جامع أبي الحسن البسيوي - المتن المحقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرها
وقد روي أن عليا قال: «والله لو ولاني رسول الله هذا الأمر لقاتلت عليه، وما أسلمته إلى غيري». وقد روي أنه قال: "يا رسول الله، من خليفتك علينا، وإلى من نأوي، وبه نشكو أحزاننا"؟!، قال: «الله خليفتي عليك وعلى أصحابي أجمعين، وعلى أمتي إلى يوم القيامة»، ولم ينص لإمام بعينه، فقد فسد بهذا قول من ادعى الوصايا والنص بما تلونا، وبالله التوفيق.
مسألة: [ في الإمامة]
- وسأل عن الإمامة: هل تكون بغير تراض من المسلمين؟
قيل له: لا، إنما تثبت الإمامة بالرضى من المسلمين، وإنما تكون البيعة مع الرضى والمشورة.
قال الله تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون}، فأمر بالمشورة ومدح أهلها، وأثنى عليهم في التناصر عند البغي، ولا تكون المشورة إلا في الأفضل، وتقديم من يكون أجمع للكلمة، وأقوى على إقامة الأمر، وأنكى للعدو، وإن كان غيره أفضل منه في العلم.
ألا ترى أن عمر - رضي الله عنه - أقام الشورى في الإمامة بعده، وقد كان في الصحابة من هو أفضل منهم في العلم، وإنما قصد أنها تصلح فيهم ممن يرجو فيه نكاية العدو، وأجمع للأمر من أهل الفضل، ولا يجوز غير أهل الفضل، قال الله تعالى لإبراهيم: {إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}، فمنع الظالم أن ينال ذلك، أو يتحلى بالإمامة عات، وإنما هي لأهل الحق من المسلمين، فمن قال: إنها لغير من ذكرنا من العدل المرضي وأهل الفضل فقد أخطأ.
صفحه ۲۰۰