============================================================
الناسكين، لأن الحكايات جنود الله إذا نزلت معسكر القلوب، رحلت عنها الغفلات وأخذت بالغروب ونهبت أسباب مقارفة الذنوب، فكم بها من تبتل إلى الله وخالف مشتهاه وهواه وقد سمعت أن بعض السالكين ممن رافقه التوفيق وساعده، فتح له باستماع حكاية واحدة، ولا سيما تاريخ الأنبياء، ال اوورثتهم الأيمة الأعلام، وسائر العلماء العاملين والأولياء الصالحين، الذين غردت بلابل قلوبهم بافانين وجدهم وحبهم على أفنان القرب من ربهم، إذ بمفاتيح إرشادهم تفتح أبواب الفترح، وبمصابيح إمدادهم تشرح الصدور وتنيسط الروح، ويستسقى بحرمتهم الفيث، ويستذل بهمتهم الليث، وتدر لدى نشر محاستهم سحائب الهبات، وتنزل عند ذكر مناقبهم الرحمة والبركات، وتهتدى بمتابعتهم إلى أقوم المسالك، ويتقى بمخالطتهم عن الوقوع في المهاوي والمهالك.
وممن يسرح طرف الطرف في حدائق أسطاره، ويجيل جواد النظر في ميدانه ومضماره، ويرشف عذب سلساله بكؤوس الأسمار، ويتنعم بموائد عوائده مع السمار ويكحل بأثمد عبره عين الاعتبار، ويوشح بمنظوم جواهره صدور آنديته، ويزين بمثور لآلنه وجوه أفنيته، من زكت أعراقه، ونمت أخلاقه، ل وبرز على أقرانه في عصره، وانتهت إليه الرياسة في مصره، ذو الأيادي الحاتمية، والمآثر الهاشمية خلاصة ذرية البتول، بقية أولاد الرسول، مركز دائرة السعادة، ومحور كرة السيادة. السيادة على ربوة الصدارة، والشريف الذي أسيل شرفه على النيرين أزاره النسيب الذي صما علو نسبه على كيوان، والحسيب الذي لا يفي بتلخيص بيانه أطول التبيان الكريم الذي روي من سلسال كرمه كل لاتب وجنى من ثمرات هباته كل ذاهب وآيب، قادري الحسب والنسب، سامي المكانة والرتب، ملاذ اللانذ العاني، رئيس غرة الكيلاني، نقيب الأشراف، نجيب الأسلاف، محمود العواقب، مسعود الكواكب قبلة الإقبال، كعبة الآمال، الصارم الهندي، السيد محمود افندي(2)، لا زال بألطاف الله مأنوسا، () محمود بن زكريا الكيلاني القادري الذي ولي تقابة الاشراف سنة 1230ه/1514م المنوف سنة 1269د/1990م
صفحه ۲۳