فصل
ومن السنة الترحيب بالقادم، والقيام له إن جاء من سفر.
فأما القيام لغير ذلك فقد ورد فيه عن بعض السلف أنه قال: لم يكن أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم كانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك وشدته عليه، وما أفتى به بعض العلماء من جوازه للضرورة المرء فقيه نفسه { والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } .
والمصافحة حسنة ولكنه لم ترد على الوجه الذي يفعله الناس أعني بعد العيد والصلاة في بعض البلاد ونحو ذلك، وكان بعض الصالحين يرد ذلك ولا يبتدئ به وهو وجه حسن. وكذلك قولهم: عيد مبارك، وغفر الله لنا ولكم، ونعم صباحك ونعم مساؤك، لا ينبغي رده بل يعوض بالسلام إلا أن يخاف من العداوة [إن لم يرده] فليرده بعد السلام.
وتقبيل اليدين كرهه مالك وأجازه غيره لعالم وصالح وغيرهما لا لظالم ونحوه؛ وأنكر المعانقة وأجازها ابن عيينة لفعله - عليه السلام - مع جعفر - رضي الله عنه - لما قدم، والأولى تركها مع اعتقاد جوازها، وبالله التوفيق.
صفحه ۲۲