نزه نفسه عن صفات المخلوقين في هذه الأسماء كلها وقال: {هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}، وقال: {ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
فهذه أسماؤه التي وصف بها نفسه في القرآن، وأمر أن يدعى بها، ووصفها وبينها في كتابه فقال: {له الأسماء الحسنى}، فهي له كما قال: إن له الأسماء الحسنى، ونزه نفسه أن يشبه المخلوقين؛ لأن التسبيح تنزيه وتنزيه عن الأشباه، فإن ما في السموات وما في الأرض يسبح له وينزه عن الأشباه، وأن كل ما في السموات والأرض دلالة عليه أنه الخالق وما سواه مخلوق، وأن أسماءه التي أمر أن يدعى بها لم تزل له، وأن يدعى بأسمائه الحسنى، كما أمر أن يدعى بها، فدعاء الداعي وكلامه وصفته لله /18/بما وصف به نفسه، كلام الواصف وهو محدث مخلوق، والموصوف بأسمائه كما أمر لم يزل، وأسماؤه له كما وصف في كتابه، تعالى ربنا وجل عن شبه المخلوقين.
مسألة: [معنى أن الله شيء ليس كمثله شيء]
- وسأل فقال: أتثبتون أن الله شيء؟
قيل له: نعم، نثبته شيئا ليس كمثله شيء كما قال في كتابه: إنه {ليس كمثله شيء}، وقال: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} فهو كذلك، وكل من سماه شيئا فقد ثبته شيئا؛ إذ لا موجود إلا شيء، ولا معلوم إلا شيء، ولا حي ولا عالم ولا قادر إلا شيء، فلما كان تعالى حيا قادرا عالما سميعا بصيرا كان شيئا ليس كمثله شيء من الأشياء مما خلق، جل وعلا علوا كبيرا.
صفحه ۲۵