239

جامع العلوم والحكم

جامع العلوم والحكم

ویرایشگر

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

حدیث
عرفان
[قتال الفرد أو قتله]:
وأما قتل الواحد المتنع عنها فأكثر العلماء على أنه يقتل المتنع عن الصلاة.
وهو قول مالك والشافعي، وأحمد، وأبي عبيد، وغيرهم.
• ويدل على ذلك ما في "الصحيحين" عن أبي سعيد الخدري: أن خالد بن الوليد استأذن النبي ﷺ في قتل رجل فقال: "لا؛ لعله أن يكون يصلي؟ " فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه!؟ فقال رسول الله ﷺ:
"إنِّي لَمْ أَومَر أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ الناس وَلا أشُقَّ بَطُونَهَم" (^١).
• وفي المسند للإمام أحمد ﵀ عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلًا من الأنصار حدثه أنه أتى النبي ﷺ فاستأذنه في قتل رجل من المنافقين - فقال النبي ﷺ: "أليْس يَشْهَدُ أَن لا إله إلا الله؟ ".
قال: بلى، ولا شهادة له.
[قال: "ألَيس يَشْهَدُ أن مُحمدًا رسُول الله"؟ قال: بلى] (^٢). قال: "أَليْسَ يصَلِّي"؟ قَالَ: بلىَ ولا صَلَاة له!؟ قال: "أُولَئكَ الذينَ نَهَاني الله عن قَتْلِهم" (^٣).
* * *
[قتل المتنع عن أداء الزكاة]:
وأما قتل المتنع عن أداء الزكاة ففيه قولان لمن قال: يقتل الممتنع من فعل الصلاة.
أحدهما: يقتل أيضًا وهو المشهور عن أحمد ﵀ ويستدل له بحديث ابن عمر هذا.
والثاني: لا يقتل، وهو قول مالك، والشافعي، وأحمد في رواية.
* * *

(^١) أنقب عن قلوب الناس: أبحث وأفتش والحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي: باب بعث على بن أبي طالب ﵇ وخالد بن الوليد ﵁ إلى اليمن قبل حجة الوداع ٨/ ٦٧.
ومسلم في كتاب الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفتهم ٢/ ٧٤٢.
(^٢) ما بين الرقمين من المسند.
(^٣) مسند أحمد ٥/ ٤٣٢ - ٤٣٣ (حلبي) وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٢٤ عن أحمد وقال: رجاله رجال الصحيح.

1 / 246