جامع العلوم والحكم
جامع العلوم والحكم
ویرایشگر
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
ناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
ویراست
الثانية
سال انتشار
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
محل انتشار
القاهرة
وقد روي معنى هذا الحديث من وجوه متعددة عن النبي ﷺ وفي بعضها أنه قتل شهيدًا (^١).
* * *
[وعدم المبالاة بمن يتكلم فيما لا يعنيه]:
• وخرَّج أبو القاسم البغوي في معجمه من حديث شهاب بن مالك وكان وفد على النبي ﷺ أنه سمع النبي ﷺ وقالت له امرأة: يا رسول الله! أَلا تسلم علينا؟ فقال: "إنك من قبيل (^٢) يقلِّلن الكثير، ومنعها ما لا يغنيها، وسؤالها عما لا يعنيها".
(^١) في هذا يروي الطبراني في الأوسط بإسناد جيد من حديث كعب بن عجرة ﵁ قال: أتيت النبي ﷺ فرأيته متغيرًا فقلت: بأبي أنت ما لي أراك متغيرًا؟ قال: "ما دخل جوفي ما يدخل ذات كبد منذ ثلاث"، قال: فذهبت، فإذا يهودي يسقي إبلًا له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمرًا فأتيت به النبي ﷺ فقال: "من أين لك يا كعب"؟ فأخبرته فقال النبي ﷺ: "أتحبني يا كعب"؟ قلت: بأبي أنت وأمي نعم! قال: "إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافًا"، قال: ففقده النبي ﷺ فقال: "ما فعل كعب؟ " قالوا: مريض .. فخرج يمشي حتى دخل عليه! فقال: "أبشر يا كعب"! فقالت أمه: هنيئًا لك الجنة يا كعب! فقال النبي ﷺ: "من هذه المتألية على الله"؟ قلت: هي أمي يا رسول الله! قال: "ما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعبًا قال ما لا ينفعه ومنع ما لا يغنيه".
راجع مجمع الزوائد للهيثمي ١٥/ ٣١٣ - ٣١٤ والصمت لابن أبي الدنيا ٧٤ وقد أورده فيه مختصرًا على شطر القصة الأخير وعنده: "لعل كعبًا قال ما لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه".
وقال العراقي في تعليقه على الإحياء: إسناده جيد إلا أن الظاهر انقطاعه بين الصحابي والراوي عنه - إحياء ٣/ ٩٧.
وأخرج أبو يعلى في مسنده (١١/ ٥٢٤) من حديث أبي هريرة ﵁ قال: قتل رجل على عهد رسول الله ﷺ شهيدًا قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: فقال النبي ﷺ: "مه ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه، ويبخل بما لا ينقصه".
وإسناده ضعيف لضعف عصام بن طليق؛ فقد رواه أبو يعلى عن محمد بن بكار عن عصام بن طليق؛ عن شعيب بن العلاء عن أبي هريرة.
وقد أورده الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٢ - ٣٠٣ وضعفه بعصام المذكور.
وانظر هامش أبي يعلى وتعليق المحقق.
وأخرج أبو يعلى في مسنده (٧/ ٨٤) من حديث أنس بن مالك ﵁ قال: اسْتشهد غلام منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع؟ فمسحت أمُّهُ التراب عن وجهه وقالت: هنيئًا لك يا بني الجنة! فقال النبي ﷺ: "ما يدريك؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره".
وقد رواه أبو يعلى عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الأعمش، عن أنس وقد ضعفه الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٣ بيحيى بن يعلى الأسلمي؛ قال: وهو ضعيف.
(^٢) في س: "قبيلة" واسم المرأة المذكورة: أم كلثوم وقد أشار إليها وإلى خبرها ابن حجر في الإصابة ٢/ ١٥٨ ورواه عن ابن قانع أيضًا من طريق عمارة بن عقبة الحنفي، عن بقير بن عبد الله بن شهاب بن مالك، عن جده شهاب بن مالك فذكره. وانظر الكنز ٤٥٠٨٤.
1 / 314