205

جامع أبي الحسن البسيوي - المتن المحقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرها

قيل له: قول الله: {ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا}. فله ما قال الله إذا لم يؤمن بالله ورسوله، حتى يقر بالجملة بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن ما جاء به محمد عن الله فهو الحق، وكذلك قال الله: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}؛ وإنما أفلحوا إذا آمنوا بالله ورسوله، وما جاء به محمد من التنزيل من الله والأنبياء، وما أنزل إليهم، لا نفرق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون. وهذا هو الدين، والدين عند الله الإسلام.

فإن قال: فمن سمع /148/ في عصر رسول الله ^ من يقول: لا إله إلا الله، وأن عيسى رسول الله ^، هل يثبت له الإيمان؟

قيل له: لا؛ حتى يقر بالجملة كما وصفنا.

فإن قال: فيحكم عليه بالكفر؟

قيل له: لا.

فإن قال: ولم ذلك؟

قيل له: لم نسمع منه إيمانا تجب به ولايته، ولا كفرا تجب به عداوته ومفارقته، فالوقوف عنه حتى يعلم إسلامه، ويقر بالجملة من دين محمد، وأن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به فهو الحق مع التصديق بعيسى. ولا يجزيه التصديق بعيسى حتى يصدق بمحمد، وبما جاء به، وأنه هو الدعوة.

وقد كان في زمان رسول الله ^ من علم منه الإيمان بعيسى لم يثبت له الإيمان حتى يؤمن بمحمد، فإن علم منه الإيمان بمحمد رسول الله، فإذا صدق بمحمد، وبما أنزل إليه مع الإيمان بعيسى، فقد أقر بالنبي وحكمه.

وكذلك اليوم عندنا لما أحدث أهل القبلة، واختلفوا وابتدعوا، واستحلوا الحرام والفراء على الله، وعلى رسوله ^ لم تثبت الولاية لمن علم منه الإقرار بالجملة، حتى يعلم منه معرفة كفر المستحلين، والولاية لأهل طاعة الله، مع الشهادة الأولى.

صفحه ۲۰۵