259

============================================================

تعالى بك9 قال: غفر لي، فقلت بزهدك وورعك، فقال: لا بل بقبولي موعظة ابن السماك، ولزومي للفقر ومحبتي للفقراء وموعظة ابن السماك هو ما قاله معروف: كنت يوما مارا بالكوفة، فوقفت على رجل يقال له ابن السماك، وهو يعظ الناس، فقال في خلال كلامه: من أعرض عن الله تعالى بكليته أعرض الله عز وجل عنه جملة، ومن أقبل على الله تعالى بقلبه، اقبل الله تعالى إليه برحمته، واقبل بوجوه جميع الخلق اليه، ومن كان مرة ومرة فالله يرحمه وقتا ما، فوقع كلامه في قلبي، وأقبلت على الله تعالى وتركت كلما كنت عليه إلا خدمة مولاي علي الرضا، ثم ذكرت هذا الكلام لمولاي فقال: يكفيك هذا موعظة إن اتعظت به.

وقال السري السقطي: قيل لمعروف رضي الله عنه عند موته: أوصي، فقال: إذا أنا مث فتصدقوا بقميصي، فإني أريد أن أخرج من الدنيا عريانا كما دخلتها عرياتا.

وقال محمد بن منصور الطوسي، كنت عند معروف الكرخي مساء ال يوم فدعا لي، ثم عدت إليه من الغد وفي وجهه أثر خدش، فقال إنسان: يا آبا محفوظ، كنا عندك بالأمس ولم يكن بوجهك هذا الأثر، فما هذا؟

فقال: سل عما يعتيك، فقال له الرجل، بمعبودك ألا فلت لي، فقال: صليت البارحة ههنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكة، وطفت، وملت إلى زمزم لأشرب من مائها، فزلقت على الباب فأصاب وجهي ما تراه: ورري عن عامر بن عبد الله الكرخي آنه قال: كان لي جار نصراني متمول، ولم يكن له عقب فالتمس مني أن أدله على أحد الأولياء المجابين، وأرشده إلى رجل من الرجال المحبوبين ليدعوا الله أن يرزقه ولدا، قال: فدللته على معروف الكرخي، وأتيت به إليه، وقصصت الحال عليه، فعرض عليه معروف الإسلام وسأله الدخول في الدين الحنيفي في أول الكلام فقال: إن لم يكن لي من الله العناية، فلست تملك لي آمر الهداية، ثم رفع معروف يديه وقال: اللهم إني أسالك أن ترزقه ولدا يكون

صفحه ۲۵۹