جامع أبي الحسن البسيوي - المتن المحقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرها
قيل له: إن المعجزات في ذلك، والعلامات التي أتى بها عند من أرسل إليه كثيرة مما لم يوقف على جملتها، وأوضح المعجزات التي جاء بها والدلالة التي لا يرتاب فيها هذا القرآن الذي جاء به محمد ^ معجز نظمه عن كلام البشر؛ لأنهم لا يأتون بمثله، وقد قال الله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}، وقال: {قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين}. فقرعهم بالعجز عنه، فلما عجزوا قهرهم به، ولم يقدروا أن يجيبوه بمثله أو بقصيدة ولا أرجوزة ولا غير ذلك.
صحت رسالته بالمعجز من القرآن فاتبعه متبعون، وكذبه مكذبون، فلما لم يقدروا على جوابه، وبذلوا فيه الأموال والأنفس، فأعجزهم حتى بذلوا فيه مهج أنفسهم على إطفاء نوره وحاربوه، وحاربهم بمن صدقه حتى أظهر الله دينه، وتمت كلمته، وأكمل دينه، صلى الله على رسوله محمد كما بلغ رسالة ربه، وجاهد في سبيله حتى أتاه اليقين.
ومن المعجزات -أيضا-: كلام الذئب، وكلام العجل، وكلام الجمل، والميضأة التي كان الماء يفور من بين أصابعه، وخبر القليب الذي غرز فيه السهم /61/ حتى خرج الماء، وشاة أم معبد، وتسبيح الحصى في كفه، وإجابة الشجرة إلى شجرة أخرى حتى استظل بهما، وكلام عضد الشاة المشوية المسمومة، وغير ذلك مما لا يحصى مما أتاهم من العلامات والآيات، والطعام القليل الذي أتي به إليه، فأكل منه هو وأصحابه حتى شبعوا، ولم يروه نقص منه شيء، وأشباه هذا مما روي ووجد في الآثار والأخبار كثير.
صفحه ۸۶