============================================================
الله لنا الغثائم، خصوصية لنا، وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر رأى الله سبحانه وتعالى ضعفنا وعجزنا (أي تذللنا وخضوعنا بين يديه، وامتثالنا لما امرنا به متبرئين من حولنا وقوتنا ملتجثين بحوله تعالى وقوته فانين عن آنيتنا في آنيته متيقنين حق اليقين أن لا شيء من الأعيان والمعاني إلا وهو شأن من شؤونه وآثر من آثار قدرته، طامعين في الدخول في حريم حضرته، غير قانعين بأطوار صفته وآثار صنعته كغيرنا)، فأحلها لنا(6 ولم يحلها لغيرنا لثلا يكون قتالهم لأجل الغنيمة لقصورهم عن الإخلاص، بخلاف الأمة المحمدية، فإن الغالب فيها الإخلاص، وبكماله لهم الاختصاص وفي تعبيره صلى الله عليه وسلم يضمير المتكلم مع الغير ما يدل على شرافتهم والاشعار بشراكتهم في حل الغنيمة وما اقتضاه من الرتبة الجسيمة بورائتهم لكنوز أسرار سنته واغترافهم من تيار شريعته وطريقته، ولا يقدح فيما قلتا عدم عموم تلك الورائة في جميع أفراد امته فإن الف عين تكرم لأجل عين وغرته، انتهى قلت وصححه في المعالم فانه قال فيه واختلفوا فيمن تولى تلك الحرب وعلى يد من كان الفتح، فقال قوم إنما فتح أريحا موسى، وكان وشع على مقدمته، فسار موسى إليهم بمن بقي من بني إسرائيل، آي بعد التيه، فدخلها يوشع وقاتل الجبابرة، ثم دخلها موسى فأقام فيها ما شاء الله ثم قبضه الله إليه ولا يعلم قبره أحد، وهذا أصح الأقاويل، لاتفاق العلماء على أن عوج بن عنق قتله موسى، وذكر الطبري (2) في تاريخه أن يوشع دفن في الشام، ولكن المشهد المعروف الواقع في الجانب الغربي من بغداد، القريب من مرقد جنيد البغدادي (3)، كما شوهد تردد بعض أهل الكتاب إليه، الزاعمين يأنه من بني إسرائيل وزيارتهم له على اعتقاد آنه هو مدفن يوشع عليه السلام أوردناه في هذه الرسالة، وذكرنا مآثره في هذه العجالة، (1) يتهي التقل عن صحيح البخاري. وما وضع بين قوسين لم يرد فيه.
(2) تاريخ الطبري 442/1، وفيه أته دفن في جيل افرايم.
3) سيترجمه المؤلف فيما بعد.
صفحه ۳۵