جامع البيان في تفسير القرآن
جامع البيان في تفسير القرآن
فلما أوجب الله على من شهد الشهر الصيام، فمن كان صحيحا يطيقه وضع عنه الفدية، وكان من كان على سفر أو كان مريضا فعدة من أيام أخر. قال: وبقيت الفدية التي كانت تقبل قبل ذلك للكبير الذي لا يطيق الصيام، والذي يعرض له العطش أو العلة التي لا يستطيع معها الصيام. حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: جعل الله في الصوم الأول فدية طعام مسكين، فمن شاء من مسافر أو مقيم أن يطعم مسكينا ويفطر كان ذلك رخصة له، فأنزل الله في الصوم الآخر: { فعدة من أيام أخر } ولم يذكر الله في الصوم الآخر فدية طعام مسكين، فنسخت الفدية، وثبت في الصوم الآخر:
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
[البقرة: 185] وهو الإفطار في السفر، وجعله عدة من أيام أخر. حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: أخبرني عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحرث، قال بكر بن عبد الله، عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع أنه قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بطعام مسكين، حتى أنزلت:
فمن شهد منكم الشهر فليصمه
[البقرة: 185]. حدثني المثنى، قال: ثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبي في قوله: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال: كانت الناس كلهم، فلما نزلت:
فمن شهد منكم الشهر فليصمه
[البقرة: 185] أمروا بالصوم والقضاء، فقال:
ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر
[البقرة: 185]. حدثنا هناد، قال: ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم في قوله: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال: نسختها الآية التي بعدها: { وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون }. حدثنا هناد، قال: ثنا وكيع، عن محمد بن سليمان، عن ابن سيرين، عن عبيدة: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال: نسختها الآية التي تليها:
فمن شهد منكم الشهر فليصمه
صفحه نامشخص