جامع البيان في تفسير القرآن
جامع البيان في تفسير القرآن
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة
شلا...........
لو أسقط منه «إذا» بطل معنى الكلام لأن معناه: حتى إذا أسلكوهم في قتائدة سلكوا شلا. فدل قوله: «أسلكوهم شلا» على معنى المحذوف، فاستغنى عن ذكره بدلالة «إذا» عليه، فحذف. كما قد ذكرنا فيما مضى من كتابنا على ما تفعل العرب في نظائر ذلك، وكما قال النمر بن تولب:
فإن المنية من يخشها
فسوف تصادفه أينما
وهو يريد: أينما ذهب. وكما تقول العرب: أتيتك من قبل ومن بعد تريد: من قبل ذلك ومن بعد ذلك. فكذلك ذلك في «إذا» كما يقول القائل: إذا أكرمك أخوك فأكرمه وإذا لا فلا يريد: وإذا لم يكرمك فلا تكرمه. ومن ذلك قول الآخر:
فإذا وذلك لا يضرك ضره
في يوم أثل نائلا أو أنكد
نظير ما ذكرنا من المعنى في بيت الأسود بن يعفر. وكذلك معنى قول الله جل ثناؤه: { وإذ قال ربك للملئكة } لو أبطلت «إذ» وحذفت من الكلام، لاستحال عن معناه الذي هو به وفيه «إذ». فإن قال قائل: فما معنى ذلك؟ وما الجالب ل«إذ»، إذ لم يكن في الكلام قبله ما يعطف به عليه؟ قيل له: قد ذكرنا فيما مضى أن الله جل ثناؤه خاطب الذين خاطبهم بقوله:
كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا فأحيكم
صفحه نامشخص