به التوراة المعينة [التي هي كتاب موسى عليه السلام، فإن لفظ التوراة والإنجيل والقرآن والزبور يراد به الكتب المعينة] تارة، ويراد به الجنس تارة، فقوله: (أخبرني بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة) إما أن يريد به جنس الكتب المتقدمة، وكلها يسمى توراة، ويكون هذا الوصف في بعضها، أو يريد به التوراة المعينة كتاب موسى عليه السلام.
قال بعض أصحابه: وعلى هذا فيكون هذا في نسخة لم ينسخ منها هذه النسخ، فإن النسخ الموجودة بالتوراة التي وقف عليها شيخنا قال: ليس فيها هذا.
قلت: هذا كله يدور على أن التوراة لم تبدل لفظا وهذا خطأ فاحش واعتقاد شنيع، فإن النسخ الموجودة بالتوراة التي بأيدي اليهود فيها من الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل ما لا يخفى، والتوراة التي بأيدي اليهود تخالف التوراة التي بأيدي السامرة، ومن وقف عليهما علم ما بينهما من التباين والتغيير والتناقض والتبديل.
والصحيح وهو الذي سبق الفهم إليه أنه أريد في هذا الحديث كتاب موسى الذي أنزل عليه، وقد جاء مصرحا بذلك، فزال اللبس والاشتباه، وبطل كل قول سواه، وذلك فيما أخبرناه أبو محمد عبد القادر بن أبي إسحاق الحريري الصالحي بقراءتي عليه بها، أخبرتنا فاطمة بنت أبي عمر أخبرنا أحمد بن أبي محمد النابلسي، أخبرنا إسماعيل بن علي الشروطي، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو الحسن عبد الدائم الهلالي، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، أخبرنا
صفحه ۱۱۰