض يكون في بلاد لوقيا وبلاد قيادوقيا كثيرا جدا ، وأما النوع الآخر منه وهو الهندي فهو أقوى وأبلغ في هذه الأشياء كلها . ديسقوريدوس : وقوته قابضة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء جرب العين وحكتها ويقطع عنها سيلان الرطوبات السائلة إليها سيلانا مزمنا ويوافق الآذان التي يسيل منها مدة وإذا تحنك به وافق ورم الحلق وإذا لطخ به وافق اللثة القرحة والقروح المتعفنة وشقاق المقعدة والشجوج ، وإذا شرب أو احتقن به نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وقد يسقى بماء لنفث الدم والسعال ، وقد يهيأ منه حب ويسقى أولا ولا يهيأ منه حب ولكن كما هو لعضة الكلب الكلب وقد يحمر الوجه الشعر وقد يشفي من الداحس والنملة والقروح الخبيثة ، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة سيلانا مزمنا من الرحم ، وقد يقال أن الهندي يكون من الشجرة التي يقال لها الحيطس وهذه الشجرة هي صنف من الشوك لها أغصان قائمة طول ثلاثة أذرع أو أكثر مخرجها من الأصل وهي أغلظ من أغصان العليق منفلقة القشر لونها أحمر مثل لون الدم وله ورق مثل ورق الزيتون ، وقد يقال أنه إذا طبخ مع الأغصان بخل نفع من الأورام العارضة للطحال ومن اليرقان ويدر الطمث وقد يقال أنه ينفع ذلك إن لم يطبخ بل يشرب كما هو مسحوق فإنه إذا شرب من ثمرته وزن مسطرون أسهل بلغما مائيا ، وينفع من الأدوية القتالة . ماسرحويه : الفيلزهرج ثلاثة ضروب : أحدها : هندي ، والثاني : عربي وهو الذي يسمى الحضض ، والثالث : يعمل من الزرشك وهو شوك الحضض الهندي ، وهو أن يؤخذ حضض الزرشك فيطبخ بالماء طبخا جيدا حتى لا يبقى فيه شيء من القوة ثم يصفى ويطبخ بالماء حتى يحمر وكلها معتدلة في الحرارة والبرودة قابضة وأقواها كلها الهندي وخاصة في تقوية أصول الشعر وأنفعها للأورام الحضض الذي يصنع من الزرشك قوته قوة دم الأخوين إلا أنه دونه ويجفف البلة في العين وسائر الأعضاء ويقويها لمكان ما فيه من امتزاج القوى . بديغورس : خاصة الحضض النفع من الأورام الرخوة والحرارة والنفاخات في الجسد وقطع الدم . الطبري : يغزر الشعر إذا طلي عليه . سندهشار : الفيلزهرج ينفع من أوجاع العين والأورام والجذام والبواسير والقروح . ابن ماسه : ينفع للسع الهوام والأورام الجاسية الكائنة في أصول الأظفار . | الرازي : ينفع من الخوانيق إذا تغرغر به . ابن البطريق : يطلى به موضع عضة الكلب الكلب ويحشى به حتى يبلغ قعر العضة فينفع منها . غيره : يسقى منه كل يوم نصف مثقال بماء بارد لهذه البلية فينتفع به . | حفاء : هو البردي وقد ذكرته في حرف الباء من قبل . | حلبة : جالينوس في 8 : تسخن في الدرجة الثانية وتجفف في الدرجة الأولى ولذلك صارت تهيج الأورام الملتهبة فأما الأورام القليلة الحرارة الصلبة فإنها تحللها وتشفيها وقال في أغذيته : الحلبة اليابسة منها تسمى قرن الثور وقرن العنز وهي تسخن إسخانا بينا ، وإذا أكلت مع المري قبل الطعام لينت البطن وكثيرا ما تصدع وربما غثت وإذا أكلت مع الخبز قل تليينها للبطن ولم تصدع ولم تغث ، وبقلة الحلبة تصدع إذا أكثر من أكلها وتحدث لبعض الناس غثيانا وأما الحلبة المطبوخة إذا شربت مع العسل تطلق البطن وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة ، وفي هذا الماء لزوجة وحرارة فهو بلزوجته مأمون أن يؤذي وبحرارته مسكن الأذى وفيه قوة تجلو فهو بهذا السبب يحرك الأمعاء ويستدعيها إلى دفع مما فيها بالبراز ، إلا أنه ينبغي أن يكون مقدار ما يخلط معه من العسل يسيرا كيما لا يكون لذاعا فأما من كانت في صدره أوجاع مزمنة من غير أن يكون معها حمى فينبغي أن يطبخ له الحلبة مع تمر لحيم ويؤخذ شيرجها فيخلط معه عسل كثير ويطبخ على جمر حتى يثخن ثخنا معتدلا ويسقيه منه قبل وقت الطعام بوقت يسير ، وقال في كتابه لملكة الروم : وأما الحلبة المنبوتة التي تستعملها الروم فإنه إذا أكلها إنسان أكلا معتدلا فإنها تنفع المعدة وإن أكثر منها أثخمته وصدعته ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ولا يشبع منها . ديسقوريدوس في الثانية : وطيلس ولها أسماء كثيرة الدقيق الذي يعمل منها إذا خلط بماء لقراطن وطبخ وتضمد به كان ملينا ودقيق الحلبة يصلح للأورام الحارة العارضة في الجسم الظاهرة منها والباطنة وإذا خلط دقيقها بنطرون وتضمد به حلل ورم الطحال ، وقد تجلس النساء في طبيخ الحلبة وينفعهن ذلك لوجع الأرحام العارضة لهن من وجع الرحم وانضمامه وإذا طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة وقد تخلط بشحم أوز وتحتمل فتلين صلابة الرحم وتفتح انضمامه . ماسرحويه : طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب بالحزاز وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء . ابن ماسويه : تدر دم الحيض إذا شرب ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوة وهي مغيرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع مفسدة لرائحة العرق والبول محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ملينة للطبيعة . عيسى بن ماسه : ومن احتاج إلى تليين طبيعته يبتدي بها منبتة مع المري قبل الغذاء . الرازي : الحلبة تلين الصدر والحلق والبطن وتسكن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه جيدة للريح والبلغم والبواسير . الطبري في كتاب الجوهرة : إذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته . الدمشقي : تجلب البلغم اللزج من الصدر وتغزر البول . ابن سينا : حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها رديء وليس بالقليل ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار وتدخل في أدوية الكلف وتحسن اللون ، ودقيقها يلين الدبيلات وينضجها وطبيخها يشفي من الطرفة ويصفي الصوت ، ويجلس في طبيخها لورم الرحم ووجعه وانضمامه والحلبة تسهل ولادة الرحم العسر الولادة للجفاف . الرازي : بقل الحلبة إذا أكل كان نافعا من وجع الظهر والكبد وبرد المثانة ويقطر البول وأوجاع الأرحام الباردة . الحوز : والرطب من الحلبة يزيد في الدم جيدا . | حلق : أبو حنيفة : هي شجرة تنبت نبات الكرم تترقى في الشجر ولها ورق شبيه بورق العنب حامض يطبخ به اللحم وله عناقيد صغار كعناقيد العنب البري يحمر ثم يسود فيكون مزا ويؤخذ ورقه فيطبخ ويجعل ماؤه في العصفر فيكون أجود له من ماء حب الرمان ، ويحمل إذا جف في البلاد لذلك ومنابته جلد الأرض . ابن رضوان : هو نوع من الكشك يعمل من حشيشة باليمن حامض جدا بارد يابس قامع للصفراء يسكن الكرب الحادث عنها نافع للحمار والحصا قاطع للعطش . البالسي : وهذا يكون باليمن شجرة لطيفة تطرح حبا يشبه حب عنب الثعلب وعيدانها تشبه عيدان الكرم يؤخذ ورقها فيجمع ويلقى في تنور وقد سكن ناره ، فيصير قطعا سودا يشبه الكشك البابلي ، وهو حامض جدا بارد يابس في طبعه يقطع المرة الصفراء ويسكن اللهيب الحادث عنها في المعدة والذي يؤخذ منه مقدار خمسة دراهم فيلقي عليه ثلاثون درهما من الماء فإذا مرش صفى ذلك الماء . | حلبيثا : ديسقوريدوس في الرابعة : فيلبس ومن الناس من يسميه بقلة الحمقاء برية وأما أبقراط فإنه يسميه ببليون وهو تمنش ينبت أكثر ذلك في السواحل ، وهو كثير الأغصان والورق ملآن من لبن والورق شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به ، ويشبه ورق البقلة الحمقاء البستانية مستدير وفي أسافل الورق شيء من حمرة وتحت الورق ثمر مستدير شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به في الطب وقد يجمع ويرفع ويسقى منه وبيلص يجمع ويرفع ويعمل منه أيضا بالماء والملح كما يعمل وفيه مثل قوته . | جالينوس في 8 : وهذا النبات أيضا له لبن كلبن النبوع وأكثر ما ينبت عند البحر وأصله لا ينتفع به ولا يصلح لشيء كما لا يصلح أيضا أصل النبات المسمى بابلس وأما لبنة فقوي مع أنه ليس ينتفع به كثير المنفعة ، وأما بزره فنافع وهو ناري مسهل مثل بزر النبات المسمى بابلس . | حلبيب : بياءين منقوطتين كل واحدة منهما بواحدة من أسفلها بينهما ياء منقوطة باثنتين ساكنة . | ابن سينا : دواء هندي يشبه السورنجان حار يابس في الثانية يسهل البلغم والنخام والديدان وحب القرع والأخلاط الغليظة ، وينفع من النقرس وأوجاع المفاصل شربا . | حلفا : الشريف : نبت معروف إذا أخذ منها ثلاثة وأوقدت أطرافها وكوي بهن الدمل في أول ظهوره ثلاث مرات منعه من التزايد ، ورمادها إذا أحرقت حار يابس إذا غسل به الرأس نقاه من الأبردة تنقية بالغة وأزالها ، ولا يعدلها في ذلك دواء آخر ، وإذا شرب مع عسل وخل قتل الديدان في البطن يؤخذ لذلك ثلاثة أيام ولاء وإذا أوقدت أطرافه وكويت بها النملة الساعية نفع منها نفعا بينا . | حلاب : الشريف : حشيشة صغيرة تنبت في أطراف العمارات والأرضين الحرشا وورقها دقيق ولها قضبان دقاق ولها زهر دقيق أبيض وطول هذه الحشيشة مقدار شبر لا أزيد قوتها باردة يابسة عصارتها إذا خلط معها دقيق حواري وضمد بها بقايا الكسور والفكوك والوهن والوثي نفع منها ، وإذا خلطت بالحناء ويخضب بها أيدي الصبيان الصغار نفعت من الحكة العارضة لها والماء السائل منها . | حلتيت : هو صمغ الأنجدان . جالينوس في 7 : لها قوة تجنب جذبا بليغا وفيها بسبب هذا المزاج الذي ذكرته منها شيء ينقص اللحم ويذيبه . جالينوس في 7 : الحلتيت أكثر ألبان الشجر حرارة ولطافة ولذلك هو أشد تحليلا . جالينوس في الثانية : الحلتيت ينفع ورم اللهاة كنفع ألقاوانيا من الصرع ، وقال في قاطا حابس : إن حرارة الجاوشير ليست عند حرارة الحلتيت بشيء أبدا . | ديسقوريدوس في الثالثة : وقد يجمع من الأنجدان صمغ وهو الحلتيت بأن يشرط أصله وساقه وأجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة ما هو صافيا شبيها بالمر قوي الرائحة لا تكون رائحته شبيهة برائحة الكراث ولا كريهة المذاق هينا أن يداف ، وإذا ديف كان لونه إلى البياض . والحلتيت المعروف بقورنياس وهو الذي من قورنيا إذا ذاق إنسان منه قليلا فإنه على المكان يبدل بدنه كله ورائحته ليست بكريهة ، ولذلك إذا تنوول منه لا يكون للفم رائحة شديدة ، والحلتيت المعروف بميديفوس وتفسيره المائي وهو الذي من ماه ، والحلتيت الذي يعرف بسورياتغس وهو الذي من سورياهما أضعف قوة من القورنياس وأردأ رائحة ، وكل أصناف الحلتيت تغش قبل أن يجف بسكبينج يخلط به أو دقيق الباقلا ، ويعرف المغشوش منه بالمذاق والرائحة والذوق ، ومن الناس من يسمي ساق هذا النبات سلفيون ويسمي أصله ماء عنطاوس ويسمي ورقه مسقطس وأقوى هذا كله الصمغ وبعده الورق وبعده الساق والصمغ حريف ، وإذا خلط بالعسل واكتحل به أحد البصر وذهب بابتداء الماء النازل في العين وقد يوضع في التآكل العارض في الأسنان فيسكن وجعها ويخلط بالكندز ويلطخ على خرقة ويوضع على الأسنان فيسكن وجعها أيضا ويطبخ مع الزوفا والتين بخل ممزوج ويتمضمض بطبيخه فيفعل مثل ذلك ، وإذا وضع على القرحة العارضة من عضة الكلب الكلب نفع منها ، وإذا شرب أو تلطخ به نفع ضرر الحيوانات ذوات السموم كلها والجراحات العارضة من النشاب المسموم ، وقد يداف بزيت ويتمسح به للسعة العقرب ، وإذا شرطت الأورام الشبيهة القريبة في الخبث من الورم المسمى عبقرا ووضع الحلتيت في مواضع الشرط نفع منها ، وإذا وضع وحده أو مع السذاب والنطرون والعسل نفع منها ، وإذا وضع على المواضع التي منها قلع الثآليل المسمارية والغدد الظاهرة الناتئة بعد أن يخلط بقيروطي أو بجوف التين اليابس أذهب بها ، وإذا خلط بالخل أبرأ القوابي في حدثان كونها ، وإذا خلط بالقلنت والزنجار وصير في المنخرين وفعل ذلك أياما شفى من اللحم الزائد النابت في الأنف ، وينبغي أن ينزع اللحم إذا أكله هذا الدواء بالكليتين التي تسمى سوقولانيس وقد ينفع من خشونة اللحم المزمنة ، وإذا ديف بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت الذي عرض له البحوحة دفعة ، وإذا خلط بالعسل تحنك به حلل ورم اللهاة وقد يتغرغر به مع ماء القراطن فينفع من سوندجي ، وإذا استعمله في طعامه حسن لونه ، وإذا تحسى ببيض وافق السعال اليابس ، وإذا طرح في الإحساء وتحساه من به شوصة وافقه ، وإذا استعمل بالتين اليابس وافق اليرقان والختر ، وإذا شرب بالشراب مع الفلفل والسذاب سكن الكزاز وقد يؤخذ منه مقدارا ويولوس ويخلط مع شمع ويبتلعه من عرض له فالج مع انتصاب الرقبة وميلها إلى خلف ، وإذا تغرغر به مع الخل قلع العلق المتعلق بالحلق ، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من جمود اللبن في الجوف ومن الصرع ، وإذا شرب بالمر والفلفل أدر الطمث ، وإذا أخذ في حبة عنب نفع من الإسهال المزمن ، وإذا شرب بماء الرماد نفع من الإسهال المزمن ومن شدخ العضل وأطرافها ، وقد يذاب بدهن لوز مر أو سذاب أو خبز حار إذا احتيج إلى شربه . الرازي : رأيته بليغا في علل العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى ، فليعط منه العليل كالباقلاة غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل ، فإنه يلهب البدن من ساعته . وقال في الحاوي : رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي لأنه حار جدا وهو مع هذا كله منفخ وإن جعل القليل منه في ثقب الإحليل أنعظ إنعاظا قويا وإن صب عليه دهن زنبق في قارورة وترك أياما ثم تمسح به فإنه يلذذ الرجل والمرأة لذة عجيبة . حبيش بن الحسن : هو حار يابس في أول الدرجة الرابعة يقرب فعله من فعل السموم ويضر بالكبد والمعدة ، وإن جعل في الضرس المأكول فتنه وهو شديد الرائحة جدا قريب من حرارة البلادر ، وزعم قوم أنه لا يسلم زرع أهل السند إلا به وذلك أنهم يعلقونه مصرورا في الخرق في أفواه أنهارهم فيقتل برائحته ما يتولد في مزارعهم من كلاب الماء والديدان وأن أهل أرمينية إذا أصاب أحدا منهم في حرب الخزررمية مسمومة وضعوه على الرمية فيسلم منها . ابن سينا : ينفع من البواسير ويدر البول وينفع المغص . وزعم بولس : أن فيه قوة مسهلة قليلة مع قبضه ، ومن المعلوم عند الجماعة أنه ينفع من الإسهال العتيق البارد وينفع جدا من حمى الربع . غيره : يقلع الرطوبات من المفاصل وله في ذلك خاصية عجيبة ويقتل الدود وحب القرع . التجربتين : وهو في أورام الجوف المتقيحة كثير النفع جدا إذا شرب منه شيء محلول في ماء لسان الحمل ومقدار ذلك نصف درهم ، وإذا أخلط بالأدوية الماسكة للطبيعة قوي فعلها وقطع الإسهال المتولد عن رطوبات وأخلاط لزجة ، وإذا شرب منه نصف درهم مع مثله من السكبينج وتمودي عليه نفع من الفالج والخمر منفعة بالغة ومن أوجاع المفاصل الباردة جدا متى يؤخذ باللحس وإن كانت شديدة البرد ، وينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شربا وطلاء ، وإذا طلي به الملسوعون أزال ما يجده المبرودون منهم بعد سكون وجع اللسعة من التنمل والثقل في العضو ، وإذا شرب الثوم أو بالجنطيانا نفع من عضة الكلب الكلب . | حلبوب : هو الحربق الأملس بالحاء المهملة عند شجارينا بالأندلس ويسمونه أيضا بخصا هرمس وعصا هرمس . ديسقوريدوس في الرابعة : ليثورسطس ومن الناس من يسميه برساينون ومنهم من يسميه أريونو لوطانون هو نبات له ورق شبيه بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه ومائل إلى ورق النبات المسمى القبسي ، وله أغصان ذات عقد فيها شعب كثيرة والأنثى من هذا النبات ثمرها شبيه العناقيد كثيفة ، وأما الذكر فورقه صغار وثمرته صغيرة مستديرة مركب بعضها فوق بعض حبتين حبتين شبيه بالحصا وطول هذا النبات نحو من شبر . جالينوس في 7 : هذا تستعمله الناس كلهم في إلانة البطن وإن أحب إنسان أن يجربه بأن يضمد به وجد أن قوته تحلل تحليلا قويا بليغا . ديسقوريدوس : وكلا الصنفين إذا أكلا مطبوخين لينا البطن ، وإذا سلقا بالماء وشرب ماؤهما أسهل مرة ورطوبة مائية ، وقد يظن قوم أن ورق الصنف المسمى أنثى إذا سحق واحتملته المرأة وشربته بعد أن تطهر يصيرها أن تحبل بأنثى وإن ورق الصنف المسمى الذكر إذا فعل به مثل ذلك صير المرأة أن تحبل بذكر . | حلزون : جالينوس : وأما الحيوان المسمى فوحلياس وهو جنس ما من أجناس الحلزون فإنه إذا أحرق مع جثته وخلط مع رماد عفص أخضر وفلفل أبيض نفع من القروح الحادثة في الأمعاء ما دامت لم تعفن منفعة عظيمة ، وينبغي إن خلط هذا أن يجعل مع الفلفل جزء ومعه من العفص جزءان ومن رماد الحلزون أربعة أجزاء ويسحق جميع ذلك سحقا ناعما ويذر منه على الطعام ويسقى منه أيضا بالماء أو بالشراب الأبيض من غير أن يخلط أيضا رماد الحلزون المحرق بالعفص فقوته قوة تجفف تجفيفا شديدا ، وفيه مع هذا أيضا شيء يسخن بسبب أجزائه ومتى لم يحرق الحلزون فقد يسحق مع جثته ويوضع على بطن صاحب الاستسقاء وعلى الأورام الحادثة في المفاصل ممن به وجع المفاصل ، وإذا وضعت هذه على هذه الصفة كان وضعها مما يعسر قلعه لكنها تجفف تجفيفا شديدا ، وينبغي إذا وضعت أن تترك على حالها أبدا حتى تسقط من قبل نفسها ، وهذا بعينه ينبغي أن يفعل في مداواة الأورام عسرة الانحلال الحادثة في الآذان من ضربة أو رضة وذلك أن هذا الدواء يجففها تجفيفا شديدا ولو أنه صادف فيها رطوبة غليظة متمكنة في عمق العضو . ديسقوريدوس في الثانية : فوحليا سن بري هو صنف من ذوات الصدف وهو الحلزون البري جيد للمعدة عسير الفساد والذي منه في الجزيرة التي يقال لها سردونيا والبلاد التي يقال لها لينوى والتي يقال لها أسطاقوليا ، والجزيرة التي يقال لها صقلية والتي يقال لها حيوس هو أجوده ، ومثله في الجبال التي في البلاد التي يقال لها ليفوريا ويقال لها قوماطناس ، والفوحلياس البحري وهو الحلزون البحري جيد للمعدة سريع البراز ، وأما النهري فإنه زهم ، وأما البري اللاصق بالشوك والأشجار الصغار الذي يسميه بعض الناس ساسليس ويسمونه ساساليطس ، فإنه يسهل البطن ويقيىء وقوة أغطيتها كلها إذا أحرقت مسخنة محرقة تجلو الجرب المتقرح والبهق والأسنان ، وإذا أحرقت كما هي بلحمها وشحمها وسحقت واكتحل بها كما هي مع عسل جلت آثار اندمال القروح العارضة في العين وأبرأت القرحة العارضة في العين وأبرأت القرحة وهي التي تسمى لوقويا والكلف والغشاوة ، وإذا ضمد بها غير محرقة للانتفاخ العارض من الحبن أضمرته ولا تفارق الانتفاخ حتى تفنى رطوبتها وتسكن أورام النقرس ، وإذا تضمد بها جذبت السلاء من داخل اللحم ، وإذا سحقت واحتملت أدرت الطمث ، وإذا ضمدت بها الجراحات وخاصة في الأعصاب بلحومها مسحوقة وقد خلطت بمر وكندر ألزقتها ، ولحومها تبرىء القروح ، وإذا دقت وسحقت وخلطت بخل قطعت الرعاف ، وإذا ابتلعت لحومها طرية غير مطبوخة وخاصة ما كان منها من بلاد لينوى سكنت وجع المعدة ، وإذا دقت كما هي بأغطيتها وسحقت وشربت بخمر وشيء يسير من مر أبرأت أصحاب القولنج وأصحاب أوجاع المثانة ، وإذا أخدت اللزوجة التي على اللحم منها بطرف إبرة ووضعت على الشعر النابت في العين ألزقته . | الغافقي : لحمه وصدفه ينفع جراحة الكلب الكلب ، وإذا سحق ووضع على الورم الجاسي حلله ، وقد يعجن المر والصبر بلعاب الحلزون بأن يؤخذ طريا فيثقب لحمه بحديدة حادة الرأس ويقرب من النار حتى تسيل رطوبته . | حلبلاب قيل : هو اللبلاب العريض الورق المسمى قسوس ، وقال بعضهم : هو اللاعبة ، وسيأتي ذكر قسوس في حرف القاف واللاعبة في اللام . | حلحل وحلاحل : وهو بصل الزير فيما زعموا وقد ذكرته في حرف الباء . | حلم : هو القواد . | حلوسيا : هي الكثيراء وسيأتي ذكرها في الكاف . | حماما : ديسقوريدوس في الأولى : آامومن هي شجرة كأنها عنقود خشب مشتبك بعضه ببعض وله زهر صغير مثل الدواء الذي يقال له لوقاين وهو الخيري وله ورق شبيه بورق بروانيا وهو بالسريانية الفاشراوقاسر سنين وهي الكرمة البيضاء والفاشرتين الكرمة السوداء ، وأجوده ما كان من أرمينية ، لونه شبيه بلون الذهب ولون خشبه إلى الياقوت وهو طيب الرائحة جدا ، وأما الذي من ماء قلابة ينبت في صحاري وأماكن رطبة فهو أضعف وهو عظيم ولونه إلى الخضرة ما هو لين تحت المحبس وخشبة كالشظايا في رائحته شيء شبيه برائحة السذاب ، وأما الذي من البلاد التي يقال لها نيطس فإن لونه إلى لون الياقوت ما هو ليس بطويل ولا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود وهو ملآن من ثمرته ورائحته ساطعة ، فاختر منه ما كان حديثا أبيض وكان لونه إلى الدم ما هو منضغطا ولا مشتبكا ولا متخلخلا متفرق ملآن من بزره وهو شبيه بعناقيد صغار ثقيل طيب الرائحة جدا ليست فيه رائحة التكرج ، حريف يلذع اللسان لونه واحد لا يختلف وقوته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمدت به الجبهة وينضج الأورام الحارة ويحللها وينفع من لسعة العقرب إذا ضمدت به مع الزبيب ، وهو نافع من أورام الرحم إذا عمل في الفرزجات ، وإذا جلس في مائه النساء وإذا شرب طبيخه كان موافقا لمن كبده عليلة ومن كانت كلاه أيضا كذلك ، والمنقرسين وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية وفي أخلاط الطيب الشريفة ، وقد يغش قوم الحماما بالدواء الذي يقال له أمويس لأنه شبيه به غير أنه ليست له رائحة ولا ثمرة ، ويكون بأرمينية وزهر شبيه بزهر الفودنج الجبلي إذا أحببت أن تمتحن هذا وأشباهه فاجتنب الفتات واختر منه ما كانت أغصانه تامة نابتة من أصل واحد . جالينوس في 7 : قوة هذا شبيهة بقوة الوج إلا أن الوج أكثر تجفيفا . | والحماما أكثر إنضاجا . ديسقوريدوس : وقوته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمد به الجبهة وينضج الأورام الحارة وينفع من لسع العقرب . الغافقي : وقال جالينوس في شرح فصول أبقراط : الحماما حار لطيف يصدع ، وكذا أكثر الأفاويه تصدع لأنها حارة لطيفة . بديغورس : خاصتها النفع لطرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد . حنين في كتاب الترياق : وقوة الحماما في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة وهي من المسكرات وخاصته أنه يسكر وينوم . الرازي : جيد للسدد في الكبد مع برد . سادوق : وبدلها عند عدمها وزنها من الأسارون وإن شئت وزنها من الوج وإن شئت وزنها من أعواد القرنفل . الرازي : قوتها مثل قوة الوج إلا أن الحماما أكثر إنضاجا ، والوج أكثر تجفيفا فينبغي أن يزيد عند الاستعمال من الحماما ما يجفف ومن الوج ما يلين . وقال غيره : وبدلها وزنها من الوج ووزنها من الكمون الأبيض . | حمص : جالينوس في 6 : وهو جنس من الحبوب ينفخ ويلين البطن ويدر البول ويزيد في اللبن والمني ويدر الطمث ، فأما الحمص الأسود فهو أكثر إدرارا للبول من سائر الحمص ، وماؤه الذي يطبخ فيه يفتت حصاة الكلي ، فأما الجنس الآخر وهو الذي يسمى حمصا كرسنيآ فقوته هذه القوة أعني قوة جاذبة محللة قطاعة مفتتة وهو حار فيه رطوبة يسيرة وفيه مع هذا شيء من المرارة بسببها صار ينقي ويفتح سدد الكبد والكلي والطحال ويجلو الجرب والقوباء والأورام الحادثة عند الأذنين وفي البيضتين إذا صلبتا ويشفي أيضا الخراجات إذا استعمل مع العسل . ديسقوريدوس في الثانية : ملين للطبيعة ويدر البول ويولد النفخ ويحسن اللون ويدر الطمث ويعين في إخراج الجنين ويولد اللبن ، والصنف من الحمص الذي يقال له أرونياس خاصة يطبخ بماء ويضمد به مع عسل لورم الحصى الحار والقوابي وقروح الرأس الرطبة والقروح السرطانية والجرب والقروح الخبيثة ، والصنف الآخر الذي يقال له قريوس وهو الأسود الصغار وكلاهما إذا سقي من طبيخهما مع الحشيشة التي تسمى لينابوطيس لليرقان والحبن نفعا منهما بإخراجهما الفضول بإدرار البول ويضران بالمثانة المتقرحة والكلي ، ومن الناس من يزعم أنه يقلع الثآليل التي يقال لها أفروحودس ، ؤالثآليل التي يقال لها مرميقيا بأن يؤخذ من الحمص حبة حبة وتوضع واحدة على كل تؤلول في أول الشهر ثم يؤخذ ذلك الحمص الذي يوضع على الثآليل فيصر في خرقة ويرمى به إلى خلف . ماسرحويه : يغذو الرئة أكثر من سائر الأشياء ، ولذلك إذا كان فيها قروح أغلينا دقيقة باللبن الحليب وجعلناه حساء وهو يهيج الشهوة ويزيد في ماء الصلب وقد تعتلفه فحول الخيل لهذا السبب . روفس : وغذاؤه كاف ويحدث في اللحم انتفاخا ويفعل في البدن ما يفعله الخمير في العجين والخل في الأرض . ابن ماسويه : نافع لما يعرض في الرأس والبدن كله من الحكة وإن أنقع وأكل نيئا وشرب ماؤه على الريق زاد في الإنعاظ وقوى الذكر . أربياسيس : والجماع يحتاج في تمامه إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص . أحدها : طعام يكون فيه زيادة الحرارة واعتدالها وما يقوي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع ، والثاني غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني ، والثالث : غذاء فيه من الرياح والنفخ ما يملأ أوراد القضيب وهذا كله موجود في الحمص . الطبري : إن أنقع الحمص في الخل ليلة ثم أكل على الريق وصبر عليه نصف يوم قتل الدود الذي في البطن ، وينفع من وجع الظهر والمواضع التي تكون خدرة . ابن سينا : رطبه أكثر توليدا للفضول من يابسه ويابسه يجلو النمش وينفع من وجع الظهر ونقيعه ينفع من وجع الضرس وينفع من أورام اللثة الحارة ودهنه ينفع من القوباء . وقال أبقراط : إن في الحمص جوهرين يفارقانه بالطبخ أحدهما مالح يلين الطبيعة والآخر حلو يدر البول والحلو فيه نفخ . غيره : إذا طبخ مع اللحم أعان على نضجه ، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب . التجربتين : إذا طبخ الحمص ووضع في خريطة ووضعت الأنثيان على بخار ، قد ينفع من أورامها ويجفف من أوجاعها . الإسرائيلي : الحمص الأسود أكثر حرارة وأقل رطوبة من الأبيض ، ولذلك صارت مرارته أظهر على حلاوته وصار فعله في تفتيح سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج الدود وحب القرع من البطن وإسقاط الأجنة والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض في سدد الكبد والطحال والمرارة فيه أقوى وأظهر وأما في زيادة المني واللبن وتحسين اللون وإدرار البول فالأبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه ، ويجب أن لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده لكن في وسطه لأنه إن قدم قبل الطعام انحدر بسرعة قبل تمام هضمه لما فيه من قوة الجلاء والتلطيف وقام عند الطبيعة مقام الدواء لا مقام الغذاء وإن أخذ بعد الطعام عام قطعا في أعلاها وربا هناك وولد نفخا في البطن وإزماما في الجنبين ، وإذا أخذ في وسط الطعام اختلط بالطعام ومنعه من أن يطفو وأن ينحدر بسرعة وانهضم رويدا رويدا وفعل فعل الغذاء والدواء جميعا . إسحاق بن عمران : ينمي البدن ويقوي البدن كله . الرازي : وماء الحمص الأسود يصلح الفالج والأمراض الباردة ووجع المفاصل الرطبة . وقال في دفع مضار الأغذية : ماؤه يلين البطن ويخرج الريح إذا طبخ مع الكمون والشبت وأكل بالزيت وبالخردل ، وينفع من الأمراض البلغمية والحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت رئته ودق صوته ، وأما الرطب منه فمنفخ بطيء الانهضام ، ولا ينبغي أن يشرب الماء ساعة يؤخذ لأنه إن شرب عليه الماء أكثر نفخه جدا ، ولا سيما إن كان قد أخذ منه شيء كثير بل يشرب عليه اليسير من الشراب الصرف أو يؤخذ بعده من الكموني والقلاقلي اللهم إلا أن يطلب بذلك الزيادة في الإنعاط . ديسقوريدس : وقد يكون حمص بري ورقه يشبه ورق البستاني حاد الرائحة وثمره مخالف لثمر الحمص البستاني يصلح لكل ما يصلح له الحمص البستاني في كل شيء ويسخن ويجفف أكثر منه بمقدار ما هو أحد وأحر منه . | حمص الأمير : وهو السكوهج وهو الحسك . وقد تقدم ذكره . | حماض : أبو حنيفة : هو ضربان عذب وآخر فيه مرارة وفي أصولهما جميعا إذا نبتا حمرة وثمره سنبل طوال الشعر خشنة فإذا أدرك ابيض وإذا فرك خرج منه حب أسود زلال مزوي صغار وبزره وورقه يتداوى بهما . ديسقوريدوس في الثانية : لا باين وهو الحماض منه ما يقال له اكسوبالانابو ينبت في آجام وهو صلب محدد الأطراف ومنه شيء بستاني عريض شبيه بورق السلق لا يشبه الذي وصفنا في الشكل ، ومنه صنف آخر ثالث بري صغير فمي ناعم شبيه بالنبات الذي يقال له لسان الحمل ، ومنه صنف آخر رابع يسميه بعض الناس أفضليس . | وألقيس ولايونايون بري له ورق شبيه بورق الحماض البري الذي صفناه ، ونوع منه له ساق محدد الطرف ليس بعظيم وله ثمر في شعب على رأسه أحمر حريف الطعم حامض . جالينوس في 7 : في الحماض التفه قوة تحليل يسير ، وأما الحماض فقوته مركبة وذلك أن فيه مع القوة المحللة قوة رداعة مانعة فأما بزر الحماض الحامض ففيه قبض بين حتى أنه يشفي قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولا سيما بزر الحماض الكبار ، وأكثر ما ينبت في الآجام وقوته أضعف من قوة هذا . ديسقوريدوس : وأصنافه كلها إذا طبخت لينت البطن وإذا تضمد بها نيئة وخلطت بدهن ورد وزعفران حللت الأورام التي يقال لها ماليكيديس وهي التي تسمى الشهدية ، وقد يشرب بماء وخمر وبزر الحماض البري وبزر الصنف الذي من الحماض البري الذي يقال له أفسولاباين ، وبزر الصنف الذي يقال له أفضليس ينتفع به من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن والغثيان ولسعة العقرب ، وإن تقدم أحد في شربه ثم لسعته العقرب لم يحك فيه لسعتها ، وأصول هذه الأصناف التي ذكرناها من أصناف الحماض إذا تضمد بها مع الخل أو مطبوخة أو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والشقاق العارض في الأظفار والداحس ، وينبغي من قبل أن يضمد بها أن يدلك المكان الذي يحتاج إلى الضماد بنطرون وخل في الشمس وطبيخها إذا صب على الحكة العارضة للبدن أو خلط بماء الحماض واستحم بها سكنها ، وإذا طبخت بالشراب وتمضمض به سكنت وجع الأسنان وإذا طبخت بالشراب وتضمد بها حللت الخنازير والأورام العارضة في أصول الآذان وإذا طبخت بالخل وتضمد بها حللت ورم الطحال ومن الناس من يعلق أصل الحماض في رقبة من به الخنازير لأنه يرى بذلك أنه ينفعه وإذا سحقت واحتملتها المرأة قطعت سيلان الدم من الرحم سيلانا مزمنا ، وإذا طبخت بالشراب وشربت أبرأت من به يرقان وفتت الحصاة التي في المثانة وأدرت الطمث ونفعت من لسعة العقرب ، وأما أقولابائن فهو حماض كثير النبات يكون في الآجام وقوته مثل قوة أصناف الحماض التي ذكرنا . الدمشقي : التفه منه هو السلق البري . ابن ماسويه : الحماض الشبيه بالهندبا بارد يابس وفيه رطوبة عرضية وبزره إن قلي يعقل الطبيعة ويدبغ المعدة فإن طبخت بقلته بالماء ثم طبخت وصير معها زيت الأنفاق والكزبرة اليابسة وشيء من الكمون وماء حب الرمان عقلت الطبيعة ، وإن سلقت ولم تطحن أزلقت ما في البطن بلزوجتها ولما فيها من ذلك كانت نافعة للسحج العارض في الأمعاء من المرة الصفراء إذا كان البقل يابسا لأن إزلاقها إياه وإخراجها له وتغريتها للسحج بلزوجتها . وقال مرة أخرى : وأنواع الحماض جميعا تسكن المرة الصفراء وكيموسها ليس بالرديء . إسحاق بن عمران : الحماض مطفىء قانع للعطش نافع من هيجان الصفراء وسطوة الحرارة يقطع القيء ويشهي الأكل ويذهب الجماع . غيره : الحماض الحامض يسكن الغثيان الصفراوي ويذهب بالحمار . ابن سينا : هو بارد يابس في الثانية وبزره بارد في الأولى يابس في الثانية والذي ليس بشديد الحموضة أغذى وهو الشبيه بالهندبا وأكله يقمع الصفراء وخلطه محمود . جالينوس في أغذيته : والحماض الحامض نافع للنساء اللواتي تعرض لهن العلة التي يقال لها باليونانية نبطا ، وهو شهوة الطين وغيره من الأشياء الرديئة وغذاء هذا الحماض الحامض أقل جدا من غذاء الذي ليس بحامض . قسطس : في الفلارحة إن صر بزر الحماض الحامض في خرقة وعلق في عضد المرأة الأيسر لم تحبل ما دام عليها . | حماض الماء : الغافقي : قال صاحب الفلاحة : هو نبات ينبت على المياه وله ورق طولها على طول أصبع مفترشة على الأرض شبيهة بورق الهندبا ، وله ساق صغيرة ورأس فيه بزر مجتمع أسود يضرب إلى الحمرة ولا يتقدمه زهر وطعم هذا النبات طيب كطعم الحماض وهو ملين للبطن إذا طبخ وأكل وبزره إذا سحق وشرب بخمر طيب النفس وأزال الهموم ويشفي من التوحش والخفقان الحار وهي وبزرها يبرئان الغثي ويصلحان المقعدة المسترخية وتسكن الحكة إذا طبخت وصبت على العليل وإذا مضع بزرها وورقها سكن وجع الأسنان وأصلح اللثة المسترخية وإذا أدمن أكلها أبرأت اليرقان . | حماض الأرنب : قيل هو الأكشوث وسيأتي ذكره في الكاف . | حمضيض : أبو حنيفة : هي بقلة حامضة تجعل في الأقط وهو من الذكور ومنابتة الرمل . | حماض البقر : هو الحماض البري وهو شبيه بالبستاني العريض إلا أنه أصغر وبزره في غلف خشنة يتعذر خروجه وبزره صغير في غلف خشنة حمر مثلث الشكل . | حماض السواقي : هو الحماض الآجامي وقد ذكر مع أنواعه . | حماحم : ابن عمران : هو الحبق الكرماني العريض الورق ويسمى بالشام حبق نبطي وله أغصان خضر مربعة خوارة ونور أبيض وبزره كبزر الحبق وهو حار يابس في الدرجة الثانية جيد لأصحاب البلغم مفتح للسدد العارضة في الدماغ والرأس من البلغم نافع من الزكام الرطب . مسيح : هو أحر وأيبس من الشاهسفرم . غيره : مقو للقلب وليس بمؤذ للمحرورين ويضمد بورقه لاحتراق البلغم والاحتراق ويسقى بزره مقلوا لأصحاب الإسهال المزمن بدهن ورد وماء بارد . | حمر : هو التمر هندي ، وقد ذكرته في التاء ويسمى بهذا الاسم أيضا قفر اليهود ، وسيأتي ذكره في القاف . | حميراء : هو رجل الحمام بلغه أهل الأندلس وهو الشنجار ، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة . | حماط : هو ضرب من الجميز ، وقد ذكرته معه في الجيم . | حمحم : هو لسان الثور عند أهل الشام والشرق وديار بكر وسمعتهم ينطقون بضم الحاءين المهملتين معا ، وسيأتي ذكر لسان الثور في اللام . | حمض : هو الأشنان . قال الأصعمي : هو كل ما ملح من الشجر وكانت ورقته وحبه إذا غمستهما أنفعتا وكان ذفر المشم ينقي الثوب إذا غسل به والغنم ترعاه . | حمام : ماسرحويه : لحمه جيد للكلي ويزيد في المني والدم . الرازي : الحمام أخف من الفراخ وأقل إلهابا . الشريف : وإذا شقت وهي أحياء ووضعت حارة على موضع نهشة العقرب نفعت منها نفعا بينا وشحمها إذا طلي به على آثار الخدوش أذهبها وأزال ذلك وإذا حرق رأس حمام مشروك بريشه وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وظلمة البصر . خواص ابن زهر : إذا سكن المخدور بمقربة منها إن كانت في غرفة وسكن المخدور تحتها أو كانت في بيت وسكن فوقها برأ ومجاورتها أمان من الخدر ومن الفالج والسكتة والخمود والسبات وهذه خاصية بديعة جعلها الله تعالى فيها . ديسقوريدوس في الثانية : ودم الورشان والسفنين والقبج والحمام تؤخذ وهي حارة ويكتحل بها للجراحات العارضة للعين وكمنة الدم فيها والغشاوة ودم الحمام خاصة يقطع الرعاف الذي في حجب الدماغ . قال جالينوس : وأما دم الحمام فقد استعمله كثير من قدماء الطب في الرأس إذا تصدع بأن يصيره في الشق الذي أصيب في العظم وكانوا إذا لم يجدوا دم الحمام استعملوا مكانه دم الورشان أو دم القبج أو دم اليمام أيها كان حاضرا وأما أنا فقد حضرت عدة ممن شق رأسه وقطرت فيه بدل هذه الدماء دهن الورد فبرؤوا ولم يضرهم ذلك غير أن الدهن ينبغي أن يصب وهو سخن على نحو سخونة الدم فعلمت بذلك أن منفعة الدم إنما كانت لسخونته لا بقوة نافعة فيه ، غير أن تلك القوة هي السخونة فقط واعتدال مزاجه ، فقد بان من هذا أن دهن الورد من أفضل ما عولج به الشق الذي يقع في الرأس إذا كان هذا الدهن معتدل المزاج وكان فيه شيء من القبض . وبعض الأطباء كان يقطر من دم الحمام وهو حار في العين التي أصابتها طرفة واجتمع فيها الدم فيشفيها بذلك ومنهم من يأخذ ريش فرخ الحمام الناعمة منها الرخصة المملوءة دما فيعصر منها في العين فينتفع به . | ديسقوريدوس : وزبل الحمام أسخن وأشد إحراقا من غيره من الزبول وقد يخلط بدقيق الشعير وينتفع به وإذا خلط بخل حلل الخنازير وإذا خلط بالعسل وبزر الكتان فجر الورم الصلب وقلع خشكريشة القروح التي تسمى النار الفارسية وإذا خلط بالزيت أبرأ حرق النار . جالينوس : وأما زبل الحمام الطيارة التي تأوي الأبراج والبيوت فحارة وزبل الجبلية منها والبرية أشد حرارة وأنا أستعمل زبل الحمام في أمراض كثيرة وربما خلطت معها بزر الحرف مدقوقا منخولا أو مع الخردل وأستعملها في الأمراض الباردة التي تحتاج إلى التسخين ولا سيما في الأمراض المزمنة مثل النقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين والظهر فقد يظهر في الظهر أوجاع الكليتين وأوجاع مزمنة ويستعمل أيضا في أوجاع البطن وأوجاع المفاصل وهذه زبول بعيدة النتن ولا سيما إذا جفت ولذلك يكثر استعمالنا لها في الأمصار . الطبري : إذا خلط بدقيق الشعير وضرب بالماء حتى يصير كالحساء وطبخ بالخل والعسل وضمدت به الدبيلة والخنازير والأورام الصلبة حلل وأبرأ ، وإذا خلط بدقيق الشعير المضروب بالماء مع شيء من قطران وسحق حتى يصير كالمرهم ووضع على البرص في خرقة كتان وترك ثلاثة أيام ثم نزع وجدد غيره نفع منه ويفعل به ذلك حتى يبرأ . الحور : زبل الحمام إذا طبخ بالماء وجلس فيه من به عسر البول نفعه جدا . ابن سينا : ينفع من اللسعة طلاء . مجهول : وإذا طلي بالخل على صاحب الاستسقاء نفعه وكذا إن سقي بالسكنجبين ، وإذا طلي مع بزر الكتان مدقوقا معجونا بالخل على الخنازير حللها ، وزبل الحمام الأحمر إذا شرب منه وزن درهمين مع ثلاثة دراهم دارصيني نفع من الحصاة ، وإذا حرق في خرقة كتان حتى يصير رمادا وخلط بزيت وطلي على حرق النار كان نافعا . غيره : تعلف الحمام بزر الكتان ويقتمح من ذرقها راحة أو راحتين أياما فإنه يفتت الحصاة ويبول مجرب . | حمار أهلي : جالينوس في أغذيته : ومن الناس قوم يأكلون لحوم الحضرية الهرمة على أنها في الغاية القصوى من رداءة الدم المتولد فيها وفي غاية عسر الانهضام ، وهي رديئة للمعدة مع أنها بشعة زهمة لا تقبلها النفس ولا لها لذة ، والقوم الذين يأكلون ذلك قوم طبائعهم قريبة من طبائع الحمير في أنفسهم وأبدانهم . الرازي : قالت الحور : إذا طبخ لحم الحمير وقعد في طبيخه صاحب الكزاز من يبوسة كثيرة نفعه جدا . جالينوس في الحادية عشرة من مفرداته : زعم قوم أن حوافر الحمير قد يحرقونها ويداوون بها من يصرع كثيرا إذا واصل شربها وأنهم يحللون بها الخنازير إذا عجنوها بالزيت ، وإن كثيرا زعموا أن هذا الرماد إن نثر يابسا شفى الريح الذي يعرض في أصول أظفار اليدين والرجلين . ديسقوريدوس في الثانية : حوافر الحمير يقال أنها إذا احترقت وشرب منها أياما كثيرة وزن فجلنارين في كل يوم نفعت المصروعين ، وإذا خلطت بزيت ووضعت على الخنازير حللتها وإذا تضمد بها أبرأت الشقاق العارض من البرد . | قال : وكبد الحمار إذا طبخ وسوي وأكل نفع المصروعين وليؤكل على الريق . الرازي في خواصه : أصبت في اختيارات حنين أنه وجد في السفر الطبي أنه مما يضاد الصرع بخاصية عجيبة فيه أن يؤخذ كثير من جلد جبهة الحمار ويلبس السنة كلها ويتخذ في السنة المقبلة فإنه يمنع الصرع البتة . وقال في موضع آخر : وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنه إذا اتخذ خاتم من حافر حمار يمين ولبسه المصروع لم يصرع . ديسقوريدوس : وشحم الحمار يقال إنه يصير ألوان اندمال القروح شبيهة بلون سائر البدن . قال : وسرجينه وسرجين الخيل إذا أحرقا أو لم يحرقا وخلطا بخل قطعا سيلان الدم ، وسرجين الحمار الذي رعى العشب إذا كان يابسا وخلط بشراب وصفي نفع من لسعة العقرب منفعة عظيمة شربا . أطهوزسفس في خواصه : إن علق جلد جبهة الحمار على الصبيان منعهم أن يفزعوا . ويقال : إن وسخ أذن الحمار إذا سقي منه الصبي البكاء وزن ثمن درهم لم يبك . غيره : وروث الحمار الأهلي إذا كسرته وعصرته في الأنف منع من انبعاث الدم الذي يكون من قطع الشريان أو عرق وحشيثه ، وكذا إن رش عليه خل واستمر قطع الرعاف ، وكذا إن عصر وقطر ماؤه في أنف المرعوف ، وإن اعتصر وهو طري وشرب ماؤه فتت الحصاة . وزبل الخيل يفعل ما يفعله زبل الحمير ، وروث البرذون يخرج المشيمة والجنين الميت . الفلاحة الفارسية : إذا ركب ملسوع العقرب حمارا وجعل وجهه إلى ذنبه صار الوجع فيه . قال : وإن تقدم الملدوغ إلى أذن الحمار وقال : إني لدغت ذهب الوجع . حواض ابن زهر : نهيق الحمار يضر بالكلاب حتى أنه ربما عوى الكلب من كثرة ما يؤلمه . | حمار وحشي : عبد الملك بن زهر : النظر إلى عين حمار الوحش يديم صحة البصر ويمنع من نزول الماء وهي خاصية عجيبة جعلها الله فيه لدوام صحة العين لا شبهة فيها . جالينوس في كتاب أغذيته : لحوم حمير الوحش غليظة وإذا كان الحمار منها سمينا فتي السن فهو قريب من لحم الإبل . الرازي في دفع مضار الأغذية : هي غليظة جدا وهي تنفع إذا طبخت بماء وملح وأكثر فيها الدارصيني والزنجبيل ، وتتحسى أمراقها وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل والرياح الغليظة ، وكذا إذا طبخت بدهن الجوز والزيت ومن اضطر إلى إدمان أكلها فليتعاهد ما يخرج السوداء ويتعاهد الترطيب والتدبير لبدنه إن لم يكن بلغميا ، ومتى حدث عن أكل لحوم الوحش تمدد في المعدة وبطء خروج الثفل فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة كالشهريارات والتمري ودواء الجزر ونحوهما من الجوارشنات المركبة من التربذ والسقمونيا والأفاويه . ابن ماسويه : شحم حمار الوحش نافع من الكلف إذا طلي عليه ، وإذا غلي بدهن القسط كان نافعا من وجع الظهر والكلى العارض من البلغم والريح الغليظة . غيره : مرارة الحمار الوحشي تنفع من داء الثعلب والدوالي لطوخا . | حمار قبان : ويقال : عير قبان وحمار البيت أيضا وهي الدويدة التي تكون تحت الحباب والجرار تستدير عندما تلمس باليد وهي الهدبة ، وسيأتي ذكرها في حرف الهاء . | حنظل : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يخرج أغصانا وورقا مفروشة على الأرض شبيهة بأغصان وورق القثاء البستاني وورقه مشرف وله ثمرة مستديرة شبيهة بكرة متوسطة في العظم مرة شديدة المرارة ، وينبغي أن يؤخذ من شجرتها ويجمع إذا ابتدأ لونها يستحيل إلى الصفرة . جالينوس في السابعة : طعم هذا الدواء مر لكنه إذا شرب لم يقدر أن يفعل أفعال المرارة لأنه يبادر فيخرج مع الأشياء التي يخرجها بالإسهال لشدة ما هو عليه من قوة الإسهال ، وإذا كان الحنظل طريا ثم دلك به الورك ممن يوجعه انتفع به . ديسقوريدوس : وشحم هذه الثمرة إذا أخذ منه مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى أدرومالي قيأ ، وإن خلط بنطرون ومر وعسل مطبوخ وعمل منه حب أسهل البطن ، والثمرة كما هي إذا جففت وسحقت وخلطت ببعض أدوية الحقن نفعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغما وخراطة ودما أحيانا ، وإذا احتملت قتلت الجنين ، وإن ثقبت وأخرج ما في جوفها وطين عليها بطين وسخن فيها خل وتمضمض به وافق وجع الأسنان ، وإن طبخ فيها أحد شيئا من الشراب المسمى ماء القراطن وهو ماء العسل أو الشراب المسمى غلوقس ، وهو طلاء ونجمه وصفي وسقي أسهل كيموسا غليظا وخراطة وينفع من وجع الأعضاء وهي رديئة للمعدة جدا ، وقد يحتمل ويعمل منه إشافات لإسهال البطن وعصارة الثمر إذا كان لون الثمر أخضر ، إذا دلكت به على عرق النسا وافقه . ابن جريج : ينبغي لجاني الحنظل أن يجنيه في آخر السنة إذا اصفر ولا يقربه وهو أخضر ولا فيه خضرة ، وإن أخرج شحمه من بطيخه نقصت قوته سريعا وضعفت فإن ترك في بطيخه بقي دهرا والذي على شجره حنظلة واحدة قتالة . ابن ماسويه : وينبغي لمجتني الحنظل أن يحذر من الواحدة التي لم تحمل شجرتها غيرها فإنها ضارة متلفة ، والمختار منه ما اصفر قشره فإن ذلك دليل على بلوغه ونضجه وما كان داخله أبيض قريبا من الصفرة خفيف الوزن متخلخل الحزم . البصري : هو صنفان : ذكر وأنثى والذكر ليفي والأنثى رخو أبيض أملس . الدمشقي : هو حار في الثالثة يابس في الثانية . بولس : وشحم الحنظل يخلف المرة وفضولا مخاطية وليس يخلف ذلك من الدم ما يخلف الخربق والسقمونيا ، بل من الأعضاء العصبية ، وينبغي أن يسقى من به وجع في الرأس أو علة في الصفاق أو في الأصداغ ، والذين يعرض لهم الصرع والشقيقة أو يتأذون بوجع الرأس أو لابيليمسا وأصحاب الفالج ومن به لقوة مزمنه أو يعرض له نزلات في العين ومن به عسر النفس الذي يعرض منه الانتصاب وأصحاب الربو والسعال المزمن وأصحاب وجع المفاصل وعرق النسا ومن به علة في الكلى والمثانة . الطبري : شحم الحنظل خاصيته إسهال البلغم الغليظ إذا شرب منه وقلع صفرة اليرقان من العين إذا استعط بمائه . حبيش بن الحسن : يسهل البلغم الغليظ الذي ينصب إلى مفاصل البدن وله أيضا صعود إلى الرأس ويسهل الأخلاط الرديئة التي تجتمع من المرة السوداء ولا يسقى في برد شديد ولا في حر شديد فإنه إذا شرب في شدة الحر أضر بالمعدة والمقعدة إضرارا شديدا ، ويبعث الدم من أفواه العروق في الخلفة ، وإذا شرب في شدة البرد أمغص وأكرب إكرابا شديدا ، ولم تكد الطبيعة تنحل وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة ، ومن يستعمل في أغذيته الألبان والأجبان فإن هذا الجنس لا تكاد طبيعتهم تجيب إلى الانطلاق إلا بأقوى الأدوية فعلا في ذلك ، ومن أراد إصلاحه وخلطه بالأدوية فليخلص شحمه وحده من حبه وقشره الخارج ثم يخلطه بوزنه من الصمغ العربي أو الكثيراء والنشاستج مفردة ومؤلفة ، وأكثر ما يشرب منه إذا دبر هذا التدبير مع غيره دانقان وأقله قيراط والأقوياء نصف درهم . بولس : أكثر ما يؤخذ من شحم الحنظل وزن نصف درهم مع ثلاث أواق من ماء وعسل أو عسل قد أغلي فيه شراب ، وينبغي أن لا يسحق الحنظل ناعما فإنه إذا كان ناعما لصق بالأحشاء فعقرها ويكون منه أيضا المر في العصب . ابن ماسويه : الحنظل يورث مغصا وتقطيعا وسحجا للأمعاء وإضرارا بها ، فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك بإصلاحه بالكثيراء ، وقد يصلحه قوم بالصمغ العربي وهما في دفع ما يحذر من ضرره في سبيل واحد إلا أن الكثيراء أحد ما يصلح به لسهولته وأنه معين له على الإسهال والصمغ مانع للإسهال ، وينبغي أن لا يجاد سحقه لئلا يلصق بالأمعاء فيجرحها . الكندي : حار لطيف يجذب من أقاصي البدن وأطرافه . الدمشقي : يسهل الكيموسات المائية . حبيش : ومن احتاج إلى أن يجعل الحنظل في شيء من الحقن ألقاه في طبيخ الحقنة صحيحا غير مكسور فإنه ينفع من القولنج وينزل الخام والمرة السوداء ويلقى منه في الحقنة من درهمين إلى أربعة دراهم . | إسحاق بن عمران : إذا أخذت حنظلة وقورت رأسها ورمي لحمها ثم ملئت دهن زنبق وسد الثقب بعجين أو بطين وصيرت على النار حتى تغلي غليات ثم ينزل ويدهن به الشعر فإنه يسوده ويمنع من أن يسرع إليه الشيب . عبد الله بن زياد : حب الحنظل يعالج بالغسل حتى ينقي ويطيب ثم يرضخ ويطبخ باللبن والتمر أو الدقيق فيؤكل وإن نقي منه علقميه فأكلوه صرفا ليس معه شيء أخذهم منه دوار وسلح ولكنه يورثهم صحة لا يترك مرارا ولا شيئا إلا استخرجه . حبيش : وليس ينبغي أن يستعمل في شيء من الأدوية شيء من قشور الحنظل ولا من حبه لأنهما غليظان يابسان جدا يلصقان بالمعدة والأمعاء ويمغصان مغصا شديدا ولا يسهلان . الدمشقي : ورقه الغض يحلل الأورام إذا ضمدت به مع النشاستج ويقطع انفجار الدم ، وإذا طبخ ورقه كما يطبخ البقل أسهل الطبيعة أيضا وكذا تفعل قضبانه . حبيش بن الحسن : إصلاح ورقه لمن أراد العلاج به أن يجتنبه من شجره إذا نضج بطيخه واصفر فإذا بدأ الهواء يبرد عند جني البطيخ منه تمم تجفيفه في الظل حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة ، فإذا احتاج إليه على نحو ما وصفناه من شحمه من خلطه بالنشا والصمغ العربي فإنه إذا فعل به هذا كان له فعل في ذلك عجيب في إخراج المرة السوداء إذا أخذ وخلط في الأدوية الموافقة له مثل الأنيسون والأفتيمون والملح الهندي والصبر السقوطري وأيارج فيقرا ، ولم أر شيئا من الأدوية المسهلة الحادة أعمل في أوجاع المرة السوداء منه غير أن الأوائل أغفلوا ذكره وتركوا العلاج به ، وأما أنا فقد امتحنته وسقيته أصحاب داء الماليخوليا والصرع والوسواس وداء الثعلب وداء الحية والجذم فوجدته نافعا لهم ، وربما قيأ من يتناوله فينفعه أيضا ، وأما أصحاب الجذام فيوقف وجعهم فلا يزيد فهذا هو البرء من هذا الداء ، وأما أن تكون أوصالهم التي سقطت ترجع فمحال ، وإذا طال مكث ورق الحنظل حتى يتجاوز السنة والسنتين إلى الثلاثة نقصت قوته فينبغي أن يزاد في وزنه على وزن ذلك القوى . مسيح الدمشقي : أصله المطبوخ نافع من الاستسقاء ومن لسع الأفاعي . الكندي : خبرني غير واحد أن أصله أعظم دواء للسع الأفاعي والعقارب وأن الأعراب مشهور ذلك فيهم . وقال : أخبرني أعرابي أن ابنه لسعته عقرب في أربعة مواضع فسقاه درهما من أصل الحنظلة فسكن على المكان كل ما به . غيره : إنه إن سحق وطلي عليه سكن أيضا قال : ولا سيما أصل الحنظل الذكر منه . ابن سينا : الحنظل إذا طبخ في الزيت كان ذلك قطورا نافعا من الدوي في الآذان ، ويسهل مع ذلك قلع الأسنان ، والحنظل ينفع من القولنج الرطب والريحي جدا . مجهول : وقشره اليابس محرقا يدر على المقعدة لوجعها ، وقد يتبخر بحبه لوجع الأسنان فإذا رش البيت بطبيخ الحنظل قتل البراغيث ، والحنظل الذي ينبت في المواضع المرتفعة ويشرب من ماء الأمطار أجود من الذي بقرب المياه ، والذكر الليفي أقوى من الأنثى الرخوة . | حنطة ودقيق : ديسقوريدوس في الثانية : أفوري وهو الحنطة ويدعى فورس أجود ما يستعمل منها في وقت الصحة الحديث الذي قد أستكمل الامتلاء ولونه إلى الصفرة ، وبعد هذا الصنف من الحنطة الذي فيما بين وقت ما يزرع ووقت ما يحصد ثلاثة أشهر وهي التي تسميها بعض الناس سطانيوس . جالينوس في الثانية : الحنطة إذا وضعت من خارج البدن فهي تسخن البدن في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وأما في التجفيف والترطيب فليس يمكن فيها ولا واحد منها أن يفعله فعلا ظاهرا وفيه مع هذا شيء لزج يشد ويغرى به . وقال في كتاب أغذيته : إن الخيل إذا أكلت الحنطة لم تسلم من مضرتها . | ديسقوريدوس : وإذا أكلت الحنطة نيئة ولدت الدود في البطن وإذا مضغت وتضمد بها نفعت عضة الكلب الكلب . ابن سينا : أجودها الحديثة المتوسطة في الصلابة والسخافة العظيمة السليمة الملساء التي بين الأحمر والأبيض والحنطة السوداء رديئة وهي في الرطوبة واليبوسة معتدلة ، والكبيرة الحمراء أكبر غذاء والمصلوقة بطيئة الهضم نفاخة ، لكن غذاؤها إذا استعمل واستمرىء كثير ، والحواري قريب من النشا لكنه أسخن والدقيق اللزج بطبعه غير اللزج بالصنعة وليس للزج بالصنعة ما للزج بطبعه . الرازي في دفع مضار الأغذية : والحنطة أوفق حبة عمل منها الخبز وأشدها ملاءمة لبدن الإنسان المعتدل ، وإذا أكلت نيئة ربما تولد منها حب القرع وينفع ذلك أن يتحسى عقبها المربى النبطي والخل العتيق ، وإدمان أكل الفطير منها يعقل البطن ، ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يسهله إسهالا معتدلا كالفانيذ الشحري والتين العلك وما أشبه ذلك ، فأما الحنطة المطبوخة والفريكة فينفخان جدا ، ولذلك ينبغي أن يؤخذ بعدهما جوارشن الكمون والقلاقي ويحذر شرب الماء كثيرا عليه فإنه يولد النفخ . أبقراط : إذا كان دقيق الحنطة قريب العهد بالطحن كان أسخن وأعون على حبس البطن من قبل أن يكون فيه بقية من الحرارة النارية التي نالته في طحنه ، وأما الدقيق الذي فيه لبث بعد طحنه فضلا قليلا فتذهب عنه تلك القوة ويصير أسرع انحدارا عن المعدة . ديسقوريدوس : وقد يتضمد بدقيق هذه الحنطة مع عصارة البنج لسيلان الفضول إلى الأعصاب والنفخ العارض للمعي ، وإذا خلط دقيق هذه الحنطة بالسكنجبين ووضع على البثر اللبني قلعه ، ودقيق الحنطة التي يقال لها سطانيوك إن ضمد به بالخل أو بالشراب وافق من سم الهوام وإذا طبخ حتى يصير مثل الغراء ولعق منه نفع من به سعال ونفث دم من الصدر ، وإذا طبخ بماء ونعنع وزبد كان نافعا للسعال وخشونة الصدر وغبار الرحى الذي من دقيق الحنطة إذا طبخ بالشراب المسمى مالقراطن أو بماء وزيت حلل الأورام الحارة . | حنطة رومية : هو الخندروس ، وسيأتي ذكره في الخاء المعجمة . | حندقوقي بستاني : ديسقوريدوس في الرابعة : لوطوس منه ما ينبت في البساتين وتسميه بعض الناس طريفلن . جالينوس في السابعة : قوته تجلو جلاء معتدلا وكذا هو في التجفيف ، وأما في تركيب الحرارة والبرودة فكأنه وسط معتدل المزاج . ديسقوريدوس : وعصارته إذا خلطت بعسل واستعملت نفعت القروح العارضة في العين التي يقال لها أرعاما والتي يقال لها باقاليا ، والأثر العارض في العين الذي يقال له قوما وغشاوة البصر . | حندقوقي بري : هو الذرق والحباقي أيضا . ديسقوريدوس في الرابعة : لوطوس أعربوس ومعناه الحندقوقي البري وهو ينبت كثيرا بالبلاد التي يقال لها لينوى وله ساق طولها نحو من ذراعين أو أكثر ، ويتشعب منها شعب كثيرة ولها ورق شبيه بورق الحندقوقي الذي ينبت في المروج ، ويقال له طريفان ، وله بزر شبيه ببزر الحلبة إلا أنه أصغر منه بكثير وهو كريه الطعم . | جالينوس في السابعة : أكبر ما يكون في بلاد النوبة وبزره في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء يجلو . ديسقوريدوس : وقوته مسخنة قابضة قبضا يسيرا منقية للأوساخ العارضة في الوجه والكلف إذا خلط بالعسل ولطخ عليه ، وإذا دق ناعما وشرب وحده أو بالشراب أو بالطلاء وخلط به بزر الملوخية أو شرب أيضا إما بالشراب أو بالطلاء نفع من أوجاع المثانة . ماسرحويه : الحندقوقي جيد لوجع الانثيين وبدو الاستسقاء . أبو جريج الراهب : ينفع المعدة الباردة ويخرج الريح الغليظ وماؤه يشد البطن وينفع من الهيضة . مسيح بن الحكم : يدر البول والحيض وينفع من وجع الأضلاع الحادث عن البلغم اللزج ومن وجع المعدة العارض من البرودة وينقي الرياح عنها إلا أنها تصدع . ابن سينا : يولد دما عكرا غليظا ، وخاصيته إحداث وجع الحلق ولا سيما فيمن كان محرورا ، ويؤمن من أضراره بالحلق أن يؤكل بعده كزبرة وهندبا وخس . الرازي : جيد لأصحاب الصرع ضار للمحرورين جدا ولا يكاد يصلحه شيء وهو ينفع من برد المثانة وتقطير البول . إسحاق بن عمران : يعقل البطن وخاصة إذا كان مصلوقا ، وإذا استعط بمائه نفع من الجنون والصرع ومنه يتخذ الأشنان بإفريقية . غيره : ينفع من وجع الجنبين المتولد عن السدد إذا سقي العليل من بزره وزن درهم بالماء الحار . التجربيين : إذا جلس الأطفال الذين بهم إبطاء الحركة في أعضائهم في طبيخ الحندقوقي أسرع بهم وكذا يفعل دهنه . الخوز : هو وبزره يهيجان الباه . الطبري : قد يتخذ من طبيخ الحندقوقي دهن ينفع من الرياح في الجسد . وحكى الرازي عنه أنه عالج غير واحد كادوا أن يزمنوا بدهن الحندقوقي فانطلقت أرجلهم . لي : حكى الرازي في الحاوي عن أبي جريج الراهب في الحندقوقي ما هذا نصه : وإن صب ماؤه على لسع العقارب سكنه وإن سكب على عضو غير ملسوع أحدث فيه وجعا . هذا قوله وهو فيه بعيد عن الصواب لأن هذه الأفعال ليست للحندقوقي ، وإنما ديسقوريدوس ذكر ذلك في المقالة الثالثة في الدواء المسمى باليونانية طريفلن وهو الجرمانة بالعربية فاعلم ذلك . | تنبيه : والسبب . الموجب للوقوع في هذا الغلط أن ديسقوريدوس قال في الحندقوقي البستاني : إن بعض الناس يسميه طريفلن ووقعت ترجمة هذا الدواء الآخر المذكور في الثالثة من ديسقوريدوس طريفلن ، فتوهم أبو جريج بسبب هذا الاشتراك في الاسمية أنهما شيء واحد ، والأمر بخلاف ذلك ، وقد نبهت على مثل هذا الغلط وأشباهه في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الغلط والأوهام بما فيه الكفاية ، ثم أن حنينا أيضا قال في نقله في ترجمة الحندقوقي في المقالة السابعة من مفردات جالينوس : إن من الحندقوقي نوعا مصريا يتخذ من بزره الخبز . هذا قوله وفيه نظر لأن هذا النوع هو النبات المعروف بالبشنين عند أهل الديار المصرية ، وقد ذكرته في حرف الباء وليس هو من الحندقوقي بشيء لا في الماهية ولا في القوة . | وأقول : إنما حصل الوهم في هذا الموضع من جهة اشتراك الاسم في اللغة اليونانية وذلك أن لوطوس عندهم اسم مشترك في المقالة الرابعة من كتاب ديسقوريدوس بين ثلاثة أنواع من النبات وهي نوعا الحندقوقي والبشنين ، وقد أفرد ديسقوريدوس كل نوع من الثلاثة بترجمة قائمة بنفسها وبماهية وطبع وزاد فصل ترجمة لوطوس الذي هو البشنين منها على الترجمتين الأولتين ، وهما نوعا الحندقوقي بترجمة دواء آخر لئلا يقع الوهم من جهة اشتراك الاسم ، وقد وقع في الذي منه فزع بتخليط النقلة وقلة تثبتهم في النقل ، وذلك أن حنينا جعل البشنين لأجل اشتراكه في الاسم مع الحندقوقي من أحد أنواعها كما قد نبهنا عليه في قوله ، وأما الحندقوقي المصري فيتخذ منه خبز لم يخلق الله قط بمصر حندقوقي يتخذ من بزره خبز ، وإنما اعتمد على كلام ديسقوريدوس فلم يفهم معناه ولا نقله على ما هو عليه . واعلم أن العالم أولى الناس بالتثبت والاحتياط لنفسه ولغيره ، وقد قالت الحكماء : لا تقال زلة العالم لأنه يزل بزلته العالم وهذا سواء قد اتفق في هذه المسألة لحنين فإنه كان متفقا على علمه بلغة اليونانيين وهو من أفضل النقلة فيها إلا أنه لم يتثبت في هذا الموضع فزد بزلله جميع من أتى بعده من العلماء من عصره ، وإلى هذه الغاية منهم ابن واقد وابن سينا وابن جزلة في المنهاج وابن سمحون والغافقي وغيرهم ، وهؤلاء هم أعلام العلماء في الصناعة الطبية بالمشرق والمغرب ، ولا ينبغي أن ينسب الوهم في ذلك إلى جالينوس حيث قال : لوطوس يتخذ من بزره خبز ، فقول جالينوس : صحيح لأنه ربما أراد لوطوس الذي هو البشنين لالوطوس الذي هو الحندقوقا كما وهم عليه وعلى ديسقوريدوس فيه . | حناء : أبو حنيفة : شجره كبار مثل شجر السدر وله فاغية وهي نوره وبزره وعناقيد متراصفة إذا انفتحت أطرافها شبهتها بما ينفتح من الكزبرة إلا أنه أطيب رائحة . وإذا تحات نوره بقيت له حبة غبراء صغيرة أصغر من الفلفلة ، والفاغية كل نورة طيبة الرائحة وقد خصت فاغية الحناء بذكر الفاغية فيقال الفاغية فتعرف من غير تشبيه وهي ذكية حمراء . وقال مرة أخرى : الفاغية تخرج أمثال العناقيد وينفتح فيها نوار صغار فتجتنى منه ويزيت به الدهن الذي يقال له دهن الحناء فيقال الدهن المفغو ، وإنما تطحن الحناء من ورقه وتنور في السنة مرتين وهي بأرض العرب كثيرا . ديسقوريدوس في الأولى : ورق شجر الحناء شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وألين وأشد خضرة ولها زهر أبيض شبيه بالأشنة طيب الرائحة وبزر أسود شبيه ببزر النبات الذي يقال له أوطي ، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أسقالونلطفي والبلاد التي يقال لها ماريوس . جالينوس في لا : الذي يستعمل من هذه الشجرة إنما هو ورقها وقضبانها خاصة وقوة هذا الورق وهذه القضبان مركبة لأن فيها قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ، وفيها أيضا قوة قابضة اكتسبتها من جوهر بارد أرضي ، ولذلك قد تطبخ بالماء ويصب ذلك الماء الذي تطبخ فيه على المواضع التي تحترق بالنار وتستعمل أيضا في مداواة الأورام الملتهبة ومداواة الجمرة لأنها تجفف بلا لذع وهي نافعة من القروح التي تكون في الفم من غير سبب من خارج وخاصة القروح التي تكون من جنس القلاع ، وتنفع أيضا من القلاع نفسه الحادث في أفواه الصبيان . ديسقوريدوس : وقوة ورقها قابضة ، وكذا إذا مضغ أبرأ من القلاع والقروح التي تكون في الفم التي تسمى الجمر ، وإذا تضمد به نفع من الأورام الحارة ، وقد يصب طبيخه على حرق النار ، وإذا دق وأنقع في ماء اسطربنون ولطخ على الشعر حمره ، وزهره إذا سحق وضمد به الجبهة مع خل سكن الصداع والمسوح التي تعمل منه مسخنة ملينة للأعصاب وتصلح للأشياء المسخنة التي تعمل منه يقع في الأخلاط الطيبة الرائحة . بولس : ويخلط مع الأدوية التي تصلح للطحال . عيسى بن ماسه : قوة الحناء من البرودة في الدرجة الأولى ومن اليبوسة في الدرجة الثانية وبعض المتطببين لما رآه يخضب ويحمر ذكر أنه حار واحتج بقول جالينوس في أن له قوة لطيفة من الجوهر المائي الحار ، وفيما أحسب فليس هذا الرجل عالما بشروط جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المفردة . الدمشقي : يفعل بالجراحات ما يفعل دم الأخوين : البصري : تفاح الحناء طيب في الشم ، وإذا اخلط مع الشمع المصفى ودهن الورد نفع من أوجاع الجنب والوهن الكائن فيه وهو نافع للسيلان العارض في أفواه الصبيان . الطبري : إذا دق ووضع على الورم الحار الرخو نفع منه . ابن رضوان : أخبرني من أثق به أنه شاهد رجلا تعقفت أظافير أصابع يديه وأنه بذل لمن يبرئه شيئا كثيرا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة دراهم حناء فلم يجسر أن يشربها فنقعها بماء وشربه فرجعت أظافيره إلى حسنها . وقال : إنه رأى على المكان أظافيره قد أخذت تنبت من أصولها إلى أن تكامل حسنها . ابن زهر : إذا ألزقت الأظفار بها معجونة تزيد حسنها وتنفعها . الشريف : إذا أنقع ورق الحناء في غمرها ماء عذبا وعصرت وشرب من صفوها عشرين يوما في كل يوم وزن أربع أواقي وأوقية سكر أنفع من ابتداء الجذام ويتغنى عليه بلحوم الخرفان فإن كمل لأخذ هذا الدواء 37 يوما ولم يبرأ فاعلم أنه لا يبرأ يفعل ذلك لخاصية فيه ، فإذا حملت معجونة بالسمن على بقايا الأورام الحارة التي تؤدي ماء أصفر وتبقي بعض أوجاعها مع حرارة سكنت الأوجاع وجففت المادة وأدملت مجرب . | ابن ماسويه : وإذا بدأ الجدري يخرج بصبي وأخضبت أسافل رجليه بحناء معجونة بماء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيهما شيء من الجدري وهذا صحيح مجرب . مجهول : إذا طلي بالحناء على موضع من البدن فيه قشف ويبس أزالهما ، وإذا شرب من بزره مثقال مع العسل أو لعق مسحوقا بعسل نفع الدماغ منفعة عظيمة وأزال عنه الأعراض الردية العارضة من الحرارة والرطوبة . التجربتين : إذا سحق ورقها وضمد به جباه الصبيان وأصداغهم نفعتهم ومنعت انصباب المواد إلى أعينهم وتعجن بماء كزبرة خضراء وتنقع أيضا معجونة بماء الكزبرة لحرق النار في ابتدائه ، وإذا عجنت بزيت وقطران وحملت على الرأس أنبتت الشعر وحسنته ، وإذا سحقت مع الزفت الأسود بشطرين وعجنت بزيت أو بدهن ورد وحملت على قروح رؤوس الصبيان جففتها وأدملتها . التميمي : ونور الحناء إذا استودع بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع من السوس فيها وأن يفسدها . | حناء الغولة : عامة مصر يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى شنجار ، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة . | حناء قريش : وهو حزاز الصخر عند أهل مصر . | حناء معجون : مذكور في حرف الواو في رسم وسمة . | حنجرة : ابن ماسة : هي باردة يابسة تغذو غذاء يسيرا للغضروفية التي فيها ولتؤكل بالأفاويه الحارة . | حور : جالينوس في 7 : مزاج هذا الدواء مركب من جوهر مائي فاتر ومن جوهر أرضي قد لطف ولذلك صارت قوته مركبة . ديسقوريدوس في الأولى : لورقي وهو الحور قشر هذه الشجرة إذا شرب منه وزن مثقال نفع عرق النسا وتقطير البول ، ويقال : إنه أيضا يقطع الحبل إذا شرب مع كلى بغل ويقال أيضا أن ورقه يفعل ذلك إذا شربته المرأة بعد طهرها وعصير الورق إذا قطر في الأذن وهو فاتر نفع من ألمها وثمر الحور إذا أخذ منه حين ينبت ودق وخلط بعسل واكتحل به أبرأ غشاوة العين ، وقد زعم قوم أن الحور إذا قطع صغارا وغرس في مشارق مزبلة أنبت السنة كلها ثمرا يؤكل . | حور رومي : ابن حسان : هو المعروف عندنا بالجوز وشجره أزواج وفيه مشابهة من الجوز وله قشر أصفر تبطن به القسي وله ثمر يعرف بالبرد ، وله صمغة ذهبية ، وقشره إذا وضع مع عيدانه بعضها على بعض وأضرم فيها النار ، وتحتها قدر سال منها زيت لدن طيب الرائحة كدهن البلسان . جالينوس في السابعة : ورد هذه الشجرة قوته قوة حارة وهو في الدرجة الثالثة من الحرارة ، وأما في التجفيف والترطيب فتبعد زهرة هذه الشجرة عن درجة الأشياء المعتدلة المزاج المتوسطة بعدا يسيرا وهي إلى اليبس أميل قليلا ، وهي زهيرة اللطافة أولى بها من الغلظ ، فأما ورق هذه الشجرة فهو يفعل كل شيء يفعله وردها إلا أن الورق أضعف وأمهن من قوة الزهر ، وصمغة هذه الشجرة أيضا وهو الكهربا قوتها شبيهة بقوة زهرتها وهي أسخن من الزهرة ، وأما بزرها فهو ألطف من صمغتها إلا أنه ليس بكثير الحرارة . ديسقوريدوس في الأولى : إذا تضمد بورقه بالخل نفع من الضربان العارض من النقرس وصمغه ينفع في أخلاط المراهم ، وقد يقال أن ثمره إذا شرب بخل نفع من به صرع ، ويقال : إن الذي يسيل من صمغه في النهر الذي يسمى أزيدانوس يجمد في النهر ويكون هذا الدواء أبلغطورس ومن الناس من يسميه حور فورون وهو الكهرباء وهو إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة ولونه كلون الذهب ، وإذا شرب منع عن المعدة والأمعاء سيلان الرطوبات . لي : هكذا قال الترجمان أن صمغ هذه الشجرة هو الكهرباء وفيه نظر لأن الكهرباء ليست هذه صفته كما تقف على ذلك عند الكهرباء في حرف الكاف . | حوك : هو الباذروج وقد ذكرته في حرف الباء . | حومر : هو التمر هندي وقد ذكرته في التاء . | حواري : هو الدقيق الأبيض المنتزع النخالة . | حوجم : هو الورد الأحمر وسيأتي ذكره في حرف الواو . | حومانه : هو بالعربية الدواء المسمى باليونانية طريفل ، وسيأتي ذكره في الطاء . | حواصل : البالسي : هو طائر يكون بمصر كثيرا يعرف بالكي بضم الكاف وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من أسفل وهو صنفان أبيض وأسود ، والأسود منه كريه الرائحة لا يكاد يستعمل ، والأبيض أجوده وأقوى وأطيب رائحة وحرارته قليلة ورطوبته كثيرة وهو قليل البقاء ولباسه يصلح للشباب وذوي الأمزاج الحارة ومن يغلب عليه الصفراء . | حي العالم : ديسقوريدوس في المقالة الرابعة : إيرون الكبير ومعنى إيرون الحي أبدا ، وإنما سمي الحي لأنه لا يطوح ورقه في وقت من الأوقات وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع وأكثر في غلظ الإبهام فيها شيء من رطوبة تدبق باليد وهي غضة ، فيها قسم كأنها قسم الصنف من اليتوع الذي يقال له حارا قياس وأطرافه شبيهة بأطراف الألسن ، وما كان من الورق في أسفل النبات فإنه مستلق وما كان في أعلاه فإنه قائم بعضه على بعض ، ومنبته حوالي القضبان كأنه شكل عين وينبت في الجبال والمدائن ، وقد ينبته الناس في منازلهم ، ولورق هذا النبات قوة مبردة قابضة يصلح إذا تضمد به وحده أو مع السويق للجمرة والنملة والقروح الخبيثة والأورام الحارة العارضة للعين وحرق النار والنقرس ، وقد تخلط عصارته بدهن الورد وتطلى بها الرأس من الصداع ويسقاها من عضته الرتيلا ومن كان به إسهال أو قرحة الأمعاء ، وإذا شرب بالشراب أخرج الدود المستطيل من البدن ، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يكتحل بها للرمد فينتفع بها ، وأما حي العالم الصغير فينبت في الحيطان وبين الصخور وفي السباخات وخنادق ظليلة ، وله قضبان صغار مخرجها من أصل واحد وهي كبيرة مملوءة من ورق صغير مستدير طويل وفيه رطوبة تدبق باليد حاد الأطراف وله قضيب في الوسط طوله نحو من شبر وعليه إكليل وزهر أصفر دقيق ، وقوة هذا النبات مثل قوة النوع الأول . جالينوس في السابعة : والنوع الكبير من حي العالم والنوع الصغير جميعا يجففان جميعا تجفيفا يسيرا وهما بعيدان عن كل طعم آخر قوي من طريق أن الجوهر المائي فيهما كثير ، وهما يبردان تبريدا شديدا عظيما وهما في الدرجة الثالثة من درجات التبريد ، ومن أجل ذلك هما نافعان من الورم المعروف بالجمرة والأورام الحارة الحادثة عن المادة المنصبة والأورام التي تسعى وتنتشر في البدن . ديسقوريدوس : وقد يكون صنف ثالث من حي العالم ومن الناس من يسميه بقلة حمقاء برية ، ومنهم من يسميه طيلاقون ، ومنهم من يسميه أندريني طيلاقيون ، وأهل رومية تسميه أيليغتوانا مغرا ، وهذا الصنف من حي العالم ورقه إلى التسطيح ما هو شبيهة بورق البقلة الحمقاء ، وعليه زغب ، وينبت هذا النبات بين الصخور ، وله قوة مسخنة حارة ومقرحة للجلد ، وإذا تضمد به مع الشحم العتيق حلل الخنازير . |
صفحه ۳۰۶
1 ( حرف الخاء ) 1
صفحه ۳۰۷
خانق النمر : قال ديسقوريدوس في الرابعة : أفرينطن هو نبات له ثلاث ورقات أو أربع شبيهة بورق النبات الذي يقال له فعلامينوس أو ورق الفنا إلا أنه أصغر منه وفيه خشونة وله ساق طوله نحو من شبر وأصل شبيه بذنب العقرب يلمع مثل القوارير ، وقد زعم بعض الناس أن أصل هذا النبات إذا قرب من العقرب أخمدها وإذا قرب الخربق منها أنعشها وقد يقع في أدوية العين المسكنة لأوجاعها وإذا صير في اللحم وأطعمته النمور والخنازير والذئاب والفئار وسائر السباع قتلها . وقال غيره : والذين يسقون هذا المواء يعرض لهم على المكان في حس المذاق حلاوة مع شيء من قبض ثم من بعد ذلك يعرض لهم سدر وخاصة عند النهوض ورطوبة في أعينهم وثقل في صدورهم وفيما دون الشراسيف مع خروج رياح كثيرة من أسفل ، وينبغي حينئذ أن يحتال بإخراج الدواء بالقيء والحقن وأن يتقدم في سقيهم هذه الأشياء التي نذكرها وهي الصعتر أو سذاب أو قراسيون والأفسنتين أو جرجير أو قيصوم أو كمافيطوس وأي شيء اتفق لهم من هذه الأدوية فليسق بشراب ، وقد يوافقهم أيضا دهن البلسان إذا أخذ منه مقدار درخمي ويسقى بشراب أو أنفحة الأرنب أو أنفحة الجدي أو أنفحة الإيل إذا شربت بخل نفعتهم وخبث الحديد والحديد بعينه أو الذهب أو الفضة أيها كان مقدارا بعد أن يحمى ويبرد وينقع في شراب ويشرب بالشراب فإنه ينفعهم ، وماء الزباد أيضا مع الشراب نافع لهم ، ويقال : إن الكمافيطوس خاصة جيد نافع لهم . | خانق الذئب : ويسمى أيضا قاتل الذئب . ديسقوريدوس في الرابعة : قد يكون صنف من الاقوينطس ومن الناس من يسميه أوفقطوس وقد ينبت كثيرا بالبلاد التي يقال لها إيطاليا في الجبال التي يقال لها أولسطينا وله ورق شبيه بورق الدلب إلا أنه أشد تشريفا منه وأصغر بكثير وأشد سوادا ، وله ساق شبيه بساق النبات الذي يقال له بطارس وأغصان جرد طولها نحو من ذراع أو أكثر قليلا ، وثمر في غلف ذات طول يسير وعرق شبيهة بأرجل الأربيان مبرد وتستعمل في قتل الذئاب وأنها إذا صيرت في لحم ني فأكلت الذئاب منه قتلها . جالينوس : في 7 : هذا أيضا قوته على مثال قوة خانق النمر إلا أنه مخصوص بقتل الذئاب خاصة كما أن ذلك يقتل النمور خاصة . | خانق الكلاب : ويسمى أيضا قاتل الكلاب . ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش له قضبان طوال دقاق عسرة الرض وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأحد طرفا ، ثقيل الرائحة ريان من رطوبة لزجة صفراء ، وله خمل شبيه بعلف الباقلي في طول أصبع وفي جوفه بزر صغير صلب أسود وورق هذا النبات إذا خلط بالشحم والخبز معه وأطعمته الكلاب والذئاب والثعالب والنمور قتلها وهو يضعف قوائمها ساعة تأكله ولا يكون لها نهوض . جالينوس في السادسة : هذه الحشيشة تسمى بهذا الاسم لأنها تقتل الكلاب بالعجلة ، كما أن قاتل الذئاب يقتل الذئاب وقاتل الكلب أيضا يقتل الناس ، ورائحة هذه الحشيشة نفسها منتنة شديدة النتن وهي لذلك حارة لا محالة وحرارتها ليست بالضعيفة وليس يبسها بقياس حرارتها ، فهذا بهذا السبب إذا وضع منها ضماد حللت تحليلا بليغا . | خانق الكرسنة : هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو . | خالوماقي : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات إذا دق دقا ناعما وشرب بالماء كان صالحا لوجع القلب . جالينوس في الثامنة : قوة هذا النبات تسخن كأنها في الدرجة الثالثة وتجفف كأنها في الدرجة الأولى . | خاماقسيس : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه مورق سنبل الحنطة إلا أنه أطول منه وأدق وهو كثير وله قضبان طولها نحو من شبر مملوءة من ورق القضبان خمسة أو ستة مخرجها من الأرض وله زهر أبيض شبيه بالخيري إلا أنه أصغر منه مر شديد المرارة وأصل أبيض دقيق لا ينتفع به في الطب وينبت في العمارات . جالينوس في الثامنة : زهر هذا النبات شديد المرارة فهو لذلك يفتح سدد الكبد وبعض الناس يسقي منه من به وجع الورك . | خاماسوفي : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه سوفي وهو نبات له عيدان وطولها نحو من أربعة أصابع وهي لاطئة مع الأرض على استدارة وهي مملوءة من لبن وعليها ورق شبيه بورق العدس ويشبه ورق النبات الذي يقال له نيلص صغار دقاق مع الأرض ، وتحت الورق ثمر مستدير مثل ثمر نيلص وليس لهذا النبات زهر ولا ساق وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب . جالينوس في الثامنة : قوة هذا الشجر قوة تجلو ، وفيه مع هذا حدة وحرافة ، ولذلك صارت متى وضع من أغصانها ضماد على الثآليل المنكوسة المعروفة برؤوس المسامير وعلى الخيلان نثرها ، وكذا يفعل أيضا إذا طلي على هذه الثآليل ، وإذا عولج بكل واحد من هذين أيضا مع العسل الأثر الغليظ الحادث في العين جروه وهما للظلمة الحادثة في البصر من قبل الأخلاط الغليظة ولابتداء الماء . ديسقوريدوس : وعيدان هذا النبات إذا دقت ناعما وخلطت بشراب واحتملت كما تحتمل الفرازج سكنت وجع الأرحام ، وإذا تضمد بها سكنت الأورام البلغمية وقلعت الثآليل التي يقال لها أقروحوديس ، والثآليل التي يعرض فيها شبيه بدبيب النمل ، وإذا طبخت وأكلت لينت البطن وقد يفعل لبن هذه العيدان ما تفعله العيدان ، وإذا لطخت به لسعة العقرب نفع منها ، وقد ينفع غشاوة البصر والقرحة العارضة في العين التي يقال لها أحيلوش والتي يقال لها ميقاليون ، والأثر العارض في العين من اندمال القروح وابتداء الماء إذا خلط بالعسل واكتحل به ، وقد ينبت في أماكن صخرية ومواضع يابسة . لي : قد فسر حنين المترجم في الثامنة من مفردات جالينوس هذا النبت بالتين الجبلي وهو قول بعيد عن الصواب لأن التين الجبلي ذكره ديسقوريدوس في 1 : مع أنوع الشجر العظام ، وذكره جالينوس مع التين أيضا وسماه التين الفج ، وهذا نبات لا نسبة بينه وبين التين إلا في الاسمية فقط لأن اسم التين باليونانية سوفي أيضا فمن أجل ذلك قضى حنين على هذا النبت بأنه التين الجبلي وغلط بغلطه كثير من المصنفين كمثل ابن واقد وغيره ، فمن رام الجمع بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس على دواء دواء أخذوا منافع خاماسوفي هذا وأثوابها مدرجة مع التين وقنعوا بالاشتراك في الاسمية ، ولم يتأمل واحد منهم المباينة في ماهية نبات عيدانه طولها أربع أصابع لاطئة مع الأرض وفي ماهيته شجرة من عظام الشجر ، وخاماسوفي هذا وقفت على نباته بظاهر القاهرة بالمطرية وبعين شمس أيضا وهي على الصفة التي ذكرها ديسقوريدوس سواء ، وأهل ذلك الصقع يزعمون أنه إذا أكله صاحب البواسير وهو أخضر مع الخبز الحار نفع منها وجففها وفيه نوعية ما . | خامالاون : هو الدابة المعروفة بالحرباء عن كثير من التراجمة وقد ذكرت الحرباء في حرف الحاء المهملة . | خامالاون لوقس : معنى لوقس باليونانية أبيض وهو الأشخيص بالعربية وبعجمية الأندلس بشكرانية وبالبربرية أداد بدالين مهمتلين ، وقد ذكرت الأشخيص الأبيض في حرف الألف . | خامالاون مالس : يراد به الخامالاون الأسود وهو الأداد الأسود أيضا بالبربرية وهو قتال ، ويعرفه البربر بالوحيد لأنه إذا نبت بأرض لم يطلع فيها سواه ، ومن أجل ذلك سماه بعض علمائنا أسد الأرض ، وهذا النبات كثير بأفريقية مشهور بها بما ذكرت وخاصة بموضع من أعمال ناحية القيروان تسمى عزرة فإنه ينبت عندهم كثيرا ويقتلون به السباع بأن تؤخذ أصوله تدق وتوضع في بطن بعض البهائم ويرمى به في طرق السباع فأي حيوان أكل منها قتله وحيا . | خامالاء : تأويله باليونانية زيتون الأرض ، وهو المازريون ولقد غلط كثير من المفسرين في قولهم أن المازريون هو أسد الأرض وهذا تفسير الخامالاون الأسود أحق به كما تقدم ، وسبب غلطهم في ذلك الاشتراك في الأسماء اليونانية في بعض صور الحروف ولم يفرقوا بين خامالاء وبين خامالاون ، وقد تكلمت على هذا الغلط وأشباهه بما فيه الكفاية في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام . | خاليدونيون : معناه باليونانية الخطافي منسوب إلى الخطاف وهي العروق الصفر عند الأطباء وقد ذكرته في العين . ديسقوريدوس : وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجفف مع غيبوبتها ويظن قوم إنما سمي بذلك لأنه متى عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى فراخها فردت به بصره . | خاماميلن : تأويله باليونانية تفاح الأرض وهو البابونج وقد ذكرته في حرف الباء . | خاماذاقبي : تأويله باليونانية غار الأرض وسيأتي ذكره مع ذاقبي الإسكندراني في حرف الذال المعجمة . | خافور : زعم قوم أنه المر والعريض الذي يتخذ عندنا بالأندلس في الحور ، وسنذكره بأنواعه في حرف الميم ، والخافور أيضا عند أهل مصر هو الخرطال الذي يكون في الشعير وسنذكره فيما بعد . قال أبو حنيفة : هو نبات له حب تجمعه النمل في بيوتها . | خامانيطس : تأويله صنوبر الأرض وهو الكمافيطوس ، وسأذكره في الكاف . | خامادريوس : معناه باليونانية بلوط الأرض وهو الكمادريوس ، وسيأتي ذكره في الكاف . | خاما أقطي : معناه خمان الأرض باليونانية فيما زعم الغافقي وهو الخمان الصغير أيضا وأقطي هو الخمان الكبير ، وسنذكره فيما بعد . | خامشة : بكسر الميم وفتح الشين المعجمة وهو الشيطرج الشامي عند أهل البيت المقدس وما والاه من الأعمال الشامية ، وسيأتي ذكر الشيطرج في حرف الشين المعجمة . | خبازي : بعض علمائنا منه بستاني يقال له الملوكية ومنه بري معرب ومنه كبير كالخطمي . | ديسقوريدوس في الثانية : الخبازي البستاني وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية يصلح للأكل أكثر مما يصلح البري وهو رديء للمعدة ملين للبطن ويدر البول وخاصة قضبانه نافعة للأمعاء والمثانة ، وورقه إذا مضغ نيئا وتضمد به مع شيء من الملح نقى نواصير العين وأنبت فيها اللحم ، وإذا احتجنا أن نحمل به استعملناه بلا ملح ، وإذا تضمد به كان صالحا للسع للزنابير والنحل ، وإذا دق وهو نيء وخلط بزبد وتمسح به أحد لم تأخذ فيها لسعتها ، وإذا تضمد به مع البول أبرأ قروح الرأس الرطبة والنخالة وإذا طلي على الجسد بعصارة ورقه وحدها أو مخلوطة بدهن لم تلدغه الزنابير للزوجتها ، وإذا طبخ ورقه ودق ناعما وخلط به زيت ووضع على حرق النار والجمرة نفع منها ، وطبيخه إذا جلس فيه النساء لين صلابة الأرحام والمقعدة وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة ، وسوقه وورقه إذا طبخ بأصوله نفع من الأدوية القتالة ، وينبغي أن يشرب ويتقيأ ويفعل ذلك دائما وقد ينفع من لسعة الرتيلا ويدر اللبن ، وبزره إذا خلط ببزر الحندقوقي البري وشرب بشراب سكن أوجاع المثانة . جالينوس في السابعة : أما الملوكية البرية وهي الخبازي فقوتها قوة تحلل وتلين قليلا ، وأما الملوكية التي تزرع في البساتين والمباقل فبحسب ما فيها من الرطوبة المائية تكون قوتها أضعف وبزرهما جميعا أقوى منهما ، وفضل قوته عليها بحسب فضل نسبته ، ومن الملوكية صنف آخر يقال لها ملوكية الشجر وهو بين هاتين إلا أن تحليله أكثر من تحليل المذكورتين وله اسم يخص به وهو الخطمي . الشريف : وإذا طبخ ورقه بالماء وخبص به على الدماميل والأورام التي يحتاج إلى تفجرها حللها وفتحها وأخرج ما فيها من المواد ، وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة . ابن ماسويه : هو بارد رطب في الأولى وخاصة البستاني منه رديء للمعدة الرطبة نافع من وجع المثانة وبزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة ، وإذا طبخ بدهن وضمدت به الأورام الحادثة في المثانة والكلي نفع ، وإن ضمد به الأورام الحارة سكنها وأذهبها . سفيان الأندلسي : تنفع غذاء من السعال اليابس الحادث عن خشونة الصدر وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحقن أزال ضرر الأدوية الحادة . | خبة : هو بزر يشبه بزر الخشخاش أو أثق منه ونباته يشبه اللسان ، وإذا سقط زهره يخلف أوعية كالقرون لطاف دقاق فيها بزر وقد ذهب جماعة إلى أنه البودري . أبو حنيفة : هي التي تسمى بالفارسية السنة تحمل من عندنا إلى العراق وهو حب أصفر إلى السواد يسير يؤكل ويشرب باللبن والنساء يولعن بشربها . المجوسي : أجودها الحمراء المجلوبة من بلاد الأكراد وهي حارة رطبة ورطوبتها قوية تنفع أصحاب السوداء إذا شربت بالسكر وهي تخصب البدن وتسمنه . | خبث : جالينوس في الثامنة : كل خبث فهو يجفف تجفيفا شديدا إلا أن خبث الحديد أشد تجفيفا وإن أنت سحقته مع خل الخمر الثقيف جدا ثم طبخته صار منه دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زمانا طويلا حتى أن من يرى هذا الدواء ينطبخ يتعجب منه ولا يصدق من قبل أن يمتحنه ويجربه إلا أن الأذن لا يمكن فيها أن تحتمل مثل هذا الدواء ، فأما خبث الفضة فيخلط في المراهم التي تجفف . ديسقوريدوس في الخامسة : خبث النحاس أيضا يغسل كما يغسل النحاس المحرق وقوته شبيهة بقوته إلا أنه أضعف من النحاس المحرق ، وأما خبث الحديد فإن قوته شبيهة بقوة زنجار الحديد إلا أنه أضعف وإذا شرب بالسكنجبين منع مضرة الدواء القتال الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر ، وأما خبث الرصاص فأجوده ما كان منه في لونه شبيها بلون الكبريت الأصفر وكان كثيفا مكنزا عسر الرض ولم يخالطه شيء من الرصاص وكان أصفر صافيا شبيها في صفائه بالزجاج وقوة خبث الرصاص أشد قبضا وقد يغسل في صلاية بأن يصب عليه الماء في إناء ثم لا يزال يفعل به كذلك إلى أن ينفذ خبث الرصاص ثم يترك حتى ينقص ما فيه من اللزوجة ويذهب عنه لون التفاح ويفعل به ذلك حتى تذهب خنارته وغلظه ثم يترك الماء حتى يرسب خبث الرصاص في أسفله ثم يصب عنه الماء ويؤخذ ويعمل منه أقراص ويرفع ، وخبث الفضة قوته شبيهة بقوة موليدايا ، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المعروفة بالدكن والمراهم التي يختم بها القروح وهو قابض جدا . ابن سينا : خبث الحديد يحلل الأورام الحارة وينفع من خشونة الحقن ويقوي المعدة وينشف الفضلة ويذهب باسترخائها إذا سقي في نبيذ عتيق أو شرب بالطلاء ويمنع نزف البواسير وخصوصا إذا نفع في نبيذ مخلوط به عتيق ، ويمنع الحبل ويقطع نزف الحيض وهو غاية فيه وكذا في البول ويشد الدبر طلاء . التجربتين : خبث الحديد المنسحق منه الطافي على الحديد عند سبكه وهو الذي يعرفه الحدادون بلبن الحديد إذا خالط أدوية المعدة والكبد والطحال الرطبة والأعضاء الداخلة المحتاجة إلى التجفيف والقبض والأدوية النافعة من تقطير البول وقرحة الأمعاء والمثانة نفع من عللها نفعا بليغا ، ويجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل وتجفيفه في الشمس . الغافقي : خبث الحديد يزيد في الباه ويحلل ورم الطحال ، وإذا دق وغسل عشرين مرة أو أكثر وجعل في قدر وجعل عليه من الزيت العذب ما يغمره بثلاثة أصابع ويطبخ حتى يذهب الثلث ، ثم جعل فيه أوقية من خزف مدقوق منخول ولعق منه كل غداة فإنه يصفي اللون ويذهب بفضول البدن . | خبز : جالينوس : وأما الضماد المتخذ من خبز الحنطة نفسها فهو يجذب ويحلل من طريق أن في الخبز ملحا وخميرا لأن في الخميرة قوة تجذب من عمق البدن وتحلل . ديسقوريدوس : والخبز المتخذ من سميد الحنطة التي وصفنا أكثر غذاء من الخشكار ، وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة التي يقال لها سطابنو فإنه أخف وهو سريع النفوذ ، وخبز الحنطة إن طبخ بمالقراطن أو عجن من غير أن يطبخ معه وخلط ببعض الحشائش الموافقة وتضمد به سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين ، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المسهلة إن كان وحده أو خلط بأشياء أخر ، والخبز اللين إذا بل بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة . | الرازي في الحاوي قال : قال جالينوس في أغذيته : الخبز الكثير النخالة سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء وبالضد القليل النخالة يبطىء غاية الإبطاء في الخروج ويكثر غذاءه قال : وعجين مثل هذا الخبز لزج يمتد إذا مد ، ولذلك هو أحوج إلى التخمير وكثرة الدعك والعجن وأن لا يخبز من ساعته ، وأما عجين الخبز الكثير النخالة فبضد ذلك ، ولذلك لا يحتاج أن يلبث كثيرا في التنور وبين هذين خبز متوسط في كثرة النخالة وقلتها والنخالة تكثرها لأنه معمول من حنطة خفيفة الوزن رخوة وأن يكون معمولا بغير استقصاء ويقل تغذية هذا ، وأجود أنواع الخبز للاستمراء أكثرها اختمارا وأجودها عجينا المنضج بنار معتدلة لئلا يشيط خارجه ويبقى داخله نيئا فإن الخبز الذي هذا حاله رديء من أجل أن باطنه نيء وظاهره خزفي ، وأما النار الضعيفة فتترك الخبز نيئا وبعض أنواع الخبز أوفق لبعض الأبدان ، وأوفق الخبز للذين يرتاضون رياضة صعبة كثيرة الذي لم يستحكم نضجه وليس فيه خمير ولا ملح كثير ، وأما المشايخ والتاركين للرياضة والناقهين فالكثير الخمير المحكم النضج ، فأما الفطير فإنه غير موافق لأحد من الناس ولا يقدر على استمرائه الفلاحون على أنهم أشد الناس وأكثرهم كدا فضلا عن غيرهم ، وهم أقوى الناس على استمراء جميع الأغذية الغليظة ، وأما خبز الفرن فدون خبز التنور في الجودة لأن باطنه لا ينضج كنضج ظاهره وأما الذي يخبز في الطابق أو يدفن في الجمر وخبز الملة فكله رديء لأن باطنه نيء ولا ينضج بالسوية وأما الخبز المغسول فإنه قليل الغذاء ، وهو أبعد أنواع الخبز عن توليد السدد لأن لزوجته وغلظه قد ذهبت عنه وصار هوائيا ، والدليل على ذلك خفته في وزنه وارتفاعه فوق الماء . وقال روفس : الخبز الخشكار يلين البطن والحراري يعقله والمختمر يلين والفطير يسدد والرغيف الكبير أخف من الصغير وأكثر غذاء ، وخبز الفرن أرطب من خبز التنور والملة تعقل والمعمول باللبن كثير الغذاء ، والخبز الحار يسخن ويجفف والبارد لا يفعل ذلك ، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يسمن ، وقال في موضع آخر منه : والخبز الذي ينثر عليه بزر الخشخاش يزيد في النوم والذي ينثر عليه الشونيز والكمون أكثر تجفيفا ولا ينفخ بل يذهب النفخ ، والخبز اللين أكثر غذاء وأشد ترطيبا وأسرع انحدارا ، والخبز اليابس على خلاف ذلك . وقال ابن ماسويه : أفضل الخبز وأكثره غذاء السميذ وهو أبطأ انهضاما لقلة نخالته ، ويتلوه خبز الحواري في ذلك ثم خبز الخشكار وأحمد أوقات كله أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه أو من غد ذلك اليوم قبل أن يصلب ويجف ، وحكى حنين عن ديوجانيس : أن خبز الملة أيبس الخبز وأبطؤه هضما ولذلك يعطى لين البطن والبلة الرقيقة في المعدة . وقال في كتاب العادات : إن في الخبز الحار حرارة عرضية وفضل رطوبة بخارية فهو بسبب حرارته العرضية يعطش وبسبب الحالتين كلتيهما يشبع دفعة وأما الخبز البارد فلا يفعل شيئا من ذلك لأن الحرارة العرضية ليست فيه والرطوبة البخارية قد تحللت منه . قالت الخوز : والخبز الحواري قوته تسمن البدن ، وقال ماسرحويه : الخبز الفطير أكثر رياحا من الخمير . الرازي في دفع مضار الأغذية : إن للخبز مع اعتياد الطبيعة ووروده عليها دائما وجرى العادة بالاغتذاء منه مضار ينبغي أن تميز وتفصل فمنه السميذ والحواري والخشكار على مراتبها في ذلك من قلة النخالة وكثرتها والفطير والمختمر والكثير الملح والبورق والعديمة وخبز التنور والفرن والملة والطابق ، فمن مضار خبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجا من البطن من الخشكار وأنه أكثر نفخا وتوليدا للرياح وأنه يولد السدد في الكبد والحصاة في الكلي في المتغذي بذلك ، ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح الغليظة ويبس البطن وسدد الكبد وغلظ الطحال والحصاة في الكلى ويسرع إليه الامتلاء وتصيبه أوجاع المفاصل والتحجر فيها ، ومما يدفع هذه المضار أن يكثر فيها من الخمير والبورق ويتعاهد الأكل بالسكنجبين البزوري وأخذ بزر البطيخ والكرفس مع السكر الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيسر ، والخبز الخشكار يتولد منه دم مائل إلى السواد ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه وأنه كلما كان أقل نقاء وأميل إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقدارا في نفسه وأغلظ وأميل إلى السواد ، فيتولد عن إدمانه الأمراض السوداوية ويسرع بالهرم ويضعف عليه البدن ويقل الدم ويكون عنه الحكة والجرب والبواسير ونحوها ، وإن كل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد عنه من الدم المقدار الذي يحتاج البدن إليه احتاج أن تكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيرا فثقل لذلك في المعدة ويربو وينفخ ، ولا سيما إذا شرب عليه الماء ويتولد من ذلك فتوق من النفخ وإن قصر عن المقدار لم يتولد من الدم قدر الوفاء لحاجة البدن ويقل عليه اللحم الصلب وتذهب نضارته وحسن لونه ورطوبته ، والذي يدفع هذه المضار أن يتأدم عليه بالإدهان والحلاوات والألبان ويد من ذلك ، ويحذر التأدم عليه بالأملاح والكوامخ والحريفات ونحوها فإن ذلك يزيد في شره وقلة غذائه وسرعة خروجه من البطن فيقل استيفاء ما فيه من الغذاء أو في رداءة الدم المتولد منه حتى تتولد منه الأمراض التي ذكرنا ، ويسرع أيضا بالهرم والذبول ، ولا سيما إن قلل شرب الماء عليه أو كان البلد مع ذلك يابسا أو حارا أو مهنة الأكل مهنة متعبة ، فلذلك ينبغي أن تدفع هذه المضار عنه باللبن الحليب وسائر الأدهان التي لا كيفية لها حارة كدهن السمسم ، فأما الزيت فغير موافق وبعقيد العنب والسكر والتمر ، فأما العسل فإنه أيضا غير موافق لأنه يسرع بإخراجه إلا أن يقع مع دسم كثير ومع لبوب دسمة فتكسر منه وتسكنه وكذا بعقيد العنب والكمثري أوفق الحلاوات في هذا والزبد والسمن وفي الدسومات واللبن الحليب الذي لا حموضة فيه البتة أو ما ثرد فيه ثم الاسفيذباجات الدسمة ، فأما كل طبيخ من حامض أو مالح أو خريف فرديء في هذا الوجه إلا أن هذا الخبز قليل الغذاء سريع الخروج ، فالحلاوات تزيد في غذائه والدسومات تزيد أيضا وتمنع قشفه ويبسه وجلاءه وجرده الأمعاء بكثرة نخالته وسرعة خروجه منها ، وأما الخبز الفطير فرديء في توليد الرياح وإبطاء الخروج فلذلك يضر من يعتريه القولنج جدا ، وهو أيضا أسرع في توليد السدد والحصاة من المختمر من الخبز الحواري ، فلذلك ينبغي أن يجتنب فإن اضطر إليه دفع ما يتولد عنه من هذه المضار بما ذكرنا مما يدفع به المضار المتولدة من الخبز الحواري ، وأضر ما يكون بمن لا يتعب فأما من يتعب ويكد نفسه كدا شديدا فكثيرا ما يسلم منه وأما الخبز المخمر فيسلم من هذه الخلال إلا أنه أقل منه وأضعف غذاء فمن كان شديد الكد وكان متخلخل البدن ضعف عن إدمانه ، ومما يدفع به ذلك التأدم عليه بالآدام المغلظة واللزجة كلحوم الجملان والعجاجيل والهرايس والعصايد وترك التعب وتقليله ، وكذا الحمام والتعريف والأغذية الحريفة والملطفة كالتوابل الحارة والبقول الحريفة والملح والمري والكوامخ والشراب العتيق جدا ، فأما الحلواء الغليظة فنافعة في هذه الأحوال ، وأما الكثير الملح والبورق فقليل الغذاء سريع الخروج وما بضده فقد بان كيف تدفع الضرر المتولد عن إدمانه بما تقدم من كلامنا وأما خبز التنور فأصلح من خبز الفرن في سرعة الهضم والخروج وقلة توليد النفخ والسدد والغلظ واللزوجات لكن خبز الفرن أوفق منه في كثرة الغذاء ، ولذلك هو أصلح لمن يكد ويتعب ويحتاجون إلى غذاء متين قوي ، وأما خبز الملة فأغلظ وأشد قوة من خبز الفرن وأعسر خروجا وأكثر غذاء إذا انهضم وليس يخفى مضاره وبماذا تدفع على ما فهم مما تقدم من كلامنا ، وأما خبز الطابق فأخف من خبز التنور ولا سيما متى رقق فهو لذلك أعسر خروجا وليس بأكثر غذاء من خبز التنور ، وأما خبز الشعير فمنفخ مبكرد للبدن ، ولذلك ينبغي أنه لا يأكله من لا يروم تبريد البدن به ، بل إن اضطر إلى إدمانه فيستعمل بالعسل والتمر والإلية والاسفيذباجات الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد القولنج الصعب الشديد ، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جدا ، ولذلك لا يكاد ينزل ، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق الاسفيذباجات المالحة الدسمة جدا فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعا في المعدة صعبة وتبندق الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء ، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في النفخ شيء من الحبوب ، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس فليصطبغ بعده بخل . | خبز رومي : هو الكعك المسمى بقسماطا وتسميه عامة المغرب البسماط . | خبز القرود : بعض شجاري الأندلس يوقع هذا الاسم على النوع الكثير من اللوف ، وسيأتي ذكره في اللام . | خبز المشايخ : عامة إفريقية يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى بخور مريم وقد ذكرته في الباء . | خترف : هو الأفسنتين في بعض التراجم وقد ذكرته في الألف . | خثي : يقال على زبل البقر وقد ذكرته مع البقر . | خدرنق : هو العنكبوت من اللغة ، وسيذكره في العين . | خرنوب : جالينوس في السابعة : قوة هذه الشجرة مجففة قابضة وكذا قوة ثمرتها وهو الخرنوب الشامي إلا أن في الثمرة شيء من الحلاوة وقد عرض لهذه الثمرة أيضا شبه بما يعرض لثمرة القراصيا وذلك أنها ما دامت غضة فهي بإطلاق البطن أحرى ، وإذا جففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحل ويبقى جوهرها الأرضي الذي شأنه التجفيف ، وقال في أغذيته أيضا : الخرنوب الشامي يولد خلطا رديئا وفيه خشبية ، وإذا كان كذلك فهو ضرورة عسر الإنهضام ، وفيه آفة عظيمة أنه لا ينحذر ولا يخرج عن البطن سريعا ، ولقد كان الأجود والأصلح أن لا يجلب هذا الخرنوب إلينا من البلاد المشرقية التي تكون فيها . ديسقوريدوس في الأولى : قراطيا وهو خرنوب شامي إذا استعمل رطبا كان رديئا للمعدة ملينا للبطن ، وإن جفف واستعمل كان أصلح للمعدة منه رطبا وعقل البطن وأدر البول وخاصة ما ربي منه بعصير العنب . الرازي في الحاوي : إذا دلكت الثآليل بالخرنوب الفج دلكا شديدا أذهبتها البتة وقد رأيت ذلك . وقال في دفع مضار الأغذية : الخرنوب الشامي غير ضار للصدر والرئة ومعتدل في الإسخان فمتى لم يعرض عنه عقل الطبيعة وأكثر منه فينبغي أن يعتني بسرعة إخراجه من البطن ، ومما يفعل ذلك ماء العسل والجلاب . التميمي في المرشد : الخرنوب الشامي ثلاثة أنواع حار في أول الدرجة الأولى ، يابس في آخر الثانية ، وهو حابس للبطن قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته وهو رديء للصدر والرئة مقو للمعدة وأفضل أنواعه كلها نوع يسمى الصيدلاني فهو ألين من النوعين الآخرين وأقوى حلاوة من جميعها وأيسرها خشبية وهو المأكول عندنا بالشام من الخرنوب فأما النوع الآخر فإنه يسمى الشابوني وقد يقارب في حلاوته الصيدلاني ، غير أنه أحسن جسما وأقوى خشبية وقد تأكله الأكرة والفلاحون . والنوع الثالث أغلظها جرما وأقواها خشبية وفيه حلاوة ظاهرة وعسلية مع غلظة وخشبية وهو شديد القبض ظاهر اليبس ومنه نوع يتخذ منه بالشام رب الخرنوب ، ومن أعجب ما فيه من قوة القبض أنه إذا أكل على الريق حبس البطن بالذي فيه من قوة القبض ، وإذا طحن ونقع في الماء واعتصر واتخذ من مائه الرب المسمى رب الخرنوب ، كان ربه مطلقا للبطن مائلا إلى البرودة والرطوبة محركا للمرار الأصفر بسرعة إستحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة فأما الخرنوب البري فإنه نحيف القرون رقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم وليس ينتفع بثمرته في شيء وإنما ترتعيه العنز . | خرنوب هندي : هو الخيار شنبر ، وسنذكره فيما بعد . | خرنوب نبطي : هو خرنوب الشوك وخرنوب المعزى أيضا عند أهل الشام وهو الينبوت بالعربية ، وسيذكر في حرف الياء . | خرنوب الخنزير : هو أبا عورس باليونانية ثمره هو المعروف عند باعة العطر بمصر بحب الكلى ، وقد ذكرت أبا عورس في حرف الألف . | خرنوب مصري : وخرنوب قبطي وهو خرنوب شجر السنط ومن هذا الخرنوب تعتصر الأقاقيا بالديار المصرية في حين غضاضته ويقال لعصيره رب القرظ ، وقد ذكرته في حرف القاف . | خردل : ديسقوريدوس في الثانية : ينبغي أن يختار منه ما لم يكن مفرط اليبس ولا فحلا ولا شديد الحمرة وليكن كبير الحبة ، وإذا دق كان داخله أصفر وفيه نداوة فما كان على هذه الصفة فإنه جيد مستحكم وللخردل قوة تحلل وتسخن وتلطف وتجذب وتقلع البلغم إذا مضغ وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالشراب المسمى أدرومالي والمسمى أونومالي وتغرغر به وافق الأورام العارضة في جنبتي أصل اللسان والخشونة المزمنة العارضة في قصبة الرئة وإذا دق وقرب من المنخرين جذب العطاس ونبه المصروعين والنساء اللواتي يعرض لهن الاختناق ومن وجع الأرحام وإذا تضمد به نفع من النقرس وقد يحلق الشعر في الرأس بالموسى ويضمد به في المرض الذي يقال له ليثرعس ، وإذا خلط بالتين ووضع على الجلد إلى أن يحمر وافق عرق النسا وورم الطحال وبالجملة فإنه موافق لكل وجع مزمن إذا أردنا أن نجذب شيئا من عمق البدن إلى ظاهره فإذا تضمد به أبرأ داء الثعلب وإذا خلط بالعسل أو بالشحم أو بالموم المذاب بالزيت نقى الوجه وأذهب كمنة الدم العارضة تحت العين وقد يخلط بالخل ويلطخ به الجرب المتقرح والقوابي الوحشة وقد يدق دقا غير مستقصى ويشرب بماء لبعض الحميات التي تعرض بأدوار وينتفع به إذا خلطناه بالمراهم الجاذبة والمراهم التي تعمل للجرب ، وإذا خلط بالتين ووضع على الأذان نفع من ثقل السمع والدوي العارض لها ، وإذا دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واكتحل به نفع من الغشاوة وخشونة الجفون ، وقد تخرج عصارة بزر الخردل وهو طري ويجفف في الشمس . جالينوس في 1 : الخردل يسخن ويجفف في الدرجة الرابعة . مسيح : الخردل يحلل الرطوبات من الرأس والمعدة وسائر البدن وينفع من وجع الكبد والطحال ومن الريح والرطوبة محلل للبلغم ويجفف اللسان الثقيل من البلغم وهو حريف جلاء معطش مغث . التجربتين : الخردل إذا سحق وعجن بالعسل ووضع على مقدم الدماغ من المبرودين سخنه ونفع من النزلات المتوالية وإذا طليت به الأعضاء الباردة والقليلة الحس سخنها وقوى حركتها ، وإذا أكل مع الطعام هضمه وأسخن المعدة . وإذا جعل في المصاليق التي فيها جلاء مثل السلق واستعمل قبل القيء قطع البلغم وهيأه للإندفاع . الرازي : كامخ الخردل حار حريف يجلو البلغم وشمخن المعدة والكبد ولا ينبغي أن يدمن فإنه شديد الحرافة ولا يؤكل إلا مع الأغذية الغليظة . قسطس في كتاب الفلاحة : إن شرب من بزر الخردل بشراب على الريق ذكى فؤاد آكله ونشطه للباه وإن أكل بعسل نفع من السعال ودخانه إذا بخر به يطرد الحيات طردا شديدا جدا وإن خلط مع الحبق وشرب بشراب أخرج الدود ، وإن طلي بماء الكبريت على الخنازير مع السكبينج حللها تحليلا قويا ويسكن وجع الضرس والآذان إذا قطر ماؤه فيها . روفس : الخردل يسخن ويلين البطن . بديغورس : الأبيض يذيب الأورام الصلبة . ماسرحويه : هو أسخن من الحرف وينفع من النافض . الرازي : إذا سحق ووضع على الضرس الدائم الضربان بلا ورم فإنك ترى منه نفعا عجيبا سريعا . ابن ماسويه : الإكثار منه يولد غما وهو نافع للبرص إذا طلي عليه وإن أكل مع السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد العارض من البلغم . البصري : الخردل نافع لجميع الأوجاع الحادثة من البلغم والمرة السوداء الحادثة من احتراق البلغم الذي يحتاج إلى استخراجها من قعر البدن إلى سطحه . غيره : بقله يؤكل مطبوخا وهو مصدع رديء للمعدة . | خردل بري : زعم قوم أنه اللبسان ، وسيأتي ذكره في حرف اللام . | خردل فارسي : اسم للنوع من الخردل العريض الورق المذكور تحت ترجمة بلسفي ، وهذا النوع من الحرف تعرفه شجارو مغرب الأندلس بالضباب البري وأما بالديار المصرية فيعرف بها بحشيشة السلطان وهي حريفة جدا تكون كثيرة في البساتين بالإسكندرية وبالقاهرة أيضا وأما بأرض الشام فكثيرة جدا . | خرفق : أول الاسم خاء مفتوحة بعدها راء ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة ثم قاف ، وهو اسم بدمشق وما والاها للخردل الفارسي المقدم ذكره . | خروع : ديسقوريدوس في الرابعة : هي شجرة تكون في مقدار شجرة التين صغيرة ولها ورق رقيق شبيه بورق الدلب إلا أنه أكبر وأشد ملاسة وسوادا وساقها وأغصانها مجوفة مثل القصب ولها ثمرة في عناقيد خشنة والثمرة إذا قشرت كانت شبيهة بالقراد ومنها يعتصر الدهن المسمى أفسقس وهو دهن الخروع وهذا الدهن لا يستعمل في الطعام غير أنه نافع في السرج وفي أخلاط بعض المراهم . جالينوس في السابعة : حب الخروع يسهل وفيه مع هذا شيء يجلو وكذا الحال في ورقه فإن قوته هذه القوة إلا أن الورق أضعف بكثير من الحب ، فأما دهنه فهو أحد وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك يحلل أكثر منه . ديسقوريدوس : إذا نقي من حب الخروع ثلاثين حبة عددا وسحقت وشربت مسحوقة أسهلت بلغما ومرة ورطوبة مائية وهيجت القيء والإسهال بحب الخروع شاق صعب لأنه يرخي المعدة إرخاء شديدا ويهيج الغثيان والقيء وإذا دق حب الخروع وتضمد به نقى الثآليل التي تسمى أنوسو والكلف ، وورق الخروع إذا دق وخلط بسويق سكن الأورام البلغمية والحارة العارضة للعين وإذا تضمد به وحده أو مع الخل سكن أورام الثدي الوارمة في النفاس والنقرس والحمرة . الدمشقي : الخروع مسخن في آخر الدرجة الثانية محلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق نافع من الخام والأبردة وكذا دهنه . قالت الخوز : إنه أبلغ الملينات يلين كل صلابة شربا وضمادا . | الرازي في كتاب المنصوري : حب الخروع جيد للقولنج والفالج ويلين الصلابات إذا ضمدت به . بديغورس : خاصته الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الأعضاء . ابن سرانيون : يسهل البلغم إسهالا ضعيفا ويجب أن يقشر ويعطى منه من إحدى عشرة حبة إلى سبع عشرة حبة على رأي القدماء وأما على رأي المحدثين فإحدى عشرة فقط . التجربتين : ورقه الغض إذا ضمد به مطبوخا ونيئا نفع من النقرس البارد ووجع المفاصل وكذا أن يكب على ورقه دهن نفع من ذلك . غيره : حب الخروع الإسهال به نافع من اللقوة ومن وجع المفاصل إذا كان من رطوبة ويورث البدن صحة وهو قتال للكلاب جدا . الشريف الإدريسي : وورق الخروع إذا سخن في رضف حتى يحمى وضمد به الورم الكائن في الحلق المسمى نغنع وتعاود ذلك أسبوعا ثلاث مرات بالليل وثلاثة بالنهار حلله وأذهبه ، مجرب . | خربق أبيض : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الأبورس لوقش ، والنبات الذي يقال له لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له أطوطا وعرنون ومعناه السلق البري إلا أنه أقصر منه وأميل إلى السواد وزهره أحمر اللون وله ساق طولها نحو من أربع أصابع مضمومة جوفاء إذا ابتدأ أن يجف يتقشر وعروق كثيرة دقاق مخرجها من رأس واحد صغير مستطيل شبيه بالبصلة المستطيلة وينبت في مواضع جبلية ، وينبغي أن تيبس أصول هذا النبات وتجمع في وقت الحصاد وأجود ما يكون منه منبسط السطح انبساطا معتدلا ، وكان أبيض هين التفتت كثير اللحم ولا يكون حاد الأطراف شبيها بالأذخر إذا فت ظهر منه شيء شبيه بالغبار ولحمه رقيق ولا يلذع اللسان لذعا شديدا على المكان ويجلب اللعاب فإن هذا الصنف منه رديء خناق وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها غالاطيا والتي يقال لها عاليا ، والتي يقال لها قنادوقيا فإنه أبيض شبيه بالأذخر جاف إذا شرب الخربق الأبيض نقى المعدة بالقيء وأخرج منها أشياء مختلفة وقد يقع في أخلاط الشيافات الجالية لغشاوة البصر ، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث وقتل الجنين وقد يهيج العطاس ، وإذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل الفأر ، وإذا طبخ مع اللحم هراه وقد يسقى منه على الريق وحده أو مع الدواء الذي يقال له ستصامونداس أو مع عصارة الدواء الذي يقال له ثافسيا أو مع الحب الذي يقال له القس وهو من أنواع القسوس والشراب الذي يقال له ماء القراطن ، وقد يخلط بالخبيص والحسو الذي يتخذ من العدس ، وقد يخلط بالعجين ويخبز ومن الناس من يخلطه بحسو كثير ويسقيه المحتاج إلى شربه ، ومنهم من يسقيه بشيء كثير من الحسو الذي يقال له قيلوس ، ومنهم من يطعم المحتاج إلى شربه طعاما يسيرا قبل أن يسقيه الخربق ثم بعد أن يطعمه يسقيه ، والذي يستعمل هذه الجهة من الجهات التي يسقى بها الخربق إنما يستعملها للناس الذين لا يؤمن عليهم أن يعرض لهم الاختناق والذين أبدانهم ضعيفة فإنهم إذا شربوا الدواء على هذه الحال أمنوا مضرته لأنه لا يصادف معدهم خالية من الطعام ، وقد استقصى الذين تكلموا فيه بدأ وجوه استعماله وما يتدبر به من الأغذية بعد استعماله وقد يعمل منه فتائل إذا احتملت هيجت القيء . | بديغورس : خاصيته إسهال الفضول اللزجة المخاطية . ابن سينا : ربما أورث شاربه تشنجا ويقتل الإفراط منه الناس وهو سم للكلاب والخنازير ورجيع شاربه يقتل الدجاج والسمان ترتعيه وتأكله ، والأجود أن ينقع منه أربعة مثاقيل في تسعة أواقي من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يصفى ويشرب ، وأجود من كل هذا أن يؤخذ منه رطل فيقطع فينقع في قسطين من ماء المطر ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يبقى الثلث ثم يصفى الماء ويطرح الخربق ويطرح على الماء عسل فائق مصفى قدر رطلين ويرفع على النار حتى يصير له قوام الأشربة وتنزع رغوته ويؤخذ منه ملعقة كبيرة كما هو ومع ماء حار وهذا سليم مأمون . | خربق أسود : ديسقوريدوس في الرابعة : وأما الخربق الأسود فمن الناس من يسمي ذلك مالينوديون ، وإنما سماه من اسم رجل راع يسمى مالينوس لأنه يظن أن هذا الراعي أسهل بنات بروطس بهذا الدواء وقد عرض لهن الجنون فأبرأهن وهو نبات له ورق أخضر شبيه بورق الدلب إلا أنه أصغر منه مائل إلى ورق النبات المسمى سقندوليون وهو أكبر تشريفا من ورق الدلب وأشد سوادا وفيه خشونة ، ولهذا النبات ساق قصيرة وزهر أبيض فيه شيء من لون الفرفير وشكله شبيه بشكل العنقود وفيه ثمرة شبيهة بحب القرطم وتسميه أيضا أهل أنطيقورا ستصامونداس ويستعملونه للإسهال ، وله عروق دقاق سود مخرجها من أصل واحد كأنه رأس بصلة ، وإنما يستعمل من الخربق الأسود هذه العروق وينبت في المواضع الخشنة وعلى التلول ، وفي أماكن خشنة ، والذي يوجد من الخربق الأسود في هذه الأماكن هو الجيد منه كالذي يوجد في المكان الذي يقال له أنطيقورا فإن الذي يوجد من الخربق الأسود في هذا المكان فائق جدا فاختر منه ما كان ممتلئا غير ضامر وكان جوفه دقيقا وكان حريف الطعم يحذو اللسان . جالينوس في الثانية : الخربقان كلاهما قوتهما قوة تجلو وتسخن معا فهما لذلك ينفعان من البهق والقوباء والجرب والحكة والعلة التي يتقشر معها الجلد ، وإذا أدخل الخربق الأسود في الناصور الصلب قلع تلك الصلابة في يومين أو ثلاثة ، وإذا تمضمض به مع الخل نفع من وجع الأسنان فليضعهما في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ، وأما في الطعم فالأسود منها أشد حرارة وحرافة وحدة والأبيض أشد مرارة . ديسقوريدوس : والأسود إذا أخذ منه مقدار درخمي أو مقدار ثلاث أوثولوسات وشرب وحده أو مخلوطا بسقمونيا بملح أسهل بلغما ومرة ، وقد يطبخ بالعدس والأمراق ويستعمل للإسهال وقد ينفع في الصرع أيضا والماليخوليا والجنون ووجع المفاصل والفالج العارض مع استرخاء ، وإذا احتملته امرأة أدر الطمث وقتل الجنين ، وإذا أدخل في ثقب الناصور وترك فيها ثلاثة أيام وأخرج في اليوم الرابع نقاها ويدخل في الأذان الثقيلة السمع ويترك يومين أو ثلاثة فينتفع به ، وإذا خلط به كندر وموم وماء الزفت أو دهن القطران وتلطخ به أبرأ الجرب ، وإذا تضمد به وحده أو مع الخل أبرأ البهق والقوباء والجرب المتقرح ، وإذا طبخ بخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة للحم وقد يخلط بدقيق الشعير والشراب ويتضمد به للماء الأصفر فينتفع به ، وإذا ثبت عند أصول الكرم أفاد الخمرة المتخذة من عنب تلك الكروم قوة مسهلة ، ومن الناس من يطرحه في الماء ويرش به البيوت وذلك أنهم يظنون أنه طهور ، ولذلك إذا أراد قلعه من الأرض أقاموا في وقت ما يحفرون حوله يصلون لله عز وجل فيقلعونه وهم يصلون ويحذرون في وقت احتفارهم أن يمر بهم عقاب لأنهم يتخوفون على الحافر عنه الموت إن هي رأت الخربق وهو محفور عنه ، وينبغي لمن يحفر عنه أن يسرع الحفر لأنه يعرض من رائحته ثقل في الرأس ، ولذلك قد يحترس الذين يحفرون عنه من مضرته بتقدمهم في أكل الثوم وشرب الشراب فإنهم إذا فعلو ذلك أمنوا من مضرته وقد يخرج جوفه مثل ما يخرج جوف الخربق الأبيض . ابن سرانيون : الخربق الأسود يسهل المرة الصفراء الغليظة جدا أكثر مما تستفرغها السقمونيا وتعطي في العلل الحاثة والمزمنة التي تحتاج إلى دواء يسهل المرة الصفراء كالمانيا والصداع والشقيقة والمواد التي تنحدر إلى العين وعلل الصدر وهو نافع في تنقية الأحشاء جدا والرحم والمثانة والعلل المتقادمة في قصبة الرئة واليرقان والذين بهم أنهم يحسون نخس الإبر من السوداء والخنازير والبثور والنملة وقروح منتشرة ويسهل من سائر البدن بغير شدة ولا كرب وخاصة المرة الصفراء فإنه يسهل منها الكثير ، وربما أسهل منها المرة السوداء ، وهكذا يسهل بسهولة حتى أنه يعطي منه ما لم يكن به حمى صعبة ويجب أن يعطى من أصوله مثقال واحد وخاصة مع ماء العسل على رأي القدماء ، وأما المحدثون فيعطون منه نصف مثقال والذي تجود أخلاطه الفوتنج والسعتر وسائر الأدوية اللطيفة الحارة النافعة للمعدة ، ويجب لمن أخذه أن يتقدم ويمتنع من الأغذية الغير الموافقة . ابن ماسويه : الخربق الأسود إن بخر به الأسنان نفع من وجعها . أبقراط في كتاب الخربق : والأسود منه ينغص السوداء من أسفل والأبيض يخرج ما يخرجه من فوق بالقيء . إسحاق بن عمران : إذا سحق الأسود منه مع ترمس ويغسل بهما الوجه بماء عذب أذهب الكلف والنمش . أبو الصلت : يسهل البلغم والمرة السوداء ويصلح المزاج الفاسد ويفيده شبابية . الغافقي : موافقته للرجال والأقوياء والشبان وأصحاب الأبدان الخصبة الكثيرة الدم ويجب أن يتقدم قبله بحمية صادقة . | ماسرحويه : قتال للحمام والغرانيق إذا جعل في مائه المنقع فيه فولا أو قمحا ثم أكلته . عيسى بن علي : الخربق لا يقتل بذاته بل بالعرض لأنه يجتذب البلغم الغليظ فيخنق الإنسان فيموت ويعرض من الخربق الأسود تلهب شديد وإسهال ذريع فينبغي أن يعالج بالتدبير المبرد المطفىء . | خروسوقومي : وتأويله باليونانية رأس الذهب . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له قضيب طولها نحو من شبر وجمته كأنها رأس مستدير وهي شبيهة بجمة الزوفاء وأصل دقيق بمثل أصول الخربق الأسود وعليه زغب وليس بكريه الطعم وفي طعمه حلاوة مع قبض وله رائحة شبيهة برائحة السرو وينبت في مواضع ظليلة ومواضع صخرية ، وقوة أصل هذا النبات مسخنة قابضة موافقة لوجع الكبد والورم الحار العارض في الرئة ، وقد يستعمل مطبوخا بالشراب الذي يقال له أدرومالي لتنقية الرحم . جالينوس في الثامنة : الغالب في أصوله الطعم الحاد الحريف والطعم القابض معا ولذلك نستعمله في أشياء كثيرة ، وإذا نحن طبخناه بماء العسل استعملناه في علاج الأورام الحادثة في الرئة وفي علاج الكبد وفيه مع هذا قوة تدر الطمث . | خرطال : ويسمى بالفارسية القرطمان . ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات له قصبة وورق يشبهان قصب الحنطة وورقها وقصبته ذات عقد وفي طرف قصبته في رأسه ثمر شبيه بالراقي في غلف مقسومة بقسمين قسمين ، وهذه الثمرة تقع في الضماد كما يقع الشعير وقد يعمل منه حشيشة تعقل البطن ، وإذا عمل منه حسو وتحسى عمل ما يعمل ماء الشعير ويوافق السعال . جالينوس : إذا استعمل على طريق الدواء كانت قوته شبيهة بقوة الشعير وذلك أنه متى وضع من دقيقه ضماد جفف وحلل قليلا من غير لدغ ومزاجه بارد برودة يسيرة وفيه مع هذا شيء من القبض ، وهو ينفع من استطلاق البطن . | خروسوموعالي : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه دسقس وهو نبات له ورق شبيه بورق البلوط وهو مجتمع النبات وله زهر شبيه بزهر الصنف الذي يستعمل في الأكاليل من النبات الذي يقال له قلونس ، وأصله شبيه بالشلجمة باطنة أحمر شديد الحمرة وحمرته كحمرة الدم وظاهره أسود ، وإذا دق ناعما وخلط بالخل ووضع على عضة الحيوان الذي يقال له موعالي نفع منها . | خرم : زعم الرازي في الحاوي أنه الدواء المسمى باليونانية أسطراطيقوس وهو الحالبي ، وقد ذكرته في الألف ، ومنهم من زعم أنه الدواء المسمى باليونانية لخسين وسيأتي ذكره في اللام ، ومنهم من زعم أنه النبات المسمى باليونانية ليخيطس وهذا الدواء ترجمه ابن جلجل بسراج القطرب ، وقد ذكرته في اللام أيضا ، وفي مفردات الشريف الخرم دواء لم يذكره ديسقوريدوس ، ولا جالينوس . وذكر ابن وحشية أنه نبات ينبت في البساتين ذو أوراق قليل العرض يحمل على زهر متفرق الورق ولونه بنفسجي بل هو أحسن من لون البنفسج له رائحة حسنة وهو كثير بأض الفرس وهم يعظمونه ويتبركون به لأن شمه والنظر إلى نوره يحدث سرورا ويفرح النفس ويزيل الغم المعترض بلا سبب ، وإذا أمسك ورده إنسان في كفه حبب إلى كل من ينظر إليه وكذا يفعل إذا جعل في الجيب أو الكم وإذا صنع من زهره دهن يدهن به الدماغ فينفع من كل ما ذكرناه وإن صنع من دهنه قيروطي ودهن به الوجه ليلا وغسل نهارا حسن لون الوجه وحمره وأذهب تغضنه . | خركوش : هو لسان الحمل في بعض التفاسير وسيأتي ذكره في حرف اللام . | خرء الحمام : قال ابن جبل : إن أهل الرقة يسمون جوزخندم خرء الحمام وقد ذكرت جوزخندم في حرف الجيم . | خربز : هو البطيخ وقد ذكرته في الباء . | خرنباش : زعم قوم أنه المشكطرا مشيع وليس به ، والصحيح أنه المرماجوز وسنذكره في الميم . | خروشوقلا : تأويله غراء الذهب وهو لحام الصاغة وسنذكره في اللام . | خرقة : قيل هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في الباء . | خرقى : هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم . | خرقع : قال أبو حنيفة : هو حناء العشر وهو ثمر كأنه كيس فإذا كشفت عنها أصبت أطباقا لينه بعضها على بعض وهو حراق الأعراب وقد يقال أيضا للقطن خرفع . | خرزلي : هو اللفت البري . | خرقطان : قيل أنه البنتومة وقد ذكرتها في حرف الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها . | خريع : أوله خاء مكسورة بعدها راء مكسورة أيضا مشددة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم عين مهملة اسم للنبات المسمى عند بربر الغرب بالبربرية تافغيت وهي من نوع الحرشف غير مشوك معروف بتونس وما والاها من أعمال أفريقية بما ذكر ، وقد ذكرت التافغيت في حرف التاء المنقوطة باثنين من فوقها . | خراطين : جالينوس في الحادية عشرة : وهي الديدان التي إذا حفر الإنسان أو حرث في الفدان وجدها تخرج من الأرض إذا سحقت ووضعت على العصب المقطوع نفعته من ساعته منفعة عجيبة ، وإذا شربت مع عقيد العنب كانت دواء يدر البول . ديسقوريدوس في الثالثة : برابطو إذا دقت دقا ناعما ووضعت على الأعصاب المتقطعة ألزقتها وينبغي بعد ثلاثة أيام أن تحل ، وإذا طبخ بشحم الأوز وقطر في الأذن أبرأ من وجعها ، وإذا طبخ بالطلات وخلط بشحم الأوز وقطر في الأذن الوجعة سكنه سريعا ، وإذا طبخ بالزيت وقطر في الأذن التي في الجانب المخالف للسن الوجع نفع من وجعه ، وإذا دق ناعما وسحق وشرب بطلا : أدر البول . الشريف : إذا دقت مع غبار الرحى وضمد بها على الفسوخ والوثي نفعه نفعا بينا ، وإذا جففت وسحقت وشربت بماء طبيخ الشبت نفعت من وجع القولنج ، وإن سحقت بدهن اللوز وضمد بها تفرق شؤون الرأس ألفه ونفع منه منفعة لا يعدله في ذلك دواء آخر ولها منفعة عجيبة إذا ضمد بها فتوق الأمعاء لا توجد في غيرها . ابن سينا : إذا جففت ودقت ناعما وشربت بطلاء فتتت الحصا وأبرأت اليرقان . الرازي في الحاوي : تسكن الأورام الحارة ضمادا وإذا غسلت وجففت وسحقت ناعما وديفت في دهن سمسم وطلي بها الذكر فإنها تغلظه . | خزف : جالينوس في التاسعة : قوة الخزف قوة تجلو وتجفف وخاصة خزف التنور لأنه قد ناله من السجر يبس أكثر ، ولهذا صار يقع في المرهم المسمى أنقسطاش مقدار ليس باليسير ، ويكون هذا المرهم الذي يقع فيه هذا الخزف دواء نافعا جدا جيدا في ختم الجراحات وإدمالها . | ديسقوريدوس في الخامسة : خزف التنور الذي قد اشتد شيه له قوة تكوي ، ولذلك إذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور وقد ينفع من النقرس ، وإذا خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية المسماة بالخنازير . سفيان الأندلسي : مجفف من غير لذع ولذلك ينفع من القروح المترهلة وقروح الأعضاء اليابسة المزاج ومن انسلاخ الجلد ويجلو الأسنان . | خزامى : الغافقي : قال أبو حنيفة : هي خيري البر وهي طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهر طيبة الريح ليس في الزهر أطيب نفحة منها تشبه رائحة فاغية الحناء ومنابتها الرمل والرياض . وقال الزهراوي : هي حارة ملطفة مسخنة للدماغ البارد إذا حملت عليه وتشرب لسوء مزاج الكبد والطحال ، وإذا بخر به أذهب كل رائحة منتنة . لي : يسخن الرحم ويجفف رطوباته السائلة منه سيلانا مزمنا ويحسن حاله ويعين على الحبل إذا احتمل في فرزجة مجرب . | خس : ديسقوريدوس في الثانية : جيدة للمعدة مبرد طين للبطن منوم مدر بول ، وإذا طبخ يكون أكثر غذاء وإذا أكل كما يقلع غير مغسول وافق الذين يشكون معدتهم ، وإذا شرب بزره نفع من الاحتلام الدائم وقطع شهوة الجماع ، وإذا أكل دائما أحدث غشاوة في العين وقد يعمل بالماء والملح ، وإذا كان ذا ساق وبزر صارت قوة عصارته ولبنه شبيهة بقوة ماء الخس البري ولبنه ، وأما الخس البري فإنه شبيه بالخس البستاني غير أنه أكبر ساقا منه وأشد بياضا من ورقه وأدق وأخشن وطعمه مر ولبنه شبيه بلبن الخشخاش الأسود ، ولذلك من الناس من يخلط لبنه بعصارة الخشخاش ، وإذا شرب من لبنه وزن نصف درهم بماء ممزوج بخل أسهل كيموسا مائيا وينفع مع دهن ورد من وجع الرأس وينقي القرحة العارضة في طبقة العين القرنية أيضا التي تسمى أحليوس والقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أرعامن ، وإذا اكتحل به بلبن جارية كان صالحا أيضا للقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أسقوما وينوم ويسكن الوجع ويدر الطمث وقد يسقى للسعة العقرب ونهشة الرتيلا وبزره إذا شرب يقطع الاحتلام وشهوة الجماع مثل ما يقطع بزر الخس البستاني وماؤه يفعل ذلك غير أنه أضعف فعلا ، وقد يخزن لبنه في آنية خزف بعد أن يشمس مثل ما يفعل بسائر العصارات . جالينوس في السادسة : هذه بقلة باردة رطبة وليست في الغاية ولولا ذلك لكانت مما لا يؤكل لكن برودة الخس في المثل كبرودة مياه الغدران فهو لذلك نافع من الأورام الحارة والعلل المعروفة بالحمرة إذا كان كل واحد منهما ضعيفا يسيرا في المقدار فأما ما عظم منها فليس في الخس تبريده ، وأما على طريق الطعام فهو يقطع العطش ، وأما بزر الخس فهو إذا شرب نفع تقطير البول والمني ، ومن أجل ذلك يسقى لمن يكثر احتلامه وكذا بزر الخس البري الذي يجمع لبنه فتجلى به القروح التي تكون في الصفحة الخارجة من الطبقة القرنية من طبقات العين وهي ثلاثة أجناس : قرحة يقال لها الغشاوة وهي قرحة لونها شبيه بلون الدخان وتأخذ من سواد العين موضعا كبيرا ، وقرحة يقال لها مستنقع الدم وهي قرحة تكون في إكليل سواد العين وتأخذ من بياض العين وسوادها شيئا يسيرا ، وقرحة يقال لها الاحتراق وهي قرحة تحدث في صفحة الطبقة القرنية الشبيهة بالدينار . وقال في أغذيته : إن الخس أجود البقول غذاء لأنه يولد دما ليس بالكثير ولا بالرديء إلا أنه ليس في غاية الجودة وقد كنت آكل الخس في شبابي لأن معدتي كانت تولد مرارا كثيرا فكنت أبردها به ، وأنا الآن في شيخوختي آكلها سليقة وذلك أني لم أجد شيئا من البقول يداوى به السهر غيره والخلط المتولد منه بارد رطب ليس بالرديء وليس يعرض لذلك رداءة الاستمراء كما يعرض لسائر البقول ولا يعقل البطن ولا يطلقها لأنه لا قبض فيه ولا عفوصة ولا ملوحة ولا حدة ، وحكمة أنه ليس فيه قوة تجلو فتطلق البطن والخلة التي يذمه بها جهال الأطباء بأن يقولوا أنه يولد دما كثيرا يجتمع منه امتلاء دموي هو له مديح ، وذلك أنه لو كان كذلك لكان أحمد من سائر البقول والأطعمة التي ليس منها شيء يولد الدم أكثر من غيره من الأخلاط ، ولكان يمكن إن ينقص ذلك الامتلاء الدموي بالسوسينقي منه وبالرياضة لكن ليس الأمر كذلك . وقال عند ذكر الخبازي : إنك إن ضمدت بالخس ورما حارا تبين لك أنه يبرد في الثانية وإن أنت قست بين رطوبة هذه البقول الثلاثة وجدت الخس والملوكية أغلظ وألزج ورطوبة السلق متوسطة بينها والخس متوسط في الترطيب والتجفيف بين الكرنب وبين البقلة اليمانية والقطف . دوفس في كتاب التدبير : الخس شاف لجميع العلل الحادثة من السكر إذا أخذ في وسط الشراب وهو نافع من اللذع العارض في المدة ضار للمعي ويهيج البطن . وقال في كتاب آخر : إن الخس يرخي البدن . ابن ماسويه : يولد خلطا محمودا أكثر من توليد جميع البقول ودما صالحا إلى البرد ما هو والمغسول منه بالماء رديء لأن جميع البقول يزيد غسلها بالماء في قراقرها ونفخها وإن دق وضمد به اليافوخ أنام وسكن الحرارة في الرأس والهذيان وهو سريع الهضم . قسطس في الفلاحة : إن الخس يهيج شهوة الأكل وإن أكل بالخل سكن المرة ، وإن طبخ بدهن وخل أذهب اليرقان وهو دواء لاختلاف المياه وتغيرها وتغير الأرضين ويسكن وجع الثدي وبزره يسكن وجع لدغة العقرب ووجع الصدر . التجربتين : نافع من حرقة المثانة المتولدة من خلط صفراوي ينصب إليها إذا عجن بمائه دقيق الشعير سكن ورم العين الحار وحط انتفاخه وإذا أخذ نيئا بالخل سكن الصداع المتولد عن أبخرة صفراوية . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : ينبغي أن يجتنب أكله من به قيح في صدره أو ربو أو خلط يحتاج أن يرمى به فإنه يخنق هؤلاء خنقا سريعا وإن اتفق لهم ذلك في حالة فليبادروا بالقيء بماء العسل وليأخذوا بعد ذلك معجون الربو وطبيخ الزوفي ونحوها مما قلع ما في الصدور ، وأما السعال الذي لا نفث معه الذي يكون من مادة رقيقة تتحلب من الرأس فيسهر العليل ويمنعه النوم بالليل ، فأكل الخس موافق له وأما ما يقول العامة من أنه يولد دما كثيرا فباطل وإنما يعطي المفتصدين والمحتجمين لأنه يطفىء ويبرد ولا سيما إذا أكل بالخل والإكثار من الخس يضعف البصر ومن أكثر منه فلينتقص بالقوقايا وليتعاهد تقطير ماء الرازيانج في عينيه . | خس الحمار : يقال هو الصنف الكبير من الشنجار ، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة وعلى البقاق أيضا وقد ذكرته في الباء . | خشخاش : ديسقوريدوس في الرابعة : منه بستاني ويتخذ من بزره خبز يؤكل في وقت الصحة ، وقد يستعمل أيضا مع العسل بدل السمسم ، وهذا الصنف من الخشخاش يقال له بولاقيطس ورؤوسه مستطيلة وبزره أبيض ومنه بري له رؤوس إلى العرض ما هي وبزر أسود ويقال لهذا الصنف سفرطس ، ومن الناس من يسميه رواس ومعناه السائل لأنه يسيل منه رطوبة ، ومنه صنف ثالث بري أصغر من هذين الصنفين وأشد كراهة وله رؤوس مستطيلة . جالينوس في السابعة : قوة جميع الخشخاش قوة تبرد إلا أن الخشخاش الذي يزرع في المناهل والبساتين بزره ينوم تنويما معتدلا قصدا ، ولذلك صار الناس ينثرون منه على الخبز ويأكلونه ويخلطونه بعسل ، والثاني من جنس الأدوية والدوائية عليه أغلب ويبرد تبريدا بليغا ، والثالث هو أكثر دخولا في جنس الأدوية ويبلغ من شدة تبريده أن يحدث خدرا وتماوتا ولذلك صار استعماله إنما هو إلى الطبيب المجيد أن يخلطه مع الأدوية التي تكسر شدة قوته في التبريد وتبطلها لأنه في الدرجة الأخيرة وهي الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المبردة . ديسقوريدوس : وقوة الثلاثة أصناف مبردة وكذلك إذا طبخ ورقها مع الرؤوس بالماء وصب طبيخها على الرأس وقد يشرب أيضا طبيخها للسهر ، وإذا دقت رؤوسها ناعما وخلطت بالسويق وتضمد بها وافقت الأورام الحارة والحمرة وينبغي أن تدق الرؤوس وهي طرية ويعمل منها أقراص وتجفف وتخزن وتستعمل في وقت الحاجة ، وإذا طبخت الرؤوس في الماء إلى أن ينقص نصف الماء ثم خلط ذلك الماء بالعسل وطبخ إلى أن ينعقد كان منه لعوق نافع للسعال ومن الفضول المنصبة إلى الرئة والإسهال المزمن ، وإذا خلطت به عصارة الهيوق طيداش والإقاقيا كان أقوى منه ، وقد يدق بزر الخشخاش الأسود دقا ناعما ويسقى بالشراب لإسهال البطن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ، وقد يخلط بالماء ويضمد به الجبهة والصدغان للسهر . | التجربتين : الأبيض منه إذا سحق الرأس منه كما هو بقشره وحمل على مقدم الدماغ سكن الصداع الحار ونوم ، وإذا سحق وأضيف إلى مثله حلبة مسحوقة وطبخ بماء أو بماء ورد بحسب حرارة العلة ووضع على الرمد في ابتدائه سكن الوجع وردع المادة ، وإذا خلط بالأدوية النافعة من السعال بحسب استعماله مطبوخة أو ممسكة نفع من السعال الرقيق المادة بأن يغلظها ومن الحارة بأن يعدلها ، ومما ينصب من الدماغ بأن يمنعه من انصباب المواد إلى الحلق ، وإذا سحق القشر وخلط بالأدوية للإسهال المتولد عن خلط صفراوي نفع منه وغلظ المادة ، وإذا خلط القشر أو الحب مع الأدوية النافعة من حرقة المثانة قوى فعلها وسكن الحرقة . | ابن المدور المصري قال : رأيت لقشر الخشخاش نصف درهم باكرا ونصف درهم ينام عليه سقيا بماء بارد فعلا عجيبا في الإسهال إذا كان مع حرارة وإلهاب ورقة أخلاط ويقلع الإسهال الخلطي والدموي وهو غاية في ذلك مجرب . | خشخاش منثور : هو في الرابعة من ديسقوريدوس مبقن رواس هو نبات يسقط زهره سريعا وينبت في أرضين محروثة في الربيع ، وله ورق شبيه بورق أبريعازن أو البقل الدشتي أو الجرجير مشرف إلا أنه أطول وأشد خشونة وله ساق شبيهة بساق سحونس قائمة خشنة طولها نحو من ذراع أصغر من رؤوس شقائق النعمان . وثمر أحمر وأصل مستطيل لونه إلى البياض في غلظ الخنصر مر الطعام . جالينوس : ويقال له المنثور لأن زهرته تنتثر وتسقط بالعجلة وبزره يبرد تبريدا شديدا متى أخذه الإنسان على هذه الصفة لكن الناس ينثرون منه الشيء اليسير على الملة وعلى الأطرية وعلى الخبز . ديسقوريدوس : وإذا أخذ خمسة رؤوس أو سبعة من رؤوس هذا النبات وطبخت بثلاث قوايوسات من شراب إلى أن يصير إلى قوايوسين وسقي هذا الطبيخ أحدا أرقده ، وبزر هذا النبات إذا شرب منه مقدار اكسويافن مع الشراب الذي يقال له مالقراطن لين البطن تليينا خفيفا وقد يخلط بالناطف والأطرية لهذا المعنى وورقه أيضا إذا تضمد به مع الرؤوس أبرأ الأورام الحارة ، وإذا صب طبيخه على الرأس أرقد . | خشخاش مقرن : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق أبيض عليه زغب ويشبه ورق النبات الذي يقال له قلومس مشرف الطرف كتشريف المنشار مثل ورق الخشخاش البري وساق شبيه بساقه وزهر أصفر وثمر دقاق صغار منحنية كالقرون مشبهة للحلبة ، ولذلك لقب فاراطيطس أي المقرن وفيه بزر صغير أسود غليظ ويثبت في سواحل البحر وفي أماكن خشنة . جالينوس في : هذا نوع من الخشخاش يسمى بهذا الاسم من قبل ثمرته معقفة قليلا بمنزلة غلف الحلبة وكأنها شبيهة بقرن الثور وفي الناس قوم يسمونه خشخاشا بحريا لأنه في أكثر الأمر إنما ينبت في شاطىء البحر وقوته تجلو وتقطع ، ولذلك صار أصله متى طبخ بالماء حتى يذهب النصف نفع من علل الكبد ، وأما زهرته وورقه فنافعان جدا للجراحات الوسخة الرديئة ، وينبغي أن تتجنب إذا نقيت الجراحات فإن من شأنها أن تجلو جلاء شديدا حتى إنهما يذهبان وينقصان شيئا من اللحم ولسبب هذه القوة صار هذا الدواء ليس يجلو الوسخ فقط بل يقلع أيضا من القروح القشرة المحترقة التي تكون عليها . ديسقوريدوس : إذا طبخ أصل هذا النبات بالماء حتى يذهب النصف وشرب طبيخه أبرأ عرق النسا ووجع الكبد وينفع الذين في بولهم شيء شبيه بغزل العنكبوت والذين بولهم غليظ ، وبزره إذا شرب منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل البطن إسهالا رقيقا وورقه وزهره إذا تضمد بهما مع الزيت قلعا خبث القروح ، وإذا كحلت بهما المواشي حلت من عيونها القروح العارضة في الطبقة القرنية التي يقال لها أرغاما ، والتي يقال لها باقاليا ، ومن الناس من غلط وظن أن شياف ماميثا إنما يستخرج من هذا النبات وإنما غلطوا من تشابه الورق . | خشخاش زبدي : ديسقوريدوس في الرابعة : منقى أفردوس ومعناه الخشخاش الزبدي وسمي بهذا الاسم لأنه شبيه بالزبد في بياضه ، ومن الناس من سماه أرقليا وله نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق صغير جدا شبيه بورق شطرونيون ، وعند الورق ثمر أبيض ، وهذا النبات كله أبيض ساقه وورقه وثمره شبيه بالزبد في بياضه ، وله أصل دقيق وقد يجمع ثمره إذا استكمل العظم وذلك يكون في الصيف ، وإذا جمع جفف وخزن ، وإذا أخذ منه مقدار أكسوثافن بالشراب الذي يقال له مالقراطن نقى بالقيء وهذه التنقية توافق المصروعين خاصة . | جالينوس في 7 : بزره يسهل البلغم . ابن سينا : هو قريب القوة والطبع من طبع جلبهنك . | خشكنجبين : المجوسي : هو عسل يابس يجلب من بلاد فارس له رائحة دوائية وهو حار يابس أشد حرارة ويبسا من العسل وفعله أقوى من فعل العسل في جميع حالاته . | خشك : هو المقل المأكول المعروف بالمقل المكي . | خشكار : هو الدقيق الذي لم تنزع نخالته . | خصي الكلب : ديسقوريدوس في الثالثة : أرخس ، وهو نبات له ورق منبسط على الأرض وقريب منه منبته من أصل الساق وهو شبيه بورق الزيتون الناعم إلا أنه أرق منه وأطول وله أغصان مليحة طولها نحو من شبر عليها زهر فرفيري وله أصل شبيه ببصل البلبوس إلا أنه إلى الطول والرقة مضاعف بازدواج مثل زنة زيتونتين إحداهما فوق الأخرى وإحداهما ممتلئة والأخرى رخوة متشنجة وقد يؤكل هذا الأصل كما يؤكل البلبوس مسلوقا ومشويا وقد يقال في هذا الأصل أنه إذا أكل الرجل القسم الأعظم منه كان مولدا للذكران ، وإن أكلت النساء الأصغر منه ولدن إناثا ، ويقال : إن النساء اللواتي بالبلاد التي يقال لها أنطاليا يسقين منه رطبا بلبن المعز لتحريك شهوة الجماع ويسقين منه يابسا لقطع شهوة الجماع ، وإن كل واحد منهما يبطل فعل صاحبه إذا شرب من بعده وينبت في مواضع صخرية ومواضع رملية . جالينوس في 8 : هذا الأصل مقرون زوجا زوجا وهو شبيه بأصول الوتر قوته رطبة حارة ، ومن أجل ذلك يجد من ذاقه أن فيه حلاوة إلا أن ما كبر من الأصلين قد يشبه أن يكون فيه رطوبة كثيرة فضلية نافخة ، ولذلك صار متى شرب حرك شهوة الجماع ، وأما الأصل الآخر الذي هو أقل من هذا ففيه رطوبة نضجية نضجا بليغا ومزاجه . مائل إلى الحرارة واليبوسة ، ولذلك صار مع أنه لا يحرك شهوة الجماع قد يفعل خلاف ذلك فيقطع ويمنع الجماع ، وهذان الأصلان يؤكلان مشويين كما يؤكل أصل البلبوس ، ديسقوريدوس : وأمما أرخس آخر وهو الذي يسميه بعض الناس ساراقياس لكثرة منافعه مثل ما يسميه أندراس جماع الأدوية وهو نبات له ورق شبيهة بورق الكراث طوال إلا أنها أعرض منها وفيها رطوبة تدبق باليد وساق طولها نحو من شبر وزهر لونه إلى الفرفير ما هو وأصل شبيه بالأنثيين إذا تضمد به حلل الأورام البلغمية ونقى القروح ومنع النملة من الانبساط في البدن وقد يفتح البواسير ، وإذا تضمد به سكن الأورام الحارة ، وإذا استعمل يابسا منع القروح المتآكلة من الانبساط في البدن وقطع العفونة عنها وأبرأ القروح الخبيثة العارضة في الفم ، وإذا شرب عقل البطن وقد يذكر في هذا الأصل ما ذكر في هذا الدواء الذي قبله . جالينوس في 8 : قوة هذا الأصل أيبس من قوة الأصل الذي ذكرناه فهو لذلك لا يصلح للجماع كما يصلح لذلك ولكنه يحلل الأورام الرخوة المتهيجة إذا وضع عليها وينقي الجراحات الوسخة ويشفي الورم المعروف بالجمرة إذا كان يسعى ويدب فإن جفف كان أشد ليبسه ومن أجل ذلك يشفي الجراحات الخبيثة المتعفنة لأن فيه شيئا قابضا ولذلك صار يحبس البطن إذا شرب . | خصي الثعلب : ديسقوريدوس في الثالثة : ساطورين ومن الناس من يسميه طريفلن ومعناه باليونانية ذو الثلاث ورقات ويسمى بهذا الاسم لأن أكثره له ثلاث ورقات وهي مائلة نحو الأرض شبيهة في شكلها بورق الحماض وورق السوسن إلا أنها أصغر منها وفي لونها حمرة كالدم وساق دقيقة طويلة طولها نحو من ذراع ، وزهر شبيه بزهر السوسن الأبيض وأصل شبيه ببصل البلبوس مستدير في مقدار تفاحة أحمر الظاهر أبيض الباطن كبياض البيض حلو الطعم طيب ، ويقال : إنه إذا شرب بشراب قابض أسود نفع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة والرأس إلى خلف وأنه يهيج الجماع . جالينوس في 8 : قوة هذا النبات قوة رطبة حارة ولذلك صار يجد فيه من ذاقه حلاوة ولكن رطوبته رطوبة فضلية نافخة ولذلك صار يهيج شهوة الجماع ، وأصله يفعل هذه الأشياء بحسب ما ذكر عنه قوم وهو أيضا يشفي التشنج الكائن من خلف البدن إذا شرب مع شراب أسود قابض . ديسقوريدوس : وقد يسمى نوع آخر من النبات أريقون ساطوريون وله بزر شبيه ببزر الكتان إلا أنه أعظم منه وهو براق أملس صلب ويقال فيه أنه يهيج الجماع كما يهيجه السقنقور وقشر أصله أحمر دقيق وداخله أبيض طيب الطعم حلو وينبت في أماكن جبلية مضحية للشمس ، وقد يقال : إن هذا الأصل إن أمسكه أحد بيده حركه للجماع فإن شربه بشراب حركه أكثر . الغافقي : وأما خصي الثعلب المعروف المستعمل عندنا بالأندلس فهو غير هذا الذي ذكره ديسقوريدوس وهو نبات له ورق على نحو الأصبع في الطول والعرض أملس لازق بالأرض ، وله ساق طوله نحو شبر في أعلاه نوارتان صفراوان في وسط كل نورة شيء أسود وله أصلان صغيران كأنهما بيضتان صغيرتان مفترشتان في كل بيضة منهما عرق دقيق طويل ينبت في طرفه حبة تصفر الأولى وتذبل ثم تبقى هذه أيضا عاما آخر كذلك وتذبل هذه الأولى أبدا إذا نبتت الأخرى ، ولذلك يسمى هذا الصنف قاتل أخيه ولون هذه الأصول أبيض إلى الصفرة وهي لزجة وفي طعمها حرافة يسيرة ورائحتها رائحة المني ، وإذا شرب منها وزن مثقالين قوت على الجماع ، وقد يربى بالعسل ويستعمل ومنه صنف آخر له زهر فيه شيء على هيئة النخلة عليه زهر يستعمل أصله كما يستعمل الآخر ، ومن الناس من يأخذ هذا النبات كما هو فيلقيه في الزيت ويستعمله للإنعاظ ، وذكر بعض القدماء أن من خصى الثعلب صنف أحمر الورق والقضيب من اقتلعه جفت يده ، وعلاجه أن يحرق ويسحق ويخلط بموم ودهن ويتمسح به . | خصي هرمس : ويقال خصي هرمس وهو الأصح وهو اسم للنبات المسمى باليونانية ليورسطس وهو الحلبوب وقد ذكرته في الحاء المهملة . | خصي الديك : البالسي : هو حب مدور أبيض اللون يشبه الكثير من حب القراصيا حار يابس في الدرجة الثانية محلل للرياح الغليظة يجلو جلاء قويا وإن ضمدت به الأورام الصلبة السوداوية نفع منها نفعا عجيبا والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء الأنيسون . | خصية البحر : هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم . | خصي المواشي وغيرها : الرازي في الحاوي : أما خصي المواشي فهي من جنس اللحم الرخو إلا أنهما ليست في جودة الخلط المتولد عنها كاللحم الرخو الذي في الثديين وفيها مع رداءة الخلط شيء من زهومة وهي دون اللحم الرخو في سرعة الهضم وجودته بكثير ، وخصي الحيوانات الفتية أفضل ، وأما خصي التيوس والكباش والثيران فتأباها النفس وهضمها عسر وخلطها رديء . جالينوس : وخصي الخنازير وفحول الحملان والثيران والماعز والضأن عسرة الانهضام والمتولد منها رديء إلا أنها إذا استمريت كما ينبغي كان ما يناله البدن منها من الغذاء أكثر والزيادة والنقصان في مقدار غذائها يكون بقياص ما عليه لحم الحيوان الذي ينزع منه خصيته ، وذلك أن لحم الخنازير إذا خصيت أجود وأفضل من لحوم سائر الحيوانات وكذا خصاه أجود وأفضل في جميع الحالات لا سيما الديوك المسمنة . غيره : ويصلحها أن تؤكل بالملح والصعتر ، وخصية العجل إذا جففت ودقت وشربت زادت في الإنعاظ . | خصاف : هو المقل المكي وسنذكره في الميم . | خطمي : منه بستاني يعرف عندنا بالأندلس بورد الزواني ومنه نوع آخر يعرفه عامتنا بشحم المرج وهو الذي ذكره ديسقوريدوس وسماه باليونانية البناآ . ديسقوريدوس في الثالثة : هو صنف من الملوخية البرية له ورق مستدير مثل ورق النبات الذي يقال له فعلامبثوس وزهر شبيه بالورد وساق طولها نحو من ذراع وأصل لزج باطنه أبيض . جالينوس في الثانية : وهذا النبات يحلل ويرخي ويمنع من حدوث الأورام ويسكن الوجع وينضج الجراحات العسرة الإندمال والنضج وأصله أيضا وبزره يفعلان ما يفعل ورقه وقضبانه ما دام طريا إلا أنها ألطف وأكثر تجفيفا وأكثر جلاء حتى إنهما يشفيان البهق ، وبزره يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين والماء الذي يطبخ فيه الخطمي ينفع من قروح الأمعاء ومن نفث الدم ومن استطلاق البطن من طريق أن فيه قوة قابضة . ديسقوريدوس : وإذا طبخ هذا النبات بالشراب الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب أو دق وحده ولم يطبخ كان صالحا للجراحات والأورام الظاهرة في أصل الأذان والخنازير والدبيلات والثدي الوارمة ورما حارا والمقعدة الوارمة ورما حارا أيضا وهشم الرأس والورم والنفخ ، ويمدد الأعصاب لأنه يحلل وينضج ويفجر الأورام ويدمل ، وإذا طبخ بالشراب الذي يقال له مالقراطن أو بالشراب ودق مع شحم الأوز وصمغ البطم واحتمل كان صالحا للورم العارض في الرحم وانضمامها وطبيخه يفعل ذلك أيضا وحده وينقي الفضول من النفساء ، وأصله إذا طبخ بالشراب وشرب نفع من عسر البول والحصا والفضول الفجة الغليظة وعرق النسا وقرحة الأمعاء والارتعاش وشدخ أوساط العضل ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان وبزره طريا كان أو يابسا إذا سحق وخلط بالخل وتلطخ به في الشمس قلع البهق ، وإن خلط بالزيت والخل وتلطخ به منع من مضرة ذوات السموم ، وقد يتضمد بورقه وقد خلط به شيء يسير من الزيت لنهش الهوام ولحرق النار ، وإذا سحق أصله وخلط بالماء ونجم أجمد الماء . الرازي : الخطمي حار باعتدال . ابن سينا : يحلل التهيج والنفخة التي تكون في الأجفان وهو نافع من السعال الحار ويسهل النفث وورقه ينفع في ضمادات الجنب والرئة . التجربتين : بزر الخطمي متى خلط بالماء صار الماء كالقريص جدا ويجب أن يصر في خرقة ومتى خلط في أدوية الحقن نفع من ضررها بالمقعدة ، وإذا استخرج لعابه بالماء الحار وسقي بالفانيذ والسكر نفع من السعال الحار السبب ، ولحاء أصله إذا طبخ بالماء لين الأعضاء الصلبة والمفاصل المتحجرة وورقه إذا طبخ وعرك بالسمن أنضج الأورام الحارة . الشريف : لعابه إذا استخرج بالماء الحار ينفع المقعدين والعقم من النساء . ديسقوريدوس : ومن الملوخية البري صنف له ورق مشقق شبيه بورق النبات الذي يقال له أنارايوطاتي وله ثلاثة قضبان أو أربعة عليها قشر شبيه بقشر شجر العنب وزهر صغار شبيه بشكل الورد وأصول بيض عريضة خمسة أو ستة طولها نحو من ذراع إذا شربت بشراب أو بماء أبرأت قرحة الأمعاء وشدخ أوساط العضل . إسحاق بن عمران : إذا يبس ورق الخطيمي ودق وغسل به الرأس واللحى نقاها وغسلها . ابن الجزار : إن أخذ من دقيق نوى التمر جزءان ومن بزر الخطمي جزء مسحوق يعجن الجميع بخل ويضمد به الأورام المتولدة في المذاكير الذي يقال إنها قد أعيت الأطباء والمعالجين حللها . | خطر : قيل : هو الوسمة وسيأتي ذكرها في حرف الواو . | خطاف : جالينوس : كثير من الناس من يضع الخطاطيف المحرقة على حنجرة من به الخوانيق وعلى جميع العلل التي يكون معها ورم في الحلق واللهاة ، ومن الناس قوم يستعملون هذا الرماد في الكحل المحد للبصر ، وقوم آخرون يجففون الخطاطيف ويسحقونها ويسقون منها وزن مثقال . ديسقوريدوس في الثانية : إذا أخذ فرخة في زيادة القمر وكان أول ما أفرخ وشق وأخذ من الحصا الموجود في جوفه حصاتان أحدهما ذات لون واحد والأخرى مختلفة اللون وشدتا في جلد من جلد الإبل والعجل قبل أن يصيبهما تراب وربطتا على عضد من به صرع أو رقبته انتفع كثيرا ما فعل ذلك فأبرأ من به صرع برءا تاما وإذا أخذت كما يؤخذ الطير المسمى سوقلندس وجففت واكتحل بها أحدت البصر ، فإذا أحرقت الأم مع فراخها في قدر وأخذ رمادها وخلط بعسل واكتحل به أحد البصر ، وإذا تحنك برمادها نفع من الخناق وورم اللهاة ، وإذا طبخت وجففت وشرب منها مقدار درخمتين بماء نفع من الخناق أيضا . غيره : عين الخطاف إذا سحقت بدهن زنبق ومسحت بها سرة المرأة عند النفاس نفعتها وقيل : إن دماغه بعسل نافع من ابتداء نزول الماء في العين كحلا . خواص ابن زهر : وإن أخذ رأس خطافين ذكر وأنثى وأحرقا بالنار وطرح ذلك الرماد في شراب لم يسكر شاربه ، وإن سقيت امرأة من دمه وهي لا تعلم سكن عنها شهوة الجماع وفتر شبقها . أرسطوطاليس : في منافع أعضاء الحيوان : إن مرارة الخطاف يسعط منها للشيب في الرأس واللحية فيسوده ويسود الأسنان فمن أراد أن يسعط به فليملأ فمه لبنا حليبا ويسعط به ، وخرء الخطاف إذا خلط بمرارة البقر وطلي به الشعر الأسود بيضه في غير حينه . ابن سينا : وزبله عجيب في إزالة البياض من العين وقد جربته . | خفاش : الشريف : هو الوطواط وسمي خفاشا لصغر عينيه وامتناع بصره بالنهار ورؤيته بالليل وهو الطائر في العشاء ولا يعلو في الهواء ويأوي إلى المدن والديار ، وإذا ذبح وطلي بدمه عانات الصبيان قبل البلوغ منع من نبات الشعر عليها ، وإذا طبخ الخفاش في دهن سمسم ودهن به فوق عرق النسا نفعه لا سيما إذا فعل ذلك مرارا على التوالي . غيره : وإذا طبخ وشرب مرقه أسهل البطن ونفع من وجع الورك ورماده يحد البصر . خواص ابن زهر : يطبخ رأس الخفاش في إناء نحاس أو حديد بدهن زنبق ويغمر مرارا حتى يتهرى ويصفى ذلك الدهن ويدهن به صاحب النقرس والفالج القديم والارتعاش والتورم في الجسد والربو فينفعه ذلك ويبرأ ، وإن مسح بمرارته فرج المرأة التي قد عسرت ولادتها ولدت لوقتها مجرب ، وإن مسح بدماغه أسفل القدم هيج الباه ، وإن طبخ الخفاش بالماء حتى يتهرى ومسح به الإحليل أدر البول وإن صب من ماء الخفاش في أبزن وقعد فيه صاحب الفالج انحل ما به ودماغه إن أحرق وسحق واكتحل به للبياض في العين أبرأه ، وإن طلي زبله على القوابي نفعها ودماغه مع ماء البصل ينفع الماء النازل في العين إذا اكتحل به وإذا جعل رأسه تحت وسادة إنسان ونام عليها من غير أن يعلم سهر وشرد نومه وكذا يفعل قلبه أيضا فيما زعموا ، وإن دفن رأسه في برج حمام ألفته ولم تزل منه وإن جعل على حجر الفار هرب من ذلك المكان . | جالينوس : ومنهم من أثبت في كتبه أن دم الخفاش له منافع كثيرة وإنه إذا طلي على نهود الأبكار حفظها على نهادتها ومنعها من أن تعظم زمانا طويلا وجربت أنا هذا فوجدته باطلا وكذا أنا وجدته في طلاء الإبطين بدمه فإنهم زعموا أنه إذا فعل ذلك منع من نبات الشعر فيهما ونحن نقول أن العضو إذا تبرد تبردا شديدا فحق له أن لا ينبت الشعر فيه ، وقد قلنا أن الدم كله حار وليس منه شيء يكون باردا البتة فكيف يمكن أن يمنع دم الخفاش نبات الشعر وهو حار . | خفش : زعم قوم أنه اللبسان وسأذكره في اللام . | خل : جالينوس في 8 : هو مركب من جوهرين مختلفين أعني من جوهر حار وبادر وكلاهما لطيف ، والبارد أكثر فيه من الحار والخل يجفف تجفيفا بليغا حتى إنه من التجفيف في الدرجة الثالثة عند منتهاها إذا كان خلا ثقيفا . ديسقوريدوس في 5 : الخل يبرد ويقبض وهو صالح للمعدة يفتق الشهوة ويقطع نزف الدم من أي عضو كان إذا شرب ، وإذا احتيج إلى الجلوس فيه ، وإذا طبخ مع الطعام وافق البطن التي يسيل إليها الفضول ، وإذا بل الصوف غير المغسول به أو الإسفنج أبرأ الجراحات أول ما يعرض ومنع منها الأورام ، وقد يرد الرحم والسرة إلى داخل إذا نتآ إلى خارج ويشد اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن ومن الحمرة والنملة والجرب المتقرح والقوابي والبواسير والداحس إذا خلط ببعض الأدوية الموافقة لهذه الأمراض ، وإذا غسلت به القروح الخبيثة والآكلة غسلا دائما منعها من الانتشار في البدن ، وإذا خلط به شيء من كبريت وصب وهو سخن على النقرس نفع منه ، وإذا خلط بالعسل ولطخ به الأثر العارض دون العين من اجتماع الدم تحت الجلد أذهبه ، وإذا شرب به وهو مخلوط بدهن الورد الصوف غير المغسول والإسفنج ووضع على من به صداع من حر الشمس نفع منه ، وبخاره إذا كان سخنا نفع من كان به استسقاء أو عسر السمع أو الدوي العارض في الأذن والطنين العارض فيها ، وإذا قطر في الآذان قتل الدود الذي فيها ، وإذا صب وهو سخن فاتر على الورم الذي يقال له موخثلن أو شربت به الإسفنجة ووضع عليه ذهب به وسكن الحكة العارضة للبدن وقد يصب وهو سخن على نهش الهوام التي تبرد البدن بسمها فينتفع به وقد يصب وهو بارد على نهش الهوام التي تسخن البدن بسمها فينتفع به وقد ينفع من مضرة الأدوية القتالة إذا شرب وهو سخن ويقيىء وخاصة من مضرة الأفيون والسوكران والدواء الذي يقال له أفوسطن وهو خانق النمر ومن جمود اللبن والدم الذي في البطن ، وإذا شرب بالملح نفع من كل أكل الفطر القتال ، ومن شرب السم الذي يقال له سملنفس ، وإذا تحسي قلع العلق المتعلق بالحلق وسكن السعال المزمن وهيج غير المزمن ، وإذا تسحي وهو سخن وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب ، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول إلى الحلق ووافق الخناق واللهاة الساقطة ، وإذا تمضمض به سخنا نفع من وجع الأسنان . الرازي في الحاوي : دوفس الخل يلطف الأخلاط الغليظة وييبس البطن ويقطع العطش . وقال في كتاب التدبير : الخل بارد مطفىء ويطفىء حرق النار أسرع من كل شيء ومتى أدمن شرب الخل إنسان ضعيف الرئة آل به الأمر إلى الاستسقاء وليس بخاف على من شربه وتعب بعد ذلك وهو منفخ مولد للرياح ومنهض لشهوة الطعام معين على الهضم مضاد للبلغم . أبقراط في الأمراض الحادة : إن الخل ينفع أصحاب المرار لأن المرار ينفش به ويستحيل إلى طبيعة البلغم ويضر أصحاب السوداء وهو أضر للفساد ، وذلك أنه يؤلم الرحم . جالينوس : والخل يضر بالعصب والتجربة تشهد بذلك والقياس أيضا وذلك أن العصب عديم الدم بارد فيناله الضرر بسهولة من جميع الأشياء الباردة وخاصة إن كانت لطيفة لأنه حينئذ يقدر أن يغوص في عمقه حتى يخالط جميع أجزائه والخل كذلك وهو لذلك يضر جميع الأعضاء العصبية كالرحم ونحوه . وقال في الثانية من المسامرات : في الخل الثقيف شيء من حرارة لا يطفىء حمى ويطفىء الذي ليس بثقيف جدا . وقال في الثانية من طب طماناوس : الخل إن لم يكن معه حرافة فهو بارد محض ، وإذا كان في طعمه ورائحته حرافة ففيه شيء من الحرارة وهو لذلك كسائر الأدوية التي قواها مركبة . الطب القديم قال : الخل إذا طبخته بالنار نقصت برودته . | سندهشار : يوقد نار المعدة ويصفر الوجه ويضعف البصر ويأكل البلغم . عيسى بن ماسه : جيد للمعدة الملتهبة وينفع الطحال ويلطف الأغذية الغليظة . يوحنا بن ماسويه : دابغ للمعدة مانع للمادة الحارة عن الانحدار إلى الأعضاء إذا صب عليها وإن خلط بالطعام وأكل نفع من الحمرة المنتشرة المتولدة من الصفراء مقلصا للهاة إذا تغرغر به . الرازي في دفع مضار الأغذية : الخل يوافق أصحاب الصفراء والدم ويضر أصحاب الطبائع اليابسة السوداوية والأمزجة الباردة وهي الأبدان السود الخضر القليلة اللحم والنضارة ويقلل المني ويضعف الانتشار ، ولذلك ينبغي أن يجتنب الإكثار منه المبرودون وأصحاب السوداء ومن به رياح غليظة في ظهره ومفاصله ومن يريد أن يخصب بدنه ويحسن لونه ومن يعنى بكثرة الباه ويتلاحق إضراره بالحلو والأسفيدباجات والشراب الأحمر الذي إلى الحلاوة والغلظ ، وأما من يريد أن يهزل بدنه ويلطف غذاؤه وكان مع ذلك محرورا فإن له ذلك له موافق وإن كان مبرودا فليجعل معه الأفاويه الحارة كالكراويا والثوم والبصل والاشترغاز ونحوها ويكثر في طبخه منها ومن سائر الأبازير والبقول ونحوه التي تسخن مع التلطيف كالكاشم والدارصيني والسذاب ليحذر الخل ويتلاحق ضرره أصحاب السعال بالحلواء وأصحاب ضعف العصب بالعسل ، وماء العسل الذي بالأفاويه والمحرورين على حسب أمزجتهم وهو مطفىء للدم والمرة . المنصوري : يهزل البدن ويسقط القوة ويقوي السوداء ويلطف الأطعمة إذا عملت به . | الفاخر : الخل فيه قوة محللة وقوة مقطعة قابضة وقوة حرارة يسيرة وفيه غوص فالقبض يقوي الأعضاء فيدفع عنها ما ينصب إليها ويستعمل في أوجاع الأسنان الحارة والباردة أما في الحارة فلتبريده وفي العلة الباردة فلتلطيفه الفضل البلغمي والتحليل فيه خاصة ليست لغيره لأن معه من اللطافة ما يوصل الأدوية التي تصلح فيه إلى المواضع الغائرة البعيدة المحجوبة إلا أنه يجب أن يستعمل في العلل الحارة وحده أو مع الماء وفي الباردة مع العسل . التجربتين : خيره خل الخمر إذا كان مستعذب الطعم ، وينبغي أن يراعى هذا الشرط فيه وإذا سقي صرفا فاترا في أثر انفجار الدم من الرئة قطعه جملة ، وإذا خلط بملح وأمسك في الفم قطع الدم المنبعث من قلع الضرس الصعب العسر الانقطاع منه ، وإذا أضيف إلى أدوية الجرب والحكة والبرص والبهق قوى أفعالها وكان محركا لجميع أنواع السعال ويضر منه ما كان عن برد دون مادة تصيب الصدر أو قصبة الرئة وما كان عن خشونة نصبه إليه وينفع منه ما كان يحتاج منه إلى تنقية وتقطيع منفعة بالغة وما كان مزمنا أو عن أخلاط غليظة كما ذكرنا . | الشريف : وإذا طبخ في الخل التين اليابس حتى ينضج وضمد به من البدن المواضع التي يجد الإنسان فيها حرقة وخشونة الملمس نفع من ذلك وحيا ، وإذا ركب على رطل منه أوقية من طبقات العنصل المتنشف في الظل وأغلي حتى تهرى أو يشمس ويترك في الشمس ، ثم يصفى ويشرب من هذا الخل في كل يوم على الريق وزن درهمين نفع من بثر الفم الكائن عن الأحشاء . البصري : السكنجبين البزوري موجود فيه ثلاث منافع يفتح السدد بالأصول والبزور ، ويقطع العطش وجلاء وغسال وينقي بالعسل أو السكر الذي فيه وينفع كل صنف وسن من أصناف الناس وأسنانهم والمتخذ من العسل صالح لمن مزاجه بارد نافع من وجع المفاصل ومن وجع الورك والسكتة والخناق والسعال ، ومن شرب الخشخاش الأسود والمتخذ من السكر صالح للمحرورين ولمن غلبت عليه الصفراء لا سيما في الصيف في البلد الحار ، والحلو منه نافع للمبلغمين والباردي المزاج ، وفي الشتاء البارد والحامض منه نافع للمحرورين ولأصحاب الصفراء ، والمعتدل منه لمن كان مزاجه معتدلا وخاصة الكسنجبين قطع العطش ويفتح السدد في الكبد والطحال . التجربتين : السكنجبين ينفع من جميع الحميات بحسب تدبيره بما يضاف إليه فمرة يضاف إليه ما يقوي تبريده ومرة ما يسخن ويلطف الأخلاط المولدة للحميات وإذا أنقع الفجل في السكنجبين قيأ ونفع من الحمى البلغمية متى احتيج إلى القيء في علاجها . | خلبخ : أبو عبيد البكري : هذا الاسم يقع عندنا بالأندلس على الشجرة التي يصنع من أصلها فحم الحدادين ويسمى باليونانية أرتقى لها أغصان طوال مقدار قامة الإنسان ذات هدب أصغر من هدب الطرفاء بين اللدونة والخشونة وزهره صغير إلى الحمرة وفيها غبرة وهي لطيفة في شكل المحجمة في جوفها شعيرات من لونها في رأس كل شعيرة حبة هينة لطيفة ألطف من حب الخردل فرفيرية اللون قد فرعها واحدة في وسطها حتى خرجت من كمام الزهرة ، ومنه صنف آخر أبيض النور إلا أنه ألطف من نور الأول مقدارا والشكل واحد . ديسقوريدوس في الأولى : أرتقى هي شجرة معروفة شبيهة بالطرفاء غير أنها أصغر منها بكثير تعمل النحل من زهرتها عسلا ليس بمحمود ، وإذا تضمد بزهرتها أو ورقها أبرأت نهش الهوام . جالينوس في 6 : وقوة هذا النبات قابضة محللة لا لذع معها وأكثر ما يستعمل منه ورده وورقه فقط . | الشريف : زهره له قوة حارة يابسة في 2 : وإذا جمع زهره ووضع في الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ودهن به نفع من الأعياء ومن أوجاع المفاصل ومن النقرس البارد السبب . | خلاف : الغافقي : هو أصناف كثيرة منه الصفصاف وهو صنفان أحمر وأبيض ومنه البادامك وهو معروف عند عامة الأندلس بالنقنى . أبو حنيفة : إنما سمي خلافا لأن السيل يحيى به شيئا فينبت من خلاف . التميمي في كتاب المرشد : الخلاف صنف من الصفصاف وليس به والفرق بينهما وإن كانا في الشبه والشكل وسباطة الأغصان وكيفية الورق سواء إلا أنه ليس للصفصاف فقاح يشبه فقاح الخلاف ، وذلك أن الخلاف يثمر في أواخر أيام الربيع ثمرا وثمره قضبان دقاق تخرج في رؤوس أغصانه وفيما بين قلوب ورقه رأس كل قضيب منها ملتبس بزغب أدكن اللون ناعم الملمس في نعومة الخز الطاروني المخمل وفي لونه وعلى مثال السنابل الزغب الذي يكون في قلوب الورق المسمى لسان الحمل وهو الزغب الذي يكون فيه بزر لسان الحمل ما بين تضاعيفه وتلك السنابل الزغب الناعمة التي هي ثمر الخلاف ذكية الرائحة ناعمة المشم والملمس في لين الخز الفاختي المجلوب من السوس وليس يوجد في شجر الصفصاف من هذه الثمرة التي هي مثال السنابل شيء بتة ، وإنما يثمر الصفصاف في ذلك الوقت من الزمان حبا أبيض اللون ينتظم على فروعه وساقات أغصانه في مثال حب الجاورس يضرب في بياضه إلى الصفرة وليس ينتفع به في علاج الطب وفقاح الخلاف إذا شم كان نافعا لمحروري الأمزجة مرطب لأدمغتهم مسكن لما يعرض لهم من الصداع الشديد الصفراء الكائن عن بخار المرة وهذه الثمرة التي قدمنا نفعها قد تجمع في وقتها وهي غضة رطبة فتربى بالسمسم المخلوع كما تربى الأزهار المأخوذ دهنها ويستخرج دهنه وهو المسمى دهن الخلاف وهو دهن طيب الرائحة ناعم المشم ، وسيأتي ذكره مع الأدهان في حرف الدال . | خلد : خواص ابن زهر قال : الدم الذي يكون في ذنبه إذا طلي به على الخنازير أذهبها وإن أحرق رأسه وسحق مع قلقطار ونفخ في الأذن المنتن أذهب نتنه وشفته العليا إذا علقت على من به وجع حمى الربع أبرأه . وفي كتاب الفلاحة الفارسية : الخلد دابة عمياء تحت الأرض تأكل عروق الشجر وتحب رائحة البصل والثوم والكراث وتخرج من أحجرتها لطلب رائحتها فإن وضع على جحره بصلة أو كراث خرج إليه فيصاد . مهراريس : يداف دماغه بدهن ورد ويطلى به البرص والبهق والقوابي والجرب والكلف والخنازير وكل شيء يخرج في البدن فإنه يذهبه إذا دهن به . | خلر : هو الجلبان وقد ذكرته في الجيم أول الاسم خاء مضمومة معجمة ثم لام مشددة مفتوحة ثم راء مهملة . | خلباتي : هي القت باليونانية وسنذكرها في القاف . | خمير : جالينوس : وقوة الخمير لطيفة يسيرة الحرارة ولذلك تجذب من عمق البدن بلا أذى وتحلل وهو مركب من قوى متضادة مثل أشياء كثيرة ، وذلك أن فيه حموضة باردة وحرافة أيضا من قبل العفونة وفيه مع هذا حرارة طبيعية من قبل الملح . ديسقوريدوس في الثانية : روبي وهو أبروريمن وهو الخمير وقوة الخمير الذي من دقيق الحنطة مسخن حاد جاذب ملطف وخاصة الأورام العارضة في أسفل القدم وقد ينضح سائر الأورام وإذا خلط بالملح أنضج الدماميل وفتح أفواهها . الشريف : الخمير يتخذ من الدقيق والزيت إذا عدم أصله وذلك أن يعجن الدقيق بقليل زيت وماء ويترك ليلة فإنه ينضج من الغد خميرا قاطعا والخمير المعتدل إذا أنقع في الماء وصفي بعد ساعتين ووضع فيه دانق طباشير وقيراط زعفران ودانق سكر في مقدار ثلاث أواق من الماء فإنه يسكن الخمار ويقطع العطش وإذا حل الخمير بالماء وخلط به مثل ربعه دهن بنفسج وتغرغر به نفع من أورام الحلق الباطنة ، وإذا حل بالماء وصنع منه حساء وقطر فيه قطرات خل يسيرة وشراب أمسك البطن وعقل إسهالها . | خمر : ديسقوريدوس في الخامسة : أما الأشربة العتيقة فإنها تضر بالأعصاب والحواس إلا أنها لذيذة الطعم ، ولذلك ينبغي أن يمتنع منها إذا كان بعض الأعضاء مريضا وأما في وقت الصحة فقد يشرب منها الشيء اليسير وهو مائي فلا يضر ، وأما الشراب الذي قد عتق جدا إذا كان أبيض رقيقا فهو يدر البول إلا أنه يصدع الرأس وإذا أكثر من شربه أضر المعدة وأما الشراب الحديث فإنه نافخ عسر الانهضام يري أحلاما رديئة ويدر البول وأما الشراب الذي بين الحديث والقديم فإنه قد أفلت من عيوبهما ولذلك ينبغي أن يختار شربه في وقت الصحة والمرض وأما الشراب الأبيض فهو رقيق سهل النفوذ جيد للمعدة وأجود الشراب الخوصي بين العتيق والحديث وأما مقدار ما ينبغي أن يشرب منه فينبغي أن يكون بمقدار زمان السنة والسن والعادة وقدر قوة الشراب وينبغي أن لا يشرب الشراب العتيق على العطش وينبغي أن يبل به الطعام بالمقدار الذي يحتاج إليه وأما السكر فكله ضار ولا سيما إذا أدمن وإذا ألح السكر على العصب ضعف واسترخى وإذا كثر من الشراب وأدمن لم يؤمن الأمراض الحادة . | ومن أجود الأشياء أن يأخذ الإنسان من الشراب بقدر معتدل فيما بين الأيام ولا سيما أن جعل شرابه في تلك الأيام الباقية الماء وذلك أنه يحلل وينفذ وينقص الفضول التي يظهر خروجها للحس والتي لا يظهر ، وينبغي بعد الشراب أن يشرب الماء وذلك أنه يسكن صولة الشراب ويكسر من عاديته وأما الشراب الأسود فإنه غليظ عسر الإنهضام يكسر ويكثر اللحم ، وأما الشراب الأحمر فإنه متوسط بين الأبيض والأسود ولذلك صارت قوته متوسطة بين قوتيهما وأما الشراب الأبيض فإنه أوفق لشاربه في وقت الصحة والمرض والأشربة أيضا تختلف على حسب اختلاف طعومها فإن الشراب الحلو غليظ عسر التحلل نافخ للمعدة يسهل البطن مثل العصير إلا أن قوته على الإستكنان أضعف وهو موافق للمثانة والكلي ، وأما الشراب الذي فيه قبض فإنه أشد إدرارا للبول ويصدع ويسكر ، وأما الشراب العفص فإنه أشد موافقة لإيصال الغذاء وهو يعقل البطن ويقطع سيلان المواد ، وأما الشراب اللين فمضرته للعصب أقل وأكثر إدرادا للبول ، وأما الشراب الذي يعمل بماء البحر فإنه رديء للمعدة معطش ويضر بالعصب ويسهل البطن ولا يوافق الناقهين من المرض ، وأما الشراب الحلو المتخذ من العنب المسمى طريطيقوس وهو العنب الذي مسته الشمس وهو الذي يقال له قريصا بروطرس ويقال له قراسيوس والحلو المتخذ من عصير العنب إذا طبخ فإن الأسود منه الذي يقال له مالسلقون غليظ كثير الإغذاء والأبيض منه أرق من الأسود والذي لونه متوسط فيما بين السواد والبياض قوته متوسطة بين قوة الأبيض والأسود ، وقوة هذه الأصناف قابضة منهضة للقوة الساقطة وكل واحد منهما إذا شرب مع الزيت وتقيىء كان صالحا للأدوية القتالة التي منها الدواء الذي يقال له ميقونيون والذي يقال له قونيون وهو الشوكران والذي يقال له سقونيون والذي يقال له طقسيقون واللين المتحيز في المعدة والمثانة والكلي التي يوجد فيها حرقة وفيها قرحة وكل هذه الأصناف تولد النفخ وهي رديئة للمعدة ، والأسود منها خاصة موافق لمن به إسهال البطن ، وأما الأبيض فإنه أقرب إلى تليين البطن من الصنفين الآخرين ، وأما الشراب الذي يطرح فيه الجبسين فإنه يضر بالعصب ويصدع ويعرض منه تلهب في البدن وهو غير موافق للمثانة وأصلح للأدوية القتالة من غيره من الأصناف ، وأما الشراب الذي يلقى فيه زفت أوراتينج فإنه مسخن يهضم الطعام غير موافق لمن به نفث الدم ، وأما الشراب الذي يقال له بارساطيس وهو الذي فيه خلط من الشراب الحلو الذي يقال له إقساما فإنه يرفع بخارا كثيرا إلى الرأس ويسكن وينفخ البطن وهو عسر التحلل رديء للمعدة ، وأما الشراب الذي يظن أنه يفوق أشربة البلاد التي يقال لها أنطاكيا وهو يقال له إقالا فالاوالس فإنه إذا عتق جدا وأستعمل هضم الطعام وقوى الروح وشد البطن وكان صالحا للمعدة غير موافق للمثانة ومن به غشاوة وليس يصلح لأن يستكثر منه ، وأما الشراب الذي يقال له النابوس فإنه أغلظ من قلاربيوس وفيه حلاوة وينفخ المعدة ويلين البطن ويعين على الهضم مثل ما يعين عليه فالارينوس ومضرته للعصب يسيرة ، وإذا عتق كان فيه قبض على حال ، وأما الشراب الذي يقال له ليوس فإنه حلو وأغلظ من البابوس وإذا استعمل كثر اللحم وحسن اللون وكان موافقا للهضم ، وأما الشراب الذي يقال نيبوريطقس فإنه شديد القبض ولذلك يقطع سيلان الرطوبات عن المعدة والأمعاء ومضرته للرأس يسيرة للطافته وإذا عتق كان صالحا للمعدة لذيذ الطعم ، وأما الشراب الذي يقال أروريانوس والشراب الذي يقال له مابوطهوس المتخذان بالبلاد التي يقال لها صقلية فإنهما غليظان متساويان في الغلظ وهما يسيرا القبض ويضعفان سريعا ومضرتهما للعصب يسيرة للينهما ، وأما الشراب الذي يقال له توبوطا أفرس فإنه يتخذ بالموضع من صقلية الذي يقال له أدرنا وهو طيب الرائحة ولذلك يمكن أن يشرب منه مقدار كثير ولا يسكر ويعرض منه خمار طويل المدة . وأما الذي يقال له أسطريقون فإنه شبيه بالشراب الذي يقال له قوانواطراش إلا أنه أكثر توليدا للفضول منه ، وأما الشراب الذي يقال له حنوس فإنه ألين من سائر الأشربة التي ذكرناها وهو سلس مغذي ضعيف السكر يقطع سيلان الفضول والرطوبات وينتفع به في أخلاط الإكحال ، وأما الشراب الذي يقال له استرس فإنه سريع الإنتشار في البدن وهو أضعف من الشراب الذي يقال له حيوس ويلين البطن والشراب المتخذ بالمدينة التي يقال لها أماسيلس فإن قوته مثل قوة الشراب الذي يقال له لبستلولس ويقال له يوعاليطس . وأما الشراب الذي يقال له قوقس والشراب الذي يقال له قلارومانيوس فإنهما لما يكثر فيهما من ماء البحر صارا سريعي الفساد نافخين مسهلين للبطن وهما رديئان للعصب والشراب كله بالجملة إذا كان خالصا ليس يخالطه شيء وكان فيه قبض فإنه يسرع الذهاب في البدن ويسرع قوة الشهوة ويسخن ويقوي المعدة ويغذو البدن وينوم ويزيد في قوة البدن ويحسن اللون ، وإذا شرب منه مقدار صالح نفع من سقي الشوكران والكزبرة والأفيون والمرتك ومن أكل القطر فتأذى به ومن وجميع الأدوية التي تقتل بالبرد وينفع أيضا من لسعة الهوام التي تقتل سمومها بالبرد والذي ترخي بسمها المعدة ، والشراب أيضا ينفع من النفخة المزمنة ومن يجد لذعا في معدته وتحت الشراسيف ومن تسترخي معدته لضعفها ومن الرطوبات التي تسيل إلى الأمعاء والبطن ومن أفرط به العرق والتحلل ولا سيما ما كان من الشراب أبيض عتيقا طيب الرائحة ، وأما الشراب العتيق الحلو فهو موافق للعلل التي تكون في المثانة والكلي وهو أيضا ينفع الخراجات والأورام إذا غمس فيه صوف غير مغسول ووضع عليه وإذا صب أيضا على القروح الخبيثة والأكل والقروح التي تسيل إليها الفضول نفعها ، وأما شراب الحصرم فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس وقوة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة المسترخية والمرأة الوحماء ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال إنه ينفع في الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإن لم يفعل به ذلك لم يكن شروبا وأما الشراب الذي يقال له المائي ويقال له أيضا الشروب فإنه يتخذ على هذه الصفة تأخذ من شجر العنب مقدار ما يعصر منه ثلاثون جرة فتلقى عليه ثلاث جرار ماء ويداس بالأرجل ويعصر ويطبخ حتى يذهب الثلثان ويلقى على كل كوز مما بقي منه قسطان من ملح وإذا جاءت عليه سنة نقل إلى الخوابي واستعمل بعد سنة لأنه لا يفسد سريعا وهذا الشراب يحتاج إليه من يخاف عليه ضرر الشراب عندما تدعوه إليه الشهوة وهو أيضا يوافق الناقه من المرض وماء الشراب الذي يعرف بالضعيف فإن قوته شبيهة بقوة الشراب الذي يعرف بالمائي ويتخذ على هذه الصفة يؤخذ من العصير شيء ومن الماء مثله فيطبخان بنار لينة حتى يذهب الثلث ثم يبرد ويصب في الدنان بعد أن يعتق وقد يتخذه قوم على هذه الصفة : يأخذون من ماء البحر وماء المطر وعسل وعصير العنب بمقادير متساوية فيخلطونها ويلقون ذلك في الدنان ويضعونها في الشمس أربعين يوما ويستعملونه بعد سنة . الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : القول في منافع الشراب المسكر ومضاره وصنوفه وما الأوفق منه في حال دون حال ودفع المضار الحادثة عنه والأعراض اللازمة له واللاحقة له فلنقل الآن في الشراب المسكر وأنواعه ومنافعه ودفع مضاره فنقول : الشراب المسكر يسخن البدن ويعين على هضم الطعام في المعدة وسرعة تنفيذه إلى الكبد وجودة هضمه هناك وتنفيذه من ثم إلى العروق وسائر البدن ويسكن العطش إذا مزج بالماء ومن أراد به تسكين العطش لا غير فليصب عليه من الماء بقدر ما يخفي طعمه كله ثم يشرب فيسكن العطش ويبعد الماء ولا يسخن ألبتة ويخصب البدن متى شرب على أغذية كثيرة الإغذاء ويحسن اللون ويدفع الفضول جميعا ويسهل خروجها من البدن بالنجو والبول والعرق والتحلل الخفي الذي بالمسام ويخرج الصفراء أيضا في البول يوما فيوما فيمنع أن يكثر كميتها وسوء كيفيتها فهو لذلك عون عظيم على حفظ الصحة إذا شرب على ما ينبغي ويصلح وقتا وقتا بالقدر المعتدل الذي تقهره الطبيعة وتستولي عليه ويطيب النوم ويثقله فتستريح لذلك الآلات النفسية راحة أكثر من راحتها عند النوم الذي على غير الشراب فيكون البدن بعد ذلك النوم أقوى والحركات أخف وأسهل والحواس أذكى وألطف والهضم أجود وأبلغ لطول النوم وقلة الحركات فيه ، ومن تركه عن اعتياد له برد بدنه وهاجت به الأمراض السوداوية وقلت وضعفت هضومه كلها والمقدار الذي ينفع منه في هذه الوجوه ثلاث كميات أولها : أن يشرب بعد الطعام بقدر ما يسكن العطش سكونا تاما ولا يراد به غير ذلك من تفريح النفس وإطرابها وهذا هو الحد للمحرورين وأصحاب الأبدان الملتهبة جدا ومن يحم بحمى ويحمي جسمه عليه ، والحد الثاني إن أخذ منه إلى أن يبلغ أن يسر النفس ويطربها باعتدال في ذلك من غير ثقل في الرأس والحواس ولا ميل إلى النوم الشديد . فأما ما جاوز ذلك إلى لجلجة اللسان وفقد صحة العقل واضطراب مفاصل البدن وضعفها عن الحركات فإنها حالة السكر وذلك ضار جدا في وجوه كثيرة ولا سيما إذا ترادفت وتواترت وقد ينفع إذا لم يواتر لكن وقع أن يكون في الشهر مرة أو مرتين أكثر فإنه في هذه الحالة يسخن البدن ويرطبه ويرقق أخلاطه ويفتح مجاريه ويحلل كل ما قد بدأ ينعقد ويجتمع فيه من فضولات رديئة ثم يخرجها بعد بالمجاري والمنافس ولا سيما إن شرب من غير هذا اليوم الماء فإن هذا الماء في هذه الحال يجيء إلى جميع ما حلله الشراب ورققه فيجريه ويدفعه ويسهل خروجه ويجيء إلى ما قد سخن من الأعضاء بالشراب فيبرده ويعيده إلى اعتداله ولذلك هو أجود من جميع الأشياء في حفظ الصحة أن يجعل بعد يوم شرب الشراب يوما أن يشرب الماء يومين أو ثلاثة ، وما كانت دون ذلك فمبقدار مزاجها حتى يكون ذلك يوما ويوما . وأما مواترة السكر وشربه على الخمار ومداومته ومواترته فجالب للأمراض المهلكة وإن بقي البدن على هذه الحال كثير بقاء حتى يقع في الأمراض الرديئة كالصداع والفالج والرعشة والأمراض الحاثة ويورم الأحشاء لا سيما الكبد والدبيلات والجراحات وفساد العقل وكدر الحواس وضعف الحركات وترهل البدن وذهاب شهوة الطعام ، وهو يختلف في أفعاله هذه بحسب اختلاف أنواعه والأسود الغليظ الحلو منه أكثرها إغذاء وتوليدا للدم الغليظ الأسود وشرها لمن يعتريه الإمتلاء والأعراض السوداوية وخيرها للمنهوكين ولمن يريد أن يزيد في لحمه والأبيض الرقيق أقلها إغذاء وأوقعها للمحرورين فإن الشراب له مع إسخان البدن أن يخرج الصفراء التي تتولد قليلا قليلا في البول كما ذكرنا قبل فيدفع كون الأمراض المرارية ولا سيما مثل هذا الشراب فإنه لا يسخن كثير إسخان ويدر البول إدرارا كثيرا ، والأحمر المعتدل في غلظ ورقته أعدل الشراب وهو يولد دما جيدا ، وأما الأصفر القوي الطعم جدا فإنه يسخن إسخانا قويا ويضر أصحاب الأمزجة الحارة إلا أن يكثروا مزاجه جدا ويتنقلوا بالفواكه الباردة والريحاني منه أكثر صعودا إلى الرأس وتصديعا له ، ولذلك ينبغي أن يحذره من يعتريه الصداع والرمد ويسرع إلى رأسه الإمتلاء وتدفع مضرته متى اضطر إلى شربه بشم الكافور والرياحين الباردة وتبريد الرأس بالماورد والصندل والخل ودهن الورد والتنقل عليه بالسفرجل وجميع ما يمنع صعود البخار إلى الرأس وهي جميع الفواكه الحامضة القابضة والعتيق أكثر تجفيفا للبدن إلا أنه أقل بخارا والحديث كثير البخار سريعه إلا أن بخاره رطب لا ينكي الرأس كبير نكاية كما ينكيه الريحاني والأصفر المر العتيق جدا ، والصرف موافق للبطن في كسر الرياح وهضم الطعام وأردأ للرأس في تبخيره والصعود إليه والممزوج بالضد والمعتدل المزاج معتدل في ذلك وينبغي أن يكثر مزاجه المحرورون ولا سيما لما كان أقوى وأعتق حتى يبلغ أن لا يحس له بكبير طعم ويقلله المبرودون ويعتدل فيه أصحاب الأمزجة المعتدلة والأبدان المعتدلة . والكدر من الشراب لا يفتح السدد بل ربما ولدها والحجارة في الكلى والتقفع في المفاصل وبالضد الغليظ القوام أكثر غذاء وأوفق لمن يريد أن يخصب بدنه والرقيق أجود لمن يريد تلطيف تدبيره والقابض منه أوفق لمن يحتاج إلى عقل الطبيعة وتقوية المعدة وهو في دفع الفضول وإخراجها مختلف عن سائر صنوف الشراب ، والقهوة من الشراب أوفق للمحرورين غير أنها تسقط شهوة الجماع والمشمش أسرع في توليد الحميات وتعفين الدم ونبيذ الزبيب المجرد يذهب مذهب الشراب الأسود الغليظ إلا أنه أقل إسخانا للبدن منه وهو أقوى قبضا ، وأما المعسل المشمس المعتق بعد فإنه يسخن إسخانا قويا وينقي الكلي وينفع من أوجاع المفاصل الغليظة ، ونبيذ العسل ولا سيما المصري المتخذ من العسل وماء النيل الكدر فملهب جدا كثير التوليد للمرار ، ونبيذ التمر والدوشاب كثير التوليد للدم العكر وقليل المعونة على الهضم مطلق للبطن إطلاقا ليس بنافع جدا بلى فيه إطلاق يقبل على الطبيعة بجهته وإزلاق ، وأما نبيذ السكر فمصدع سريع الصعود إلى الرأس إلا أنه يدر البول وينقي الكلي والمثانة ويذهب بخشونة الصدر والرئة ، فلنرجع الأن فنذكر المضار التي لا تزال تحدث عن شرب الشراب وما يدفعها فنقول : إن المضار التي لا تزال تحدث عن شرب الشراب الصداع والرمد وحمى الكبد وذهاب شهوة الطعام والغثي والسدر والدوار والرعشة والخمار ، فمن كان يكثر به الصداع عن شرب الشراب فليختر الأبيض الرقيق منه العديم الريح ، فإن اضطر إلى غيره فليكثر مزاجه حتى يفقد طعم الشراب وليتنقل عليه بالسفرجل الحامض في أيامه وبالنيق وسويقه والتفاح الحامضين إذا لم يصب السفرجل ، ويضع على رأسه في وقت شرب الشراب خزفا مبرودة بالماورد والكافور ويتنشق عليه عند النوم دهن الورد ويشم عليه البنفسج واللينوفر ونحوها ، فأما من يسرع إليه من الشراب الرمد فليشرب ساعة أن يفرغ من شربه سكنجبب مبردا بالثلج فإن ذلك مما يقيه فليشربه بعد نومه أو حين يفيق من سكره ، وعلى يقين أن السكنجبين الساذج المبرد جدا قلما يغثي إلا لمن كان ضعيف المعدة جدا ومن كان كذلك فليستعمل السكنجبين السكري السفرجلي . | وهذه صفته : يؤخذ من ماء السفرجل الحامض المصفى عن ثفله جزء ومن الخل المعتدل الثقافة جزء ومن السكر الطبرزد ثلاثة أجزاء فيطبخ وتنزع رغوته حتى يصير له قوام وليتعاهد طلي أجفانه عند نومه وجبهته وصدغيه بشياف ماميثا والصندل الأحمر والقوقل والطين الأرمني والخل والماورد ويقطر في عينيه قبل النوم الماورد ، فإن نقع فيه سماق كان أقوى ، وليختر من الشراب ما ليس بريحاني ولا مر لكن المائي والقهوة وشربه على العدسية الصفراء والقريص والهلام ، وبالجملة الأغذية الحامضة ويتعاهد الفصد والحجامة وتليين البطن فضل تعاهد ، وأما من يحمى عليه كبده فليختر أيضا القهوة والتفه والمائي وليتنقل عليه بالرمان الحامض ويمزجه بالماء الصادق البرد ويشربه على ما وصفنا من الأغذية المبردة ، ومن يصيب عقيب الشراب ثقل في كبده بلا ضيق في النفس ولا وجع لكن يحسب أن يلقى معلقا حيث موضع الكبد فليختر من الشراب أرقه ويتجنب الغليظ والكدر ويتنقل عليه بالكرفس المربى والجزر ويأكل في طعامه من الخرشف والكبر المخلل والهندبا والطرحشقوق ، ويتعاهد ما قدمنا ذكره مما يحلل سدد الكبد ويجتنب الحلو منه خاصة والحلوى المتخذة من النشا والتعجين الفطير ، وأما من يصيبه مع الثقل في كبده ضيق النفس وحمى ، فينبغي أن يبادر إلى الفصد ثم إلى سائر التدبير الذي ذكرناه ، وإلى تضميد كبده بالأضمدة الباردة فإن كفى ذلك وإلا هجرنا الشراب مدة فإن هذا عارض لا يحتمل الاستهانة به وينذر بورم الكبد فهو لذلك خارج عن حدود الصحة داخل في علاج الأمراض وقل من يحدث به الشراب ضررا إلا في البرد وبأصحاب الأطحلة العظمة جدا والدماء الغلطة ، ومن الشراب الحلو الأسود الرقيق ومن حدث به ذلك فليجتنب الغليظ الأسود والكدر والحلو ويختار الأشقر المر الرقيق ويقل مزاجه ويشربه على يسير الطعام ولطيفه لا على الشبع والري التامين وقد تجد قوما يتقيئون على إدمان الشراب خلطا سوداويا وفي ذلك لهم منافع عظيمة متى خرج بسهولة وليس ينبغي في هذه الحال أن يقلب هذا الخلط عن مجراه هذا ، فأما متى لم يخرج بسهولة وهاج عقيب الشراب الفواق والكرب ، فينبغي أن يعتاد شرب الجلاب والماء الفاتر ليسهل خروجه ثم يؤخذ فيما بعده من الأيام ما يسهل السوداء ويفصد الباسليق من اليد اليسرى ، ومن حدث به عن شرب الشراب وجع الكب بقراقر إذا غمس فيه مع لين الطبيعة وضعف الهضم فليختر الشراب الأصفر المر القوي ويشربه على إمراق المطحنات والألوان الكثيرة والتوابل والأبازير ، ويقل المزاج ويتنقل بالجوز واللوز والفستق ويهجر البقول والفواكه الرطبة حتى يسكن هذا العارض ، وأما من يحدث به عن إدمان الشراب ذهاب شهوة الطعام والغثي وتغلب النفث وتكسر البدن مع ثقل الرأس ونوم مضطرب وتشوش ، فإن هذه أعراض الخمار والخمار تخمة من النبيذ ، ولذلك ينبغي إذا حدث أن يطلب النوم مدة طويلة ويغمر فيه الأطراف ثم يدخل الحمام ويصب على الرأس ماء فاترا كثيرا ، ثم يخرج ويستريح فإن جفت الأعراض وجاءت شهوة الطعام فذاك ، وإلا طلب النوم أيضا والسكون ثم عاود الحمام حتى تخف الأمراض وترجع الشهوة ، فإن أفرط بعض أعراض الخمار والغثي والصداع قصد تسهيل القيء بالسكنجبين والماء الفاتر مرات حتى يخرج ما يخرج عن المعدة ، ثم يشرب رب الرمان والسفرجل أو الريباس وفيه من الطين النيسابوري وجعله أكله إذا عاودت الشهوة ببارد ماء الحصرم بفراريج مطيبة بنعنع كثير فإن أفرط الصداع فضده بما ذكرنا من التبريد والتطفئة إن كان الوجه والرأس معه حار اللمس ومعه ضربان الأصداغ وإن كان لا حرارة ولا ضربان معه ، بل ثقل غالب مال إلى الاستحمام وصب الماء الحار عليه وأكل إذا عاودت الشهوة من الألوان الكرنبية والعدسية ، وفي الناس قوم لا تسكن عنهم أعراض الخمار سكونا تاما إلا بشرب شيء من الشراب لكنه من الخطأ العظيم أن يشرب في هذا الوقت من الشراب ما يعيد السكر لكن الشيء اليسير وقليلا قليلا وممزوجا وينتظر ما بين القدح والقدح وقتا صالحا فيقطع الشراب عند سكون ذلك العارض المؤذي ، ومما يسكن من عادته الخمار الجلاب بالثلج والفقاع وماء الجبن وزيوت الفواكه الحامضة القابضة ، وأما من يؤذيه الشراب برعشة فالحزم أن يهجره البتة أو يقل منه ، فإنه إذا انهمك فيه ولم يبان منه كان على خطر من الفالج والسكتة ، وقد يغتر كثير من هؤلاء بما يحدث من سكون الرعشة عند ابتداء السكر وذلك خطأ عظيم والرعشة تصير بعد ذلك أقوى مما كانت أولا لأن الشراب بالجملة مرخي للأعصاب موهن للدماغ والماء أصلح من الشراب ، ولا سيما البارد منه لأصحاب علل الدماغ والعصب ، وأما من يصيبه منه السدر والدوار فليختر أقل النبيذ صعودا إلى الرأس ويتنقل بما يمنع من البخار ويعنى بإسهال الطبيعة فضل إسهال وخاصة بالأيارج الذي لا زعفران فيه ، فإن التواني في ذلك يوقع في الصرع وفي الداء المسمى بالسبات ، وقد يعرض عارضان رديئان عن إدمان الشراب أحدهما : ضيق نفس يصير المادة تعدو عداء إلى التزيد وهو عرض قاتل منذر بالموت فجأة وينذر به اختلاج القلب ، ولذلك متى حدث أدنى خفقان لمن شرب ينبغي أن يقطع الشراب من ساعته ويبادر إلى فصد الباسليق من اليد اليسرى ، فإن هذا باب عظيم جدا لا يحتمل التغافل عنه ، وينبغي أن يهجر الشراب فيما بعد ذلك مدة ويلطف الغذاء ، ويستعمل من الأدوية الملينة ما لا يسخن مثل هذا الدواء . | صفة دواء المسك : ينفع من الخفقان ولا يسخن يؤخذ من الورد المطحون والطباشير والكزبرة اليابسة والكهرباء من كل واحد جزء ، ومن اللؤلؤ الصغار نصف جزء ، ومن المسك الجيد الخالص سدس جزء ، ويؤخذ من السكر الطبرزد فيحل بماء التفاح الحامض المعصور المصفى ويطبخ حتى يصير في قوام العسل ويطرح فيه أوراق من أوراق الأترج ويعجن به الأدوية ، ويتعاهد هذا الدواء صاحب هذا العارض فإنه دواء شريف لتقوية القلب من غير إسخان ويصلح للخفقان واختلاج القلب من غير حرارة ، والعرض الآخر : تشنج أو امتداد يحدث بالسكران والمخمور وشرهما التمدد وينذر بذلك اختلاج كثير في جملة البدن ، وينبغي ساعة يحدث ذلك أن يقطع الشرب ويبادر إلى القيء فإن لم يجىء بسهولة فبدواء مقيىء ، فإذا استفرغ جميع ما في المعدة جلس في ماء حار بمقدار ما يلين البطن ويتبعج قليلا ثم يخرج وتمرخ الخرز والمفاصل منه بدهن القسط والنرجس أو السوسن أو البان ، ولا يأكل شيئا البتة يومه وليلته تلك ويعاود الأبزن والمرخ ، ولا سيما إن بدا شيء من التشنج فإذا زادت هذه الأعراض هجر الشراب مدة طويلة ولم يكثر منه باقي عمره واعتيض بالأيارجات الكبار وأوقعها في هذا الباب أيارج روفس وهو أيارج موافق مختصر . | وهذه صفته : يؤخذ من الأسطوخودوس الحديث مسحوقا وزن درهمين ، ومن القنطوريون الصغير وزن درهم ، ومن شحم الحنظل وزن دانقين ، ومن الغاريقون أربعة دوانيق ، ومن الأقريبون دانق ، ومن الزنجبيل والوج والجندبادستر من كل واحد دانق وهي شربة تخرج فضول العصب والدماغ والصداع والنخاع ، وينفع في مثل هذه الأمراض هذا الدواء مثل الصرع والسكتة والفالج والسبات والشخوص والتشنج والامتداد الرطبين لا عديل له في ذلك ، وربما اعتيض شحم الحنظل بوزن من عصارة قثاء الحمار ، وذلك إذا كان الشحم نخرا عتيقا ولطف غذاءه وأهله إلى المسخنة كماء الحمص بالخردل واللحم الأحمر المقلو على الزيت المطيب بالفلفل والأبازير والأفاويه والمطجنات من لحوم الطير والصيد ، فأما صاحب الخفقان فليأكل المصوص من الدراج والطيهوج والمتخذ منها بماء الحصرم والقريص من الحذاء ونحو ذلك من الأغذية ، وقد أتينا من ذكر منافع الشراب ودفع مضاره بما فيه كفاية . | خمان : الغافقي : هو صنفان أحدهما كبير ويسميه قوم الخابور وباللاطيني بشبوقة وهو باليونانية أقطي ، والآخر صغير يسميه قوم الرقعا ، وباللاطينية بدقة ، وباليونانية خاما اقطي وهو المستعمل في الطب ، وغلط من قال : إن الصغير باللاطينية بشبوقة وأن الكبير هو البدقة ، وأما قول من قال إن خاماأقطي شجرة هندية وثمرتها هي البل والفل ، فمن الهذيانات التي ينبغي أن يضرب عن ذكرها . ديسقوريدوس في الرابعة : أقطي هذا النبات صنفان أحدهما شبيه بالشجر وله أغصان شبيهة بالقصب مستديرة لونها إلى البياض طوال وورقها ثلاث أو أربع متفرقة على كل غصن شبيهة بالجوز ثقيل الرائحة وأصغر من ورق الجوز ، على أطراف الأغصان أكلة فيها زهر أبيض وثمرة شبيهة بحبة الخضراء ولونها مائل إلى لون الفرفيرية مع سواد ، وشكلها شبيه بشكل العنقود كثير الماء يفوح منه رائحة الشراب والصنف الأحمر الآخر يسمى خاماأقطي ، وبعض الناس تسميه البوش اقطي ، وهو أصغر من الآخر وأشبه بالعشب وله ساق مربع كثير العقد وورق مشرف متفرق بعضه من بعض نابت عند كل عقدة شبيه بورق اللوز في أطرافه تحازيز ، وهو أطول من ورق اللوز ثقيل الرائحة ، وعلى الرأس إكليل شبيه بإكليل الصنف الآخر وزهره وثمره وله أصل مستطيل في غلظ أصبع . جالينوس في المقالة السادسة : قوتهما جميعا قوة تجفف وتدمل وتحلل تحليلا معتدلا . ديسقوريدوس : وقوة الخاماأقطي مبردة مسهلة لرطوبة مائه وهو رديء للمعدة ، وورقه إذا طبخ كما يطبخ البقل الدشتي أسهل بلغما ومرة ، وساقه إذا طبخ وهو طري فعل ذلك ، وأصله إذا طبخ بالشراب وأعطي منه مع الطعام نفع الذين بهم استسقاء ، وإذا شرب منه نفع أيضا من نهشة الأفعى ، وإذا طبخ بالماء وجلس النساء في طبيخه لين صلابة الرحم وفتح انضمامه وأصلح فساد حاله ، وإذا شربت الثمرة بالشراب فعلت ذلك ، وإذا لطخت على الشعر سودته ، والورق إذا كان طريا وخلط بسويق الشعير وتضمد به سكن الأورام الحارة ووافق حرق النار وعضة الكلب ، وقد يلزق النواصير ، وإذا تضمد به مع شحم التيس نفع من النقرس . الغافقي : إذا سقي من ماء البدقة نفع من الكسر والوثي والسقطة الشديدة ، وكان له في ذلك فعل قوي ويقال : إنه ينفع من نهشة الكلب الكلب . | خماهان : هو الصندل الحديدي . التميمي في المرشد : هو من قسم الحديد وهو حجر أسود حالك كثير الماء غير شفاف ثقيل بارد المزاج ، وهو صنفان ذكر وأنثى ، فالذكر منها شديد الصلابة قليل الماء كدر الجوهر إذا حك بالماء على المسن يخرج محكه أصفر كلون الزرنيخ ، وأما الأنثى فإنه أقل صلابة من الذكر وأنعم جوهرا وأهش ، وإذا حك الفص منه كان أكثر ماء وأحسن جوهرا من الذكر ، وإن حك بالماء على المسن خرج محكه أحمر . شديد الحمرة مثل حمرة الزنجفر المحكوك ، وخاصية محكه أنه إذا طلي ما يخرج منه على الورم والحمرة بريشة نفع من ذلك وفش الأورام وأطفأ الحرارة وسكن الضربان ، وكلاهما إذا حكا نفع ما يخرج محكهما لهذه العلل الحادثة الدموية والصفراوية غير أن ما يخرج من محك الأنثى أشد تبريدا وتسكينا من محك الذكر ، وقد يحك على المسن وتحجر به العينان عند الورم الكائن في الأرماد الحارة ، ومحكه يخرج أشد حمرة من محك الشادنج ، وقد يبرد مثل تبريدها وينفع مثل نفعها ويغشي مثل تغشيتها ، وفي مذاقته قبض قوي يدل على قوة تبريده وتقويته للعضو على دفع المادة المنصبة إليه . غيره : محكه ينفع من وجع البطن الهائج من قبل مغص أو من قبل شرب الدواء المسهل ، وإذا لعق محكه من أضربه شرب النبيذ الصرف نفعه وأذهب ذلك عنه . | خمخم : زعم الغافقي : أنه الدواء المسمى باليونانية أرعاموني ، وقد ذكرته في حرف الألف ، ولست أرى ذلك صحيحا لأن الخمخم عربي وليست ماهيته شبيهة بماهية أرعاموني . وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي : هو اسم عربي بالحجاز لنبات شكله شكل الأنجرة السوداء المسماة حشيشة الزجاج ويسمى عند آخرين أنجرة جرشا إلا أنه أشد خضرة منها ، وأغصانه حمر كأغصانها إلا أنها أصلب ومنابته الوديان والمسيل وعليه شوك دقيق لصاق بكل ما يتعلق به من ثوب أو غيره ، ولا يؤذي اللامس وزهره كزهره وثمر تلك الحشيشة وطعمه تفه فيه يسير قبوضة . لي : كثيرا ما تكون هذه النبتة بظاهر القاهرة تحت الجبل الأحمر في مسيل هناك وبقرب من قلعة الجبل وهي كثيرة جدا ، وقد زعم بعض الرواة أن الخمخم هو لسان الثور وليس كذلك ، وإنما هو الذي ذكره صاحب الرحلة ، وأما من قال إنه لسان الثور فوهم فيه من قبل اشتراكهما في صورة حروف الاسم ، إلا أن لسان الثور تسميه أهل الشرق وديار بكر حمحم بالحاءين المهملتين ، وهذه النبتة التي أتينا ههنا بصفتها يقال لها خمخم بالخاءين المعجمتين . | خندريلي : هو نوع من الهندبا البري المر ، وقيل هو اليعضيد . ديسقوريدوس في الثانية : وهذه شجرة يشبه ورقها ورق الهندبا البري وثمره وساقه وزهره ، ولذلك زعم بعض الناس أنه صنف من الهندبا البري وورقه وساقه ، وأصله أرق من الهندبا البري توجد على أغصانه صمغة مثل المصطكي في عظم الباقلا . جالينوس في الثامنة : هذا نبات قد يسميه بعض الناس هندبا لأن قوته شبيهة بقوة الهندبا خلا إن مرارته أكثر من مرارة الهندبا ، وكذا فيه من قوة التجفيف أكثر . ديسقوريدوس : صمغته إذا سحقت وخلطت في المر وصرت على خرقة ملفوفة وقدرها قدر زيتونة واحتملت أدرت البول ، وقد يدق هذا النبات بأصله وتخرج عصارته وتخلط بعسل ويعمل منه الأقراص إذا ديفت بالماء وخلط بها نطرون جلت البهق وصمغه يلزق الشعر النابت في العين ، وأصله أيضا إذا كان طريا وأدخلت فيه إبرة وألزق بالرطوبة التي تسيل على طرف الإبرة الشعر النابت في العين ألزقته ، وإذا شرب بالشراب وافق لسع العقارب والأفاعي وماؤه إذا طبخ وشرب عقل البطن . الفلاحة : صمغته تشفي ريح السبل العارضة في العين إذا ديفت بماء الهندبا واكتحل بها ، ويستأصل باقيه حتى ينتثر وقد يسقى منه درهمان بخمر لنهشة الأفعى ويطلى منه للدغة ، وفيه لصاق عجيب لما يلصق به وقد يطلى بعصير ورقه البواسير فيقلعها . ديسقوريدوس : وقد يكون صنف آخر من هذا النبات له ورق يكون فيه تأكل منبسط على الأرض طوال وله ساق ملآن من لبن وأصل دقيق الطرف خفيف البدن ، وفي رأسه وعاء مستدير إلى الحمرة ما هو ملآن لبنا ، وقوة الساق منه والورق منضجة ، ولبن هذا النبات يلزق الشعر النابت في العين وينبت هذا النبات في الأماكن الترابية والحروث . | خندروس : ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من را الذي له حبتان ، وهو أغذى من الأرز ، أشد عقلا للبطن وأجود للمعدة . جالينوس في الثامنة : هذا غذاء جيد مثل الحنطة ، وأما على طريق الدواء فهذا حب له تغرية وسحوج ، ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة إلا أنه أشد لزوجة منها ، ولذلك صار أكثر غذاء وصار يقوم مقام المادة الموافقة لقبول الأشياء التي تجفف تجفيفا شديدا بمنزلة الخل وماء البحر وماء الملح وجميع الأشياء التي يمكن فيها الإنضاج كما يمكن ذلك في الحنطة فإن الحنطة ليس من شأنها أن تجفف أصلا ، ولكن بسبب ما يخلط معه من الأدوية التي تجفف يصير ما تركب منه مع الأدوية مجففا . ديسقوريدوس : وإذا طبخ بخل وضمد به قلع الجرب المتقرح وأبرأ الأظفار إذا عرض لها تشقق أو تقشر ، وأبرأ النواصير العارضة في المآقي إذا استعمل في ابتدائها ، وقد يعمل من طبيخه حقنة نافعة من قرحة الأمعاء التي يعرض معها المرمود . | خنثى : هو البرواق وبعجمية الأندلس أنحه وبالبربرية بتعليلس . ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات معروف وله ورق شبيه بورق الكراث الشامي وساق أملس يسمى أنباريفن في رأسه زهر أبيض وله أصول طوال مستديرة شبيهة في شكلها بالبلوط حريفة مسخنة . جالينوس في السادسة : الذي ينتفع به من هذا الدواء إنما هو أصله كما ينتفع من اللوف بأصله وقوته تجلو وتحلل فإن أحرق صار رماده أشد إسخانا وتجفيفا وأكثر تلطيفا وتحليلا فهو بهذا السبب يشفي داء الثعلب . ديسقوريدوس : وإذا شربت أدرت البول والطمث ، وإذا شرب منها وزن درهمين بشراب نفعت من وجع الجنبين والسعال ووهن العضل ، وإذا أكل من أصل هذا النبات مقدار كف سهل القيء وقد يسقى منه ثلاث درخميات من نهشة الهوام وينتفع به ، وينبغي أن يضمد أيضا موضع النهشة بالورق والأصل والزهر مخلوطا بالشراب ، وإذا طبخ الأصل بدردي الشراب أو تضمد به نفع من القروح الوسخة والقروح الخبيثة والأورام العارضة للثدي والحصا والخراجات والدماميل ، وإذا خلط بالشراب نفع من الأورام الحارة في ابتدائها ، وإذا دق الأصل وأخرج ماؤه وخلط بشراب عتيق وحلو ومر وزعفران وطبخ كان منه دواء يكتحل به وينفع العين ، وماؤه إذا كان وحده أو خلط بكندر وعسل وشراب ومر وفتر وقطر في الأذن التي يسيل منها القيح وافقها وإذا قطر في الأذن المخالفة لناحية الضرس الوجع سكن وجعه ، وإذا أحرق الأصل وتضمد برماده أنبت الشعر في داء الثعلب بعد أن يدلك الموضع بخرقة صوف ، وإذا جوف وصب في تجويفه زيت ووضع على النار وأغلي ودهن به الشقاق العارض من البرد وحرق النار نفعها ، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وثقل السمع ، وإذا دلك به البهق الأبيض بخرقة في الشمس ثم لطخ عليه الأصل بعد ذلك نفعه ، وإذا شرب زهره وثمره بشراب نفع منفعة عجيبة من لسعة العقرب وسم الحيوان المسمى سقولوفيدريا وهو العقربان ويسهل البطن . إسحاق بن عمران : الدواء المتخذ من أصله للعين نافع من رطوبة العين ومن السلاق والإحتراق العارض للأجفان . الغافقي : وأصله يجلو القوابي وينفع من وجع الضرس إن سحق بالخل وطلي على إبهام اليد التي من ناحية الضرس الوجع أو طبخ في زيت وقطر في الأذن المخالفة ، وإن سحق بعسل وضمد به بطن المستسقى نفعه وساقه الغض إذا سلق وأكل بخل وزيت نفع من اليرقان نفعا بليغا وكان أقوى ما يعالج به وقد يطعم للمستسقى . التجربتين : إذا أحرق أصله وطلي به الكلف والبهق نفع منهما نفعا ، وإذا اكتحل بهذه الحراقة بعد المبالغة في سحقها أزالت بياض العين ، وماؤه إذا عجن به الأسفيذاج نفع من حرق النار في كل أوقاته منفعة بالغة ، وإذا خلط بالكبريت نفع من القوياء ، وإذا عجن بمائه دقيق الترمس وطلي به نفع من الحكة ويجب أن يتمادى عليه . | خنفساء : في الكتاب الحاوي قال جالينوس في الترياق إلى قيصر : إن الخنفساء إن أغليت في الزيت وقطر في الأذن سكن الوجع من ساعته . خواص ابن زهر : إن دفنت في الورد جمدت ، وإن دفنت في السرجين عاشت ، وإن أخذت رؤوس الخنافس وجعلت في برج حمام وبينهما اجتمعت إليه . الشريف وغيره : وإن قطع مؤخره وغمس فيه ميل واكتحل برطوبته قوى البصر ونفع من ضعفه ومن الغشاء ، وإذا طبخ في الزيت وقطر في الأذن الوجعة نفعها ، وإذا أديم ذلك نفع من الصمم الحادث ، وإذا فسخ ودلك به المالكونيا وهي قروح تكون في الساقين نفعها نفعا بينا وإذا طبخ في الزيت حتى تخرج قوته فيه ودهنت به البواسير النابتة في المقعدة نفعها نفعا عجيبا ، وإذا أدمن الدلك بها أذهبها نباتا وإن شدخت وربطت على لسعة العقرب أبرأتها . | خنزير : ديسقوريدوس : كبد الخنزير رطبا كان أو يابسا إذا سحق وشرب بشراب نفع من نهش الهوام ، وإذا أحرق كعبه حتى ينتقل لونه من سواد الاحتراق إلى البياض وسحق وشرب حلل النفخة العارضة في المعي الذي يقال له قولون والمغص المزمن وبول الخنزير البري له قوة بول الثور ، غير أن له خاصيه إذا شرب يفتت الحصاة المتولدة في المثانة ويبولها وزبله إذا كان جافا وشرب بماء أو شراب قطع نفث الدم الذي من الصدر ويسكن الوجع المزمن العارض للجنب ، وإذا استعمل بخل نفع من وهن العضل ، وإذا خلط بموم مداف بدهن نفع من التواء العصب ومرارته تستعمل للقروح العارضة في الآذان ولسائر أنواع القروح . غيره : ومرارة الخنزير إذا طليت بعسل وفلفل أنبتت الشعر في رأس الأقرع مجرب . ديسقوريدوس : وشحمه يوافق أوجاع الأرحام والمقعدة وحرق النار والعتيق منه الذي أتى عليه زمان طويل يسخن ويلين ، وإذا غسل بشراب وخلط برماد أو كلس وافق من به شوصة وكان صالحا للأورام الحارة . الشريف : وكعبه إذا سحق المحرق منه وطلي به مع عسل على البرص جلاه ونفع منه . غيره : وكعب البقر وكعب التيس كذا يفعل ما يفعله كعب الخنزير . | خولنجان : عروق متشعبة ذات عقد لونها بين السواد والحمرة شبيهة بأصول النوع الكبير من السعد المسمى بعجمية الأندلس بحة ، وهذه العروق حريفة الطعم تجلب إلينا من الهند وفيها عطرية . ابن ماسويه : حار يابس في الثالثة جيد للمعدة يطيب النكهة هاضم للطعام . الرازي في دفع مضار الأغذية : كاسر للرياح موافق لمن يكثر به القولنج الريحي والجشاء الحامض . وقال في كتاب الحاوي : إنه يزيد في الباه جدا وينفع الكلي والخاصرة الباردتين . ابن عمران : نافع لأصحاب البلغم والرطوبات المتولدة في المعدة ويحرك المني ويهيجه ، وإذا أخذ منه عود وأمسك في الفم فإنه ينعط إنعاطا شديدا . لي : من أحسن الطرق في استعماله في أمر الباه أن يؤخذ منه نصف مثقال أو درهم ويسحق وينخل ويذر على مقدار نصف رطل لبن حليب بقري ويشرب على الريق فإنه غاية في أمر الباه وهذا مجرب صحيح . التجربتين : هو من أنفع الأدوية لمبرودي المعدة والكبد ويحسن هضمه تحسينا بليغا . غيره : يقوي الأعضاء الباطنة ويحبس البول الكثير شربا . إسحاق بن عمران : وبدله وزنه من دارصيني الصين . وقال غيره : بدله وزنه من قرفة القرنفل ، وقيل وزنه قرنفل . | خوخ : جالينوس في الأنفس : شجرة الخوخ في قضبانها وفي ورقها مرارة ولذلك صار ورقه يقتل الديدان متى سحق ووضع على السرة وهو مع هذا دواء يحلل ، فأما ثمرتها التي تؤكل فمزاجها رطب يبرد . وقال في كتاب أغذيته : إن الرطوبة المستكنة في هذه الثمرة وجرمها نفسه سريعا الفساد رديئان في جميع الخصال ، ولذلك لا ينبغي أن يؤكل الخوخ في آخر الأمر بعد الطعام كما جرت عادة بعض الناس أن يفعل ذلك لأنه إذا طفا في المعدة فسد وهذا أمر عام ينبغي لك أن تعي ذكره وتحفظه في جميع الأطعمة المولدة للدم الرديء الرطبة اللزجة السريعة الإنحدار عن المعدة ، ولذلك قيل : ينبغي أن تؤكل هذه الأطعمة قبل الآخر فإنها إن قدمت انحدرت سريعا وطرقت لغيرها وسهلت انحداره ، وأما متى أكلت في آخر الطعام فإنها تفسد وتفسد الأطعمة الأخرى معها . ديسقوريدوس في 1 : التضمخ منه جيد للمعدة ملين للبطن ، وأما العفص منه فإنه يعقل البطن ، وإذا جفف كان أشد لعقله وطبيخ المجفف منه إذا شرب قطع عن المعدة سيلان الفضول . روفس : والمجفف منه أعسر هضما وأكثر غذاء . ابن ماسويه : بارد في آخر الدرجة الأولى رطب في آخرها أو في مبدأ الثانية يولد بلغما غليظا سريع الفساد والعفونة في المعدة ، وإن دق ورقه أو فقاحه وعصر وشرب أسهل حب القرع والحيات ، وإن دلك بورقه البدن بعد الطلاء بالنورة قطع رائحتها . الرازي في الحاوي : والخوخ يشهي الطعام جيد للمعدة الحارة والعطش واللهيب منها ويزيد في الباه ويطفىء الحرارة . ابن سينا : يشبه أن تكون زيادته في الباه في الأبدان اليابسة الحادة . وقال الرازي في دفع مضار الأغذية : الخوخ والعليق يبردان وينفعان المحموم وقت صعود الحمى الحادة إذا كانت غبا خالصة أو محرقة ويولد في الدم مائية يكمل استحالتها إلى الدم بعفن ويهيج الحميات بعد شهر أو شهرين كما يفعل المشمش ، إلا أن الحميات المتولدة منه أكثر نافضا وأقوى وأطول مدة . | خولان : هو الحضض وقد ذكرته في الحاء المهملة . | خونسياوشان : معناه بالفارسية دم الأخوين ، وسيأتي ذكره في حرف الدال . | خورزهرج : معناه بالفارسية سم الحمار وهو الدفلي وسنذكرها في الدال . | خوص : هو ورق النخل والدوم والنارجيل وما أشبه ذلك . | خيار : إسحاق بن سليمان : هو أبرد وأغلظ وأثقل من القثاء لأن برودته في آخر الدرجة الثانية وبرودة القثاء في وسطها ، ولذلك صار الخيار أشد تطفئة وتبريدا ومن قبل ذلك صار فعله في توليد البلغم الغليظ والإضرار بعصب المعدة ويفجج الغذاء أكثر من فعل القثاء لأنه أثقل وأبعد انهضاما وأكثر إتعابا للمعدة ، فإذا عسر انهضامه وبعدت استحالته تولد عنه الخلط البارد الغليظ المسمى الخام ، لأن سائر الفواكه إذا عسر انهضامها وبعدت استحالتها تعفنت وولدت خلطا رديئا مذموما شبيها بكيفية الأدوية المسمومة وأسبقها إلى ذلك وأخصها به الخيار لأنه أعسر انهضاما بالطبع ، والمختار منه ما كان جسمه صغيرا وحبه رقيقا غزيرا متكاثفا وأفضل ما يؤكل منه لبه فقط لأنه أسرع إنهضاما وأسهل انحدارا . الغافقي : يوافق الكبد والمعدة الملتهبتين ولبه ألطف من لب القثاء ، وإذا أكل اليسير منه طيب النفس . عيسى بن ماسه : وخاصته أنه إن شمه شام قد اختلف اختلافا كثيرا أو أصابه غشي من حرارة مفرطة وضعفت قوته سكن عنه ما يجده . حبيش بن الحسن : الخيار والقثاء إن جعل منهما سلائق وأطعم صاحب الحميات الحادة انتفع بها . أمين الدولة : وبزر الخيار بارد رطب في الثالثة نافع من احتراق الصفراء ومن الورم الحار في الكبد والطحال ومن أوجاع الرئة الحارة وقروحها . الرازي : في دفع مضار الأغذية : جرم الخيار بطيء الإنهضام يدر البول إدرادا كثيرا وهو قوي البرد جدا وربما هاج بها وجع الخاصرة ، ولذلك ينبغي أن يعطى المحرورون من الخيار لبه ، وإن اتفق له ذلك أخذ من بعده الكموني والجوارشن المركب من النانخواء والكندر والزبيب ، وليحذر من الإكثار من الخيار من يعتريه القولنج والرياح الغليظة ، أعني بوجع الخاصرة . وقال في موضع آخر منه : والخيار المخلل مبرد ملطف جدا بمقدار حموضته وعتقه ، وينبغي أن لا يؤكل مع الألوان الغليظة كالمضيرة والمصلية والحصرمية وشبهها لأنه طويل الوقوف في المعدة ، ويصلح أن يؤكل بعد الإسفيذباجات ، وحكى في الحاوي أنه إن سقيت امرأة بها عسر الولادة من قشر الخيار اليابس وزن أربعة دراهم نفعها وولدت . | خيار شنبر : أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة : هو شجر معروف وثمره مألوف بمصر وإسكندرية وما والاهما كثير ، ومنهما يحمل إلى الشام وهو أيضا بالبصرة كثير ، ومنها يحمل إلى المشرق والعراق ، شجره كقدر شجرة الجوز ، وورقه كورقه إلا أنه أصغر قليلا وأطرافه حادة وهو أصلب من ورق الجوز ، وفيه شبه من ورق الشاهبلوط ويزهر زهرا عجيبا لم تر عيني مثله جمالا وحسنا في خلقته ، وذلك أنه يخرج من بين تضاعيف الورق في شهر سبتمبر وهو في عرجون طوله نحو ذراع يخرج في جهاته الأربع عروق في طول الأصبع تنفتح أطرافها عن زهر ياسميني الشكل في قدره خمس ورقات في كل زهرة في نهاية الصفرة ، فيأتي شكل العرجون وهو متدل بين تضاعيف الأغصان كأنها ثريا مسروجة ، وهذا الزهر إذا آن أن يخرج الثمر يستحيل لونه إلى البياض ويذوي ويسقط وتبرز أنابيب القضيب الشنبرية على الشكل المعروف منها الطويل ، ومنها القصير عناقيد كعناقيد الخرنوب تتدلى كأنها العصي شديدة الخضرة ثم تسود إذا انتهت . إسحاق بن سليمان : في داخل أنابيبه طبقات لب سود حلوة معسلة وبين كل طبقتين نواة كنواة الخرنوب في القدر والشكل والمستعمل منه طبقاته دون نواه وقصبه . البصري : هو معتدل في الحرارة والبرودة وهو إلى الحر أميل كأنه يبلغ أول درجة . | ابن ماسويه : والمختار منه ما اسود جوفه وكان براقا رزينا ليس بمتحشف وكان في قصبه . | ابن سرانيون : يسهل المرة الصفراء المحترقة ويسكن حدة الدم ويحلل الأورام الحارة أيضا ويلين الصدر ، وهو ينقي العصب والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى عشرة تحل بالماء الحار وتشرب . ماسرحويه : يلين الأورام الصلبة طلاء وأورام الحلق والجوف إذا تغرغر به مع طبيخ الزبيب ومع عنب الثعلب ويسهل بلا نكاية ولا أذى . الفارسي : لا غائلة له يسقى الحبالى للمشي ويمشي المرة وينقي اليرقان وينفع من وجع الكبد . ابن سينا : يطلى به على الأورام الصلبة فينتفع به ويطلى به على النقرس والمفاصل الوجعة ، وإذا مرست فلوسه في ماء الكزبرة الرطبة بلعاب البزرقطونا ثم تغرغر بها نفع من الخوانيق وهو منق للكبد . التجربتين : إذا أكثر منه تمادى إسهاله زمانا ومقدار ذلك من أوقية ونصف فصاعدا ، وشرب الخيار شنبر ينفع من الحميات الحارة السبب في كل أوقاتها ويلين به الطبيعة برفق سقيا وحقنة مع طبيخ البنفسج ، وينفع لأورام الحلق الباطنة صحيحا بأن يمسك فلوسه في الفم ويبتلع ما يتحلل منها وبأن يتغرغر بممروسه فإنه في أولها يسكن أوجاعها ويحللها وفي آخرها يفجرها ، لا سيما إذا مرس في ماء قد طبخ فيه تين أبيض كثير العسلية . أبو الصلت : يسهل الطبيعة برفق وينقي المعدة والأمعاء من المرار والرطوبات ويسهل خروج البراز المنعقد المتحجر ، وإذا سقي مع التمرهندي أسهل المرة الصفراء وإذا سقي مع الثريد أسهل رطوبة وبلغما ، وإذا سقي بماء الهندبا أو بماء عنب الثعلب نفع من اليرقان ومن أورام الكبد الحارة ، وخصوصا إذا أضيف إلى ذلك ماء الكشوث إلا أنه يمغص بعض الناس وهم الضعيفو الأمعاء ، ولذلك يجب أن يختار منه أجوده ، وينقع قبل استعماله في دهن اللوز الحلو ثم يستعمل . | خيري : ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات معروف وله زهر مختلف بعضه أبيض وبعضه فرفيري وبعضه أصفر والأصفر نافع في أعمال الطب . جالينوس في 6 : جملة هذا النبات قوته قوة تجلو وهي لطيفة مائية وأكثر ما توجد هذه القوة في زهرته وفي اليابس من الزهرة أكثر منها في الرطب الطري ، فهو لذلك يلطف ويرقق الأثر الغليظ الكائن في العين ، وماؤه إذا طبخ يدر الطمث ويحدر المشيمة والأجنة الموتى إذا جلس فيه ، وإن شرب أيضا فهو دواء يفسد الأجنة لأنه شديد الحرارة وإن كسر الشارب له من شدة قوته بأن يخلط معه شيئا آخر مما أشبه ذلك صار دواء من الأدوية للأورام فائقا ، ولذلك صار الماء الذي يطبخ فيه الخيري إذا لم يكن شديد القوة يشفي الأورام الحادثة في الأرحام إذا نطل عليها وخاصة لما قد طال مكثه منها وصلب ، وعلى هذا النحو إذا خلط هذا الماء مع الشمع والدهن أدمل القروح العسرة الإندمال ، وقد يستعمل بعض الناس هذا الماء مع العسل في مداواة القلاع ، وأما بزر الخيري فقوته قوة الخيري بعينها إلا أنه من أنفع الأشياء كلها في إحدار الطمث إذا شرب منه مقدار مثقالين ، وإذا احتمل من أسفل مع العسل وهو يفسد الأجنة الأحياء ويخرج الموتى منها ، وأما أصول الخيري فقوتها هذه القوة إلا أنها أغلظ وأقرب من طبيعة الأرض ، وإذا خلط الأصل بالخل شفى الطحال الصلب وبعض الناس يداوي به الأورام الحادثة في المفاصل إذا صلبت وتحجرت . ديسقوريدوس : إذا جفف وطبخ وجلس النساء في طبيخه أصلح الأورام العارضة في الرحم وأدر الطمث ، وإذا خلط بقيروطي أبرأ الشقاق العارض في المقعدة والأصابع ، وإذا خلط بعسل أبرأ القلاع ، وإذا شرب من بزره مقدار درخميين واحتمل مع عسل أدر الطمث وأحدر الجنين عند الولاة ، وإذا تضمد بعروقه يابسة مع الخل حلل ورم الطحال وينفع من النقرس . الغافقي : ينفع من امتلاء الرأس من البلغم ، وطبيخ أصوله بالخل نافع من وجع الأسنان . | خيربوا : ابن سينا : هو حب صغار مثل القاقلة يجلب من السفالة حار يابس في الثالثة قوته مثل قوة القرنفل تجلو وتلطف وهو ألطف من القاقلة جيد للمعدة والكبد الباردتين ، وهو أجود للمعدة من القاقلة وهو حابس للقيء . | خشفوج : هو حب القطن ، وسيأتي ذكره مع القطن في حرف القاف . | خيزران بلدي : والأندلس يسمون بهذا الاسم الآس البري المذكور في الرابعة من ديسقوريدوس وقد ذكرته في الألف . |
صفحه ۳۵۸
1 ( حرف الدال ) 1
صفحه ۳۵۹
دار صيني : معناه بالفارسية شجر الصين . إسحاق بن سليمان : الدارصيني على ضروب : لأن منه الدارصيني على الحقيقة المعروف بدارصيني الصين ، ومنه الدارصيني الدون وهو الدارصوص المعروف منه ، ومنه المعروف بالقرفة على الحقيقة وهو المعروف بقرفة القرنفل ، فأما الدارصيني على الحقيقة فجسمه أضخم وأثخن وأكثر تخلخلا من جسم القرفة على الحقيقة وسواء قرفة القرنفل ، إلا أنه إلى القرفة أميل وبها أشبه لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر ، وأما لون سطحه فيقرب من لون سطح السليخة الحمراء ، وأما طعمه فأول ما يبدو للحاسة منه الحرافة مع يسير من قبض ثم يتبع ذلك حلاوة ثم مرارة زعفرانية مع دهنية خفية ، فأما رائحته فمشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة ، وإذا مضغته ظهر لك فيه شيء من رائحة الزعفران مع يسير من رائحة اللينوفر ، وأما الدارصيني الدون فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في خفته وتلحمه وحمرة لونه إلا أن حمرته أقوى ولونه أشرق وجسمه أرق وأصلب ، وأعواده ملتفة دقاق مقصبة شبيهة بأنابيب قصب السباخ إلا أنها مشقوقة طولا غير ملتحمة ولا متصلة ، ورائحته وطعمه مشاكل لرائحة القرفة على الحقيقة وطعمها في ذكائها وعطريتها وحرافتها إلا أن الدارصيني أقوى حرارة وأقل حلاوة وعفوصة ، وأما القرفة على الحقيقة فمنها غليظ ، ومنها رقيق وكلاهما أحمر وأملس مائل إلى الحلو فيه قليلا وظاهره خشن أحمر اللون إلى البياض قليلا على لون قشر السليخة ورائحتها ذكية عطرة وفي طعمها حدة وحرافة مع حلاوة يسيرة ، وأما المعروفة بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة إلى السواد ما هي ليس فيها شيء من التخلخل أصلا ورائحتها وطعمها كالقرنفل وقوتها كقوته إلا أن القرنفل أقوى قليلا . ديسقوريدوس في الأولى : الدارصيني أصناف كثيرة ولها أسماء عند أهل الأماكن التي يكون فيها ، وأجوده الصنف الذي يقال له مولوسون لأن فيما بينه وبين السليخة التي يقال لها موسوليطس ، مشاكلة يسيرة ، وأجود هذا الصنف ما كان حديثا أسود إلى لون الرماد ما هو مع لون الخمر عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبة بعضها من بعض طيب الرائحة جدا ، وأبلغ ما يمتحن به الجيد منه هو الذي يكون طيب الرائحة منه خالصا فقد يوجد في بعضه مع طيب رائحته شيء من رائحة السذاب أو رائحة القردمانا فيه حراقة ولذع للسان وشيء من ملوحة مع حرارة ، وإذا حك باليد لا يتفتت سريعا فإذا كسر كان الذي فيما بين أغصانه شبيها بالتراب دقيقا ، وإذا أردت أن تمتحنه فخذ الفص من أصل واحد فإن امتحانه هكذا هين ، وذلك بأن الفتات إنما هو خلط فيه وأجوده يملأ الخياشيم من رائحته فمتى ابتدأ الامتحان فيمنع عن معرفته ما كان دونه ، ومنه جبلي غليظ قصير جدا ياقوتي ، ومنه صنف ثالث قريب من الصنف الذي يقال له موسولوطس أسود أملس منشط وليس بكثير العقد ، ومنه صنف أبيض رابع رخو منتفخ خشن النبات له أصل دقيق هين الانفراك كثيرا ، ومنه صنف خامس رائحته شبيهة برائحة السليخة ساطع الرائحة ياقوتي اللون قشره شبيه بقشر السليخة الحمراء صلب تحت المجسة ليس بمنشط ، وفي نسخة أخرى ليس بطيب الرائحة جدا غليظ الأصل ، وما كان من هذه الأصناف رائحته شبيهة برائحة الكندر ورائحة الآس أو رائحة السليخة أو عطر الرائحة مع زهومة فهو دون الجيد ، وأنف ما كان منه أبيض ، وما كان منه أجوف ، وما كان منكمش العيدان ، وما كان أملس خشبيا وألق الأصل منه فإنه لا ينتفع به ، وقد يوجد شيء آخر شبيه بالدارصيني يقال له فسودوقيامومن بمعنى دارصيني حسن النبات ليس بطيب الرائحة ضعيف القوة ، ومن قرفة الدارصيني ما يسمى زنجيا وفيه شبه من الدارصيني في المنظر إلا أنه يفرق بينهما بزهومة الرائحة ، وأما المعروف بالقرفة فإنه يشبه الدارصيني في أصله وكثرة منافعه وهو دارصيني خشبي له عيدان طوال شديدة وطيب رائحته أقل بكثير من طيب رائحة الدارصيني ، ومن الناس من يزعم أن القرفة هي جنس آخر غير الدارصيني ، وأنها من طبيعة أخرى غير طبيعة الدارصيني . جالينوس في السابعة : هذا الدواء في الغاية من اللطافة ولكنه ليس بحار غاية الحرارة بل هو من الحرارة في أول الثالثة وليس في الأدوية المسخنة شيء آخر يجفف مثل تجفيفه بسبب لطافة جوهره ، فأما قرفة الدارصيني فكأنها دارصيني ضعيف وبعض الناس يسميه دارصيني دون . ديسقوريدوس : وقوة كل دارصيني مسخنة مدرة للبول ملينة منضجة ويدر الطمث ويسقط الجنين إذا شرب ، وإذا احتمل مع مر ويوافق السموم ، ومن نهشه شيء من ذوات السموم والأدوية القتالة ، ويجلو ظلمة البصر ، ويقلع البثور اللبنية والكلف إذا لطخ به بعسل وينفع من السعال المزمن والنزلات والجنب ووجع الكلى وعسر البول ، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة . وبالجملة ، هو كثير المنفعة وقد يسحق ويعجن بشراب يسقى زمانا طويلا ويجفف في الظل ويخزن ، وقد يوجد شيء آخر يقال له قياموميس ويسميه بعض الناس أيضا فسودوقيامومن خشن الشعب جدا ، وأغلظ عيدانا من الدارصيني ، وهو دون الدارصيني بكثير في الرائحة والطعم . ابن ماسويه : الدارصيني مطيب للمعدة مذهب لبردها مسخن للكيد مدر للبول ولدم الحيض مفتح للسدد محد للبصر مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة ، وخاصته أن يحد البصر الضعيف من الرطوبة إذا اكتحل به وإذا أكل . سفيان الأندلسي : يصفي الصوت الذي تخشن عن رطوبات منصبة ويحلل البلغم المنصب إلى الحلق والنغانغ وقصبة الرئة ويجفف الرطوبات المنصبة إليها ، ومن التخشن المتولد في الحلق عن بلغم منصب ، وهو بالجملة أبلغ الأفاويه في تجفيف الرطوبات الفضلية في أي عضو كانت ، وينفع من الاستسقاء اللحمي والزقي بتسخينه الكبد وتجفيفه الرطوبات الفضلية ويحسن الذهن تحسينا جيدا ولا سيما إذا خلط مع الكابلي . مسيح بن الحكم : طارد للرياح نافع من أوجاع الأرحام يخلط في الأدوية النافعة من العفونة والقيلة وينفع من النافض والارتعاش . الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الدارصيني يسخن ويلطف الأغذية الغليظة ويعدها للهضم ، وينفع لكثرة أوجاع المعدة الباردة ، ولذلك ينبغي أن يكثر منه في طعام الممعودين وفي طعام من به ربو وأخلاط غليظة في صدره وليس يبلغ من كسره للرياح ما يبلغ الفلفل والخولنجان ونحوه ، بل ينفخ قليلا ، وبذلك يعين على الإنعاظ . ابن سينا : في طبعه القبض اليسير وله خاصية في التفريح يعينها عطريته ، ويقاربان حدته وحرارته ويصيرانه في المنفعة والترياقية ، ويصلح كل عفونة وكل قوة فاسدة وكل صديدة من الأخلاط الفاسدة . أحمد بن أبي خالد : إن طبخ مع المصطكي وشرب ماؤه أزال الفواق وأذهبه . الإسرائيلي : ينفع من النوازل المتحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة . جالينوس : ومن الناس قوم يلقون مكان الدارصيني ضعف وزنه من الأيهل إلا أنه إذا شرب كانت قوته قوة تلطف وتحلل . الرازي في كتاب الأبدال : وينبغي أن لا يستعمل هذا البدل للحبالى . وقال جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء : إني أنا أستعمل بدل الدارصيني في أيازج الفيقرا السليخة الفائقة ووزنها بدلها من الدارصيني ، فأما الدارصيني الفائق فإنه أقوى من السليخة الفائقة ولكن استعمالها بدله ضرورة إذا لم أجده . وقال في المعامر : ينبغي متى لم يقدر على الدارصيني أن يلقي مكانه سليخة جيدة إما أكبر من مقدار ضعف الدارصيني ، وإما على كل حال مقدار وزنه لا أقل . وأما إفراطيس فإنه كان يستعمل بدل الدارصيني ضعفه من الكبابة والكبابة أقل منه لطافة . نبادوق : بدله إذا عدم وزنه من الخولنجان . | دار شيشغان : هو القندول بالبربرية أزوري . ديسقوريدوس في الأولى : هي شجرة ذات غلظ تدخل بغلظها فيما يسمى خشبيا فيها شوك كثير في البلاد التي يقال لها أنصوون وفي البلاد التي يقال لها دوربا ، وتستعمله العطارون في تعفيص الأدهان ، والجيد منه ما كان رزينا وإذا قشر ريء لونه إلى لون الدم ما هو وإلى لون الفرفير كثيفا طيب الرائحة في طعمه شيء من المرارة ، ومنه صنف آخر أبيض ذو غلظ خشبي ليست له رائحة وهو دون الصنف الأول . | الشريف : هو عود البرق وهو نوع من أنواع الخوانق وفي نباته شبه من نبات الرثم إلا أنه يدوخ ولا يقوم على الأرض أكثر من ذراع ونصف وهي قضبان دقاق صلبة أطرافها حادة كالشرك ، وله على القضبان أوراق خفية متباعدة ولا تكاد تتبين للناظر ، وله زهر أصفر فاقع عطر الرائحة وله أصل خشبي أسود هو المستعمل وزهره أيضا يطيب به الدهن وقوس اليد إذا ضرب طرفه على هذا النبات أفاده عطرية ما ساطعة الرائحة ، ويسمى ببلاد أفريقية عود البرق ، وإذا بخر عوده بلبان ولف في حريرة وجعله إنسان ليلة أربعة عشر من الشهر القمري تحت وسادته وهو يريد السؤال عن أمر ، فإنه إذا نام رأى في نومه ما أراد ، ذكر ذلك ابن وحشية . جالينوس في الثانية : طعم هذا المواء حريف قابض وقوته أيضا بحسب ما يعلم من طعمه وقوته مركبة من أجزاء غير متشابهة ، وذلك أنه بأجزائه الحارة الحريفة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد وبكلتيهما يجفف ، ولذلك صار ينفع من القروح المتعفنة عن المواد المتحلبة . ديسقوريدوس : وقوته مسخنة مع قبض ، ولذلك يوافق القلاع إذا طبخ بشراب وتمضمض به والقروح الوسخة التي في الفم والقروح الخبيثة التي تسري في البدن إذا احتقن به ، ولنتن الأنف ويخرج الجنين إذا وقع في أخلاط الفرزجات ، وطبيخه إذا شرب عقل البطن وقطع نفث الدم ونفع من عسر البول والنفخ . غيره : الدارشيشغان حار في الأولى يابس في الثانية . ماسرحويه : ينفع من استرخاء العصب . مسيح : ميبس في جميع أحواله منشف للرطوبات الغليظة . إسحاق بن عمران : مقو للمثانة . ابن سينا : يتمضمض بطبيخه فيحفظ الأسنان وينفعها جدا ، ويسحق ويذر على قروح العجان ما بين الخصية والفقحة والمذاكير فينفع من ساعتها للعصب وصلابتها . بديغورس : وبدلها في النفع من استرخاء العصب وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الدرونج . | دادي : ابن سينا : هو حب مثل الشعير أطول وأدق أدكن اللون مر الطعم . وقال ماسرحويه : أنه بارد ، والصحيح أنه إلى الحرارة يابس في الثانية قابض يعقل وبما فيه من القبض يجفف ويخفض نبيذ التمر من الحموضة ، وفيه تليين جيد للصلابات وهو نافع جدا لأوجاع المقعدة ولاسترخائها جلوسا في طبيخه ، فإذا لت منه وزن درهمين بزيت واستف نفع من البواسير وهو نافع من السموم . المجوسي : أجود ما كان أحمر حديثا طيب الرائحة ، ومزاجه بارد يابس إلا أن فيه مرارة توجب بعض الحرارة وفيه قبض ، وإذا شرب منه وزن درهمين مع السكر نفع من البواسير ، وكذا إذا طبخ وجلس في مائه جففها ، وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها ، وإذا عجن بالعسل ولعق قتل الدود والحيات التي في الجوف . غيره : ويقطع البزاق ويحس من شربه بحرارة واحمرار في الوجنتين وسدر من غد يوم شربه . الكندي في كتاب السمائم : يعرض لشاربه الدوار والهذيان وتقطيع الأمعاء وبدله في تحليل الصلابات ثلثا وزنه لوز ونصف وزنه أبهل إلا في الحبالى لا يستعمل الأبهل . | دادي رومي : هو الهيوفاريقون عن حنين . | دار فلفل : يذكر مع الفلفل في حرف الفاء . | داركيسه : قيل أنها الطياليسفر ، وقيل أنها البسباسة ، وقد ذكرت في الباء والطاليسفر في حرف الطاء . | دالج أبروج : هو الحب الذي يعرفه الصيادلة بالعراق بالفلفل الأبيض وبعضهم يعرفه بالقرطم الهندي . المجوسي : هو حب يؤتى به من جبال فارس مثلث الشكل حار في الأولى معتدل في الرطوبة واليبس يزيد في المني ويحرك شهوة الجماع . | دبق : ديسقوريدوس في الثالثة : أجوده ما كان حديثا ولون باطنه بلون الكراث ولون ظاهره إلى الحمرة ليس فيه خشونة ولا نخالة ، وإنما يعمل من ثمرة مستديرة تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشجرة التي يقال لها بوقيس ، وهو الشمشار بأن يدق ثم يغسل ثم يطبخ بماء ، ومن الناس من يعمله بأن يمضغ الثمرة وقد يكون أيضا من شجر التفاح وشجر الكمثري وشجر آخر ، وقد يوجد عند أصول بعض الشجر الصغار . جالينوس في السادسة : جوهر هذا جوهر مركب من جوهر هوائي وجوهر مائي وكلاهما كثيران فيه جدا ، ومن جوهر أرضي هو فيه قليل جدا ، ولذلك صارت الحدة فيه أكثر من المرارة وأفعاله أيضا تشهد لجوهره ، وذلك أنه ليس يجتذب الرطوبة اللطيفة من عمق البدن اجتذابا قويا فقط ، ولكن يجتذب الرطوبة الغليظة ويلطفها ويذيبها ويحللها وهو من الأشياء التي لا تسخن ساعة توضع بل تحتاج أن تمكث من بعد ما توضع مدة طويلة ثم تسخن كمثل ما عليه النافسنا وهو البنيوت ، وهذه خصلة موجودة في الأدوية التي قسوتها تسخن متى كانت مع إسخانها فيها رطوبة فضل غير نضيجة . | ديسقوريدوس : له قوة محللة ملينة جاذبة ، وإذا خلط براتينج وموم من كل واحدة منهما جزء مساو له أنضج الخراجات والأورام الظاهرة في أصول الآذان وسائر الأورام ، وإذا تضمد به أبرأ الشرا ، وإذا خلط بالكندز أبرأ القروح المزمنة ، وإذا خلط بالنورة أو بالحجر المسمى عاعاطيس أو الحجر الذي يقال له أسبوس وطبخها معها ووضع على الأورام الخبيثة أو على الطحال الجاسي حلل الأورام والجسا ونفعه ، وإذا خلط بالزرنيخ الأصفر أو الأحمر ووضع على آثار الأظفار قلعها ، وإذا خلط بالنورة وعصير العنب قواها ، وإذا وضع على الطحال الجاسي حلل أورامه والجسا . غيره : حرارة الدبق في الدرجة الثالثة ويبوسته في آخر الدرجة الأولى . الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل الدبق في تحليل الأورام الصلبة ثلثا وزنه من الكور ونصف وزنه من الأبهل . | دبيداريا : الفلاحة : هي بقلة حريفة هندية تقوم على ساق خشبي غير غض ويطلع على الساق شبيه بالأغصان رطبة تعلو ذراعا تشبه ورق البهار ، شديدة الخضرة وتخرج في الربيع جوزا كجوز القطن من غير ورد يتقدمه فيها بزر مدور أغبر يستعمل في الطبيخ ، وأسافل أغصانها مشوكة ، ويؤكل الغض من ورقها وما رطب من أغصانها فيكون طيبا ، وفي طعمه حرافة مع مرارة يسيرة ، ويستاك بخشبها فينفع اللثة ويحلل الرطوبة من اللهاة ، ورائحتها كرائحة الأبهل إلا أنها أضعف وهي تحرق العين وتوافق أصحاب الفالج واللقوة والنقرس ، وربما أكلت مطبوخة ، وإذا أكلت بالخل كانت نافعة للمعدة وربما أكلت باللبن . | دبس : المنهاج : أجوده البصري الذي من سيلان الرطب الفارسي وهو حار رطب يجلو ويزيل الكلف لطوخا مع القسط والملح ، ويلين الطبع ويغذي ، ولكنه يولد خلطا غليظا ودما عكرا ويصلحه اللوز والخشخاش وبعده السكنجبين الساذج أو لب الخس . ابن الحسن : وصنعة الدبس غير السيلان أن يؤخذ التمر الجيد الحديث الفارسي فيجعل على كل عشرة أرطال منه من الماء الصافي العذب عشرة أرطال ويجعل في قدر ويغلي الماء من قبل طرحه غليانا جيدا ، وإذا طرح عليه بعد فته ضرب فيه حمى ينماع وينضج ، وإن كان كثيرا ضرب فإذا نضج يجعل بين الجسات ويعصر تحت السهم ثم يجعل في أجاجين في الشمس إن كان صيفا حتى يثخن ويعاد إلى القدر حتى يغلي ويصير إلى الحد الذي ينبغي إن كان شتاء . | دبا : هو القرع وسيأتي ذكره في القاف . | دباب : هو النمام وسنذكره في النون . | دب : الشريف : هو حيوان معروف يشبه الخنزير في فرطسته وخلقته ، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه وهو من أفهم الحيوان ويحاكي الإنسان في مشه على القدمين ورميه بالحجارة ، وله فضل قوة ونجدة وقليلا ما يظهر في مدة الشتاء إذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك ، وإذا ديفت مرارته بعسل وفلفل وطليت بها الفرطسة . أعني القرع في الرأس أذهبها وأنبت فيها شعرا خشنا ، لا سيما إذا أدمن عليه ذلك مرات ثلاثة أو خمسة ، وإن شربت مرارته مع سكنجبين نفعت من وجع الكبد وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها وخلط بمثله زيتا ثم طلي به الحاجبان كثر شعرهما ، وإذا حشي به الناصور أبرأه ، ودمه إذا سقي منه المجنون نفعه وإن سحق شحمه وطلي به على المفاصل المعقدة يعني المزمنة نفعها ، وإن طلي به البرص متواليا أبرأه وعيناه إذا علقتا في خرقة على عين صاحب حمى الربع أذهبها عنه بخاصية فيه . وذكر عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان : أن الأنثى من هذا الحيوان تلد ابنها قردا لا صورة له ثم لا تزال تلحسه بلسانها حتى تستبين أعضاؤه . ديسقوريدوس : وشحمه ينبت الشعر في داء الثعلب ويوافق الشقاق العارض من البرد . أطهورسقس : شحمه نافع جدا من الخلع والوثي والتعقد المزمن والرض ويلطف غلظ العصب جدا ، وإذا دلك به في الشمس دلكا رفيعا حتى تتشربه الأعضاء كانت في غاية التليين . جالينوس : ودم الدب إذا وضع حارا على الأورام أنضجها سريعا . ديسقوريدوس : ومرارته تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلا إلا أن مرارة الدب إذا لعق منها نفع من به صرع . خواص ابن زهر : وشرب أنفحتها يسمن وشحمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت فيه الشعر ، وإذا اكتحل بمرارة الدب مع عسل وماء الرازيانج الرطب أحد البصر ، ودمه إذا اكتحل به نفع من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعدما يقلع ، وإن دلك المولود بشحمه مذابا كان له حرزا من كل سوء . | غيره : لحمه لزج مخاطي عسر الإنهضام مذموم الغذاء جدا ، وفرو جلده وجلد الذئب شديدا اليبس والاكتنان به نافع من الأمطار ، ولذلك يختارها الصقالبة والأتراك على غيرها من الفراء وفرو الدب الشعراني شديد السخونة واليبس لخشونته ، ويصلح أن يتخذ منه مقاعد لأصحاب النقرس والمرطوبين ، ولا سيما أصحاب النقرس البارد . | دجاج : جالينوس في الحادية عشرة : مرق الدجاج المطبوخ أسفيذباجا قوته قوة مصلحة للمزاج ، وأما مرق الديوك العتيقة فإنها تطلق البطن ، وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبخا كثيرا وهذه أشياء قد جربتها وصحت معي . ديسقوريدوس في الثانية : أدمغة الدجاج إذا شربت بشراب نفعت من نهش الهواتم الخبيثة وتقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ ، والدجاج إذا شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوام نفعت منه ، وينبغي أن يبدل في كل وقت ، . والديك إذا أخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وقد جف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة ، ومرق الفراريج إذا كان ساذجا واستعمل نفع خاصة لتعديل المزاج والأبدان السقيمة ، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة . | ومرق الديوك العتيقة يستعمل لإسهال البطن ، وينبغي أن يخرج أجوافها ويصير مكانها ملح وتخاط بطونها وتطبخ بعشر قوطوليات من الماء حتى يبقى ثلاث قوطوليات ويتخمر ويشرب ، ومن الناس من يطبخ معها كرنبا بحريا أو من النبات الذي يقال له لسورسطس أو قرطما أو بسبايجا فيسهل كيموسا لزجا غليظا نيئا أسود ، ويوافق الحميات المزمنة التي يقال لها ذات الأدوار والارتعاش والربو ووجع المفاصل ونفخ المعدة والترهل الفاسد . غيره : وهذا المرق المذكور ينفع من القولنج جدا ، ولحم الدجاج الفتي يزيد في المني والعقل ويصفي الصوت . | الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما لحوم الدجاج الأهلية فإنها جيدة الغذاء أيضا ويتلوها البذج في جودة الغذاء إلا أنها أكبر غذاء منه ومن سائر ما وصفنا ، فإن كان مع ذلك سمينا كان أكثر غذاء ، وربما بلغ أن يكون كثير الفضول على حسب تسمينه وعلفه وموضعه وهو مرطب للجسد ومخصب له على مقدار تسمينه أيضا ، والغير المسمن من الدجاج الأهلي أشد ترطيبا للمعدة والبدن من سائر الطيور الوحشية وهو لحم ملائم للبدن المعتمل الذي لا يكد كدا شديدا ويحسن اللون ويزيد في المني وفي الدماغ ، وخاصة أدمغة الدجاج الأهلية فإنها تغذو الدماغ غذاء كثيرا وتصلح حال من خف عقله وليس يحتاج إلى كثير غذاء وإصلاح إلا إذا أدمن لأصحاب الأمزاج الباردة فإنه كثيرا ما يعتريهم منه القولنج ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم ، وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماست فإنه يخشى منه كون القولنج الصعب الشديد وأكله أيضا مع الجبن يعسر خروجه فضل عسر . الشريف : إذا طبخ الدجاج الفتي المسمن بالزبد حتى ينضج ويأكلها العليل إن قدر بأسرها فإنها تنفع السعال اليابس الذي لا نفث معه وهو برؤه ، فإن سمنت دجاجة بلحم القرطم إثنا عشر يوما واستخرج شحمها وفتر ودهنت به أطراف من ظهر به مرض الجذام نفعه نفعا بليغا ، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به الماليخوليا السوداوية نفعه نفعا عجيبا ، ولا سيما إذا توالى عليه بذلك ثلاث مرات ، وإذا شرب أمراق الدجاج الشحمة ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون التي لا يعرف سببها سبعة أيام في كل يوم دجاجة بخبز حواري نفعه ذلك نفعا عجيبا . ديسقوريدوس : وأما زبل الدجاج فيفعل ما يفعله زبل الحمام إلا أن الدجاج زبله أضعف فعلا ، ويوافق خاصة من كل فطرا قاتلا والأدوية القتالة ، ومن كان به قولنج إذا شرب بخل أو شراب . جالينوس : وأما زبول الدجاج فقد استعملتها في الخناق العارض من أكل الفطر فسقيتها بعد أن سحقتها وعجنتها بخل وماء فنفع منه منفعة عجيبة بأن قيأ بلغما وأخلاطا بلغمية كثيرة وأفلت ، وقد كان بعض الأطباء يسقي زبول الدجاج لأصحاب وجع القولنج الذي قد طال بهم الوجع وكان سقيه لهم ذلك بالشراب فإن عز به الشراب سقاهم إياه بخل ممزوج ، وقد ينبغي أن يفهم عني أن هذه الأجزاء الرطبة الحيوانية واليابسة بينها اختلاف كثير كاختلاف الحيوان إذ كان منها الجبلي والبري والنهري والبحري والوحشي والأهلي والمروض والمودع والسمين والمضمر ، فإن الحيوان إذا ضمر بالرياضة صار أيبس من الحيوان الذي يغتذي بالأغذية الباردة الرطبة ، وكذلك زبل الحمام الراعية في البيوت أضعف من زبول الراعية منها في البراري ، ووجدنا أيضا زبول الدجاج الذي يعتلف في البيوت وهي محبوسة بنخالة أضعف من زبول الدجاج المسمنة التي تلقط لنفسها وزبول هذه قوية جدا . مجهول : زبل الديوك إذا سحق بخل ووضع على عضة الكلب الكلب انتفع به . | دج : المنهاج قال روفس : إنه أفضل الطير البري وبعده الشحرور والسماني ، ثم الحجل والدراج والطيهوج والشفنين وفرخ الحمام والورشان والفواخت وهو حار يابس . | دخر : هو اللوبيا وسنذكره في اللام . | دخ الأمير : اسم للنبات المسمى بالفارسية بستان أروز بديار بكر وما والاها وقد ذكرته في الباء . | دخن : أبو حنيفة : هو جنسان أحدهما أحرش من الآخر وهو الذي يمكن أن يستحيل فينسحل عنه قشره كما ينسحل الأرز والأخر زلال وبارد لا ينسحل بل يرقب . جالينوس في السادسة : هذا جنس من الحبوب منظره شبيه بالجاورس وقوته شبيهة بقوته وغذاؤه يسير يجفف فهو لذلك يحبس البطن كما يفعل الجاورس ، فأما من خارج فإنه إن وضع برد وجفف كثيرا . | ديسقوريدوس في الثانية : هو أيضا من الحبوب التي يعمل منها الخبز كما يعمل من الجاورس ويوافق ما يوافقه الجاورس غير أن الدخن أقل غذاء من الجاورس وأقل قبضا . الدمشقي : وقوة الدخن في البرودة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية . إسحاق بن عمران : يدر البول ويبطىء الإنهضام في المعدة ، وإذا استعمل . باللبن الحليب أو بالدسوم أو الربوب قل ضرره ويبسه وغذى غذاء صالحا وسويقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء . | دخان : جالينوس في السابعة : كل دخان فإنه يجفف لأن جوهره جوهر أرضي وفيه بعد بقية من النار التي أحرقت تلك المادة إلا أن هذه البقية يسيرة ، وأما جوهر الدخان فجوهر أرضي لطيف ، وقد تختلف أصناف المواد التي عن احتراقها يتولد ، والمادة التي هي أحر وأحد يتولد عنها دخان على حسب ذلك ، والمادة التي تميل إلى الحلاوة ولذعها يسير بتولد منها دخان شبيه بها من ذلك إن كان دخان الكندر تستعمله الأطباء في أخلاط الأدوية التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلىء لحما ، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار ، ودخان البطن ودخان المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر ، وأما دخان الميعة فهو أقوى من هذه ودخان الزفت الرطب أيضا أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت ، والأطباء يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة المعروفة بالسلاق ، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان ، وفي مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا ورم معها ، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضا ، وفي مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر . | دخسيسا : اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان أيضا من جداول الحاوي . | دردار : هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف بالأندلس بشجر البقم الأسود ، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل مملوءة رطوبة ، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه . جالينوس في الثامنة : قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما نجده في هذا الورق عيانا من قوة القبض والجلاء معا ، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة وقبضا من ورقها ، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت بالخل ، فأما ما دام هذا اللحاء طريا قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما يلف الرباط أمكن أن يدمله ، وأصل هذه الشجرة أيضا قوته هذه القوة بعينها ، ولذلك قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر أصابها . ديسقوريدوس في الأولى : ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة ، وإذا تضمد بالورق مسحوقا مخلوطا بخل كان نافعا للجرب المتقرح وألزق الجراحات ، وقشر الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر هذه الشجرة غليظا وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغما ، وإذا صب على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعا ، والرطوبة الموجودة في غلف الثمرة عند أول ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته ، وإذا جفت هذه الرطوبة تولد منها حيوان شبيه بالبق ، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصا إذا ما هو طبخ . مسيح بن الحكم : وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر شجرته فمر جدا ، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه . الغافقي : إذا أخذ عرق من عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة نفعت من ورمها ، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر . | درونج : كثير بجبل بيروت من أعمال الشام ، ومنه شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على الأرض وعلى طرف القضيب زهرة صفرا جوفاء كمنفخة الصاغة ، ولهذا النبات أصل شكله شكل العقرب يضمحل كل سنة منه البعض ويخلف من البعض الباقي ، وربما كثرت حتى تكون كعقدتين أو ثلاثة في أصل واحد ، والمستعمل من هذه الدواء أصله وفي طعمه يسير مرارة وقليل عطرية وهي كثيرة الوجود بجبال الأندلس والشام أيضا وخاصة بجبل بيروت جميعه فإنه موجود كثيرا . مسيح : وقوته الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة ينفع من الرياح النافخة ومن لسع الهوام المسمومة . الرازي : ينفع من أوجاع الأرحام الباردة والخفقان مع برد ، وقال في الجامع : إنه ينفع من الرياح الغليظة في المعدة والأمعاء والأرحام ويلطفها ويحللها وينفع من لسع العقارب والرتيلا ، شربا وضمادا بالتين . | ماسرحويه : ينفع من الرياح النافخة وخاصة الريح العارض في الأرحام . ابن سينا : خاصيته في تقوية القلب وتقريحه شديدة جدا لا يقاومها إفراط حره وتعينها ترياقيته وما فيه من القبض اللطيف ، فهو لذلك ترياق للسموم كلها قوي ومفرح وهو يكسر شدة تسخينه بماء مزج به من شراب التفاح فإن أريد لخفقان حار جدا خلط به قليل كافور فتبقى خاصيته وتنكسر كيفيته . | سفيان الأندلسي : يسخن القلب والمعدة والكبد ويهضم الطعام وينفع من الماليخوليا المعوية بتحليله النفخ وتلطيفه غلظ الأخلاط . خواص بن زهر : إذا علق منه قطعة داخل البيت لم يصب من فيه طاعون وإن علق منه عود على امرأة حامل في حقويها ويكون العود مثقوبا تشده بخيط من غزلها حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحبالى ، وإن كانت تعسر ولادتها عليها أسرعت الولادة ، ومن علقه بخيط على رأسه ويكون الأصل مثقوبا في الطول أمن من الأحلام الرديئة ومن الفزع في النوم . الرازي في كتاب الأبدال للأدوية : إن بدله في دفع الرياح عن الأرحام وزنه رزنباد وثلثا وزنه قرنفل . | دردي : ديسقوريدوس في الخامسة : ينبغي أن يستعمل ما كان منه من عتيق خمر البلاد التي يقال لها إيطاليا أو ما كان من خمر أخرى تشاكل خمر إيطاليا ودردي الخل شديد القوة جدا ، وينبغي أن يحرق كما يحرق زبد البحر بعد أن يجفف تجفيفا بالغا ، ومن الناس من يأخذه فيصيره في إناء فخار جليد ويلهب تحته نارا قوية ويدعه عليها إلى أن يصل عملها إلى باطنه ، ومن الناس من يكتله ويطمره في جمر ويدعه إلى أن تأخذ فيه كله النار ، وينبغي أن تعلم أن إمارة جودة احتراقه أن يستحيل لونه إلى البياض وإلى لون الهواء ، وأن يكون متى قرب من اللسان فإنه يلهبه إحراقه ، والدردي الذي من الخل على هذه الصفة يحرق أيضا ، والدردي المحرق له قوة محرقة شديدة الإحراق جدا تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح ، وتقبض وتعفن تعفينا شديدا وتسخن وتجفف ، وينبغي أن يستعمل وهو حديث فإن قوته تنحل سريعا ، ولذلك لا ينبغي أن يحرق في غير إناء ولا يترك مكشوفا ، وقد يغسل مثل ما تغسل التوتياء . والدردي الذي ليس بمحرق إذا أحرق وحده أو مع الآس الغض يقبض الأورام البلغمية ، وإذا تضمد به مع الآس على البطن والمعدة شدهما ومنع سيلان الرطوبات عنهما ، وإذا ضمد به على أسفل البطن وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم ، وقد يحلل الجراحات غير المفتوحة والأورام التي يقال لها قوحثلا . ويسكن أورام الثدي ، وأما الدردي المحرق فإنه إذا خلط بالبراتينج قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار ، وإذا خلط بدهن المصطكي والراتينج ولطخ به الشعر وترك ليلة حمره ، وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء ويجلو آثار الدماميل والقروح العارضة فيها ، وقد يذهب الغشاوة من البصر . حنين في كتاب الكرمة : دردي الخمر يجلو الكلف والنمش والآثار الشبيهة بالعدس التي تكون في الوجه إذا سحق وطرح معه جزء أشنان واستعمل كل يوم ، وقوم يطرحونه في الغمر فيعمل عملا مستقصى في جلاء الوجه وتنقيته . | دراقن : هو الخوخ بلغة أهل الشام ، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة . | دراقيل : هو نوع من القرصعنة كثير يعرفه أهل جبلي لبنان وبيروت بالشنذاب بكسر الشين المعجمة التي بعدها نون وذال معجمة ، وسيأتي ذكره مع القرصعنة في حرف القاف وهو كثير يعرفه أهل جبل لبنان . | دراسج : وقيل : هو اليعضيد وقيل هو صنف من اللبلاب صغير له قضبان يمتد على الأرض نحو ذراع زهره أزرق مثل زهر حب النيل وله ثمر كثمر أناغالس ، وهذا النبات تأكله الضأن فيطلق بطونها ، وسنذكر اللبلاب في حرف اللام واليعضد في حرف الياء . | دراج : ابن سينا : لحمة أفضل من لحم القبج والفواخت وأعدل وألطف وأيبس من لحم التدرج وأقل حرارة منها ، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم ويزيد في المني . | دروقينون : ديسقوريدوس في الرابعة : وقراطوس يسميه العفاين ويسميه أيضا قلاء وهو تمنش شبيه بشجر الزيتون في أول ما يغرس ، وله أغصان طولها أقل من ذراع وورق لونه شبيه بلون ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وهو خشن جدا ، وله زهر أبيض وفي أطرافه غلف كثيفة كأنها غلف الحمص ، فيها بزر مستدير خمس أو ست في قدر حب الكرسنة الصغار ملس صلبة مختلفة اللون وله أصل في غلظ أصبع وطول ذراع وينبت في صخور ليست ببعيدة عن البحر . جالينوس في السابعة : وهذا النبات شبيه بمزاج الخشخاش وبمزاج اليبروح وغيرهما من الأدوية التي تبرد مثل هذا التبريد ، وذلك لأن فبه مقدارا كبيرا من برودة مائية قوية جدا ، ومن أجل ذلك متى تناول منه الإنسان الشيء اليسير أحدث سباتا ، ومتى تناول منه الكثير قتل ، وزعم قوم أن بزره يصلح للتخنيث . وقال في مداواة أجناس السموم الذين يسقون هذا الدواء يعرض لهم من حس المذاق شبيه بطعم اللبن وفواق دائم ورطوبة في ألسنتهم ونفث دم كثير وإسهال من رطوبة شبيهة بالمخاط كالذي يعرض للذين في أمعائهم قرحة ، وينتفعون من قبل أن تعرض لهم هذه الأعراض بالعلاج الذي ينتفع به من السموم التي ذكرناها وهو القيء والحقن وكل ما نستطع أن نخرج به من هذا السم ، ويخص هذا الدواء بسقي الشراب الذي يسمى مالقراطن ولبن الأتن ولبن المعز الحلو ، وقد فتر وجعل معه أنيسون وأكل اللوز المر وصدور الدجاج المطبوخة والأصداف كلها نيئة أو مشوية وشرب أمراقها . | دروبطاس : معناه البلوطي أو سرخس البلوط ينبت في الأجزاء التي تكون في البلوط ، ويعرف بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس بالديك وهو الغلالة عند بعض شجارينا بالأندلس وهو نوع من البسفايج قتال . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت في الأجزاء التي تكون في الأشنة فيما تعتق من شجر البلوط وهو شبيه بالنبات المسمى بطارس غير أنه أصغر منه بكثير ، وتشريفه أيضا أصغر من تشريفه وله عروق مشتبكة بعضها ببعض عليها زغب عفصة الطعم مع حلاوة . جالينوس في السادسة : وقوة هذا النبات مركبة ومن ذاقه وجده كذلك فإن فيه حلاوة وحدة ومرارة . فأما أصله ففيه مع هذه الطعوم الثلاثة عفوصة وقوته قوة تعفن فهو لذلك يحلق الشعر . ديسقوريدوس : وهذا النبات إذا سحق مع عروقه وتضمد به حلق الشعر ، وينبغي بعد أن يندي البدن أن يمسح ما يصير عليه منه ويجدد منه شيء آخر . ابن سينا : زعم قوم أنه نافع من الفالج واللقوة . | دسيبويه : قال على نوع من البطيخ صغير يعرف بالشام بالشمامات وباللفاح أيضا ، وقد ذكرته مع أصناف البطيخ ، ويقال أيضا على جنس آخر من صغار الأترج الذي نريد ذكره ههنا . ابن رضوان : هو مركب قشره حار لطيف يهضم الطعام ويقوي المعدة ويطرد الرياح منها ولحمه بطيء الانهضام عنها . التميمي : هذا النوع هو شمام الأترج وحكمه حكم قشر الأترج والإدمان على شمه يسخن الدماغ ويفتح ما فيه من السدد ويطرد ما فيه من الرياح . | دشيش : هو الحشيش وبالجيم أيضا وقد ذكرته في الجيم . | دعفيلا : هو الجعفيل وباليونانية أوزو نعجى ، وقد ذكرته في الألف . | دفلي : ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش معروف شبيه بورق اللوز إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن وزهره شبيه بالورد الأحمر وحمله شبيه بالخرنوب الشامي مفتح في جوفه شيء شبيه بالصوف مثل ما يظهر في زهر النبات المسمى أواقمنس وأصله حاد الطرف طويل مالح الطعم وينبت في البساتين وفي السواحل . جالينوس في التاسعة : هذا النبات يعرفه جميع الناس وإذا وضع على البدن من خارج فقوته قوة تحلل تحليلا بليغا ، وإذا تناوله إنسان حتى يرد إلى داخل البدن فهو قتال مفسد وليس يقتل الناس فقط ، بل وكثيرا من البهائم فأما مزاجه فهو من الأسخان في الدرجة الثالثة عند منتهاها ومن التجفيف في الأولى . ديسقوريدوس : وقوة زهر هذا النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي ، وإذا شربا بالشراب خلصا الناس من نهشة ذوات السموم ، وخاصة إن خلط بهما السذاب ، وأما الصنف من الحيوان مثل الضأن والمعز فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله . ماسرحويه : إن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة حللها وأذابها ، وقد ينفع عصير ورقه من الحكة والجرب إذا طلي عليه من خارج البدن وفقاحه معطس . البصري : ورده صالح للأوجاع الكائنة في الأرحام . الرازي : جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق إذا ضمد به . إسحاق بن عمران : إن أخذ أنبوب من قصب وقضيب دفلي فوضع طرف القضيب في نار فحم ، والطرف الأخر في الأنبوب ووضع طرف الأنبوب الآخر على الضرس الذي يكون فيه الدود حتى يرتفع الدخان إليه فإنه نافع . ابن سينا : يحلل جدا ويرش بطبيخه البيت فيقتل البراغيث والأرضة . الشريف : إذا جنيت عيون الدقلي الغضة ودرست حتى تنعم وطبخت في سمن تنتهي أو تخرج قوتها في الدهن وطلي بذلك الدهن الفرطيسة فعل ذلك فعلا عجيبا وأثر فيها أثرا حسنا ، وإن طلي بذلك السمن على جدري الدواب لا سيما النوع الطيار منه فإنه يبرئه من أول طلية . الشريف : وإذا طبخ ورقه بما يغمره من الماء حتى ينضج وينقص ثم يسقى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيت عتيق ويطبخ مع الصفو إلى أن ينضب الماء ويبقى الدهن ثم يلقى على الدهن شمع مذاب قدر ثمن رطل ويصير مرهما ويطلى به الجرب والحكة فإنه في ذلك دواء عجيب وأنه إذا طلي به بعد الإنقاء اثني عشر مرة أذهب البرص ، وإذا جنيت أطراف عيونه الغضة وطبخت بالسمن بعد أن ترض حتى تتهرى وتخرج قوتها في السمن ثم يطلى به على الجرب والحكة نفعه نفعا بليغا ، لا سيما إذا استعملت بعد الإنقاء ، وخاصة هذا الدواء ينفع في الفرطيسة نفعا عجيبا . الرازي في إبدال الأدوية : وينوب عنه في تحليل الأورام الصلبة وزنه من أصابع الملك وثلث وزنه ورق التين . الغافقي : إذا طبخ ورقه وزهره بالزيت نفع من الجرب نفعا بليغا ، وإذا دق ورقه يابسا ونثر على القروح جففها . | المنهاج : ويداوى من سقي بشيء من الدفلي بالأمراق الدسمة والأخبصة ولعاب البزرقطونا ودهن الورد والكثيراء والثمر الشهير عجيب في مداواته ، وكذا التين بالعسل والسكر والحلاوات كلها ورب العنب يضاف إلى الأشياء الدسمة . | دقاق الكندر : هو ما يقع تحت المنخل إذا نخل الكندر وسأذكره مع الكندر في حرف الكاف . | دلب : لم أر منه شيئا ببلاد الأندلس أو المغرب . أبو حنيفة : الدلب هو الصنار والصنار فارسي ، وقد جرى في كلام العرب ، والدوح من شجره ما قد عظم واتسع وهو معروض الورق واسعة شبيه بورق الكرم ولا نور له ولا ثمرة ، وزعم بعض الرواة أنه يقال له الغينام . | إسحاق بن عمران : شجر الدلب كثير متدوح له ورق كبير مثل كف الإنسان يشبه ورق الخروع إلا أنه أصغر منه ، ومذاقه مر عفص وقشر خشبه غليظ أحمر ولون خشبه إذا شق أحمر خلنجي ، وله نوار صغير متخلخل خفيف أصفر ويخلفه إذا سقط حب أخرش أصفر ، إلى الحمرة والغبرة كحب الخروع ، وأكثر ما ينبت في الصحاري الغامضة في بطون الأودية . | جالينوس في الثامنة : جوهر الدلب رطب وليس ببعيد عن الأشياء المعتدلة ، ولذلك صار ورقه الطري إذا سحق ووضع كالضماد على الأورام الحادثة في الركبتين سكنها تسكينا ظاهرا ، وأما لحاء أصل هذه الشجرة وجوزها فقوته تجفف حتى أن لحاءها إن طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان ، وأما جوزها فإن استعمل مع الشحم نفع الجراحات الحادثة عن حرق النار ، ومن الناس قوم يحرقون لحاء الدلب فيتخذون منه دواء مجففا جلاء إذا عولج به مع الماء نفع من العلة التي ينقشر معها الجلد وإذا نثر الرماد على حدته يشفي الجراحات التي قد كثر وسخها وعتقت بسبب رطوبة كثيرة تنصب إليها ، وينبغي للإنسان أن يحذر ويتوقى الغبار الذي يعلق ويلتصق بورق هذه الشجرة فإنه ضار جدا بقصبة الرئة إذا استنشق ، ولذلك يجفف تجفيفا شديدا ، ويحدث فيها خشونة ، ويضر بالصوت والكلام ، وكذا يضر بالبصر والسمع إن وقع في العين أو الأذن . ديسقوريدوس في الأولى : إذا طبخ الطري من ورقه بخمر وضمدت به أورام العين منع الرطوبات من أن تسيل إليها ونفع من الرطوبات البلغمية والأورام الحارة ، وقشر الدلب إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من أوجاع الأسنان وثمر الدلب إذا كان طريا وشرب بخمر نفع من نهش الهوام ، وإذا استعمل بشحم أبرأ حرق النار وغبار الثمر ، والررق إذا وقع في الأذن أو في العين أضر بها . ابن سينا : ثمره وورقه يقتلان الخنافس ، وجوزه مع الشحم ضماد للنهش والعض . بولس قال في المقالة السابعة : وقشره إذا أحرق كان مجففا جلاء حتى أنه يشفي البرص . الغافقي : إذا لقط ثمره وجفف في شيء خشن وأخذ الزيبر الذي عليه ونفخ في الأنف نفع من الرعاف جدا ، وإذا بخر البيت بثمره وورقه طرد الخنافس . | دليوث : هو النوع الأحمر من السوسن البري . الغافقي : هو المعروف بسيف الغراب أكثر نباته المزارع وله بصلة بيضاء مصمتة عليها ليف وليس لها طاقات تطبخ باللبن وتؤكل وهي إذا كانت نيئة مرة عفصة . ديسقوريدوس في الرابعة : كسثفيون ومن الناس من يسميه سفراعاينون ، ومنهم من سماه ماحاربون ، وسمي هذا النبات بهذا الإسم لمشاكلة ورقه السيوف في شكلها ، وورق هذا النبات يشبه ورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أصغر منه وأدق وهو دقيق الطرف مثل طرف السيف ، وله ساق طولها نحو من ذراع عليه زهرة مصففة مفرق بعضه من بعض لونه لون الفرفير وثمره مستدير ، وله أصلان أحدهما مركب على الآخر كأنهما بصلتان صغيرتان ، وأحد الأصلين أسفل ، والثاني فوقه والأسفل منهما ضامر والأعلى ممتلىء ، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة . جالينوس في السابعة : أصل هذا النبات قوته جاذبة لطيفة محللة ، وإذا كانت كذلك فمعلوم أنها أيضا مجففة وخاصة الأعلى منهما . ديسقوريدوس : الأصل الأعلى إذا تضمد به مع الكندر والشراب أخرج من اللحم الأزجة والسلاء وما أشبه ذلك ، وإذا خلط بدقيق الشيلم والشراب الذي يقال له أدرومالي وضمدت به الأورام التي يقال لها فوختلا حللها ، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المحللة لهذه الأورام ، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث ، ويقال : إنه إذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع ، ويقال : إن الأصل السفلي إذا شرب قطع شهوة النساء ، ويقال : إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم قيلة الأمعاء بالماء انتفعوا به . الزهراوي : إذا أخذ أصله ونقع مع النبيذ وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل أو نحوه جفف أرواح المقعدة والبواسير ، وهذا من فعله مجرب وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم زنة درهم بماء العسل فيفعل ذلك . أبو العباس النباتي : أصله يسمى النافوخ بالنون ببغداد ويستعمله النساء بها كثيرا للتسمن ، وفي حمرة الوجه وتحسين اللون وهوعندهم ببواديها كثير يباع منه المن يابسا بثلاثة دراهم . | دلدغ : أبو العباس النباتي : يقال مضموم الدال ساكن اللام بعدها دال أخرى مضمومة ثم غين معجمة إسم ببلاد البيت المقدس للنوع العريض الورق من الكلخ المعروف بأغرناطة من بلاد الأندلس بالكلخ الدلبي وبغيرها من بلاد البربر بالثافيقرا مختبر عندهم في النفع للأوجاع ويزيد في الباه شربا . قال المؤلف : هو الدواء المسمى باليونانية سفندوليون وسيأتي ذكره في حرف السين المهملة . | دليك : هو ثمر الورد الذي يخلفه بعد الورد وهو ثمر أحمر إذا نضج وفيه حلاوة ، ويعرفه العامة بالشام بصرم الديك . | دلينس : إسم بالديار المصرية للنوع من الصدف صغير يؤكل نيئا مملوحا يتأدم به ، وسيأتي ذكره مع الصدف في حرف الصاد . | دلق : هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته . البالسي : هو أضعف حرا من السمور وأثقل حملا وإسخانه إسخان معتدل ، لأن حيوانه في طبيعته حار رطب ورائحته غير طيبة . | دلفين : الشريف : هو حوت كبير أسود اللون عريض رأسه كرأس الخنزير ذو فرطيسة وفمه في حلقه ، وله أسنان ويسمى خنزير البحر وهو جنس لا يمشي إلا في جماعته يطرد بعضه بعضا ويساق على سياق واحد يتلو الآخر الآخر ، ولحمه كثير الشحم إذا أذبت شحمه في حنظلة فارغة من شحمها وغلي فيها وقطر في الأذن نفع من الصمم المزمن والحديث ، ولحمه بارد غليظ بطيء الإنهضام إذا أكله الأكارون ، وأصحاب المهنة قوى أعضاءهم وأنعم أجسامهم ، وإذا علقت أسنانه على الصبيان لم يفزعوا ، وإذا أكل شحمه نفع من أوجاع المفصل ، لي : زعم الشريف أنه الحوت المسمى باليونانية أموطار يحسن وليس كما قال . التميمي : لحمه غليظ يشاكل لحم كلب الماء في الغلظ وإبطاء الهضم وتوليده السوداء ورداءة الكيموس . | دم : ذكرت كثيرا منها مع حيواناتها في هذا الكتاب من ماش وطيار . جالينوس : الذي يخص ذكره هنا من الدم هو الطبيعي الذي قد سلم صاحبه ، وكان بريئا من الأسقام والآفات وغير مذموم المزاج ، وهذا الدم الطبيعي هو مختلف في الحيوان ، وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب ومنه ما دمه أيبس ومنه ما دمه إما أحر وإما أبرد ، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن فهو دم فاسد وليس بصحيح طبيعي ، ودم الخنزير حار رطب مثل دم الإنسان وكذا لحمه شبيه بلحم الإنسان ، حتى إن قوما في بلاد الروم كانوا يقتلون الناس ويطعمون لحومهم لغيرهم على أنه لحم خنزير فلا يشك من يأكله أنه لحم خنزير ، ومن الناس من يسقى دم المعز مخلوطا بعسل أصحاب الحبن ، ومنهم من يسقى هذا الدم لمن كان به استطلاق البطن واختلاف الأشياء اللزجة المخاطية التي تخالط الدم فانتفعوا بذلك . ومن الأطباء من زعم أن دم الديوك والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ فلم أقبل ذلك ولا رمت تجربته ، ومنهم من زعم أن دم الخرفان إذا شرب نفع من الصرع ، والأدوية النافعة من هذه العلة ينبغي أن تكون لطيفة القوى ودم الخرقان على ضد ذلك لأنه غليظ لزج . وزعم كسوفراطيس أن دم الجداء نافع من الصرع . وزعم أيضا أن دمه أيضا ينفع من قذف الدم إذا أخذ منه وهو جامد مقدار رطل ويخلط بمثله خلا نقيعا ويطبخ حتى يغلي ثلاث غليات أو أكثر ، ثم يقسم على ثلاثة أجزاء ويسقى منه ثلاثة أيام كل يوم على الريق ، وقد جرب هذا فنفع ، ودم الدب وهو حار إذا وضع على الأورام أنضجها سريعا ، ويفعل ذلك دم التيوس ودم الكبش ودم الثور ، وقد زعموا أن دم القردان الكلبية إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت . | وأخبرني من جربه أنه لم ينتفع به ، وكذا لم أجرب دم الخيل . وذكروا أنه يعفن ويحرق ودم الفأرة أيضا قالوا إنه يقلع الثآليل والمسامير من البدن . ديسقوريدوس في الثانية : دم الأوز ودم الدجاج والحملان والحدا ودم بط الماء ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة ، ودم التيس والمعز والأيايل والأرانب إذا استعمل مقلوا نفع من قرحة الأمعاء وقطع الإسهال المزمن ، وإذا شرب بشراب كان صالحا للسم الذي يقال له طفسقون ، ولحم الخيل المخصية يقع في أخلاط المراهم المعفنة . ابن سينا : ودم التيس المجفف يفتت حصا الكليتين وأجود ما يؤخذ في الوقت الذي يبتدىء فيه العنب للتلون ، وأطلب قدرا جديدا وأغسلها بالماء حتى يذهب بما فيها من طبيعة الترمد والملوحة وإن كان برام فهو أجود ثم أذبح التيس الذي له أربع سنين على تلك القدر ودع أول عمه وآخره يسيل ، ثم خذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى يجمد ثم قطعه أجزاء صغارا واتخذ منه أقراصا واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشره في الشمس تحت السماء من وراء حريرة واقية له من الغبار ، واتركها حتى يشتد جفافها في موضع لا تصل إليه النداوات البتة ، واحفظ الأقراص ، وإذا أردت أن تسقيها سقيت منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أثرا عجبا . | دم الأخوين : هو دم التنين ودم الثعبان أيضا . أبو حنيفة : هو صمغ شجرة يؤتى به من سقطري وهي جزيرة الصبر السقطري يداوى به الجراحات وهو الآيدع عند الرواة ، ويقال له الشيان أيضا . مسيح : وقوته باردة في الدرجة الثالثة قابضة . البصري : دم الأخوين صالح لقطع السيف وشبهه وتحميل الجراحات الحادثة الدامية وإذا احتقن به عقل الطبيعة وقوى الشرج . غيره : شديد القبض يقطع نزف الدم من أي عضو كان وينفع من سحج الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضة نيمرشت . ابن سينا : وأما يبسه ففي الثانية يقوي المعدة وينفع من شقاق المقعدة . | دماغ : قد ذكرت كثيرا منها مع حيواناتها . جالينوس في أغذيته : الدماغ يولد غذاء بلغميا وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء عسر الإنهضام ، وفيه مع هذا خلة ليست بدون هذه الحال وهي أن كل دماغ فهو ضار للمعدة أي الأدمغة كان وهو يغثي ويهيج القيء ، ولذلك قد ينبغي لك متى أردت أن تستدعي من إنسان القيء بعد الطعام أن تطعمه بعد طعامه دماغا قد طيب بزيت كثير ، وليكن ذلك في آخر الأمر كله ، واحذر وتوق أن تطعمه إنسانا في شهوته تقصير ، وقد أصاب كثير من الناس في أكلهم الدماغ مع الفوذنج البري وقوم آخرون يأكلونه بالملح المطيب بالأبازير المختلفة ، وذلك أن الدماغ لما كان الخلط المتولد منه غليظا ، وكانت الفضول فيه كثيرة صار إذا طيب بالأبازير التي تقطع وتسخن جاد وصلح وصار أنفع منه وحده في جميع الحالات ، ومتى انهضم الدماغ انهضاما جيدا كان ما يناله البدن منه من الغذاء ذا قدر صالح . ابن ماسويه : الدماغ بارد رطب يلطخ المعدة ويرطبها برطوبته ويذهب بشهوة الطعام ، فمن آثر أن يأكله فليأكله بالنعنع والصعتر والفلفل والخردل والمري والدارصيني والخل . الرازي : الدماغ يتولد عنه دم بارد لزج ، والمشوية من الأدمغة أبطأ نزولا من المطبوخة إلا أنها أقل تلطيخا للمعدة . ابن سينا : أفضلها أدمغة الطير وخصوصا الجبلية منها ومن أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل ودماغ العجل . وزعم قوم أن الأدمغة صالحة في سقي السموم ونهش الحيوانات أكلا . | دمادم : البالسي : هما صنفان أحدهما أحمر كله وهو يشبه اللوبياء الحمراء إلا أنه أصغر حبا وأصبغ حمرة وأصفى لونا ، والصنف الآخر أصغر حبا من الأول ولونه في الحمرة كلون الأول إلا أنه في رأسه سواد والصنفان جميعا حاران قاطعان للعاب السائل من أفواه الصبيان وهما مقويان لأدمغتهم إذا سقوا من أيهما حضر مقدار نصف دانق . | دميا : وفي بعض النسخ من مفردات جالينوس الرميا بالراء . وقال حنين : هو حيوان اسمه السرطان البحري وليس الأمر فيه كما قال حنين ، وإنما هو السمكة المعروفة بالسينيا وقد ذكرتها في حرف السين وخرفتها التي في باطنها هو لسان البحر وليس بسرطان بحري كما فسر حنين الرميا فافهمه . | دند : هو الخروع الصيني وغلط من قال إنه الماهودانة كما قال ابن جلجل وابن الهيثم وأكثر أطباء زماننا هذا يغلطون في ذلك ، وقد ذكر أبو جريج الراهب وحبيش بن الحسن ومحمد بن زكريا الرازي وغيرهم الدند والماهودانة بصنفين مختلفين . أبو جريج : الدند ثلاثة أصناف صيني وشجري وهندي ، فالصيني كبير الحب أشبه شيء بالفستق ، والشجري يشبه حب الخروع إلا أنه منقط بنقط سود صغار ، والهندي متوسط في المقدار بين الصيني والشجري وهو أغبر يضرب إلى الصفرة ، والصيني أجود الثلاثة وأقواها في الإسهال ، والهندي أصلح من الشجري ، واعلم أنه على طول الزمان لا يزال لبه الذي في جوفه مثل الألسن يصغر حتى ينفد وخاصة في غير بلاط ، وأما في بلاده فهو أقوى وأنقى . عيسى بن علي : وطعمه يشبه طعم اللوز المر ويضرب إلى الغبرة في داخلها لسان يشبه لسان العصفور وهو السم . حبيش : الدند كله حار حاد وأتعجب من حدته مع الدهنية التي فيه وهو يخلف الخام والأخلاط الغليظة والرطوبات والبلغم الذي ينصب إلى المفاصل ، وأهل الهند يخلطونه بأدويتهم الكبار المعجونة والاصطما حيقونات وغيرها من الأدوية المسهلة ، ولأن بلدهم أعدل الأقاليم السبعة محتمل أن يسقى فيها الدند ، فأما البلدان الشديدة الحر كالعراق وسواحل البحر وبلاد اليمن ومصر ، فلا أرى أن يسقى فيها الدند لأن تحلل الأبدان يكثر فيها ويضعف عند الخلفة ضعفا مفرطا ، وشرب الدند لأهل البلدان الباردة كالمشرق وجبالها والشام وما والاها ، وأما بلاد مصر والعراق وسواحل البحر والحجاز واليمن وكل بلد حار فلا يحتمل أهلها شرب الدند ، فأما مصر فإنها حارة يابسة عفنة ، وأما العراق فإنها وإن كانت حارة يابسة فليست بها عفونة ولا يكثر فيها اختلاف الهواء ، وإنما كرهت شرب الدند فيها لكثرة تحليل الرطوبات من أبدان أهلها ، وأما بلاد اليمن والحجاز فلأن بلاد الحجاز حارة عفنة كثيرة التحليل واليمن شتاؤها صيف وصيفها شتاء ويكثر فيها الأمطار والأنداء ، فينبغي أن يجتنب في مثل هذه البلدان الأدوية الحارة الحادة ويتخير لها من الأدوية ما لان وكان فيه قبض مثل التربد والأهليلج والبنفسج واللبلاب والترنجين وأشباهها . الرازي : وأما الدرند فإني كنت إذا رأيت إنسانا شربه وأفرطت عليه الخلفة أمرت من يقعده في الماء البارد أو من يصبه عليه صبا فكانت تسكن عنه الخلفة والكرب ، وهو دواء إن لم يحترس من شربه قتل شاربه ، فمن أراد شربه فليشرب منه الصيني الكبار الحب بعد إصلاحه فإن تعذر عليه شرب الهندي الذي دونه في القدر ، وأما الشجري الصغار الحب بعد إصلاحه فلا أرى سقيه البتة لأنه يبطىء عمله ويورث كربا ومغصا وإصلاحه يكون أن يؤخذ منه الصيني أو الهندي ويقشر عنه قشره الأعلى بحديدة ، ولا يقرب بشيء من الفم لأنه إن أصاب الشفتين قشره الأعلى فألح عليهما به أذهب صبغتهما وأحدث فيهما بياضا شبيها بالبرص ، ويؤخذ لسانه الدقيق الذي على مقدار النصف من الحبة وقشره الخارج فيرمي بهما ويدق نفس الحب مع شيء من النشاشتج ، والورد المنقى من أقماعه وشيء من الزعفران ، فإن الزعفران وإن كان حارا فإن فيه لطافة ودقة مذهب يدفع بهما ضرر الدواء ويكسر شره ويبلغ به أقاصي البدن ، وإن أردت أن تمزجه بشيء من الأدوية المسهلة فامزجه بالثريد وعصارة العافث وعصارة الأفسنتين وما أشبه هذه الأدوية التي هي من مزاجه ولا يخلط الدند في دواء نقع فيه الأفيون والقربيون لأنهما ليسا من مزاجه ، فإذا اختلط بالأدوية التي وصفنا كان دواء كبيرا ونفع من أوجاع المرة السوداء والبلغم وأسهل الخام وحلل أوجاع المفاصل وأمسك الشعر الأسود على حاله ، ومنعه أن يستحيل إلى البياض وأن يشيب سريعا ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء الذين تحتمل طباعهم الأدوية الشديدة الإسهال من دانقين إلى نصف درهم . عيسى بن علي : الدند حار يابس يسهل إسهالا كثيرا ويسحج الأمعاء ، وينبغي أن يقيأ شاربه أولا ثم يسقى السمن واللبن الحليب ويسقى من الأدوية الحابسة للبطن ما فيه لزوجة مثل البقلة الحمقاء والبزرقطونا والصمغ العربي والكثيراء ونحو ذلك ، ويحسى حساء من الأرز والشعير المقشر بدهن الورد بغير السكر ويتخذ ماء اللحم بماء التفاح والحصرم ويرش عليه شيء من نبيذ ويطعم سمكا ونحوه . | دنقة : هو الزوان الذي يكون في الحنطة وتنقى منه . | دهن الأذخر : من كتاب التجربتين قوته مثل قوة دهن المصطكي في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة وغير المتورمة ، ومن الأوجاع الباردة وصفة ما جرب منه أن يؤخذ الزهر منه فيوضع في زيت أنفاق طيب بقدر ما يغمره مرتين ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف ويترك مدة ثلاثين يوما ، ثم يعصر ويرمى به ويوضع فيه غيره يكرر عليه ذلك ثلاث مرات ، وما اتفق في طول زمان الحر ثم يستعمل . حنين في كتاب الترياق : ينفع من جميع أنواع الحكة حتى في البهائم ويذهب الإعياء وهو جيد للبرص . قال فيلفويوس : أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر في الفم فاترا . غيره : ينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج . | دهن الأقحوان : ديسقوريدوس في الأولى : أجود ما يكون من دهن الأقحوان ما يكون من المدينة التي يقال لها فورنفس ويعمل من زيت أنفاق ودهن البان إذا عفصا بعود البلسان ، وأذخر وقصب الذريرة وطيبا بأقحوان وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان ومر ، ومن الناس من يحب أن يبالغ في تطييبه فيزيد فيه دارصيني ، ويستعمل أيضا العسل والشراب في تلطيخ الآنية وعجن الأفاويه المدقوقة : ودهن الأقحوان ملهب مسخن جدا ملين مفتح لأفواه العروق مدر للبول نافع إذا وقع في أخلاط الأدوية المعفنة ومن النواصير ومن أدرة الماء بعد أن يشق ويقشر الخشكريشات الحمر والقروح الخبيثة ، ويوافق عسر البول وأورام المقعدة الحارة وفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للخراجات في العضل والالتواء في الأعصاب إذا بل صوف به ووضع عليها . ابن ماسه : يسبت إذا استعط به ويدر البول إذا شرب منه . ابن سينا : نافع من وجع الأذان ، وينفع من القولنج ووجع المثانة وصلابة الطحال ويدر العرق والشربة منه ثلاثة دراهم . | دهن الآس : ديسقوريدوس في الأولى : وأقوى ما يكون من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة ، وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافيا تسطع منه رائحة الآس وقوته قابضة مصلبة ولذلك نفع في أخلاط المراهم المدملة التي تختم الجرح وتصلح لحرق النار ولقروح الرأس والبثور والسحج والشقاق الذي يكون في المقعدة والبواسير واسترخاء المفاصل ويحقن العرق ، ولكل شيء يحتاج إلى قبض واستصحاف ، وصفته : تأخذ من ورق الآس بريا كان أو بستانيا ما كان طريا ودقه وأعصره وأخلط بعصارته قدرا مساويا من الزيت الإنفاق وضعهما على جمر ودعهما حتى ينطبخا ثم أجمع الدهن والعصارة ، وصفة أخرى أهون من الأولى يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس ، ومن الناس من يعفص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسعد والأذخر . غيره : خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار والتساقط وتقوية أصوله وتكثيف نباته . | دهن المرزنجوش : ديسقوريدوس : خذ من الصنف من النمام الذي يقال له أرقلس وورق الآس ومن زهر الصنف الذي يقال له باليونانية سينسنبريون والسليخة والقيصوم ، وزهر الآس المرزنجوش من كل واحد على قدر قوته ودقها كلها معا وصب عليه . من الزيت الإنفاق بقدر ما تعلم أن قوته لا تقهر قوتها ودعه أياما أربعة ثم اعصره وأنقع فيه ثانية تلك الرياحين رياحين طرية بمثل مقدارها ودعها تمكث فيها مثل ما مكث الأول واعصرها ، فإنك إذا عملت هكذا كان أقوى له ، واختر منه ما كان لونه إلى الخضرة ما هو والسواد وكانت رائحته رائحة المرزنجوش ساطعة سطوعا شديدا ، وكانت حرافته يسيرة وله قوة مسخنة ملطفة حارة ويصلح لانضمام فم الرحم وانقلابه ويدر الطمث ويخرج المشيمة ، وينفع من وجع الأرحام التي يعرض معه الاختناق ، ويسكن وجع الظهر والأرنبة ، وإن استعمل بعسل كان أجود وأقوى لأنه يصيب المواضع لشدة قبضة ويحلل الإعياء إذا تمسح به ، وقد يحتاج إليه في ضمادات الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وفي الضروب الأخر من الفالج ، وهو يدخل في أضمدة مصلحة نافعة من الكزاز الكائن في مؤخر الرأس وتشنج العصب . | دهن الباذروج : ديسقوريدوس : خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء أحدا وعشرين رطلا وسنذكر صنعته بعد قليل ، ومن الباذروح أحد عشر رطلا وثمانية أواق واقطف ورقه وانقعه في الزيت يوما وليلة ، ثم اعصره في حلة خوص واخزنه وفرغ الثفل من الحلة في إناء وصب عليه من الزيت مثل ما صببت أولا واعصره وصفه ويقال له الدهن الباني فليس يحتمل هذا الثفل أن ينفع ثالثة ، وإن أحببت فخذ من الباذروح الطري المقدار الذي أخذت أولا وافعل به كما وصفت أولا أن يفعل بالورد ، ثم خذ الثفل وصب عليه الزيت ثانية ودعه يمكث فيه مثل ما يمكث الباذروح ثم اعصره واخزنه ، وإن أحببت أن تجدد فيه الباذروج مرة ثالثة ورابعة فجيد وليكن طريا ، وقد يمكن أن يعمل أيضا من زيت انفاق لم يعفص غير أنه إذا عمل من الزيت المعفص كان أجود ، وقوة هذا الدهن تشبه قوة دهن المرزنجوش غير أنه أضعف . | دهن القيصوم : ديسقوريدوس : خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء تسعة أرطال وخمسة أواق من ورق القيصوم ثمانية أرطال وانقعه يوما وليلة واعصره فإن أحببت أن تفعل به ذلك مرات فاطرح الأول وجدد آخر واعصر ، وله قوة مسخنة تصلح لانضمام فم الرحم والصلابة العارضة له ويدر الطمث ويخرج المشيمة . | دهن الشبث : ديسقوريدوس : خذ من الزيت أحد عشر رطلا وثمان أواق ومن زهر الشبث أحد عشر رطلا وانقعه فيه يوما واحدا ثم اعصره بيدك واخزنه وإن أحببت أن تجدد فيه الزهر ثانية فجدد وليكن طريا وله قوة تلين الصلابة العارضة في الرحم ويفتح انضمامه ويوافق الناقض بحرارته ويحلل الأعياء وينفع من أوجاع المفاصل . الشريف : دهن الشبث ينفع من أوجاع الأعصاب وما يشبهها . ابن ماسه : نافع من الارتعاش والقشعريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به البدن . | دهن السوسن : وهو الرازقي . ديسقوريدوس : خذ من الزيت تسعة أرطال وخمس أواق ومن قصب الذريرة خمسة أرطال وعشرة أواق ومن المر خمسة مثاقيل دق القصب والمر واعجنهما بخمر طيب الرائحة واطبخهما بالزيت ثم صفه ثم صبه على ثلاثة أرطال ونصف قردمانا مدقوق منقع في ماء المطر ودعه يبتل فيه ثم اعصره ثم خذ الدهن المعفص ثلاثة أرطال ونصف وصبها على ألف سوسنة واجعل السوسن في إجانة واسعة ليست بعميقة ، ثم حركه بيدك وقد لطختها بعسل ودعه يوما وليلة والغداة واجعله في قفة واعصره على المكان وخذ الدهن من العصارة فإنه إن بقي معها فسد مثل دهن الورد ، وذلك أنه يسخن ويغلي ويتعفن وصبه من إناء في إناء مرارا كثيرة وتكون الآنية ملطخة بعسل ودعه يوما وليلة وبالغداة ، وفي خلال ذلك ذر عليه ملحا مسحوقا وما اجتمع فيه من وسخ فخذه منه واستقص ذلك ، ثم أفرغ ما في الفقه من الثفل في الإجانة وصب عليه من الزيت العفص بمقدار الذي صببت أولا وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل وحركه بيدك ثم دعه قليلا واعصره وخذ الزهر من العصارة وصفه وصب عليه أيضا ثانية من الزيت المعفص المقدار الذي صببت عليه أولا وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل ومثله عسلا وملحا ، وحركه بيدك ثم دعه قليلا واعصره وخذ الدهن من العصارة وصفه وصب عليه أيضا ثالثة من الزيت المعفص على الثفل واطرح عليه من القردمانا والملح كما فعلت أولا ، ولطخ يدك بالعسل واعصره ، وأجود هذه الأدهان ما عصر أولا والتالي بعده ما عصر الثانية والذي يتلو هذا ما عصر الثالثة ، وأيضا خذ ألف سوسنة وصب عليها الدهن الذي عصر أولا وافعل بها كما فعلت أولا ، واخلط بها قردمانا واعصرها وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أنفا ، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره فإذا اكتفيت بما جددت من السوسن فاخلط بكل واحد من الأدهان من المر أربعين مثقالا ، ومثله من القردمانا ومن الزعفران عشرة مثاقيل ، ومن الناس من يلقي من الزعفران والدارصيني مقدارا مساويا ، ومنهم من زاد فيه من ورق الآس نصف من ودق هذه وأنخلها وأجعلها في إجانة فيها ماء وصب عليها الدهن الذي عصر أولا وافعل بها كما فعلت أولا واخلط بها قردمانا واعصرها ، وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أولا ، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره ، ودعه قليلا ثم أودعه في آنية جافة ملطخة بماء قد ديف فيه صمغ ومر وزعفران وعسل وافعل ذلك بالدهن الثاني والثالث ، ومن الناس من يعمل دهن السوسن الساذج من دهن البان ومن غيره من الأدهان ، ومن السوسن الذي ذكرنا ، وأجود ما يكون من دهن السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها فليقا وما كان من مصر ، والفائق من هذين ما سطعت منه رائحة السوسن ، وقوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة ، وبالجملة : ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق قروح الرأس الرطبة والكلف ويرد اللون الحائل إلى لونه والثآليل والطمث ونخالة الرأس ، وهو بالجملة محلل وإذا شرب أسهل مرة صفراء ويدر البول والطمث وهو رديء للمعدة ومغث . | ماسرحويه : دهن الرازقي حار لطيف ينفع من العصب والكليتين التي تكون من البرد ومن الفالج والارتعاش والكزاز ، وجميع الأمراض التي تكون من البرد وضعف الأعضاء إذا تمرخ به وقد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ به لطيبته . التميمي في المرشد : حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم مسكن لها محلل لما يعارض لأصلها من التعقد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث في عصبة السمع ومن السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس ، وإذا سخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح السدد الكائنة في مجرى السمع وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة السبب ، وقد ينفع من الحراز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسية والخراجات الحارة والباردة . | دهن النرجس : ديسقوريدوس : خذ من الزيت المغسول وتسعة أرطال وخمسة أواق ومن الدارشيشعان ستة أرطال وأوقيتين ودق الدارشيشعان وبله بماء بمقدار الزيت ثم اخلطه بالزيت واطبخه ، فإذا طبخته فاخرجه من الزيت وخذ من قصب الذريرة خمسة أرطال وثمانية أواق ، ومن المر قطعة ودقه وانخله واعجنه بخمر طيب الرائحة واخلطه بذلك الزيت واطبخه به ، فإذا انطبخ الزيت معه أيضا فدعه حتى يبرد ثم صفه ثم خذ منه وصبه في إجانة وألق عليه من زهر النرجس شيئا كثيرا ودعه يومين ثم حركه كما وصفنا لك في صنعة دهن السوسن واعصره ، وخذ الدهن من العصارة فإنه يفسد إن بقي فيها وصفه مرارا كثيرة من إناء في إناء ، وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام لتليينة صلابتها وفتحه إياها إذا انضمت وهو مصدع . | غيره : نافع لأوجاع العصب وهو يوافق الصداع ويحلل الأورام الصلبة الباردة في الحجاب إذا مرخ على الصدر ، وينفع أوجاع المثانة وينفع وجع الأذن من البرد ومن الريح . | دهن الجماجم : وهو فقاح الحبق العريض الورق . التميمي : حار يابس في الدرجة الثانية ومنشق مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وأوراده والاستعاط به أبلغ في ذلك من تنشقه وهو دهن ذكي الرائحة طراد للرياح المستكنة في الرأس والمنخرين ، وإذا تمرخ به حلل ما في المفاصل والأعصاب من الرياح والسدد . | دهن الزعفران : إذا شئت أن تصنع دهن الزعفران فعفص الزيت بما وصفت لك في صنعة دهن السوسن وليكن مقدار الزيت وما يعفص به كالمقدار الذي حددنا لك هناك وخذ منه ثلاثة أرطال ونصفا وألق عليه من الزعفران خمسين مثقالا وحركه مرارا كثيرة في النهار حركة دائمة وليكن ذلك خمسة أيام ، وفي السادس صف الدهن من الزعفران وأوعه ثم صب على ذلك الزعفران بعينه من الزيت مثل المقدار الذي صببت أولا وحركه ثلاثة عشر يوما ، ثم صفه من الزعفران وألق عليه من المر مسحوقا منخولا أربعين مثقالا وحركه في هاون وأوعه في إناء ومن الناس من يستعمل في صنعة دهن الزعفران الزيت المطيب أعني المعفص الذي يعمل منه دهن الحناء وأقوى دهن الزعفران فعلا ما كان منه مشبعا من رائحة الزعفران ، ويصلح للعلاج وبعده ما فاحت منه رائحة المر وقوة دهن الزعفران مسخنة منومة ، وكذا كثيرا ما يوافق المبرسمين إذا دهن به أو اشتم أو دهن به المنخران ويفتح الأورام وينقي القروح ويوافق صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة العارضة فيه إذا خلط بموم وزعفران ومخ وضعفه زيت لأنه ينضج ويلين ويسكن ويرطب ويصلح للزرقة إذا اكتحل به بالماء ، والذين لا يقدرون أن يستقبلوا ضوء الشمس وقد يشاكل هذا الدهن الدهن الذي يقال له وهو المتخذ من الرند وهو أظفار الطيب ودهن الميعة وهي الأصطرك ودهن الحناء ، وإنما تختلف أسماؤها فقط . | دهن الحناء : ديسقوريدوس : خذ من الزيت الإنفاق المغسول جزءا ومن ماء المطر نصف جزء وصب بعضه على الزيت وبل ببعضه الأفاويه التي تريد أن تعفص بها الزيت ، وخذ من الدارشيشعان خمسة أرطال ونصفا ، ومن قصب الذريرة ستة أرطال ونصفا ومن المر رطلا ومن القردمانا ثلاثة أرطال وتسعة أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق الدارشيشعان وبله بماء وألقه على الزيت وأغله معه ، وخذ المر ودقه في خمر عتيق طيب الرائحة وخذ القصب ودقه وألقه على المر واعجنه به ، وأخرج الدارشيشعان من الزيت وألق على الزيت القصب المعجون بالمر واغله فإذا غلي فصفه من القدر وصبه على القردمانا المدقوقة المعجونة بباقي الماء ولا تزال تحركه بمحراك خشب حتى يبرد ثم صفه والق على الثمانية وعشرين رطلا من الزيت تسعة وأربعين رطلا وثمانية أواق من زهر الحناء ودعه يبتل يوما وليلة ثم صيره في قفه واعصره ، فإن أحببت أن تستكثر من دهن الحناء فخذ من زهر الحناء طريا مثل المقدار الذي أخذته أولا فألقه على مقدار من الزيت مثل المقدار الذي ذكرنا أولا واعصره ، وإن أحببت أن تجدد في الدهن زهر الحناء ثانية وثالثة فألق منه على الدهن في كل مرة مثل المقدار الأول فإنك إذا فعلت ذلك قويته ، وينبغي أن يختار من دهن الحناء ما كان منه طيب الرائحة ساطعها ، ومن الناس من يخلط أيضا دارصيني بالأفاويه التي ذكرنا آنفا ، ودهن الحناء له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق موافقة لأوجاع الرحم والأعصاب ولمن به شوصة ، ولكسر العظام إن استعمل وحده أو خلط بموم مداف بزيت عذب ، وقد يقع في أخلاط المراهم الموافقة للفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف والخناق والأورام الحارة العارضة في الأرنبة وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء . | التميمي : دهن فاغية الحناء خاصيته تقوية شعور النساء وتكثيفها وتربيتها ويكسبها حمرة وطيبا . | دهن الايرسا : هو السوسن الاسمانجوني . ديسقوريدوس : خذ من قشر الكفرى ستة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق قشر الكفرى دقاقا ناعما بتسعة أرطال ونصف ماء ، وصيره في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى تعبق بالزيت رائحته ، ثم صفه في إجانة ملطخة بعسل ، والدهن الفائق من إدهان الإيرسا من هذا الزيت يعمل ومن الناس من يأخذ من الزيت تسعة أرطال ومن عود البلسان خمسة أرطال وأوقية ويدقونه ثم يطبخونه بالزيت ثم يخرجونه منه ويلقون على الزيت من قصب الذريرة مدقوقا تسعة أرطال وعشرة أواق ومن المر قطعة منقعة بخمر عتيق طيب الرائحة بهذا التعفيص الثاني والأول أجود منه ، ثم يؤخذ من الزيت المعفص المطيب أربعة عشر رطلا وألق عليه من الإيرسا مدقوقا بوزنه ودعه يومين وليلتين ، ثم اعصره عصرا شديدا فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد فيه من الإيرسا بوزن الأول وافعل به ذلك مرتين أو ثلاثة واعصره ، وأقوى ما يكون من دهن الإيرسا ما لم تفح منه رائحة شيء آخر غير الإيرسا فقط ، ودهن الإيرسا التي من البلاد التي يقال لها فرعي ومن البلاد التي يقال لها قيلقا ، ومن المدينة التي يقال لها أخانيا ، ومن المدينة التي يقال لها إيلس التي من البلاد التي يقال لها أفانيا هو على هذه الصفة وهذا الدهن قوته ملينة وينقى الخشكريشة والعفونات والأوساخ ويوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه ويخرج الجنين ، ويفتح أفواه البواسير ويوافق ذوي الأدر إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر ، ويوافق النزلات المزمنة ونتن الأنف إذا دهن به المنخران ، وإذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل البطن ، ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس ، ويدر البول والطمث ويسلس القيء على من عسر عليه إذا دهنت به لأصابع أو الريش ، الذي يتقيأ به ، ويصلح لمن به خناق أو خشونة في قصبة الرئة ، وإذا تحنك . به أو تغرغر مع ماء القراطن وقد يسقى منه من شرب البنج والفطر والكزبرة . | دهن عصير العنب : ديسقوريدوس : هو في الجملة يعمل من زيت أنفاق وأذخر وقصب الذريرة والدواء الذي يقال له باليونانية ناردين أقليطي وهو السنبل الرومي وقشر الكفرى ودارشيشعان وإكليل الملك وقسط وعصير العنب وتصير بقل العنب فوق الإناء الذي فيه الأفاويه والعصير والزيت ويحرك ثلاثين يوما كل يوم مرتين ثم يعصر ويخزن ، وقوة دهن عصير العنب مسخنة ملينة مسكنة للنافض ولكل أوجاع الأعصاب ولأوجاع الرحم وهو أنفع الأدهان المحللة للأعياء لتليينه . | دهن الدارصيني : ديسقوريدوس : يعمل من دهن البان إذا عفص بعود البلسان وقصب الذريرة وأذخر وطيب بدارصيني وحب بلسان ومر أربعة أضعف الدارصيني ، ويستعمل بعسل في عجن الأفاويه ، وأجود ما يكون من دهن الدارصيني ما لم يكن حاد رائحة بل خفيها وكانت رائحة المر منه غالبة وكان ثخينا طيب الرائحة جدا مر الطعم ، فأما ما كان منه على هذه الصفة فإن ثخنه إنما هو من المر لا من الراتينج لأن الراتينج ليست له مرارة ولا طيب رائحة ، ودهن الدارصيني حار جدا مسخن مر المذاق ويفتح أفواه العروق ويحلل ويذوب ويجذب رطوبات ورياحا ، ويورث الرأس ثقلا ويصلح لأوجاع الرحم إذا خلط بضعفه زيتا وموم ومخ فإنه إذا كان هكذا بطل أكثر حدته وصار ملينا فإن لم يعمل هكذا فإنه يحرق ويصلب أكثر من باقي الأدهان الثخينة ، وإذا خلط بالقردمانا صلح للنواصير والأدوية المعفنة ولأدرة الماء وللقروح التي تسمى الجمر والورم الذي يسمى غنفرانا ، وإذا تمسح به كان صالحا للنافض العارض بدور والارتعاش ولمن نهشه شيء من ذوات السموم ، وإذا خلط به الغض من التين ووضع على لسعة العقرب ولسعة الرتيلاء ينفع منها . | دهن الناردين : ديسقوريدوس : دهن الناردين له ضروب من الصنعة ، وذلك أنه إنما ربما عمل بالساذج وربما لم يعمل به ، وأكثر ذلك إنما يعمل من دهن البان أو من زيت الأنفاق ويستعمل الأذخر في تعفيص الدهن ويلقى فيه لطيبه قسطا وحماما وناردين وهو سنبل هندي ومر وبلسان ، وأجود ما يكون من دهن الناردين ما كان رقيقا ليس بحاد الرائحة طيب رائحته شبيه بطيب الناردين اليابس أو الحماما ، وقوة دهن الناردين مسخنة ملطفة حارة جالية محللة ، ودهن الناردين رقيق وليس بثخين وإن لم يكن فيه راتينج ، وقد يعمل على جهة أخرى منه بزيت إنفاق وأذخر وقصب الذريرة وقسط وناردين . المنهاج : ينفع من وجع المعدة والكبد والقولنج وبرد الجوف إذا شرب أو تضمد به أو احتقن به ، ومن برد الأعضاء إذا تمرخ به ولوجع الرحم إذا احتملته المرأة أو احتقنت به لوجع الأذن إذا قطر فيها ، وينفع من الصداع والشقيقة إذا استعط به ولاسترخاء المثانة إذا زرق في القضيب . | دهن الحلبة : ديسقوريدوس : خذ من الحلبة تسعة أرطال ومن الزيت خمسة أرطال ومن قصب الذريرة رطلا ومن السعد رطلين ، وانقعهما في زيت سبعة أيام وحركه في كل يوم ثلاث مرات ، ثم اعصره واخزنه ، ومن الناس من يستعمل بدل قصب الذريرة قردمانا وبدل السعد عود البلسان ، ومن الناس من بعفص الزيت بهذه الأدوية ثم بعد ذلك ينفع فيه الحلبة ويعصره ، وله قوة ملينة للدبيلة منضجة ويوافق جد الصلابة العارضة في الرحم ، ويستعمل منه حقنة لرحم المرأة التي تعسر ولادتها إذا جف يخرج الرطوبات منه وينفع من أورام المقعدة ويحتقن به من الزحير وينتفع به ، وقد يحتقن به للمغص وينتفع به ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة ، وينفع إذا خلط بالشمع من الحرق والشقاق العارض من البرد وقد يخلط بأدوية الكلف وبالغمر واختر منه ما كان حديثا لا يظهر منه رائحة الحلبة ظهورا بينا يبقى في اليد وفي طعمه حلاوة مع مرارة فإن أجوده ما كان على هذه الصفة . | دهن السذاب : ينفع من برد الكلي والمثانة والظهر والرحم واسترخاء العصب ووجع الجنبين ، ويسكن الوجع المزمن ويحلل الرياح وينفع النافض إذا مرخ به البدن ، ويسقى منه نصف أوقية في الحمام فإنه يبرىء من الرعشة مجرب وينفع من جميع الأوجاع التي تكون من أسفل البدن ويفتح سدد الآذان إذا قطر فيها ، وينفع من أوجاعها الباردة ، وإذا احتقن به نفع من أنواع المغص ومن القولنج الذي يكون عن خلط لزج وعن رياح غليظة ، وصنعته : زيت أربعة أرطال ونصف ، ورق السذاب الطري أربعة إواق ، ماء عذب ، رطل ونصف يطبخ بنار لينة في قدر نظيفة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويبرد ويصفى . | دهن النسرين : التميمي : شمه واستنشاقه يسخن الدماغ البارد المزاج ويقويه ويحلل الرياح الكائنة في أغشيته ويخرجها بالعطاس وهو نافع من أوجاع الأرحام ومحلل لأورامها الباردة ، وقد يختص دون سائر الأدهان بالنفع من الشوصة العارضة من سوء مزاج البلغم والمرة السوداء . | دهن البابونج : حار باعتدال مجفف باعتدال مسكن للأوجاع وينفع من الأعياء ومن الحمى العارضة من استحصاف الجلد ، ويرخي المواضع الممتدة وينفع من الرياح الكائنة في المعي ، ويحلل الأورام المركبة من البلغم والمرة الصفراء ، ومن البلغم والمرة السوداء ، وسبيله أن تجعل نواره الأصفر رطبا بالزيت الأنفاق في الشمس الحارة أو يطبخ الزيت بنواره . | دهن السفرجل : ديسقوريدوس : خذ من الزيت ستة أقساط ومن الماء عشرة أقساط واخلطهما واطرح عليهما من قشر الكفري مرضوضا ثلاثة أواق ، ومن الأذخر أوقية ودعهما يوما واحدا ثم اطبخهما ، ثم صف الدهن وصيره في إناء واسع على فمه قطعة بارية أو حصير متخلخلان وضع عليه سفرجلا وغطه بثياب ودعه أياما كثيرة حتى تصير قوته في الدهن ، ومن الناس من يلقي السفرجل في ثياب ويدعه عشرة أيام ملفوفا ليحتقن فيه طيب الرائحة ولا يتحلل ، ثم من بعد ينقعونه في الزيت يومين وليلتين ويعصرونه ويخزنونه ، وله قوة قابضة ، ويصلح للقروح الجربة ونخالة الرأس والشقاق العارض من البرد والنملة والقروح في الفم إذا حقن به الرحم ، وينفع القروح العتيقة والحكة فيها ، وينفع من حرقة البول إذا حقن به الذكر ويحقن العرق ، وقد يشرب للذراريح فينتفع به والجيد ما سطعت منه رائحة السفرجل . غيره : مائل للقبض والبرد نافع من نفث الدم والصداع الحار والزكام الحار وأورام الكبد والإسهال المزمن المتواتر المتولد من قبل الحر والزحير ، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء نفعا بينا ، وإذا عجن به الحناء وحمل على البثر نفعه . | دهن زهرة الكرم : ديسقوريدوس : خذ زهرة الكرم وأذبلها وانقعها في زيت إنفاق وحركه ، ودعها فيه يومين ثم من بعد ذلك اعصرها واخزن الدهن فله قوة قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ما خلا أنه ليس يطلق البطن ، وأجود هذا الدهن أيضا ما سطعت منه رائحة زهرة الكرم . | دهن الكفري : ديسقوريدوس : خذ قشر الكفري وهو الطلع فقشره ورضه وصيره في إجانة وصب عليه زيت أنفاق وحركه حركة دائمة ثلاثة أيام وصيره في حلة خوص واعصره ، وليكن الزيت وقشر الكفري متساويي الوزن واخزنه في آنية نظيفة واستعمله ، وله قوة مشاكلة لقوة دهن الورد غير أنه لا يلين البطن . | دهن الورد : ديسقوريدوس : له قوة قابضة مبردة ويصلح الأدهان وليخلط بالضمادات ويسهل البطن إذا شرب ويطفىء التهاب المعدة ويبني اللحم في القروح العميقة ، ويسكن رداءة القروح الرديئة ويدهن به لقروح الرأس الرطبة ويدهن به الرأس في ابتداء الصداع ، ويتمضمض به لوجع الأسنان ، ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به ، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم . ابن سينا : يزيد في قوة الدماغ والفهم نطولا ويطلق إذا وجد مادة تحتاج إلى الإزلاق ، وهو يحبس الإسهال المراري شربا . ابن زهر : يبرد تبريدا يسيرا ، وهو إلى اليبس والرطوبة إما معتدل أو قريب من الاعتدال ، وهو إلى التجفيف أميل يقوي الأعضاء ويردع ما ينصب إليها عنها ويحلل ما يمكن مما حصل فيها ، ولست أعرف شيئا للجراحات ينفع من شدة ألمها في أول أمرها ويحلل النفخ عنها مثل دهن الورد ، ويفعل في هذه المواضع مالا يصدق بمنزلة السحر . سفيان الأندلسي : دهن الورد العطر كان على زيت أو على شيرج يسكن أوجاع الدماغ مضروبا بالخل ، وينفع من أورام الدماغ الحارة والباردة إذا ضرب بالخل وغمست فيه خرق وكرر وضعها عليه مرارا ، والذي على الشيرج أكثر تسكينا للأوجاع والذي على الزيت أكثر تقوية . التميمي : وقد بات به السفوفات الحابسة والبزورات المحمصة فيقوي فعلها في الإمساك والتكسين للأوجاع في المعي المستقيم ، وينفع من وجع الأذن الحار السبب ومن ضربانها إذا قتر في قطنة وقطر في الأذن منه قطرات ، مسكن للضربان المؤلم وقد يزيل الضربان الكائن عن الأورام الحارة الكائنة عند انصباب المرة الصفراء والدم الحريف إلى الأعضاء الشديدة الحس ، وإن مسح به البدن وجميع الأعضاء مضروبا بماء الآس الرطب مع خل خمر قطع انبعاث الدم من العرق المفرط ، وإن ضرب بعصارة حماض الأترج أو بعصارة لب الخيار ودلك به أسفل قدم المحموم بيعض الحميات الحارة الكائن فيها الصداع الشديد حط البخار المولد للصداع وسكنه وإن احتقن به مفترا وقد ديف فيه صفرة بيضة مشوية نفع من قرحة المعي الكائنة في المعي المستقيم ونفع من الزجير وأدمل الشجوج ، وإن عولجت به الجراحات الغائرة أنبت فيها اللحم وأدملها ، وهو بالجملة نافع من القروح والبثور الحارة السبب الكائنة في سطح الجسد وفي باطنه مبرد لها مجفف لرطوباتها ، وقد ينفع من النملة وتقشر الجلد وداء الحية ، وقد يحل به القيروطي ويطلي على الأورام الحارة والحمرة فيدملها ويبردها ويسكن ضربانها وأوجاعها ، وخاصة إن ديف فيه شيء من كافور رباحي مسحوق وينفع من سقي شيئا من الأدوية القتالة كالنورة والزرنيخ والصابون والذراريح وما جرى مجرى ذلك ، فينبغي أن يسقى منه لمن احتاج إلى شربه في هذه المواضع وزن أوقية بماء الشبت المطبوخ ويقيأ به ويعاد شربه والقيء به ثانية ثم يسقى به وزن خمسة دراهم مع وزن درهم من الترياق الفاروق فإنه عند ذلك يأمن غائلته . وصنعته من ديسقوريدوس : خذ من الأذخر ثلاثة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت عشرين رطلا وخمسة أواق ودق الأذخر واعجنه بماء ثم زد فيه من الماء بقدر ما يغمره واطبخه بالزيت وحركه في طبخك إياه ثم صفه ثم اطرح عليه ألف وردة منقاة من أقماعها لم يصبها الماء ولطخ يدك بعسل طيب الرائحة وحركه كثيرا وفي تحريكك له اعصره عصرا رفيقا ودعه يستنقع ليلة ثم اعصره ، فإذا رسب عصيره فصيره في إجانة ملطخة بعسل ثم صير ثفل الورد في إناء ثم صب عليه عشرين رطلا وثلاثة أواق من زيت قد عفص واعصرها ثانية ، وإن أحببت فانقع العصارة في زيت ثالثة واعصرها رابعة فإنها تجيبك في المرة الأولى أول في القوة ، وفي المرة الثانية ثانيا وفي الثالثة ثالثا ، وفي الرابعة رابعا ، ولطخ الإناء بالعسل في كل مرة تريد أن تعمل ، وإن أحببت أن تنقع الورد ثانية في الدهن الذي عصرته أولا فاطرح عليه من الورد الطري الذي لم يمسه ماء على علا الأول وحركه بيدك وقد لطختها بعسل واعصره واعمل الثاني والثالث والرابع كما وصفنا أولا فإن أحببت أيضا أن تلقي على الدهن الأول وردا فالق ويكون طريا ، فإنك كلما جمدت فيه الورد قويته ، وإنما يحتمل أن يبدل فيه الورد سبعة مرار فإن أكثر من ذلك فليس يحتمل ولطخ المعصرة بعسل ، وينبغي أن يستقصي تمييز الدهن من عصارة الورد فإنه إن بقيت فيه منه بقية أفسدت الدهن وإن كانت قليلة ، ومن الناس من يدق الورد وينفعه في الزيت ويبدله في كل سبعة أيام ويفعل ذلك ثلاث مرات ثم يعكره بيده ثم يخزنه ، ومن الناس من يعفص الزيت بقصب الذريرة ودارشيشعان ، ومنهم من يلقي فيه خس الحمار لتحسين لونه وملحا لئلا يفسد . | دهن البنفسج : يبرد ويرطب وينوم ويعدل الحرارة التي لم تعتدل ، وهو طلاء جيد للجرب وينفع من الحرارة والحرافة التي تكون في الجسد ، ومن الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطا ، وإذا قطر الحديث منه في الإحليل سكن حرقته وسكن حرقة المثانة ، وإذا حل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدور الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية ، ونفع من يبس الخياشم وانتثار شعر اللحية والرأس وتقصفه وانتثار شعر الحاجبين دهنا ، وإذا تحسى منه على الريق في حوض الحمام وزن درهمين بعد التعرف على الريق نفع من ضيق النفس وتعاهد المستعمل منه في كل جمعة مرة واحدة . المنهاج : هو ملين لصلابة المفاصل والعصب ويسهل حركة المفاصل ويحفظ صحة الأظفار طلاء وينوم أصحاب السهر لا سيما ما عمل منه بحب القرع واللوز ويعتاض عنه بدهن اللينوفر ، وصنعته العاهة : أن يقطف من عيدانه ويرمى في طنجير فيه شيرج طري ويغلى فيه أو يشمس في شمس حارة أياما كثيرة حتى تخرج قوته في الشيرج ، ثم يعصر ويرمى بثفله ويرفع الدهن ويكون مقداره أربع أواقي من زهر البنفسج لكل رطل من الشيرج ، وهكذا يتخذ الدهن من سائر الأدهان أيضا ، وقد يتخذه أهل العراق على وجه آخر كما ذكره أمين الدولة ابن التلميذ ، وهو أن يؤخذ سمسم مقشور مخلوع غير مقلو مجفف ، ويجعل في كيس كرباس جديد ساق وسمسم وساق زهر بنفسج منقى مقطوع الساق غير مبلول لا كثير التندية فيعفن ولا قليلها بل متوسط ، ويشد رأس الكيس ويغطى الكيس بخرقة كرباس ويترك ثلاثة أيام أو أربعة ويخرج ويبسط على إزار كرباس في غرفة لا يقربه دخان البتة حتى يجف ويرمى عنه البنفسج يفعل ذلك به ثلاث مرات أو أربعة أو أكثر على قدر ما يقيم البنفسج ، ثم يبسط ويجفف تجفيفا جيدا ويطحن ويستخرج دهنه ويجعل في إناء زجاج ، وكلما ركد في أسفل الإناء شيء روق إلى إناء آخر يفعل به ذلك مرارا عدة حتى يصفو ، وعلى هذا المثال يتخذ دهن البنفسج بلب اللوز الحلو ، وكذا يفعل بدهن الورد والنيلوفر والنرجس والخلاف وغيره من الأزهار . | دهن النيلوفر : هو بارد رطب ، وقالت الأطباء : منافعه كمنافع دهن البنفسج إلا أنه أقوى فعلا منه في الصداع الحار ، فإنه ينفع منه منفعة بالغة وهو يقوم مقامه في غير ذلك واتخاذه كما وصفنا لك في دهن البنفسج سواء . | دهن فقاح الخلاف : التميمي : يتخذ من فقاحه وهي السنابل الناعمة التي في أغصانه المكتسية بها على نحو ما ذكرته في دهن البنفسج وهو بارد مجفف بخاصية فيه يسكن الصداع الكائن من الحرارة المفرطة ، وبخار المرة الصفراء والدم الحريف ، قامع لما يتصاعد إلى الرأس من الأبخرة الحارة إذا استنشق منه أو استعط به ، وقد يستعمل مكان دهن الورد ويقوم مقامه . | دهن الخيري : التميمي : لطيف محلل موافق للجراحات وخاصة ما عمل من الأصفر منه وهو شديد التحليل لأورام الرحم والأورام الكائنة في المفاصل ، ولما يعرض من التعقد والتحجر في الأعصاب والتقبض وفعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المحللة المتخذة من سائر الأزهار ، وقد يقوي شعر الرأس ويكثفه ويدخل في المراهم المحللة للخراجات ، وصنعته كصنعة دهن البنفسج إن اتخذ بلوز . | دهن الزنبق : سليم بن حسان : يربى السمسم بنوار الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق . غيره : دهن الياسمين حار يابس نافع من الفالج والصرع واللقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد إذا دهنت به الصدغان أو قطر في الأنف منه ، وإذا تمرخ به جلب العرق وحلل الإعياء ، ونفع من وجع المفاصل ، وإن عمل منه مع الشمع الأبيض قيروطي وحمل على الأورام الصلبة أنضجها وحللها ، وإذا دق ورق الياسمين الرطب وأغلى بدهن الخل قام مقام الزنبق . الطبري : دهن الزنبق عجيب شديد النفع لمن أخذت خصاه أن تعظم وترم بأن يقطر منه في إحليله مرارا . | دهن الحسك : ابن سرانيون : ينفع من وجع المفاصل ويحسن اللون ويزيد في الباه ويحث على الجماع وينفع الكلي والظهر وإذا شرب منه أوقية واحدة بميبختج أو نبيذ ويصب في الحقنة فينفع جدا . غيره : مفتت للحصاة في الكلي والمثانة ذرقا ومروخا يدهن به ما سفل من فقارات الظهر والخواصر والأنثيين وينفع من عسر البول منفعة عجيبة ، وقد يدخل في القيروطي وفي المراهم المحللة للأورام الحارة ، وصنعته كما يصنع سائر الأدهان من تربيته أما في السمسم بالدهن الركابي أو دهن السمسم وتعيد عليه الحسك ثلاث مرات وإن شئت صنعته بأن ترضه وتلقي عليه الدهن والماء وتحمله على النار وتصفيه وترفعه كما تقدم . | دهن نوار القندول : التميمي : هذا دهن نوار شجرة تسمى بالشام القندول وهي شجر كبار ذات شوك حاد منتظم على أغصانها وقضبانها كمثل شوك أم غيلان ، وينبت كثيرا بجبال بيت المقدس وهو يزهر في شهر أذار وهو أصفر اللون في صورة العصافير رؤوسها وأجنحتها ، ونواره شبيه بنوار شجر النشر المسمى شجر الذهب ، وقد يلقط هذا النوار من شجره ويستكثر من لقاطه وجمعه ، فمن الناس من يربيه بالسمسم المخلوع المشمس على مسوح الشعر ، وإذا اشتد حماره في الشمس بسط نوار القندول وهو طري على أزر كتان بسطا رقيقا ، ويذر عليه من السمسم المحمى مقدار ما يعمه ويغطي بإزار آخر ويترك يوما وليلة ، فإذا كان ضحى النهار غربل السمسم عن النوار وأعيد إلى الشمس مبسوطا على مسح الشعر وترك في الشمس في أوان الظهر ليحمي وينشف ما اكتسبه من رطوبة النوار ثم يجد له زهر ثانيا ويذر عليه فوق الإزار على الرسم ويغطي بإزار آخر ويترك باقي يومه وليلته يفعل به مثل ذلك ثلاث مرات أو أربعا ليأخذ السمسم قوته وذكاء رائحته ، وذلك أن رائحته تؤدي إلى رائحة عسل اللبني وهو الميعة البيضاء العطرية ، فإذا تناهت تربيته غربل وطحن السمسم مع النوار جميعا ، ثم يعصر على التخت ويجلس دهنه كما يجلس سائر أدهان الأزهار ويرفع لوقت الحاجة إليه ، ومن الناس من يأخذ له من الشيرج المخلوع نحو رطلين أو أكثر فيجعله في إناء زجاج رقيق ، ويكون في الإناء فضل سعة عن الدهن ويلقى فيه كل يوم حصة من نوار القندول ويشد رأسه بخرقة شرب ويجعله في الشمس ، ولا تزال تطعمه النوار ما بين كل يومين قبضة إلى أن يكتفي وتتركه في ذلك الإناء مع الدهن حتى تنشف الشمس رطوبة النوار ، فإذا جف النوار في الدهن قلب على منخل شعر وترك حتى يصفو الدهن ويعتصر ثخين النوار فيرمي به ويرفع الدهن في ظرف زجاج لوقت الحاجة إليه وهو دهن ذكي الرائحة حار يابس في الدرجة الثانية نافع من الرياح الناشئة في المفاصل وفي الأعضاء محلل لها نافع من أوجاع النقرس والمفاصل الباردة السبب إذا تمرخ به وقد يسخن الأعضاء الباردة والكلي والمثانة ويقوي شهوة الباء ويعين على الجماع ويقوي على الإنعاظ إذا مرخ به أسفل الظهر والحالبين والإحليل والأنثيين والمثانة ويحلل الأورام الصلبة والجاسية الباردة السبب ، وقد ينفع شمه والتنشق منه من أوجاع الرأس الباردة السبب . والزكام والنزلات والشقيقة والصداع المزمن البارد ، وإذا استعط بشيء منه حلل الرياح المستكنة في أغشية الدماغ وفتح السدد ، وينفع من اللقوة واسترخاء الأعضاء ، وقد يعقل الطبيعة إذا سكب منه في الحقن الحابسة للبطن ، وقد يقوي فم المعدة الباردة الضعيفة إذا مرخت به أو شرب منه ببعض الأدوية والأشربة المسخنة مثل شراب الراسن أو شراب الجزر أو شراب الميبة المطيبة . | دهن القرع : المجوسي : بارد رطب ينفع من حرارة الدماغ ويبسه إذا استعط به لأصحاب السرسام والمالنخوليا إذا استنشق أو صب على رؤوسهم مع يسير خل خمر ، وينفع من كل حرارة تعرض في البدن . صنعته : أن يؤخذ القرع الكبار فيقشر ويدق ويعصر ماؤه ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء ومن الشيرح الطري جزء ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويعتبر هل بقي من الماء شيء أم لا بإدخال عود على رأسه قطن إلى أسفل الإناء الذي فيه الدهن ثم يخرج ويشعل بالنار فإن لم تسمع له نشيش واشتعل فما بقي فيه من الماء شيء ، وأما استخراج دهن حب القرع فهو أن يقشر ويدق وينعم ويرش عليه الماء الحار ويعجن إلى أن يخرج دهنه . غيره : دهن لب القرع صنعته كصنعة اللوز وسائر الحبوب ، وكذا البطيخ والقثاء والخيار نافع من الصفراء والحر والصداع وخشونة الأنف ويقطر منه لمثل هذا وحده أو بلبن امرأة فإنه يجلب نوما معتدلا ومنافع دهن البطيخ والقثاء والخيار مثل منفعة دهن حب القرع إلا أن دهن البطيخ قد يستعمل في علل الأحليل من الحرقة والحصا . | دهن الأملج : يسود الشعر ويقويه ويخشنه ويطيله ويحفظه من الانتثار والتقصف ، وصفته أملج منقى من النوى وآس وقشور أصل الصنوبر بالسوية يطبخ بالماء جيدا ويصفى ويصب عليه مثل نصفه من الشيرج ، ويطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى يفنى الماء ويبقى الدهن ويرفع لوقت الحاجة إليه . | دهن الآجر : ويسمى الدهن المبارك ودهن المنفذ أيضا . الزهراوي : منافع هذا الدهن كمنافع دهن النفط إلا أنه أحر وألطف جوهرا من النفط وأشرع غوصا في الأبدان وأكثر نفعا في الأبدان الباردة البلغمانية ، ومن لطافته أنه متى دهن به باطن الكف نفذ إلى ظاهره بسرعة ، وإن سقطت منه نقطة في بعض الأجسام من النبات أو غيره انبسطت تلك النقطة وأخذت مكانا واسعا ، وإن شرب منه قدر مثقال نفع من الحصاة وعلل المثانة ويدر البول حتى أنه يشم رائحته في البول ، وإن شرب منه قدر مثقالين لين بشراب أو بشيء من لبن قتل جميع الدود والحيات التي في البطن ، ونفع من الأمغاص وجميع الأوجاع التي تكون من البرد ، وإن قطر منه في الأذن نفع من جميع عللها الباردة وقتل الدود المتولد فيها ونفع من الفالج واللقوة نفعا عظيما إذا دهن به أو شرب وينفع من عرق النسا ومن أوجاع المفاصل والظهر ، وإن حل فيه الأشق وعمل منه ضماد على الطحال أذهب ورمه الصلب في أقرب مدة وكذا يفعل في جميع الأورام الصلبة التي يكون سببها من البرد ، وإن قطر منه قطرات في أنف المصروع نفعه ونفع من انسداد الخياشيم ويسخن الدماغ ، وإن دهن به مؤخر الدماغ نفع من النسيان ، وإن قطر منه في السن الوجعة أذهب وجعها ، وإن استعمل في فرزجة أدر الطمث بسرعة وأخرج الجنين الحي والميت ، وإن احتمل في صوفة قتل الدود الصغار التي تكون في المقعدة ، وقد يفتح أفواه العروق وبحلل الدم الجامد ، وإن قطر منه شيء على شراب الزوفا وشرب نقى الرئة من الفضول الغليظة ونفع من ضيق النفس ، وإن دهن به ظاهر البدن نفع من برد الهواء ، وإن اكتحل به نفع من الماء النازل إلى العين وربما أبرأه ، وينفع من جميع السموم الباردة ومن لسع العقارب ومن شرب الأفيون والبنج واليبروح ، وما أشبه ذلك ومنافعه لذلك كثيرة . وهذه صفته : تأخذ من الزيت العتيق المقدار الذي تريد وتأخذ من الآجر الأحمر الذي لم يمسه ماء فتكسره قطعا قطعا كل قطعة من أوقية أو أوقيتين وتوقد عليه النار حتى يحمى ، ثم تأخذها واحدة واحدة وتطفئها بالزيت حتى يفرغ جميعها وتدقها دقا جريشا . وتمد منها بطون اليقطين المزججة المصابرة للنار بعد أن تجعل عليها طين الحكمة وتعلقها في الفرن على هيئة يقطين الماورد ، ولا يكون بينها وبين النار حجاب ، ثم انصب على البطون رؤوسها وطين أوصالها بطين الحكمة واترك ذلك حتى يجف جميع ذلك ، ثم أدخل النار تحت البطون برفق كلما سخنت البطون شددت النار فلا تزال تشده حتى ترى الماء يقطر أحمر شديد الحمرة ، وتحفظ أن لا تدب النار إلى الدهن القاطر فإنها تتعلق به فلا تستطيع أن تطفئه ، وفي ذلك كله تشد النار حتى لا يبقى يقطر شيئا من الدهن وتترك الفرن يبرد حتى تخرج الأثفال من البطون وتجعل غيرها إن سلمت البطون وإلا عوضت من المكسور آخر وأحكمت طينه وشددت رأسه وقطرت فيها حتى تأخذ حاجتك منه وترفعه في قارورة وتسد عليه لئلا يخرج منه شيء ، وتستعمله في علاج الأمراض الباردة المتقدمة الذكر وهو من أسرار الطب المكتوم لم أخذه تقليدا . | دهن الغار : ديسقوريدوس : يصنع دهن الغار من حبه إذا أدرك ويطبخ بالماء حتى يظهر حينئذ على قشره دسم وتمسح بالأيدي وتجمع في صدفة ، ومن الناس من يعفص الزيت الإنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة ، ومن بعد ذلك يلقون فيه ورق الغار الطري ويطبخونه ، ومن الناس من يطرح مع ورق الغار حبه وكلهم يطبخونه حتى تعبق به رائحته جدا ، ومن الناس من يخلط به ميعة وآسا وأصلح الغار ليعمل منه دهن ما كان منه جبليا عريض الورق ، وأجود منه ما كان حديثا أخضر شديدة المرارة حريفا له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق محللة للأعياء ، ويوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الأذن والنزلات والصداع وإذا شرب غنى شاربه . غيره : ينفع من الحكة والجرب والقوابي العارضة من البلغم المالح إذا دهن به في الحمام ، ويقتل الديدان والقمل والصبيان وينفع من الأبرئة ومن داء الثعلب . | المجوسي : نافع من الاختلاج والأمراض الباردة وسائر أوجاع العصب والشقيقة إذا كانت من برد ورطوبة . | دهن شجرة المصطكي : ديسقوريدوس : يعمل من ورقها وثمرتها إذا أدركت كما يعمل دهن الغار وكما يعفص أيضا ، ويبرىء المواشي والكلاب من الجرب ، وقد يقع في أخلاط الفرزجات والأدهان المحللة للأعياء ، وفي مراهم الجرب المتقرح والجذام ويحقن العرق . | دهن المصطكي : ديسقوريدوس : يعمل من المصطكي وهو مسحوق بعد تعفيص الزيت ويصلح لأوجاع الأرحام كلها لإسخانه برفق وقبضه وتليينه ، ويصلح أيضا للضمادات التي تضمد بها المعدة مثل القيروطي ، ولمن به إسهال مزمن ولمن به قرحة الأمعاء وقرحة السل ، ولما يعرض في الوجه من الآثار التي من فضول البدن بجلائه وتحسينه اللون ، وقد يعمل منه شيء فائق من الجزيرة التي يقال لها حيوس . غيره : ينفع من ضعف المعدة ويصنع أيضا على جهة أخرى ، وهو أن يؤخذ دهن خل ثلاثة أرطال مصطكي ستة أواق يطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى تذوب المصطكي في الدهن ويتحد به ، ويترك على النار ويبرد ويرفع لوقت الحاجة . | دهن الخروع : جالينوس في السادسة : في ذكر الزيت الدهن الذي يكون من الخروع أشبه شيء بالزيت العتيق ، ولذلك ينبغي أن يستعمل بدله وهو أكثر تحليلا من الزيت الحديث وألطف . | جالينوس في السابعة : أما دهن الخروع فهو أحد وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك أكثر تحليلا منه . ديسقوريدوس : ودهن الخروع يصلح للجرب والقروح الرطبة التي تكون في الرأس والأورام الحارة التي تكون في المقعدة ولانضمام فم الرحم ولانقلابه والآثار السمجة العارضة من الاندمال ، ولوجع الآذان . وإذا خالط بعض المراهم قوى فعله ، وإذا شرب أسهل وأخرج الدود الذي في البطن . الرازي : منق للعصب من اللزوجات التي ترتبك فيه . غيره : له جلاء كثير ولطافة بينة . ديسقوريدوس : ودهن الخروع يصنع هكذا يؤخذ من حب الخروع المستحكم في شجره ما أحببت وشمسه فإذا تشقق قشره وتساقط عنه فاجمع ما في داخله وصيره في هاون ودقه ناعما ، ثم اطرحه في قدر مرصصة برصاص قلعي فيها ماء واغله ، فإذا خرج دهنه كله فأنزل القدر عن النار وخذ الدهن بصدفة واخزنة ، وأما المصريون فلأنهم يحتاجون منه إلى شيء كثير يعملونه عملا آخر وهو أنهم بعد أن ينقوا حب الخروع يطبخونه ناعما ويجعلونه في خلال خوص ويعصرونه بلولب . وعلامة استحكام الخروع تساقطه من قشره . | دهن اللوز المر : ديسقوريدوس : يصلح لأوجاع الأرحام وانقلابها وأورامها الحادة ووجعها الذي يعرض منه اختناق النسا والصداع ، ووجع الأذن ودويها وطنينها وينفع من به وجع الكلي ومن به عسر البول ، وإذا خلط بعسل ، وأصل السوسن وشمع بدهن الحناء أو دهن ورد نفع من به حصاة أو ربو أو ورم في الطحال ، ويقلع الآثار التي تكون في الوجه من فضول البدن ، ويقلع الكلف ويبسط تشنج الوجه ، وينفع من تكدر البصر وكلاله ، وإذا خلط بخمر نفع القروح الرطبة التي تكون في الرأس والحرارة التي تكون في الوجه والنخالة ويستخرج كما يستخرج دهن الخروع . | دهن اللوز الحلو : معتدل البرد كثير الرطوبة ينفع من ورم الثدي ووجع المثانة إذا نالتهما حرارة ، وينفع من عسر البول والحصا والقولنج وعضة الكلب الكلب ، وينفع من الصداع ووجع المعدة والسرسام وخشونة الحلق وقصبة الرئة ومن السعال ويضر بالأعضاء والأحشاء الضعيفة . ابن رشيد : هو أفضل بكثير من دهن السمسم وهو أفضل الأدهان في الترطيب لأصحاب التشنج . غيره : إن لزوم فقار الظهر بدهن اللوز الحلو أمان من التقوس وهو الانحناء الشيخوخي . | دهن الجوز : المجوسي : قوي الحرارة محلل نافع لأصحاب اللقوة والفالج والتشنج إذا استعط به أو مرخ به البدن . المنهاج : ينفع من الأكلة والنواصير في نواحي العين وينفع أصحاب الأمزجة الباردة . التجربيين : دهن العتيق منه يلين العصب المتشنج وينفع من الأوجاع الباردة ومن القوباء منفعة بينة وينفع من داء الثعلب لطوخا . الشريف : وإذا شرب منه ثلاثة دراهم نفع من وجع الورك مجرب لا سيما إذا فعل ذلك سبعة أيام متوالية فإن دلك به البدن قطع العمل مجرب . | دهن لب الخوخ : سفيان الأندلسي : نافع من دوي الآذان ويفتح سددها إذا تمودي عليه نفع من الطرش ووجع الأذن الباردة . | دهن لب نوى المشمش : يحلل أورام السفل وغلظ الشرج ويضمد للبواسير الباطنة منها والظاهرة لطوخا والباطنة حمولا وهو شبيه القوة بدهن اللوز المر وينفع من الزحير الذي يكون من البرد والرطوبة . | دهن النارجيل : الرازي : مسخن للكلى . غيره : حار مسخن ينفع من نقصان الباه ويحد الذهن وينفع من وجع المثانة ، وهو نافع من الريح العارضة في الظهر والوركين والبواسير المتولدة من المرة السوداء والبلغم إذا شرب مع دهن نوى المشمش أو الخوخ وإن طليت به البواسير نفع منها وهو محلل لما يلحج في المفاصل من البلغم اللزج الغليظ شربا قي الأحشاء ومروخا في الحمام . | دهن البان : ديسقوريدوس : وكما يصنع دهن اللوز كذا يصنع دهن البان ، وله قوة يجلو ما يظهر في الوجه من الآثار العارضة من فضول البدن والرطوبات اللبنية والثآليل والأثار المسودة العارضة من اندمال القروح ، ويسهل البطن وهو رديء للمعدة ويوافق وجع الآذان ودويها وطنينها إذا خلط بشحم البط وقطر فيها . المجوسي : ملين للعصب نافع من الشقاق الحادث عن البرد في الشتاء . التجربتين : دهنه المطيب إذا دهن به الرأس نفع من الأوجاع الباردة منفعة بالغة ، وإذا حل فيه العنبر وطيب بيسير مسك وطلي به مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات ، وإذا قطر في الأذان نفع من أوجاعها الباردة وفتح سددها ، وإذا تمضمض به نفع من وجع الضرس البارد السبب ، وإذا دهنت به موضع الأوجاع الباردة حيثما كانت نفع منها ، وإذا دهن به فقار المفلوج والمخدور نفعه ، وإذا دهنت به المعدة وذر عليها مصطكي مسحوقا قطع القيء البلغمي وقواها ، وإذا غمست فيه قطنة أو قطعة لبد وهو حار ووضع على المعدة نفع من أوجاعها الباردة ، وإذا حل فيه المصطكي ووضع على صلابة الكبد والطحال وتمودي عليه حللها وسخن مزاج الكبد الباردة . | دهن البزر : أبو حنيفة : وعكر البزر والبزر أيضا بالفتح والكسر وهو دهن بزر الكتان . | ابن الجزار : حار رطب رديء للمعدة والمرة والبصر ينفع من الرياح ومن ضربان العروق ، ومن القروح التي في الأمعاء إذا خلط بدهن الورد واحتقن به ، ومن القوابي وسائر القروح الظاهرة إذا طلي عليها . سفيان الأندلسي : إذا حل فيه السندروس على الصفة التي يستعملها الدهانون وطليت به الجراحات الطرية بدمها أدملها وجففها ومنعها من التقيح . | دهن الفستق : حار رطب ينفع من وجع الكبد عن رطوبة وغلظ ويستخرج دهنه كما يستخرج دهن اللوز وله خاصية بإضراره المعدة . | دهن البندق : يستخرج كاللوز أيضا وهو حار رطب ينفع من السعال البارد ووجع الصدر والكبد البارد المزاج ويضر بالمعدة . | دهن البطم : ديسقوريدوس : يصنع كما يصنع دهن الغار كذلك يصنع دهن الحبة الخضراء وله تبريد وقبض كالذي لدهن الورد . الطبري : أنه يذيب الحصاة شربا وخاصة حصا المثانة . ابن سينا : يقع في إدهان الإعياء ومراهمها وهو حار نافع للفالج واللقوة . التميمي : نافع من برد الأعضاء ومن أوجاع المفاصل والظهر والأوراك والركب إذا شرب منه على الحساء ومرخ به في الحمام أو في الشمس ، ويسخن المعدة الباردة المزاج ويقوي هضمها إذا ادهنت أو أدخل في أضمدتها ويسخن الكلي الباردة ويفتح ما فيها من السدد سقيا ومروخا . | دهن البنج : ديسقوريدوس : خذ من ثمره ما كان أبيض حديثا يابسا وورقه واعجنه بماء حار ثم شمسه فما جف منه فاخلطه بالباقي ولا تزال تفعل به ذلك حتى يسود ويلين ثم اعصره في خلال حوض واخزنه . وهذا الدهن يصلح لوجع الأذن ويقع في أخلاط الفرزجات لتليينه . | غيره : بارد ينفع من السهر إذا قطر منه في الأنف ويسكن الصداع الصفراوي وينفع من قروح الرأس إذا كانت من المرة الصفراء ومن الحكة والجرب وقد يدهن به مواضع الصبيان في البدن فيقتلها ، ويدهن به الصدغين فيجلب نوما معتدلا وينفع من وجع الأذن قطورا . | دهن بزر الفجل : ديسقوريدوس : موافق لمن عرض له قمل من مرض ويجلو الخشونة التي في الوجه . المنهاج : دهن الفجل يشبه الزيت العتيق وهو أسخن من دهن الخروع لطيف ينفع من الريح في الأذن وأوجاعها من برد . غيره : يجلو بشرة الوجه وينفع من البهق والبرص ويحلل تحليلا قويا إذا دهن به ويسخن تسخينا بينا وينفع من الفالج واللقوة . | دهن القرطم : ديسقوريدوس : قوته شبيهة بقوة دهن بزر الأنجرة غير أنه أضعف منه . لي : مستفاض عند العامة بالديار المصرية أن زيت هذا البزر يولد البرص استعماله مجرب . | دهن بزر الأنجرة : ديسقوريدوس : يصنع كما يصنع دهن البنج بعد أن يقشر ويدق وقوته تسهل البطن إذا شرب . غيره : فيه قوة مسهلة للبلغم نافع من وجع الظهر إذا شرب أو دهن به . | دهن الشونيز : ديسقوريدوس : قوته مثل قوة دهن البزر . التميمي : هو مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه إذا استعط بشيء منه مع ماء المرزنجوش الرطب أو ماء اليرنوف ، وينفع الفالج واللقوة والخمر والرعشة والكزاز مطرق للروح الحيواني بتفتيحه السدد الكائنة في الدماغ والأعصاب . | دهن الخردل : ديسقوريدوس : ينفع الأوجاع المزمنة . التميمي : نافع من الصمم المزمن محلل لأورام الأذن مفتح لسددها وقد يعين على تحليل جميع الأورام البارد الصلبة وهو يسخن الأعصاب الباردة ويفتح ما يعرض في الأعصاب المؤذية للحس والحركة ، وما يعرض في فقارات الظهر وفي مؤخر الدماغ من السدد ، وقد ينفع من الخدر إذا أديم التمرخ به في الحمام ، وينبغي أن يكون ما يقصد من البدن بالمروخ به مؤخر الرأس وفقارات أعلى الظهر ، فإنه عند ذلك ينفع مما ذكرناه ، ومن الفالج والرعشة والنستان وفساد الذكر نفعا بينا ، ويستخرج دهنه على وجهين فمنه ما يدق ويعرك بالماء الحار ويعتصر على التخت كمثل ما يستخرج دهن السمسم ، ومن الأطباء من يستخرجه بنار الحضانة . قال جالينوس : يؤخذ الخردل يدق دقا ناعما ويخلط بماء حار ويخلط به زيت ويعصر . | دهن بزر الحرمل : التميمي : يستخرج على مثال ما يستخرج دهن الخردل وهو حار يابس في الثالثة مفتح لما في أغشية الدماغ من السدد ، طراد لما فيها من الرياح إذا استعط بشيء منه مع ماء البرنوف أو مع ماء المرزنجوش ، نافع من الفالج والصرع واللقوة إذا تمرخ به ، وإذا دهنت به فقارات الظهر فإنه عند ذلك يقوي الحس والحركة ويحلل الرياح المستكنة في الأعصاب والرباطات ، وينفع من أوجاع المفاصل الباردة السبب ، وإن حقن بشيء منه أسخن الكلي الباردة ونفع من عرق النساء البارد السبب وقد ينفع من الخمر والرعشة . | دهن الزقوم الشامي : التميمي : هذا دهن عجيب الفعل قوي التأثير في تحليل الرياح الباردة اللاحجة في المفاصل وأمراض البلغم ، وطبعه أنه حار في وسط الدرجة الثانية منشف في آخر الأولى نافع من الأبردة والرياح المستكنة في المفاصل والرباطات والأعصاب وفقارات الظهر ، محلل للخلط البلغمي مخرج له بإطلاق الطبيعة وبالتعرق في الحمام بعد التمرخ به وبعد شربه على الحساء أو على طبيخ الأصول ، وقد ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس البارد السبب وعرق النساء والريح اللاحجة في حق الورك ، ومقدار ما يشرب منه مع الحساء أو مع طبيخ الأصول من وزن خمسه دراهم إلى سبعة ويوالي شربه كذلك أياما ثلاثة أو خمسة ، فيتبين نفعه ويحسن أثره ، وربما أقام الزمنى من أقعد منهم من رجليه ، ويزيل الخمر وينفع من به بدء الفالج ، وهذا الدهن يستخرج كما يستخرج بغور ريحا من بلد القدس من لب نوى ثمرة تسمى الزقوم في صورة الهليلج المسمى الزقومي ، ويزعم أهل ذلك الصقع وأشياخهم وعلماؤهم أن أصله أهليلج كابلي نقلته بنو أمية من كابل في أيام دولتهم فزرعوه بغور ريحا فنبتت منه شجر عظام تمادى باقية من ذلك العهد إلى الآن وأن أرض ريحا قلبت ثمرته وغيرته عن طبع الهليلج ، فهو يثمر ثمرا أخضر في شكل الهليلج وعلى صورته غير أنه لا قبض له كقبض الأهليلج وأنه يقيم في شجره إلى أن ينضج ويصير مثال الرطب فيؤكل ظاهره إذا نضج ولان فيه يسير حلاوة مع يسير من مرارة ، وقد تغثى ثمرته إذا أكل وتسهل الطبيعة ، وربما قيأ فإذا بلغ قلع ما على ثمره من اللحم فأطعم الضعفاء وجمع حبه الذي هو نواه فأنعم غسله وتجفيفه ويكسر حتى يستخرج لبه وهو في شكل ثمر الصنوبر الكبار فيه دهانة قوية فيدق حتى ينعم دقه ، ويعجن بالماء الحار كمثل ما يفعل بقلوب اللوز ويعتصر على التخت فيخرج منه دهن عجيب غريب في صورة الزيت المغسول وطعم دهن اللوز ، ولذاذته غير كريه ولا بشع الطعم . | دهن الأترج : نافع من أمراض الشيوخ إذا دهنوا به من البرد ومن النافض العارض من حمى البرد وهي النائبة والربع ، وإذا مسح به أسفل القدمين في الأسفار عند شدة البرد سخنها غاية التسخين ، وإذا حمل على المفاصل الوجعة بعد تنقية البدن سكنها وهو نافع من الفالج واللقوة والرعشة والاختلاج ومن عرق النساء ووجع المفاصل والظهر ، وإذا قطر في الأنف نفع من الشقيقة وداء الصرع وعلل السوداء ، وينفع من برد الأعصاب واسترخائها ومن وجع الكلي والمثانة من برد ، ومن وجع الأسنان من برد إذا طليت به ، ومن الصداع البارد السبب ، وينبت الشعر الذي قد أبطأ نباته إذا طلي به موضعه ، والتمرخ به يطيب رائحة البشرة ورائحة العرق وصفته يصنع على ضروب وهو أن تأخذ من دهن الزنبق ومن دهن الخيري من كل واحد رطلا وتأخذ قشر الأترج لكل رطل دهن قشر ثلاث أترجات تبدل في كل ثلاثة أيام حتى يطيب الدهن وتحسن رائحته ويصنع أيضا بأن تأخذ الأترج الأخضر الغض فتقشر قشره الأعلى بحديدة أو بزجاجة وتصير في قدر برام ويصب عليه دهن زنبق وماء ورد ، ويطبخ بنار لينة حتى يبيض ويخرج دهنا ، ريحه في الدهن ثم ينزل عن النار ويغطى يوما وليلة ثم يصفى ويطرح فيه سك ومسك وكافور بعد المبالغة في تصفيته ولا يبقى فيه شيء من الماء فإنه يبقى عجينا ويصنع أيضا بأن تأخذ قطنة فتغمسها في الشيرج ثم توالى الأترجة النابتة في شجرها فتطيلها بالدهن في كل يوم ثلاث مرات تفعل ذلك أربعين يوما ، ثم تقطف وتجر عليها ملعقة فضة رقيقة وتستخرج الدهن شيئا فشيئا ويصنع على هذه الصورة وهر أن يربب الأترج الصغير في الطيب بالسمسم وتغطيها به حتى يأخذ السمسم قوة الأترج ويبدل له آخر يفعل به ذلك على قدر ما يزيده من قوة الدهن ، ثم يعصر السمسم ويخرج دهنه وتعصره وترفعه ، ويصنع بأن تأخذ الأترج إذا بلغ واستحكم فتنفعه ليلة ثم تأخذ فخارة لينة الحرف أو مدهن فضة لين الحرف فتجرد الأترجة جردا لطيفا لا يخدشها فتخرج الماء معه ، فإذا اجتمع ما يحتاج إليه جعل في قدح قد بخر بشيء من عنبر طيب مرتين أو ثلاثا بعد أن يترك الدهن في آنية أخرى ، وكلما كثر تبخيره كان الدهن أعطر وأقوى لنفع الدماغ ثم اجعله في زجاجة ضيقة الفم وسد رأسها بالشمع وارفعها ، فهذا الدهن من الأدهان الجليلة القدر يدخل مدخل الطيوب التي تستعملها الملوك وأهل الرفاهة . | دهن الكادي : الكادي شجرة يشبه النخل يكون باليمن مشهور بها جدا ، وهناك يتخذ منه الدهن ، وزعم التميمي أن منافعه إذا تمرخ به في الحمامات فينفع من وجع الظهر والأوراك والمفاصل ومن الرياح المسكنة فيها . وقال شمعون الراهب : دهن الكادي بارد يابس قابض قامع للحرارة يبرد ويشد الأعضاء المسترخية بقبضه ، ويعقل الطبيعة ، ويقوي المعدة ويقع في أخلاط الرامك وغيره من الأدوية المعجونة . | دهن قثاء الحمار : ابن عبدون : يؤخذ ويدق ثم تؤخذ عصارته . ثم يضاف إليها مثلها زيتا ، ثم يطبخ حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن أو يؤخذ قثاء الحمار وهو أخضر يقطع ثم ينقع في الزيت قدر ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويعلق في الشمس أربعين يوما ثم يصفى ويرفع منافعه ينفع من برد الجسد إذا دهن به ، ومن تحلب الفضول إلى الأعضاء وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه ، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين الذي يسمع فيها ويقتل عودها ، ويذهب بثقل السمع الحادث من الرياح الغليظة . | دهن الدفلي : يؤخذ من عصارة الدفلي قدر رطل ويلقى عليه نصف رطل دهن ورد أو زيت أنفاق ، ويطبخ ذلك حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن ويصفى ويرفع فينفع من الجرب الرطب يذهب به البتة . | دهن الشهدانج : وهو دهن العنب استخراجه على حسب استخراج سائر الأدهان ، وهو حار يابس ينفع من وجع العصب وصلابة الرحم وانقباضه ، ومن وجع الأذن والريح فيها ، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على الأورام الجاسية حللها . | دهن الضرو : استخراجه على حسب استخراج دهن الزيتون وهو عطري الرائحة منفعته يقوي المعدة ويشد الأعضاء وهو قريب في فعله من فعل دهن الحبة الخضراء ويبرىء المواشي من الجرب . | دهن الخشخاش الأسود : هو على ضربين إما أن يؤخذ زهره فيربب في السمسم أو يوضع في دهن الخل ويعلق في الشمس على ما وصفنا ويصفى ويرفع ، والخشخاش الأبيض كذلك منافعه بارد مخدر منوم إذا دهن به الأصداغ أو قطر منه في الأذن الوجعة من الحر سكن وجعها في المقام ، فإن حمل على الأورام الحارة سكن حرارتها وضربانها ، وأما دهن بزر الخشخاش الأبيض فإنه نافع من السعال الذي يكون عن مواد حارة تنزل من الرأس إلى الصدر شربا وادهانا به للصدر . | دهن الحنظل : يؤخذ من عصارة الحنظل المتناهي نضجه قدر أربعة أرطال ، ثم يلقى عليه من الدهن مثله ، ثم يحمل على النار حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن ، ثم يصفى ويرفع وإن لم يوجد الحنظل الأخضر أخذت اليابس ورميت بحبه وقشره وأخذت من شحمه ربع رطل وألقيت عليه رطلا من زيت وطبخته حتى تخرج قوة الحنظل فيه ورقعته واستعملته ينفع من الأمراض الباردة ، وإذا شرب أسهل بلغما ونخاما كثيرا ، وأخرج الحيات وحب القرع من البطن ، وإذا حمل على الصرة معقودا بمرارة البقر فعل مثل ذلك ، وإذا احتقن به نفع من القولنج الذي يكون سببه فضولا غليظة ، وإذا دهن به الرأس نفع من الأبرية ومنع الشعر المتساقط ، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين فيها وقتل الدود المتولد فيه ، وإذا جعل منه على صوفة وحمل على السن الوجعة نفعها وأزال الوجع وهو مسخن جدا ، وإذا دهن به مواضع الأوجاع الباردة حيثما كانت أزالها . | دهن البيض : وهو أن تأخذ من البيض عشرة وتسلقها ثم تقشرها وتأخذ محها وتجعله في مغرفة جديدة على نار جمر حتى يحترق المح ، ويخرج منه دهنه ويصير المح فحمة فترفعه في زجاجة فينفع من أوجاع المقعدة والضربان فيها ، وأوجاع الأذن والضرس وينبت شعر اللحية إن أبطأ في الخروج لطوخا . | دهن القمح : استخراجه أن تأخذ من الحنطة النقية رطلا وتجعله في زجاجة قد طينت بطين الحكمة وتلف فم الزجاجة بليفة قد صنعت من خيط الصوف الدقيق ليقوم في حلق الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ، ويمنع من أن يخرج من الزجاجة شيء إذا كبست ويتخذ كانونا ويثقب وتكبس فيه الزجاجة وتخرج رأسها إلى أسفل ويوضع ، بإزاء فم الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ويلقى حول الزجاجة سرجينا يابسا ويشعل فيه النار فإن الدهن يقطر ويرفع ويستعمل في علاج القوابي على ما وصفنا ، وقد يصنع على جهة أخرى ، وهو أن يؤخذ القمح ويوضع على رخامة وتحمى صفيحة حديد غليظة وتوضع على القمح فإن الدهن يخرج ويجمع برفق . | دهن الحمص : يؤخذ الحمص فيطحن طحنا جريشا ويجعل في قدر ويربط فمها بخرقة وتؤخذ قدر ثانية فارغة ويكون فمها أوسع من الذي فيها الحمص ثم تكب على الذي فيها الحمص ليقع فمها داخل فم هذا القدر الفارغة وبطينا جميعا وتحفر حفرة تدخل الفارغة فيها وتبقى الملأى بالحمص خارجا وتجعل على نار لينة حتى يعرق الحمص ويخرج دهنه ويسيل في القدر الفارغ . | دهن الشيلم : استخراجه على حسب استخراج دهن القمح سواء وهو حار ينفع من القوابي فوق دهن القمح بكثير . | دهن الأفسنتين : يؤخذ من فقاحه غير متناه وهو أخضر رطل ويلقى عليه أربعة أرطال من الزيت الركابي ويعلق في الشمس أربعين يوما ثم يصفى فيرفع ، وإن شئت صنعته في السمسم على ما تقدم في سائر الأدهان ، وهذا الدهن من الأدهان التي تنفع ظاهر البدن وباطنه إن شرب نفع من سدد الكبد وينفع من اليرقان ويدر الطمث ويقوي المعدة الضعيفة ، وإذا قطر منه في الأذن قتل الدود المتولد فيها ، وإذا شرب منه مقدار صالح قتل الدود والحيات في البطن ، وقد ينفع من السكر إذا أخذ قبل الشراب ، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على المعدة الضعيفة قواها ، وإن حمل على العين الوجعة نفعها ونفع من أكل الفطر القتال ، وإذا شرب مع السكنجبين العسلي كان لتفتيح سدد الكبد والطحال أقوى . | دهن القسط الساذج : يؤخذ من القسط الهندي ثلاثون درهما ثم تدق دقا جريشا وتنقع قي شراب ريحاني يوما وليلة ثم يصب عليه من الزيت الركابي أربعة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى تذهب رطوبة الشراب ، ثم يستعمل عند الحاجة إليه ، ومنافعه : إذا شرب أو دهن به البدن نفع من برد المعدة والكبد والنافض الكائن في نوائب الحميات ويحسن الشعر وينفع من جملة الأمراض الباردة . | دهن العاقر قرحا : يؤخذ من العاقر قرحا ثلاثون درهما ويفعل به كما فعل بالقسط ، وهذا الدهن يقوي المعدة وينفع الأعضاء التي يغلب عليها البرد ، وينفع من الفالج واسترخاء العصب وسائر الجسد وبطلان الحركة العارضة من غلبة البرد على الأعضاء ، وإذا دهن به الظهر والقفا قتل أدوار الحميات ذات النوائب ونفع من النافض ، وإذا مسح به البدن كله أدر العرق ونفع من الضريان والخدر وجلب إلى العضو حرارة ، وإن قطر منه في أنف المصروع نفعه وينفع من الشقيقة الباردة والصداع البارد . | دهن الحميات : ينفع من القوابي واسترخاء السفل إذا طلي به بريشة ولا يصلح للشراب البتة ، وإذا غمر به الرأس أنبت فيه الشعر وطوله وغزره وحسنه ويداوى به سائر انتثار الشعر ، وصنعته : شيرج أربعه أرطال ونصف وجعل في قدر نحاس وتصير فيها من الحبات السود ما بين الخمسين إلى العشرين ، ويسد رأس القدر ويطبخ بنار لينة حتى يتهرى وينزل عن النار ويبرد قليلا ويفتح رأس القدر ويحذر من بخارها وينزل حتى يبرد ويصفى وقد يطبخ بزيت أيضا . | دهن العقارب : ابن سينا : طلاؤه وزرقه بالزراقة في حصاة المثانة مجرب . غيره : نافع من وجع الآذان جدا ، ويبرىء من الصمم ويكتحل به الأعمش وهو له جيد ، وينفع من ريح الخصيتين وعمله أن يوضع زيت خالص في قارورة وتوضع فيه عقارب بالحناء ويوضع في الشمس الحارة ثلاثة أسابيع في الصيف ، وهو ينفع من البواسير إذا دهنت به . | دهن الجل : بالجيم وهو دهن الورد بالفارسية وقد تقدم ذكره . | دهن الحل : بالحاء المهملة وهو دهن السمسم الذي لم ينزع عنه قشره عن مسيح ، وسيأتي ذكره ودهنه في حرف السين المهملة . | دهن عسلي : هو الأومالي باليونانية وهو عسل داود عليه السلام وهو دهن الشجرة التدمرية ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها لام . | دهمت : وهو حب الغار بالفارسية وسنذكر الغار في حرف الغين المعجمة . | دهنج : كتاب الأحجار : هو حجر أخضر في لون الزبرجد يوجد في معادن النحاس كما يوجد الزبرجد في معادن الذهب ، وقد يضاف إليه نحاس مخالط جسمه وتكونه أن نحاسه إذا تحجر في معدنه ارتفع له بخار من الكبريت المتولد فيه مثل الزنجار ، فإذا صار إلى موضع تضمه الأرض وتكاثف ذلك البخار بعضه على بعض فيتحد حجرا وهو ألوان كثيرة فمنه الشديدة الخضرة ، ومنه الموشى ، ومنه الطاووسي ، ومنه الكمد ، ومنه ما بين ذلك ، وربما أصيبت هذه الألوان في حجر واحد يخرطه الخراطون ، فتخرج فيه ألوان كثيرة من حجر واحد ، وذلك على قدر تكونه في الأرض طبقة بعد طبقة وهو حجر فيه رخاوة ويصير صافيا مع صفاء الجو ويتكدر مع كدره ، وفيه خاصية سم ، وإذا انحك انحل سريعا لرخاوته فإن سقي من محكه أو سحالته شارب السم نفعه بعض النفع ، وإن سقيته لمن لم يشرب سم كان سما مفرطا ينفط الأمعاء ويلهب البدن بثرا ويعفن فلا يكاد يبرأ سريعا ومص مائه بعد إمساكه في الفم رديء لمن فعله ، وإذا مسح به على موضع لدغ العقرب سكنه بعض السكون ، وإذا سحق منه شيء وديف بالخل ودلك به القوابي الحادثة في الجسد من المرة السوداء ذهب بها وينفع من السعفة في الرأس وفي جميع الجسد . إسحاق بن عمران : وقوته في الحرارة من الدرجة الرابعة ، وإذا سحق فهو أجود ما يكون مدوفا بمسك للذي يصرع ولا يعرف حاله يستعط به ثلاث مرات ويبخر به ثلاث مرات فيبرأ . | دومر : قال أبو حنيفة : هو المقل وهو شجرة تعبل وتسمو ولها خوص كخوص النحل ويخرج أقناء كأقنائها فيها المقل ، ويقال لخوصها الطفلي والأسلم وهو قوي متين يصنع منه حصر وغرائر ، وثمره هو المقل والوقل ، ورطبه الهش ويبيسه الحشف وهو سويقه وهو الحسك وسيأتي ذكر المقل في حرف الميم . | دوايا أغريا : الفلاحة : وهو قضيب ينبت بين الصخور وفي الأرض المخصبة الصلبة تعلو شبرا وهو مصمت الداخل تشوبه صفرة يسيرة وعليه زغب من أسفله إلى أعلاه وأوراق زغبه إلى الصفرة ، وله في رأسه أربع ورقات مربعة الشكل تضرب . إلى البياض في خضرة وفوقها شيء نابت فيه بزر بغير ورد رائحته طيبة ويؤكل نيئا ومطبوخا وفيه حرافة يسيرة وهو جيد للمعدة مدر للبول يخرج منه رطوبات غليظة وربما أسهل البطن إذا أكل نيئا مطبوخا مطيب للجشاء . | دوسر : أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل السراة قال : الدوسر ينبت في أصناف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع في الطول وله سنبل وحب صغار دقيق أسمر يختلط بالبر نسميه الزوان . قال : وهذه الصفة صفة حب ينبت عندنا أيضا في الزرع دقيقة فيها خضرة لا تفسد الطعام ، وقد تؤكل وهي طيبة ، وأما الزوان فهو مسكر وتسميه الدبقة والتي تسكر عندنا هي حبة مدورة صغيرة تسمى بالفارسية الحر ، وفيها علقمة يسيرة وليس شيء مما يخالط الحنطة عندنا أشد إضرارا للطعام من الذي يسمى بالفارسية الشيلم . ديسقوريدوس في الرابعة : أغيلص هي عشبة لها ورق شبيه بورق سنبل الحنطة إلا أنه ألين منه في طرفه ثمرة في غلافين أو ثلاثة يظهر في جوف الغلف شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر ، جالينوس في السادسة : قوته محللة كما قد يدل على ذلك طعمه ، وذلك أن فيه حرافة يسيرة وقد يستدل على ذلك منه بأن تشفي الأورام التي تبتدىء أن تصاب والنواصير التي تحدث عند العينين ويعرف بالغرب . ديسقوريدوس : هذا النبات إذا تضمد به مع الدقيق أبرأ الغرب المتفجر وحلل الأورام الصلبة ، وقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف ، وتستعمل لهذه العلل . أريناسيس : يذهب بداء الثعلب لطوخا . أبو العباس النباتي : هذا الدواء ليس بالدوسر وإنما هو نوع منه ، وهذا هو الشيلم المعروف عند العرب بالزوان . | دوقس : ديسقوريدوس في الثالثة : منه ما يقال له مريطيقوس له ورق شبيه بورق الرازيانج إلا أنه أصغر منه وأدق وله ساق طولها نحو من شبر وإكليل شبيه بإكليل الكزبرة وزهر أبيض فيه ثمر أبيض حريف عليه زغب إذا مضغ كان طيب الرائحة وعرق في غلظ أطبع طوله نحو من شبر ، وينبت في مواضع صخرية وأماكن يطول مكث الشمس عليها ، ومنه ما يشبه الكرفس الذي ليس ببستاني طيب الرائحة عطرها حريف يحذو اللسان وأجودهما الذي يقال له قريطيقوس ، ومنه صنف ثالث ورقه شبيه بورق الكزبرة وله زهر أبيض ورأس مثل رأس الشبث وثمره وإكليل شبيه بإكليل النبات الذي يقال له اسطافالينس ، وهو الجزر مملوء بزرا طويلا شبيه بالكمون حريف . جالينوس : بزره حار حرارة شديدة حتى أنه يدر البول وهو في إدراره للبول من أقوى الأدوية ويصلح أيضا لإدرار الطمث ، وإذا وضع من خارج حلل غاية التحلل ، وورقه أيضا قوته هذه القوة بعينها إلا أنه أضعف من بزره ، وذلك بسبب ما يخالط الورق من الرطوبة المائية التي هي أيضا حارة المزاج . ديسقوريدوس : وبزر هذه الأصناف كلها إذا شرب أسخن وأدر الطمث والبول وأحدر الجنين وسكن المغص والسعال المزمن ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الرتيلا ، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية ، ومن أصناف الموقس إنما تستعمل البزرة ما خلا الصنف منه الذي يقال له قريطيقوس ، فإن أصله أيضا يستعمل وقد يشرب أيضا بالخمر لضرر الهوام . الغافقي : هو حار يابس في الثالثة يسخن المعدة ويحلل النفخ والرياح ويعين على الاستمراء وينفع من لدغ العقارب إذا طبخ ، وإذا شرب ماؤه أو صب على موضع اللدغة وينقي الرحم ويعين على الحبل لذلك ويذهب شهوة الجماع وطبيخه ينقي الصدر بالنفث ، ويحلل المواد الغليظة من الأمعاء وينفع من المغص ، وإذا خلط ببزر الكرفس قوي فعله . سفيان الأندلسي : النوع منه الذي بزره دقيق في مقدار بزر الأنيسون دقيق إلا أنه مزغب حريف الطعم يطرد الرياح من المعدة والأمعاء ، وينفع من الأوجاع المتولدة عنها وينفع من الاستسقاء الريحي شربا . لي : بزر هذا النوع هو المعروف بالشام بالقميلة تصغير قملة ، ويعرف بالبيت المقدس وما والاه بحشيشة البراغيث ، وذلك أنهم يأخذون بزرها ويفركونها بالزيت الطيب ويطرحونها في فرشهم عند النوم فيخدر البراغيث من رائحته ولا يكون لها قوة تلدغ بها . | دود القرمز : ديسقوريدوس في الرابعة : وقد يؤخذ من شجر البلوط في البلاد التي يقال لها قيلقيا شيء صدفي صغير شبيه بالحلزون ، وتجمعه نساء أهل تلك البلدة بأفواههن ويسمونه فقيص . جالينوس في الثامنة : إذا أخذ هذا من الشجر وهو رطب طري فهو يبرد ويجفف في الدرجة الثانية ، لأن فيه شيئا يقبض شيئا معتدلا وسيأتي ذكر القرمز في حرف القاف . | دود البقل : ديسقوريدوس في الثانية : يقال إنه إذا تلطخ به مطبوخا مع الزيت منع المتلطخ به من نهش ذوات السموم من الهوام . | دود البقل : الشريف : وأما الدود الأصفر الذي يتكون في الزبل فإنه إذا طبخ في زيت عتيق حتى ينضج ودهن بذلك الزيت الفرطسة وداء الثعلب شفاهما بدوام دلكهما به وهو في ذلك عجيب . | دود الصباغين : هو دود القرمز وقد تقدم ذكره . | دوادم : ويقال دودم وهو شيء يخرج من أجواف الخشب مثل الصمغ أسود في حمرته يشبه الدم وأكثر نباته بأرض الشام بجبل بيروت يخرج من شجر يسمونه العرعر ويستعمل أهل الجبل المذكور هذه الصميغة فيما يستعمل فيها الموميا مجرب عندهم . | دود الحرير : الشريف : هو عود أصله بزر يلده عود آخر دقيق على هيئة بزر الحناء يوجد في شهر مايو وهو أيار ويوضع في خرقة نقية وتعلقه المرأة في عنقها بين ثدييها بعد النظافة والزينة ولبس الثياب السرية ويلقى كذلك تقعد وتنام إلى أن يتم له مقدار عشرين يوما ، وتقعده في بيت لا يدخله ريح ولا ضوء كثير حتى يعلق ما تحرك منه بورق التوت فتزيله وتمسك الباقي معلقا عليها إلى أن يتحرك كله وهي تنفله شيئا بعد شيء إلى ورق التوت ويربى في آلات مصنوعة من الحلفاء مطرات بأرواث البقر إلى أن يعمل الحرير الخام ، تبنيه على أنفسها بنيانا ويموت داخله ، فإذا غزل الحرير استخرجت وعلفت بها الدجاجة فسمنتها إذا أخذت هذه الدودة وجففت ووضعت في خرقة أرجوان وعلقت على المحموم أبرأه ذلك ، وإذا جففت وسحقت ووضعت من سحقها زنة ثلاثة دراهم في حساء حنطة ويشرب أياما متوالية حسن لون الوجه وخصب البدن . | دوغ : هو مخيض البقر ، وسيأتي ذكره مع اللبن في حرف اللام . | دود خشب الصنوبر : جالينوس : ذكره مع الذراريح ، وقال : إن قوته شبيهة بقوة الذراريح كذا فعل ديسقوريدوس أيضا . الشريف : إذا دقت وضمد بها عفنت اللحم ، وكذا تفجر الدماميل والأورام المحتاجة إلى البطء . | دوفص : هو البصل وقد ذكرته في حرف الباء . | دواء اللحية : هو الجنطيانا عن دويس بن تميم وقد ذكرتها في حرف الجيم . | دوشاب : هو نبيذ التمر . | دوص : هو ماء الحديد ، وزعم قوم أنه خبثه . | دوقوا : قالت التراجمة : إن أصل هذه الكلمة باليونانية دوقص ، وقد ذكرته ، والذي يخص باسم الدوقوا اليوم في زماننا هذا هو بزر الجزر البري ، وقد تقدم القول على نوعي الجزر بريه وبستانه في حرف الجيم . | دور حولي : هو النوع من السوسن البري المسمى باليونانية كسفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال . | ديودار : بالفارسية ومعناه شجر الجن . ابن سينا : هو من جنس الأبهل يقال له الصنوبر الهندي ، وتشبه عيدانه عيدان الزرنباد فيه حدة يسيرة وشيرديودار ، وهو لبنه حار حريف محرق معطش ، يبسه في الثانية أكثر من حدته جيد لاسترخاء العصب والفالج واللقوة غاية لا شيء أفضل منه ، وينفع من الأمراض الباردة في الدماغ والسكتة والحصا في الكلية والمثانة ، وينفع الصرع ويحبس الطبيعة ويزيل استرخاء المقعدة قعودا في طبيخه . | ديفروحس : معناه باليونانية المعقدة المضاعف الاحتراق والتشييط . ديسقوريدوس في الخامسة : هو ثلاثة أصناف فصنف منه معدني يكون بقبرس فقط وهو جوهر من جنس الطين ، يخرج من بئر في تلك الجزيرة ثم يجفف في الشمس ، وبعد أن يجفف يوضع حواليه الدغل ويحرق ، ومنه صنف آخر كأنه عكارة النحاس التي يصفى غليظه ، وذلك أنه بعد صب الماء على النحاس وإخراجه من الطوابيق يوجد في أسفلها هذا الصنف وفيه قبض النحاس وطعمه ، ومنه صنف آخر يعمل على هذه الصفة يؤخذ الحجر الذي يقال له بوريطس ، وهو المرقشيثا ويصير في أتون مدة أيام كما يطبخ الكلس ، فإذا صار لونه شبيها بلون المغرة أخرج من التنور أو الأتون ورفع ، ومن الناس من زعم أنه قد يعمل صنف آخر رابع من حجارة يعمل منها النحاس إذا شويت هذه الحجارة في المواضع التي يقال لها البيادر وهي الكوخات وصرت في إناء وطبخت فإنه يوجد منه حول الإناء شيء وإذا أخرجت هذه الحجارة أصيب أيضا فيها شيء كثير ، وينبغي أن يختار من الديفروحس ما كان منه في طعمه شيء من طعم النحاس وطعم الزنجار ، وكان قابضا يجفف اللسان تجفيفا شديدا ، وهو ليس يوجد في الجوهر الذي يقال له الآجر المحرق وقد يحرق الآجر ويباع بحساب الديفروحس . جالينوس في التاسعة : قوة هذا وطعمه قوة وطعم مركب ، وذلك أنه فيه شيء قابض بقبض وشيء حار قليل فهو لذلك دواء نافع للجراحات الخبيثة الرديئة نافع جدا في علاج القروح الحادثة في الفم إن استعمل وحده مفردا وإن استعمل مع العسل المنزوع الرغوة ، وينفع أيضا في مداواة الخوانيق إذا استعمل بعدما قد منع وقطع أولا ما كان يجري وينصب إلى تلك الأعضاء ، وقد استعملته أيضا لما قطعت اللهاة فداويتها به ساعة قطعها ثم أعدته مرارا كثيرة إلى أن اندملت لأنه دواء يدمل ويحتم إدمالا وحتما شديدا ، وينفع من هذا العضو خاصة في جميع الأعضاء التي تحدث فيها الجراحات ، ولذلك هو نافع للقروح الحادثة في العانة وفي الدبر واستعماله في هذه الأعضاء يكون مثل استعماله في الفم لأن هذه الأعضاء تستريح بمثل هذه الأدوية بأعبائها وينتفع بها ، والسبب في ذلك أنها أعضاء حارة رطبة على مثال واحد . ديسقوريدوس : وقوته مجففة منقية تنقية قوية تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح وتدمل القروح الخبيثة المنتشرة في البدن ، وإذا خلط بصمغ البطم أو بقيروطي حلل الدبيلات . غيره : ينشف قروح الرأس الرطبة وإذا سحق بالخل وطليت به الحكة أبرأها ، وإذا سحق ونثر على الشعر الغليظ دققه ولينه . | دينساقوس : هو شوك الدارجين عند أهل المغرب ويعرف أيضا بمشط الراعي . ديسقوريدوس في الثالثة : صنف من أصناف الشوك وله ساق طويلة مشوكة وورق يحيط بالساق شبيه بورق الخس على كل عقدة من الساق ورقتان والورق محيط مستطيل مشوك أيضا في وسطه من داخل ومن خارج شبيه بنفاخات الماء مشوكة أيضا في وسطه من داخل ومن خارج وما يلي الساق من الورق ذو عمق ، ويجتمع فيها ماء من الأمطار والطل ، ولذلك سمي دينساقوس وتفسيره العطشان وعلى كل شعبة في طرف الساق رأس شبيه برأس القنفذ إلى الطول ما هو مشوك إذا جف كان لونه أبيض وإذا شق تراءى في وسطه ما داخله ديدان صغار . جالينوس في السادسة : هي شوكة وأصلها تجفف في الدرجة الثانية وفيه أيضا شيء يجلو . ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا طبخ بالشراب ودق حتى يصير قوامه مثل قوام القيروطي وضمدت به المقعدة أبرأ الشقاق العارض لها والنواصير العارضة في البدن ، وينبغي أن يجعل هذا الدواء في حق من نحاس ، وزعم قوم أنه يبرىء الصنف من الثآليل التي يقال لها النملية ، والصنف منها الذي يقال له : أفروخودوس ، وزعم قوم أن الديدان الموجودة في رؤوس هذا النبات إذا أخذت وشدت في جلد وعلقت في الرقبة أو في العضد أبرأت حمى الربع . الغافقي : سماه صاحب الفلاحة خس الكلب ، وتسميه الجرامقة بحناء وزهره يدق رطبا كان أو يابسا وهو رطب أحسن ، ويجعل في خرقة نقية وتربط الخرقة وتدلى في اللبن وتمرس حتى لا يبقى في الخرقة شيء ويصب ذلك اللبن على لبن آخر فإنه يعقمه ويصيره جميعه قطعة واحدة لا ماء فيه البتة ، ومتى سلق هذا النبات وجدت به المواضع التي يحتاج إلى قطعها منع الحس ، وإذا حل في الماء كما يحل لعقد اللبن وشرب ثلاث غدوات على الريق أذهب الطحال ، وإذا سلق هذا النبات وأكل فهو مسخن يدر البول ويذهب الاقشعرار ويقوي النفس . | غيره : حمل هذا النبات يطبخ ويسد حينئذ ويضمد به موضع لسعة الأفعى وكل ذي سم فيبرأ . | دياقوذا : المسيح ابن الحكم : هو صنفان ساذج وغير ساذج وهو شراب رمان الخشخاش . | دينارويه : هي الحزا والزوفرا عند أطباء العراق ، وأما أطباء المغرب فيقولون إن الزوفرا غير الحزا ، وقد ذكرت ما قيل في الحزا في باب الحاء المهملة وما قيل في الزوفرا في الزاي . | ديك برديك : معناه بالفارسية قدر على قدر وهو الدواء الحاد المركب . |
صفحه ۴۱۱
1 ( حرف الذال ) 1
صفحه ۴۱۲
ذاقني الاسكندراني : معناه باليونانية الغار الإسكندراني ولذلك ذكره أكثر المصنفين في هذا الفن مع الغار لا لأنه من أنواعه إلا من أجل اشتراكه مع الغار في الاسمية فقط لأن اسم الغار باليونانية ذاقني وهذا النبات لم أتحققه أنا بعد ولا وقفت عليه . قال شيخنا ومعلمنا أبو العباس النباتي : هو نوع من الشقاقل ينبت عندنا ببعض جبال الأندلس كثيرا . ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الآس إلا أنه كبر منه وألين وأشد بياضا وله ثمر فيما بين الورق أخضر في قدر الحمص وقضبان طولها نحو من شبر وأكثر وأصل شبيه بأصل الآس البري إلا أنه ألين منه وأعظم وهو طيب الرائحة وينبت في مواضع جبلية وإذا أخذ من أصله مقدار ستة درخميات وشرب بالطلاء نفع النساء اللواتي تعسر ولادتهن ومن تقطير البول ومن يبول دما . جالينوس في السابعة : مزاجه حار حرارة ظاهرة قوية وذلك أن من يذوقه يجده حادا حريف الطعم وفيه مرارة ومن جربه وجده يد الطمث والبول . ديسقوريدوس في الرابعة : وأما النبات المسمى خاماذاقني ومن الناس من يسميه ذاقني الإسكندراني ومعناه غار الأرض فهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع ساذجية قائمة دقاق ملس وله ورق شبيه بورق ذاقني وهو الغار إلا أنه أشد ملاسة منه بكثير ولونه أخضر وثمر مستدير أحمر متصل بالورق وورق هذا النبات إذا دق ناعما وتضمد به سكن الصداع والتهاب المعدة وإذا شرب بالشراب سكن المغص وعصارته إذا شربت بالشراب سكنت المغص وأدرت البول والطمث وإذا احتملتها المرأة في فرزجة فعلت ذلك . جالينوس في السادسة : وأما النبات المسمى خاماذاقني فقضبانه تؤكل ما دامت طرية وقوته شبيهة بقوة النبات المسمى ذاقني الإسكندراني . عبد الله بن صالح : الفرق بين ذاقني الإسكندراني وبين خاماذاقني أن الأول أعرض ورقا وورقه مع طول القضبان وخاماذاقني أضيق ورقا وقضبانه عارية من الورق وسائر أوصافها واحدة ويسميان بالأندلس بينب . لي : البينب أوله باء بواحدة مفتوحة ثم ياء باثنتين من تحتها مضمومة ثم نون ساكنة بعدها باء بواحدة من أسفلها ساكنة ويدبغ بها الجلود بغربي بلاد الأندلس . | ذافنوبداس : ومعناه باليونانية الشبيه بالغار يعني في ورقه خاصة وهذا النوع من النبات يعرفه شجارو الأندلس بالمازريون العريض الورق وبالماذر أيضا ومنهم من يعرفه بالخضراء ، وبالبربرية إدرار وهو مشهور عندهم بما ذكرناه آنفا ، وهذا النبات كثير بأرض الشام وخاصة بجبلي لبنان وبيروت ويعرفونه بالبقلة وهو عندهم دواء رديء الكيفية ويحذرون من استعماله . | ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من يسميه خاماذاقني وأوفاطالن وهو تمنش طوله نحو من ذراع ، وله أغصان كثيرة دقاق في نصفها الأعلى ورق وعلى الأغصان قشر قوي لزج وورقه شبيه بورق ذاقني إلا أنه ألين منه وأقوى وليس بهين الانكسار ويلذع اللسان ويحذو الفم والحنك ، وله زهر أبيض وثمر إذا نضج كان أسود ، وله أصل لا ينتفع به في الطب وينبت في أماكن جبلية ، وورق هذا النبات إذا شرب يابسا ورطبا أسهل الفضول البلغمية وقد يهيج القيء ويدر الطمث ، وإذا مضغ حلب من الفم البلغم وهو أيضا معطش وإن أخذ من حبه خمس عشرة حبة وشربه بشراب أسهلت البطن . جالينوس في السادسة : قوته شبيهة بقوة ذاقني الإسكندراني . | ذيل : الشريف : هو جلد السلحفاة الهندية إذا صنع منه مشط ومشط به الشعر أذهب نخالة الشعر ، وأخرج الصيبان وإذا أحرق وعجن رماده ببياض البيض وطلي به على شقاق الكعبين والأصابع نفعه ، ونفع أيضا من شقاق الباطن العارض للنساء عند النفاس ويذهب آثاره ، وقيل هو جلد السلحفاة البحرية . | ذباب : خواص ابن زهر قال : هو ألوان فللإبل ذباب وللبقر ذباب وللأسد ذباب وأصله دود صغار يخرج من أبدانهم وما يخرج من أبدان غير ذلك يتحول ذبابا وزنابير وذباب الناس يتولد من الزبل ، قال : وإن أخذ الذباب الكبير فقطعت رؤوسه ويحك بجسدها على الشعيرة التي تكون في الأجفان حكا شديدا فإنه يبرئه ، وإن أخذ الذباب وسحق بصفرة البيض سحقا ناعما وضمدت به العين التي فيها اللحم الأحمر من داخل الملتصق بها الذي يسمى كرماشيش فإنه يسكن من ساعته ، وإن مسحت لسعة الزنبور بذباب سكن وجعه وإن حك الذباب على موضع داء الثعلب حكا شديدا فإنه يبرئه . | ذراريح : جالينوس في الحادية عشرة : قد جربناها تجربة ليست باليسيرة في علاج الأظفار البرصة فوجدناها إذا وضعت عليها مع قيروطي كانت نافعة لها أو مع مرهم قلعتها حتى يسقط الظفر كله ، وقد يخلط من الذراريح مرارا كثيرة مع الأدوية النافعة للجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد ، ومع أدوية أخر شأنها التغيير ، ومع أدوية أخر تقلع الثآليل المنكوسة المعروفة بالمسامير ، وقد كان رجل يلقي شيئا منها يسيرا في الدواء المدر للبول وبعض الناس يلقي أجنحتها وأرجلها فقط ، ويزعمون أن الأجنحة والأرجل تنفع من شرب أبدان الذراريح ، وقوم آخرون يقولون خلاف ذلك أن أبدانها تنفع من أجنحتها وأرجلها وطلب به ما يطلب بسم الموت ، وأما أنا فإني إذا خلطتها ألقيتها كما هي بأجنحتها وأرجلها ، ومما ينفع من جميع الوجوه التي جربت فيها الذراريح تلك الذراريح الأخر التي تكون على الحنطة وفي أجنحتها خطوط بالعرض صفر وخاصة إن ألقيت منها في كوز فخار جديد وصيرت على فم الكوز خرقة كتان نظيفة وأمسكت الكوز والخرقة مشدودة على فمه وهو مكبوب على قدر فيها خل حتى يتصاعد منها بخار الخل فيختنق ، وعلى هذا المثال ينبغي أن يعمل بالحيوان المسمى برشطش وهو جنس من الحيوان يشبه الذراريح في منظره وقوته والدود الأخضر الذي يوجد على شجر الصنوبر قوته هذه القوة بعينها . ديسقوريدوس في الثانية : قيمازيدس وهو نوع من الذراريح ما كان منه يتولد بين الحنطة فإنه يصلح للجرب فينبغي أن يصير في إناء غير مقير ويسد فمه بخرقة سخيفة نقية وتقلب وتصير الفم على إناء فخار فيه خل ثقيف مغلي ولا يزال الإناء ممسكا على الفخار حتى يميت الذراريح ، ومن بعد ذلك تشد في خيط كتان وتخزن وأقواها فعلا ما كان منها مختلف اللون في أجنحتها خطوط صفر بالعرض وأجسامها كبار طوال ممتلئة شبيهة في العظم ببنات وردان ، وما كان منها في لون واحد لا يختلف فيه فإن فعله ضعيف وكذا يحرق الصنف من الذراريح الذي يقال له سوشطش وتفسيره نافخ النار ، والصنف من الذراريح الذي يقال له فنطيون وهو دود الصنوبر يصير على منخل ويعلق المنخل على رماد حار ويقلى على المنخل قليا يسيرا ، ثم يخزن ، وقوة الذراريح بالجملة مسخنة معفنة مقرحة ، ولذلك يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للأورام السرطانية ويبرىء الجرب المتقرح والقوابي الرديئة إذا خلطت بالفرزجات الملينة أدرت البول والطمث ، وقد زعم قوم أن الذراريح إذا خلطت بالأدوية المعجونة نفعت المحبونين بإدرارها البول ، ومن الناس من زعم أن أجنحة الذراريح وأرجلها بادزهرا لها إذا شربت . ابن ماسويه : إن اكتحلت نفعت الظفرة . الحور : بالغة النفع للسعفة لطوخا بخل . ابن سينا : قليله يعين الأدوية المدرة من غير مضرة ، وقال بعضهم : ويسقى واحد منها لمن يشكو مثانته ولا ينجع فيه العلاج ، وهو نافع وشرب ثلث طاسيج منه مقرح للمثانة . جالينوس : تقريحه هو لإمالة المادة الحادة إليها التي لا يخلو عنها بدن مع خاصية فيها . الغافقي : إذا طلي بمسحوقها مع خل قتلت القمل وكانت صالحة للبرص وللزيت الذي تطبخ فيه قوة ينبت بها الشعر في داء الثعلب وإن حل به على لسع العقرب نفع نفعا بينا . سفيان الأندلسي : إذا أضيف من جرمها المجفف المسحوق مقدار حبتين في شربة الحصا وصلتها ونفع من ذلك نفعا بليغا ودهنها يحل الأورام البلغمية الصلبة منها والرخوة جدا . الشريف : إذا أغرقت في دهن وشمست فيه أسبوعا وقطر من ذلك الدهن على الأذن الوجعة شفي ألمها وينفع من الصمم الحادث والنوع الطيار منها ذو الأجنحة يسمى بالبربرية أزغلال إذا درست ورميت في مرقة لحم بقري وتحساه المعضوض من كلب كلب نفعه نفعا بينا عجيبا لا يعدله في ذلك شيء وعلامة شفائه أن المعضوض يبول دودا ذوات رؤوس سود ، وإذا أخذ منه النوع الأسود المطرف بالحمرة وغمر في الدهن العتيق وشمس ستة أشهر ثم من بعد ذلك دهن بالدهن الفرطسة بعد الحلق والإنقاء بالدواء كان ذلك دواء عجيبا لأنه يخرج الفرطسة بأصولها ويجفف الرطوبة الفاسدة منها . المنصوري : من سقي من الذراريح أخذه وجع في العانة ومغص وتقطيع وحرقة البول وبال دما مع وجع شديد ، وربما احتبس بوله ثم اندفع مع الدم بلذع وحرقة شديدة ، وربما يورم القضيب والعانة ونواحيها ويعرض له حرقة في الفم والحلق والتهاب شديد وحمى واختلاط . الطبري : سم الذراريح حار جدا يقصد المثانة ويحرقها حرقا ويخرج منها الدم واللحم بالبول ويأخذ منها الغشاء وتظلم منه العينان وعلاجه أن يتقيأ بماء الشبث المطبوخ والسمن البقري ويستنقع في ماء حار ويتمرخ بدهن الخل ويحقن بماء كشك الشعير المطبوخ مع دهن الورد وبزر الكتان . | ذرة : الفلاحة : هو من جنس الحبوب يطول على ساق أغلظ من ساق الحنطة والشعير بكثير وورقه أغلظ وأعرض من ورقها . المجوسي : أجوده الأبيض الرزين وهي باردة يابسة مجففة ، ولذلك صارت تقطع الإسهال وإن استعملت من خارج كالضماد بردت وجففت . | ذرق الطير : هو النبات المعروف باليونانية بالبثومة وقد ذكرته في حرف الباء . | ذرق : هو الحندقوقي قال أبو حنيفة : قال أبو زياد : من العشب الذرق ويسمى العرقصان وفيه شبه من القت يطول في السماء ، وينبت كما ينبت القت ، وهو ينبت في القيعان ومناقع المياه ، وقد رأيته بالعراق ويبيعه الأنباط ، ويسمونه الحندقوقي ، وقد ذكرته في الحاء . | ذفراء : الرازي في الحاوي : قيل أنه سذاب البر ، قال أبو حنيفة : هي عشبة خبيثة الريح ترتفع قدر شبر خضراء ولها ساق وفروع ورقها نحو ورق الرحم مرة وريحها ريح القثاء ، ولها زهر أصفر خشن وتكثر في منابتها ويدق ورقها ويشرب لوجع الخوف وحمى الربع ووجع الكبد فينتفع به جدا . | ذنب الخيل : ديسقوريدوس في الرابعة : أقودش هو نبات ينبت في مواضع فيها ماء وفي الخنادق وله قضبان مجوفة لونها إلى الحمرة فيها خشونة وهي صلبة معقدة ، والعقد داخل بعضها في بعض ، وعند العقدة ورق شبيه بورق الأذخر دقاق متكاثفة ، وهذا النبات يستنبت بما قرب من الشجر ويعلو على الشجر ثم يتدلى منه أطراف كثيرة شبيهة بأذناب الخيل ، وله أصل خشبي صلب . جالينوس في السادسة : هذا نبات قوته قابضة مر ، ولذلك صار يجفف غاية التجفيف من غير لذع فهو بهذا السبب يدمل الجراحات العظيمة إذا وضع عليها كالضماد ولو كان العصب في تلك الجراحات قد انقطع فينفع من الفتق الذي تنحدر فيه الأمعاء ، ومن نفث الدم ومن النزف العارض للنساء وخاصة ما كان من النزف أحمر ومن قروح الأمعاء وسائر أنواع استطلاق البطن إذا شرب بالماء ، وقد تحدث عنه قوم أنه أدمل في وقت من الأوقات به جراحة وقعت بالمثانة والأمعاء الدقاق وعصارته تنفع من الرعاف ومن العلل التي تستطلق فيها البطن إذا شرب بشراب مع شيء من الأدوية القابضة فإن كان هناك حمى فبالماء . | ديسقوريدوس : وهذا النبات قابض ، ولذلك صارت عصارته تقطع الرعاف جيدة ، وإذا شرب بشراب نفع من قرحة الأمعاء وقد يدر البول وورقه إذا دق ناعما وضمدت به الجراحات بدمها ألحمها ، وأصل هذا النبات والنبات أيضا ينفعان من السعال ومن عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب ومن شدخ أوساط العضل ، وقد يقال إن ورقه إذا شرب بالماء ألحم قطع الأمعاء وقطع المثانة والكلي وأضمر قيلة الأمعاء وقد يكون صنف آخر من أقورش وهو ذنب الخيل له أطراف أقصر من أطراف الصنف الآخر وأشد بياضا وألين ، وإذا دق ناعما وخلط وضمدت به الجراحات الخبيثة أبرأها . مجهول : ذنب الخيل ينفع من أورام المعدة والكبد ومن الاستسقاء . | ذنب العقرب : ديسقوريدوس في آخر دواء من الرابعة : سقرينوبداس ومعناه الشبيه بالعقرب . | هذا نبات له ورق قليل وبزر شبيه بأذناب العقارب ، وهذا البزر إذا تضمد به نفع الملسوعين من العقارب . جالينوس في الثامنة : هذا الدواء يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية . | ذنب السبع : وهو ذنب اللبوة أيضا وبعجمية الأندلس قيد أنه ينبت في الزروع . ديسقوريدوس في الرابعة : قرسون هو نبات له ساق طولها نحو من ذراعين وما سفل من الساق فإنه ذو ثلاث زوايا عليه شوك لين متباعد بعضه من بعض ، وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الثور وعليه زغب ليس بالكثير ، بل باعتدال وهو أصغر من ورق لسان الثور ولونه إلى البياض مشوك الأطراف وما علا فإنه مستدير ذو زغب وعليه رؤوس لونها وأطرافها فرفيري ويظهر منها شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر قائم ، ويزعم أندراس الطبيب أن القوم الذين يقال لهم قوسا يأخذون أصل هذا النبات فيعلقونه على العضو الألم فيسكن ألمه . عبد الله بن صالح : رأيت البربر بقطر فاس إذا آلم عضوا من أعضاء الإنسان سقطة أو ما يشبهها يأخذون أصل هذا النبات ويقشرون قشره مع بعض جرمه بسكين أو غيره فتبرز منه لعابية فيجردونها ويحملونها على الموضع الألم كالملزم فلا يزول حتى يبرأ العضو فلعل أندراس أراد هذا . الغافقي : أصله قابض فيه لزوجة شديدة ، وإذا شرب منه شيء يسير جبر الكسر . | ذنب القط : بعض شجارين بالأندلس يسمي بهذا الاسم النبات المسمى باليونانية خروسوقامي عالي ، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة . | ذنب الخروف : أبو العباس النباتي : اسم أندلسي بأحواز شرق الأندلس للنبات الكري الشكل الحرفي الزهر إلا أنه أكبر وأصوله طوال تشبه النبات المسمى باليونانية سطرونيون وطعم الزهر والبزور ، والورق ما بين طعم الفجل والخردل ، وهو البنبديون المذكور عند ديسقوريدوس في الثانية الموصوف عند جالينوس في الثامنة ، وذنب الخروف أيضا فيها عند أهل أفريقية وأهل الشام نبات آخر غير هذا ، وهو الصحيح وقد وصفناه في مواضع أخر طعمه إلى المرارة ما هو بيسير لزوجة ، وفي ورقه مشابهة من ورق البنات الذي يسميه عامتنا بالأندلس بالأقين وزهره لين كري الشكل إلا أنه على أطراف أغصانه إلى البياض قليلا وقضيبه مستدير مزوي دقيق الأطراف ضخم أسفله ، وله بزر دقيق . وصحت التجربة عندهم فيه النفع من البياض في العين ، أعني عصارة ورقه ورأيته بالبيت المقدس كرمه الله تعالى ويسمونه أيضا بذنب الخروف وهو عندهم مجرب في النفع من عضة الكلب الكلب . | ذنب الفأرة : هو لسان الحمل ويسمى بذلك لشبهه في سنبلته التي في طرف قضيبه بذنب الفأرة ، وفيها بزرة شبيهة بذنب الفأرة . | ذنب : الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب الكيموس : إن الأذناب أشد صلابة من البطون والأمعاء وبحسب ذلك يكون عسر هضمها وقلة غذائها إلا أن فضولها قليلة من أجل تحريكها . | ذهب : ابن سينا : معتدل لطيف سحالته تدخل في أدوية السوداء وأفضل الكي وأسرعه برءا ما كان بمكوى من ذهب وإمساكه في الفم يزيل البخر وتدخل سحالته في أدوية داء الثعلب وداء الحية طلاء ، وفي مشروباته ويقوي العين كحلا وينفع من أوجاع القلب ومن الخفقان وحديث النفس وخبثها . غيره : وقيل إن كويت به قوادم أجنحة الحمام ألفت أبراجها ، وإن طرح منه وزن حبتين في وزن عشرة أرطال زئبق غاص إلى قعره ، وإن طرح في هذا القدر مائة درهم أو غيرها من الأجسام الثقيلة عام فوقه ولم ينزل فيه ، وإن ثقبت شحمة الأذن بإبرة من ذهب لم تلتحم ، وإن علق الإبريز منه على صبي لم يفزع ولم يصرع مجرب ، وإن لبس منه خاتما من في إصبعه داحس خفف وجعه مجرب . | ذو ثلاث حبات : هو الزعرور . | ذو ألف ورقة : هو المريافلن وقد يسمى أيضا أسطرطيوطس البري بهذا الاسم . | ذو ثلاث شوكات : زعم قوم أنه الشكاعي . | ذو ثلاث ورقات : قال على نوعي الحندقوقي وعلى الحومانة وعلى الصفصة وعلى نوع من خصاء الثعلب ، وقد ذكرنا كل واحد منها في بابه . | ذو ثلاث ألوان : يقال على النبات المسمى باليونانية طريقيلون ، وزعم ابن واقد أنه التربد وليس به . | ذو خمسة أصابع : هو البنجبنكشت بالفارسية . | ذو خمسة أجنحة وذو خمسة أقسام : هو النيطافلن . | ذو مائة شويكة وذو مائة رأس : وهو القرصعنة . | ذئب : جالينوس في الحادية عشرة : من مفرداته أما كبد الذئب فقد ألقيت أنا منها مرارا في الدواء المتخذ بالغافت النافع للكبد ولكني لم أجرب أن هذا الدواء ازداد قوة بهذا الكبد إذا قسته بالذي عملته حلوا من هذا الكبد ، وقال في الثامنة : إني جربت كبد الذئب تجربة بالغة ، وذلك بأن يسحق ويسقى منه في مثقال واحد مع شراب حلو فينتفع به من كل سوء مزاج يحدث للكبد من غير أن يضر الحار أو البارد ، لأن منفعته بجملة جوهره فإن كان بالعليل حمى ظاهرة فالأجود أن يسقى بماء بارد . وقال في العاشرة : وأما زبل الذئب فقد كان بعض الأطباء يسقيه لمن كان به وجع القولنج ويسقيه في وقت هيجان الوجع ، وربما سقاه من قبل الوجع وخاصة إذا كان ذلك الوجع يعرض لهم من غير نفعة ، ورأيت بعض من شرب هذا الزبل فلم يعرض له ذلك الوجع بعد ذلك فإن عرض له فلم يكن بالشديد المؤذي وكان ذلك الطبيب يأخذ من هذا الزبل دائما ، وإنما يكون ذلك إذا تغذى الذئب بالعظام فكنت أتعجب من منفعته إذا عولج به المرض ، وكان ربما علقه على المريض فينفعه منفعة عظيمة بينة ، وكان إذا سقاه لمن كان متقززا ومن به وجع القولنج فيخلط معه شيئا من الملح والفلفل ، وما أشبه ذلك من البزر ويجيد سحقها ويسقيه بشراب أبيض لطيف ، وربما سقاه بماء وحده ، وربما علق الزبل على فخذ الرجل الوجعة مشدودا بخيط من صوف كبش قد افترسه ذئب وذلك أبلغ في المنفعة إذا وجد وأقوى ، فإن عز هذا الصرف ولم يقدر عليه يأخذ سيورا من جلد إيل ويشد بها الزبل ويعلقها على فخذ الرجل ، وأما أنا فكنت أجعل من ذلك الزبل في أنبوب صغير في مقدار الباقلا وأتخذه من فضة بعروتين ، وأعلقه على الوجع ولما جربت ذلك في واحد من المرضى ونفعه استعماله استعملته في عدة منهم بعد ذلك فنفعهم . خواص ابن زهر : الذئاب لا تأكل الأعشاب والذئب من بين الحيوان لا يأكل العشب إلا عند مرضه كما تفعل الكلاب ، فإنها إذا اعتلت أكلت عشبا من الأعشاب ، وما خبث من الذئاب وفسد أصله أكل الناس وسائرها لا يأكل الكلاب ، وذكر الذئب والثعلب من عظم لا كسائر الحيوان من عضل أو عصب قال : وإن علق ذنب ذئب على معلف البقر لم تقرب إليه ما دام معلقا عليه ولو جهدها الجوع ، وإن بخر موضع بزبل ذئب اجتمع إليه الفار ، وزعموا أن من لبس ثوبا من صوف شاة قد افترسها ذئب لم تزل به حكة شديدة ما دام عليه معلقا أو ينزعه وإن بالت امرأة على بول ذئب لم تحبل أبدا وإن أخذت خصيته اليمنى وداقتها بزيت وغمست فيه صوفة واحتملتها المرأة ذهبت عنها شهوة الجماع قال : وإن شرب صاحب الحمى العتيقة من مرارة الذئب وزن دانق مع عسل أو طلاء أذهبها وعين الذئب تمنع من الصرع ، ولا يقرب من علقت عليه شيء من السباع والهوام واللصوص . ابن سينا : ومرارة الذئب تمنع التشنج والكزاز اللذين يتبعان جراحات العصب خصوصا من البرد ، وإذا سعط منها من به النزلات العظام نفعته . ومن خواص ابن زهر : وإذا نهش الذئب فرسا وأفلت منه جاد سيره وسهل قياده وسبق الخيل وشحمه ينفع من داء الثعلب وداء الحيية لطوخا . قال الجاحظ : إن دمي إنسان فشم الذئب رائحة الدم منه قاتل عليه حتى يبلغ إليه فيأكله ، ولو كان أتمهم سلاحا وأشجعهم قلبا وأشدهم ثقافة قال : وإن دفن رأس ذئب في موضع فيه غنم هلكت في موضعها ، وإن علق في برج حمام لم يقربه حية ولا شيء من الهوام التي تؤذي الحمام وإن كتب صداق في جلد شاة قد افترسها ذئب لم يزل بين الزوجين إتفاق البتة وأنيابه وجلده وعيناه إذا جمعت أو حملها إنسان معه غلب خصمه وكان محبوبا عند الناس . |
صفحه ۴۲۰
1 ( حرف الراء ) 1
صفحه ۴۲۱