جامع أبي الحسن البسيوي - المتن المحقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرها
وقد يوجد عن محمد بن محبوب ~ أنه كان يقول بالوقوف عنهم؛ لأنه كان يقول: هذا مما يسعه جهله حتى تبلغه صحة ذلك.
مسألة: [ولاية الله لخلقه]
- وسأل عن: ولاية الله لخلقه ما هي؟
قيل له: قد تقدم القول في ذلك أن ولاية الله للمؤمنين ثوابهم الجنة، وأن يوفقهم للحق، وينصرهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
فإن قال: فما ولاية المؤمنين لله؟
قيل: هي القيام بمدحه وتوحيده، والقيام بنصرة أوليائه والاعتراف له بنعمته.
فإن قال: فالولاية لرسوله محمد ^؟
قيل له: هو التولي لتعظيمه وتوقيره، والصلاة عليه والعمل بسنته والمحبة له.
فإن قال: فما الولاية في الجملة، والاعتقاد لجميع أولياء الله؟
قال: هو التولي لمحبتهم وتعظيمهم، والرد في مغيبهم والاستغفار لهم، والتسليم عليهم وتصويبهم.
فإن قال: فالولاية للمؤمنين في الجملة؟
قيل له: هو التولي لمحبتهم، وتصويبهم، والاستغفار لهم في المحيا والممات، والرد في مغيبهم، وإعطاؤهم حقوقهم، والتسليم عليهم.
فإن قال: الولاية لأصحاب رسول الله ^؟
قيل له: هو كما وصفنا في التولي لمحبتهم وتصويبهم، ومعرفة فضائلهم وسابقتهم، والاستغفار لهم، والرد في مغيبهم وعنهم من طعن عليهم. /55/
فإن قال: فولاية المسلمين لبعضهم بعض؟
قيل له: هو أن يعلم بعضهم بعضا الإسلام والفضل والورع، فيتولى بعضهم بعضا، ويستغفرون لهم، وتقع المودة لهم في قلوبهم، والمواصلة لهم، والرأفة بهم، والرحمة لهم -وكذلك وصفهم الله {رحماء بينهم}-، والرد في مغيبهم، والقيام بمدحهم، وتعظيمهم، وتصويبهم، وإعطائهم حقوقهم، والاستغفار لهم.
وكذلك قال الله لقوم قالوا: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}.
صفحه ۷۷